رد الفقير أبي عثمان على د. الشريف في تمجيده لابن عربي الصوفي الكبير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
قرأت مقالا للدكتور الشريف يرد فيه على أحد أصدقائه فحواه : مدافعة عن شيخ الصوفية الأكبر محيي الدين ابن عربي ، ولا ألومه عندما يدافع عنه لأنه شيخهم الأكبر أي أكبر رأس في الصوفية ، وانظر إلى قوله عندما قرأ كتب شيخهم الأكبر قال : (( كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيرا، وكنت اتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي اقف امام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية، وان كان كل انسان لا يخلو من الاخطاء )) .
ثم أخذ يسرد بعض الأقوال في مدح ابن عربي والثناء عليه ، فأقول ما هذه المنهجية ، فلماذا لم يسرد قولا واحد لابن عربي من كتبه التي جعلته يقف أمام طود عظيم ؟؟ الجواب معلوم : لأن الدكتور الشريف صوفي ، فالصوفية يقفون عند ابن عربي كما وقف الدكتور الشريف عندما قرأ كتب ابن عربي .
ثم وضع الدكتور منهجا عظيما نتفق معه عليه حيث يقول : (( ولذا لا يتحاكم المؤمن الا الى الوحيين - الكتاب والسنة - اللذين تكفل الله - تعالى بحفظهما، ثم يأتي الاجماع )) ، وسوف انقل لكم إن شاء الله نصوص لابن عربي من غير كتابيه الفتوحات والفصوص ، لأننا نعلم أنهم سيقولون : (( مدسوس )) وقد قالوا !!
ابن عربي يأصل لعقيدة وحدة الوجود ( أي الوجود هو الله )
قال ابن عربي : (( اللهم أرني الأشياء كما هي عيانا " . أشار بالأشياء إلى ما سوى الله تعالى . أي عَرِّفني الذي سِواك ، لأعلم وأعرف الأشياء ، أي شيء هي ؟ أهي أنت أم غيرك ؟ أم هي قديم أو حادث ؟ أو باقٍ أم فانٍ ؟ فإن أراه الله ما سواه نفسه بلا وجود ما سواه من الأشياء ، فرأى الأشياء كما هي ، أعني رأى ذات الله تعالى بلا كيف ، ولا أين ولا اسم . واسم الأشياء يقع على النفس وغيرها من الأشياء ، فإن وجود النفس ووجود الأشياء سيان في الشيئية . فمتى عرف الأشياء ، عرف النفس ، ومتى عرف النفس ، فقد عرف الرب ؛ لأن الذي يظن أنه سوى الله ، ليس سوى الله ، بل عين الله سوى الله تعالى ، ولكنك لا تعرفه وأنت تراه ، ولا تعلم أنك تراه ، ومتى كُشف لك هذا السر ، علمت أنك لست ما سوى الله تعالى ، وعلمت أنك كنت مقصودك ومطلوبك في طلبك ربك ، وعرفت أنك لا تحتاج إلى الفناء ولا إلى فناء الفناء ، وأنك لم تزل ولا تزال بلا حين ولا أوان ، كما ذكرنا من قبل ، وترى جميع صفاتك صفاته ، وظاهرك ظاهره ، وباطنك باطنه ، وأولك أوله ، وآخرك آخره بلا شك ، ولا ريب حين المعرفة ، أما قبلها فلا ترى صفاتك صفاته ، وذاتك ذاته بلا صيرورتك إياه لا بقليل ولا كثير " كل شيء هالك إلا وجهه " بالظاهر والباطن ، يعني لا موجود إلا هو ، ولا وجود لغيره فيحتاج إلى الهلاك ويبقى وجهه )) . [ الرسالة الوجودية ص 37 – 38 ] .
وقال أيضا : (( عرفـت الـرب بالـرب ######## بلا شــك ولا ريــب
فذاتـي ذاتــه حقــاً ######## بـلا نقـص ولا عيــب
ولا غـيران بينهــمـا ######## فنفسـي مظهــر الغيب
ومـن عرفتـه نفســي ######## فـلا مــرجٍ ولا شـوب
وصلـت وصـول محبوبٍ######## بــلا بعــدٍ ولا قـرب
ونلـت عطـاء ذي قـدم######## بـلا مــن ولا سبــب
ولا فنيـت لـه نفســي######## ولا تبقـى لــذوي ذوب
ولكـن قـد تعـرت منك######## عن عبــد وعــن رب ))
[ الرسالة الوجودية ص 44 ]
وقال أيضا بعدما قرر عقيدة وحدة الوجود التي يعلمها الدكتور بكونه صوفي : (( ولهذا جاز للواصل إليه على الحقيقة أن يقول : " أنا الحق "، وأن يقول : " سبحاني " وما وصل واصل إليه إلا ورأى صفاته صفات الله ، وذاته ذات الله بلا صيران صفاته ولا ذاته ، داخلاً في الله ولا خارجا من قط ، ولا أنه فان في الله أو ولا باقٍ في الله ، ويرى نفسه أنه لم يكن قط ، ولا انه كان ، ثم فُني ، فإنه لا نفس إلا نفسه ولا وجود إلا وجوده )) . [الرسالة الوجودية ص 38 ]
وكما يظهر للقاري الكريم أن ابن عربي يقول بوحدة الوجود أي الوجود هو عين والعياذ بالله وهذا القول يستلزم أن تكون الأشياء القذرة هي ..... فلم تفت ابن عربي هذه الملاحظة فقال : (( فإن سأل سائل وقال : بأي نظر ننظر إلى المحبوبات والمكروهات فإذا رأينا مثلاً ( روثاً ) أو ( جيفة ) فنقول هو الله ؟!! فالجواب : تعالى وتقدس حاشا ثم حاشا أن يكون شيئا من هذه الأشياء ، وكلامنا مع من لا يرى الجيفة جيفة والروث روثا ، بل كلامنا مع من له بصيرة ، وليس بأكمه ، فإن من لم يعرف نفسه ، فهو أكمه وأعمى ، وقبل ذهاب الأكمهية والعمى ، لا يصل إلى هذه المعاني ، وهذه المخاطبة مع الله ، لا مع غيره ، ولا مع الأكمه ، فإن الواصل إلى هذا المقام يعلم أنه ليس غير الله ، وخطابنا مع من له عزيمة وهمة في طلب العرفان ، وفي طلب معرفة النفس لمعرفة الله ، وتطرأ في قبله صورة الطالب والاشتياق إلى الله تعالى لا مع من لا قصد ولا مقصد له )) [ الرسالة الوجودية ص 43 ] .
فأقول نعم العمى ونعم الكمه الذي يجعل الإنسان يرى الأشياء على حقيقتها فيرى الروث روثا ويرى الجيفة جيفة ، فطودهم الشامخ يحاول أن يتملص من هذا الإلزام ولكن بطريقة ملتوية ولكن أنى له ذلك فكيف ينفيه هو يقول : (( فإن الواصل إلى هذا المقام يعلم أنه ليس غير الله )) ولكن هذه شنشنة نعرفها من أخزم .
والآن بعد أن عرضنا بعض أقول طودهم الشامخ نطالب الدكتور الشريف أن يطبق القاعدة التي ارتضاها وهي (( التحاكم إلى الوحيين )) ويحكم على أقوال ابن عربي هذه .
في طبيعة الحال لن يجرأ أحد من الصوفية على نقد كلام ابن عربي لأنه لم يصل لهذا المقام إلا إذا كان لا يرى الروث روثا والجيفة جيفة ، فطالما يرى الروث روثا والجيفة جيفة فهو لم يصل.
ابن عربي شيخهم الأكبر وطودهم الشامخ لا يعرف من كلفه
قد تتعجب من هذا العنوان ، ولكن للأسف يا أخي القاري هذه هي الحقيقة بان عربي في حيرة شديدة حتى نظم الشعر في فقال :
الرب حق والعبد حق *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فاذك نفي *** أو قلت رب فما يكلف
وقال أيضا
تعجبت من تكليف ما هو خالق *** له وأنا لا فعل لي فأراه
فيا ليت شعري من يكون مكلفا *** وما ثم إلا الله ليس سواه
[ كتاب الجلالة وهو كلمة الله ضمن رسائل ابن عربي ص 53 ]
وقال أيضا :
الرب حق والعبد حق *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت *** أو قلت رب أنى يكلف
[ تنزل الأملاك في حركات الأفلاك ص 28 ] .
وفي هذا الموضع نطال الدكتور الشريف أن يعرض كلام طوده الشامخ على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولنرى هل حق ابن عربي طودا شامخا أم لا ؟
ابن عربي يأخذه علمه مباشرة من الله عز وجل
ربما تتعجب أخي القاري من هذا الكلام ، ولكن أقول لا افتري عليه بل هو من قال هذا ؛ قال في رسالة التي وجهها إلى الرازي قال : (( فارفع الهمة في أن لا تأخذ علما إلا من الله تعالى على الكشف فإن عند المحققين أن لا فاعل إلا الله فإذن لا يأخذون إلا عن الله لكن عقدا لا كشفا وما فاز أهل الله إلا بالوصول إلى عين اليقين أنفة من بقاء مع علم اليقين )) [ رسالة إلى الإمام الرازي ضمن رسائل ابن عربي ص 185 ].
وهذا التقرير الذي حكاه ابن عربي عن محققيهم قد طبقه فقد نقل الشعراني قولته هذه : (( حدثني قلبي عن ربي )) ليؤولها ، والله المستعان [ تأويل الشطح ص 142 ] .
ابن عربي شيخهم الأكبر وطودهم الشامخ قاتل
نعم وليس هذا كلامي بل هذا كلام النبهاني الذي أورد هذه الجريمة على أنها كرامة لابن عربي فقال : (( قال ( السراج ) : وأخبرنا الشيخ الصالح حيدر بن أبي الحسين بن حيدر الجعبري ثم البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين الحسيني البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين رشيد الحلبي قال : أخبرني الشيخ عز الدين الدامغاني الخرساني وكان من العلماء العاملين قال : كان بخرسان شخص يكثر من ثلب الشيخ محيي الدين ويؤذيه ويؤذي من ينتمي إليه بكل طريق خارج فاحش ، فأكثر المؤمنون الشكاية منه إلى الشيخ إلى أن قالوا : لا صبر لنا على هذا ، إلى أن جاء الأمر إلى الشيخ بانفاذ القدر ، فقال لشخص ناولني الخنجر الذي من صفته كيت وكيت ولم يكن يعرفه ، وأخذ ورق قد قصت على شكل إنسان فذبحها بالخنجر وقال : يا جماعة قد ذبحت هذه الساعة ذلك الرجل المتعدي علينا بخرسان ، وقد رفعت جسرا من سقفه داره عن الجدار ، ووضعت الخنجر تحته لا يرفعه أقل من عشرين رجلاً ، وكتبت على الخنجر بدمه : ذبحه محيي الدين بن عربي ، فذهب من حضر ذلك من الشاكين فوجدهم في خرسان يقولون : ذبح فلان في اليوم الفلاني في تلك الساعة بعينها ، فأخبروهم بالقصة ، فخلص كثير التهمة ورفعوا رأس الجسر كما ذكر ، فوجدوا الخنجر والكتابه كما قاله السراج في " تفاح الأرواح )) [ جامع كرامات الأولياء ص 162 – 163 / 1 ] .
فأقول : أين الشيخ حمد سنان من هذا الفعل ، فهو اعتبر الرد على الشريف إلغاء الرأي الآخر ، فهذا شيخكم الأكبر وطودكم الشامخ يصفي جسديا ويقل وهل الذي فعله هذا يستحق القتل على فعلته ، ونحن نعلم لو سلطكم الله علينا لتفعلون كما فعل شيخكم الأكبر فأين الرد على الدكتور الشريف من فعل شيخكم الأكبر بمخالفيه ؟؟!!
وأكتفي بهذه النقول من كتب ابن عربي خشية الاطالة ، وعندي - والله - أضعافها من أمور منكرة لا يسكت عنها فإن شاءوا أخرجناها لهم ، والله المستعان .
وقبل أن أختم أحببت أن علق على عبارة الذهبي التي نقلها وهي : (( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة اجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته (مصطلحان صوفيان) فنرجو له الخير )) ، فأقول : يظن الدكتور أن الذهبي يمدح ابن عربي في هذه العبارة ، بل الذهبي يذمه فهو يقول على الرغم من هذا العلم الجم والحفظ والذكاء إلا أنه وقعت منه الكفريات ، والدكتور يعلم جيدا ماذا تعني شطحات فلذلك لم يعلق عليها وحتى لم يقل مصطلح صوفي !!!
وكذلك تعليق على كلام الصفدي : (( فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة )) فأقول : الصفدي لم يقرأ إلا كتاب الفتوحات ، ولا نعلم هل النسخة التي كانت عندهم كاملة أو ناقصة أو نسخة صحيحة أم لا ، وعلى فرض أنها بخط المؤلف ، فقد نقلنا لكم من كلام ابن عربي من غير الفوصوص والفتوحات ، فهل لا يزال الصوفية يتعلقون بكلام الصفدي ويغضون الطرف عن باقي مؤلفاته الكثيرة العديدة ؟؟!!
اللهم ارزقنا الإنصاف وإتباع الحق
اللهم آمين
حرره
الفقير إلى عفو ربه
أبو عثمان
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
رابط مقال الدكتور الشريف
- هداه الله -
في جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/Final/News...ticleID=165806
-----------------------------
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد
قرأت مقالا للدكتور الشريف يرد فيه على أحد أصدقائه فحواه : مدافعة عن شيخ الصوفية الأكبر محيي الدين ابن عربي ، ولا ألومه عندما يدافع عنه لأنه شيخهم الأكبر أي أكبر رأس في الصوفية ، وانظر إلى قوله عندما قرأ كتب شيخهم الأكبر قال : (( كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيرا، وكنت اتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي اقف امام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية، وان كان كل انسان لا يخلو من الاخطاء )) .
ثم أخذ يسرد بعض الأقوال في مدح ابن عربي والثناء عليه ، فأقول ما هذه المنهجية ، فلماذا لم يسرد قولا واحد لابن عربي من كتبه التي جعلته يقف أمام طود عظيم ؟؟ الجواب معلوم : لأن الدكتور الشريف صوفي ، فالصوفية يقفون عند ابن عربي كما وقف الدكتور الشريف عندما قرأ كتب ابن عربي .
ثم وضع الدكتور منهجا عظيما نتفق معه عليه حيث يقول : (( ولذا لا يتحاكم المؤمن الا الى الوحيين - الكتاب والسنة - اللذين تكفل الله - تعالى بحفظهما، ثم يأتي الاجماع )) ، وسوف انقل لكم إن شاء الله نصوص لابن عربي من غير كتابيه الفتوحات والفصوص ، لأننا نعلم أنهم سيقولون : (( مدسوس )) وقد قالوا !!
ابن عربي يأصل لعقيدة وحدة الوجود ( أي الوجود هو الله )
قال ابن عربي : (( اللهم أرني الأشياء كما هي عيانا " . أشار بالأشياء إلى ما سوى الله تعالى . أي عَرِّفني الذي سِواك ، لأعلم وأعرف الأشياء ، أي شيء هي ؟ أهي أنت أم غيرك ؟ أم هي قديم أو حادث ؟ أو باقٍ أم فانٍ ؟ فإن أراه الله ما سواه نفسه بلا وجود ما سواه من الأشياء ، فرأى الأشياء كما هي ، أعني رأى ذات الله تعالى بلا كيف ، ولا أين ولا اسم . واسم الأشياء يقع على النفس وغيرها من الأشياء ، فإن وجود النفس ووجود الأشياء سيان في الشيئية . فمتى عرف الأشياء ، عرف النفس ، ومتى عرف النفس ، فقد عرف الرب ؛ لأن الذي يظن أنه سوى الله ، ليس سوى الله ، بل عين الله سوى الله تعالى ، ولكنك لا تعرفه وأنت تراه ، ولا تعلم أنك تراه ، ومتى كُشف لك هذا السر ، علمت أنك لست ما سوى الله تعالى ، وعلمت أنك كنت مقصودك ومطلوبك في طلبك ربك ، وعرفت أنك لا تحتاج إلى الفناء ولا إلى فناء الفناء ، وأنك لم تزل ولا تزال بلا حين ولا أوان ، كما ذكرنا من قبل ، وترى جميع صفاتك صفاته ، وظاهرك ظاهره ، وباطنك باطنه ، وأولك أوله ، وآخرك آخره بلا شك ، ولا ريب حين المعرفة ، أما قبلها فلا ترى صفاتك صفاته ، وذاتك ذاته بلا صيرورتك إياه لا بقليل ولا كثير " كل شيء هالك إلا وجهه " بالظاهر والباطن ، يعني لا موجود إلا هو ، ولا وجود لغيره فيحتاج إلى الهلاك ويبقى وجهه )) . [ الرسالة الوجودية ص 37 – 38 ] .
وقال أيضا : (( عرفـت الـرب بالـرب ######## بلا شــك ولا ريــب
فذاتـي ذاتــه حقــاً ######## بـلا نقـص ولا عيــب
ولا غـيران بينهــمـا ######## فنفسـي مظهــر الغيب
ومـن عرفتـه نفســي ######## فـلا مــرجٍ ولا شـوب
وصلـت وصـول محبوبٍ######## بــلا بعــدٍ ولا قـرب
ونلـت عطـاء ذي قـدم######## بـلا مــن ولا سبــب
ولا فنيـت لـه نفســي######## ولا تبقـى لــذوي ذوب
ولكـن قـد تعـرت منك######## عن عبــد وعــن رب ))
[ الرسالة الوجودية ص 44 ]
وقال أيضا بعدما قرر عقيدة وحدة الوجود التي يعلمها الدكتور بكونه صوفي : (( ولهذا جاز للواصل إليه على الحقيقة أن يقول : " أنا الحق "، وأن يقول : " سبحاني " وما وصل واصل إليه إلا ورأى صفاته صفات الله ، وذاته ذات الله بلا صيران صفاته ولا ذاته ، داخلاً في الله ولا خارجا من قط ، ولا أنه فان في الله أو ولا باقٍ في الله ، ويرى نفسه أنه لم يكن قط ، ولا انه كان ، ثم فُني ، فإنه لا نفس إلا نفسه ولا وجود إلا وجوده )) . [الرسالة الوجودية ص 38 ]
وكما يظهر للقاري الكريم أن ابن عربي يقول بوحدة الوجود أي الوجود هو عين والعياذ بالله وهذا القول يستلزم أن تكون الأشياء القذرة هي ..... فلم تفت ابن عربي هذه الملاحظة فقال : (( فإن سأل سائل وقال : بأي نظر ننظر إلى المحبوبات والمكروهات فإذا رأينا مثلاً ( روثاً ) أو ( جيفة ) فنقول هو الله ؟!! فالجواب : تعالى وتقدس حاشا ثم حاشا أن يكون شيئا من هذه الأشياء ، وكلامنا مع من لا يرى الجيفة جيفة والروث روثا ، بل كلامنا مع من له بصيرة ، وليس بأكمه ، فإن من لم يعرف نفسه ، فهو أكمه وأعمى ، وقبل ذهاب الأكمهية والعمى ، لا يصل إلى هذه المعاني ، وهذه المخاطبة مع الله ، لا مع غيره ، ولا مع الأكمه ، فإن الواصل إلى هذا المقام يعلم أنه ليس غير الله ، وخطابنا مع من له عزيمة وهمة في طلب العرفان ، وفي طلب معرفة النفس لمعرفة الله ، وتطرأ في قبله صورة الطالب والاشتياق إلى الله تعالى لا مع من لا قصد ولا مقصد له )) [ الرسالة الوجودية ص 43 ] .
فأقول نعم العمى ونعم الكمه الذي يجعل الإنسان يرى الأشياء على حقيقتها فيرى الروث روثا ويرى الجيفة جيفة ، فطودهم الشامخ يحاول أن يتملص من هذا الإلزام ولكن بطريقة ملتوية ولكن أنى له ذلك فكيف ينفيه هو يقول : (( فإن الواصل إلى هذا المقام يعلم أنه ليس غير الله )) ولكن هذه شنشنة نعرفها من أخزم .
والآن بعد أن عرضنا بعض أقول طودهم الشامخ نطالب الدكتور الشريف أن يطبق القاعدة التي ارتضاها وهي (( التحاكم إلى الوحيين )) ويحكم على أقوال ابن عربي هذه .
في طبيعة الحال لن يجرأ أحد من الصوفية على نقد كلام ابن عربي لأنه لم يصل لهذا المقام إلا إذا كان لا يرى الروث روثا والجيفة جيفة ، فطالما يرى الروث روثا والجيفة جيفة فهو لم يصل.
ابن عربي شيخهم الأكبر وطودهم الشامخ لا يعرف من كلفه
قد تتعجب من هذا العنوان ، ولكن للأسف يا أخي القاري هذه هي الحقيقة بان عربي في حيرة شديدة حتى نظم الشعر في فقال :
الرب حق والعبد حق *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فاذك نفي *** أو قلت رب فما يكلف
وقال أيضا
تعجبت من تكليف ما هو خالق *** له وأنا لا فعل لي فأراه
فيا ليت شعري من يكون مكلفا *** وما ثم إلا الله ليس سواه
[ كتاب الجلالة وهو كلمة الله ضمن رسائل ابن عربي ص 53 ]
وقال أيضا :
الرب حق والعبد حق *** يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت *** أو قلت رب أنى يكلف
[ تنزل الأملاك في حركات الأفلاك ص 28 ] .
وفي هذا الموضع نطال الدكتور الشريف أن يعرض كلام طوده الشامخ على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولنرى هل حق ابن عربي طودا شامخا أم لا ؟
ابن عربي يأخذه علمه مباشرة من الله عز وجل
ربما تتعجب أخي القاري من هذا الكلام ، ولكن أقول لا افتري عليه بل هو من قال هذا ؛ قال في رسالة التي وجهها إلى الرازي قال : (( فارفع الهمة في أن لا تأخذ علما إلا من الله تعالى على الكشف فإن عند المحققين أن لا فاعل إلا الله فإذن لا يأخذون إلا عن الله لكن عقدا لا كشفا وما فاز أهل الله إلا بالوصول إلى عين اليقين أنفة من بقاء مع علم اليقين )) [ رسالة إلى الإمام الرازي ضمن رسائل ابن عربي ص 185 ].
وهذا التقرير الذي حكاه ابن عربي عن محققيهم قد طبقه فقد نقل الشعراني قولته هذه : (( حدثني قلبي عن ربي )) ليؤولها ، والله المستعان [ تأويل الشطح ص 142 ] .
ابن عربي شيخهم الأكبر وطودهم الشامخ قاتل
نعم وليس هذا كلامي بل هذا كلام النبهاني الذي أورد هذه الجريمة على أنها كرامة لابن عربي فقال : (( قال ( السراج ) : وأخبرنا الشيخ الصالح حيدر بن أبي الحسين بن حيدر الجعبري ثم البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين الحسيني البغدادي قال : أخبرني السيد زين الدين رشيد الحلبي قال : أخبرني الشيخ عز الدين الدامغاني الخرساني وكان من العلماء العاملين قال : كان بخرسان شخص يكثر من ثلب الشيخ محيي الدين ويؤذيه ويؤذي من ينتمي إليه بكل طريق خارج فاحش ، فأكثر المؤمنون الشكاية منه إلى الشيخ إلى أن قالوا : لا صبر لنا على هذا ، إلى أن جاء الأمر إلى الشيخ بانفاذ القدر ، فقال لشخص ناولني الخنجر الذي من صفته كيت وكيت ولم يكن يعرفه ، وأخذ ورق قد قصت على شكل إنسان فذبحها بالخنجر وقال : يا جماعة قد ذبحت هذه الساعة ذلك الرجل المتعدي علينا بخرسان ، وقد رفعت جسرا من سقفه داره عن الجدار ، ووضعت الخنجر تحته لا يرفعه أقل من عشرين رجلاً ، وكتبت على الخنجر بدمه : ذبحه محيي الدين بن عربي ، فذهب من حضر ذلك من الشاكين فوجدهم في خرسان يقولون : ذبح فلان في اليوم الفلاني في تلك الساعة بعينها ، فأخبروهم بالقصة ، فخلص كثير التهمة ورفعوا رأس الجسر كما ذكر ، فوجدوا الخنجر والكتابه كما قاله السراج في " تفاح الأرواح )) [ جامع كرامات الأولياء ص 162 – 163 / 1 ] .
فأقول : أين الشيخ حمد سنان من هذا الفعل ، فهو اعتبر الرد على الشريف إلغاء الرأي الآخر ، فهذا شيخكم الأكبر وطودكم الشامخ يصفي جسديا ويقل وهل الذي فعله هذا يستحق القتل على فعلته ، ونحن نعلم لو سلطكم الله علينا لتفعلون كما فعل شيخكم الأكبر فأين الرد على الدكتور الشريف من فعل شيخكم الأكبر بمخالفيه ؟؟!!
وأكتفي بهذه النقول من كتب ابن عربي خشية الاطالة ، وعندي - والله - أضعافها من أمور منكرة لا يسكت عنها فإن شاءوا أخرجناها لهم ، والله المستعان .
وقبل أن أختم أحببت أن علق على عبارة الذهبي التي نقلها وهي : (( ولابن العربي توسع في الكلام وذكاء وقوة حافظة وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان، ولولا شطحات كلامه وشعره لكان كلمة اجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته (مصطلحان صوفيان) فنرجو له الخير )) ، فأقول : يظن الدكتور أن الذهبي يمدح ابن عربي في هذه العبارة ، بل الذهبي يذمه فهو يقول على الرغم من هذا العلم الجم والحفظ والذكاء إلا أنه وقعت منه الكفريات ، والدكتور يعلم جيدا ماذا تعني شطحات فلذلك لم يعلق عليها وحتى لم يقل مصطلح صوفي !!!
وكذلك تعليق على كلام الصفدي : (( فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة )) فأقول : الصفدي لم يقرأ إلا كتاب الفتوحات ، ولا نعلم هل النسخة التي كانت عندهم كاملة أو ناقصة أو نسخة صحيحة أم لا ، وعلى فرض أنها بخط المؤلف ، فقد نقلنا لكم من كلام ابن عربي من غير الفوصوص والفتوحات ، فهل لا يزال الصوفية يتعلقون بكلام الصفدي ويغضون الطرف عن باقي مؤلفاته الكثيرة العديدة ؟؟!!
اللهم ارزقنا الإنصاف وإتباع الحق
اللهم آمين
حرره
الفقير إلى عفو ربه
أبو عثمان
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
رابط مقال الدكتور الشريف
- هداه الله -
في جريدة القبس الكويتية
http://www.alqabas.com.kw/Final/News...ticleID=165806
-----------------------------
والنقل
لطفـــــاً .. من هنــــــا