خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

3 مشترك

    الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:24

    الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟؟

    د .عبد السلام بن برجس العبد الكريم


    أطروحات مرئية ومسموعة ومقروءة تتناول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - باتهامات كبيرة. انها تحاول جاهدة إلقاء التبعة في نشوء التطرف والغلو والعنف عليها.

    لم يكن هذا بجديد في وسائل النيل من هذه الدعوة والقدح فيها، فقد سبقت جنود حربية وفكرية ومذهبية للقضاء عليها، فتكسرت سهامهم على أسوارها المنيعة، وبقيت ليرى العالم انها دعوة صدق تفي بحاجات أهلها، وتواكب العصر الذي تعيش فيه.

    ولا أراني بحاجة إلى سرد نصوص كتبها المنصفون في الثناء على الدعوة باعتبارات متعددة من أهمها: يدها الكبرى على الأمة الإسلامية في انقاذها من التخلف المتمثل في الشرك بالله والاعتقاد في الجمادات والقبور، وفتحها باب الاجتهاد والتحقيق في المسائل الشرعية، والوفاء بحاجات المجتمعات الإسلامية في النوازل المعاصرة في سائر أبواب الفقه، فتلك نصوص سطرها علماء وأدباء ومؤرخون من المسلمين وغير المسلمين، اشتهر أمرها، وذاع صيتها،

    ككتاب الجبرتي في "تاريخ مصر" وليس الجبرتي وهابيا ولا نجديا ولا حنبليا، وانما كان حنفيا مصريا،

    وككتابة طه حسين في مجلة "الهلال المصرية" عدد مارس سنة 1933م بعنوان "الحياة الأدبية في جزيرة العرب"

    ومحمد كرد علي في مجلة "المقتطف" سنة 1901بعنوان "أصل الوهابية"

    وغيرهم كثير.

    لكني اجدني بحاجة ماسة إلى مخاطبة بعض أبناء هذا البلد الذي رعى هذه الدعوة وقام على اساسها، ممن كتبت أقلامهم في صحفنا اليومية مقالات تضم صوتها إلى أعداء هذه الدعوة سواء من الفرق الضالة في الإسلام، أو من الصهيونية المتميزة غيظًا على الوجود الصحيح للإسلام والوجه الحقيقي له، فتلك الكتابات فيها خبط وخلط عجيب، تنم عن مكر أو جهل يشقى به أصحابها:

    فالذين يصرخون بأن كتب محمد بن عبدالوهاب وتلامذته هي منشأ هذه الأفكار العنيفة، لا يخفى عليهم ان اعتماد الجماعات الإسلامية المنحرفة في باب التكفير والجهاد على كلام عالم لا يعني ان هذا العالم يوافقهم،

    كما انهم عندما يحتجون على ضلالهم بكتاب الله عز وجل لا يعني ذلك ان كتاب الله يؤيدهم. وبيان ذلك: ان هذه الجماعات انتقت من كلام الشيخ وأبنائه وتلامذته ما يظنون انه يوافقهم، وعندما نورد عليهم كلام الشيخ ومدرسته فيما ينقض ما فهموه يردونه ولا يقبلونه. وعندي مثالان تاريخيان يفصحان عن ذلك:

    أ - قدم فارسيان من "إيران" إلى بلد "الأحساء فأقاما بها وفي سنة 1264هـ اعتزلا الجمعة والجماعة، وكفروا المسلمين في "الاحساء" وحجتهم: ان الشيخ ابن فيروز كافر، وأهل الاحساء يخالطونه ولا يكفرونه، فهم كفار. فرفع أمرهم إلى قاضي الاحساء الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب، قال الشيخ: "فأحضرتهم وتهددتهم، واغلظت لهم القول. فزعموا أولا انهم على عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وان رسائله عندهم" 1ه

    فانظر - رعاك الله - إلى هذين الدخيلين على الدعوة وأهلها، لقد نسبوا باطلهم إلى دعوة الشيخ مستغلين الخلاف بينه وبين ابن فيروز. لكن ما هو موقف علماء الدعوة من هذه الجناية، استمع إلى الشيخ عبداللطيف وهو يواصل الحديث عن المذكورين،

    قال: " فكشفت شبهتهم، وادحضت حجة ضلالتهم بما حضرني في المجلس. وأخبرتهم ببراءة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من هذا المعتقد والمذهب، وانه لا يكفر إلا بما اجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسوله، أو بشيء منها، بعد قيام الحجة، وبلوغها المعتبر" ا ه

    هذا نص قاطع إذا وقف عليه من يرجو الله واليوم الآخر علم علما جازما ان ابن عبدالوهاب ومدرسته براء مما يفتري المفترون، وان تعلق أهل الغلو بكلمات للشيخ دون فهمها الفهم الصحيح لخدمة آرائهم، وتأييد باطلهم جناية وتهمة قديمتان، وجد علماء الدعوة أذى وبلاء منهما،

    يقول الشيخ عبداللطيف مواصلا حديثه عن هذه البلية وعن هذا الجسم الغريب على الدعوة وأهلها: "وقد أظهر الفارسيان المذكوران التوبة والندم، وزعما ان الحق ظهر لهما. ثم لحقا بالساحل - أي عمان - بمكاتبة الملوك المصريين، بل كفروا من خالط من كاتبهم من مشائخ المسلمين، نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى، والحور بعد الكور"
    فتأمل - أيها المنصف - فيما جرى لإمام المسلمين فيصل بن تركي آل سعود، آنذاك من تكفير، وما جرى لعلماء الدعوة - أيضا - من تكفير، فكيف يقول من عرف هذا: ان دعوة الشيخ محمد، ومدرسته هي التي افرزت الأفكار المنحرفة في التكفير والجهاد "هذا - والله - بهتان عظيم".

    ثم يستمر الشيخ عبداللطيف في تقريع رجل اسمه: عبدالعزيز الخطيب وجماعته عندما سلكوا مسلك الفارسيين السابقين، فيقول: "وقد بلغنا عنكم نحو من هذا، وخضتم في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا، ونحو ذلك من مقالة أهل الشرك والضلالات، والحكم بغير ما أنزل الله عند البوادي ونحوهم من الجفاة" ثم قال الشيخ عن هذه القضايا الكبيرة، الواجب ان "لا يتكلم فيها إلا العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله وأوتي الحكمة وفصل الخطاب" ا ه

    فهذا هو المثل الأول، لم نسمع أحدا من أصحاب تلك الأقلام المجموعة يذكره. فهم انما يرددون كلام الأعداء القديم، دون تحرير أو انصاف {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

    ب - "الاخوان" في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله تعالى - ظهر منهم انحرافات في مسائل التكفير والتفسيق والتبديع والهجر، ونسبوا ذلك إلى كتابات للشيخ محمد بن عبدالوهاب، فانتصب العلماء آنذاك إلى الرد عليهم، وبراءة الشيخ محمد بن عبدالوهاب منهم ومن دعواهم.

    من هؤلاء العلماء الشيخ سليمان بن سحمان في عدة مؤلفات من أبرزها: "منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع" وهو كتاب حافل بتقرير ما نحن فيه من نماذج ما ذكره في شأن بعض أهل البادية الذين جاءهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب وهم لا يعرفون شيئا عن الإسلام حتى اسمه، فدعاهم وعلمهم وبيّن لهم ان ماهم فيه من قبل كفر.

    فقام "الاخوان" واخذوا كلام الشيخ محمد في هؤلاء قبل اسلامهم وجعلوه في البادية الذين هم من المسلمين على عهد الملك عبدالعزيز.

    فيقول الشيخ ابن سحمان: "ان كلام الشيخ الذي تقرؤونه على الناس في قوم كفار ليس معهم من الاسلام شيء، وذلك قبل ان يدخلوا في الاسلام، ويلتزموا شرائعه.. واما بعد دخولهم في الاسلام فلا يقول ذلك فيهم إلا من هو أضل من حمار أهله، وأقلهم دينا وورعا، ومقالته هذه أخبث من مقالة الخوارج الذين يكفرون بالذنوب وهؤلاء - أي الاخوان - يكفرونهم بمحض الاسلام" ا ه.

    فهذه جماعات سالفة وضعت كلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب في غير موضعه، وقام علماء الدعوة في مراحل زمنية متفاوتة بالرد عليهم، وبيان ضلالهم في فهم كلام الشيخ، وكذبهم عليه، فهل يبقى بعد ذلك أدنى شبهة في براءة الشيخ منهم، ومباينته لهم، فلم هذه المخادعة - أيها الكتاب - أهذا حق العلماء عندكم؟ أهذا حق الأمانة عندكم؟ أهذا جزاء الفضل؟ اللهم اهدهم إلى سواء السبيل.


    المصدر :
    جريدة الرياض :
    الجمعة 29 ربيع الأول 1424العدد 12761 السنة 39


    نقلاً عن
    http://www.wahabih.com/mg.htm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:26

    نعم أنا وهابي

    الكاتب: أبو بصير


    رغم نفوري من المسميات المحدثة التي تفرق المسلمين ولا توحدهم .. إلا أني أعلنها صريحة واضحة ـ من غير تعصب ولا تحزب ـ بأني وهابيّ .. وممن يشرفهم حُبُّ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ وحُبُّ دعوته.

    إذا كانت الوهابية تعني الدعوة إلى التوحيد .. والعقيدة الصحيحة .. ونبذ الشرك والبراءة منه ومن أهله .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهَّابيّ!

    إذا كانت الوهابية تعني الدعوة إلى الكتاب والسنة .. والتمسك بغرس وهدي وفهم السلف الصالح .. ونبذ التعصب المذهبي .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهابيّ!

    إذا كانت الوهابية تعني التمسك بالسنة الثابتة الصحيحة .. ونبذ البدع والخرافات .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهابيّ!

    إذا كانت الوهابية تعني جهاد الطواغيت الظالمين .. وجهاد الشرك والمشركين .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهابيّ!

    إذا كانت الوهابية تعني الوسطية .. من غير جنوحٍ إلى غلوٍّ ولا إرجاء .. كما كانت دعوة الشيخ .. نعم أنا وهابيّ!

    لقد تأملت حال الناقمين الحاقدين على الشيخ ودعوته، فوجدتهم:

    إما كافراً .. أو شيعياً رافضياً .. أو صوفياً مغالياً .. أو مبتدعاً ضالاً .. أو جاهلاً يكرر ما يسمع من دون أن يعلم شيئاً عن الشيخ وعن دعوته ..

    وهذا طابور خبيث .. خاب وخسر من رضي لنفسه أن يقف فيه .. أو أن يكون من عداد أهله .. أو أن يكثر سوادهم في شيء!

    ماذا ينقمون من الشيخ .. وما أكثر الناقمين في هذا الزمان .. فنحن منذ زمن نسمع من الأصناف التي ذُكرت أعلاه .. الشتم والتشهير والطعن .. بالشيخ ودعوته ـ حتى مضت كلمة وهابي ووهابية مسبة وانتقاصاً في عرف كثير من الناس! ـ من دون أن يأتوا ببرهانٍ صغير ثابت يبرر لهم كل هذا الظلم والطعن والشتم .. والحقد؟!

    ها هي آثار الشيخ ومؤلفاته بين أيدينا .. سهلة المنال لمن يريدها .. كلها تنطق بالحق .. وتدعو إلى الحق .. وتأمر بالحق .. آتونا بنقيصةٍ واحدة معتبرة ـ إن كنتم صادقين ـ أُخذت على الشيخ .. وعلى دعوته .. تبرر لكم هذا الحقد والطعن والتشهير؟!

    فإن لم تجدوا .. ولن تجدوا .. علمنا أن الذي حملكم على النقمة من الشيخ ودعوته .. هو ما كان عليه من حق لا يرضيكم ولا يرضي طواغيتكم وشياطينكم!

    فإن قيل: أنظر إلى ظلم وأخطاء بعض من ينتسبون للشيخ ودعوته في هذا الزمان ..؟!

    أقول: ما يُضير الشيخ ودعوته إذا وجد في زماننا ـ بزعم الانتساب إليه وإلى دعوته ـ من يسيء للشيخ ولدعوته .. فهم يُسيئون لأنفسهم لا لغيرهم .. فالمرء لا يجوز أن يُسأل أو يُحاسَب بجريرة غيره .. ولو جاز ذلك لما سلم رجل على وجه الأرض من المحاسبة والمؤاخذة؟




    نقلاً عن

    http://www.wahabih.com/77.htm

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:31

    محمد بن عبد الوهاب وكيف نال القمة

    د. وليد بن عثمان الرشودي


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
    إني منذ علمت بوفاء موقع المسلم للإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – وفتحهم ملفاً خاصاً به، وأنا أستدعي الكلمات لتسطر شيئاً عن هذا الإمام، فعجزت أن تتناسق فيما بينها لتبني مقالاً يستحق أن يكون لبنة أو إضاءة في حق هذا الإمام.




    وهكذا الأئمة تعجز عبارات وكلمات المنصفين أن تفيهم حقهم، لماذا؟ لأنهم أئمة وكيف توصف الإمامة إلا بالوحي القرآني "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ" (السجدة:24) فارتسم هذه الآية الإمام محمد بن عبد الوهاب، فسار على الأمر الرباني الشرعي فامتثله في نفسه ودعا وهدى غيره إليه وصبر على ما ناله في ذلك كله من اليقين الصادق بوعد الله لمن نصر دين الله "وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" (الصافات:173)



    فحقّق الأربع: الاهتداء بالهدي الشرعي، والدعوة على المنهاج النبوي والصبر على ذلك مع اليقين والثقة بالله فكان من الأئمة.


    إن كل منصف لنفسه في حق الإمام – رحمه الله – ليعلم أن الإمام نال القمة، بل أعلاها، وذلك حينما تقلب ناظريك في كتبه ورسائله، ولا ينقضي عجبك وأنت ترى التجديد واتصال اللاحق بالسابق في دقة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقوة فقهه، وعظمة تبويبه لكتاب التوحيد، فكأنما الإمام محمد والإمام البخاري قد اتفقا على دقة واحدة،



    فكل منصف يعلم قوة تبويب كتاب التوحيد وفقه الإمام في ذلك وحجته على التسمية للباب وقوة الاستدلال، حتى قال المنصفون: إنه لم يؤلف في بابه مثله.


    ولا عجب فهو آية وحديث وأثر، تحقيقاً لقول الله: "يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا"،



    أما مسائله فهي من أعظم الاستنباط وأقوى الحجج لبيان الحق، حتى إنك لتعجب من دقة الإمام في هذه المسائل، أما (الأصول الثلاثة)، فهو عنوان الشفقة وسمة الرحمة للأمة وتبسيط الحجة للعامة، فما هي الأصول الثلاثة إلا ما تسأل عنه في قبرك، فإن أجبت نجوت، وإن خالفت فلا تلومن إلا نفسك، كل من قرأه فهمه،وكل من عمل به عمل بحديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ في حديث البراء المشهور،



    أما (القواعد الأربع)، فهي اللبنات في منهج البراءة من الكفار ومعرفة الشر للتوقي منه والحذر بالحجة والبينة والدليل من الكتاب والسنة ودفعاً لأهل الضلال الذين يتهمون المنهج الحق بالتكفير للناس دون حجة وبرهان



    أما (كشف الشبهات) فإنه من أنفس ما تقرأه في الرد على الشبهة بالحجة والبينة بأسلوب علمي رصين كتاب وسنة لا فلسفة عقلية ولا تأويل للنصوص الشرعية بعبارة يفهمها كل قارئ يطلب الحق ويبحث عن نجاة نفسه.


    أما (مختصر السيرة) فهو ربط للأمة بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ الأسوة، وعظمة ذلك التاريخ وأنه هو الحجة على زمانهم يقاس باقي الأزمان فما كان يومئذ ديناً فهو اليوم دين وما سواه فلا حجة فيه عملاً بقول الله: "فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا" (البقرة: من الآية137)



    فها هو يقول: اعلم – رحمك الله – أن أفرض ما فرض الله عليك معرفة دينك الذي معرفته والعمل به سبب لدخول الجنة، والجهل به وإضاعته سبب لدخول النار، ومن أوضح ما يكون لذوي الفهم قصص الأولين والآخرين، قصص من أطاع الله وما فعل بهم وقصص من عصاه وما فعل بهم، فمن لم يفهم ذلك ولم ينتفع به فلا حيلة فيه كما قال _تعالى_: "وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ" (قّ:36)، وقال بعض السلف: القصص جنود الله.. يعني أن المعاند لا يقدر أن يردها.


    لقد حاز – رحمه الله – القمة بأمور منها:
    1- تجريد التوحيد لله رب العالمين والدعوة إليه.
    2- تجريد المتابعة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ والدعوة إلى ذلك.
    3- الفهم الدقيق لآي الكتاب وأحاديث الرسول _صلى الله عليه وسلم_ من غير تأويل مخل أو رد لها.
    4- بذل النفس والمال والولد من أجل دعوته وتضحيته الكاملة لذلك.
    5- تركيزه – رحمه الله – على الشبهة دون أن يخوض فيما لا يغني أو ينفع في باب المجادلة والحجة.
    6- لقد كان – رحمه الله – تركيزه على الأفكار لا الأشخاص.
    7- وكان نقده وحكمه على الفكر دون أن يتعرض لصاحبه، فتكون القاعدة الظاهرة أن عمل المصلح هو تقويم الأفكار لتقوم الأشخاص.
    8- لقد ضحى – رحمه الله – في سبيل دعوته بنفسه وولده وماله وجاهه.
    9- لقد ظهرت في سيرته – رحمه الله – البعد عن أذى الناس، بل عاداه أقرب الناس إليه ولم يتعرض لهم بسوء.
    10- لقد حاز – رحمه الله – بحسن خلقه، وجميل نصحه، وعظمة دعوته قصب السبق بين أهل العلم في زمانه حتى دان له بالإمامة جمع من أئمة الزمان في عصره _رحمه ا لله رحمة واسعة_.


    فإذا تأملت ما سبق ظهر لك كيف نال الإمام محمد بن عبد الوهاب القمة.

    نقلاً عن


    http://www.wahabih.com/78.htm

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:38

    دعوة الإمام والمبادرة في التعليم

    د. عبدالرحمن بن علي العريني (*)


    إلزامية التعليم وشموليته.. محو الأمية أو تعليم العامة



    ومن الأمور التربوية الضرورية التي يؤكد عليها علماء التربية محو الأمية أو مكافحتها وهي مجابهة عدم المعرفة بالمعرفة؛ لأن الأمية خطر على المجتمع، فالأُمِّي خطر على نفسه وعلى غيره، وهذا من الأمور التي قدَّرتها التربية الإسلامية اقتداء بفعل رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ الذي جعل فداءَ قسم من أسرى المشركين في بدر تعليمَ بعض المسلمين القراءة والكتابة، ورتب بعد ذلك من المسلمين من يقوم بهذه المهمة في مسجده الشريف(1).


    ولهذا فإن من الأمور التربوية التي أمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالقيام بها إلزامية التعليم وشموليته، وتمثلت هذه الفكرة بإلزام فئات من الأمة ممن حرموا نعمة العلم بتعلم كلمات في العقيدة والأحكام والأخلاق بإيجاز مراعاة للمستوى الذهني لهذه الفئة التي كانت تُشكِّل نسبة كبيرة في المجتمع النجدي آنذاك .



    وقد وضع الشيخ – رحمه الله – خلاصة لتعلم الأصول السابق ذكرها بأسلوب سهل ميسر، وضمَّنها بعض الألفاظ العامية مخاطبة للناس على قدر أفهامهم(2)



    ولهذا يمكن القول: إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب يعد من السابقين إلى تنظيم تعليم الكبار أو ممن فاتهم ركب التعليم، وهي ما عرفت بمحو الأمية أو مكافحتها .



    وقد برز اهتمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في إلزامية التعليم وشموليته بأمره الجميع بمن فيهم الصبيان والنساء – من وراء حجاب أو عن طريق مُدرِّسات – بحضور الدروس التي تعقد في مساجد الدرعية ومدارسها، وكل ذلك حتى يعرفوا أصول التوحيد وأركان الإسلام ولو جهلوا القراءة والكتابة؛ إذ الهدف هو تحقيق الوعي العام وصولاً لتحصيل العلم عن طريق القراءة والكتابة(3).

    وما من شك أن الشيخ كان يقصد من هذا العمل نشر ظاهرة العامي الموحِّد بين الناس وهي مرحلة تأهيلية لما بعدها حيث يستطيع من أَلَمَّ بهذه المعلومات اليسيرة أن يواصل ركب العلم حسب استطاعته،



    ومن هنا جاء مدح الشيخ للعامي الموحِّد وحضه – في سياق الكلام نفسه – أن يتسلح بسلاح العلم والمعرفة حتى يستطيع أن يجادل المبتدعة



    يقول الشيخ في هذا: "والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء المشركين"، كما قال _تعالى_: "وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ" (الصافات:173) فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان كما هم الغالبون بالسيف والسنان .



    وإذا كان في هذا القول شيء من المبالغة فإن الشيخ استدرك على أن يفهم ذلك عنه بقوله: "وإنما الخوف على الموحِّد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح، وقد منَّ الله _تعالى_ علينا بكتابه الذي جعله تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين، فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها"، كما قال تعالى: "وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً" (الفرقان:33)(4).


    ويؤكد الشيخ على العامي الموحِّد أن يجابه أعداء التوحيد الذين يملكون علوماً كثيرة وكتباً وحججاً فيقول في هذا: "وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال _تعالى_: "فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" (غافر:83)، إذا عرفت ذلك وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه أهلِ فصاحة وعلم وحجج، فالواجب عليك أن تعلم من دين الله ما يصير سلاحاً تقاتل به هؤلاء الشياطين"(5).

    ومن هذا المنطلق فقد جاءت رسالة تلقين أصول العقيدة للعامة تأليف الشيخ محمد بن عبدالوهاب محققةً لأهداف الشيخ والأئمة من آل سعود في هذا السبيل، فعلاوة على سهولة أسلوبها واحتوائها بعض الألفاظ العامية – كما مر – فقد جاءت على طريقة الحوار، وهذا عامل مهم في ترسيخ تلك المعلومات الأولية في أذهان العامة، كما أن احتواءها على بعض الأدلة يعطي متلقيها بعض القوة لمناقشة المعارضين له في أي قضية من قضايا التوحيد المطروقة في هذه الرسالة، وكان تسلسل المعلومات فيها متفقاً مع أهمية كل قضية فيها، يقول الشيخ في أولها: "إذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله. فإذا قيل لك: إيش معنى الرب؟ فقل: المعبود المالك المتصرف، فإذا قيل لك: إيش أكبر ما ترى من مخلوقاته؟ فقل: السماوات والأرض..." إلى آخر الرسالة(6)، وتمضي الرسالة على هذا المنوال مبينة حقيقة التوحيد والإيمان والإسلام ونبيه _صلى الله عليه وسلم_، وما من شك أن الشيخ – وكل كتاباته باللغة الفصحى – قد تسامح في ألفاظ هذه الرسالة، وذلك مخاطبة للعامة على قدر مستواهم، وللشيخ في هذا أسوة ببعض السلف الذين يخاطبون العامة على قدر مستواهم،



    كما أن الشيخ – رحمه الله – يحاول أن يرقى بأسلوب العامة إلى الفصحى.

    ولقد كانت هذه الحملة التربوية النادرة في أسلوبها وطريقتها من أهم الأساليب التربوية التي قام بها الشيخ محمد – رحمه الله – في حياته وأكد على أتباعه بالتزامها بعد ذلك، وألزم الناس بها بعد إحدى الصلوات، حيث يقوم إمام المسجد باستدعاء فرد أو فردين ويساعدهما على تلقين هذه المعلومات على طريقة ا لسؤال والجواب حتى يتم استيعابها .



    وقد استمر العمل بهذه الطريقة إلى أن انتشر التعليم، وأصبحت تلك المعلومات قاعدة جيدة للعوم الدينية في المناهج المدرسية الحديثة، كما سهلت مهمة محاولات التوجيه والتوعية الدينية التي كانت تعقب الانتكاسات التي منيت بها الدولة السعودية في دوريها الأول والثاني، حيث إن ما حصل عليه عامة النجديين وغيرهم ممن ا نضم للدولة السعودية من تعاليم سلفية وعلوم عقدية وشرعية بهذه الطريقة كانت مواد تعليمية وتربوية جيدة، وهي وإن كانت قليلة ولم تنتشر انتشاراً واسعاً إلا أنها كوَّنت أساساً لعودة هذه المجتمعات حاضرة وبادية للولاء للدعوة السلفية وكيانها السياسي في دوره الثالث(7).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:42

    تعليم الخاصة من طلاب العلم
    لئن كان الأسلوب السابق مقتصراً على عامة الناس، وطابعه السهولة في التعليم والقصر في المدة المخصصة له، وقلة المعلومات المراد إفهامها للعامة مما لا يتحقق معه تخريج علماء أكفاء يتحملون مع الشيخ أو بعد وفاته عبء القضاء والفتيا والتعليم والدعوة، فإن الشيخ – بدعم من أئمة آل سعود – كان يخصص دروساً موسعة وشاملة لعدد من العلوم يتلقاها خاصة الطلاب ممن يطمح الشيخ إلى أن يكونوا علماء الدعوة بعده، وقضاة ودعاة في البلدان الأخرى.
    ويبدو أن قسماً ممن كان يتلقى العلم الأوليَّ عن طريق الأسلوب السابق ينتقل إلى هذا المستوى ا لأعلى مما عُدَّ معه تعليم العامة قاعدة أولى لزيادة العلم بالانتقال إلى هذا الأسلوب، وكان هؤلاء المنتقلون من صغار التلاميذ أو من كبارهم ممن كيَّفوا أعمالهم، بحيث لا تحول بينهم وبين مواصلة العلم على الشيخ، ولهذا فقد كان باب التعليم مشرعاً أمام كل راغب في التزود بالعلوم العقدية والشرعية بحيث يتوسع فيه من شاء من طلاب العلم، بل يجد هؤلاء التشجيع من أئمة آل سعود أكثر من المرحلة السابقة(8).
    وكان خاصة التلاميذ يدرسون في الكتب الموسعة والأمهات، ففي التوحيد: (كتاب التوحيد) للشيخ محمد، ورسائله الأخرى، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن قيم الجوزية، وفي التفسير: (تفسير ابن جرير الطبري)، وابن كثير، وفي الحديث: (صحيح البخاري)، و(صحيح مسلم)، و(مسند الإمام أحمد)، وغيرها من الكتب الستة، مع (رياض الصالحين)، وفي الفقه: (شرح المنتهى)، و(المغني)، و(الشرح الكبير)، و(الروض المربع) وغيرهما، وفي السيرة: (زاد المعاد)، ومختصره للشيخ محمد(9).
    ويتدرج طلاب العلم في سلك التعليم إلى أن ينهوا كثيراً من الكتب حفظاً وفهماً، ويُجرى لهم اختبار في كتاب معين أو كتب متنوعة أو علم بذاته فإذا ما اجتاز الطالب ذلك وأتم دروسه وأتقنها واقتنع الشيخ بقدرته على التعليم وتأهله للفتيا والقضاء منحه إجازة علمية يحق له بمقتضاها الانخراط في سلك المعلمين والتصدي للفتيا وإبداء الرأي في المسائل العلمية، ومن أرقى أنواع الإجازات ما يعرف بإجازة مُعيَّن لِمُعيَّن كان يقول العالم: "أجزت فلاناً في الكتاب الفلاني وما اشتمل عليه"، وهذه الإجازات شبيهة بالإجازات التي يمنحها العلماء لتلاميذهم في العصور الإسلامية، وهي تدل على ارتفاع في المستوى العلمي للمجيزين والمجازين في الدولة السعودية إذ إن كثرتها عما قبل الدعوة وتنوعها في مسائل كثيرة من العلوم يدل على سعة في العلم ورغبة من طلابه في المواصلة وحرص من العلماء على المتابعة الدقيقة لطلابهم وتأهيلهم للأعمال القضائية والعلمية بعد ذلك(10).
    وكان قسم من هؤلاء الطلاب من الوافدين على الدرعية من البلدان الأخرى تدفعهم إلى ذلك الرغبة في تلقي العلم من الشيخ محمد مباشرة، ومساعدته في تحمل أعباء الدعوة، وكان بعض هؤلاء الوافدين يستقر في الدرعية وبعضهم الآخر يفد إليها بين الحين والآخر(11).
    على الرغم من أن أهل الدرعية قد آووا وأكرموا الوافدين الجدد كرماً منهم وفضلاً وتحقيقاً لرغبة الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، فقد كان هؤلاء الوافدون من الكثرة بحيث لا تتحمل طاقة أهل الدرعية إيواءهم وإكرامهم بشكل كامل ومستمر، كما أن فرص العمل في الدرعية لم تستوعب كل الوافدين الجدد، وتلك من أولى المشكلات التعليمية التي واجهت الدولة الوليدة إلا أن حماسة الشيخ لدعوته وصدق الإمام محمد بن سعود في تأييدها كانا عاملين مهمين ساعدا في القضاء على هذه المشكلة المتوقعة، خاصة وأن أغلب هؤلاء الوافدين كانوا من الفقراء الذين كانوا – من فرط حرصهم على حضور دروس الشيخ – قد كيفوا أوقات عملهم مع أرباب العمل بحيث يعملون بالليل لكسب قوت يومهم ويتفرغون لتلك الدروس في النهار، وهذا مظهر يرينا إلى أي مدى كان تفاعل المجتمع الجديد مع الدعوة قوياً وحرصه كان كبيراً على الاستفادة القصوى من دروس الشيخ مما يؤكد حماسته الواضحة للعلم وخاصة لدى التلاميذ الملازمين(12).
    ويبدو أن فئة من خاصة التلاميذ لم تتوافر لها فرص العمل والاكتساب وهي حريصة في الوقت نفسه على ملازمة الشيخ وحضور دروسه فكان الشيخ – حرصاً منه على تفرغهم للعلم وبدعم من الإمام محمد بن سعود – يستدين من الموسرين ليساعد هؤلاء المحتاجين ويكفيهم مؤنتهم، وقد استمر الشيخ على ذلك حتى تم ضم الرياض سنة 1187هـ حصلت الدولة على أموال نتيجة هذا الضم فساعدته على قضاء ما كان قد استدانه، وقد ذكر ابن بشر أنه حين ضم الرياض بلغ مجموع ما استدانه أربعين ألف محمدية وهي إحدى العملات المتداولة آنذاك(13).

    تشجيع التعليم والإنفاق عليه
    لقد وعى الشيخ – رحمه الله – حقيقة أن إلزامية التعليم بدون مغريات لا يمكن أن تحقق نتائج تربوية مهمة انسجاماً مع المبدأ التربوي القائل بإيجاد حوافز للتعليم عن طريق المكافآت المادية والمعنوية متى ما كانت الحاجة ماسة للتعليم عموماً أو لنوع أو أنواع منه بشكل خاص.
    وفي هذا السبيل كان الشيخ والأئمة من آل سعود يجزلون الهبات والعطايا لمن يتلقى العلم ويثابر عليه سواء من أهل الدرعية أم الوافدين إليها أم عموم أهل البلدان التابعة للدولة السعودية، وكان من أبرز مظاهر التشجيع للعلم حضور الأئمة من آل سعود للدروس التي يلقيها الشيخ محمد أو أحد أبنائه أو أحد تلاميذه، وقد وضعوا أنفسهم موضع التلاميذ بتلقيهم العلم على علماء الدعوة، كما كانوا يصحبون معهم في الغزوات علماء يرشدون الناس ويعقدون مجالس علمية ينتفع بها جميع أفراد الجيش المحارب(14).
    ولقد كان الأئمة من آل سعود متفاعلين مع حماسة الشيخ محمد لتشجيع التعليم بعدم اقتصارهم على الحضور لجلسات العلم فقط، بل كانوا يواصلون دراسة العلوم في قصورهم حتى إذا انعقدت مجالس علمية عامة استطاعوا أن يدلوا فيها بتفسير لآية أو شرح لحديث أو تحقيق لكلام العلماء والمفسرين في الموضوعات التي هي مجال البحث في هذه المجالس(15).
    كما أن من مظاهر تشجيع العلم أن علماء الدعوة وأئمتها لا يكتفون بحضورهم وإفادتهم من مجالس العلم وحدهم، بل كانوا يحرصون على اصطحاب أبنائهم وسائر أقربائهم لتلقي العلم جنباً إلى جنب مع عامة الناس(16).
    ومن مظاهر التشجيع للعلم العناية بصغار السن والحرص على استمرارهم في تلقيه بمنحهم الجوائز والمكافآت التي يتم تسليمها لهم من قبل الإمام نفسه، فيذكر ابن بشر أن الأولاد إذا خرجوا من المعلم بعد انتهاء الدرس صعدوا إلى الإمام عبد العزيز بن محمد بألواحهم عارضين عليه خطوطهم وما تلقوه من الدروس في هذه الألواح، فمن تحاسن خطه أو أجاد في درسه أعطاه عطاء جزيلاً وأعطى الباقين أعطيات أقل منه(17).
    ولهذا كله فقد كان من أبرز وجوه الإنفاق من بيت مال الدولة السعودية صرف مكافآت للمعلمين وطلبة العلم في سائر البلاد السعودية، ولقد كان ذلك يتم في كل بلد، كما أن المغتربين الذين يفدون للدرعية لتلقي العلم على علمائها يعاملون معاملة خاصة بالصرف عليهم وإجزال العطايا والهبات لهم.
    وبهذا الأسلوب الحميد ازدهرت الحياة العلمية في سائر أنحاء الدولة السعودية وفي حاضرة البلاد – الدرعية – بشكل خاص إلى أن أصبحت موئلاً لكبار العلماء وهدفاً لمجيء الطلاب لتلقي العلم فيها(18).

    تعدد أمكنة التعليم وتنوعها
    ولما كان تاريخ التربية والتعليم في الإسلام قد ارتبط بالمسجد منذ عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_(19) فقد كانت مساجد حريملاء ثم العيينة فالدرعية أماكن رئيسة لتلقي العلم على الشيخ محمد وأبنائه وتلاميذه، ومن أبرزها في الدرعية مسجد الطريف الذي كان المدرسة الأولى في الدولة السعودية حيث اشتهر بكثرة الطلاب وتنوع مجالات التعليم فيه، ويقع في حي الطريف غربي الدرعية وهو مقر أسرة آل سعود، وكذلك مسجد البجيري الذي يقع في شرقيها وهو مقر الشيخ وأبنائه، وكذلك مسجد غصيبة، علاوة على المساجد ا لأخرى، حيث بلغ مجموع المساجد في الدرعية ثمانية وعشرين مسجداً، ومن المعتقد أن أغلب هذه المساجد تُلْقى فيها دروس العلم في مختلف التخصصات على اختلاف بينها في كثرة المعلمين والطلاب وعدد العلوم التي تُدرَّس فيها(20).
    ولقد أشار أحد المؤرخين الفرنسيين(21) إلى أنّ في الدرعية ثلاثين مدرسة علاوة على ذلك العدد من المساجد، مما يدل على كثرة في الأمكنة المخصصة للتعليم، وهذا بدوره أوجد فرصاً متساوية أمام الراغبين في العلم.
    ومن الأمكنة العلمية منازل الشيخ محمد وأبنائه وعلماء الدرعية وقصور الأئمة من آل سعود وخاصة قصر الإمام سعود بن عبد العزيز الذي بنى فيه مكاناً فسيحاً لتلقي العلم فيه، وكان يحوي خمسين سارية، ويتكون من ثلاثة أدوار كلها مخصصة للعلم، كل دور فيه شيخ أو أكثر، وكل إنسان له الحق في التعلم في أي دور يريد، وعلى أي عالم يرغب(22).
    وقد أشارت بعض التقارير الأوربية إلى أن مجلس الإمام سعود بن عبد العزيز كان يغص دائماً بالعلماء،حيث تعقد الندوات والمناقشات الدينية والدروس العلمية، ولعل المقصود به هذا المكان الفسيح الذي أشار إليه ابن بشر، وإذا علمنا أن مصدر هذه المعلومة في هذا التقرير الأوربي هو إمام مسجد الإمام سعود الخاص وخطيبه أدركنا قيمة هذه المعلومة، وتأكد لدينا دقة ما كتبه ابن بشر في هذا السبيل، كما أشار هذا التقرير إلى أن العلماء في هذا المجلس كانوا يقومون كذلك بتدريس أبناء الإمام سعود العلوم الدينية والأدبية(23).
    ومن أماكن العلم مجمع بُني حول مسجد البجيري يتسع لحوالي مائتي شخص يجلس فيه أبناء الشيخ بعد صلاة الفجر لتعليم الناس التوحيد وغيره من العلوم كالتفسير، حيث يقرؤون في التفسير (تفسير ابن كثير)، وفي الحديث (صحيح البخاري)، وكان يقوم على خدمة العلماء والتلاميذ أناس خصصوا لهذا الغرض حيث تدار القهوة تنشيطاً للعلماء والمتعلمين على العلم(24).
    كما أن من الأمكنة المخصصة للتعلم والتثقيف العام المكان المعروف بالباطن، وهو ساحة كبيرة معدة للبيع والشراء إلا أنها تستغل بعد انفضاض حركة السوق في المجال التعليمي لكبر ساحتها وشمولها للعامة والخاصة حيث يتحلقون حلقاً حول العلماء، ولعل من أبرز أهداف اتخاذ الباطن ساحة تعليمية بعد انفضاض السوق حتى يتمكن مرتادو السوق من حضور هذه الدروس وخاصة أهالي البلدان الأخرى الذين يجلبون إلى الدرعية محصولاتهم الزراعية وصناعاتهم وبضائعهم، حتى ورد أن هؤلاء كانوا إذا رغبوا في الخروج إلى بلدانهم أخذوا في الإصغاء لهذه الدروس؛ لأن الناس فيها سيسألونهم عن ماذا كان الشيخ يُدرِّس؟ وكانت مدة تلقي العلم فيه محدودة حتى لا تؤثر في الذين يودُّون العودة إلى بلدانهم إذ كان ذلك يتم بين صلاة المغرب والعشاء، على أنه كان هناك وقت آخر للتعلم في ساحة الباطن وقت طلوع الشمس وذلك في مكان منه لا يؤثر في حركة السوق، وكان يختلف مكان الدرس في هذه الساحة في هذا الوقت في الصيف عنه في الشتاء إذ يكون في الصيف عند دكاكين الباطن الشرقية حتى يستظلوا بظلها بينما في الشتاء عند الدكاكين الغربية مقابل الشمس للتمتع بدفئها. ويقرر ابن بشر أن هذا الوقت يجتمع فيه أناس كثيرون لتلقي العلم ولا يختلف منهم إلا من كانت له ضرورة، وكان من أبرز الحضور فيه قسم كبير من آل سعود وآل الشيخ(25).
    ولما كان قادة الدولة السعودية حريصين على اصطحاب العلماء من آل الشيخ وغيرهم معهم في الغزوات – كما مر – فقد كانوا يعقدون مجالس علمية ينتفع بها الجيش الغازي، وذلك في الاستراحات التي يكون فيها هذا الجيش مجتمعاً بين صلاة المغرب وصلاة العشاء لقصر الوقت حتى يتفرغوا لقتال أعدائهم وقضاء شؤونهم، وكان الإمام أو نائبه يحرص على جمع المشتركين في الغزو عنده في هذا الوقت للغرض ذاته، كما أكدوا على أي قائد يقوم بالغزو في أي جهة أن يفعل الشيء نفسه(26).
    ومن أبرز الأمكنة المخصصة للتعليم والبحث والتحصيل المكتبات حيث وجدت في الدرعية مكتبات ضمت الكثير من الكتب القديمة في موضوعات علمية مختلفة، وكان من أبرز هذه المكتبات المكتبة الخاصة بالإمام سعود بن عبد العزيز التي كانت أغنى مكتبة في المنطقة، ومن المعتقد أن مكتبة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومكتبات أبنائه وتلامذته وكذلك المكتبات الأخرى التي في بيوت آل سعود كانت أمكنة للتعليم والبحث والتحصيل مما وفر المناخ العلمي الجيد لانتشار العلم وزيادة الاهتمام بالكتب وتداولها ونشرها(27).
    كما أن في الدرعية مكتبة عامة كان العلماء يقضون فيها معظم أوقاتهم في القراءة والبحث والتحصيل، وكان يوجد فيها عدد كبير من الكتب في مختلف العلوم فضلاً عن وجود عدد من المكتبات الخاصة بهؤلاء العلماء وغيرهم، وكانت مكتبات الدرعية تضم مجموعة كبيرة من الكتب قامت قوات محمد علي بنقل كثير منها إلى المدينة بعد سقوط الدرعية، وبعد أن أخذ بعض العلماء المرافقين لهذه القوات بعضها وأحرق بعضها الآخر(28).

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:43

    تربية الطفل وتعليمه
    لقد اهتم الإسلام اهتماماً بالغاً بمراحل الطفولة سواء المبكرة منها أم المتأخرة، فقد سبق الإسلام بتربيته الفاضلة الآراء التربوية الحديثة في تقسيم مراحل الطفولة قسمين:
    1- مرحلة الطفولة المبكرة من السنة الأولى إلى السنة السادسة أو السابعة، وهي ما يطلق عليها الفقهاء ما قبل التمييز.
    2- المرحلة الثانية: مرحلة الطفولة المتأخرة من السابعة إلى الثانية عشرة أو الخامسة عشرة، وتحديداً إلى سن البلوغ الذي يحصل بأمور عدة، منها بلوغ سن الخامسة عشرة، ويبدأ التعليم والتربية فيها عن طريق المحاكاة والتلقين لتعاليم الدين وآدابه وأحكامه وصولاً إلى إدراك الطفل لها والقيام بها عن اقتناع واحتساب، ثم القيام تبعاً لذلك أو معه بتثقيف الطفل وتعليمه القرآن الكريم والسنة النبوية وبعض الأحكام، وما يحتاج إليه من علوم ومهارات أولية أخرى(29).
    وقد أولت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدولة السعودية الأطفال اهتماماً جيداً فلم تهمل أمرهم، بل بينت جانباً من جوانب تأديبهم وتعليمهم، ثم قامت بالتطبيق الفعلي لبعض جوانب التربية والتعليم تجاه الطفل.
    وكان أول اهتمام بالطفل استفادة الدعوة من توجيه الإسلام نحو تعليم الطفل أحكام دينه وأمره بأنواع العبادة المناسبة له وأهمها الصلاة كما قال _صلى الله عليه وسلم_: "مروا أولادكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين واضربوهم عليها إذا كانوا بني عشر" رواه أبو داود والإمام أحمد والترمذي، ولكنّ الشيخ محمداً كان حريصاً على ألا ينقلب هذا الأمر إلى عادة ميتة يتوارثها المسلمون جيلاً بعد جيل دون فهم لمعانيها وإدراك لمراميها وإحساس بمنافعها في تحقيق التقوى والبعد عن الفحشاء والمنكر؛ فقد نعى على الأوضاع الدينية السابقة فيما يخص الطفل حينما قال: "فإن بان لك شيء ما ارتعت (أي: ما خفت) وعرفت ما الناس فيه من الجهل والغفلة والإعراض عما خلقوا له، وعرفت ما هم عليه من دين الجاهلية وما معهم من الهدي النبوي، وعرفت أنهم بنوا دينهم على ألفاظ وأفعال أدركوا عليها أسلافهم نشأ عليها الصغير وهرم عليها الكبير، ويؤيد ذلك أن الولد إذا بلغ عشر سنين غسل له أهله وعلموه ألفاظ الصلاة وحيي على ذلك ومات عليه"(30). ولا ريب أن الشيخ في هذا النص لا يهدف إلى الاستهانة بتربية الطفل عن طريق المحاكاة والتلقين والعادة، لكنه يحذر من أن تنقلب العبادة إلى عادة فتفقد المعاني السامية والأهداف العظيمة والحكم الجليلة التي شرعت من أجلها، ولهذا قال بعد ذلك: "فانظر – يا رجل – حالك وحال أهل هذا الزمان أخذوا دينهم عن آبائهم ودانوا بالعرف والعادة"(31). وهو كلام رصين يدل على فهم عميق بأسرار الشريعة وحكمها، كما يدل على وعي تربوي ودعوي.
    ومن مظاهر اهتمام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدولة السعودية بتعليم الطفل ما سبقت الإشارة إليه من حرص الشيخ وأمره أن يحضر الصبيان الدروس الملقاة في التوحيد في المسجد ليستمعوا إلى كلامه وعلمه؛ حتى يكون ذلك سبيلاً لتعلمهم ثم انتقالهم إلى المرحلة الأخرى من التعليم وهي المرحلة المتقدمة المؤهلة لأن يكونوا علماء(32).
    وقد ارتبط اهتمام هذه الدعوة والدولة السعودية بتعليم الطفل وتربيته بسلوك سبيل التشجيع للصبيان حرصاً على استمرارهم في التعلم. وذلك بتسليمهم الجوائز على إكمالهم قراءة القرآن أو حفظه أو بعضاً منه، أو إدراكهم لبعض المسائل العلمية، أو تنافسهم في تحسين كتاباتهم وجمال خطوطهـم، وقد سبقت الإشارة إلى تشجيع الإمام عبد العزيز بن محمد لصغار الطلاب في هذا المجال(33).
    وقد نتج عن اهتمام الدعوة والدولة السعودية بتربية الطفل وتعليمه إدراكٌ من الأطفال للمبادئ والأسس التي قامت عليها هذه الدعوة وخاصة في مجال التوحيد؛ فقد أشار ابن بشر إلى أن الصغار والكبار والأميين والمتعلمين قد عرفوا التوحيد بعد أن كان لا يعرفه إلا خواص الناس(34)، ولا ريب أن هذه ثمرة مهمة من ثمار الاهتمام بالطفل أدت إلى نشر التعليم حيث انتقل عدد كبير من هؤلاء الصغار إلى المراحل العلمية المتقدمة.

    تعليم المرأة

    يقرر مؤرخو التربية الإسلامية أن المرأة في العصور الإسلامية وإن كانت قد أخذت من التعليم بنصيب جيد إلا أن هذه النسبة لم تَرقَ إلى نسبة ا لمتعلمين من الرجال، ولعل مرد ذلك إلى اعتقادهم أن ذلك تكريم للمرأة واعتقاد بعض المسلمين أن تعليم المرأة يُعرِّضها لنصب الحياة وشطف العيش، إلا أن هذا الفهم القاصر للتكريم لم يكن شاملاً للأمة الإسلامية، فقد وجد في المجتمع الإسلامي فئات فهمت التكريم على حقيقته بإتاحة الفرصة للمرأة لتلقي التعليم، فوجدت نساء كثيرات في الأمة الإسلامية تغلبن على تلك الصعوبات فحصلن على قدر جيد من الثقافة والعلم عجزت عن أن تناله مثيلاتهن من الأوربيات في عصرهن، وليس هذا مجال سرد لبعض المتعلمات المسلمات في مجالات العلم المختلفة، إلا أنه ينبغي الإشارة إلى أن أبرز مجالات التعليم النسوية الدراسات الشرعية والأدبية والطب(35).
    ولقد تدنت تلك النسبة في المجتمع النجدي قبل الدعوة فلم يُؤْثَر وجود نساء متعلمات، وإن كان هذا لا يعني عدم وجود أعداد قليلة منهن، بعضهن قريبات لبعض العلماء وتعلمن على أيديهم في مساكنهم، وساهمن ولو بقدر ضئيل في نشر جانب من التعليم الشرعي في المجتمع النجدي، وإغفال الإشارة إلى ذلك من المؤرخين النجديين لا يعني عدم وجود تلك الأعداد القليلة، وهذا القدر الضئيل من تعليم القرآن وبعض المعلومات الشرعية اليسيرة.
    ولما قام الشيخ محمد بدعوته كان من أسس هذه الدعوة إنصاف المرأة وتوضيح حقوقها التي أقرها الإسلام. ولعل أبرز مثل لذلك ما قرره الشيخ محمد – رحمه الله – في رسالة وقْف الجَنَف والإثم التي بيَّن فيها تحايل بعض الناس بطريقة الوقف أو الهبة أو القسمة لحرمان النساء من حقهن ويقول فيها: "إذا أراد الإنسان أن يقسم ماله على هواه، وفَرَّ من قسمة الله مثل أن يريد أن امرأته لا ترث من هذا النخل ولا تأكل منه إلا حياة عينها، أو يريد أن يحرم نسل البنات... إلخ"(36).
    ولا شك أن هذا النص يرينا إلى أي مدى حرصت الدعوة السلفية على تكريم المرأة وإنصافها مما تعرضت له في المجتمع النجدي من ممارسات وهضم لحقوقها في غياب الوعي الديني والسلطة الرادعة.
    وانسجاماً مع ما تقرر سابقاً أن من أمكنة التعليم منازل العلماء وقصور الأئمة من آل سعود فإن الباحث يستطيع أن يجزم بأن المرأة كانت تتلقى في هذه الأمكنة الخاصة دروساً ولو يسيرة في تلاوة القرآن الكريم وحفظه والكتابة وبعض الدراسات الشرعية، وقد أشار الشيخ عبد ا لرحمن بن حسن إلى أن مجمع البجيري التعليمي الذي مر ذكره كان يحوي مكاناً خاصاً للنساء يتلقين فيه العلم، ويبدو أن ذلك كان على امرأة متعلمة أو عالم كفيف(37).
    وإن بروز بعض فضليات النساء في أدوار اجتماعية مهمة ليعطي بعض التصور عن مدى ثقافتهن الشرعية؛ فالدور الذي قامت به زوجة الإمام محمد بن سعود موضي بنت أبي وهطان في ترغيب زوجها بدعوة الشيخ ما كان ليتم لولا أنها كانت قد أحبت دعوة الشيخ نتيجة تعلمها بعض مبادئها(38).
    كما أن وضع والدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الديني الجيد يدل على أنها كانت قد أخذت من العلم الشرعي بحظ لا بأس به بين نساء مجتمعها، فهي أخت لعالم من علماء نجد قبل الدعوة، ولا يبعد أن يكون تأثيرها التربوي والتعليمي كبيراً في ابنها الشيخ محمد وعلى من يجالسنها من النساء كذلك(39).
    كما أن زوجة الشيخ الجوهرة بنت عبد الله بن معمر كان لها مركزها الاجتماعي المتميز، ومن المعتقد أن هذا قد تزامن مع حصولها على جانب من العلم الشرعي على يد زوجها، كما أنه لا بد أن تكون قد أثرت في التعليم النسوي في المنطقة، كما أثرت في ابن أخيها عثمان بن معمر في حماسته لتطبيق الدعوة في مرحلة انتشارها الثانية في العيينة بعد أن وافق على مبادئ الدعوة وزواج الجوهرة من الشيخ(40).
    ولا شك أن لبنات الشيخ أثراً في نشر التعليم بين نساء مجتمعهن، فمن المعتقد أنهن تلقين العلم على أبيهن المصلح أو إخوتهن وأزواجهن العلماء، وحصولهن على قدر من العلم مهما كانت نسبته لا شك أنه أهَّلهن لتَلْقِين النساء المحيطات بهن ما استطعن الحصول عليه من علم شرعي، وأثر هذا في رفع نسبة المتعلمات في المجتمع النجدي، والباحث في هذا الموضوع سيجد نساء توافرت لديهن نسبة لا بأس بها من العلم إذا قورن ذلك بوضع المرأة التعليمي قبل الدعوة السلفية والدعوة السعودة(41).
    ومن أبرز بنات الشيخ التي ورد ذكرها وكان لها تأثيرها العلمي والدعوي ابنته فاطمة التي لا ريب أنها تأثرت بالبيئة العلمية المحيطة بها، فقد أخذت شيئاً من العلم من والدها وإخوانها، ونشرت شيئاً من ذلك في أوساط النساء، بل أشارت بعض المراجع إلى أنها كانت تفيد من علمها بعض الرجال، حيث كان يتم من وراء حجاب بأن تجعل بينها وبينهم سترة(42).
    وبعد سقوط الدرعية انتقلت فاطمة مع ابن أخيها علي بن حسين إلى رأس الخيمة التي كان ولاء حُكّامها قوياً للدولة السعودية فقامت مع ابن أخيها بنشر العلم والدعوة في هذه المناطق، ولما استقرت الأحوال للإمام تركي بن عبد الله عادت مع ابن أخيها إلى الرياض وأخذت في نشر العلم بين النساء، ومما يُؤْثَر عنها انقطاعها التام للعلم والتعليم(43).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:44

    نشر التربية والتعليم في أوساط البادية
    لقد سبقت الإشارة إلى شمول مهام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أبناء البادية في مرابعهم بوصف ذلك دليلاً على حرص الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأئمة الدولة السعودية على نشر الوعي الديني في أوساط البدو نظراً لأن فطرهم سليمة، ويمكن أن يكونوا طلائع لهذه الدعوة المباركة، ووسيلة من وسائل اتساع نفوذ الدولة وتوحيدها لمناطق مهمة من شبه الجزيرة العربية؛ لأن نسبة البادية كذلك مرتفعة في تلك المدة إذا ما قورنت بنسبة ا لحاضرة، يؤيد ذلك قلة التحويلات البدوية إلى الحياة الحضرية كما يؤكده قول الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "مع أنهم – أي البدو – أكثر الناس في أرضنا"(44).
    ولا شك أن شمول مهام هذه الهيئة البدو يعد دليلاً كذلك على حرص الشيخ محمد والأئمة السعوديين على تربية هذه الفئة المهمة في المجتمع وصولاً إلى نشر العلم الشرعي بينها، إذ التربية مقدمة على التعليم فملاحقة القبائل في مرابعها وموارد المياه التي تقطن حولها – على صعوبته – قد أوجد أرضية جيدة لنشر التربية الدينية فيما بين البدو، كما يسَّر مهمة العلماء الذين أُرسلوا إلى بعض القبائل البدوية لزيادة وعيها الديني ونشر العلم الشرعي بينها، وإن كان ذلك على نطاق محدود أحياناً وفي فترات متقطعة تمشياً مع صعوبة ملاحقة أبناء البادية باستمرار في الصحراء الفسيحة.
    وانسجاماً مع هذا الهدف فقد كان الأئمة السعوديون حريصين على إرسال مُعلِّمين لأبناء البادية سواء كان ذلك من الدرعية أو يكلون إلى أمراء الأقاليم القيام بذلك، وفي هذا السبيل قام ربيع بن زيد أمير وادي الدواسر سنة 1202هـ بتعيين معلم لبعض الأفخاذ هناك لتعليمهم التوحيد مما ساهم في نشر العلم هناك، وسهَّل انتشار الدعوة وحقق شيئاً من الولاء للدولة(45).
    ويبدو أن هذه الجهود التعليمية من ربيع لم تتواصل نتائجها السابقة؛ فطلب في السنة نفسها من الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإمام عبد العزيز بن محمد معلماً يتولى تعليم الدواسر أمور دينهم مؤكداً أن الدواسر سيكونون قوة في جيش الدولة إذا ما انضموا على بصيرة وعن اقتناع، وكان طلبه هذا بعد أن قَدِم مع قسم كبير من الدواسر مبايعين، ووافق الشيخ محمد والإمام عبد العزيز فأرسلا معه واحداً من كبار العلماء والمعلمين في الدولة السعودية الأولى وهو الشيخ عبد الله بن فاضل(46) ليكون معلماً لهم في أمور الدين وإماماً للصلاة، وساعد وجود هذا العالم في انتشار العلم والإيمان بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والولاء للدولة السعودية في هذه القبيلة المهمة(47).
    ولما أعلن زعماء حَرب دخول قبيلتهم في طاعة الدولة السعودية طلبوا إرسال عالم يتولى نشر العلم والدعوة بين أفخاذ هذه القبيلة، فاستجاب لهم الإمام سعود بن عبد العزيز وأرسل معهم الشيخ عثمان بن عبد المحسن أبا حسين(48)، كما أرسل لهم الشيخ قرناس بن عبد الرحمن(49) ليكون سنداً للشيخ عثمان، أو يقتسمان تعليم الأفخاذ الكثيرة من حرب التي لا يكفيها معلم واحد، وكان هذان العالمان يتوليان التعليم والقضاء والدعوة(50).
    هذه أبرز الأمثلة لجهود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدولة السعودية في نشر التعليم والوعي الديني بين أبناء البادية، وهي وغيرها من الجهود مع القبائل الأخرى قد آتت ثمارها في تحقيق الولاء للدولة السعودية والإيمان بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبح أبناء القبائل قوة في جيش الدولة السعودية الأولى.

    التعليم الحرفي والمهني ونظرة الدعوة إليه
    لقد جاء الإسلام الحنيف ملبياً حاجات الناس الأساسية في تعليمهم أصول الدين وفروعه، كما جاء في الوقت نفسه ليتمم مكارم الأخلاق عند العرب ويوجه ما كان خاطئاً منها الوجهة السليمة، ومن هنا جاء تغييره للنظرة الخاطئة لدى العرب تجاه الحِرَف والصناعات المتمثلة في عيبهم هذه الحرف، واحتقارهم من يمتهنها، ومن الأمثلة الكثيرة في هذا دفع الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ابنه إبراهيم إلى زوجة أبي سيف وهو قين حداد لكي ترضعه، كما كان _صلى الله عليه وسلم_ يعمل بيده الشريفة مع أصحابه _رضي الله عنهم_، وورد عنه _صلى الله عليه وسلم_ قوله: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" رواه البخاري، وقوله: "ما كسب الرجل كسباً أطيب من عمل يده" رواه ابن ماجة. وكان _صلى الله عليه وسلم_ إذا نظر إلى رجل فأعجبه قال: "هل له من حرفة؟ فإن قالوا: لا. قال: سقط من عيني. قالوا: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: "لأن المؤمن إذا لم يكن له حرفة تَعَيَّش بدينه"(51).
    وقد عرف المجتمع النجدي قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وإلى وقت قريب الكثير من الحرف والمهن التي اشتركت في القيام بها الفئات الاجتماعية في عمومها سواء كان أفرادها متضامنين فيما بينهم في العمل بها كالأعمال الزراعية والتجارية أم كانوا يقومون بها منفردين كل فيما يتفق مع وضعه في المجتمع وتميل إليه نفسه، وكان يتم تعلم هذه الحرف والمهن بين أجيال المجتمع النجدي من الآباء لأبنائهم، وربما من أرباب العمل لمن يعملون معهم من غي أبنائهم، وكان يتم ذلك التعلم كذلك في خط متواز تقريباً مع قيام العلماء بنشر العلم وتوريثه بين طلاب العلم من أبنائهم أو غيرهم(52).
    ولما كانت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب تجديداً لهذا الدين في أصوله الأولى فإنها قد حرصت على صبغ المجتمع النجدي وما ضمته الدولة السعودية من أقاليم بالصبغة الإسلامية، ومن هنا فكما سعت الدعوة الإسلامية في عصر النبوة وما بعده إلى تغيير نظرة المجتمع إلى الحرف والصناعات فإن دعوة الشيخ محمد بن عبد ا لوهاب قد سعت إلى ذلك، مثلما حاولت تغيير كثير من النظرات الاجتماعية الخاطئة وتوجيهها الوجهة الشرعية ما أمكن ذلك.
    ومن الطبعي أن يكون اهتمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتعليم الحرف والمهن وتغيير نظرة المجتمع حيالها قد برز بعد انتهائه من رحلاته العلمية، ذلك أن هذه الرحلات على جانب كبير من الأهمية في سيرة الشيخ وحياته الطويلة الحافلة بالكثير من الأعمال المتنوعة، وكان أثر هذه الرحلات واضحاً في زيادة معرفته الدينية والأوضاع العقدية في بلده والعالم الإسلامي، كما أثرت فيه في زيادة تحصيله العلمي، وتكوين قناعة ذاتية لديه للإصلاح بعدما رأى تلك الأوضاع، وأهميتها هنا بارزة وأثرها قوي في توسيع مداركه وفهمه للأمور الدنيوية، ذلك أن الشيخ – لا ريب – كان يقارن بين مجتمعه الصغير في العيينة أو في نجد وبين تلك المجتمعات الكبيرة التي زارها والتي كانت تعج بالكثير من الأنشطة العلمية والاجتماعية والاقتصادية(53)، وهذا يرينا إلى أي مدى كان الشيخ حريصاً على نقل ما يستطيع نقله من تجارب أهل البلدان التي زارها في مختلف مجالات الحياة بما لا يتعارض مع مبادئ دعوته السلفية مثلما كان حريصاً على الاستفادة من علماء تلك البلدان في الدرس والتحصيل العلمي بحيث إن ذلك لم يشغله عن المهمة التي رحل من أجلها وهي طلب العلم وزيادة التحصيل.
    وقد أشار الريكي في (لمع الشهاب) إلى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان يأمر أهل الدرعية بتعلم الرمي بالبنادق بحيث يكون هذا التعلم شاملاً لطلبة العلم وعموم أتباعه ومؤيديه أكثر مما كان الحال عليه قبل قيام دعوته(54). والشيخ وهو يعد طلابه وأتباعه للجهاد في سبيل الله يدرك أن أهم عماد ذلك القوة كما قال _تعالى_: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" (الأنفال: من الآية60)، وكما قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: "ألا إن القوة الرمي قالها ثلاثاً" رواه مسلم وأحمد وأبو داود وابن ماجة، وكما قال ا بن عباس _رضي الله عنهما_ عن القوة في الآية هي: الرمي والسيوف والسلاح(55).
    وكان من مظاهر تعلم الرمي عند النجديين بعد قيام الدعوة أنهم يجعلون ميداناً للرمي خارج البيوت يضعون له هدفاً ويدربون أبناءهم عليه، وخاصة إذا بلغ الطفل خمس عشرة سنة تمريناً له على هذه السُّنّة الحميدة وإحياءً لروح الجهاد في نفسه حتى أصبحت المعرفة بالرمي سمة بارزة عند النجديين بادية وحاضرة(56).
    كما أشار المصدر نفسه إلى تطور صناعة البنادق في نجد عما كان عليه الحال قبل قيام الدولة السعودية ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأن ذلك نتيجة تعلم الناس لهذه الصناعة وكثرة القائمين بها بحيث عدت البنادق النجدية في تلك المدة أحسن بنادق تصنع في جزيرة العرب، ولقيت القبول والانتشار لدى البدو والحضر في مختلف المناطق؛ لأنها سريعة الرمي قليلة الخطأ، وترمي على بعد وخفيفة الحمل، ولهذا فكانت في أوج قوة الدولة ا لسعودية ا لأولى وازدهارها تُصدَّر إلى عدد من المناطق داخل شبه الجزيرة العربية(57)، ولا شك أن اهتمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بتطور هذه الصناعة وزيادة تعلمها نابع من اهتمام الإسلام بها كما ورد في الحديث الذي رواه عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يدخل ثلاثة نفر الجنة بسهم واحد صانعه الذي يحتسب في صنعته الخير، والذي يجهز به في سبيل الله، والذي يرمي به" رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وكما قال _صلى الله عليه وسلم_: "يا بني إسماعيل ارموا فإن أباكم كان رامياً"(58). رواه البخاري وأحمد. ومما يدخل في صناعة الأسلحة صناعتهم للسيوف فقد عُرِف صنّاع لها في الدرعية وسدير والقصيم وغيرها، وكذلك صناعة الخناجر التي لا تقل انتشاراً عن صناعة السيوف(59).
    ونتيجة للتوسع في التعليم الحرفي والمهني تمشياً مع شمول الدعوة كل مجالات الحياة انتشرت حرف وصناعات أخرى ساهمت في غنى الناس ورخائهم، وحققت قدراً جيداً من الاكتفاء الذاتي في كثير من السلع والمتطلبات الضرورية، ومن أبرز هذه السلع التي تصنع في الدرعية الكَفِّية وهي بمعنى الشال أو الغترة، وكانت تصنع من الغزل الذي يوفره أبناء البادية من غزلهم أصواف الأغنام، ويأخذه منهم الحضر على شكل مادة خام يُشكِّلون منها ما يحتاجونه لحرفهم، أما الكفية القطنية فهي تنسج في نجد، لكن ذلك أقل من كفية الصوف؛ ولذلك تستورد من الأحساء والقطيف والعراق، كما أن العمائم مما ينسج في نجد وتوضع فوق الكفية، وإذا لم يفِ الناتج المحلي منها استورد النجديون بقية حاجتهم من الأحساء(60).
    ولكثرة مادة الغزل في نجد فقد استفاد النجديون من أهل الأحساء في حياكة العباءات وإن لم تكن في جودة العباءات الأحسائية، ولذا كان في الدرعية صنّاع لهذه الحرفة سواء كانت العباءات نسائية أم رجالية وإن كان الأكثر منها الخاص بالنساء، وكان يتم تطريز جوانبها بخيوط من الغزل أو بخيوط ذات لون ذهبي يجلب من الأحساء أو غيرها من البلدان المشهورة به داخل شبه الجزيرة أو خارجها كالشام والعراق وبلاد الترك، ومما يدخل في ذلك مهنة الخياطة لثياب الرجال والنساء(61).
    وفي معرض رده على معارضه سليمان بن سحيم أشار الشيخ محمد إلى مهنة ا لجزارة أو القصابة، ولا ريب أن هذه المهنة مما توارثه بعض النجديين كغيرهم من الشعوب الأخرى، كما أنها متأصلة في مجتمع العرب قبل الإسلام، وجاء الإسلام بإقرار بعض الأحكام المتعلقة بها كقسمة اللحم بغير وزن أو قسمتها عن طريق الوزن، وحُرْمة نفخ اللحم بعد الذبح مباشرة قبل أن تبرد الذبيحة، وتعد إشارة الشيخ محمد إلى هذه لمهنة الإشارة الوحيدة في رسائله حيث قال: "ولكن صائر لكم عند خمامة في معكال قصاصيب وأشباههم يعتقدون أنكم علماء، ونداريكم، وودنا أن الله يهديكم ويهديهم"(62). والمقصود أن الدعوة جاءت بإثبات تلك الأحكام السابقة والحرص على انتشار تلك المهنة، وحرص الشيخ محمد في هذه العبارة على اتباع ابن سحيم وهؤلاء القصاصيب دعوته وأن لا يتحزبوا ضده وأن ينشغلوا بالعلم لنافع والعمل الصالح عن ذلك، ولا يفهم منها عيب هذه المهنة وازدراء ممتهنيها على الرغم من وجود شيء من ذلك لدى بعض النجديين مما يعد من بقايا النظرة الجاهلية تجاه الحرف والمهن، لكنّ الدعوة وقد جاءت بتغيير كثير من عادات النجديين وتقاليدهم وتوجيهها الوجهة الشرعية لا يجوز أن يفهم عنها هذا العيب والازدراء لهذه المهنة أو غيرها من المهن.
    وقد تطورت مهنة النجارة نتيجة تشجيع الدعوة والدولة السعودية على تعلمها، ومن أبرز منتجات هذه المهنة الأبواب والنوافذ، والأَسِّرَّة أحياناً وكذلك الأقداح الخشبية بأحجامها المتعددة واستعمالاتها المتنوعة، وكذلك سروج الخيل وأشدة الإبل ومحامل الحمير، وغير ذلك من الأعمال الخشبية التي تتوافر مادتها في نجد لكثرة الأثل والنخيل والطرفاء وغيرها(63).
    ومن المهن التي ازداد تعلمها في الدرعية وغيرها من المدن الكبرى في الدولة السعودية الأولى مهنـة الصياغة التي كان يتم عن طريقها تشكيل عدد من المعادن النفيسة إلى حلي ومقابض للسيوف(64)، ولكن لم يُؤْثَر سكُّ عملة من هذه المعادن حيث اكتفى النجديون قبل قيام الدولة السعودية الأولى وخلال مدة تاريخها بالعملات المتداولة آنذاك التي تنتمي إلى العملات العثمانية والأوروبية وغيرها(65).
    وقد عرف النجديون في وقت متقدم مهنة الدباغة والخرازة، وهي مما توارثه هؤلاء من أزمنة تاريخية متقدمة، وزاد من انتشارها بعد قيام الدعوة والدولة السعودية كثرة ممتهنيها، خاصة وأنها لا تلقى استنكافاً واحتقاراً كالمهن الأخرى، وكان هذا امتداداً لما كان عليه الوضع عند العرب قبل الإسلام وبعده، ولا ريب أن تشجيع الدعوة على تعلمها والرخاء الذي أعقب توحيد البلاد السعودية كان عاملاً مهماً ساعد كذلك على هذا الانتشار، وكان يتم عبر هذه المهنة سد حاجة المجتمع من القِرَب والأسقية والعكك والأحذية وسفر الطعام الجلدية المدورة وغيرها(66).
    وقد أشارت بعض التقارير الأوربية عن الدولة السعودية الأولى إلى دقة هذه المهن والحرف ومهاراتها، وهذا يرينا إلى أي مدى كان تشجيع الدعوة والدولة على تعلم هذه الحرف والمهن عاملاً مهماً ساعد على توافر هذه المهن وكثرة إنتاجها، وتطور مشغولاتها ودقة أعمالها مما جعل البلدان السعودية وخاصة الدرعية مراكز حرفية متقدمة عن فترة ما قبل الدعوة والدولة السعودية، ومما أدى إلى تصدير بعض هذه الأعمال الحرفية إلى البلدان الأخرى(67).
    هذه أمثلة لما توافر في البلاد السعودية من حرف ومهن كانت ثمرة ذلك الاهتمام والحرص على تعلمها، وهو اهتمام وحرص اشترك في الحث عليه علماء الدعوة وأئمة الدولة وأرباب الحرف بتشجيع أبنائهم على تلقي أصول هذه المهن والحرف والتدرب على أعمالها، وعلى الرغم من أن هذا التعليم لم يكن تعليماً منظماً، لكنه ساعد على انتشار هذه الحرف والمهن وتوارثها جيلاً بعد جيل.


    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:46

    ========= الحواشي ==========


    _____________
    (*) عن كتاب "الأساليب التربوية المستمدة من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، تأليف: د. عبد الرحمن بن علي العريني.
    (1) شوكت عليان: طرق تعليم الكبار، ط2، مطابع الجزيرة، الرياض، نشر دار الرشيد، الرياض 1401هـ/1981م (ص22، 23، 29).
    (2) عبد الرحمن الرويشد: الوهابية حركة الفكر والدولة الإسلامية، ط2، 1398هـ، دار العلوم للطباعة، القاهرة (ص26).
    (3) حسن الريكي: لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب، تحقيق عبد الرحمن آل الشيخ، نشر دارة الملك عبد العزيز (ص28)، مي العيسى: الحياة العلمية في نجد منذ قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحتى نهاية الدولة السعودية الأولى، نشر دارة الملك عبد العزيز (ص244).
    (4) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: كشف الشبهات ضمن القسم الأول من مؤلفاته نشر جامعة الإمام محمد بن سعود (ص160)، حسين بن غنام: روضة الأفكار والإفهام، ط1، نشر المكتبة الأهلية، الرياض، 1368هـ، 1/63.
    (5) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: المصدر السابق (159)، ابن غنام: المصدر السابق 1/63.
    (6) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: رسالة تلقين أصول العقيدة للعامة ضمن القسم الأول من مؤلفاته (ص370).
    (7) عبد الرحمن الرويشد: المرجع السابق (ص27)، عبد الرحمن العريني: الحياة الاجتماعية لدى بادية نجد وأثر الدعوة السلفية فيها منذ القرن العاشر الهجري حتى سقوط الدرعية، رسالة ماجستير من قسم التاريخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لم تنشر (ص411).
    (8) ابن بشر (1/27)، العثيمين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص63)، تاريخ المملكة، ط1، 1404هـ (1/87)، عبد الرحيم عبد الرحمن عبد ا لرحيم: الدولة السعودية الأولى، ط2، نشر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1976م (ص251).
    (9) ابن بشر (1/229، 230)، عبد الرحيم (ص251).
    (10) ابن غنام (2/4)، وابن بشر (1/25)، العثيمين (1/86، 87).
    (11) عبد الرحيم (ص251)، صحيفة الرياض عدد 11549 الأحد 20 شوال 1420هـ (ص18) من مقال للأستاذ عبد الرحمن الرويشد بعنوان: عبق التواصل الثقافي لمدينة الرياض عبر ستة قرون.
    (12) ابن بشر (271)، العثيمين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص63)، تاريخ المملكة (1/87).
    (13) ابن بشر (1/25)، والمرجعان السابقان على التوالي (ص63، 1/87).
    (14) ابن بشر (1/227، 230)، والعثيمين: المرجع السابق (1/179).
    (15) ابن بشر (1/229)، العثيمين: المرجع السابق (ص179).
    (16) ابن بشر (1/230).
    (17) المصدر السابق (1/173).
    (18) العثيمين: المرجع السابق (178، 179)، عبد الرحيم عبد ا لرحمن: المرجع السابق (ص256، 260، 259) وقد فصلت الدكتورة مي العيسى في إنفاق الدولة السعودية على التعليم وتشجيعها للعلماء وطلبة العلم في كتابها السابق (ص246 – 252).
    (19) أحمد شلبي: المرجع السابق (ص102).
    (20) ابن بشر 1/25، منير العجلاني: تاريخ البلاد العربية السعودية، عهد عبد الله بن سعود (ص162).
    (21) هو المؤرخ كورانسيز. انظر العجلاني: المرجع السابق (162).
    (22) ابن بشر 1/229.
    (23) محمد بن عبد الله آل زلفة: الدولة السعودية الأولى في عهد الإمام سعود الكبير كما وردت في تقارير جوزيف روسو القنصل الفرنسي في حلب، بحث منشور في مجلة الدرعية، العدد الأول، السنة الأولى محرم 1419هـ/1998م (ص148، 161).
    (24) ابن قاسم: المرجع السابق 11/31، العجلاني: عهد عبد العزيز بن محمد (ص15). وقد نقل ابن قاسم هذه المعلومة عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن حيث قال: "وأما حالهم في بلدهم الدرعية فبنوا مجمعاً حول مسجد البجيري محله معروف إلى اليوم يسع له قدر مائتي رجل، وجعلوا فيه رفّـاً للنساء – ولعل المقصود جانب من المبنى أو جناح خاص أو دور علوي -؛ فإذا صلوا الصبح أقبلوا لهذا المجمع".
    (25) ابن بشر (1/228)، ابن قاسم (11/31)، العجلاني: المرجع السابق (15).
    (26) ابن بشر (1/226، 227)، العثيمين: تاريخ المملكة (179).
    (27) العثيمين: المرجع السابق (179).
    (28) ابن بشر (1/302)، مي العيسى (ص228).
    (29) محمد بن أحمد الصالح: الطفل في الشريعة الإسلامية، ط2، مطابع الفرزدق، الرياض 1403هـ (ص248).
    (30) الشيخ محمد بن عبد ا لوهاب: الرسائل الشخصية (ص170، 171).
    (31) المصدر السابق (ص171).
    (32) الريكي: المصدر السابق (ص28).
    (33) ابن بشر (1/173).
    (34) ابن بشر (1/114).
    (35) أحمد شلبي: المرجع السابق (329، 330)، وأحمد البسام (ص27، 28).
    (36) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الرسائل الشخصية (ص78)، (وقد أخذ الشيخ عنوان هذه الرسالة من قوله _تعالى_: "فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (البقرة:182).
    (37) ابن قاسم (11/31)، العجلاني: عهد عبد العزيز بن محمد (15).
    (38) ابن بشر (1، 34)، بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب: المرأة في حياة إمام ا لدعوة الشيخ محمد بن عبد ا لوهاب، نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إعداد الشيخ حمد الجاسر (164، 165)، وقد رجح أن هذا هو اسمها، لكن بعض المؤرخين سماها بنت أبي وطبان، وبعض نسخ ابن بشر ذكرت أنها بنت محمد بن سويلم وهذا خطأ (ابن بشر. نشر مكتبة الرياض الحديثة 1/24).
    (39) حمد الجاسر: المرجع السابق (168، 169).
    (40) ابن بشر، الجاسر: المرجع السابق (169، 170، 171)، العثيمين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب (47) تاريخ المملكة (71، 71).
    (41) حمد ا لجاسر: المرجع السابق (182-185).
    (42) دلال بنت مخلد الحربي: نساء شهيرات في نجد، طبع دار مرينا، الرياض، نشر دارة الملك عبد العزيز بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة 1419هـ (ص110).
    (43) المرجع السابق (ص110 – 112).
    (44) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الرسائل الشخصية (ص41).
    (45) ابن غنام (2/133).
    (46) هو الشيخ عبد الله بن فاضل أحد علماء الدرعية ويبدو أنه محل ثقة الشيخ محمد والإمام عبد العزيز فقد أُرسل معلماً لوادي الدواسر والأحساء، من أبرز تلاميذه: الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبد الرحمن بن حسن، وقد تتلمذ عليه في السيرة. قتل في الأحساء على يد جماعة خرجت عن الطاعة في يوم الجمعة 10 شوال سنة 1207هـ/22مايو 1793م (ابن غنام 2/135، 162)، ابن بشر (1/103، 129)، عبد الرحمن آل الشيخ: مشاهير علماء نجد وغيرهم (ص29، 59، 65)، عبد الله البسام: علماء نجد (1/56، 294)، محمد القاضي: روضة الناظرين (1/121، 200).
    (47) ابن غنام (1/131، 136)، ابن بشر (1/101 – 104).
    (48) هو الشيخ عثمان بن عبد المحسن بن عثمان أبا حسين ولد في أشيقر وتتلمذ على علماء الوشم وأبرزهم الشيخ عبد العزيز الحصين ويعد من أبرز علماء الدولة السعودية الأولى (البسام: علماء 5/127، 128).
    (49) هو الشيخ قرناس بن عبد الرحمن القرناس، ولد في صبيح إحدى البلدان التابعة للرس سنة 1190هـ وتتلمذ على علماء القصيم والدرعية، تولى القضاء في عهد الإمام سعود وتركي بن عبد الله فهو من قضاة الدولة السعودية الأولى والثانية. كانت له جهود في التصدي لقوات إبراهيم باشا على الرس. توفي سنة 1262هـ (البسام: علماء 5/415-422).
    (50) ابن بشر (1/186).
    (51) عبد العزيز بن إبراهيم العمري: الحرف والصناعات في عهد الرسول _صلى الله عليه وسلم_، ط3، دار إشبيليا، الرياض 1420هـ (ص43-46).
    (52) عبد الرحمن العريني: الحياة الاجتماعية عند حضر نجد منذ القرن ا لعاشر الهري إلى قيام دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، رسالة دكتوراة قدمت لقسم التاريخ بكلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1409هـ - لم تنشر (ص252، 253).
    (53) العثيمين: الشيخ محمد بن عبد الوهاب (ص32).
    (54) المصدر السابق (ص32، 33، 189).
    (55) جلال ا لدين عبد الرحمن السيوطي: الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر، بيروت 1414هـ، (4/83).
    (56) الريكي (189).
    (57) المصدر السابق (189).
    (58) السيوطي (4/84، 85).
    (59) الريكي (192).
    (60) المصدر نفسه (181، 187، 188).
    (61) نفسه (188، 192).
    (62) الشيخ محمد بن عبد الوهاب: الرسائل الشخصية (226) وقد وردت خمامة بلفظ كماعة، أما عند ابن غنام في روضة الأفكار فقد وردت خمامة وهو الذي يتفق مع سياق الكلام، ومعنة خمامة: كناسة، وخَمَّ البيت: كنسه، وتطلق على أراذل الناس مفردها خمام وخمامة (محمد الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس، باب الميم فصل الخاء) طبعة مصورة من الطبعة الأولى 1306هـ، دار مكتبة الحياة، بيروت.
    (63) الريكي (181، 187، 192).
    (64) المصدر السابق (188، 192).
    (65) هذا هو المشهور لكن تقرير جوزيف روسو القنصل الفرنسي في حلب أشار إلى أنه كانت تُسك العملات في أماكن عدة من الدولة السعودية الأولى باسم الحاكم السعودي. آل زلفة: بحثه السابق في مجلة الدرعية (ص160).
    (66) الريكي (187).
    (67) آل زلفة: المرجع السابق (160).


    نقلاً عن

    http://www.wahabih.com/86.htm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 7:49

    دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتثبيت الأمن بمفهومه الشامل

    فهد بن ناصر الجديد


    تـمـهـيـد:
    الدعوة السلفية بنجد التي يرميها شانئوهـــا زوراً الوهابية بقصد التنفير منها وادعاء أنها دعوة مبتدعة ، هي دعوة إصلاحية ، ودعــــوة لتصحيح العقيدة الإسلامية التي انحرفت عن النهج الحق بفعل الاتجاهات الصوفية والبدعـيــة بـوجــــه عام ، وبخاصة في القرون الأخيرة ، ومما يؤسف له أنه مازالت بعض الاتجاهات البدعية تناصب هذه الدعوة العداء بدون وجه حق ، لكن الحق أبلج وأكبر من أن تقف في وجهه المعوقات ، فقد بُينت حقيقة هذه الدعوة وكتب عنها ، وقرظها الكثير من العلماء على مـسـتـوى الـعالم الإسلامي منهم (مسعود الندوي من الهند والشيخ بهجت الأثري من العراق، والشيخ رشيد رضا من مصر، والشيخ علي الطنطاوي من الشام وغيرهم)، وهـذه المـقـالـــة تتحدث عن جزئية خاصة من الآثار الإيجابية لهذه الدعوة.
    -الـبـيـان -


    يعتبر الأمن من العناصر الأساسية التي تستقر عليها الدول، وتقوم عليها الحضارات ، ولا يمكن أن يتحقق الأمن بمفهومه الشامل إلا عندما تتحقـق عبودية الإنسان لربه، يقول الله تعالى: ((ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراْ))(1).
    والجزيرة العربية وهي مهبط الوحي ومبعث الرسالة الخالدة، لا يمكن أن تقوم بها حضارة إلا في إطار من الشريعة الإسلامية، ولا يمكن لأهلها أن ينعموا بالأمن والاستقرار إلا تحت راية التوحيد.
    ومع إشراقة العصر الحديث ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهـــاب في قلب الجزيرة العربية، واستطاع بفضل الله أن يوحدها تحت قيادة إسلامية واحدة ؛ لذا جاء الاهتمام بدراسة هذه الدعوة المباركة وأثرها في جانب من أهم جوانب الحياة الأساسـيــة ألا وهو الأمن ، وقبل البدء في هذا الموضوع لابد من ذكر لمحة موجزة عن الحالة الأمـنـيـة قـبـل تـلـك الدعوة، ومدى ما وصلت إليه الحال من التدهور والاضطراب آنذاك.


    الحالة الأمنية قبل الدعوة:
    اضطربت الحالة الأمنية في الجزيرة العربية بسبب انهيار وانحراف الحالةالعقدية »فكانت البلاد تعيش في ظلام دامس بين عدو يأخذها بالقهر وبين صديق يأخذها بالغزو»
    (2)،ولمعرفة ما وصل إليه الحال يمكن ذكر المثالين التاليين:
    المثال الأول: ذكر المؤرخ ابن بشر عن أحداث سنة 1120هـ قوله »وفيها قتل حسين بن مفيز صاحب (التويم) البلد المعروف في ناحية سدير ، قتله ابن عمه فايز بن محمد وتولى بعده في (التويم) ، ثم إن أهل حرمه ساروا إلى التويم ، وقتلوا فايزاً المذكور وأمروا في البلد فوزان بن مفيز
    (3) ، ثم غدر ناصر بن حـمــد بفــوزان فقتله ، فتولى في (التويم) محمد بن فوزان ، فتمالأ عليه رجال وقتلوه منهم الـمفـزع وغيره من رؤساء البلد وهم أربعة رجال ، فلم تستقم ولاية لأحدهم فقسموا البلد أربعاً كل واحد شاخ في ربعها« أي صار شيخاً (4).
    المثال الثاني: ما جرى لبلدة العيينة عندما أصـابـهــا المرض الخطير في عام 1139هـ وأفنى الكثير من أهلها ، ومات أميرها عبد الله بن مـعـمـر ، وتولى بعده حفيده محمد بن أحمد ، فاجتمع كلٌ من أمير الدرعية زيد بن مرخان وفايز السبيعي ومعهم أربعون رجلاً، وليـتـهـم قرروا تقديم المساعدة لتلك البلدة المنكوبة ، لكنهــم قرروا الهجوم عليها ونهب خيراتـهــــا ، فـلـمـا علم أميرها الجديد أرسل إلى زيد بن مرخان قائلاً: »ما ينفعك نهب البوادي وغيرهم لنا ، وأنا أعطيك وأرضيك وأقبل إلى أكلمك من قريب وأناجيك«
    (5). فلما قدم زيد ورجاله وجلسوا إذا برصاصة تستقر في جسمه بتدبــيـر من ابن معمر ، فمات من فوره ، وتفرق رجاله داخل البيت.


    دعائم توطيد الأمن:
    لقد سار الشيخ وبمؤازرة الأمير محمد بن سعود على النهج الذي سار عليه السلف الصالح في توطيد الأمـن بمفهومه الشـامل في المجتمع فلم يحصر معالجة الخطأ على الانحراف الشخصي للفرد ، وإنما امتد الإصلاح إلى انحراف المجتمع الذي مهد لانحراف الفرد ؛ لذلك جاءت دعائم الأمن مرتكزة على ثلاثة أسس
    (6) لا مناص عنها ، وهي:
    * تربية الفرد.
    * إصلاح الأوضاع القائمة.
    * إقامة الحدود.


    تـربـيـة الـفـرد:
    اهتم الشيخ بأن يتكون في الفرد وازع ديني يحول بينه وبين الوقوع في الجريمة ، فكان التوحيد الخالص من شوائب الشرك أول أمر دعا إليه حتى تتحقق عبودية الفرد لربه ، فإذا علم الإنسان أن الله هو الخالق الرازق (توحيد الربوبية) فلا يفكر في الحصول على مغنم بوسائل غير مشروعة ، وإذا تيقن الإنسان أن الله هو المعبود بحق (توحيد الألوهية) فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوجه العبادة من دعاء أو استعانة أو استغاثة أو ذبح أو نذر إلا لله وحده ، وإذا علم الإنسان أن الله العليم الخبير المطلع على سرائر الأمور (توحيد الأسماء والصفات) فلا تراوده نفسه الإقدام على الجريمة ، لذا قام الشيخ بتأليف كتابه المشهور»كتاب التوحيد«
    (*).


    ولم تكن التربية قاصرة على طبقة دون أخرى ، بل شملت كل طبقات المجتمع حتى كبار السن والعامة ، حيث قام بتأليف رسالة موجزة في العقيدة تعرف بالأصول الثلاثة جاءت على طريقة الحوار وهي مفيدة جداً.

    وأما في مجال التربية بالقدوة فقد حرص الشيخ على التأسي بـهـــدي المصطفى-صلى الله عليه وسلم-في جميع أفعاله،فقام باختصار كتاب»زاد المعاد في هدي خير العباد« لابن القيّم، مع إبراز العبر والعظات، كما قام باختصار السيرة النبوية وربط المعتقدات الباطلة في عصره بالجاهلية الأولى.

    وقد حرص الشيخ على ضــــرب الأمـثـلــة بذكر قصص السابقين لما للقصة من أثر بالغ في التربية كما ذكر في كتاب»التوحيد« قصة الرجلين الذين قدم أحدهما قرباناً لصنم قوم عندما مروا عليهم فخلوا سبيله ، وامتنع الآخر فـكـانـت حـيــاته ثمناً لامتناعه فدخل الجنة ، وكذلك قصة الأقرع والأبرص والأعمى.

    وقد أكد الشيخ على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد المعرفة والفهم»لأن الإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة ، فأول درجات الإنكار معرفتك أن هــــذا مخالف لأمر الله«(7) ، ومما قال أيضاً في ذلك: »وأهل العلم يقولون الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاثة أمور: أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه ، وأن يكون رفيقاً فـيمــا يأمر به وينهى عنه ، صابراً على ما جاءه من الأذى«(8).

    ومن وسائل التربية ما يلي:
    * بـعـــث الدعاة والعلماء إلى البلدان التي انضمت إلى رحاب الدعوة ، مثل إرسال الشيخ محمد بـن صـالــح إلى بلدة منفوحة ، والشيخ عيسى بن قاسم إلى بلدة الرياض ، والشيخ أحمد بن سويلم إلى بلدة ثادق والشيخ حمد العريني إلى بلدة اليمامة ، وجمع من العلماء إلى منطقة الإحساء، والـشـيـخ عـثـمــان أبا حسين ثم الشيخ قرناس بن عبدالرحمن إلى بوادي حرب.
    * إرسال الرسائل إلى بعض البلدان لتوضيح حقيقة دعوته ، مثل رسالته إلى أهل القصيم ، ورسالته إلى فاضل بن مزيد رئيس بادية الشام، ورسـالـتــه إلى عبدالرحمن السويدي أحد علماء العراق ، ورسالته إلى البكيلي صاحب اليمن ، ورسالته إلى أهل المغرب.
    * إقامة المناظرات العلمية مع علماء المسجد الحرام في مكة المكرمة عندما تم إرسال كل من الشيخ عبدالعزيز الحصين في عام 1184هـ والشيخ حمد بن معمر في عام 1211هـ.
    * تدريس كتاب»كشف الشبهات«
    (**) في بيت الله الحرام (بـعــد دخـــول السعوديين مكة المكرمة) في عام 1218هـ.


    إصلاح الأوضاع القائمة:
    لقد فطرالله الكائن البشري على صفات عديدة منها أنه لا يمكن أن يعيش مستقلاً بذاته ، بل لابد له من العيش بين أفراد ومجتمعات ، فإذا كانت تلك المجتمعات غير صالحة ، فلا يمكن للفرد مهما بلغ صلاحه أن ينعم بالأمن في ظلها ، لذا حرص الشيخ على إصلاح الأوضاع القائمة حتى يحافظ الفرد على صلاحه ، ومن الأوضاع التي تم إصلاحها ما يلي:
    ـ إصلاح الوضع الاجتماعي.
    ـ إصلاح الوضع السياسي.
    ـ إصلاح الوضع الاقتصادي.


    إصلاح الوضع الاجتماعي:
    حــرص الشيخ على تقوية الترابط الأسري في المجتمع ببيان حقوق كل من الرجل والمرأة حتـى يسود الأمن الاجتماعي بينهما ، فقد وجد في بعض المجتمعات النجدية آنذاك من ينظر إلى المرأة نظرة ازدراء وتنقص ، فيوقفون أوقافاً يتحايلون بها لمنع المرأة حقها الشرعي في الـميراث ، ويزعمون أن ذلك قربة إلى الله ، ومن ذلك ما ذكره الشيخ في بعض رسائله قائلاً: »من أعظم المنكرات وأكبر الكبائر تغيير شرع الله ودينه والتحايل على ذلك بالتقرب إلى الله، وذلك مثل الأوقاف هذه.. إذا أراد الرجل أن يحرم من أعطاه الله من امرأة أو ابن أو نسل بنات أو غـيـر ذلك ، أو يعطي من حرمه الله أو يزيد أحداً أكثر مما فرض الله أو ينقصه من ذلك يريد التقرب إلى الله بذلك مع كونه مبعداً عن الله،فالأدلة على بطلان هذا الوقف ووجوب عودته وقسمته حسب ما قسم الله ورسوله أكثر من أن تحصر«
    (9).


    إصلاح الوضع السياسي:
    كانت المنازعات على السلطة بين أفراد الأسر الحاكمة من الأمور المتفشية في بلدان الجزيرة العربية ، وكان غالباً ما يصل الأمراء إلى الحكم عن طريق القوة والاغتيال، وقليل من يصل سليما
    ً(10) كما أسلفنا.
    لذا تعين لدى الشيخ أن السياسة الشرعية في بناء البيئة الإسلامية وهدم البيئة الجاهلية تقتضي البحث عن أمير
    (11) يقتنع بصحة الدعوة ويجاهد لأجلها. كما اقتضت السياسة الشرعية لدى الشيخ أن يتم تعيين الأمير كما يتم تعيين الإمام للصلاة لكل بلدة تنضم إلى رحاب الدعوة ، ومن ذلك ما ذكره مؤرخا الدعوة ابن غنام وابن بشر :
    * تعيين مبارك بن عدوان أميراً على بلدة حريملاء في عام 1168هـ.
    * تعيين دخيل بن سويلم على بلدة ثادق في عام 1170هـ.
    * تعيين سليمان بن عفيصان أميراً في بلدة الدلم في عام 1190هـ.
    * تعيين عبد الله بن جلاجل في منطقة سدير عام 1191هـ.
    * تعيين زيد بن عريعر في منطقة الإحساء عام 1204هـ.
    * تعيين هادي بن قرملة رئيساً على بوادي قحطان.
    * تعيين كلاً من عبدالوهاب بن عامر وفهاد بن شكبان وطامي بن شعيب أمراء في منطقة الجنوب.
    * تعيين الشريف عبدالمعين أميراً في مكة المكرمة عام 1218هـ ، ثم تعيين الشريف غالب في عام 1220هـ.


    إصلاح الوضع الاقتصادي:
    تأكد لدى الشيخ أن وقوع الجريمة ليس دائماً بسبب الفرد كما يبدو ظـاهـــراً وإنما هناك سبب حقيقي دفعه إلى اقترافها ، »والمصادر المتوفرة عن تلك الفترة توحي بأن الـظـلـم كان الصفة العامة لأمراء البلدان«(12).
    لذا اهتم الشيخ بالإصلاح الاقتصادي حتى يسود الأمن الاقتصادي في الأمة ، وأعظم ما قام به في ذلك المجال المعاهدة أو البيعة التي تمت بينه وبين أمير الدرعية (محمد بن سعود)، حـيـث نـص الـبـند الثاني على التخلي عن خراج الثمار الذي كان يؤخذ من أهلها
    (13)، ولـقــد أثـبـتـت الأحــــداث الجسام بعد تلك البيعة اقتناع أمير الدرعية بالدعوة ودفاعه المستميت عن مبادئها


    إقامـة الحـدود:
    إن الهدف الأساسي من إقــامة الحدود قائم على أساس حماية الضروريات الخمس التي دعت إليها الشريعة الإسلامـيــــة ، وهي: الدين ، والنفس ، والعقل والعرض ، والمال ، فبعد تأمين الحاجز الداخلي لدى الفرد بالتربية الصالحة ، وبعد تأمين الحاجز الخارجي المحيط بالفرد المتمثل في إصلاح الأوضاع القائمة،تأتي المرحلة الثالثة في حماية المجتمع، وذلك بإقامة الحدود ، وعلى هـــذا الأساس يتبين أن العقــوبة ليست قائمة على التشفي والانتقام ، وإنما على الردع والزجر ، يقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-(حد يقام في الأرض خير من المطر لأهلها أربعين صباحاً»رواه ابن ماجة)
    (14) ، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: »وهذا لأن المعاصي سبب لنقص الرزق والخوف من العـــدو ، كما يدل عليه الكتاب والسنة فإذا أقـيـمــــت الحدود وظهرت طاعة الله ونقصت معـصـيــة الله حـصـــل الرزق والنصر«(15).




    ومن الحدود التي تم تنفيذها رجم الزانية في بلدة العيينة في عام 1157هـ.

    ولم تكن الحدود مقتصرة على الأفـراد فحسـب بل امـتدت إلى الجـماعات ومن ذلك ما ذكر ابن بشر:

    * أرسل الأمير سعود على رأس قوة عسكرية إلى منطقة الإحساء في عام 1210هـ لإقامة الحدود على المخلين بالأمن.
    * أرسل الأمير سعود قوة عسكرية في عام 1219هـ إلى بوادي الظفير بعد أن تأكد تهاونهم عن الصلوات المفروضة ، إضافة إلى إيوائهم لبعض المبدلين لدين الله.


    ثمار الدعوة من الناحية الأمنية:
    لقد جنى أهل الجزيرة ثمار تلك الدعوة المباركة في توطيد الأمن بمفهومه الشامل، واطمأن الناس على سلامة عـقـيـدتـهــــم من الأفكار المنحرفة المنتشرة في كثير من أنحاء العالم الإسلامي، وأمنت قوافل الحجيج القادمة من مختلف بقاع العالم الإسلامي، وكان إيراد عمال الزكاة وأخماس الغنائم الذيـــن يقدمون إلى الدرعية، يتخذون تلك الأموال أطناباً لخيامهم إذا جن الليل عليهم لا يخـافـــون إلا الله
    (16). وقد اتخذ الإمام عبدالعزيز بن محمد رعيـة إبل لحفظ الضـوال منها فمن وجد إبلاً ضالة في أي بقعة من الجزيرة أتى بها إلى الدرعية وأخذ المكافأة المعدة له(17)، وعلى من ضاعت له إبل أن يقدم إلى تلك الرعية فإذا عرفها أتى بشاهدين أو شاهد ويمينه ثم يأخذها، وربما يأخذ الواحدة اثنتين بسبب التناسل والتكاثر(18)، وذات مرة حاول نفر من الأعراب وهم جياع أن يأخذوا عنزاً ضالة ويذبحوها ويأكلوها، فلم يتقدم لها أحد، وعندما ألحوا على أحدهم أجاب قائلاً: »والله لا أنزل إليها ، ودعوها فإن عبدالعزيز يرعاها«(19).


    ------------------------------------------
    الهوامش:
    (1) منير العجلاني ، عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد ، ص 3.
    (2) بياض في الأصل ولعل الاسم كاملاً ما ذكر.
    (3) عنوان المجد ، طبعة وزارة المعارف ، ص 418.
    (4) المصدر السابق ، ص 423.
    (5)الرائد فهد عبدالعزيز الدعيج ، الأمن والإعلام في الدولة الإسلامية ، المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بالرياض ، ص 117، بتصرف.
    (6) مؤلفات الشيخ الإمام ، الرسائل الشخصية ، رسالة رقم 22، ص 156بتصرف.
    (*) كتاب (التوحيد) من أهم الكتب في تحقيق العبودية لله والخلوص من الشرك ، وقد نال اهتمام الكثيرين من علماء الدعوة ، فشرحوه بين شرح كبير ومتوسط ومختصر، ومــــن أهمها (فتح المجيد للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ) و(تيسير العزيز الحـمـيد للشيخ سليمان بن عبد الله) و(قرة عيون الموحدين للشـيخ عبدالرحمن بن حسن) واعتنى به حـديثاً كل من الشـيخ عبدالرحمن السـعدي ، والشـيخ مصطفى العالم والشيخ سعيد الجندول وغيرهم.
    (7) المصدر السابق ، رسالة رقم 41، ص 284.
    (8) المصدر السابق ، رسالة رقم 44، ص 296.
    (**) كشف الشبهات كتاب حواري في التوحيد يناقش المبتدعة وعباد القبور والأضرحة ويوضــــح انحرافهم عن الصواب. ولا يملك طالب الحق إلا التسليم للشيخ في حواره الموضوعي وهو كسابقه كتاب التوحيد جديران بأن يترجمان للغات العالم الإسلامي، لمزيد من التوعية وكشف شبهات البطلين والمرتزقة بالأضرحة والعكوف عليها. والله المستعان.
    (9) المصدر السابق ، رسالة رقم12 ، ص7879.
    (10)عبد الله العثيمين ، الشيخ محمد بن عبدالوهاب حياته وفكره ، ص 16، بتصرف.
    (11) صالح عبد الله العبود ، عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية وأثرها في العالم الإسلامي ، مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، الطبعة الأولى 1408هـ.
    (12)عبد الله العثيمين ، الشيخ محمد بن عبدالوهاب حياته وفكره ، ص 16 ، بتصرف.
    (13) حسين بن غنام، روضـــــة الأفكار ، تحقيق الدكتور ، ناصر الدين الأسد ، ص81 عثمان بشر ، عنوان المجد ، طبعة وزارة المعارف ، ص22.
    (14) وحسنة الألباني في»الصحيحة« ح 231.
    (15)ابن تيميـة ، السياسة الشرعية ، تحقيق محمد أيمن الشبراوي ، دار الكتب العلمية ص 68.
    (16-19)عنوان المجد ، ص 122.


    نقلاً عن

    http://www.wahabih.com/92.htm

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 8:09

    لماذا يهاجمون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟

    الشيخ الدكتور: عبدالعزيز آل عبداللطيف*


    واجهت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – منذ بداية ظهورها حملةً ضارية وعداءً سافراً، سواءً من قبل أمراء وحكام، أو من قبل بعض المنتسبين إلى العلم .



    وقد تنوعّت أساليب هذه المعارضة وتعددت جوانبها من تأليف وترويج الكتب ضد هذه الدعوة السلفية التجديدية، وتحريض الحكام عليها، ورميها بالتشدد والتكفير وإراقة الدماء.


    وقد تحدّث الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عن هذه الهجمة قائلاً: "فلما أظهرت تصديق الرسول فيم جاء به سبّوني غاية المسبة، وزعموا أنّي أكفر أهل الإسلام وأستحل أموالهم" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/26).


    ويصف الشيخ عداوة الخصوم وفتنتهم في رسالته للسويدي – أحد علماء العراق – فيقول _رحمه الله_: "ولبّسوا على العوام أن هذا خلاف ما عليه أكثر الناس، وكبرت الفتنة وأجلبوا علينا بخيل الشيطان ورجله" (مجموعة مؤلفات الشيخ 5/36).


    ولاحظت من خلال استقراء كتب خصوم هذه الدعوة(1) أن غالبهم إما من الروافض أو غلاة الصوفية، فالروافض ينافحون عن وثنيتهم وعبادتهم للأئمة، وكذلك الصوفية يفعلون.


    وعمد العلمانيون في هذه البلاد – ومن تأثّر بهم من التنويريين والإصلاحيين – إلى الطعن في هذه الدعوة من أجل التوثّب على قواعد الشريعة والتفلّت منها، ومنهم من شغب على هذه الدعوة؛ لأن ثوابت هذه الدعوة كالجهاد في سبيل الله _تعالى_، وبُغْض الكافرين والبراءة منهم تعكِّر ما يصبوا إليه من ركون إلى الدنيا وإيثار للسلامة والسلام مع الكفار، فهدف أرباب العقول المعيشية أن يأكلوا ويقتاتوا بسلام ولو على حساب وأد الثوابت العقدية والقواطع الشرعية.


    وأما عداوة الغرب لهذه الدعوة فقديمة قدم هذه الدعوة المباركة، فما إن سقطت الدرعية سنة 1234هـ على يد إبراهيم باشا حتى أرسلت الحكومة البريطانية مندوبَها مهنئاً على هذا النجاح، ومبدياً رغبة الإنجليز في سحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل(2)! لا سيما وأن الإنجليز – وفي ذروة غطرستهم وهيمنتهم – قد كابدوا أنواعاً من الهجمات الموجعة من قبل "القواسم" أتباع الدعوة، وذلك في بحر الخليج العربي.
    ولا عجب أن يناهض الغرب هذه الدعوة الأصيلة، فالغرب يدين بالتثليث والشرك بالله _تعالى_، وهذه الدعوة قائمة على تحقيق التوحيد لله _تعالى_، وأُشرب الغرب حبّ الشهوات المحرمة وعبودية النساء والمال، وهذه الدعوة على الملة الحنيفية تدعو إلى التعلّق بالله _تعالى_، والإقبال على عبادته والإنابة إليه، والإعراض والميل عما سوى الله _تعالى_.

    وأما عن أسباب مناهضة هذه الدعوة السلفية، فيمكن أن نجمل ذلك في الأسباب الآتية:
    1- غلبة الجهل بدين الله _تعالى_، وظهور الانحراف العقدي على كثير من أهل الإسلام، فالتعصب لآراء الرجال والتقليد الأعمى، وعبادة القبور، والتحاكم إلى الطاغوت، والركون إلى الكفار والارتماء في أحضانهم.. كل ذلك مظاهر جلية في واقع المسلمين الآن، وهذه الدعوة تأمر باتباع نصوص الوحيين، وتدعو إلى عبادة الله _تعالى_ وحده، وتقرر أن من أطاع العلماء أو الأمراء في تحليل ما حرّم الله أو تحريم ما أحل الله فقد اتخذهم أرباباً من دون الله _تعالى_، وتنهى عن موالاة الكفار، وتقرر أن مظاهرة الكفار ضد المسلمين من نواقض الإسلام، فلما أظهر الله _تعالى_ هذه الدعوة السلفية استنكرها الرعاع وأدعياء العلم والعوام؛ لأنها خالفت عوائدهم الشركية ومألوفاتهم البدعية.


    2- ومن أسباب هذه الحملة الجائرة: ما ألصق بهذه الدعوة ومجددها وأنصارها من التهم الباطلة والشبهات الملبسة، فقد كُذب على الشيخ محمد بن عبدالوهاب كما "كُذب على جعفر الصادق"، ومثال ذلك رسالة ابن سحيم – أحد الخصوم المعاصرين للشيخ – حيث بعث برسالة إلى علماء الأمصار، يحرّضهم ضد الشيخ، وقد حشد في تلك الرسالة الكثير من الأكاذيب والمفتريات، ثم جاءت مؤلفات أحمد دحلان ضد الدعوة فانتشرت في الآفاق والبلاد.


    3- النزاعات السياسية والحروب التي قامت بين أتباع هذه الدعوة وبين الأتراك من جهة، وبين أتباع هذه الدعوة والأشراف من جهة أخرى، فلا تزال آثار تلك النزاعات باقية إلى الآن، يقول محب الدين الخطيب – رحمه الله – في هذا الشأن: "كان الأستاذ محمد عبده – رحمه الله – يستعيذ بالله من السياسة ومن كل ما يتصرف منها؛ لأنها إذا احتاجت إلى قلب الحقائق، وإظهار الشيء بخلاف ما هو عليه اتخذت لذلك جميع الأسباب، واستعانت على ذلك بمن لهم منافع شخصية من وراء إعانتها، فتنجح إلى حين في تعمية الحق على كثير من الخلق، ومن هذا القبيل ما كان يطرق آذان الناس في مصر والشام والعراق وسائر الشرق الأدنى في المائة السنة الماضية من تسمية الدعوة التي دعا بها الشيخ المصلح محمد بن عبدالوهاب _رحمه الله_ باسم "الوهابية" اتهاماً بأنه مذهب جديد.. (مجلة الزهراء، 1354هـ، ص84).


    ويقول الشيخ محمد رشيد رضا – رحمه الله-: "إن سبب قذف الوهابية بالابتداع والكفر سياسي محض، كان لتنفير المسلمين منهم لاستيلائهم على الحجاز، وخوف الترك أن يقيموا دولة عربية، ولذلك كان الناس يهيجون عليهم تبعاً لسخط الدولة، ويسكتون عنهم إذا سكنت ريح السياسة" (مجلة المنار، م24، ص584).


    4- ومن أسباب هذه المناهضة: الجهل بحقيقة هذه الدعوة، وعدم الاطلاع على مؤلفات ورسائل علماء الدعوة، فجملة من المثقفين يتعرّفون على هذه الدعوة من كتب خصومها، أو من خلال كتب غير موثّقة ولا محرّرة.


    إن المنصف لهذه الدعوة ليدرك ما تتميز به هذه الدعوة من سلامة مصادر تلقيها، وصفاء عقيدتها، وصحة منهجها، وما قد يقع من زلات أو تجاوزات فهذا يتعلّق بجوانب تطبيقية وممارسات عملية لا ينفك عنها عامة البشر، وعلماء الدعوة لا يدّعون لأنفسهم ولا لغيرهم العصمة، فكل يؤخذ منه ويردّ إلا المصطفى _صلى الله عليه وسلم_.
    كما أن الدفاع عن هذه الدعوة ليس مجرد دفاع عن أئمة وأعلام فحسب، بل هو ذبّ عن دين الله _تعالى_، وذودٌ عن منهج السلف الصالح.

    وفي الختام ندعو أهل الإسلام عموماً للانتفاع بالجهود العلمية والتراث النفيس الذي سطّره علماء الدعوة، والانتفاع بمواقفهم العملية وتجاربهم الاحتسابية والإصلاحية، والله أعلم.
    _____________
    * أستاذ العقيدة، وصاحب دعاوى المناوئين لدعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب.
    (1) ينظر إلى كتاب دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – عرض ونقض للكاتب.
    (2) انظر كتاب الكابتن سادلير رحلة عبر الجزيرة العربية، ترجمة أنس الرفاعي.


    نقلاً عن

    http://www.wahabih.com/87.htm

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 8:11

    محمد بن عبد الوهاب من بقية السلف الصالح
    د.عبدالله الفقيه

    السؤال : الحركة الوهابية أرجو إعطائي فكرة موجزة عنها جزاكم الله ألف خير وهل (ابن باز )أحد أتباعها .

    الجواب :


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فالوهابية لقب أطلق على الحركة الإسلامية التي تزعمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو لقب لم يطلقه على نفسه، ولا أطلقه عليه أحد أتباعه، وإنما جاء من قبل خصومه وأعدائه، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أحد العلماء المجددين، والقادة المصلحين، شهد له العلماء المنصفون بالعلم والديانة والاستقامة، بل عده كثير منهم مجدد القرن الثاني عشر الهجري. وفي ذلك يقول الشيخ محمد رشد رضا (كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى مجدداً للإسلام في بلاد نجد، بإرجاع أهله عن الشرك والبدع التي فشت فيهم إلى التوحيد والسنة).
    وقال (ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعو إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وترك البدع والمعاصي، وإقامة شعائر الإسلام المتروكة، وعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة).
    ومن عرف حال نجد والجزيرة، قبل انتشار دعوة الشيخ من انتشار البدع والخرافات وأنواع الجهالات، أدرك ما لهذه الدعوة من الآثار الحميدة، والخصال الفاضلة، والدور العظيم في إحياء السنة، وإماتة البدعة.
    ولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وخمس عشرة (1115هـ) من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في بلدة العيينة، في أسرة معروفة بالعلم والصلاح، وتعلم القرآن وحفظه قبل بلوغه عشر سنين، وكان حاد الفهم وقاد الذهن سريع الحفظ، قرأ على أبيه الفقه ورحل إلى ما يليه من الأقطار، فأتى البصرة والإحساء والحجاز وغيرها.
    وللشيخ رحمه الله مؤلفات نافعة منها كتاب التوحيد ومختصر السيرة، وغيرها من المؤلفات النافعة التي تدل على علمه وفضله، على عكس ما يدعيه خصومه ومناوئوا دعوته.
    ولنذكر هنا طرفا من ثناء العلماء عليه رحمه الله:
    قال علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه: حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ص 200 (ليس للوهابية ولا للإمام محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص، ولكنه رحمه الله كان مجدداً لدعوة الإسلام، ومتبعاً لمذهب أحمد بن محمد بن حنبل).
    وممن أثنى عليه ثناء عاطرا الإمامان الصنعاني والشوكاني من أهل اليمن، ومما قال الصنعاني بين يدي قصيدة يمدح بها الشيخ (لما طارت الأخبار بظهور عالم في نجد يقال له محمد بن عبد الوهاب ووصل إلينا بعض تلاميذه وأخبرنا عن حقائق أحواله وتشميره في التقوى، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اشتاقت النفس إلى مكاتبته بهذه الأبيات سنة 1163هـ.
    ورأسلناها من طريق مكة المشرفة.. وجاء في قصيدته:


    محمد الهادي لسنة أحمد فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي

    ومنها:

    وقد جاءت الأخبار عنه بأنه يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي
    وينشر جهراً ما طوى كل جاهل ومبتدع منه فوافق ما عندي
    ويعمر أركان الشريعة هادما مشاهد ضل الناس فيها عن الرشد


    ومما قال الشوكاني رحمه الله في كتابه: البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع 2/7.
    (وفي سنة 1215هـ وصل من صاحب نجد المذكور مجلدان لطيفان أرسل بهما إليّ حضرة مولانا الإمام حفظه الله، أحدهما يشتمل على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد، والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتقدون في القبور، وهي رسائل جيدة مشحونة بأدلة الكتاب والسنة… إلخ).
    وللشوكاني قصيدة بليغة مؤثرة، في رثاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أكثر من مائة بيت ومنها :


    إمام الورى علامة العصر قدوتي وشيخ الشيوخ الحبر فرد الفضائل
    (محمد) ذو المجد الذي عز دركه وجل مقاماً عن لحوقه المطاول
    إلى (عبد الوهاب) يعزى وإنه سلالة أنجاب زكي الخصائل
    ومنها: لقد أشرقت نجد بنور خبائه وقام مقامات الهدى بالدلائل


    وممن أثنى عليه علامة الهند المحدث محمد بشير السهواني، في كتابه: صيانة الإنسان عن وسوسه الشيخ دحلان، وفيه (والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب، أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد العمل والعبادات مجمع عليه عند المسلمين، لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم، كالجهمية والمعتزلة، وغلاة عباد القبور، بل قوله مما اجتمعت عليه الرسل، واتفقت عليه الكتب، كما يعلم ذلك بالضرورة من عرف ما جاء به وتصوره.. ألخ).

    وممن أثنى على أحفاد الشيخ وأتباعه الجبرتي المؤرخ المصري المشهور في كتابه: عجائب الآثار، وكذلك العلامة نعمان خير الدين الأموي، والعلامة محمود شكري الألوسي والأمير شكيب أرسلان وغيرهم من أهل الإنصاف الذين طالعوا كتب الشيخ، وكتب أبنائه وأحفاده.

    وبهذا يعلم الجواب عن سؤالك الثاني وهو عن الشيخ ابن باز رحمه الله وهل هو من الوهابية؟
    فنقول بل هو عالم محق، له جهوده المعلومة في نصرة مذهب السلف، ونشر السنة ومحاربة البدعة، فهو ينهل من المنبع الصافي الذي نهل منه محمد بن عبد الوهاب، ومن سبقه من أهل التوحيد والاتباع، كأحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة وسفيان والليث والأوزاعي ومن في طبقتهم، وكشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن رجب ومن بعدهم.
    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

    نقلاً عن


    http://www.wahabih.com/95.htm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 8:12

    أحد أعيان الزيدية سابقاً ينصح بقراءة الكتب التالية


    من التشيع إلى السنة 00 من الفرقة إلى الجماعة 00 من الضلال إلى أقوال الرسول0 المُحدِّث

    رحم الله الشيخ مقبل 00 أسد يزأر في وجه الباطل 00 حياة مليئة بالتضحيات 00

    الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله من مواليد مدينة شيعية باليمن 00 يُقال لها (صعدة)

    كان شيعياً زيدياً 00-نعم وليس الشيعة إلا الزيدية أما بقية الطوائف ممن ينتسبون للتشيع فهم روافض وحتى فرقة من فرق الزيدية وهم الجارودية في الزيدية يسمونهم رافضة- 00 ثم شرح الله صدره للتوحيد فأصبح سنياً سلفياً 00

    هدى الله على يديه إلى توحيد من ظلمات الشرك آلآف من البشر وعدد من المناطق والقرى والهجر 00

    كان منشغل بأقوال قال فلان وفلان 00 فأصبح ليله ونهاره قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم 00
    كان يعيش مع الناس فأصبحت أنفاسه لا تهدأ إلا بتلاوة وتدبر وتعليم أحاديث نبينا محمد عليه السلام 00

    فسبحان الهادي 00

    ولأن بيئته شيعية -من جميع الفرق- فقد رموهُ عن يدٍ واحدة 00 وتهجموا عليه حتى بطلق النار والتشابك 00 لأن الشيخ (وحد الله) فقالوا أراغب أنت عن آلهتنا؟!!
    جرد حسام التوحيد بضياء السنة محتمياً بالكتاب والسنة-فهما العاصمان والمعصومان- فأزال لوثة الشرك وبدد ظلام المبتدعة 00 وكسر وثن الشرك 00 وجرد المسلم للإسلام 00 وحسم (الاستغاثة) والشرك بتوحيده جل في علاه 00

    ما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في التوحيد ومحاربة الشرك؟؟ أجاب العلامة مقبل الوادعي:
    أيها الإخوة هذا سؤال أجاب عليه فضيلة الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي (قمع المعاند وزجر الحاقد الحاسد:28)

    ما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في التوحيد ومحاربة الشرك؟؟

    قال فضيلة الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى مجيباً:

    الذي أنصح به هو ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) لحفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب, وكذلك أيضاً ( تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ) أنصح بقراءة هذين الكتابين والاستفادة منهما, وكذلك ( تطهير التوحيد ) للصنعاني, و ( الدر النضيد ) للشوكاني, و( شرح الصدور في تحريم رفع القبور ) للشوكاني أيضاً, ولو لم يكن إلا هذه الكتب التي ذكرت بل ( فتح المجيد ) كاف في تصفية العقيدة.

    وقد يقول قائل إن مؤلفه من نجد وهابي؟ الوهابي أحسن منك يا صوفي وأحسن منك يا شيعي. والوهابية يدعون الله ويعتقدون في الله, وأنا لا أقول لك تقلد الوهابيبة, أقول لك: تأخذ الدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله من تلك الكتب التي جمعت الأدلة.

    ويمكن أن تقول إن البخاري وهابي لأنه قال في صحيحه: باب إتيان الكهان, أي إتيان الكهان وأتى بأدلة تنهى عن ذلك وهو أن أناساً يأتون الكهان, قال: فلا تأتيهم أو بهذا المعنى. فأقول لك: تأخذ الحق ممن جاء به وعند من وجتموه.....

    ثم قال فضيلته 35

    (فهذه الكتب التي أرشدنا إليها قبل, ليست كافية فلا بد من طلب علم ومجالسة إخوانك أهل السنة والاستفادة منهم ومناقشتهم, وإلا فالكتاب وحده ليس كافياً والقواءة, ونسيت من الكتب الطيبة " القول المفيد " لأخينا في الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب العبدلي الوصابي فهذا كتاب قيم وبحمد الله قد انتفع به, فجزى الله مؤلفه خيراً....) ا.هــ.

    نقله: أبو عمر المنهجي


    نقلاً عن
    http://www.wahabih.com/80.htm
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 06.08.08 8:13

    نظم القصيد في الدفاع عن أهل التوحيد وقمع أهل الشرك والتنديد

    عبيد آل رمال الشمري


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والصلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .. أما بعـد :

    فقد اطلعت على رسالة كتبها أحد الأفاعي المدعو (يوسف بن هاشم الرفاعي) المجدد الداعي لملة " عمرو بن لحي الخزاعي " نقم فيها على علماء نجد ذوي المفاخر والمجد تمسكهم بتوحيد ربهم الوطيد ومحاربتهم الشرك والتنديد ، فعابهم كما عاب قوم لوط لوطاً ومن معه ، فقالوا { إنهم أناس يتطهرون } . قال قتادة : عابوهم بغير عيب ، قال أبو الطيب :


    وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كاملُ

    كما دعاهم إلى التخلي عن هذا الدين الحنيف والنكوب عن الصراط المستقيم والشرع المنيف مزوراً رسالته بـ " نصيحة لإخواننا علماء نجد " :

    فأتت كشهد فيه سم ناقع من ذاق منه ففي الهلاك المبعد

    ومما يزيد الطين بلة !! بل الرجس رجساً .. !! تقديم المأفون الدنيء والمأبون الرديء ، " محمد سعيد البوطي " وما أدراك ما البوطي .. !! قدم لهذه الرسالة الخاسرة فأصبح كأعمى يدل أعمى ، فتاه هو وصاحبه في مهمهة قاصية ، حيث ضمنا رسالتهما الشرك الأكبر الذي قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه واستباح دماءهم وأموالهم ونساءهم ، وأتيا من الأكاذيب والأباطيل ما أوردهم العراقيل ، فلا غرو .. فلكل قوم وارث .. !! فلو نظرنا إلى زمن ازدهار الجزيرة العربية بنور التوحيد وظهور أهل الإسلام كزمن أئمة الدعوة النجدية كشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأبنائه الكرام وتلامذتهم الأعلام لوجدنا وقتئذ من يتبجح بكتاباته ومؤلفاته وقصائده ضد أهل التوحيد كداود بن جرجيس ، وعثمان بن منصور ، وجميل أفندي الزهاوي ، وابن فيروز ، ودحلان ، وغيرهم من أئمة الشرك وقادة الضلال ، بالرغم من عدم فكاكهم من سهام أئمة الإسلام القاتلة، وقمعهم بمعاول الهدى ، ورميهم بشهب ثواقب من سماء العقيدة المصونة.

    فسيراً على طريقتهم القويمة ، وعملاً بـ (أهجهم وروح القدس معك) نظمت هذه القصيدة القصيرة على عجل وتقصير مني مدافعاً عن أهل التوحيد ملتمساً من ربي وحده التصويب والتسديد ، فأسميتها (نظم القصيد في الدفاع عن أهل التوحيد وقمع أهل الشرك والتنديد ) وأقول مستعينا بالله وحده :


    عنـاوين بزور الـشهد تبدو **** بها السم الزعاف لنا يـعدُّ
    مزخرفـة مـزوقة بنصح **** عجوز جملت والخد جـعدُ
    وقد لبس الخؤون ثيـاب ودٍ ****وتحت ثيابه الخصم الألـدُّ
    وأبدا الذئب إشراق ابتسامٍ **** وفي فكيه أنياب وحــدُّ
    وإبليس الطريد يقول نصـحاً **** لآدم ( كل فذاك الأكل خلدُ )
    وفرعون المريد يـقول أخشى**** يبدل دينكم موسى ويـعدو
    وما أهديكم إلا رشـاداً **** ووعظي فيكم نصح ورشـدُ
    ويأتينا قبـوري مهين **** رفاعي له في الصدر حــقدُ
    يقول : نصيحتي علماء نجد ***** نصيحة من له في الـقلب وُدُّ
    دعوا الأوثان تعبدها البرايــا ***** دعوا قبر النبي فمنه مـدُّ
    دعوا آثار أحمد نـجتبيهـا ***** فزلفانا بأحمد تُستـمـدُّ
    نريد الشرك عندكم ولـكـن ***** يلاقينا بكم عن ذاك سـدُّ
    لعمري سدكم سد منيع ***** يواجهنا قبيل السد جـنـدُ
    دياركم ديار مقفـرات ****** من الإشراك والتنديد جـردُ
    فآثار الكرام محقتموهـا ***** وما من مشهد إلا يُـهَـدُّ
    فلا بئر ولا بـيـت ودار ******ولا قـبر يحـج لــه ولحدُ

    فــأي عقيدة تدعو لهذا **** وأي شريـعة في ذاك تبدو ؟!!
    تتبعنا .. !! بـحثنا .. !! بل نبشنا **** شريعة أحـمـد فلها المَرَدُّ !
    فلم نر قط فيـها من دليل **** يؤيد فعلكم أو مــا يشدُّ
    مغامرة .. مؤامرة .. وكــيـد .. !***** وظلم منكم يعلـوه حِقدُ
    ألا يا أمة جارت عـلـيــنا ****وتقطع للـطـريق وتَسْتَبِدُّ
    تكلمنا لأنا قد أمـتنـا **** غطارفة على التوحيـد رَصدُ
    فما بـكم (ابن سحمان) المثنى ***** ولا(عبداللطيف) بكم(وسـعدُ)
    وليس (حمود) فيكم (وابن باز) ****** (وألبانيكم) ما عـاد يبدو
    أجيبكم أيـا عمرو الخزاعي *****وأعجلك الجواب فذاك نقدُ
    أصوغ قصيدة عصماء جائت ***** كصعق البرق يتلو الصعق رعدُ
    تزلزل عرشكم وتهد صرحاً ***** لكم فيغيظ صوفي عــُرُدُّ
    عليك دوائر السوء استدارت ***** وساء لكم بذاك الشـرك وِرْدُ
    تحاول جاهداً إحيـاء دين ****له الرسـل الكرام أتت تقدُّ
    وتدعو للتنكب عـن هدانا ***** لكي يحيا (يعـوق) بنا (وَوَدُّ)
    إذا شئت الجحيم فـذا سبيل ***** مضى فيه من الكـفار حشد
    فتلك (ثمود) تسبقكم و (عـاد) ***** إلى ما كان أخزى فاستعـدوا
    رأيت عبادة الأوثان تحلـو ***** لكل مذبذب بالزيغ يعـدو
    فتألفها قـلـوب كـافـرات *** تملكها بذل الشـرك قيدُ
    وجوه خاشعــات عـامـلات ****** يُرى من كدها نسك وزهـد
    جهنـم دارها تصلى وتُسقى ***** حميماً لا يطــاق ولا يُرَدُّ
    لهم فيها خـلــود لا فناء **** وليس لهم بذاك الخلدِ حَـدُّ
    مجدد ملة الأوثان فيهـا ***** يجر بحرها قصباً تُمَـدُّ
    هو ابن لحي الفتان قـدماً ***** نعم ولأنت للفتان عَضـدُ
    ورثت الشرك عن سادات كـفر ******** فبئس الإرث شـرك يُسْتَجَدُّ
    بعيد عن ضحى التوحيد سـاعٍ ****** بليل الكفـر إذ عيناك رُمْدُ
    ولغتم في بـلاد الله حتى ***** شكى من رجسكـم"هند" و"سندُ"
    و"شام"و" العراق"و"مصر"تشكو ***** بل " الحرمان " يشكو مـا يُنَدُّ
    إذا الصوفي حل بــأرض قوم ***** فما لـلقوم إلا أن يشدُّوا
    لأن روائح الصوفي تـؤذي ******وهل بمعاطن الخنـزير وَرْدُ
    أيا ثـور الكويت ملكت قرناً ***** كسيراً لا يسن ولا يحـدُّ
    تجابه فيه أهـل الحق طُرّاً ***** فهل ينهد من قرنيك طـودُ
    أأعلفك الردى " البوطـي " حتى *****سكرت بسكرة فغشـاك مَيدُ
    رماه الله ثم رماك أخـرى ***** بثالثة الأثافي ذو تـقـدُّ
    فما " البوطي " ذا علم شريـف ***** ولا يرجى به القول الأَســدُّ
    ضرير ... للضرير مضى دليـلاً ******** فهل للعمي بعد التيه عـودُ
    مقدمة تزيدك كيـل غي ****وقبضة سامري منك تــبدو
    أعبـاد القبور أذاك حق ****لربي أن يساوى فيه نـدُّ
    أذاك الحق أن يُـدعى ضعيف ****** ويعرض عن كريم لا يَـرُدُّ
    قريب قادر رب رحـيـم ******غني واحد أحد وفــردُ
    أفاض على العباد من العطايـا ****وفضل الله لا يحصيه عـدُّ
    فلا حق الإله عرفـتـمـوه *****وليس لكم عن الكفران بـدُّ
    رغبتم عن عبادته فزغـتـم *****وساوركم مـن الكفران إدُّ
    أقول نعم ..! لنا سد مـنـيـع ****هو التوحيد ذا الأمـر الأشدُّ
    لنا نـور ونبراس مضيء ******لنا عز ومفخرة ومــجـدُ
    به قامت سماوات وأرض *****به انقسم الأنام شقاً وسـعـدُ
    ورايات الجهـاد به تسامت *****وللرايات غايات وقــصـدُ
    أجيبوني لماذا الرسـل جائت ****وفي أي الخصومـات اسْتُبِدُّوا
    وما لرسولنا يـدعو فيَؤُذى **** ويلفيه من الأقوام طـرد
    أكانوا منكرين فـعال ربي ****وهل للرَّزق والإنعـام جُحْدُ
    فلا والله بـل كل مُقِرُّ *****ولكن في ألـوهته يَنِدُّوا
    وأنتم بالألوهة قد كفرتـم **** وكل منكموا بالشرك يـحدو
    خسرتم في تنسكـكـم فأنتم ***كذات الغزل تنقض مـا تَشدُّ
    فمن شاء الإله هـداه رُشداً *****ومن أشقاه مـا عقباه حَمْدُ
    فتباً للألي حـادوا فزاغوا *****عن النور المبين وعـنه صُدُّوا
    وتباً للعداة دعاة شـرك ****لهم في جملـة البلدان جِدُّ
    فلن يروى غلـيل القوم حتى *****تُرى الأكوان بالإشراك تبـدو
    أما يكفيهمو من ذاك شـرك *****بمقبرة البقيع نراه يغـدو
    أما في المسجد النبوي صـوت **** بتلك البردة الرعـناء يشدو
    أما للمصطفى نرنوا دعــاء ***** ونحو ضريحه الأيـدي تُمَدُّ
    أمـا في مكـة للشـرك رأسٌ ***** وطاغـوت على الإسلام ضـدُّ

    ..............

    هو العـلوي لا أعـلاه ربي ***** بـل الزنديق من بالشرك جَلْدُ
    وذا قـارون كامل (واليماني) ****فللأقوام في الإعـلام جُهدُ
    أليس لهم مع (التبليغ) فرع *****وفي (الإخوان) تأسيـس مُعَدُّ
    أيا صوفيـة رميت بشهب ***** ثواقب مـن شريعتنا تَـهُدُّ
    ألا مـوتي بغيظك إن فينا ****غطارفـة على التوحيد رَصدُ
    أجبتكموا أيـا عمرو الخزاعي *****وخذ مني القصيـد فذاك نَقدُ
    ترقب في غدٍ ستـرى علانا ****وإن تنعر بأنفك يـا عُرُدُّ
    بل ارقب يا عدو الله سيفـاً ****قريباً لا يرق فذاك وعـدُ


    وهذا رد مجمل وإن تشأ الصوفية أتحفناها برد مفصل والله المعين وعليه التكلان

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    نقله: أبو عمر المنهجي




    نقلاً عن

    http://www.wahabih.com/79.htm
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 06.08.08 8:36

    جزاكم الله تالى خيرا ...

    إسلامية لا وهابية .. أ.د/ ناصر عبدالكريم العقل
    دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
    مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام
    فصل الخطاب في بيان عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
    الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته .. ابن باز
    دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد
    عقيدته السلفية ودعوته الإصلاحية وثناء العلماء عليه
    نبذة نفيسة عن حقيقة دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب
    بحث حول الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحركته المجدده
    الأمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
    صيانة الإِنسان عن وسوسة الشيخ دحلان
    محمد بن عبد الوهاب وموقفه من آل البيت عليهم السلام
    دعوة التوحيد والسنة ( محمد بهجة الأثري)
    الحركة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ( حسن قاري الحسيني )
    منهج شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في التأليف ( عبدالمحسن العباد )
    المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ( حمد الجاسر )
    المستطاب في أسباب نجاح دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ( عبدالرحمن الرحمة)
    مجدد الدين في القرن الثاني عشر (د. وهبة الزحيلي )
    avatar
    أبوعبدالملك النوبي الأثري
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 849
    العمر : 45
    البلد : مصر السنية
    العمل : تسويق شركة كمبيوتر
    شكر : -1
    تاريخ التسجيل : 10/05/2008

    الملفات الصوتية رد: الشيخ محمد بن عبدالوهاب يحاربهم.. فكيف ينسب إلى معتقداتهم؟

    مُساهمة من طرف أبوعبدالملك النوبي الأثري 07.08.08 12:37

    Evil or Very Mad

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 1:11