الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
فهذا جمع ( مختصر ) في الدفاع عن عكرمة مولى عبدالله بن عباس مما نسب إليه من رأي الخوارج .
عكرمة مولى عبدالله بن عباس .
هو العلاًّمة الحافظ المفسر أبوعبدالله القرشي ، مولاهم المدني البربري الأصل . السير ج5 (صـ 12)
احتج به البخاري وأصحاب السنن وتركه مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقروناً بسعيد بن جبير .
ثناء الأئمة عليه :
قال محمد بن فضيل ، عن عثمان بن حكيم : كنت جالساً مع أبي أمامة بن سهل بن
حنيف إذ جاء عكرمة ، فقال : يا أبا أمامة ، أذكرك الله هل سمعت ابن عباس
يقول : ما حدثكم عكرمة عني فصدقوه ، فإنه لم يكذب علي ؟ فقال أبوأمامة :
نعم . ( تهذيب الكمال ) ج20 صـ 271
وقال البخاري : ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة . ( التاريخ الكبير ) 7 ترجمة 218
وقال ابن حبان :" كان عكرمة من علماء الناس في زمانه بالقرآن والفقه وكان جابر بن زيد يقول : عكرمة من أعلم الناس " .( الثقات ) ج5 صـ229
وأما عن الطعن فيه بإنه كان يرى رأي الخوارج ، وكلام الإمام مالك فيه ؛ فمرده الى هذه التهمة !
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه وقد تعقب
جماعة من الأئمة ذلك وصنفوا في الذب عن عكرمة منهم أبو جعفر بن جرير
الطبري ومحمد بن نصر المروزي وأبو عبد الله بن منده وأبو حاتم بن حبان
وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم . ( هدي الساري) صـ446
وقال أيضاً :
وأما ذم مالك فقد بين سببه وأنه لأجل ما رمي به من القول ببدعة الخوارج
وقد جزم بذلك أبو حاتم قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن عكرمة فقال : ثقة ،
قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : نعم إذا روى عنه الثقات والذي أنكر عليه مالك
إنما هو بسبب رأيه على أنه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك وإنما
كان يوافق في بعض المسائل فنسبوه إليهم .
وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك فقال في كتاب الثقات له : عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما مكي تابعي ثقة
بريء مما يرميه الناس به من الحرورية . وقال ابن جرير: لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه
ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار
لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه. هدي الساري (449)
(استدلال آخر على براءته من رأي الخوارج )
قال البخاري في صحيحه باب
:" إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا "
الآية .
حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد
الرحمن أبو الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة
مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن
ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب
فيقتل فأنزل الله " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ ". الآية رواه الليث عن أبي الأسود
قال ابن حجر :
وفي هذه القصة دلالة على براءة عكرمة مما ينسب إليه من رأى الخوارج لأنه
بالغ في النهى عن قتال المسلمين وتكثير سواد من يقاتلهم وغرض عكرمة أن
الله ذم من كثر سواد المشركين مع أنهم كانوا لا يريدون بقلوبهم موافقتهم
قال فكذلك أنت لا تكثر سواد هذا الجيش وأن كنت لا تريد موافقتهم لأنهم لا
يقاتلون في سبيل الله . الفتح ( 8 / 112 – 113 )
قلت : للحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري ( جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى
عبد الله بن عباس وما قيل فيه ) مطبوع ضمن سلسلة لقاء العشر الأواخر( 12
-13 ) .
وقد أجاد الحافظ ابن حجر رحمه الله بالدفاع عن هذا التابعي الجليل في ( هدي الساري ) فليراجع فإنه مهم .
والحمد لله رب العالمين منقول من المحجة العلمية السلفية
فهذا جمع ( مختصر ) في الدفاع عن عكرمة مولى عبدالله بن عباس مما نسب إليه من رأي الخوارج .
عكرمة مولى عبدالله بن عباس .
هو العلاًّمة الحافظ المفسر أبوعبدالله القرشي ، مولاهم المدني البربري الأصل . السير ج5 (صـ 12)
احتج به البخاري وأصحاب السنن وتركه مسلم فلم يخرج له سوى حديث واحد في الحج مقروناً بسعيد بن جبير .
ثناء الأئمة عليه :
قال محمد بن فضيل ، عن عثمان بن حكيم : كنت جالساً مع أبي أمامة بن سهل بن
حنيف إذ جاء عكرمة ، فقال : يا أبا أمامة ، أذكرك الله هل سمعت ابن عباس
يقول : ما حدثكم عكرمة عني فصدقوه ، فإنه لم يكذب علي ؟ فقال أبوأمامة :
نعم . ( تهذيب الكمال ) ج20 صـ 271
وقال البخاري : ليس أحد من أصحابنا إلا احتج بعكرمة . ( التاريخ الكبير ) 7 ترجمة 218
وقال ابن حبان :" كان عكرمة من علماء الناس في زمانه بالقرآن والفقه وكان جابر بن زيد يقول : عكرمة من أعلم الناس " .( الثقات ) ج5 صـ229
وأما عن الطعن فيه بإنه كان يرى رأي الخوارج ، وكلام الإمام مالك فيه ؛ فمرده الى هذه التهمة !
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وإنما تركه مسلم لكلام مالك فيه وقد تعقب
جماعة من الأئمة ذلك وصنفوا في الذب عن عكرمة منهم أبو جعفر بن جرير
الطبري ومحمد بن نصر المروزي وأبو عبد الله بن منده وأبو حاتم بن حبان
وأبو عمر بن عبد البر وغيرهم . ( هدي الساري) صـ446
وقال أيضاً :
وأما ذم مالك فقد بين سببه وأنه لأجل ما رمي به من القول ببدعة الخوارج
وقد جزم بذلك أبو حاتم قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن عكرمة فقال : ثقة ،
قلت : يحتج بحديثه ؟ قال : نعم إذا روى عنه الثقات والذي أنكر عليه مالك
إنما هو بسبب رأيه على أنه لم يثبت عنه من وجه قاطع أنه كان يرى ذلك وإنما
كان يوافق في بعض المسائل فنسبوه إليهم .
وقد برأه أحمد والعجلي من ذلك فقال في كتاب الثقات له : عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما مكي تابعي ثقة
بريء مما يرميه الناس به من الحرورية . وقال ابن جرير: لو كان كل من ادعى عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه
ما ادعى به وسقطت عدالته وبطلت شهادته بذلك للزم ترك أكثر محدثي الأمصار
لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه. هدي الساري (449)
(استدلال آخر على براءته من رأي الخوارج )
قال البخاري في صحيحه باب
:" إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ
قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ
قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا "
الآية .
حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد بن عبد
الرحمن أبو الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة
مولى ابن عباس فأخبرته فنهاني عن ذلك أشد النهي ثم قال أخبرني ابن عباس أن
ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتي السهم فيرمى به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب
فيقتل فأنزل الله " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ ". الآية رواه الليث عن أبي الأسود
قال ابن حجر :
وفي هذه القصة دلالة على براءة عكرمة مما ينسب إليه من رأى الخوارج لأنه
بالغ في النهى عن قتال المسلمين وتكثير سواد من يقاتلهم وغرض عكرمة أن
الله ذم من كثر سواد المشركين مع أنهم كانوا لا يريدون بقلوبهم موافقتهم
قال فكذلك أنت لا تكثر سواد هذا الجيش وأن كنت لا تريد موافقتهم لأنهم لا
يقاتلون في سبيل الله . الفتح ( 8 / 112 – 113 )
قلت : للحافظ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري ( جزء فيه ذكر حال عكرمة مولى
عبد الله بن عباس وما قيل فيه ) مطبوع ضمن سلسلة لقاء العشر الأواخر( 12
-13 ) .
وقد أجاد الحافظ ابن حجر رحمه الله بالدفاع عن هذا التابعي الجليل في ( هدي الساري ) فليراجع فإنه مهم .
والحمد لله رب العالمين منقول من المحجة العلمية السلفية