خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:21

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب


    الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله


    أما بعد:

    إن الاعتداء على دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم مما عظمت حرمته في الكتاب والسنة ، ومما اتفقت على استنكاره وإبطاله جميع الشرائع السماوية ، وجاءت الشريعة الإسلامية بحفظ دماء المعاهدين والمستأمنين وحفظ حقوقهم، وإن الاعتداء على المسلمين والمعاهدين والذميين والمستأمنين لا تقره شريعة ، ولا يقره عقل.

    ولَمَّا استطال بعض المتطرفين والخوارج على دماء المسلمين والمعاهدين والمستأمنين تعالت صيحات العلماء تنديداً بهذا الفعل الشنيع ، واستنكاراً لتلك الأفعال النَّكراء.

    وسأذكر بعض الأحاديث المحذرة من تكفير المسلم، مع بيان مفصل صدر عن هيئة كبار العلماء حوى خطورة التكفير وضوابطه.

    ثم أورد بعض بيانات هيئة كبار العلماء في الدولة السعودية -حرسَها اللهُ- ، وبعض بيانات العلماء وفتاواهم التي تضمنت استنكار تلك الأعمال الإجرامية والأفعال الشيطانية ..

    والله الموفق لا رب سواه.


    كلام سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- حول تفجيرات الرياض الأخيرة

    صدر عن سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ بيان حول حادث التفجير الذي وقع في مبنى الادارة العامة للمرور بوسط مدينة الرياض يوم أمس الاول الاربعاء هذا نصه:
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين
    وبعد.

    فقد تابعنا ببالغ الألم حادث التفجير الذي وقع في مبنى الادارة العامة للمرور بوسط مدينة الرياض وما نتج عنه من قتل لانفس مسلمة معصومة واصابات متنوعة لعدد كبير من المسلمين العاملين في المبنى أو المراجعين أو من كانوا في الطريق أو في المباني المجاورة واتلاف للممتلكات من مبان وسيارات وغيرها.

    واني ابراء للذمة ونصحا للامة وبيانا لحال هذه الفئة الضالة المنحرفة الني اتخذت الدين لها ستارا لابين لعموم المسلمين أن هذا العمل محرم بل هو من أكبر الكبائر لادلة كثيرة منها قول الله تعالى {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} ويقول سبحانه {ولا تقتلوا النفس الني حرم الله الا بالحق} ويقول عز وجل {والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس الني حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما }.

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق.." الحديث أخرجه البخاري ومسلم.
    ويقول صلى الله عليه وسلم "أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء" أخرجه البخاري ومسلم.
    ويقول صلى الله عليه وسلم "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما" قال ابن عمر رضي الله عنهما "من ورطات الامور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله" أخرجه البخاري.
    ويقول صلى الله عليه وسلم "كل ذنب عسى الله أن يغفره الا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا".
    ويقول صلى الله عليه وسلم "من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا".
    ويقول صلى الله عليه وسلم "لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لاكبهم الله في النار".
    ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة "ما أطيبك وما أطيب ريحك ما أعظمك وما أعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك ماله ودمه وأن تظن به الا خيرا".
    ويقول صلى الله عليه وسلم "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم".
    ويقول صلى الله عليه وسلم "يأتي المقتول متعلقا رأسه باحدى يديه متلببا قاتله باليد الاخرى تشخب أوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين.. هذا قتلني. فيقول الله للقاتل.. تعست ويذهب به الى النار".

    وقد أجمع المسلمون اجماعا قطعيا على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الاسلام بالضرورة.

    ومما سبق من النصوص الثابتة الصريحة يتضح عدة أمور أهمها.
    أولا -
    تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر.
    ثانيا -
    أن النبي صلى الله عليه وسلم جعله قرينا للشرك في عدم مغفرة الله لمن فعله.
    ثالثا -
    أن من قتل مسلما متعمدا فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الاليم والخلود في النار.
    رابعا -
    أن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضى بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلما بغير حق.
    خامسا -
    أن قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها.
    سادسا -
    عظم حرمة المسلم حتى انه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم.
    سابعا -
    أن الاعانة أو الاشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعا متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والارض لعظم حرمة دم المسلم.
    ثامنا -
    أن من فرح بقتل رجل مسلم بغير حق لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.
    تاسعا -
    أن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله ابليس عليه لعنة الله.

    هذا كله في قتل المسلم بغير حق فكيف اذا انضم الى ذلك تفجير الممتلكات وترويع الامنين من المسلمين والانتحار وغير ذلك من كبائر الذنوب الني لا يقدم عليها الا من طمس الله على بصيرته وزين له سوء عمله فراه حسنا كما قال تعالى {قل هل ننبئكم بالاخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}.

    ويقول عز وجل {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد واذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد}.

    واني اذ أبين حكم هذه الفعال القبيحة المنكرة لاؤكد على أمور :
    منها:
    أن دين الاسلام يحارب هذه الافعال ولا يقرها وهو بريء مما ينسبه اليه أولئك الضالون المجرمون.
    ومنها:
    أن الله قد فضح أمر هذه الفئة الضالة المجرمة وأنها لا تريد للدين نصرة ولا للامة ظفرا بل تريد زعزعة الأمن وترويع الامنين وقتل المسلمين المحرم قتلهم بالاجماع والسعي في الارض فسادا.

    ومنها:
    أنه لا يجوز لاحد أن يتستر على هؤلاء المجرمين وأن من فعل ذلك فهو شريك لهم في جرمهم وقد دخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم "لعن الله من آوى محدثا".
    فالواجب على كل من علم شيئا من شأنهم أو عرف أماكنهم أو أشخاصهم أن يبادر بالرفع للجهات المختصة بذلك حقنا لدماء المسلمين وحماية لبلادهم.
    ومنها:
    أنه لا يجوز بحال تبرير أفعال هؤلاء القتلة المجرمين.
    ومنها:
    أن هذه البلاد ولله الحمد متماسكة تحت ظل قيادتها وولاة أمرها وأننا جميعا ندين لله عز وجل بالسمع والطاعة لولاة أمرنا في غير معصية الله عز وجل اتباعا لقول الله تعالى {يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم}.
    وقول النبي صلى الله عليه وسلم "عليكم بالسمع والطاعة".
    ومنها:
    أن ما أصاب المسلمين من شيء فبسبب ذنوبهم يقول الله عز وجل {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير} فالواجب على الجميع تقوى الله والمبادرة بالتوبة من الذنوب والمعاصي.
    وأحب أن أخاطب اخواني رجال الامن في هذه البلاد الطاهرة وأبشرهم بأنهم على خير عظيم وهم في ثغر من ثغور الاسلام فعليكم بالحرص واليقظة والعزيمة في الدفاع عن دينكم أولا ثم عن بلاد المسلمين ضد هؤلاء الضالين.
    سدد الله خطاكم وأعانكم على كل خير.
    ثم اني أخاطب من سولت له نفسه القيام بمثل هذه الافعال الاجرامية المحرمة أو زلت قدمه بذلك أو تعاطف مع أولئك ناصحا لهم بالمبادرة بالتوبة الى الله عز وجل قبل حلول الاجل وأن يراجعوا أنفسهم ويتأملوا نصوص الكتاب والسنة مما سقناه وغيره وألا يعرضوا عنها فان الله سائلهم عنها وعن ما اقترفوه يقول الله عز وجل {واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}.

    أسال الله تعالى أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه
    وأن يهدي ضال المسلمين وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يغفر لمن مات من المسلمين
    وأن يرزق أهلهم وذويهم الصبر انه سبحانه قريب مجيب.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

    المفتي العام للمملكة العربية السعودية
    ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ


    [
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:32

    [size=28- وصف سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الانفجار الذي وقع ظهر أمس في الرياض بأنه عمل إجرامي من فئة ضالة مجرمة استباحت حرمة الدين وبلاد المسلمين.

    وقال سماحته في اتصال هاتفي أجرته (عكاظ) : إن هذه الفئة المفسدة ستنال عقابها في الدنيا والآخرة نظراً

    لما تقترفه من أعمال إجرامية يرفضها الدين جملة وتفصيلاً وهم على ضلال.وأكد سماحة المفتي أن هؤلاء المجرمين لابد من تعقبهم وعقابهم العقاب الشرعي.

    ودعا سماحته جميع أبناء الوطن الوقوف صفاً واحداً مع قيادتها ورجال الأمن للتصدي لمثل هؤلاء المجرمين الذين أظهرت أعمالهم وجرائمهم أنهم فئة إجرامية ضالة تهدف لزعزعة الأمن وترويع الآمنين من مواطنين ومقيمين وتخريب المنشآت.

    واختتم سماحته بقوله : إنني أدعو الله أن يرد كيد هؤلاء إلى نحورهم وان يقضي عليهم بإذن الله وقوته.

    رَ: جريدة عكاظ ( الخميس - 3/3/1425هـ ) الموافق 22 / ابريل/ 2004 - العدد 1040



    3- المفتي العام: من يستحل ما حرّم الله فهو ضال مفترٍ على الله والضالون ليس لهم أي حجة يعتمدون عليها

    عبر سماحة المفتي العام للسعودية فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إثر تفجيرات الرياض يوم أمس، عن أسفه لما وصلت إليه هذه الفئة التي وصفها بالضالة، من استباحة واضحة لدماء المسلمين من المواطنين ورجال الأمن بعدما كانوا ينفون تعمد ذلك في الحالات السابقة، موضحاً في تصريحه لـ "الوطن" بأن "هؤلاء فئة ضالة، وقد وصل بهم الأمر إلى هذا الحد السيء في استباحة دماء المواطنين ورجال الأمن، وهذا من مبدأ الخوارج الذين ظاهروا الإمام علي رضي الله عنه".

    وعن التبريرات والأدلة التي من الممكن أن يستـند إليها هؤلاء في أفعالهم قال: "ليس لهم في ذلك أي مستـند أو دليل أو حجة يعتمدون عليها، إنما هو مرض في النفس، واتباع للهوى، واستحلال للباطل".

    وحول حكم من يقوم بمثل هذه الأعمال متعمداً قتل الأرواح المسلمة قال: "من يستحل ما حرّم الله فهو ضال مفترٍ على الله، والنبي عليه الصلاة والسلام حذر أشد التحذير من الاعتداء على الأرواح المسلمة فقال في الحديث: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر))".

    ووجه سماحة المفتي العام في نهاية حديثه كلمة لمثل مرتكبي هذه الأعمال قائلا: "عليهم أن يتوبوا مما هم فيه، وأن يراجعوا أنفسهم، ويعترفوا بخطئهم، وليعلم هؤلاء بأنهم سيلقون الله وفي ذمتهم دماء لأرواح بريئة".

    رَ: جريدة الوطن الخميس 3/3/1425هـ عدد1301 السنة الرابعة




    4- المفتي العام لـ "الرياض": التفجير الإجرامي كشف فساد الفئة الضالة وكذب ما تدعي .

    استنكر سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ التفجير الإجرامي الآثم الذي تعرض له مبنى للأمن العام يعمل فيه مسلمون من أبناء هذه البلاد.

    وقال سماحته لـ"الرياض": إن هذا التفجير جريمة نكراء تدل على فساد نية هؤلاء المجرمين وكذب ما يدعون به من أنهم يستهدفون فئة خاصة بل المقصود من تفجيراتهم السابقة واللاحقة إلحاق الضرر والأذى بالإسلام وأهله في كل مكان.

    وخاطب سماحته رجال الأمن قائلاً: اصبروا وصابروا ورابطوا وجاهدوا وقوموا بواجبكم، أرجو الله أن يكلل مساعيكم بالنجاح وأن يوفقكم لما تقومون به من خير لخدمة الدين ثم الوطن وأبنائه كما أرجو الله أن يوفق ولاة أمرنا ويسدد خطاهم ويعينهم على كل خير ويكبت من فيه شر على الإسلام وأهله.

    ووجه آل الشيخ كلمة لذوي الشهداء والمصابين من رجال الأمن والمواطنين قائلاً: يا إخواني من أصيب بمصيبة من أبناء المسلمين أو رجال الأمن فعلى آبائهم الصبر والاحتساب فهؤلاء مظلومون أرجو أن يكونوا إن شاء الله على خير.

    ودعا المفتي العام المسلمين أن يأخذوا على أيدي هذه الفئة الضالة وألا تأخذهم فيهم رحمة لأن هؤلاء مفسدون ويجب الأخذ على أيديهم ومنعهم من إجرامهم من كان جاهلاً أو مغرراً به فليعَلَّم وليؤخذ على يده ومن كان معانداً ومصراً فتجري عليه أحكام الشريعة.

    وقال سماحته لابد أن يعلم الجميع أنَّما حدث إنما هو من أناس لا خلاق لهم، من أناس ضعف إيمانهم وقلّ خوفهم من الله واستخفوا بدماء المسلمين فأقدموا على هذه الجريمة النكراء التي لا مبرر لها إنما أملاها عليهم الحقد على الإسلام وأهله.

    ودعا آل الشيخ الشباب إلى التكاتف والتعاون وشد أزر المسؤولين والوقوف معهم صفاً واحداً ضد من يريد تعكير وتكدير صفو أمن هذه الأمة ويخطط لها المكائد.

    وأشار سماحته إلى أن هذه الجريمة النكراء جاءت بسبب ضعف الإيمان وقلة في الحياء وعدم شكر الله على نعمته وسفك دماء المسلمين بغير وجه شرعي يقول تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً}.

    وقال سماحته : إن على المواطنين أن يشكروا الله على نعمته وألا يسمحوا لأي مجرم ومفسد أن ينفذ إجرامه وأن نقف صفاً واحداً ويداً واحدة متلاحمين متعاونين مع حكومتنا وبلادنا واقفين مع مسؤولينا وقفة الصدق والأمانة وإظهار الإخلاص والصدق في التعامل حتى نجنب بلادنا هذه المزالق لأننا مستهدفون محسودون على ما نحن فيه من نعمة فيجب ألا ندع لأي مفسد فرصة لينفث فيها سمومه القاتلة.

    وسأل آل الشيخ الله أن يقي بلادنا كل سوء وأن يحفظها من كل مكروه ويرد عنا كيد الكائدين ويفضح من في نواياه خبث لهذه البلاد

    رَ: جريدة الرياض الخميس 03 ربيع الأول 1425العدد 13089 السنة 39



    5- مفتي عام المملكة مندداً بأحداث الوشم: الانفجار عمل لا يقره شرع ولا عقل سليم.

    أوضح سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في فتوى أصدرها فضيلته قال فيها: إن ما حدث أمر لا يقره شرع ولا عقل سليم، وأن نسب الإرهاب بهذه الصورة إلى الإسلام هو تهمة للإسلام بما ينافي شرائعه ويناقض أحكامه.

    وقد صدر عن هيئة كبار العلماء بيان في عام 1419هـ يعلن موقف علماء المسلمين في المملكة من هذه الأعمال الإرهابية. وهيئة كبار العلماء إذ تبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله وخطورة إطلاق ذلك لما يترتب عليه من الشرور والآثام، فإنها تعلن أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك دماء بريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي والإسلام بريء منه.

    وكل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما هذا التصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة فهو يحمل إثمه وجرمه فلا يحسب على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بكتاب الله وسنة المصطفى المتمسكين بحبل الله المتين. وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة.

    رَ: جريدة الجزيرة العدد 11529 الخميس 3 ,ربيع الأول
    [/size]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:39

    [size=28]
    التحذير من تكفير المسلم وضوابط التكفير


    هذه بعض الأدلة التي تبين حرمة دم المؤمن ، والوعيد الشديد لمن يستهين بدم المسلم.

    قال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}

    قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} ، وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ}.

    وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((كل المسلم على المسلم حرام دمه ، وماله ، وعرضه))[ رواه مسلم في صحيحه(4/1986رقم2564) من حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- ]

    فقال: (( أيُّمَا امرئ قال لأخيه: يا كافر ، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه)) [رواه البخاري في صحيحه(7/127رقم6104) ، ومسلم في صحيحه(1/79رقم60) من حديث عبد الله بن عمر -رضي اللهُ عنما-]

    وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بكفر فهو كقتله)) [رواه البخاري في صحيحه(5/2264رقم5754-البغا)، ومسلم في صحيحه(1/104رقم110) من حديث ثابت بن الضحاك -رضي اللهُ عنه- ].
    وتكفير المسلم وسيلة لاستحلال دمه وقتله، وقد جاء الوعيد الشديد فيمن يقتل مؤمناً.

    قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}

    وعن أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- أن رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))

    قيل: يا رسول الله ، وما هن ؟ قال: ((الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل مال اليتيم ، وأكل الربا ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات))رواه البخاري في صحيحه(12/181-مع فتح الباري) ، ومسلم في صحيحه(1/92رقم89) .

    وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)[ رواه البخاري في صحيحه(6/2517رقم6469).]

    وقال ابن عمر -رضي الله عنهما- : "إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله"[ رواه البخاري في صحيحه(6/2517رقم6470)].

    وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)) [رواه الترمذي في جامعه(4/16رقم1395) ، والنسائي في سننه(7/82رقم3987) وغيرهما وهو حديث صحيح بمجموع طرقه. انظر: غاية المرام تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-(ص/253رقم439)]

    وعن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- يطوف بالكعبة ويقول : ((ما أطيبك! وما أطيب ريحك! ، ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك -ماله ودمه-))[رواه ابن ماجه في سننه(2/1297 رقم3932) وهو حديث صحيح لغيره انظر: صحيح الترغيب والترهيب(رقم2441)]

    عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))

    قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟

    قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي)) [رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81)، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.].

    عن عبد الله بن عباس -رضي اللهُ عنهما-: أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أبغضُ الناس إلى الله ثلاثة: ملحدٌ في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه)) رواه البخاري في صحيحه(6/2523-البغا)

    وأما ضوابط التكفير ففي البيان الآتي ذكره لهيئة كبار العلماء ..




    بعض بيانات هيئة كبار العلماء المنددة بالتفجير والتكفير

    بيان من هيئة كبار العلماء حول التكفير والتفجير



    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
    أما بعد:


    فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف، ابتداء من تاريخ 2/4/1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية، وغيرها من التكفير والتفجير، وما ينشأ عنه من سفك الدماء ، وتخريب المنشآت، ونظراً إلى خطورة هذا الأمر، وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة ؛ وإتلاف أموال معصومة ، وإخافة للناس ، وزعزعة لأمْنهم واستقرارهم، فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحاً لله ، ولعباده ، وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليه الأمر في ذلك، فنقول وبالله التوفيق :

    أولاً: التكفير حكم شرعي، مرده إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل، يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة .

    ولَمَّا كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة ، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، لِمَا يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات، مع أن ما يترتب عليها أقل مِمَّا يترتب على التكفير، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات؛ ولذلك حذر النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر، فقال: (( أيُّمَا امرئ قال لأخيه: يا كافر ، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه))[ رواه البخاري في صحيحه(7/127رقم6104) ، ومسلم في صحيحه(1/79رقم60) من حديث عبد الله بن عمر -رضي اللهُ عنه-.]

    وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أنَّ هذا القول أو العمل أو الاعتقاد كفر، ولا يكفر من اتصف به، لوجود مانع يمنع من كفره، وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها، وانتفاء موانعها كما في الإرث، سببه القرابة –مثلاً- وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين، وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به.

    وقد ينطق المسلم بكلمة الكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد، كما في قصة الذي قال: ((اللهم أنت عبدي وأنا ربك)) ؛ أخطأ من شدة الفرح.[رواه مسلم في صحيحه(4/2104رقم2747) من حديث أنس بن مالك -رضي اللهُ عنه- ].

    والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة: من استحلال الدم والمال ، ومنع التوارث وفسخ النكاح ، وغيرها مما يترتب على الردة ، فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .

    وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لِمَا يترتب عليه من التمرد عليهم، وحمل السلاح عليهم ، وإشاعة الفوضى، وسفك الدماء، وفساد العباد والبلاد ، ولهذا منع النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من منابذتهم، فقال: ((إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان)) [رواه البخاري في صحيحه(8/422-423رقم7055-7056) ، ومسلم في صحيحه(3/1470 رقم1709) من حديث عبادة بن الصامت -رضي اللهُ عنه- .].

    فأفاد قوله: ((إلا أن تروا)) : أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة. وأفاد قوله: ((كفراً)) أنه لا يكفي الفسوق ولو كبر ؛ كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار، والاستئثار المحرم. وأفاد قوله: ((بواحاً)) أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح؛ أي: صريح ظاهر. وأفاد قوله: (( عندكم فيه من الله برهان)): أنه لا بد من دليل صريح ، بحيث يكون صحيح الثبوت ، صريح الدلالة ، فلا يكفي الدليل ضعيف السند ، ولا غامض الدلالة . وأفاد قوله: ((من الله)) أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت مَنْزِلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله، أو سنة رسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- .

    وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .

    وجملة القول: أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله -عزَّ وجلَّ-: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

    ثانياً: ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطئ: من استباحة الدماء، وانتهاك الأعراض، وسلب الأموال الخاصة والعامة، وتفجير المساكن والمركبات، وتخريب المنشآت ، فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعاً بإجماع المسلمين؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة ، وهتك لحرمة الأموال، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار ، وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم ، وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .

    وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم ، وأعراضهم ، وأبدانهم ، وحرم انتهاكها، وشدد في ذلك ، وكان من آخر ما بلغ به النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أمته ، فقال في خطبة حجة الوداع : ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ؛ كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا)) ثم قال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد)) متفق عليه.

    وقال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((كل المسلم على المسلم حرام دمه ، وماله ، وعرضه)) [رواه مسلم في صحيحه(4/1986رقم2564) من حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه- ] ، وقال –عليه الصلاة والسلام- : ((اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة)) [رواه مسلم في صحيحه(4/1996رقم2578) من حديث جابر -رضي اللهُ عنه- ].

    وقد توعد الله سبحانه من قتل نفساً معصومة بأشد الوعيد، فقال سبحانه في حق المؤمن: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً} ، وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ : {وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً} فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة ، فكيف إذا قتل عمداً ، فإنَّ الجريمة تكون أعظم ، والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه قال : ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)) [رواه البخاري في صحيحه(4/398-399رقم3166) من حديث عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- ].

    ثالثاً: إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وخطورة إطلاق ذلك، لما يترتب عليه من شرور وآثام ، فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطئ ، وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي، والإسلام برئ منه، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه ، وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف ، وعقيدة ضالة؛ فهو يحمل إثمه وجرمه ، فلا يحتسب عمله على الإسلام، ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام، المعتصمين بالكتاب والسنة ، المستمسكين بحبل الله المتين ، وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله . قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ {205} وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ {206}.

    والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق ، والتناصح والتعاون على البر والتقوى ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، كما قال الله -سبحانه وتعالى- : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وقال سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وقال -عزَّ وجلَّ- : {وَالْعَصْرِ {1} إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ {2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {3}

    وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((الدين النصيحة)) قيل: لمن يارسول الله ؟ قال: ((لله ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [رواه مسلم في صحيحه(1/74رقم55) من حديث تميم الداري -رضي اللهُ عنه- ] ،

    وقال -عليه الصلاة والسلام- : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) [رواه البخاري في صحيحه(7/102رقم6011) ، ومسلم في صحيحه(4/1939 رقم2586) من حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- ].


    والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

    ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى : أن يكفَّ البأس عن جميع المسلمين ، وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد، وقمع الفساد والمفسدين، وأن ينصر بهم دينه ، ويعلي بهم كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً في كل مكان، وأن ينصر بهم الحق ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه"

    مجلة البحوث العلمية. عدد56 (ص/357) .


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:45

    [size=28]
    بيان هيئة كبار العلماء
    حول أعمال الشغب التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين في موسم حج عام 1407هـ.

    الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ، ومن اهتدى بهديه ، واتَّبع سنته إلى يوم الدين .

    وبعد:

    فقد اطلع مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية على الأحداث المؤسفة التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين بعد صلاة العصر من يوم الجمعة السادس من شهر ذي الحجة لعام 1407هـ من تجمُّعات ومسيرة صاخبة ، تعطَّل بسببها خروج المصلين إلى منازلهم ومصالحهم ، وتعرقلت حركة المرور ، وتوقَّف السير فجأة في الشوارع والطرقات ، مما أدى إلى تدخل الحجاج والمواطنين المحتجزين عن الحركة مع الحجاج الإيرانيين في محاولة لإقناعهم بإخلاء الشوارع ، ورفض المسيرة إلا أنَّ الحجاج الإيرانيين أصروا على استكمال مسيرتهم الغوغائية رغم جميع المحاولات السلمية الهادئة التي بذلها الحجاج الآخرون على مختلف جنسياتهم وكذا المواطنون سقط خلالها المئات من القتلى والجرحى من النساء والرجال حجاجاً ومواطنين . وإن المجلس ليستنكر هذا العمل ويشجبه، لِما فيه من إيذاء المسلمين من الحجاج وغيرهم في هذا البلد الحرام في الشهر الحرام ، ولكونه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من قتل النفوس ، ومضايقة الناس وغير ذلك من أنواع الأذى والظلم ، كما يُحَمَّل الإيرانيين مسئولية ما نشأ عن عملهم هذا من مفاسد وفتن .


    ولا شك أن هذا العمل مخالف لأمر الله سبحانه لمن أراد الحج بقوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} والواجب على المسلم أن يلتزم بما أمر الله به ، ورسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من الأخلاق الكريمة ، والمعاملة الطيبة لإخوانه المسلمين.

    ولقد عظَّم الله سبحانه وتعالى بيته الكريم ، وجعل له من الخصائص ما ليس لغيره من الأمكنة والبقاع ، فقال سبحانه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً}، وتوعَّد من أراد الإلحاد فيه بالعذاب الأليم بقوله سبحانه: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}

    قال ابن عباس --: الظلم هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل ، فتظلم من لا يظلمك ، وتقتل من لا يقتلك.اهـ.

    وقد حرم الله سبحانه إيذاء المؤمنين والمؤمنات في كتابه الكريم في كل مكان وفي كل زمان ، فكيف بإيذائهم في البلد الأمين ، وفي وقت أداء المناسك ، لاشك أن هذا يكون أشد إثماً ، وأعظم جرماً ، قال سبحانه : {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}


    وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى مشروعية الحج ومنافعه بقوله: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ {27} لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ {28} ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ {29} ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ –إلى قوله سبحانه- فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ –إلى قوله سبحانه- ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ{32}


    فهذه هي أوامر الله سبحانه وتعالى وتوجيهاته لحجاج بيت الله الحرام : لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ، ولا استهانة بحرمات الله ، ولا تلفظاً بقول الزور، بل ذكر الله وتعظيم لحرماته وشعائره.


    وبذلك يعلم أن ما فعله بعض الحجاج الإيرانيين بأعمالهم الاستفزازية مخالف لأوامر الله وتوجيهاته التي وردت في كتابه الكريم ، وعلى لسان رسوله الأمين.

    فالواجب على جميع علماء المسلمين وحكامهم وقادتهم إنكار ذلك وشجبه ليعلم كل أحد تحريم هذا العمل وبشاعته ومخالفته لشرع الله ، وسوء ما يترتب عليه من العواقب الضارة بالمسلمين من الحجاج وغيرهم وعلى المتظاهرين أنفسهم .


    وبذلك يعلم حكام إيران أن الواجب عليهم منع حجاجهم من هذا العمل السيء، وعدم تشجيعهم عليه لما تقدم من الأدلة الشرعية ، والمعاني المرعية ، والعواقب السيئة المترتبة على ذلك.


    كما يعلم أن الواجب على حكومة هذه البلاد وفقها الله منع مثل هذا العمل ، وعدم التمكين منه بالطرق التي تراها كفيلة بذلك حماية لحجاج المسلمين وغيرهم من المواطنين من الأذى والظلم وغير ذلك مما يترتب على هذه الأعمال المخالفة للشرع ممن العواقب الوخيمة.


    وبهذه المناسبة فإن المجلس حين يستنكر هذا الحادث ويشجبه يوصي جميع حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله وتعظيم حرماته ، والتعاون على البر والتقوى ، وعطف بعضهم على بعض ، وإحسان بعضهم إلى البعض الآخر ، والحذر من كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم ، أو يشغلهم عن أداء مناسكهم على الوجه الذي شرعه الله ، والله المسؤول أن ينصر دينه ، ويعلي كلمته ، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، ويصلح قادتهم ، ويمنح الجميع الفقه في دينه والثبات عليه ،وأن يوفق ولاة أمر هذه البلاد لكل ما فيه صلاح الأمة وسعادتها ، وتسهيل أمور الحج للمسلمين ، وأن يضاعف مثوبتهم على ما قدموه من إحسان وتسهيل وأن يزيدهم من فضله ، وينصر بهم الحق ، إنه جواد كريم .


    وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه.

    هيئة كبار العلماء

    عبد الله خياط ، عبد العزيز بن صالح ، عبد الرزاق عفيفي ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، سليمان عبيد ، عبد المجيد حسن ، إبراهيم بن محمد آل الشيخ ، صالح بن غصون ، محمد جبير ، صالح بن محمد اللحيدان ، عبد الله بن غديان راشد بن خنين ، عبد الله بن منيع ، حسن بن جعفر العتمي ، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ محمد الصالح العثيمين ، عبد الله البسام ، صالح الفوزان

    انظر: مجلة البحوث العلمية عدد2 (ص/317-320) .

    [/size
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:50

    قرار مجلس هيئة كبار العلماء حول حادث التخريب

    الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين. وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه أجمعين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين ، وبعد:


    فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الثانية والثلاثين المنعقدة في مدينة الطائف ابتداء من 18/1/1409 إلى 12/1/1409بناءً على ما ثبت لديه من وقوع عدة حوادث تخريب ذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء ، وتلف بسببها كثير من الأموال والممتلكات والمنشآت العامة في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها ، قام بها بعض ضعاف الإيمان أو فاقديه من ذوي النفوس المريضة والحاقدة ، ومن ذلك:


    نسف المساكن ، وإشعال الحرائق في الممتلكات العامة ، ونسف الجسور والأنفاق ، وتفجير الطائرات أو خطفها ، وحيث لو حظ كثرة وقوع مثل هذه الجرائم في عدد من البلاد القريبة والبعيدة ، وبما إن المملكة العربية السعودية كغيرها من البلدان عرضة لوقوع مثل هذه الأعمال التخريبية ، فقد رأى مجلس هيئة كبار العلماء ضرورة النظر في تقرير عقوبة رادعة لمن يرتكب عملاً تخريبياً ، سواء كان موجهاً ضد المنشآت العامة والمصالح الحكومية ، أو كان موجهاً لغيرها بقصد الإفساد والإخلال بالأمن.


    وقد اطلع المجلس على ما ذكره أهل العلم من أن الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضروريات الخمس، والعناية بأسباب بقائها مصونة سالمة وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال.


    وقد تصور المجلس الأخطار العظيمة التي تنشأ عن جرائم الاعتداء على حرمات المسلمين في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم ، وما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة الفوضى والاضطراب ، وإخافة المسلمين وممتلكاتهم.


    والله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص، ومما يوضح ذلك قوله سبحانه وتعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} الآية، وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}


    وتطبيق ذلك كفيل بإشاعة الأمن والاطمئنان، وردع من تسول له نفسه الإجرام والاعتداء على المسلمين في أنفسهم وممتلكاتهم ، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن حكم المحاربة في الأمصار وغيرها على السواء، لقوله سبحانه: {ويسعون في الأرض فساداً} ، والله تعالى يقول: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} ، وقال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}


    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضر بعد الإصلاح ، فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد ، فنهى تعالى عن ذلك" أ. هـ [تفسير ابن كثير(2/223).]


    وقال القرطبي: "نهى سبحانه وتعالى عن كل فساد قل أو كثر بعد صلاح قل أو كثر فهو على العموم على الصحيح من الأقوال" أ. هـ. [تفسير القرطبي(7/226)]


    وبناء على ما تقدم ولأن ما سبق إيضاحه يفوق أعمال المحاربين الذين لهم أهداف خاصة يطلبون حصولهم عليها من مال أو عرض، وهؤلاء هدفهم زعزعة الأمن وتقويض بناء الأمة ، واجتثات عقيدتها ، وتحويلها عن المنهج الرباني ، فإن المجلس يقرر بالإجماع ما يلي:

    أولاً : من ثبت شرعاً أنه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن ، بالاعتداء على النفس والممتلكات الخاصة أو العامة، كنسف المساكن أو المساجد أو المدارس أو المستشفيات والمصانع والجسور ، ومخازن الأسلحة والمياه والموارد العامة لبيت المال كأنابيب البترول ، ونسف الطائرات أو خطفها ونحو ذلك فإن عقوبته القتل ، لدلالة الآيات المتقدمة على أن مثل هذا الإفساد في الأرض يقتضي إهدار دم المفسد ، ولأن خطر هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التخريبية وضررهم أشد من خطر وضرر الذي يقطع الطريق فيعتدي على شخص فيقتله أو يأخذ ماله ، وقد حكم الله عليه بما ذكر في آية الحرابة.


    ثانياً : أنَّه لابد قبل إيقاع العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة من استكمال الإجراءات قبل إيقاع العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة من استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية وهيئات التمييز ومجلس القضاء الأعلى، براءة للذمة واحتياطاً للأنفس، وإشعاراً بما عليه هذه البلاد من التَّقَيُّدِ بكافة الإجراءات اللازمة شرعاً لثبوت الجرائم وتقرير عقابها.

    ثالثاً: يرى المجلس إعلان هذه العقوبة عن طريق وسائل الأعلام.

    وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .

    مجلس هيئة كبار العلماء.

    قرار رقم(148) الصادر في الدورة الثانية والثلاثين بتاريخ 12/1/1409 "مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثاني(ص/181)"

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:51

    قرار حادث التفجير الذي وقع في الرياض في حي العليا

    الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه .

    وبعد:

    فإن هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية علمت ما حدث من التفجير الذي وقع في حي العليا بمدينة الرياض قرب الشارع العام ضحوة يوم الإثنين20/6/1416 هـ وأنه قد ذهب ضحيته نفوس معصومة، وجرح بسببه آخرون ، وروع آمنون وأخيف عابر السبيل، ولذا فإن الهيئة تقرر أن هذا الاعتداء آثم وإجرام شنيع، وهو خيانة وغدر، وهتك لحرمات الدين في الأنفس، والأموال ، والأمن، والاستقرار ، ولا يفعله إلا نفس فاجرة ، مشبعة بالحقد والخيانة والحسد والبغي والعدوان، وكراهية الحياة والخير، ولا يختلف المسلمون في تحريمه، ولا في بشاعة جرمه وعظيم إثمه ، والآيات والأحاديث في تحريم هذا الأجرام وأمثاله كثيرة ومعلومة.


    وإن الهيئة إذ تقرر تحريم هذا الإجرام وتحذر من نزعات السوء، ومسالك الجنوح الفكري ، والفساد العقدي ، والتوجيه المردي، وإن النفس الأمارة بالسوء إذا أرخى لها المرء العنان ذهبت به مذاهب الردى ، ووجد الحاقدون فيها مدخلاً لأغراضهم وأهوائهم التي يبثونها في قوالب التحسين، والواجب على كل من علم شيئاً عن هؤلاء المخربين أن يبلغ عنهم الجهة المختصة.


    وقد حذر الله سبحانه في محكم التَّنْزِيل من دعاة السوء والمفسدين في الأرض فقال: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، وقال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{205}وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}


    نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يهتك ستر المعتدين على حرمات الآمنين، وأن يكف البأس عنا وعن جميع المسلمين، وأن يحمي هذه البلاد وسائر بلا المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد إنه خير مسؤول.

    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    مجلس هيئة كبار العلماء


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:53

    قرار حادث التفجير الذي وقع في مدينة الخبر في المنطقة الشرقية

    [/c]




    الحمد الله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وآله وصحبه
    وبعد:

    فإن مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في جلسته الاسثنائية العاشرة المنعقدة في مدينة الطائف يوم السبت13/2/1417 هـ. استعرض حادث التفجير الواقع في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء 9/2/1417 هـ وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع وإصابات لكثير من المسلمين وغيرهم.


    وإن المجلس بعد النظر والدراسة والتأمل قرر بالإجماع ما يلي:

    أولاً: إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين، وذلك للأسباب الآتية:

    1 – في هذا التفجير هتكٌ لحرمات الإسلام المعلومة بالضرورة: هتكٌ لحرمة الأنفس المعصومة، وهتكٌ لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم، وغدوهم ورواحهم، وهتك للمصالح العامة التي لا غِنَى للناس في حياتهم عنها.

    وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمين والمقيمين بينهم، فويلٌ له ثم ويلٌ له من عذاب الله ونقمته، ومن دعوة تحيط به، نسأل الله أن يكشف ستره، وأن يفضح أمره.

    2 – أن النفس المعصومة في حكم شريعة الإسلام ، هي كل مسلم، وكل من بينه وبين المسلمين أمان كما قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}.


    وقال سبحانه في حق الذمي الذي ذمة في حكم قتل الخطأ: {وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إلى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً} فإذا كان الذمي الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قتل عمداً؟! فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر.

    وقد صح عن رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة)) [رواه البخاري في صحيحه(4/398-399رقم3166) من حديث عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-]

    فلا يجوز التعرض لمستأمن بأذى فضلاً عن قتله في مثل هذه الجريمة الكبيرة النكراء، وهذا وعيد شديد لمن قتل معاهداً، وأنه كبيرة من الكبائر المتوعد عليها بعدم دخول القاتل الجنة، نعوذ بالله من الخذلان.


    3 – أن هذا العمل الإجرامي يتضمن أنواعاً من المحرمات في الإسلام بالضرورة من غدر وخيانة وبغي وعدوان وإجرام آثم وترويع للمسلمين وغيرهم، وكل هذه قبائح منكرة يأباها ويبغضها الله ورسوله والمؤمنون.


    ثانياً : إن المجلس إذ يبين تحريم هذا العمل الإجرامي في الشرع المطهر. فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا العمل، وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه، وإنما تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة، فهو يحمل إثمه، وجرمه ، فلا يحتسب عمله على الإسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام المعتصمين بالكتاب والسنة والمتمسكين بحبل الله المتين.


    وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة، ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه، محذرة من مصاحبة أهله ، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{205}وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}


    وقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.


    ونسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكشف ستر هؤلاء الفعلة المعتدين، وأن يمكن منهم لينفذ فيهم حكم شرعه المطهر، وأن يكفَ البأس عن هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وحكومته وجميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد وقمع الفساد والمفسدين، وأن ينصر بهم دينه، ويعلي بهم كلمته، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعاً إنه ولي ذلك والقادر عليه.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية[مجلة الدعوة العدد 1548بتاريخ 18/2/1417 هـ]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:55

    بيان هيئة كبار العلماء حول حوادث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعده محمد واله وصحبه .

    أما بعد ..


    فإنَّ مجلس هيئة كبار العلماء في جلسته الاستثنائية المنعقدة في مدينة الرياض يوم الأربعاء 13/ 3/1424 هـ استعرض حوادث التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض مساء يوم الاثنين 11/3/1424هـ وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع واصابات لكثير من الناس من المسلمين وغيرهم .

    ومن المعلوم أن شريعة الإسلام قد جاءت بحفظ الضروريات الخمس وحرمت الاعتداء عليها وهى الدين والنفس والمال والعرض والعقل .

    ولا يختلف المسلمون في تحريم الاعتداء على الانفس المعصومة والانفس المعصومة في دين الإسلام اما ان تكون مسلمة فلا يجوز بحال الاعتداء على النفس المسلمة وقتلها بغير حق ومن فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من كبائر الذنوب العظام يقول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}

    ويقول سبحانه: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ...} الآية قال مجاهد -رحمهُ اللهُ-: "فى الإثم"[رواه الطبري في تفسيره(6/202)].

    وهذا يدل على عظم قتل النفس بغير حق.

    ويقول النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة)) متفق عليه وهذا لفظ البخاري

    ويقول النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)) متفق عليه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-.

    وفى سنن النسائى عن عبدالله بن عمرو -رضي اللهُ عنه- عن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم)) [رواه الترمذي في جامعه(4/16رقم1395) ، والنسائي في سننه(7/82رقم3987) وغيرهما وهو حديث صحيح بمجموع طرقه. انظر: غاية المرام تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ-(ص/253رقم439)].

    ونظر ابن عمر -رضي الله عنهما- يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال: ((ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك)) [رواه الترمذي في جامعه(4/378رقم2032) ، وابن حبان في صحيحه(13/75رقم5763) وسنده حسن ، وقد صح نحوه مرفوعاً؛ فعن عبد الله بن عمرو قال: رأيت رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- يطوف بالكعبة ويقول : ((ما أطيبك! وما أطيب ريحك! ، ما أعظمك! وما أعظم حرمتك! ، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمتك -ماله ودمه-)) رواه ابن ماجه في سننه(2/1297 رقم3932) وهو حديث صحيح لغيره انظر: صحيح الترغيب والترهيب(رقم2441)]

    كل هذه الأدلة وغيرها كثير تدل على عظم حرمة دم المرء المسلم وتحريم قتله لأي سبب من الأسبابِ إلا ما دلت عليه النصوص الشرعية، فلا يحل لأحد أن يعتدى على مسلم بغير حق.

    يقول أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- : بعثنا رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم ولحقت نا ورجل من الأنصار رجلاً منهم فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف الأنصاري ، فطعنته برمحى حتى قتلته، فلما قدمنا بلغ النبيَّ -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- فقال: ((يا أسامة، أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟)) قلت: كان متعوذاً ، فما زال يكررها حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. متفق عليه وهذا لفظ البخاري .


    وهذا يدل اعظم الدلالة على حرمة الدماء فهذا رجل مشرك وهم مجاهدون في ساحة القتال لما ظفروا به وتمكنوا منه نطق بالتوحيد فتأول أسامة -رضي اللهُ عنه- قتله على أنَّه ما قالها إلا ليكفوا عن قتله ولم يقبل النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- عذره وتأويله ، وهذا من أعظم ما يدل على حرمة دماء المسلمين وعظيم جرم من يتعرض لها .

    وكما أن دماء المسلمين محرمة فإن أموالهم محرمة محترمة بقول النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-: ((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا)) أخرجه مسلم.


    وهذا الكلام قاله النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في خطبة يوم عرفة وأخرج البخارى ومسلم نحوه في خطبة يوم النحر[رواه البخاري في صحيحه(1/30رقم67) ، ومسلم في صحيحه(3/1305رقم 1679) من حديث أبي بكرة -رضي اللهُ عنه- ].

    وبما سبق يتبين تحريم قتل النفس المعصومة بغير حق .

    ومن الأنفس المعصومة في الإسلام: أنفس المعاهدين وأهل الذمة والمستأمنين.

    فعن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قال: ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً)) أخرجه البخارى

    ومن أدخله ولي الأمر المسلم بعقد أمان وعهد فإن نفسه وماله معصوم لا يجوز التعرض له، ومن قتله فإنه كما قال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-: ((لم يرح رائحة الجنة))، وهذا وعيد شديد لمن تعرض للمعاهدين.

    ومعلوم أن أهل الإسلام ذمتهم واحدة ؛ يقول النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-: ((المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم)).

    ولما أجارت أم هانئ -رضي الله عنها- رجلاً مشركاً عام الفتح وأراد على بن أبى طالب -رضي اللهُ عنه- أن يقتله ذهبت للنبى -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- فأخبرته فقال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-: ((قد أجرنا من أجرتِ يا أمَّ هانئ)) أخرجه البخاري ومسلم.

    والمقصود أن من دخل بعقد أمان أو بعهد من ولى الأمر لمصلحة رآها فلا يجوز التعرض له ولا الاعتداء لا على نفسه ولا ماله .

    إذا تبين هذا فإن ما وقع في مدينة الرياض من حوادث التفجير أمر محرم لا يقره دين الإسلام وتحريمه جاء من وجوه ..

    1- أن هذا العمل اعتداء على حرمة بلاد المسلمين وترويع للآمنين فيها .

    2- أن فيه قتلاً للأنفس المعصومة في شريعة الإسلام .

    3- أن هذا من الإفساد في الأرض .

    4- أن فيه إتلافاً للأموال المعصومة .

    وإن مجلس هيئة كبار العلماء إذ يبين حكم هذا الأمر ليحذر المسلمين من الوقوع في المحرمات المهلكات ويحذرهم من مكائد الشيطان فإنه لا يزال بالعبد حتى يوقعه في المهالك إما بالغلو بالدين، وإما بالجفاء عنه ومحاربته والعياذ بالله، والشيطان لا يبالى بايهما ظفر من العبد لأنَّ كلا طريقى الغلو والجفاء من سبل الشيطان التي توقع صاحبها في غضب الرحمن وعذابه .

    وما قام به من نفذوا هذه العمليات من قتل أنفسهم بتفجيرها فهو داخل في عموم قول النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-: ((من قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة)) أخرجه أبو عوانه في مستخرجه من حديث ثابت بن الضحاك -رضي اللهُ عنه- [رواه البخاري في صحيحه(5/2247رقم5700-البغا) ، ومسلم في صحيحه(1/104 رقم110) وأبو عوانه في مستخرجه(1/44) وغيرهم من حديث ثابت بن الضحاك -رضي اللهُ عنه-.]

    وفى صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضي اللهُ عنه-عن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ((من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً)) وهو في البخارى بنحوه

    ثم ليعلم الجميع أن الأمة الإسلامية اليوم تعاني من تسلط الأعداء عليها من كل جانب، وهم يفرحون بالذرائع التي تبرر لهم التسلط على أهل الإسلام وإذلالهم واستغلال خيراتهم، فمن أعانهم في مقصدهم وفتح على المسلمين وبلاد الإسلام ثغراً لهم فقد أعان على انتقاص المسلمين والتسلط على بلادهم وهذا من أعظم الجرم .


    كما أنه يجب العناية بالعلم الشرعى المؤصَّل من الكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة، وذلك في المدارس، والجامعات، وفى المساجد، ووسائل الإعلام، كما أنَّهُ تجب العناية بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والتواصى على الحق، فإن الحاجة بل الضرورة داعية إليه الآن أكثر من أى وقت مضى، وعلى شباب المسلمين إحسان الظن بعلمائهم، والتلقى عنهم ، وليعلموا أن مما يسعى إليه أعداء الدين الوقيعة بين شباب الأمة وعلمائها، وبينهم وبين حكامهم حتى تضعف شوكتهم وتسهل السيطرة عليهم فالواجب التنبه لهذا ، وقى الله الجميع كيد الأعداء.

    وعلى المسلمين تقوى الله في السر والعلن، والتوبة الصادقة الناصحة من جميع الذنوب، فإنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.

    نسال الله ان يصلح حال المسلمين ويجنب بلاد المسلمين كل سوء ومكروه.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه.

    هيئة كبار العلماء

    رئيس المجلس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ

    صالح بن محمد اللحيدان ، عبدالله بن سليمان المنيع ، عبدالله بن عبدالرحمن الغديان ، د / صالح بن فوزان الفوزان ، حسن بن جعفر العتمى ، محمد بن عبدالله السبيل ، د / عبدالله بن محمد بن ابراهيم ال الشيخ ، محمد بن سليمان البدر ، د / عبدالله بن عبدالمحسن التركى ، محمد بن زيد ال سليمان ، د / بكر بن عبدالله ابو زيد-لم يحضر لمرضه- ، د / عبدالوهاب بن إبراهيم أبو سليمان-لم يحضر- ،د / صالح بن عبدالله بن حميد ، د / احمد بن على سير المباركى
    د / عبدالله بن على الركبان ، د / عبدالله بن محمد المطلق .

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:57

    شيخ الأزهر: الإرهابيون موعودون بالعذاب الشديد في الآخرة

    أدان مجلس الرئاسة في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الذي اختتم اجتماعاته في القاهرة، برئاسة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، التفجيرات الإرهابية التي حدثت في مدينة الرياض يوم الإثنين الماضي.

    وأعرب رؤساء المنظمات والجمعيات الإسلامية الأعضاء في المجلس عن استنكارها الشديد للجرائم الإرهابية المروعة التي نتجت عن هذا التخريب، ووصفوا فاعليه بالجهلة الذين لا يفقهون دين الإسلام، وبالقتلة الذين أودوا عن عمد وقصد بحياة عدد من المسلمين وغيرهم من المستأمنين، وبالمفسدين بالأرض الذين قصدوا هدم منشآت الدولة، ومباني السكن الآمنة وبيَّن الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، ورئيس المجلس أن عقوبة هذا الفساد شديدة في الدنيا والآخرة مذكراً الإرهابيين بقوله تعالى:{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}


    وقد أوضح الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد، الأمين المساعد للمجلس الأعلى العالمي للمساجد في رابطة العالم الإسلامي، الذي مثل الرابطة في اجتماعات مجلس الرئاسة نيابة عن معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: أنَّ ما حدث في الرياض لقي استنكاراً وشجباً، واستهجاناً من قادة العمل الإسلامي العلماء والدعاة ورؤساء المراكز الإسلامية والأكاديميين الذين مثلوا المنظمات والجامعات والروابط الإسلامية، وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي في اجتماعات مجلسهم في القاهرة، مشيراً إلى أن هؤلاء جميعاً يقفون إلى جانب ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية وضد الإرهابيين، وضد أعمالهم المشينة التي لا يرضى عنها دين ولا عقل ولا ضمير"[ جريدة الرياض الإثنين 18 ربيع الأول 1424العدد 12750 السنة 39.]


    شيخ الأزهر يقول: حادث التفجير تستنكره جميع الأديان السماوية ولا يقدم عليه إلا من نذر نفسه للشيطان

    أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لجريدة "الرياض" أن ما وقع في مدينة الرياض من تفجيرات قبل أيام وفي شهر رمضان المبارك أدانها الجميع فهي عمل إجرامي بشع ، أثار الرعب في قلوب المسلمين.

    وقال: إنَّ التفجيرات التي استهدفت وتستهدف النفس البريئة لا يقدم عليها إلا إنسان فقد رشده، وانتكس فكره، وانطمست بصيرته لأنَّ الاعتداء على الآمنين تدينه وتستنكره جميع الأديان السماوية وجميع العقول الإنسانية، وما حدث في الرياض هو لون من المنكرات التي توعد الله سبحانه وتعالى من يقترفها بأشد ألوان العقوبات ويكفي أن الله عز وجل قد بيّن لنا في كتابه الكريم أن من يقتل إنساناً ظلماً وعدواناً فكأنما قتل الإنسانية جميعها قال تعالى {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} الآية


    وأضاف: إنَّ المملكة دولة والحمد لله أسست على تقوى من الله ورضوانه، دولة تبني ولا تهدم، تُعمر ولا تخرب، تصلح ولا تفسد، تتعاون مع غيرها على البر والتقوى، لا على الإثم والعدوان، دولة تزدهر فيها الفضائل وتضمحل فيها الرذائل، ودولة هذا شأنها يصونها الله من كل سوء ويبوء من يضمرها السوء فضلاً عما يفعله يبوء بالخسران في الدنيا والآخرة.

    وأشار إلى أنَّ هذا العدوان البشع الذي ذهب ضحيته عدد من الأبرياء من المسلمين سينتقم الله من فاعله كما ذكر سبحانه وتعالى {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}، وعلى شباب الأمة الإسلامية أن يعرفوا تعاليم دينهم الإسلامي التي حافظت على النفس، وحرَّمَتْ كل ما يزهقها من غير سبب شرعي، وعليهم أن يتأكدوا أنَّ ما هذه التفجيرات إلا نزوة شيطانية راح ضحيتها الكثير.

    وقال: يا شباب الأمة انظروا إلى مناظر التفجيرات المخيفة والتي شاهدناها، أهذا المنكر يأمر به الدين الإسلامي؟! لا والله .

    إذا كانت الأديان الأخرى كما ذكرت لا تقبلها فكيف هو الدين الإسلامي؟!
    ونحن ندعو للمملكة وشقيقاتها أن يديم الله عليهم نعمة الإسلام ونعمة الأمان، ونعمة الرخاء، ونعمة الاطمئنان، ونقول لكل من يعتدي على الآمنين، نقول له: اقرأ قوله تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الذِينَ ظلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}.

    وندعو الله لنا جميعاً بالهداية وبفهم الدين فهماً سليماً وبالسلوك الحميد الذي يعود على صاحبه وعلى الأمة بالخير الكثير"[ جريدة الرياض الأربعاء 24 رمضان 1424العدد 12934 السنة 39] .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 12:59

    كلام جماعة من العلماء في استنكار ما حصل من تفجير بغير حق

    حادث التفجـير بمكـة المكرمة إجـرام عظيـم



    قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمهُ اللهُ- :

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله .

    لقد استنكر العالم الإسلامي ما حدث في مكة المكرمة من تفجير مساء الإثنين 7 / 12 / 1409 هـ واعتبروه جريمة عظيمة ومنكراً شنيعاً ، لما فيه من ترويع لحجاج بيت الله الحرام ، وزعزعة للأمن وانتهاك لحرمة البلد الحرام ، وظلم لعباد الله ، وقد حرم الله سبحانه البلد الحرام إلى يوم القيامة ، كما حرم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم إلى يوم القيامة ، وجعل انتهاك هذه الحرمات من أعظم الجرائم ، وأكبر الذنوب ، وتوعد من هم بشيء من ذلك في البلد الحرام بأن يذيقه العذاب الأليم، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} فإذا كان من أراد الإلحاد في الحرم متوعداً بالعذاب الأليم وإن لم يفعل- فكيف بحال من فعل ، فإن جريمته تكون أعظم ، ويكون أحق بالعذاب الأليم .

    وقد حذر الرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أمته من الظلم في أحاديث كثيرة ، ومن ذلك ما بينه للأمة في حجة الوداع حين قال -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت فقال الصحابة نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكبها إلى الأرض ويقول : اللهم اشهد اللهم اشهد)) [رواه البخاري في صحيحه(1/30رقم67) ، ومسلم في صحيحه(3/1305رقم 1679) من حديث أبي بكرة -رضي اللهُ عنه- ].

    وهذا الإجرام الشنيع بإيجاد متفجرات قرب بيت الله الحرام من أعظم الجرائم والكبائر ، ولا يقدم عليه من يؤمن بالله واليوم الآخر ، وإنما يفعله حاقد على الإسلام وأهله ، وعلى حجاج بيت الله الحرام . .

    فما أعظم خسارته ، وما أكبر جريمته فنسأل الله أن يرد كيده في نحره ، وأن يفضحه بين خلقه ، وأن يوفق حكومة خادم الحرمين لمعرفة وإقامة حد الله عليه إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه . .

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

    عبد العزيز بن عبد الله بن باز

    الرئيس العام لرابطة العالم الإسلامي

    الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة
    العربية السعودية "

    [ نشرت هذه الكلمة الاستنكارية لسماحته في جريدة الرياض وغيرها من الصحف المحلية في 12/12/1409]


    @@@@@@@@@@@@@@@@


    حادث التفجير في الرياض جريمـة عظيمة ، وفسـاد في الأرض، وظلم كبير

    أكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء - أن حادث التفجير الذي وقع في مدينة الرياض يوم الاثنين الماضي حادث أثيم ومنكر عظيم وظلم كبير ترتب عليه إزهاق نفوس ، وفساد في الأرض ، وجراحة للآمنين ، وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك .

    وأكد سماحته أن من قاموا بذلك العمل قد امتلأت نفوسهم الخبيثة بالحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله . وأوصى سماحته كل من يعلم خبراً من أولئك المجرمين أن يبلغ عنهم ، لأنَّ هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى تمكين العدالة من مجازاة أولئك الظالمين .

    جاء ذلك في إجابة سماحته على سؤال لـ ( المدينة ) حول جزاء من يستهدف ترويع أمن الناس الآمنين كما حدث في حادث التفجير بالرياض الذي قام به مجرمون تسببوا في ترويع الآمنين وقتل الأبرياء ، وتخويف عباد الله جل وعلا وهذا نصه:

    "لا شك أن هذا الحادث أثيم ومنكر عظيم يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير ، ولا شك أن هذا الحادث إنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر ، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير ، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله نسأل الله العافية والسلامة.


    ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على كل ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم لأنَّ جريمتهم عظيمة وفسادهم كبير ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف يقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير وفساد عظيم وإزهاق نفوس وجراحة آخرين بغير حق ، كل هذا من الفساد العظيم وجريمة عظيمة.


    فنسأل الله أن يعثرهم ويسلط عليهم ويمكن منهم ، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم ، ونسأل الله أن يوفق ولاة الأمر للعثور عليهم والانتقام منهم ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث وهذا الإجرام العظيم .

    وإني أوصي وأحرض كل من يعلم خبرا عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة ، على كل من علم عن أحوالهم وعلم عنهم أن يبلغ عنهم؛ لأنَّ هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان ، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين الذين قال الله فيهم وأشباههم سبحانه : {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

    إذا كان من تعرض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائة ريال مفسدا في الأرض ، فكيف من يتعرض بسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل وظلم الناس ، فهذه جريمة عظيمة وفساد كبير .

    التعرض للناس بأخذ أموالهم أو في الطرقات أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم، لكن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس وقتل نفوس وفساد في الأرض وجراحة للآمنين وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك ، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم ومن أعظم الفساد في الأرض ، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع بما فعلوا من جريمة عظيمة .

    نسأل الله أن يخيب مسعاهم وأن يعثرهم وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم وأن يسلط عليهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميراً لأمثالهم إنه جل وعلا جواد كريم ، ونسأل الله أن يوفق الدولة للعثور عليهم ومجازاتهم بما يستحقون . ولا حول ولا قوة إلا بالله
    [نشرت في جريدة المدينة في 25/5/1416هـ]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.08.08 13:02

    الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين -رحمهُ اللهُ-

    قال شيخنا العلامة محمد العثيمين -رحمهُ اللهُ- وجزاه عنَّا خير الجزاء لما سئل رحمه الله بعد حادث التفجير في الخبر، وأنه امتداد لما سبق أن وقع في العليا ، فقال رحمه الله :

    "لا شك أن هـذا العمل لا يرضاه كل عاقل فضلا عن المؤمن !! لا يرضاه أحد لأنه خلاف الكتاب والسنة. ولأن فيه إساءة للإســـلام في الداخـل والخـارج .لأن كل الذين يسمعون بهذا الخبر لا يضيفونه إلا إلى المتمسكين بالإسلام، ثم يقولون لشعوبهم هؤلاء هم المسلمـون ؟؟ هذه أخلاق الإسلام ؟؟
    والإسلام منها برئ!! فهؤلاء في الحقيقة أساءوا قبل كل شيء إلى الإسلام ونســأل الله أن يجازيهم بعدله بالنسبة لهذه الإساءة العظيمة.

    ثانيا : أنهم أساؤوا إلى إخوة لهم من الملتزمين لأنه إذا تصور الناس حتى المسلمون ، إذا تصوروا أن هذا يقع ممن يدعى أنه مسلم وأنه يغار للإسلام فسوف يكره من هذه أخلاقه وسوف يظن أن هـذه أخلاق كل ملتزم ، ومن المعلوم أن هذا لا يمثل أحداً من الملتزمين إطلاقاً!! لأنَّ الملتزم حقيقة هو الذى يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ولا يخفى علينا جميعاً أن الله تعالى أمر بوفاء العهود وأمر بوفاء العقود وقال: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}.

    ولا يخفى علينا أن الرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قال : ((من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة))!!

    ولا يخفى علينا أيضاً أنه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسعَى بِها أدنَاهثم، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) ... ولا يخفى علينا أن الائتمان أو التأمين والإجـارة يكون حتى من واحدٍ من المسلمين وإن لم يكن ولي أمر حتى ولو كان امرأة قال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم-((قد أجرنا مـن أجـرت يا أم هانئ)) فكيف إذا كان الأمان من ولاة الأمور !! فهذا هو عين المحادة لله ورسوله ، وعين المشاقة لله ورسوله.

    ثالثاً : لو قدرنا على أسـوأ تقديـر أن الـدولة التي ينتمى إليها هؤلاء الذين قتلوا دولة معادية للإسلام فما ذنب هؤلاء؟ هؤلاء الذين جاؤوا بأمر حكومتهم ، قد يكون بعضهم جاؤوا عن كره ولا يريد الاعتداء!! ثم ما ذنب المسلمين الساكنين هناك!! فقد قتل من المسلمين من هذه البلاد عدة ، فقد أصيب عدة من هؤلاء : من أطفال وعجائز وشيوخ في مأمنهم في ليلهم عند الرقاد على فرشهم.

    ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشع الجرائم!! ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون!! سوف يعثر عليهم إن شاء الله ويأخذون جزاءهم . لكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث!! منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين. وأن هؤلاء إما جاهلون وإما سفهاء وإما حاقدون!! فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع ، الشرع يأمر بالوفاء بالعهد ، وأوفى دينٍ في العهد هو دين الإسلام ولله الحمد. هم سفهاء أيضاً لأنه سيترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله ، ليست هذه وسيلة إصلاح حتى يقولوا : إنما نحن مصلحون ، بل هم المفسدون في الواقع ، أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها ؛ لأننا لا نعلم والحمد لله بلاداً تنفذ من الإسلام مثل ما تنفذه هذه البلاد ، الآن البلاد الإسلامية أليست فيها قبور تعبد من دون الله ؟ أليس فيها بيوت الدعارة ؟ أليس فيها الزنا؟ أليس فيها اللواط ؟ أليس فيها الخمر ؟ علناً في الأسواق ، أليس حكامها يصرحون بأنهم يحكمون بالقوانين لا بالكتاب والسنة ؟ فماذا يريدون ؟ ماذا يريدون من فعلهم هذا ؟ أيريدون الإصلاح ؟ والله ماهم بمصلحين ، إنهم لمفسدون ، ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطيش والغيرة التي هي غبرة وليست غيرة إلى هذا الحد ؟ ولا شك أن هذا إساءة ـ المرتبة الرابعة والخامسة ـ إلى هذه البلاد وأهلها ، وترويع الآمنين، كل إنسان يتعجب ؛ كيف هذا في هذا البلد الأمين ؟ ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء ، وأن يطلع ولاة الأمور عليهم ولمن خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيهم بحكم الله عزوجل" لقاء الباب المفتـوح ، ونشرت في جريدة المسلمـون..


    @@@@@@@@@@@@@@@@


    وقال شيخنا العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله بعد أن بين عصمة دماء الذمي والمعاهد والمستأمن:"وفي صحيح البخاري ومسلم أن النَّبِيَّ -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسعَى بِها أدنَاهثم ، فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، لاَ يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ)). ومعنى الحديث أن الإنسان إذا أمَّنَ إنساناً وجعله في عهده ، فإن ذمته ذمة للمسلمين جميعاً مـن أخفرهـا و غـدر بهذا الـذي أعطي الأمان من مسلم ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

    (يقول الشيخ): وإننا لنلعن من لعنه الله ورسوله وملائكته وأنه لا يقبل منه صرف ولا عدل … وبذلك نعرف خطأ عملية التفجير التي وقعت في الخبر …

    ولا شك أن هذه العملية لا يقرها شرع ولا عقل ولا فطرة … ولا أدري ماذا يراد من مثل هذه الفعلة ، أيراد الإصلاح ؟ فالإصلاح لا يأتي بمثل هذا ، إن السيئة لا تأتي بحسنة ولن تكون الوسائل السيئة طرقاً للإصلاح أبداً ، وإننا وغيرنا من ذوي الخبرة والإنصاف ليعلم أن بلادنا خير بلاد المسلمين اليوم في الحكم بما أنزل الله ، وفي اجتناب سفاف الأمور ودمار الأخلاق ، ليس فيها ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد ، وليس فيها خمور تباع علناً وتشرب ، وليس فيها كنائس يعبد فيها غير الله سبحانه جهاراً ، وليس فيها وليس فيها ما يوجد في كثير من بلاد المسلمين اليوم ، فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين ، أن ينقل الفتن إلى هذه البلاد .


    إلا فليتقوا الله

    نقلاً عن
    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Albaidha1

    لطفــــــــاً .. من هنـــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب Empty رد: استنكار العلماء لِمَا يقوم به المبطلون من تفجير وتخريب

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.09.08 11:07

    نداء الى المفجرين من الشيخ الفوزان .. الاستدلال الباطل وآثاره المدمرة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ---------------------------------


    نداء الى المفجرين من الشيخ الفوزان .. الاستدلال الباطل وآثاره المدمرة

    صالح بن فوزان الفوزان*

    الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، فبلَّغ الرسالة وأدى الأمانة وبيَّن للناس ما نزل إليه من ربه، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى، ومصابيح الدجى،


    وبعد

    قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا}،

    والمتشابه هو الذي لا يُعلم المراد منه حتى يرد إلى غيره من النصوص فيفسره

    والمحكم هو الذي لا يحتاج في تفسيره إلى غيره..

    وذلك كالمطلق والمقيد، والخاص والعام، والمجمل والمبين، والناسخ والمنسوخ، وهذه مدارك لا يعرفها إلا الراسخون في العلم الذين يردون المتشابه إلى المحكم فيفسرونه به ويقولون {كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا} وكلام الله يفسر بعضه بعضاً ويوضح بعضه بعضاً..

    وأما أهل الزيغ والضلال فإنهم يستدلون بالمتشابه من الكلام كما قال الإمام أحمد - رحمه الله - ويتركون المحكم ابتغاء الفتنة، ويقطعون ما أمر الله به أن يُوصل، ويفسدون في الأرض، ويقولون نحن استدللنا بالقرآن
    وهم في الحقيقة لم يستدلوا بالقرآن وإنما أخذوا طرفاً وتركوا الطرف الآخر مثل الذين يستدلون بقوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} على ترك الصلاة ولا يأتون بالآية التي بعدها وهي:{الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }، وقد لا يكون هؤلاء أهل زيغ وإنما هم أهل جهل وتعالم وحماس جاهل وليسوا من الراسخين في العلم ولا يرجعون إلى أهل الرسوخ في العلم فيقعون في الهلاك ويُوقعون غيرهم فيه..

    خُذ مثلاً في وقتنا هؤلاء المخربين الذين روّعوا العباد وأفسدوا في البلاد وصاروا يفجرون المباني وينسفونها على من فيها ويقتلون الأنفس التي حرّم الله قتلها إما بالإيمان وإما بالعهد والأمان, ويستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) ولم يعلموا:

    أولاً:
    ان هذا الخطاب لولاة الأمور وليس هو خطاباً لكل أحد من الناس بدليل أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك أفراداً، وإنما الذي قام به عمر بن الخطاب الخليفة الثاني فدلّ هذا على أن هذا الخطاب يتولى تنفيذه ولي الأمر إذا رأى المصلحة في ذلك وأمكنه تنفيذه.

    ثانياً:
    الرسول صلى الله عليه وسلم قال أخرجوهم) ولم يقل: اقتلوهم واغدروا بهم إذا أمنتموهم بل إن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وإبلاغه مأمنه أن يوصل إلى بلاده آمناً.. لأن الإسلام دين الوفاء، لا دين الغدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين سنة) خرجه في الصحيح.

    ثالثاً:
    إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب لا يمنع استقدامهم لأعمال يقومون بها، ثم يرجعون إلى بلادهم إذا انتهت مهماتهم كالسفراء والعمال والتجار وأصحاب الخبرات التي يحتاجها المسلمون وليس عندهم من يقوم بها.. فقد استأجر النبي صلى الله عليه وسلم مشركاً يدله على طريق الهجرة، واستدان من يهودي في المدينة وجاءه نصارى نجران ودخلوا عليه في مسجده، وتفاوضوا معه، وربط ثمامة بن أثال في المسجد، وهو مشرك.

    إن ما يصنعه هؤلاء الجهّال من التخريب وقتل المستأمنين إنما هو تشويه للإسلام وصد عنه وهو حرام ومعصية لله ولرسوله،
    فالواجب
    على من يريد النجاة لنفسه وفيه بقية من عقل أن يراجع صوابه ويتوب إلى ربه..

    وولاة أمور المسلمين قد عرضوا على هؤلاء التوبة والرجوع إلى الصواب، وأنهم إذا فعلوا ذلك فسيعاملون بالمعاملة الحسنة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له والتوبة تجب ما قبلها..

    فالواجب على هؤلاء
    أن يتوبوا إلى الله وأن يلقوا سلاحهم ويضعوا أيديهم بأيدي إخوانهم من المسلمين ويلتزموا بالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمَّر عليكم عبد) وقال: (من شق عصا الطاعة وفارق الجماعة ومات فميتته جاهلية) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
    هذا وأسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، ويرد مخطئهم إلى الصواب،
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    *عضو هيئة كبار العلماء

    الجزيرة /11578
    الخميس 22 ربيع الثاني 1425

    منقول من منتدى سحاب

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:55