خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الرفق بهم والصبر معهم وعليهم

    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية الرفق بهم والصبر معهم وعليهم

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 7:54


    الرفق بالعلماء وعدم الإلحاح عليهم

    قال تعالى :
    " هل أتبعك على أن تعلمني ..."الآية
    سورة"الكهف"الآية(66)

    وقال تعالى :
    "يا يحي خذ الكتاب بقوة وأتيناه الحكم صبياً، وحناناً من لدنا ..."
    سورة"مريم"الآيتان(12-13)

    وقال تعالى:
    "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك..."الاية
    سورة"آل عمران" الآية(159)

    وقال تعالى:
    " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم"
    سورة"التوبة"الآية(128)

    وقال تعالى:
    "وما أرسلناك إلا رحمة([b][1]
    ) للعالمين"
    سورة"الأنبياء"الآية(107)

    وقال تعالى :
    " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا..."
    سورة "النور"الآية(63)

    وقال تعالى :
    "محمدرسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم..."
    سورة"الفتح"الآية(29)

    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنهما-قال:
    قال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:
    "الراحمون يرحمهم الرحمن –تبارك وتعالى-ارحموا من في الأرض، يرحمهم من في السماء"
    رواه الإمام أحمد في"المسند" وأبو داود والترمذي والحاكم، وصححه العلامة الألباني في "صحيح الجامع"برقم(3522)

    وعن أنس بن مالك-رضي الله تعالى عنه-قال:
    قال رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:
    "ما كان الرفق في شيء إلا ذانه ..."
    "صحيح الجامع"برقم(5654)

    وفي "صحيح الإمام مسلم" عن أبي هريرة-رضي الله تعالى عنه-قال:
    "خطبنارسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم... ذروني ما تركتكم ([2])
    فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"
    "صحيح الإمام مسلم" كتاب الحج باب فرض الحج مرة واحدة في العمر" برقم (1337)


    المثل التطبيقي
    في "صحيح مسلم" عن كريب-مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما-أن عبد الله بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر، والمسور بن مخرمة-رضي الله تعالى عنهم-أرسلوه إلى عائشة-رضي الله تعالى عنها- زوج النبي-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-فقالوا :
    " اقرأ عليها السلام منا جميعاً وسلها عن الركعتين بعد العصر، وقل: إنا أخبرنا أنك تصلينها وقد بلغنا أن رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- نهى عنهما ؟!
    قال ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما-وكنت أصرف مع عمر بن الخطاب-رضي الله تعالى عنه-الناس عنها.
    قال كريب: فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أم سلمة .
    فخرجت إليهم، فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة -رضي الله عنها..."الحديث .

    قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-في شرحه للحديث :
    " فيه : أنه يستحب للعالم إذا طلب منه تحقيق أمر مهم ويعلم أن غيره أعلم به أو أعرف بأصله
    أن يرشد إليه إذا أمكنه .
    وفيه الاعتراف لأهل الفضل بمزيتهم
    وفيه الإشارة إلى أدب الرسول في حاجته، وأنه لا يستقل فيها بتصرف لم يؤذن له فيه
    ولهذا لم يستقر كريب بالذهاب إلى أم سلمة؛ لأنهم إنما أرسلوه إلى عائشة رضي الله عنهم أجمعين"
    "صحيح مسلم" برقم (834) كتاب المسافرين "باب الأوقات التي نهي الصلاة فيها"(4/438)

    قال الحافظ ابن عبد البر-رحمه الله تعالى:
    "إن سكوت العالم من الجواب يوجب على المتعلم ترك الإلحاح عليه"
    وعلّل ذلك؛ بغضبه .
    ثم قال
    :"وقلّما أغضب عالم إلا احترمت فائدته"
    "التمهيد" للحافظ ابن عبد البر (3/265)

    قال أبو سلمة بن عبد الرحمن رحمه الله تعالى :
    "لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علماً"
    "التمهيد"(3/265)
    وقال عبد الله بن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى- في الحافظ الثبت محمد بن الحسين الأعين رحمه الله تعالى:
    "ترحم عليه أبي يعني الإمام أحمد- وقال : إني لأغبطه؛ مات وما يعرف إلا الحديث، لم يكن صاحب كلام"
    "سير أعلام النبلاء" (12/120)


    العلماء والصبر على الأذى



    قال الله تعالى :


    "عدو الله وعدوكم"


    سورة"الأنفال"الآية(60)



    وقال تعالى:


    "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن"


    سورة"الأنعام"الآية(112)





    وقوله:


    "كذلك ما أتي الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون"


    سورة"السجدة"الآية(24)





    وقوله:


    "ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين"


    سورة"محمد"الآية(31)





    وقوله:


    "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"


    سورة "السجدة" الآية(24)


    والآيات في الأمر بالصبر وبيان فضله كثيرة

    [/b].



    "
    avatar
    أبو محمد عبد الله السلفي
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    عدد الرسائل : 208
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: الرفق بهم والصبر معهم وعليهم

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبد الله السلفي 20.05.08 7:55

    وفي الحديث : " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم يدعون له ولداً، وإنه ليعافيهم ويرزقهم" "صحيح الإمام البخاري"(10/426) كتاب الأدب"باب الصبر على الأذى" و"صحيح الإمام مسلم"(2804) صفات المنافقين "باب لا أحد أصبر أذى يسمعه من الله"




    وعن عبد الله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه- قال :


    " كأني أنظر إلى رسول الله-صلى الله تعالى عليه وآله وسلم- يحكي نبياً من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم-ضربه قومه فأدموه


    وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"


    متفق عليه: صحيح الإمام البخاري كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم رقم (6929) وصحيح الإمام مسلم كتاب الجهاد والسير "باب غزوة أحد برقم(1792)



    وعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه- إذ دخل على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-
    وهو موعوك، عليه قطيفة، فوضع يده فوق القطيفة، فقال: ما أشد حماك يا رسول الله!
    قال : " إنا كذلك يشدد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر"
    ثم قال: يا رسول الله: من أشد الناس بلاءً ؟ قال : " الأنبياء".
    قال : ثم من ؟ قال : "العلماء" .
    قال : ثم من ؟ قال : "الصالحون" " الحديث
    رواه ابن ماجه، وابن أبي الدنيا في كتاب "المرض والكفارات" والحاكم واللفظ له، وقال: صحيح على شرط مسلم" قال الشيخ الألباني "صحيح" وله شواهد كثيرة. انظر "صحيح الترغيب والترهيب"(3/330)

    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
    "سأل رجل الشافعي، فقال: يا أبا عبد الله، أيما أفضل للرجل: أن يمكن، أو يبتلى؟
    فقال الشافعي: لا يمكن حتى يبتلى؛ فإن الله ابتلى نوحاً وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمداً-صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-فلما صبروا مكنهم
    فلا يظن أحد أن يخلص من الألم البتّه"
    "الفوائد"للإمام شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية ص(283)دار الريان للتراث-بالقاهرة

    قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
    "ولولا أن الدنيا دار ابتلاء لم تعتور فيها الأمراض والأكدار، ولم يضق العيش فيها على الأنبياء والأخيار،
    فآدم-عليه السلام-يعاني المحن إلى أن خرج من الدنيا
    ونوح بكى ثلاثمائة عام
    وإبراهيم يكابد النار، وذبح الولد
    ويعقوب بكى حتى ذهب بصره
    وموسى يقاسي فرعون ويلقى من قومه المحن
    وعيسى بن مريم-عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- لا مأوى له إلا البراري في العيش الضنك
    ومحمد- صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين- يصابر الفقر، وقتل عمه حمزة وهو من أحب أقربائه إليه، ونفور قومه عنه
    وغير هؤلاء من الأنبياء والأولياء مما يطول ذكره
    ولو خلقت لدنيا للذة لم يكن حظ للمؤمن فيها"
    "تسلية أهل المصائب"ص(31) والنقل عن"اصبر واحتسب"لعبد الملك القاسم ص(38)

    وتقدم معنا ما قاله الإمام أحمد رحمه الله تعالى في خطبة كتابه "الرد على الجهميّة":
    "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم
    يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى
    يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى
    فكم من قتيل لإبليس أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه
    فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليه
    ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلية..."
    "الرد على الجهمية" ص (85)

    إي والله ما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم
    كان الله لهم
    هؤلاء الناقصة المتنقصة جهلوا أو تجاهلوا أن مثلهم كمثل ناطح جبل شامخ
    فماذا يجني من هذا حاله وبماذا يرجع .
    أما علموا أن مثلهم لا يقول إلا لله وفي الله وبما جاء من عند الله
    هذا والله ظننا بعلمائنا، وهم فوق ذلك في نفوسنا، ولا ندعي لهم عصمة،
    فبعلومهم عمّ الخير، وساد الوئام والأمان بين الأنام .

    قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى- مندهشاً :
    " ومثل الفضيل يتكلم فيه، فمن الذي يسلم من ألسنة الناس
    لكن إذا ثبتت إمامة الرجل وفضله لم يضره ما قيل فيه
    وإنما الكلام في العلماء مفتقر إلى وزن بالعدل والورع"
    "سير أعلام النبلاء" (8/448)

    وقال الحافظ -رحمه الله تعالى:
    " قال بعض أهل العلم : الصبر على الأذى جهاد النفس
    وقد جبل الله تعالى الأنفس على التألم بما يفعل بها ويقال لها "
    "فتح الباري"(10/512)

    وعزائنا ما قد ثبت أن لله-تعالى-الغني الحميد-سبحانه-وهو المتفضل المنان الذي لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين، ثبت أن له أعداء
    فلا غرو أن نجد لخيرة خلقه-الأنبياء-أعداء كذلك
    وقد كثر الحديث عنهم وعن مكرهم وخبثهم في كتاب كريم يتلى على مرّ السنين وتعاقب الجديدين إلى ما شاء الله

    أقول ذلك
    غير مستنكر – وغير راض- لما أراه من أذى للعلماء، وغمز ولمز
    وإطلاق لعبرات ظاهرها فيه الصدق وباطنها فيها القدح والطعن

    ومع ما تقدم
    فإن الناظر في سير القوم يجد أنها لا تخلو من محنة تعقبها منحة
    وتلك سنة ماضية، ومن نظر وقف .

    "قال الإمام مسلم في"صحيحه" قال يحيى بن أبي كثير-رحمه الله تعالى:
    لا ينال العلم براحة الجسم . وقد قيل: من طلب الراحة ترك الراحة
    فيا وصل الحبيب أما إليه بغير مشقة أبدا طريق
    ولولا جهل الأكثرين بحلاوة هذه اللذة وعظم قدرها لتجالدوا عليها بالسيوف
    ولكن حفت بحجاب من المكاره وحجبوا عنها بحجاب من الجهل
    ليختص الله لها من يشاء من عباده والله ذو الفضل العظيم "
    "مفتاح دار السعادة"(1/364)

    نقلا عن كتاب
    "بيان الشريعة الغراء لفضل العلم والعلماء..."




    ([1]) في هذه الآية والتي قبلها وما بعدها من آي وحديث، الإيماء إلى أن العلم والتعليم مبناه على الرحمة، ولناظر أن ينظر إلى صنيع الأمة في القديم والحديث، لا سيما الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى-يجدهم يصدرون مصنفاتهم ورسائلهم بقول:"اعلم رحمك الله ..." فالعلم: تعلماً وتعليماً، وعلاقة الطالب بالشيخ، بل والطلبة بعضهم ببعض، بل والداعي والمدعو يجب أن يشوبها الحنو، وتسودها الرحمة، وتعلوها الشفقة، وتغمرها المودة، ما لم تدعو حاجة شرعية .وهي والحالة هذه مستثناه عن الأصل .


    [2] ) والشاهد أن سكوت العالم قد يكون لمصلحة راجحة عنده، دعت لذلك، فلا ينبغي الإلحاح عليه وإغضابه، وقديما ًقالوا :"رب كلام جوابه السكوت

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:48