الثمر الشهي الداني
في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني
- رحمه الله تعالى -
في إبراز جانب من جوانب جهود العلامة الألباني
- رحمه الله تعالى -
من : أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد – كان الله تعالى له
إلى : أخيه ………………… - وفقه الله ونفع به .
سلام عليكم ،،، أما بعد ،،،
أقول أخي : يقف المرء متعجباً أمام هذا السيل من المحاولات الفاحشة الفاشلة، والحملات الفاجرة الخاسرة للنيل من هذا الطود الشامخ – أعني : العلامة الألباني .
ومع تناطح التيوس له؛ إلا أنه هو الجبل العالي الشامخ الراسي الراسخ، فباءت نطحاتهم بما هو معروف، وآل أمرهم كذلك إلى ما هو مشاهد معلوم .
وتلك سنة الله في الصالحين المصلحين، ابتداءًا بالنبيين، فورثتهم إلى يوم الدين .
ولا أطيل في هذا الأمر فهو مقرر معلوم مشهور .
ولكن ..
ما ينبغي إبرازه هنا، هو :
((( موقف الشيخ الألباني – رحمه الله تعالى- من قضيتي : "التكفير" و"التفرق" )))
امتدادا لجسر التناطح الذي ابتدأناه .
وهنا – لزاماً– لابد من إيراد توطئة بين يدي هذه النصيحة، أذكر فيها أقوال العلماء الكبار في هذا الزمان في الثناء على هذا الإمام .
فأقول :
قال عنه :
الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – المفتى الأسبق لبلاد الحرمين الشريفينضمن " فتاويه " (4/92) ضمن فتوى مخالفة له في مسألة اجتهادية – بأنه "صاحب سنة، ونصرة للحق، ومصادمة لأهل الباطل" "مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " للشيخ على الحلبي ص (35)
وقال عنه العلامة ابن باز– رحمه الله تعالى : " ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني (1)
" وسئل عن حديث رسول الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " فسئل من هو مجدد هذا القرن ؟
فقال– رحمه الله تعالى : " الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني، والله أعلم "
قلت ( أبو عبد الله ) :
بل والله لأنت واحد من مجددي هذا الزمان (2) الأئمة الثلاثة الأعلام : الألباني وابن باز وابن عثيمين - جزاهم الله عنا أجزل الأجور .
وقال – والكلام للشيخ عبد المالك - عن العلامة ابن باز - : " لا أعلم تحت قبة الفلك في هذا العصر أعلم من الشيخ ناصر "
وقال– أي : الشيخ ابن باز – عنه " لا يجوز سبه، ولا ذمه، ولا غيبته، بل المشروع الدعاء له بالمزيد من التوفيق، وصلاح النية والعمل (3) " " مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " للشيخ الحلبي ص(35) نقلا عن مجلة " الدعوة السعودية " عدد(1449) ص(26)
وسئل عنه العلامة محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – ( فقال : )"من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء فقد أخطأ؛ إما أنه لا يعرف الألباني، وإما أنه لا يعرف الإرجاء.
الألباني رجل من أهل السنة، مدافع عنها، إمام في الحديث (3) لا نعلم أحدا يباريه في عصرنا ...
الرجل – رحمه الله تعالى – نعرفه من كتبه ، وأعرفه – بمجالسته أحيانا – سلفي العقيدة ، سليم المنهج ، لكن بعض الناس يريد أن يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به(1) ثم يدعي أن من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ ، كذبا وزورا وبهتانا (2)
لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر ... الرجل طويل الباع ، واسع الإطلاع ، قوي الإقناع " " فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر " للشيخ عبد المالك الجزائري ص (6-7) وانظر " حياة الألباني " للشيباني (2/543)
و ...
((( من أقوال الشيخ العلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ ناصحاً الأمة )))
" ليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس وهو : الثورة بالسلاح على الحكام بواسطة الانقلابات العسكرية؛ فإنها – مع كونها من بدع العصر الحاضر – فهي مخالفة لنصوص الشريعة " "مسائل علمية في الدعوة والسياسة الشرعية " ص(21)
ويقول الشيخ علي الحلبي في ص(101) من كتابه المشار إليه آنفا عنه – رحمه الله تعالى : " ونصح – رحمة الله عليه – في أكثر من مناسبة المسلم : " أن لا يتحزب، وألا يتكتل مع أي جماعة، أو مع أي فرقة ... وهو – في ذلك كله – ضد الخروج على الحكام، وضد الثورات والانقلابات، وضد التكفير المؤدي إلى التفجير"
ويقول في ص (121) " دعوة أستاذنا الألباني : التي تحارب التطرف، وتنقض عرى التكفير والثورات والتروات وهذا أمر متواتر عن " العلامة " الألباني، مشتهر عن منهجه ... ومن أجله ترى الثوريين والتكفيريين يحاربونه أشد الحرب في مؤلفاته ويصمونه – من أجل محاربته للتكفير – بالإرجاء "
ويقول في ص (30)بعد تقرير ذلك أيضاً، زاد " بل إن كتاب " ظاهرة الإرجاء " لسفر الحوالي قائم – في نواحي متكاثرة منه – على الطعن في الألباني من أجل محاربته للتكفير؛ لأن مؤلفه يرى ذلك منه إرجاء"(4)
وينقل عنه نفسه – أي : العلامة الألباني – أسفه عن تنكب بعض المسلمين الصراط القويم في ص(122) قوله " سبحان الله ! وقع ما كنت أحذر منه وأخشاه ، القيام بالثورات والانقلابات بزعم الإصلاح "
وعليه ..
فقد جاء في كتاب " فتوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر " الشيخ عبد المالك الجزائري ص(5)
قوله – رحمه الله تعالى " نحن نؤيد كل من يدعو إلى الرد على هؤلاء الخارجين على الحكام ، والذين يحثون المسلمين على الخروج على الحكام "
وقال – رحمه لله تعالى – أيضا : " نحن بلا شك نحمد الله – عز وجل – أن سخر لهذه الدعوة الصالحة، القائمة على الكتاب والسنة، وعلى منهج الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية، يقومون بالفرض الكفائي الذي قلّ من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم .
ولذلك فالحطّ على هذين الشيخين يعني : الدكتور ربيع بن هادي المدخلي والشيخ مقبل بن هادي الوادعي – الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح هو – كما لا يخفى على الجميع – إنما يصدر من أحد رجلين : إما جاهل ، أو صاحب هوى" " مسائل علمية ص(57)
قال الشيخ علي الحلبي– وفقه الله تعالى : " والعلامة الألباني – رحمه الله – من كبار علماء السنة في هذا العصر – رغم أنوف كل أهل الأهواء – وله جهود مباركة مسددة ضد أهل البدع ولاسيما التكفيريين والحزبيين والثوريين السياسيين الذين لم يتولد عن فظائعهم إلا السوء، ولم ينتج عن فعائلهم إلا الدمار .
وقد استفاد من جهوده (1) الميمونة – رحمه الله – علماء المنهج السلفي وطلابه على مستوى العالم كله" أهـ " مسائل علمية ..." ص (62) هذا ما تيسر إيراده .
وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين
كتب
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
في: 4/8/1424هـ الموافق 1/10/2003هـ
عدل سابقا من قبل أبو محمد عبدالحميد الأثري في 05.12.08 16:00 عدل 2 مرات