خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هؤلاء تركوا التصوف

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:13

    الدكتور أحمد حجازي السقا المصري



    يقول الدكتور عن نفسه:

    (( كنت ... ضد المذهب السلفي لدرجة أنني سخرت من الشيخ ابن تيمية في كتابي

    (الله وصفاته في اليهودية والنصرانية والإسلام) .. وكنت ضد المذهب السلفي لأن جمهور المسلمين ضده ، الشيعة والمعتزلة والخوارج وطائفة من أهل السنة تلقب "بالخلف" تميزاً لها عن "السلف" كل هؤلاء ضد المذهب السلفي.

    وذات ليلة كنت جالساً أتأمل في السمـاء وما فيها من عجائب فأدى ذلك التأمل إلى البحث في ذات الله وصفاته ، وهداني الله -عز وجل- إلى أن المذهب السلفي في ذات الله وصفاته هو الحق المبين ، وسوف إن شاء الله أُفرد بحثاً خاصاً في كتاب)

    ( الخوارج الحروريون ومقارنة مبادئهم بمبادئ الفرق الإسلاميـة ص77)

    وبعد عودة الدكتور للحق أثبت شهادته الحقيقية لعلماء المملكة العربية السعودية فقال:

    (( وأنا أشهد أن علمــاء الدين في المملكة العربية السعودية على تقوى من الله ورضوان .. أنهم يخشون الله ويعملون على إرضائه دائماً ويراقبونه في السر و العلانية ))

    ثم يبكي ويرثي حال العلماء في أقطار العالم فيقول:

    (( وليت علماء الدين في العالم كعلماء الدين في السعودية ، إذاً تصلح الحياة الدنيا ))

    ( الخوارج الحروريون ومقارنة مبادئهم بمبادئ الفرق الإسلاميـة ص81)


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1001&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:14

    أبو الوفا علي بن محمد بن عقيل العقيلي الحنبلي



    كان صوفياً وصاحباً للغزالي ((وقعت له قضايا منها ترداده إلى أبي الوليد وأبي البيان شيخي المعتزلة ، وكان يعظمهم ويترحم على الحلاج ، ثم بعد ذلك أظهر التوبة , وكتب بخطه: إن الحلاج قتل بإجماع آلاف علماء المسلمين ، وأصابوا في ذلك وأخطأ هو ، و إني أستغفر الله تعالى وأتوب إليه من مخالطة المعتزلة والمبتدعة)). (المقصد الأرشد: 2ـ245)

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ((في يوم الخميس حادي عشر المحرم حضر إلى الديوان أبو الوفا علي بن محمد بن عقيل العقيلي الحنبلي ، وقد كتب على نفسه كتابا ، يتضمن توبته من الاعتزال ، وأنه رجع عن اعتقاد كون الحلاج من أهل الحق والخير ، وأنه قد رجع عن الجزء الذي عمله في ذلك ، وأن الحلاج قد قتل بإجماع علماء أهل عصره على زندقته ، وأنهم كانوا مصيبين في قتله وما رموه به ، وهو مخطئ واشهد عليه جماعة من الكتاب ، ورجع من الديوان إلى دار الشريف أبي جعفر فسلم عليه وصالحه واعتذر إليه فعظمه)). (البداية والنهاية: 12ـ105)

    وبعد أن خبر حال الصوفية قال: ((ما على الشريعة أضر من المتكلمين والمتصوفين , فهؤلاء (المتكلمون) يفسدون عقائد الناس بتوهمات شبهات العقول , وهؤلاء ـ المتصوفة ـ يفسدون الأعمال ، ويهدمون قوانين الأديان. فالذي يقول: حدثني قلبي عن ربي فقد استغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد خبرت طريقة الفريقين فغاية هؤلاء ـ المتكلمين ـ الشك, وغاية هؤلاء ( المتصوفة ) الشطح)).

    ( تلبيس إبليس لابن الجوزي: 375 )

    وقال رحمه الله: ((كفى الله شر هذه الطائفة الجامعة بين دهثمة في اللباس وطيبة في العيش وخداع بألفاظ معسولة ليس تحتها سوى إهمال التكليف وهجران الشرع ، ولذلك خفّوا على القلوب ، ولا دلالة على أنهم أرباب باطل أفضح من محبة طباع الدنيا لهم ؛ كمحبتهم أرباب اللهو والمغنيات)). (تلبيس إبليس لابن الجوزي: 374).

    ونقل ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس في الباب العاشر قول ابن عقيل واصفاً الصوفية ورقصهم وغنائهم: ((إنما خدعكم الشيطان فصرتم عبيد شهواتكم ولم تقفوا حتى قلتم هذه الحقيقة وأنتم زنادقة في زي عباد شرهين في زي زهاد مشبهة تعتقدون أن الله عز وجل يُعشق ويُهام فيه ويؤلف ويؤنس به وبئس التوهم)).

    وقال: ((والمتكلمون عندي خير من الصوفية لأن المتكلمين قد يزيلون الشك ، والصوفية يوهمون التشبيه)) ( المصدر السابق : 375 ) .

    وقال: ((إنما هم زنادقة جمعوا بين مدارع العمال ، ومرقعات الصوف ... ولم تتجاسر الزنادقة أن ترفض الشريعة حتى جاءت المتصوفة فجاؤا بوضع أهل الخلاعة)) ( المصدر السابق : 374 )

    وقال: ((والناس يقولون: إذا أحب الله خراب بيت تاجر عاشر الصوفية. قال: وأنا أقول: وخراب دينه لأن الصوفية قد أجازوا لبس النساء الخرقة من الرجال الأجانب ، فإذا حضروا السماع والطرب فربما جرى في خلال ذلك مغازلات واستخلاء بعض الأشخاص ببعض))

    (المصدر السابق: 376 ).


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=999&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:15

    عبد الظاهر أبو السمح



    عبد الظاهر بن محمد نور الدين أبو السمح، العالم الأزهري ، أحد كبار أئمة الدعوة إلى السنة في مصر، والإمام والمدرس بالحرم المكي، كم من مرةٍ أُعتدي عليه بسببِ أنه استنار بالحق فأناره لأهل الدنيا قاطبة، ما زال مسجده يشهد تلك الهجمات الجبانة التي لا تقوى على مهاجمة إلا وهو إمام قائم يصلي بالناس، فإذا صلى كأنه ارتحل من الدنيا إلى دار الآخرة ..

    ولد رحمه الله ببلدة (تلين) بمصر، في عام 1300هـ، من عائلة عُرفت باهتمامها بالقرآن وحفظته وتعليمه، فأتم حفظه على يد والده في التاسعة من عمره، ثم التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع، وزادت همته في حفظ السنة، واهتم بالتفسير والفقه واللغة وغيرها ..

    وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن ..

    وبعد سنين من طلبه للعلم اتصل بعلامة شنقيط العالم محمد أمين الشنقيطي رحمه الله فلامس الحق قلبه فاستنار به إلى العقيدة السلفية، فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما .. فعاد إلى الحق وتابع الدليل، وساعده في ذلك طلبه للقرآن والسنة، ونفسه المتجردة للحق ..

    وقد عمل بمدرسة بالسويس، ثم عاد للقاهرة وطلب العلم بمدرسة درا الدعوة، ثم عين مدرساً بالإسكندرية .. وهناك .. قام يدعو إلى الله، ينير الظلمات، ويهدم بناء الأوهام، ويحرر الإنسان من عبادة العبيد إلى عبادة رب العبيد، فانقض على دعاة الشرك وأبطل شركهم، وناظر أهل البدع فانحسرت بدعهم، وناصر أهل السنة وعلت رايتهم، وكانت دعوته سبباً في رفع الجهل عن الناس، فرفع عن السدنة المسترزقين بالشرك سحتهم، وقل عدد الزوارين للمشاهد، وكثر المصلين في المساجد، وهجرت بالشرك معابد، ورفعت راية التوحيد، وكان المؤسس لأنصار السنة المحمدية بالإسكندرية ..

    وهذا الجهد لابد له من مقابل، فكان المقابل إيذاءً كبيراً .. وكان من أكبرها أن اعتدي عليه وهو يؤم المصلين في المسجد، وهؤلاء هم أهل سدنة المشاهد والقبور، من الصوفية ومن نحى نحوهم، لا حرمة لبيوت الله، أو للوقوف بين يدي الله، وكان السبب ما سبق من جهده وجهاده، وفضحه لحقيقة الصوفية، وسدنة المشاهد والمزارات الشركية، وإبطاله للعقيدة الأشعرية، وهو بهنَّ عالم خبير، كان فيها رأسٌ كبير، فهداه الهادي القدير، وكفاه شر المؤامرات وسوء التدبير، وإن كيد الباطل كان زهوقاً ..



    وكان ممن استنار بمناظراته، وجهاده ودعوته، عددٌ كبير من مشايخ الأزهر، ومن أبرزهم العالم الأزهري، من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، المُحَدِث محمد عبد الرزاق حمزة .. على إثر مناظرات قامت فترة من الزمن كان الحق هاديهم، والدليل سيدهم، فاستنار الشيخ محمد بعد تلك المناظرات ..

    وبعد هذا الجهد الكبير، عرفته الدنيا، وعرفت به كعالم ناصح، ومناظر منافح، لا يشق له غبار، وما وقف أمامه طالب حق إلا وبمناظرته استنار، وما جادله مبطل إلا أفاق وباطله في انحسار .. فطلب ليكون إماماً للحرم المكي، ومدرساً به وبدار الحديث بمكة المكرمة .. فأجاب الدعوة، وكان سنده وعضيده تلميذه وصاحبه وصهره الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة، فأخرجا جيلاً من العلماء العاملين، واهتدى على يديهما عدد كبير من الطلبة التائهين، في الشرك أو البدعة .. وما زال ينشر الحق ويبطل الباطل بتدريسه وتأليف: وقد ألف عدد من الرسائل منها:

    1- الرسالة المكية في الرد على الرسالة الرملية.

    2- حياة القلوب بدعاء علام الغيوب

    3- الأولياء.

    4- الكرامات.

    ولقد كان ممن أسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، ومن أسس دار الحديث بمكة المكرمة.

    وما زال على هذا المنوال حتى توفاه الله بمصر عام 1370هـ، غفر الله له ورحمه، ورفع منزلته في عليين، وأختم بهذه الأبيات من نونيته والتي ختمها بشكر النعمة حيث أنشد قائلاً:



    حمداً لربي إذ هداني منّة *** منه وكنت على شفا النيران

    والله لو أن الجوارح كلها *** شكرتك يا ربي مدى الأزمان

    ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً *** في جنب شكرك صاحب الإحسان

    أيدتني ونصرتني وحفظتني *** من كل ذي حقد وذي شنآن

    وجذلت أعدائي ولم تتركهمو *** يمضون في الإيـذاء والعدوان

    أورثتني الذكر الحكيم تفضيلا *** ورزقتني نعمى بلا حسبان

    ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه *** وأعدتني لأشرف الأوطان

    وأقمتني بين الحطيم وزمزم *** للمتقين أؤمهم بمثان

    أكرمتني وهديتني وهديت بي *** ما شئت من ضال ومن حيران

    أعليك يعترض الحسود إلهنا *** وهو الكنود وأنت ذو إحسان

    وهو الظلوم وأنت أعدل عادل *** حاشاك من ظلم ومن طغيان

    لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا *** كلا وما إن كان في الإمكان

    فأتم نعمتك التي أنعمتها *** يا خير مدعو بكل لسان

    واختم لعبدك بالسعادة إنه *** يرجوك في سرٍ وفي إعلان

    وأبحْه جنات النعيم ورؤية *** الوجه الكريم بها مع الأخوان

    وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب *** عبد العزيز على ذوي الأوثان

    واضرب رقاب الغادرين بسيفه *** وأذقهمُ السوء بكل مكان

    وآدم صلاتك والسلام على الذي *** أرسلته بشرائع الإيمان

    والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا *** والتابعين لهم على الإحسان



    كتبه

    أبو عمر الدوسري


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=995&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:16

    الشيخ محمد الشايقي

    في (جلاس) احدى قرى السودان، وبالتحديد سنة 1321هـ، رزق عمر بن عبد الهادي الشايقي ولداً، فشكر الله وسماه (محمد) .. ولما بدأ الطفل يعقل، أدخله في أحد الخلاوي ليحفظ القرآن الكريم، فتم لهُ ذلك، نظراً لهمة الطفل (محمد).

    أفاق محمد على واقعٍ مؤلم في هذه القرية، دروشة صوفية خلوتية، قد أنكرها بفطرته وبما علم من كلام ربه، واستنكر بقلبه طقوس البدعة، وما يفعله بعض الجهلة من شركيات ووثنيات وبدع؛ ولكن أين الهدى؟!! وهو لا يعلم من الدنيا إلا هؤلاء الدراويش؟!! فمنذ ولد وهو بين هؤلاء الخلوتين .. فلما تضايق منهم ومما كان يرى أنكر.. فاستنكر عليه .. فعزم على طلب الحق .. لكن أين؟!

    بدأ يسأل ويتساءل .. حتى رأى بصيص نورٍ أتى من بعيد، فما أن وجد ضالته إلا وهبَّ مسرعاً يحثُ الخطى إليه .. فعقد العزم على الذهاب إليه .. فأعلن رغبته بالحج وعقد العزم على الهجرة إلى النور ..

    وفي عام 1337هـ والشاب في سنه السابعة عشر حج بمفرده، فلما انتهى من المناسك، بحث حتى يرتوي من معين كاد يهلك بدونه، فأنقذه الله، ورأى من ذلك البصيص النور، فعكف طالباً للعلم، ثم شد رحله إلى المدينة ليطلب العلم على علماء المدينة النبوية، فاستقر بها ولازم الشيخ محمد الطيب الأنصاري "رحمه الله" ولازمه ملازمة طويلة، ثم عاد إلى مكة المكرمة واستقر بها والتحق بدار الحديث ودرس بها .. وراسل أهل بلده في السودان وناصحهم .. ثم عين مدرساً بها ، ثم وكيلاً لمحمد حمزة الأزهري، ثم مديراً لها، ثم بعد التقاعد مشرفاً عليها ..

    ومن أعماله الجليلة في ميدان العلم تصحيح بعض الكتب منها شرح البيقونية الذي شرحه محمد أمين الأثيوبي، أحد زملائه ..

    وفي ميدان الدعوة والتعليم فقد لازم التعليم والدعوة منذ التحاقه بدار الحديث بمكة المكرمة، طالباً وداعية ومعلماً.

    وكان من ثمرات دعوته الإصلاحية في الحجاج السودانيين الشيخ محمد هاشم الهدية ـ حفظه الله ـ.

    توفي رحمه الله في 4/10/1416هـ

    اسأل الله أن يرفع منزلته في عليين، مع الشهداء والصديقين والنبيين .. وصلى الله على الهادي البشير، والسراج المنير، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم.


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=993&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:17

    محمد عبد الرزاق حمزة



    المحدث الأزهري محمد عبد الرزاق حمزة ـ رحمه الله ـ من سلالة آل البيت عليهم السلام.

    ولد رحمه الله عام 1308هـ بقرية (كفر عامر) .. بدأ بالكتّاب، ثم تعلم الجبر والهندسة والحساب، وفاق بها الأصحاب، ثم التحق بالأزهر ودرس فيه وخارجه .. حتى تخرج والتحق بدار الدعوة والإرشاد التي أنشأها السيد رشيد رضا، واشتغل فيها ودرس مناهجهم خلال سنتين .. وقطع مواصلة الدراسة النظامية في المعهد قيام الحرب العالمية الأولى؛ ولكنه أصلب من أن تقصيه حربٌ ليس لهُ فيها ناقة ولا جمل عن مواصلة التسلح بسلاح العلم، فكان يذهب وبعض طلاب الدار إلى المدرسة باختيارهم وكان يأتيهم هناك الشيخ السيد رشيد رضا والدكتور محمد توفيق صدقي ـ رحمهم الله ـ .. وبعد نهاية الحرب أقفلت المدرسة نهائياً .. ولكنه طالب علم، ومنهومان لا يشبعان، فعقد العزم على مواصلة التعلم بملازمة السيد رشيد رضا، فكان يعاونه في تصحيح ما يطبع في مطبعة المنار من الكتب العلمية، ويحضر دروسه التي يقرؤها في داره على خيار الطلبة كالشيخ عبد الرحمن أبي حجر، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح، وغيرهم من العلماء الفضلاء .

    وكان السيد رشيد رضا قد غرس فيه حب السنة والنهل منها، ونبذ التقليد الأعمى ..

    ولا ينسى شيخنا هنا أن يسجل الجميل، فيذكر بقصة هدايته، حيث كان أشعرياً فيه رواسب للتكايا والزوايا الصوفية .. فبعد مسيرة أكثر من عقد من الزمان في مدارس العلم يلتقي بمن أنار له طريق الحق .. وأشاح عنه ظلمات البعد عن طريق الحق .. فيقول الشيخ الأزهري محمد بن عبد الرزاق حمزة: ((وعلى ذكر الشيخ عبد الظاهر أبي السمح ، أذكر له بالثناء الجميل توجيه قلبي ونفسي إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد كان أستاذي بدار الدعوة والإرشاد في تجويد القرآن، وتجويد الخط، وبالاتصال به دارت بيننا مباحثات في مسائل التوسل، والشفاعة، ودعاء الصالحين، فأعارني كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، في التوسل والوسيلة، فقرأته فتأثرت به أي تأثر، وانتقلت رأساً على عقب، وامتزج حب ذلك الشيخ: شيخ الإسـلام ابن تيمية بلحمي وعصبي ودمي ، وأصبحت حرياً على البحث عن كل كتاب له، ولمن يتابعه ، وقرأت بعض كتب تلميذه كالشيخ محمد بن عبد الهادي "الصارم المنكي في الرد على السبكي" فخرجت بيقين ثابت، وإيمان قوي، ومعرفة جيدة بمذاهب السلف في هذه الأمور، وبحب مطالعة كتب الحديث، وأسانيده، والكلام على رجاله، كل ذلك ببركة مطالعة كتابي: التوسل والوسيلة والصارم المنكي)).

    هكذا هي النفوس الكبيرة، وهذه رؤية العلماء، من عاش بين العلم وأهله عشرات السنين، يوضح لنا حقيقة الصفاء والنقاء، في صفاء نفسك وتجردها للحق!!

    وبهذين الكتابين استنار له طريق الهدى، فعاد للسنة، وتبرأ من البدعة، وعاد عن الأشعرية بعقيدة الصفاء والنقاء (الكتاب والسنة) ..

    لقد رفع راية الدعوة إلى التوحيد في أصقاع المعمورة، بدأ بقرية (كفر عامر)، وانطلق بمصر، واهتدى على يديه الكثير، وقد رافقه وزامله في كثيرٍ من دربه صاحبه وأستاذه والذي أنار له طريق الهدى العالم الفاضل عبد الظاهر أبو السمح، والذي أنار له ـ أيضاً ـ طريق الهدى والبيان علامة شنقيط من بلد مورتانيا، العالم الفاضل أمين الشنقيطي، فتعاون الشيخان في جماعة أنصار السنة، ومن ثم في مكة، في الإمامة بالحرم المكي، والتدريس بالحرم ودار الحديث ..

    وقد خلف هذا البحر المتلاطم جيلاً كبيراً من طلبة العلم في أصقاع المعمورة، ومن أبرز طلابه: العلامة عبد الله خياط، والشيخ علي الهندي، والشيخ سليمان الصنيع، والأستاذ المحقق أحمد عبد الغفور عطار، والعلامة المؤرخ حمد الجاسر، والشيخ محمد الصومالي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ محمد بن عمر الشايقي السوداني، والشيخ يحي بن عثمان بن الحسين عظيم أبادي، والشيخ محمد الفاداني، والشيخ محمد نور الدين حسين جِمَاوي الحبشي، والشيخ المحقق أبو تراب الظاهري، والدكتور محمد بن سعد الشويعر، والشيخ عبد الله العبدلي ـ رحم الله حيهم وميتهم ـ.

    يقول الشيخ عبد الله بن سعدي الغامدي العبدلي عن تأثره بشيخه وتحرره من التقليد إلى اتباع الدليل: ((كان الشيخ يحرص على الكتب الستة، وقد تأثرت به في دراستي على الشيخ فأصبحت أسير مع الدليل ولو خالف المذهب والآراء)).

    وقد خلف لنا تركة أخرى لا تقل أهمية عن طلبته، وهي جملة من مؤلفاته الثمينة، منها:

    1- كتاب الصلاة.

    2- الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال على ما فيه من زيغ وكفر وضلال.

    3- ظلمات أبي ريه في كتاب أضواء على السنة.

    4- المقابلة بين الهدى والضلال.

    5- الإمام الباقلاني وكتابه التمهيد.

    6- الباحث الحثيث إلى فن الحديث.

    7- تعليقات على الحموية الكبرى.

    8- تعليقات على الكبائر للذهبي.

    9- تعليقات على رسالة الطلاق لشيخ الإسلام ابن تيمية.

    10- الله رب العالمين في الفطر والعقول والأديان.

    11- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان.

    12- عنوان المجد في تاريخ نجد.

    13- رسالة التوحيد للإمام جعفر الصادق.

    14- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (تحقيق وتصحيح) مع بعض أهل العلم.

    15- القرى لقاصد أم القرى للطبري (تحقيق وتصحيح) مع بعض أهل العلم.

    هكذا عاش مناراً للهدى، وسقاءً للعطشى، ومورداً للظمآن، وحقيقةً لمن تعلق بالسراب وظلمات الهوى والتأويل .. وقد وافته المنية بالبلد الحرام بمكة المكرمة في 22/2/1392هـ ... رحمه الله وغفر له .. ورفع منزلته في عليين .. ونحن على آثاره سائرين .. في اتباع النبي الهادي الأمين .. عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم.



    كتبه:

    أبو عمر الدوسري

    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=991&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:18

    محمد الزمزمي الغماري



    علامة المغرب محمد الزمزمي الغماري من الصوفية إلى السنة

    العلامة الشريف محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق الغماري .. ولد في أسرة أشعرية حتى النخاع، وبيت لطريقة صوفية (الطريقة الصديقية)، يكثر فيهم التجهم!! ويظهر فيهم التعصب ..

    ولد الشيخ ببور سعيد بمصر في طريق والديه إلى الحج عام 1330هـ.

    حفظ القرآن الكريم على شيخه الفقيه محمد الأندلسي، وفي عام 1349 شرع في قراءة العلم على أخيه الأكبر أحمد، ثم شدَّ الرحلة إلى القاهرة صحبه أخيه عبد الله الذي قرأ معه الآجرومية، وطرفاً من ألفية بن مالك، وورقات إمام الحرمين، وأوائل جمع الجوامع على الباخرة.

    ولما وصل إلى القاهرة التحق بالأزهر، فقرأ على جماعة من شيوخه، كالشيخ عبد السلام غنيم، وأبي طالب حسنين، ومحمود الإمام، وعبد المجيد الشرقاوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي وغيرهم، واختار في الفقه قراءة مذهب أحمد رحمه الله تعالى.

    ثم رجع إلى طنجة عند وفاة والده عام 1354، وجعل يلقي دروساً تطوعيَّة بالجامع الكبير، وبزاوية والده في التفسير والحديث، والتفَّ حوله جماعة من الطلبة، فقرأ معهم الأصول والمنطق والعربة والبلاغة...

    نشأ –كما ذكرنا- كأسرته وباقي أهل بيته على التصوُّف وكان جَلْداً فيه، وألف في نصرته كتاباً أسماه: "الانتصار لطريق الصوفية الأخيار"، ذكر فيه أدلة ما يختصُّ به الصوفية.

    ثم لما بلغ سن الأشد –أي الأربعين- ، ونضج تفكيره، وثاب إلى رشده، أشهر على هذه الطرق البدعية حرباً عنيفة لا هوادة فيها، وضلَّلهم وبدعهم، وكفر عدداً منهم، وتبرأ من والده كتابةً وكتب: [ الزاوية وما فيها من البدع والأعمال المنكرة ] ، قال في ديباجته: "ألا فليشهد عليَّ المؤمنون، والعلماء الصالحون أنِّي أتبرأ من المتصوِّفة الجاهلين، وأتقرَّب إلى الله تعالى ببغضهم، وأدعو إلى محاربتهم ... ".

    وقد كان من محاربته للصوفية تركيزه على من خبر سرهم، وعرف شناعتهم، وتلاعبهم على الناس، وهم إخوته وتلامذة والده، فعاداهم وهجرهم، ..

    ووقعت بينه وبين إخوته ردود عديدة، أدت إلى فضحهم وكشف حقيقتهم، وهجر الناس لهم، وتبينهم أن الحق بالدليل، لا بأبناء الصديق الغماري وطريقتهم!!

    وقد قام بعض إخوته (المشايخ الجهمية) بمرافعة ضده في محاكم الطاغوت، يقاضونه على أن فضحهم وبيَّن عوارهم .. نسأل الله السلامة والعافية.

    ومن كتبه القاصمة لأرباب التصوف بالعموم؛ وأهله بالخصوص ما دونه باسم (الطوائف الموجودة في هذا الوقت) وفيه براءته من أحوال إخوانه الصوفية الدِّرْقاوية البِدْعية!!

    ومنها كتابه في الهجر، جليل القدر، عظيم الأمر، الذي أسماه بـ (إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين)، وهو رد على أخيه عبد الله، لما لديه من الدعوة إلى القبوريات، وإلى بناء المساجد على القبور، وخدمة زاوية أبيه الصوفية الصديقية، وفي سلسلة يطول ذِكْرُها من البدع المُضلَّة ...

    ومن رسائله التي هزت أصحاب الزاوية الضالة، كتابه (كشف الحجاب عن المتهور الكذاب) .. حتى أن أخيه القبوري عبد الله قال في سبيل التوفيق بأنه "يقصدني" وأخذ في ذكر ما بينه وبين أخيه .. والذي بينهم هو توحيد أو شرك .. فأحد يرفع راية الإسلام بنقائه وصفائه مخلصاً لله الدين .. والآخر يرفع راية عبادة القبور، واستحسان البدع وهم من السنة نفور .. هذه خلاصة الخلاف ..

    لقد كان –رحمه الله- أثرياً عاملاً بالدليل، شديداً على متعصبة المذاهب، قوَّالاً بالحق، بعيداً عن الظلمة وذوي السلطة، شديداً عليهم وعلى المتفرنجين، زاهداً في الدنيا ..

    له تآليف كثيرة، منها: (دلائل الإسلام) و(التفرنج) و(المحجة البيضاء) و(إعلام الفضلاء بأن الفقهاء ليسوا من العلماء) و(تحذير المسلمين من مذهب العصريين) و(الحجة البيضاء .. ) و(كشف الحجاب عن المتهور الكذاب) و(إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين) ...

    ولقد ألمَّ بالشيخ مرض ألزمه الفراش مده حتى توفاه الله سبحانه ، في يوم الجمعة 28 من ذي الحجة عام 1408هـ، غفر الله ورحمة ورفع منزلته في عليين.



    كتبه

    أبو عمر الدوسري

    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=907&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:19

    محمد عيد العباسي



    إن من علامات التوفيق لمريد الهُدى أن يوفق لعالم من علماء السنة، وأن يجافي أهل البدعة والمذمة، ولئن زلت به القدم فسرعان ما يعاود إلى الحق، فهو طالب حق، لا طالب شهرة ومال، حتى وإن طاله من ذاك الأذى، أو سفه وتزايد عليه البلاء، فما هو إلا تمحيص، وهذا الطريق الذي لا يسلكه إلا الرجال.

    هكذا كانت بداية سليل آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، الشيخ محمد عيد بن جاد الله العباسي ـ أطال الله بقاءه على خير ـ من مواليد عام 1357 هـ بسورية من ديار الشام، بدأ حياته بحفظ القرآن، وتتلمذ على أيدي مشايخ بلدته من الأشاعرة والصوفية ، وتخرج من مدرسة حسن حبنكة الميداني ، وكان من شيوخه ملا رمضان البوطي الصوفي النقشبندي ، الذي اشتهر عنه أنه كان لا يرى أن تقرأ سورة المسد لأنها تؤذي النبي عليه الصلاة والسلام لأن فيها دعاءٌ وسبٌ لعمه!! وكذلك كان من شيوخه أحمد كفتارو النقشبندي مفتي سورية وهو غني عن التعريف.

    هكذا نشأ هذا الطالب في العقائد الكلامية المخالفة لهدي السنة النبوية، والطرق الصوفية المجافية للطريقة المحمدية، والعداء لأهل السنة بدعاوى أنهم وهابية!!

    لكن الله إذا شاء لأحدهم الهُدى وفقه لسبله، ويسر طرقه، وأعانه ووفقه لصاحب سنة، وهكذا وفق الله الشيخ العباسي من طريق صديقه الأستاذ خير الدين وانلي ـ رحمه الله ـ أن يعرفه على مُحدث الشام وحبرها محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ وعن هذه العلاقة يقول الشيخ العباسي: ((وفي عام 1374 عرفني صديقي الأستاذ خير الدين وانلي على العالم المحدث السلفي الجليل محمد ناصر الدين الألباني، فأخذت أحضر دروسه ومحاضراته، فأعجبت به وبعلمه وتحقيقه ومنهجه السلفي أيما إعجاب، وتعرفت من خلاله على شيوخ الدعوة السلفية وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن كثير وغيرهم، ولزمت مجالسه وأخذت منه الدعوة السلفية بشمولها وكمالها، كما أخذت منه علم الحديث الشريف، وما كان يزيدني مرور الأيام إلا تعلقا بهذه الدعوة وإيمانا بها وإعجابا بالشيخ الألباني،بخلاف مناهج غيره الذين سبق تعرفي عليهم، ولازمت الشيخ حتى صرت من خواصه القليلين المقربين)).

    ويقول عن دعوة شيخه الألباني رحمه الله: ((كانت الدعوة السلفية في بلاد الشام قبله ينقصها الفهم الواضح الشامل السديد، كما كانت تفتقد إلى الحيوية والنشاط والاندفاع اللائق بها، فقد كان هناك بعض المشايخ والدعاة المؤمنين بعقيدة السلف ومنهجهم في الجملة، ولكن كان ينقصهم الوضوح والصراحة والجرأة؛ فكانوا يبثون الدعوة بين محبيهم وتلامذتهم في نطاق ضيق ومحدود وعلى تخوف واستحياء، كما كانوا غير متمكنين في علم الحديث، فكانت الدعوة محصورة بين القليل من طلاب العلم، وفيها بعض الغبش.

    ولما كان أستاذنا الألباني جهر بها بين ظهراني الناس جميعاً، وأعلن بكل قوة وجرأة، ولم يخش في الله لومة لائم، وتحمل في سبيل ذلك أنواعاً من الإيذاء والاستنكار والإشاعات الباطلة والحملات الظالمة، والسعي للوشاية به إلى الحكام، وكثيراً ما منع من الفتوى والتدريس، والاجتماعات، واستدعي للجهات الأمنية، كما أنه قد سجن مدة طويلة أكثر من مرة، وأخرج من أكثر من بلد، ومع ذلك فقد ظل ثابتاً كالطود، لا يضعف، ولا تلين له قناة، ولا تنثني له عزيمة حتى لقي ربه تبارك وتعالى.

    كان يجول في المدن والبلدان داعياً إلى منهج السلف واتباع الدليل، يجادل ويناظر، ويكتب ويدرس، دون خور أو ضعف، ودون كلل أو ملل.

    وبمثل ذلك تنتصر الدعوات وتنتشر؛ وهكذا فقد انتشر ما كان يحمله من الدعوة إلى التوحيد واتباع السنة وإيثار الدليل، ومحاربة البدع والمحدثات، ونشر الأحاديث الصحيحة، ومحاربة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقريب السنة إلى الأمة، كما انتشر تلاميذه ومحبوه في كل مكان، وصارت الدعوة إلى منهج السلف حديث الناس، وموضع اهتمامهم ودراستهم)).



    عندها انطلق طالباً، ثم داعياً، ثم واصل البحث فكان عالماً، ألف بعد هدايته عشرات الرسائل، منها [سلسلة الدعوة السلفية]، ونشر في سبيلها كتب السلفيين، وشارك في بعض المجلات العلمية، مُشرفاً وكاتباً وداعماً، حتى وهو يناهض السبعين ترى الروح الشبابية في الدعوة تتجلى في حركته، فبارك الله فيه وزاده الله فضلاً.

    ومن مؤلفاته:

    1- كتاب بدعة التعصب المذهبي وآثارها الخطيرة في جمود الفكر وانحطاط المسلمين وذلك عام 1390هـ الموافق 1970 بدمشق

    2- ملحق كتاب بدعة التعصب المذهبي بتاريخ 1390هـ الموافق 1970 بدمشق

    3- التقديم لرسالة " الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام " لأستاذي الألباني. نشر دمشق

    4- رسالة " قضية الإنسان الكبرى: الخطر الرهيب" نشر دار ابن الجوزي في الدمام.

    5- رسالة حكم دخول الجنب والحائض والنفساء المسجد. نشر دار المسلم في الرياض

    6- بحث بعنوان " نصيحتي للجماعات والأحزاب الإسلامية " نشر المكتبة الإسلامية في عمان

    7- كتاب حقيقة التوسل وأحكامه في ضوء الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة. (مخطوط ) تعاقدت عليه مع مكتبة المعارف في الرياض

    8- بحث عن كتاب " جامع البيان في تأويل القرآن " للطبري نشر ي الأعداد 2،3،4 من مجلة البصائر التي تصدر في هولندا.

    9- بحث عن " الدعوة السلفية في بلاد الشام ينشر قريبا في الموسوعة الوسيطة في الديانات والمذاهب والحركات المعاصرة " بإشراف الدكتور ناصر العقل وستنشره دار اشبيلية في الرياض قريبا.

    10- التقديم والتعليق على رسالة " مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية " للأديبة نازك الملائكة. نشر دار الفضيلة في الرياض

    11- التخريج والتعليق على كتاب " التفسير الواضح على منهج السلف الصالح " للشيخ محمد نسيب الرفاعي. وهو في طريق النشر بواسطة مكتبة المعارف بالرياض

    12- التأليف والتنسيق لكتاب " التوسل أحكامه وأنواعه " لأستاذي الألباني

    13- تخريج أحاديث " الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام ابن تيمية.نشر مكتبة المعرفة بدمشق

    14- التخريج والتعليق على كتاب " الفكر الصوفي " للأخ عبد الرحمن عبد الخالق

    15- التعليق والتخريج لأحاديث كتاب " شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل " للإمام ابن القيم

    16- السيرة النبوية الصحيحة وفقهها (تحقيق السيرة على طريقة المحدثين مع بيان الأحكام المأخوذة منها) "مخطوط"



    هذا فيض عن الشيخ ودعوته، وقصة هدايته، فبارك الله بالشيخ وزاده علماً وفضلاً وعطاءً ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، والحمد لله رب العالمين.


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=841&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:20

    فريد الدين الهاشمي







    كنتُ من أهمِّ الشخصيّات البارزينَ بين شيوخ النقشبنديّة في تركيا ومرجعاً روحياًّ لهذه الطائفةِ.إذ وُلِدتُ ونشأتُ في أسرةٍ ذاتِ مكانةٍ مرموقةٍ تتهافت عليها جمهورٌ من الناسِ لما لها من صفاتٍ تُمَيِّزُهاَ عن بقيّة شيوخ الطائِفةِ.



    أوّلاً:أنّها أسرةٌ مشهورةٌ من البيت الهاشميِّ، تنتهي إلى الحسن بن عليّ رض الله عنهما (إذا صحّ، والله أعلم).



    ثانياً:لم تتغيّر الطابع العربيُّ في هذه الأسرةِ رغم سياسة التتريك بإعطائِها لقب آيدن Aydın إجباراً. لذا تميّزَتْ بهذه الصفةِ (العربيّة) قداسةً في نظر الذين يجعلون من هذا الطابع صلةً بين العربِ والإسلام أو بين البيت الهاشميِّ والإسلام! فَيُفَضِّلُونَ العربَ على بقيّة المسلمين من عناصرَ عَجَمِيَّةٍ. (أصحابُ هذا الظنّ الخاطئِ كانوا قلّةً من الأكرادِ والعربِ بجنوبِ تركيا، وما كاد أحدٌ اليومَ يَعْبَأُ بهذه الفكرة).



    ثالثاً:كانَ بيتُناَ مَوْئِلاً لآلافِ الزائرينَ والوافدين من أطرافِ البلادِ حتى عام 1960م.منهم مَنْ يأتي للدراسةِ في مَداَرِسِناَ (التي كانت كُلِّيَةً من كلّياتِ الجامعة الزهراءِ) ليتعلّمَ فيها اللغةَ العربيّة ويتلقّى العلومَ الإسلاميّة من عقيدةٍ وفقهٍ وتفسيرٍ وحديثٍ... ومنهم مَنْ يأتي فاراًّ من عدوّهِ يستغيث ويطلب الحمايةَ، ومنهم مَنْ يأتي للتظلُّمِ يطلب القضاءَ بينه وبين خصمِهِ وهو يرفض اللّجوءَ إلى المحاكِمِ، لتبرّيهِ عن القوانين الوضعيةِ، ومنهم مَنْ يأتي ليتبرّكَ بأعتابِنا يطلبُ التمائِمَ والدعاءَ والشفاءَ والشفاعةَ يوم القيامةِ وربما المغفرةَ لميّتِهِ! فكانتْ الوفودُ من أصحابِ هذه العقليّة يزورونَ قُبَّةَ جدّيِ الشيخ محمّد الحزين وهي قبّةٌ عظيمةٌ فوقَ هضبةٍ بقريةٍ اسمها (فُرْساَفُ)، على مقربةٍ من مدينةِ (أَسْعِرْدَ) من جهة الشمال، سكاّنُها عربٌ. وللأسف الشديد لا تزالُ هذه القبةُ مزاراً للناسِ حتّى الآنَ، بالاضافةِ إلى قُبَبٍ أُخرىَ بمدينة أَسْعِرْدَ فيها أضرحةٌ لأَعْماَمِي، منهم الشيح محمّد موسى الكاظم الذي رثاه الشيخ زكي أوران وهو شخص من مريديه بهذه الكلمات الخطيرة:



    زُرْ ذاَ المقامَ فَفِيهِ شَـيْخٌ كاَمِلٌ مَنْ فِي الْـكُرُوبِ لَناَ عَلَيْهِ مُعَوَّلُ

    نَجْلُ الْحَزِينِ الشَّيْخُ محمّد كاَظِمٌ مِنْ فَضْلِهِ فِي الناَّسِ لَيْسَ يُجْهَلُ

    وَتَأَدَّبَنْ بِحُضُـورِهِ وَتَوَسَّـلَنْ بِهِ فاَلتَّوَسُّـلُ عِنْـدَ رَبِّهِ يُقْبَـلُ

    ياَ رَبَّناَ غَمِّـدْهُ مِنْكَ بِرَحْمَةٍ وَاجْـعَلْ لَهُ الْجَناَّتِ فِيـهاَ يَرْفَلُ



    نشأتُ في منطقةٍ مليئةٍ بأمورٍ متناقضةٍ وشؤونٍ غريبةٍ ولغاتٍ مختلفةٍ وطباقاتٍ متباينةٍ وسلالاتٍ عريقةٍ؛ فيها العلمُ والمعرفةُ والتدريسُ ومجالس الذكرِ والسماعِ، وفيها والبِدَعُ والخرافاتُ والأباطيلُ والتوحيدُ والشركُ والإسلامُ والجاهليّة في آنٍ واحِدٍ، تشتبكُ في حينٍ وتتشابكُ في حينٍ آخرَ، مع ذلك قلّ مَنْ يستغربُ هذا الخلطَ والعبثَ، ولا يفكّر في إيقافِ هذا السيلِ الجارِفِ الذي يحملُ الغثَّ والسمينَ، غيرَ أنَّ البيئةَ التي قضيتُ فيها أيّامَ طفولتي وشبابي كانت ساحةً نيِّرَةً في وسطِ هذا الظلامِ، تحتضنُ جموعاً من الطّلبةِ والعلماءِ يتزعّمها كبارُ أسرتي وعلى رأسها المغفور له والدي الشيخ صلاح بن عبد الله بن محمّد الحزين الهاشمي. ولا يفوتني أن أقرَّ هنا بشهادة الحق لهذا الرجل العالم الفقيه الصالح التقيِّ إنّه كان مُوَحِّداً في إيمانِهِ لا يشوبُهُ قطميرٌ من الاشراكِ. ولهذا ظلَّ مُستَهدَفاً لضغينة شيوخ الطائفةِ حتى أتاه اليقين.



    حفظتُ الكتابَ العزيزَ عليه، ودرستُ اللُّغَةَ العربيّة والآدابَ والعلومَ الإسلاميّة على نُخبةٍ من العلماءِ جُلُّهم من العربِ، بجانبِ مادرستُ من العلوم الحديثةِ في المدارس الرسميةِ، فحظيتُ نصيباً وافِراً من المعرفةِ والثقافةِ حتّى أصبحتُ محسوداً بينَ أصحابي وأمثالي من الخرِّيجِينَ مماَّ كانوا يعانونَ العجزَ في استخدامِ اللغة العربيّة نطقاً وكتابةً.وهذا العيبُ لا يزالُ شائعاً حتىّ الآنَ في جميع مَنْ تَصِفُهُمُ الناسُ بسمة العلمِ عرباً وكرداً وتركاً في بلادِناَ.



    ولماّ كانتْ من العادةِ الشائعةِ بين العائلات المشهورةِ في الزعامةِ لجماعات الصوفيةِ:أنَّ كلاًّ منها تقومُ بإعدادِ شخصيّة من أبنائِهاَ ليتولّى رئاسةَ الأسرةِ والجماعةِ الملتفّةِ حولَها حفظاً على مركزِها ومكانتِها ومصالِحِهاَ، رشَّحَتْنِي الأسرةُ (إذ أتمرّغُ في أوحال الشرك الصوفيِّ)، رشَّحَتْنِي للقيامِ بهذه المهمّةِ بشرطِ أن أُقِيمَ في اسطنبول، فأتولَّى توجيهَ المنتسبينَ إلى العائلة الحزينيّةِ في تلكَ المدينة وجوارِهاَ سعياً لتأكيدِ ثقتِهم بأُسْرَتِنَا وتوطيدِ صلتهم بها، ضدّ محاولة بعض الشيوخ الّذين يعملون على استمالةِ الناسِ من مريدي غيرِهم. إذ هناك منافسةٌ وصراعٌ عنيفٌ بين شيوخ الطرائق الصوفيةِ قديماً وحديثاً، ذلك طلباً للجاهِ والشهرةِ والمصالحِ بتوسيع النطاقِ والإكثارِ من المؤيّدين والأنصارِ.



    سافرتُ إلى اسطنبول يومَ الثالث عشر من شهر أبريل/نيسان عام 1968م. بعد أن حضرَ جمعٌ غفيرٌ من المريدينَ محطّةَ القطارِ بمدينةِ تطوان الواقعةِ بشرقي تركيا لتوديعي.وما أنْ أقلع القطارُ، حَتَّى زارني كبيرُ الموظفينَ بِهِ فَمَثُلَ بين يَدَيَّ باحترامٍ قائلاً: يا مولانا! قد أعددتُ لسماحتكم حُجْرَةً خاصَّةً تقضونَ فيها مدّةَ السَفَرِ إلى اسطنبول... فانتقلتُ مع زوجَتي إلى الحجرة المخصّصةِ لنا؛ وهكذا، إلى أنْ اسْتَقْبَلَتْناَ جماعةٌ كثيفةٌ من المريدينَ في محطّةِ الوصولِ بإسطنبول، ثم أصبحتْ داري في هذه المدينةِ منذ بدأِ إقامتنا مَقْصِداً للزّائرينَ، وكنتُ يومئذٍ بالغاً من العُمُرِ ثلاثةً وعشرينَ عاماً.ورغم هذه المكانة الوراثيّةِ في مثل هذا السنّ المبكّرِ كانتْ تنتابُنِي تساؤلاتٌ وهواجسُ أحاسِبُ بها نفسي: - ما لنا وهذه الأُبَّهَة والحَشَم والتمايُز! وما أرى ذلكَ إلاّ لأنّ النّاسَ يعتقدونَ فِينَا (نحن زمرةِ شيوخِ الطّرائقِ الصوفيةِ) من الكرامة والبركةِ ما لا يعتقدونَ في غيرِناَ. نعم كان الأمرُ كذلك، فكُناَّ في اعتقادِهم: زمرةً من المصطفين الأخيار، والمجتبينَ الأبرار، لا يشقى جليسُناَ ولا يُرَدُّ لنا دُعاءٌ...ولم ينته الأمرُ عند هذا الحدِّ، بل كُناَّ أيضاً في اعتقادِهم:مُفَوَّضينَ من طرف اللهِ، نتصرّفُ في مُلكِهِ كيفَ نشاءُ، ونعلمُ الغيبَ، وتنطوي لنا الأرضُ، نقطع المسافات البعيدةَ في لَحَظاَتٍ، ويتوقّف لنا الزمانُ فنُصلّي في الكعبة المشرفةِ وفي مسجد الحيِّ في آنٍ واحدٍ... إلى غيرِ ذلكَ من خزعبلاتٍ لا صحةَ لها ديناً وعقلاً.



    كنتُ يومئذٍ مجرّدَ »شيخِ المهدِ« في مصطَلَحِ صوفيةِ التُّركِ. ومعنى »شيخِ المهدِ«: أنّ كلّ مولودٍ لشيخ الطريقةِ شيخٌ أيضاً من يومِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ! ثمّ إذا نشأَ وَدَرَسَ وسَلَكَ فَنَجَحَ بعد سُلوكِهِ (وهو شكلٌ من التربية الرياضيةِ عند الصوفية النقشبنديّة خاصّةً)، يُجيزُهُ مُرْشِدُهُ بإِجازةٍ (بمعنى شهادة التخرُّج)، يأذنُ له بها القيامَ ببثِّ تعاليمِ الطريقةِ وقبولِ الناسِ للانخراطِ في سلكِها. فيكونُ بذلكَ (خَليِفَةً)، يُحرِزُ مَنْصِبَ شيخ الطريقةِ بالمعنى الحقيقيِّ، فيتصرَّفُ إذن في قبول المريدينَ وردِّهم وتوجيههم وطردهم »أوتدريجهم إلى حضرات القدسِ«!على حدّ قولِهِمْ الذي يُسِرّونه غاية الإسرار.(وهو مقام الحلول والاتّحاد).كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا.



    أيقنتُ يومئذٍ أنّي بحاجةٍ إلى مثلِ هذه الإجازةِ لأُبَرِّرَ بها مكاني بينَ أمثالي من الشيوخِ عند ما يقتضي ذلكَ فأُصْبِحَ مُعتَرَفاً بِهِ في عالَمِ الصوفيّةِ، لأنّ الظروفَ والأحداثَ قد تستوجِبُ ذلكَ في عُرفِهم!



    تقدّمْتُ بطلبِ الاستجازةِ إلى أحدِ أساطينِ هذه الطائِفَةِ بعد أن تأمّلتُ مدّةً لأَختارَ الأمثلَ منهم، فاستقرَّ رأيي على الشيخ سليمان بن عبد الله الخالدي المخزومي (1868-1976) وذلك لأسبابٍ: منها إنّه عربيٌّ، ومنها إنّه عالمٌ أديبٌ شاعرٌ مشارك في اختصاصاتٍ مختلفةٍ، له تآليف في الفقه والتصوّفِ ، ومنها إنّه أكبرُ سِناًّ من جميع شيوخ النقشبنديّة، إذ كانَ عمره يومئذٍ يُربي على المائةِ، ومنها إنّه ممّن درسَ عليهِ والدي، ومنها إنّه كانَ خليفةَ عَمٍّ لأبي في الطريقةِ.فطلبتُ منه أن يجيزني لأقومَ ببثِّ الطريقة النقشبنديّة نيابةً عنهُ في إسطنبول. إلاَّ أنّ هذا الأسلوبَ كانَ مخالفاً لعرف النقشبنديّة؛ لأنيِّ قمتُ بهذا الطلبِ من مسافةٍ بعيدةٍ، (من مدينة إسطنبول)، وهو يقيمُ يومئذٍ في مدينة أَسْعِرْد Siirt،وأماَّ خطابُ المريدِ إلى شيخِهِ عن طريق المراسلة الكتابيةِ يُعَدُّ من الإساءةِ بأدب الطائفةِ إلاّ إذا تعذّرَ أو شقّ ذلك عليه، خاصّةً وأنّ مفهومَ الاحترامِ عند النقشبنديّينَ يختلفُ كلّ الاختلافِ عماَّ يفهمه الناسُ ويعتادونه.إنّ المريدَ أو الطالِبَ لهذه الصفةِ يجب عليه أن يكونَ مُستعداًّ للفداءِ بكلّ شيءٍ يملكه، وأن لا يمتنعَ عن القيامِ بأيِّ أمرٍ يُرضيِ به شَيْخَهُ ولو كان مُحَرَّماً! فلا بدّ أن يمتثل له عن طيبةِ خاطرٍ.ومن جملة ما يجب على المريدِ أو على طالِبِ هذه الصفةِ أنْ يتقدّمَ بنفسِهِ إلى شيخِهِ وليس بإرسال كتابٍ.بيد إنّه أغضى عن ذلك فضلاً، بل زاد تواضُعاً فأجازني في أمدٍ قصيرٍ، قلّما رُزقَ طالِبٌ مثله.



    وما أنْ أصبحتُ »خليفةً على سجّادةِ الارشار« فَوْرَ وفاتِهِ، حَتَّى شَمَّرتُ عن ساعد الجدِّ فبدأتُ بإقامة حلقات الذكر؛ ولم يكن ذلك إلاّ تحمُّساً منّي لاثارة الشوق في قلوب المنتسبين إلى أسرتنا وتوطيدِ ثقتِهم وتَمَسُّكِهمْ بها ردعاً لمحاولة ما يُسَمَّى بـ »صيد المريدين«.ذلك أنَّ شيوخَ الطرق الصوفيةِ طالما يطمعونَ في توسيع نطاقِ نفوذِهم، فيتوغّلُ بعضهم أحياناً في منطقةِ شيخٍ آخر، يدعو مريديه للانتسابِ إليهِ، وقد تتمخضُ عن ذلكَ تتطوّراتٌ سياسيةٌ واجتماعيةٌ.



    دامتْ حلقاتُنا وجَلَساتُنا هكذا بين أعوام 1969-1974م.، لانُهمِلُ مبدءاً من مباديءِ هذه الطريقةِ وفقاً لأركانِها الأحدَ عشَرَ، نجتمع في عشيةِ أياَّم الخميسِ بعد صلاة المغرب، فنُقيمُ حلقةَ »خَتْمِ خُوَاجَگَانْ«بعد صلاةِ العشاءِ مع الاصرارِ على رابطةِ المرشِدِ، وهي شكلٌ من أشكالِ التعبُّدِ في الدين النقشبنديِّ!



    تَأْخُذُنِي الْحَيْرَةُ الآنَ، أنَّ هذه الأمورَ في الحقيقةِ لم تكن من الْمُتَعاَرَفِ داخلَ الأسرة التي نشأتُ فيها؛ فإنَّ والدي وأعمامي المأذونين في هذه الطريقة، على رغم ما كان معروفاً من أنّهم شيوخ الطريقة النقشبنديّة (ولا أشكَّ في الوقتِ ذاتِهِ أنهم كانوا قبورييّنَ ماعدا والدي!)، ما كانَ أحدٌ منهم يقيمُ هذه الطقوسَ ولا كانت هي معروفةً بين أتباعنا. فيبدو لي أنَّ كبارَ أسرتِنا كانوا قد انتبهوا إلى مخاطرها، لأنِّي أذكر بعضَ كلامهم الذي يوهِمُ شُكوُكَهُمْ في الآونة الأخيرةِ حولَ هذه الطريقةِ »أنّها تياَّرٌ غريبٌ على الإسلام، ابتلى به المسلمونَ من غيرِ رويَّةٍ...«.ذلكَ، لأنَّهم كانوا من أهل المعرفةِ والتدريسِ والتخصُّصِ في شتَّى العلوم الإسلاميّة من عقيدةٍ وفقهٍ وتفسيرٍ وحديثٍ وغير ذلك من شُعَب الفنونِ.فكانوا متمكّنينَ من أصولِها وفروعِها ومنقولها ومعقولها ودقائقِ تفاصيلها، بالإضافة إلى أنّهم كانوا يمتازونَ بالذوق العربيِّ الخالصِ، فأبتْ نفوسُهُم وضمائِرُهُم أنْ يرضخوا لِتَعاليمِ هذا التّيّارِ الصوفيِّ الدخيلِ الذي يتعارَضُ مع الإسلامِ بتمامِهِ، إلاَّ أنّهم ربما كانوا يحسبونَ حسابهم لأسبابٍ وظُروفٍ(ولا أقولُ:يخافون على أنفسهم أو ينافقون)، فيكتفونَ بالسكوتِ أحياناً وباتخاذِ أساليبَ لَبِقَةٍ وتوجيهاتٍ حاذقةٍ أحياناً، بخلافِ بقيّة الشيوخِ ذوي الأصول العربيّة في المنطقةِ الذين انصهروا في بوتقة الكرد والتركِ، ولا يكاد أحد منهم ينطق ويكتب بالعربيّة اليومَ، وعلى رأسِها الأسرة الأرواسيّة، وهي من امتداد السلالة الحسينية، اسْتَغَلّتْهاَ جماعةٌ طورانيةٌ من النقشبنديّينَ، فَجَعَلَتْ منها صَنَماً يعبدها اليومَ ملايينُ من الناسِ في تركيا. أما هذه الجماعةُ فهي مُنّظَّمَةٌ خطيرةٌ أسَّسَها رجلٌ عسكرِيٌّ (وهو العقيد حسين حلمي إيشك، مات قبل عامين، يَنوبُ عنه الآنَ الدكتور أنور أورين Dr. Enver Oren). ومن خُلَفاءِ هذه الأسرةِ عائِلةُ الملاَّ عبد الحكيم البلوانسي. هذه الأسرة أيضاً حُسَيْنِيَّةٌ (عربية الأصلِ، كُردية النشأةِ)، استغلَّها نفسُ الرجل وَبِطَانَتُهُ، فجعلوا منها صنماً ثانياً. لهذه الأسرةِ قاعدةٌ بقرب مدينة (آدِياَماَنْ). يقوم آلافٌ من المبشّرينَ للدعوةِ إليها في أنحاءِ تركيا، وهي أقوى مراكز النقشبنديّة وأشدّها تمسُّكاً بالتعاليم البوذيّة:(هوُشْ دَردَمْ، ونَظَرْ بَرْ قَدَمْ، وَسَفَرْ دَرْ وَطَنْ...والرّابطة والختم خُوَاجَگَانِيَّة... إلخ).
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:21

    ولا شكَّ في أنَّ أميركا تهتمّ بهذه المراكز لتجنيدها ضمن (مشروعِ الشرق الأوسط).وهذا الذي أشرتُ إليهِ في إحدى كتبي قبل سنين، إذ لم يكن هذا المشروع يومئذٍ شيئاً مذكورا، ولكن بفراسة الرجل المؤمن المُوَحِّدِ والحمد للهِ، وأماَّ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ.



    وإذا عُدنا إلى قصّتي:في الحقيقةِ أنّي كُنتُ صوفياًّ قبورِياًّ، كما يقول الأستاذ عبد المُنعم الجداوي في اعترافاته.قضيتُ أياَّمَ طفولتي وفترةً من أياّمِ شبابي في ظلمةٍ حالكةٍ من الإشراك باللهِ وأنا أشدُّ الناسِ قياماً بما فرض الله على عباده من الصلاةِ والصومِ والحجِّ والزكاةِ والتبتُّلِ والإكثارِ من النوافلِ، بإزاءِ ما كنتُ ألتزمُ بهِ من الرّابطة والختم خُوَاجَگَانِيَّة وزيارة الأضرحةِ وتعظيم القبورِ والاستمدادِ من أرواح »الأولياءِ«، وغيرِ ذلكَ من مَوْبِقاتِ الإيمانِ وقد قال تعالى:»إنّه مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار«.إلاَّ أنّ هذه الحالةَ من صفة المشهورين من شيوخ النقشبنديّة، يَجْمَعُونَ بينَ تعاليم الإسلامِ وتعاليمِ بوذا في عبادةِ اللهِ على مرِّ حياتهم والعياذ بالله!



    وبينا أنا على هذه الصفةِ من العبثِ والخلطِ دونما انتباهٍ إلى ما في ذلكَ من اضطرابٍ وتناقُضٍ وتضارُبٍ وتعارُضٍ، فضلاً عماَّ أَبْذُلُ من الجهد للهيمنة على نفوس المريدين لأستدرجَهم إلى أعماقِ هذا العالَمِ المظلم، زارَني ذاتَ عشيَّةٍ شخصٌ من البارزينَ من أتباعي، اسمه موسى أباريِ، فلم تكن الساعةُ من الأوقات التي أستقبِلُ فيها الزائرينَ والضُّيوفَ. قلتُ في نفسيِ لعلّه جائني بأمرٍ عاجلٍ يستفتيني فيهِ؛ فلماَّ استقرَّ جالِساً بعدَ أنْ أذِنْتُ لهُ بالجلوسِ، أخبَرَنِي: إنّه فوجِئَ بتهمةٍ يقصُدُ بها المتَّهِمُ، أنِّي وأتباعي نرتكبُ الشركَ باللهِ كلّما نَعْمِدُ إلى الرّابطة!



    فلمَّا سمعتُ هذه الكلماتِ، نَبَضَتْ خَلَجاتُ الغضبِ في ضميري، إلاَّ أنّي أحجمتُ عماَّ بدأَ يجيشُ بينَ جوانحي من الثورةِ على هذا الاتّهام الجريءِ.-تُرىَ من يكون هذا الذي يرمينا بالشركِ ونحن عباد الله الصالحون، يتضرّعُ الناسُ إليه تعالى بجاهِناَ، وَيُقْسِموُنَ بِهاَماَتِناَ قبلَ أن يحلفوا بالله، ولا يتقرّبُ إلينا أحدٌ إلاَّ غايتُهُ التقرُّبُ إلى الله؟!... هكذا تصوّرتُ لَحَظاتٍ وأنا في صمتٍ وجمودٍ.



    فلم يلبثْ حتَّى نابَتْني أَناَةٌ وأدركني انتباهٌ كأنِّي أستفيقُ من غشيةٍ أو أستيقظُ من سُباتٍ عميق. فَالْتَفَتُّ إلى مريدي، فَلاَطَفْتُهُ ونصحْتُهُ بالصبر وضبط النفس حتّى أتدبّرَ المسألةَ فأُخْبِرَهُ بما يجب القيامُ به إنْ كانَ يقتضي ذلك... وإلاَّ فالتجاهُل لمثلِ هذه الهفوات أفضلُ، دفعاً للفتنة وحفظًا للمروءَةِ... ثمّ صَرَفْتُهُ بِرِفْقٍ، وبدأتُ بالبحثِ عن حقيقة الرّابطة بعد تلكَ اللّحظةِ، وهذا الحدثُ يُعْتَبَرُ نقطةَ تَحَوُّلٍ جذريٍّ في حياتي.



    هذا، فإنّماَ كانت هدايتي بمحضِ فضلِ الله تبارك وتعالى، ولم تكنْ بدعوةٍ من أحدٍ ولا بإشارةِ مرشدٍ، وَ»الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا الله...«.لذا، تمتاز هذه الهدايةُ عن هداية الأتْباعِ والذيولِ والأذنابِ بطريق التقليد المحضِ. فإنّهم قد يتخلّصونَ من أصنامٍ عديدةٍ، ولكنّهم بعد ذلك يتشبثونَ بشبه صنمٍ واحدٍ، إذ يرونه المصدرَ الحقيقيَّ الوحيدَ لهدايتهم، فيخلعونَ عليهِ نعوتاً لا يتّصفُ بها غيرُهُ من المكانة والعظمةِ والعلمِ والذكاءِ والدهاءِ!كلّ ذلكَ تملُّقاً ورياءاً واستغلالاً للضمائِرِ، أو جهلاً وتقليداً... والرسولُ r يقول: مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هاَدِيَ لَهُ.



    ولماَّ أيقظني ربِّي من نوم الغفلةِ بهذه المفاجأة الغريبةِ، بَدَأَتْ الشكوكُ تَدُبُّ في روعي، وتجعلني أتَساَءَلُ في نفسي عماَّ إذا كانتْ هذه الرّابطة التي نتعبَّدُ بها من صُنعِ الشيطانِ، ولكنَّنِي أتّهمها أحياناً بسوءِ الظَّنِّ في مَشاَئِخِناَ، فأقول: »وهم أولياءُ اللهِ وخاصَّتُهُ من عباده الّذين رفضوا زينةَ الحياةِ الدنيا طمعاً فيما عند اللهِ من نعيمٍ وجنانٍ سوفَ يخلدّونَ فيها«. حسبَ اعتقادي يومئذٍ. ولم يكن الأمرُ كذلكَ في الحقيقةِ من وجهينِ. أولاً: أنّ أولياءَ الصوفيةِ لم يعبدوا اللهَ طمعاً فيما عنده من نعيمٍ وجنانٍ، بل بغرض الاتّحادِ معه والحلولِ فيه، تعالى رَبُّنا عماَّ يقوله الفاسقون. ثانياً: أنّ هؤلاءِ لم يكونوا أصلاً من أولياءِ اللهِ بل كانوا أولياء الشيطانِ بلا ريبٍ... وهذا يدلُّ على أنَّ الضلالة متى تأصّلتْ في الإنسانِ وأصبحتْ مرضاً مُزْمِناً في أعماق وجدانِهِ، جَعَلَتْهُ غبياًّ لا يكاد يميّزُ الحقَّ من الباطلِ بحيثُ لا ينفعه عِلْمُهُ.وللأسف كنا على هذه الحالة التي يُرثى عليها... وعلى ما كان مِنْ خالصِ اعتقادي بهم، كنتُ أقول: وكيفَ بهؤلاءِ الأفاضل أن يقعوا في حبال الشيطانِ وهم أشدُّ الناسِ يقظةً لا تعتريهم غفلةٌ حتّى في نومهم. هكذا كناَّ نعتقد فيهم، (وخاصّةً منهم محمّد بهاء الدين البخاري المعروف بين النقشبنديّينَ بِشاَهِ نقشبند، وأحمد القاروقي السرهندي الذي تُعَظِّمُهُ الطائفةُ بصفة الإمام الرّباَّني، وخالد البغدادي المشهور بصفة ذي الجناحين بين ملايينِ الناسِ، وكذلك جدّي الشيخ محمّد الحزين وأمثالهم)الذين يزور آلاف الناسِ أضرحتَهم، و يستمدّونها الشفاعةَ والمغفرةَ والشفاءَ؛ فكيف بهم أن يكونَ الشيطانُ قد غرّهم؟! ولقد كنتُ غافلاً يومئذٍ تمامَ الغفلةِ عماَّ قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ، ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. فلمَّا ننظر إلى ما ورد عن هؤلاءِ من أقوالٍ في أشعارهم ومكاتيبهم وتوجيهاتهم، نجد كثيراً مماَّ ألقى الشيطانُ في أمنيتهم فتأصّلتْ وتحكّمت فيهم، وهي شاهدةٌ عليهم إلى يوم القيامةِ!



    شغلتنيْ الرّابطة منذ اللّحظة التي أخبرني فيها الشيخ موسى أباري بأنَّ شخصاً يُلصِقُ بِناَ تُهمَةَ الشِّركِ بِسَبَبِهاَ؛ فأصبحتْ عُقْدَةً تُحْرِجُنيِ وتجرحُ وجداني وتُجبِرُني على التحقُّقِ مِنْهاَ حتَّى أطمئنَّ عما إذا هي حقٌ أم باطلٌ.وما أنْ صرفتُ الشيخ موسى بعد أن شكرتُهُ على إخلاصِهِ لنا وصلتِهِ القويَّةِ بطريقتِنا، تناولتُ كِتابَ (تنويرِ القلوبِ) لمؤلِفِهِ محمّد أمين الكرديّ الأربلي (ت. 1332هـ.)، فتصفّحتُ القسمَ الثالثَ منهُ وهو يشتمل على مسائل التصوّف.حتّى إذا عثرتُ على موضوعٍ عنوانُهُ:»ومبنى هذه الطريقةِ العليّة على العمل بإحدى عشرة كلمة فارسية (ص/506)«.فأخذتني الدّهشةُ في الوهلة الأولى أنَّ رجلاً مِن »علماء الإسلام«! ينصح الناسَ بأنْ يذكروا الله على طريقةٍ مبناها مصطلحاتٌ فارسيةٌ؟ هذا، ويجب التّركيز هنا على أنِّي لا أقول بنفي ذكر الله بِلغاتٍ مختلفةٍ.بل يجوز (بقدر ما يجوز!) أن يذكر العبدُ رَبَّهُ بلغتِهِ، ولكن ما بالُ مَنْ ألَّفَ كتاباً ضخماً باللّغة العربيّة في العقيدة الإسلاميّة والفقهِ، فضلاً عماَّ يُنْسَبُ إليهِ من العلم والبركة والكرامة وبأنّه »شيخ شيوخ العصر، وقدوة جهابذة كلّ مصر، ونورٌ أضاءَ من عين المنّة الإلهيّة على هذا القطر، وغيثٌ رباَّنِيٌّ عامٌّ أينع به نبات كلّ قفر...«إلى غير ذلكَ من مبالغات وإفراطٍ وإسراف...ما باله يقدِّمُ للمسلينَ طريقةً شاذّةً من الذّكرِ غريبةً على الإسلامِ، مصطلحاتها فارسيّةٌ، ومستوحاها دياناتٌ هنديّةٌ، وتوجيهاتها كفريّةٌ؟!



    إنّ هذا التساؤُلَ قادني حتى ألقيتُ النظرَ على سطورٍ وردتْ فيها نبذةٌ مِنَ الرّابطة وطريقةِ إجرائِهاَ في الصفحة الحادية عشرة والثانية عشرة بعد الخمسِمائَةِ من هذا الكتاب؛ يشرحُها المؤلِّفُ ويُعّدِّدُ شروطَها وهو يُرشِدُ المريدَ إلى ذكر الله فيقول: »التاسع، رابطةُ المرشِدِ. وهي مقابلةُ قلب المريدِ بقلبِ شيخِهِ، وحفظُ صورتِهِ في الخيالِ ولو في غيبتِهِ، وملاحظةُ أنَّ قلبَ الشيخِ كالميزابِ ينـزل الفيضُ من بحرِهِ المُحيطِ إلى قلب المريدِ المرابِطِ، واسْتِمدادُ الْبَرَكَةِ منه لأنّه الواسِطَةُ إلى التوصُّلِ...«


    زادتْني هذه السطورُ دهشةً عندما قرأتُ بعدها مباشرةً من كلماتِ المؤلِّفِ إنّه يقول فيها: »ولا يخفى ما في ذلكَ من الآياتِ والأحاديثِ«، فيستدلّ بقوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ وقوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ {



    إنّ مثل هذا الاستدلالِ الفاسد، زادني أضعافاً مما ينتابني من الدهشةِ كما زاد من عدد الأسباب التي دفعني كلّ منها بحافزٍ خاصٍّ إلى مجال البحثِ حول الرّابطة النقشبنديّة. ومن الغرابةِ بمكان، إنّي كنتُ شيخاً مُجازاً على سجادةِ النقشبنديّة وأنا غافلٌ يومئذٍ عن حقيقةِ هذه الطريقةِ ومبناها ومستوحاها ونسيجها المتضافرِ من الإسلامِ والبوذيةِ!



    فلمَّا نبّهني ربِّي بباعِثِ هذه التُّهمةِ وَكَتَبَ لنفسي الهدايةَ في أمدٍ غيرِ مديد، بدأتُ أتحرّىَ طريق الخلاصِ أوّلاً من آلاَفِ الْمُلْتَفِّينَ حوليِ والمفتتنين بهذه الطريقةِ، دونَ أن يشعروا بما حدثَ لي من التغيُّرِ في آرائي وضميريِ؛ ليس ذلكَ خوفاً من أيِّ عداءٍ تتعرَّضُ لهُ حياتي وماليِ، كلاَّ!...ولكن أيقنتُ أنّي لن أنجحَ في دعوتي لهم إلى الحقِ بمجرّدِ تخطيئي للطريقةِ النقشبنديّة واستدلاَليِ بالكتابِ والسنةِ، خاصَّةً في تلك المرحلة التي لم أعلم أحداً يُوَحِّدُ الله في هذا البلد!إذاً، فكانَ لا بدَّ أولاً من تمهيد السبيلِ لهذه الدعوةِ ولم يكن ذلكً من السهلِ طبعاً، لأنّ مثل هذا النهوضِ يحتاج إلى تفكيرٍ وتنظيمٍ ومالٍ ورجالٍ ووقت...



    فأيقنتُ أنّ الاستعدادَ لهذه المهمّة الخطيرةِ لا يمكن إلاّ خارج البلاد.فسافرتُ إلى ليبيا بذريعة البحوث العلميّة، فانخرطتُ في سلك الموظفين بإحدى الشركاتِ التركيّة للمقاولةِ. فكانَ هذا البلدُ أرضاً صالحةً، إذ أنَّ سُكاّنَهاَ لم يكونوا من أهل البدعِ والخرافاتِ، كما لم يكن للطرق الصوفيةِ أثرٌ يُذْكَرُ على الأغلبيّة منهم. بل وجدتُ الليبييّنَ على وجه العمومِ مجتمعاً فاضِلاً خَلوقاً كريماً، ولقيتُ منهم حفاوةً أفسحتْ لي المجالَ في البحثِ حول الصوفية عامّةً والنقشبنديّة خاصّةً.في الحقيقةِ مكتباتهم كانت خاليةً من المصادر التي أحتاج إليها، إذ كانت جلّ هذه المصادر في مكتباتِ إسطنبول، ولم يكن من السهل إدخالُ مثل هذه الكتبِ إلى ليبيا. فلم أظن أنّي أتمكّنُ يومئذٍ من إقناعِ الموظفين في أمن بوّابات الدخول، بأنّي رجل باحثٌ، فأذكرَ لهم كلّ هذه القصّةِ الطويلةِ حتى أكسب ثقتهم.ولا عَمَدْتُ إلى تجربةٍ في ذلكَ.تجنّباً أيَّ إزعاجٍ أو تشكيك. لذا تكبّدتُ عناءً شديداً في نقلِ المعلومات الخاصّةِ بالصوفيةِ والطريقة النقشبنديّة إلى ليبيا.فكنتُ كلّما عُدْتُ إلى بلدي، طفتُ المكتبات الشهيرةَ وعلى رأسها مكتبة السليمانيّة، وقمتُ بكتابةِ ملاحظاتِ ضخمة في كرّاساتٍ ولكن بإيجاز، مع ذكر أرقام الصحف للمصادر، وتاريخ الأحداثِ والتطورات الخاصةِ بالطرق الصوفيةِ ورجالاتها، وأحفظ البقيّة من تفاصيلها عن ظهر قلبٍ، إلى أنْ تراكمتْ هذه الكرّاسات عندي، فتكوّنتْ منها مكتبةٌ متكاملةٌ بناحيةٍ من حجرتي الواقعةِ في عمارةٍ بموقع الظهرةِ في طرابلس.ولم يكن أحدٌ من إخوتنا الليبييّنَ يعلم يومئذٍ أن رجلاً من الأتراكَ يقيم في بلدهم، يملك مكتبةً ضخمةً اسْتَنْسَخَ كلّ ما فيها بقلِمِهِ، وتُمَثِّلُ هذه المكتبةُ منهلاً غزيراً في مجال التصوُّفِ خاصّةً فيما يفضحهم! وكم كانَ المثقّفونَ والعلماءُ والطَلَبَةُ والباحثونَ اللّيبيّونَ بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى هذه المكتبةِ القيّمةِ.



    هذا، وكم يُؤْلِمُنيِ يومَ استغنيتُ عن هذه المكتبةِ فجمعتُها في حاويةٍ فأنشبتُ فيها النارَ حتىَّ عادتْ رُكاماً من رمادٍ هامد.ذلكَ أنّ المجتمع الليبيَّ أيضاً جزءٌ من أمتِنا التي قد خسرت ثروة العلمَ، فلا يكاد المسلمونَ يُقَدِّرونه اليومَ حقَّ قدرِهِ إلى أن يشاءَ الله فيبعثَ لهم من يُقِظُهم عن هذه النومة الخطيرةِ. فكانَ ذلك منّي أنْ لم أتوقّع من أحدٍ هناكَ يهتم بهذه المكتبةِ فأحرقتُها!



    غيرَ إنّه لا بأسَ من ذلك، لأنّ هذا الكتابَ الذي عكفتُ على المصادرِ وطاردتُ الوثائِقَ لتأليفِهِ ما بينَ أعوام 1974-1997م. هو في الحقيقة عُصارةُ هذه المكتبةِِ. فبنيتُ أساسَه في ليبيا عام 1976م. فورَ إقامتي في هذا البلد الطيّبِ؛ ثمّ قمتُ بترتيبِ فصولِهِ وأبوابِهِ عام 1982م.وكلّما دَعَتْ الحاجةُ إلى وثيقةٍ أوكتابٍ أو حوارٍ مع كبارِ هذه الطريقةِ، ما ألوتُ جهداً في شدّ الرحالِ إليه ؛ كلّ ذلك ليصدر الكتابُ جامعاً شاملاً لكُلِّ أطرافِ الموضوعِ. وعلى الرغم من أنّيِ لم ألتمسْ مساعدةَ أحدٍ من إخوتي الليبييّنَ لإكمالِ هذا الكتابِ، ولكنّي أشكرهم جميعاً، ولا يفوتني أن أذكر ما ليقيتُ منهم من الحفاوةِ والكرمِ وحسن القرى ولين الجانب، وإنّيِ لأعترفُ بأنّ المدّةَ التي قضيتُها على أرضِ ليبيا الحبيبةِ -وهي في الحقيقةِ لم تكنْ مدّةً قصيرةً- كانتْ أحلى أياّمي، إذ كانت أياَّمَ شبابي، وكانت فترةً سعيدةً مُثْمِرَةً نِلتُ خلاَلَها رِزْقاً حلاَلاً واسعاً أغناني عن الحاجةِ إلى غيري حتّى أكملتُ هذا البحثَ القيّمَ فَتَرَكْتُهُ زخراً للباحثينَ وعبرةً لأُلي الألبابِ ومصباحاً لمن يريدُ أن يطّلِعَ في ضوئِهِ على خطورة الصوفيةِ والتصوّفِ وما تَعَرَّضَ له الإسلامُ والمسلمونَ على مرّ العصورِ من جرّاءِ هذا السرطانِ الماكرِ وما خلّفَهُ هذا الوحشُ الدسّاسُ المتلبّسُ في ثوب الزهدِ والتقوى من الخرابِ والدمار في صرح الإيمان والتوحيد.



    هذا، وإنّيِ لأشكرُ كذلكَ الْمُتَّهِمَ الذي لم تأخذهُ لومةُ لائمٍ ولا خشيةُ ظالِمٍ إذ خاطَرَ بِنَفسِهِ فأعلنَّ للمرّة الأولى على الساحة التركيّة:أنَّ صلاةَ الرّابطة في الطريقة النقشبنديّة إشراكٌ باللهِ، وذلك عام 1974م.؛ ثمّ بلغني إنّه قد اتّهمني وأتباعي بهذا الذنب العظيم حتّى ألهمني ربّي على أثره الرشدَ فقمتُ بكتابة بحثٍ أخذ من عمري ثلاثةً وعشرينَ عاماً.وللعلمِ لم يكن إبداءُ هذه الجرأةِ من السهلِ، إذ استفتاني قريبُ الْمُتَهِمِ بالذّات، »لَينتقمنَّ منه بشكلٍ يكونُ عبرةً لمن بعده!« فأبيتُ أن أُرَخّصَ له ذلك. فإنّي أشكر هذا الرجلَ الصالحَ الجريءَ الذي أطلعه الله على خطرٍ هلك فيه آلافٌ بل ملايينُ من الناسِ،فأعلن عنه وهو لا يبالي بما قد يصيبُهُ من نقمةٍ ونكال.ثمَّ علِمتُ إنّه رجلٌ خايّاطٌ اسمُهُ (شفيق أركويونجوŞefik Erkoyuncu ) بحيّ الفاتخ في إسطنبول، وهذا الشخص، لم يكن قد درس شيئاً مما نسميهِ علماً! وما أشدّ حزني وأسفي إذ سمعتُ بعدَ فترةٍ قصيرةٍ من عودتي إلى إسطنبول إنّه قد ذهب إلى الرفيق الأعلى، فلم ألقاه في هذه الحياة الدنيا بعد أن اتّهمني بالشركِ!فتغمّده الله تعالى برحمتهِ، وحشرهُ مع النبيّينَ والصّدّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ وحسُنَ أولئكَ رفيقاً.أللّهمّ اغفر لنا وله، وأكرِمْ مثواهُ، ولقِّهِ الأمنَ والرّاحَةَ والزُّلفى، والكرامةَ والبشرى، إنّكَ سميعٌ مجيب.


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1940&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:22

    الدكتور عبد الله الشارف

    هذه قصة حقيقية حدثت لأستاذي الذي درسني مادة الفلسفة في مرحلة الماجستير وهو الدكتور عبد الله الشارف أستاذ التعليم العالي بكلية أصول الدين بجامعة القرويين بالمغرب وقد طلبت منه شخصياً أن يرويها لي بلسانه وطلبت الإذن في نشرها وقد دونها بكتابه الموسوم: «تجربتي الصوفية في ميزان الكتاب والسنة»، وقد حدثت أثناء دراسته الدكتوراه في جامعة السوربون بفرنسا، وحاولت تلخيصها ليعرف القراء فساد وضلال الصوفية وانحرافهم عن الدين الصحيح.

    بدأ طفولته منتظماً ومريداً في سلك الطريقة العيساوية الشاذلية بزاوية بحي من أحياء مدينة تطوان يسمى حي العيون ، وهي فرع عن الزاوية الأصلية الكائنة بمدينة مكناس حيث يرقد جثمان الشيخ الكامل محمد بن عيسى وإليه تنسب الطريقة المذكورة.

    وكان صاحب التجربة من خدام الزاوية وله ورد رسمي للمؤيدين يسمى بـ «حزب سبحان الدائم» كل يوم بعد صلاة المغرب بطريقة جماعية، وعلى رأس كل سنة هجرية يحتفل الفقراء بـ «الليلة الكبيرة»، حيث يذبح عجل، ويباع لحمه داخل الزاوية على طريقة المزاد العلني الدلالة ويتسابق الناس على شراء نصيبهم من اللحم لبركة الزاوية ، مع اجتماع وتوافد جل أتباع الزوايا الأخرى مثل الزاوية التيجانية والزاوية الدرقاوية والقادرية لحضور الحفل.

    ومما لا شك فيه أن هذا المناخ الذي عاشه الدكتور المفعم بالسعادة الروحية الناتجة عن ممارسة الذكر الصوفي والاحتكاك بالفقراء كان له اثر عميق في كيانه ، فأوقد فيه محبة الصوفية في قلبه ولم يصل بعد سن البلوغ.

    وهذه من أحد العوامل الأساسية وغير المباشرة في اقتحامه التجربة الصوفية لاحقاً عند التحاقه بمدينة باريس بفرنسا لإكمال دراسته العليا.

    وقبل ذلك بعد حصوله على الباكلوريا ـ أي: الثانوية العامة ـ، انتقل إلى مدينة فاس لمتابعة دراسته الجامعية، فاختار شعبة الفلسفة، لولوعه بالفكر والفلسفة والثقافة الإسلامية.

    وكما قلت: قصد فرنسا من اجل التحصيل العلمي، فولج جامعة السوربون في شعبة علم الاجتماع تخصص الانتربولوجيا الاجتماعية والثقافية.. ومن العوامل التي يسرت ومهدت للخلوة الصوفية، يقول:

    1ـ جو الحرية والإباحية في العاصمة الفرنسية.

    2ـ ربط علاقات الصداقة بفرنسيين متصوفة.

    3ـ معاناته الروحية والنفسية.

    ثم إن الدكتور حصلت له قناعة، مع طول تأمل وبحث في بطون كتب الفلسفة وعلم النفس بالإضافة إلى كتب التصوف ، أنه لا يمكن لإنسان فهم نفسه حق الفهم دون امتلاك أداة الذوق، لان اجتياز العتبة ودخول المنـزل أمر متوقف على الذوق، فبدأ الدكتور يكثر من الرياضة الروحية، ويكثر من الصيام، فصام أربعين يوماً متتالية مع الاجتهاد في الذكر والعبادة، ثم التقليل من كمية الأكل ما يقرب سنة إلى أن هزل جسمه وصار يشعر بخفة نفس وصفاء ذهن كما صار يتحسس خمود القوى النفسية الحيوانية كالغضب والشهوة.. وهذا ما عبر عنه هو بقوله: «الولادة الثانية، الولادة المعنوية في حياة الصوفية الجديدة، وهي طريق صوفي باطني تطهيري يصل بصاحبه إلى درجة الفناء».

    فباتت مسألة الخلوة تؤرقه وهي ما يصطلح عليها الصوفية بالخلوة الأربعينية، واغتر فيها كما يقول بحديث منسوب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- «من أخلص لله أربعين يوماً أجرى الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» (حديث موضوع لا يصح. انظر موسوعة الأحاديث الضعيفة والموضوعة 176/9). فتأثر به وظنه صحيحاً ولم يتحمل عناء البحث عن مدى صحة الحديث كما هو شأن معظم الصوفية.. وكانت البداية فاشترى ثلاثة أو أربعة كيلو غرامات من الدقيق، ولتراً واحداً من الزيت وقليلاً من السكر والعنب المجفف والملح، وبعض العلب من الحليب، ودخل مسكنه في الحي الجامعي بمدينة انطوني وكان يهيئ طعامه، يجعل جزءاً منه للإفطار بعد صلاة المغرب، وجزءاً آخر احتفظ به لوقت السحور وهو عبارة عن رغيف كان يصنعه لنفسه، واعتمد طريقة الإقلال حتى صار بعد أسبوعين يكتفي بربع الرغيف في المغرب وربع آخر في السحور مع حبات الزبيب المجفف، ثم يوزع وقته بين الصلاة والتلاوة والذكر والتأمل والتدبر..

    وفي بداية الأسبوع الثاني عزم على ممارسة الذكر بالاسم المفرد الله.. الله.. الله..لم يكد يمر يومان حتى حصل ما لم يستطع تحمله في الساعات الأولى كما يقول: «فوجئت بموسيقا تنفجر في دماغي وكانت ألذ ما سمعت أذناي..!! ولها شبه بمقاطع السنفونيات الشهيرة..»

    وثم بدأ يكثر تلاوة القرآن وكان هذا في الأسبوع الثالث حتى أصبح قلبه مشغوفا بالقرآن كما يقول: «كلما شرعت في قراءته أجهشت بالبكاء.. فأشعر ببرد اليقين والأمن والطمأنينة.. أجد أثرها اللذيذ في صدري وجوارحي وسائر أعضائي..» ثم يسرد قائلا: إنه في ليلة من الليالي يقرأ سورة لقمان وفي منامه تلك الليلة زاره رجل يناهز السبعين فاخبره أنه «الحكيم الترمذي» فقال له: أنا أتيتك لأفسر لك سورة لقمان وأعلمك الحكمة، ثم انطلق يفسرها له تفسيرا باطنياً غريباً فأخبره بعد انتهائه من تفسيرها قائلا: يا عبد الله: فإنك بدأت معراجك الروحي وإنك الآن في السماء الثانية على قدم عيسى؟!! ومرة أخرى رأى في منامه رجلاً عرفه بنفسه: أنا «محي الدين ابن عربي» جئت أعلمك كلمات واحتفظ صاحب التجربة بعبارات منها: «ولسان حالي قول روحي أنا لم أكن يوماً هنا أو في مكان..!!» ولا يخفى على ذي بصيرة أن العبارة لها علاقة بنظرية وحدة الوجود الصوفية.

    ولما أشرف على نهاية أيام الخلوة أيقن الدكتور بأن ما يغمره من السعادة الباطنية والطمأنينة وما يسمعه من ألوان الذكر والموسيقا وما يحس به من حلاوة روحية واعتزال الناس، فغدا عقله مشغولاً كيف يحتفظ بهذه اللذة والكنز الثمين.

    فعقد العزم على الإعراض عن الزواج والتفكير فقط في الانشغال بالذكر والعبادة والخلوة، إلى أن فكر في الهجرة إلى الهند أو تركيا ليعيش في فضاء الروح والتنعم بنسيم الإشراقات والإلهامات..؟ حيث يمكنه أن يحيا حياة صوفية بعيداً عن الأقارب والأحباب والأصدقاء لكن يقول: إن مشيئة الله تدخلت وحلت عنايته وانتشلته من أيدي الشياطين التي كانت على وشك الإلقاء به في أودية الهلاك والضلال.

    والخلاصة كما يقول صاحب التجربة: إن الحالة النفسية التي كان يعيشها أشبه بالأحوال التي تعتري الصوفية وكثيراً ما تطغى الحال على العقل والعلم عند أهل التصوف.. ومن هاهنا دخل الداخل على أكثر السالكين وانعكس سيرهم حيث أحالوا العلم على الحال وحكموه عليه.

    ثم يحمد الله أن طهره من أدران وشوائب هذا المنهج المنحرف في العبادة والسلوك ويقول: قد أعاد الله الإرادة إلى مجراها الطبيعي حيث العبودية لله ونهج المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى عقيدة أهل السنة والجماعة.



    كتبه: أحمد عبد الرحمن الكوس


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1851&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:23

    الشيخ محمود المراكبي

    خادم السنة المبرمج الكاتب الداعية المهندس العلامة محمود عوض المراكبي ، ولد في القاهرة 1945 م ، نشأ في بيئة محافظة متدينة ، وظهرت عليه علامات النبوغ منذ الصغر فكان يتفوق على أقرانه في شتى المجالات ، حبب إليه التدين فسلك في الطريقة الميرغنية الختمية لمدة تزيد على الخمسة عشر عاماً ، التزم خلالها صحبة كبار مشايخها ، حتى انتهى به المقام أن أصبح من مشايخها والدعاة لها.

    شرع في الإطلاع على المكتبة الإسلامية ، وتنوعت دراساته لتشمل أهم فروع المعارف الإسلامية: القرآن والتفسير، والحديث، والتاريخ الإسلامي، والتصوف، والفرق الإسلامية ، إلى أن تبين له مخالفة كثير من معتقدات الصوفية لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مما حدى به إلى تأصيل تجربة التصوف، وإصدار سلسلة الظاهر والباطن لتحذير المريدين من الانخراط في الطرق المؤدية لمخالفة الكتاب والسنة.

    وتبين له انتشار مجموعة من الأفكار والمعتقدات البعيدة كل البعد عن الكتاب والسنة ، ومن ذلك التصوف المنتشر في مصر ، وغيرها من البلدان الإسلامية ، فقام بكتابة مجموعة من الكتب التي تهدف إلى تصحيح مفاهيم الفكر الباطني ، وبيان فساد الصوفية ، وعرض مفاهيمها في ضوء الكتاب والسنة، حتى أن جماعة أنصار السنة طلبت منه أن يكتب مقالات شهرية في مجلة التوحيد ، وقد ساهمت هذه المقالات في ابتعاد عدد من الصوفية عن اتباع المشايخ والابتعاد عن الأضرحة ، وتعرض القائمة التالية بعض مؤلفاته:

    • أحكام تلاوة القرآن الكريم (منشور - نفذت الطبعة الأولى)

    • القول المبين لنفع السالكين (منشور - نفذت الطبعة الأولى)

    • (موسى والخضر علما الظاهر والباطن) (الطبعة الثانية)

    • (ظاهر الدين وباطنه)

    • (تسرب الفكر الباطني إلى الشرائع السماوية)

    • (جذور الشيعة وجيش المهدي) (الطبعة الأولى)

    • (عقائد الصوفية في ضوء الكتاب والسنة) نفذت منه 40 ألف نسخة منذ نشره عام 1995

    • (القول الصريح عن حقيقة الضريح)

    • (السلوك القويم على الصراط المستقيم)

    • ( أمير المؤمنين عمر بن الخطاب)

    • (أحسن القصص الكريم ابن الكرام)

    • (تهذيب الداء والدواء لابن القيم)

    • (تهذيب صفة الصفوة لابن الجوزي) (تحت الطبع)



    من هو المبرمج خادم السنة محمود المراكبي:

    • (2000 – 2003) مدير تطوير جامع السنة بشركة إيجيكوم.

    • (2003 – 2004) مدير عام شركة أفق للبرمجيات.

    • (1988 – 1997) مدير مركز التراث المسئول عن البرمجيات الإسلامية في شركة صخر للبرمجيات (حرف حاليا)، طور خلالها ما يزيد على عشرين برنامجا من أنجح البرمجيات الإسلامية.

    • من أبرز رواد تصميم وإدارة البرمجيات الإسلامية على مستوى العالم.



    • لقد كان اهتمامه بالقراءة والاطلاع على مختلف العلوم الإسلامية الحافز الأول للانشغال في كيفية تسخير خبرته في مجال نظم المعلومات في خدمة العلوم الإسلامية ، وأدرك في منتصف السبعينات أهمية جمع السنة، وتطويع الحاسب الآلي لخدمتها، وبدأ يضع الخطوط العريضة لمشروع جمع السنة . وذلك في أواخر السبعينات، وما زال يحتفظ بتلك الأوراق حتى الآن.



    • في سنة 1990 انتهى تطوير برنامج صحيح البخاري، وبدأت مرحلة تعريف العلماء والمهتمين بعلم الحديث بما تحقق حتى الآن، وكانت البداية مع قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة حيث تم عرض البرنامج على أساتذة القسم، في حضور السيد العميد، والدكتور أكرم ضياء العمري، والشيخ حماد الأنصاري، والدكتور سعدي الهاشمي وغيرهم، وقد لاقى البرنامج القبول والتشجيع من الحضور على المضي.



    • عرض برنامج صحيح البخاري في مؤتمر عقد البنك الإسلامي للتنمية سنة 1989 ، باسم "استخدام الحاسوب في العلوم الشرعية" دعى إليه كل العاملين في هذا المجال على مستوى العالم، وتم تقييم ما هو متاح لدى الجميع، وحظي برنامج صحيح البخاري بأكبر تقدير بين كل ما قدم، حتى أن الأستاذ الدكتور/ أكرم ضياء العمري الحاصل على جائزة جمعية الملك فيصل الخيرية قال: "كما قام المهندس محمود المراكبي من شركة صخر بالإفادة من الحاسب الآلي لخدمة صحيح البخاري، وقد اطلعت على البرنامج، وأرى أنه يخدم صحيح البخاري، وأنه متقدم على بقية البرامج التي تخدم كتابا واحدا". (صفحة 47 - أعمال المؤتمر)



    • لم يطور صاحب السيرة هذه البرامج بمعزل عن علماء الحديث، وإنما كانت تتوالى العروض أولا بأول، فقد التق ى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - أربع مرات، وكانت الزيارة الأخيرة لعرض مسند أحمد بن حنبل ، ويومها طلب منه الشيخ أن ببحث له عن حديث : " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوحدة، أن يبيت الرجل وحده أو يسافر وحده " ، وقال: إن تلاميذه يبحثون له عن هذا الحديث منذ حوالي شهرين، ولم يعثروا عليه، وأظهره البرنامج في ثوان معدودة، فما كان من سماحته إلا أن قال: " إن هذا عمل من قبيل الخوارق " .



    • أثناء عمله في تطوير مصادر الحديث وضع تصميم وأدار تطوير العديد من البرامج الإسلامية لخدمة: القرآن الكريم, وإضافة ترجمات معانيه إلى اللغات: الإنجليزية ، والفرنسية، والألمانية ، والتركية، والمالاويه، والإندونيسية.



    • طور برنامج المواريث على المذاهب الأربعة ليحل أي مسألة ميراث, وكتب منطق البرنامج بكل تفاصيله ، وأثناء عرض البرنامج على وكيل وزارة العدل السعودية طلب منه إضافة مسائل المناسخات على البرنامج بحد أقصى خمس مسائل متتالية ، إلا أن الله تبارك وتعالى وفقه وأصبح البرنامج يحل أي عدد من مسائل المناسخات.



    كتابه عقائد الصوفية في سطور :

    يتناول الكتاب نشأة عقائد الصوفية وتطورها من صوفية السلوك إلى صوفية الفلسفة، مرورا بالوجد والغلبة، فالسكر والشطح، ثم القول بالفناء، ودور الحلاج في وضع فرية قِدَم النور المحمدي، ثم دور ابن عربي في تأسيس نظرية وحدة الوجود، التي استكملها ابن الفارض وابن سبعين بالوحدة المطلقة، ثم الجيلي في نظرية الإنسان الكامل والحقيقة المحمدية التي هي نقطة وحدة الوجود وأصل الموجودات.

    يتتبع المؤلف أوراد ما يقرب من عشرين طريقة صوفية معاصرة ويحدد من نصوصها ما يشير إلى عقيدة وحدة الوجود، ومواضع الغلو وإطراء النبي صلى الله عليه وسلم، كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، مؤكدا إعجاز حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذر فيه أمته من اتباع انحراف أهل الكتاب، كما يكشف الكتاب جذور علاقة التصوف والتشيع.

    كذلك يناقش الكتاب أركان السلوك الصوفي وهي: الشيخ ودوره في تربية المريد، وكيف يُمد الشيخ تلاميذه في الدنيا وعند الموت ويوم القيامة!!! ومكانة الأضرحة والموالد ، والتوسل والاستغاثة ، ومقامات الشيوخ من الأبدال والأقطاب ومهامهم وعلاقتهم بالخضر عليه السلام ، ومقام الغوثية وديوان التصريف والحكومة الباطنية ، ويستعرض الكتاب مكانة الذكر في الفكر الصوفي والأسماء السريانية وجاه الحروف، والتعدي في الدعاء ، كل ذلك من واقع دراسة غير مسبوقة للأوراد وعرض النصوص التي يتداولها أبناء الطرق الصوفية.

    إن هذا الكتاب يمثل دراسة فريدة جمعت بين التجربة الشخصية للمؤلف ، وبين التأصيل العلمي والتحقيق على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .



    والحقيقة أن ترجمة العلامة محمود المراكبي تطول ، وقد حصل لنا مما أوردنا المطلوب ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبة وسلم ، والحمد لله رب العالمين.

    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1780&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:24

    الشيخ أبو شعيب الدكالي

    العلامة المحدث أبو شعيب بن عبد الرحمن الصديقي الدكالي "رحمه الله تعالى" المتوفى سنة (1356 هـ).

    رحل قديماً إلى مصر والحجاز، ولقي الأكابر، وأمَّ الناس في الحرم المكي ، فتأثر بالدعوة الإصلاحية في مكة والحجاز ، عاد إلى المغرب تعظمه الملوك ، وقام بالدعوة إلى العمل بالحديث مع احترام المذهب المالكي وعدم التعصب له ، وفي العقيدة دعا إلى مذهب السلف ورد على المتكلمين ، ودعا إلى انتهاج السنة ونبذ البدعة وهاجم الطرق الصوفية بشدة ، وسفه شعائرها.

    أقبل عليه الناس وتتلمذ عليه الكثيرون ، وعدوه مجدداً لدين في المغرب الأقصى.

    وهو إمام جليل في علمه وغزارة درسه ، مشهور بكثرة التلاميذ والأتباع.

    ترك أبو شعيب الدكالي من خلفه عدداً كبيراً من العلماء، خاصة لما استقر في رباط الفتح، فقد درس جميع كتب السنة الستة ، مع جملة وافرة من كتب الأدب ، وتفسير القرآن الذي كان من خلاله ينشر أفكاره الإصلاحية.

    ومن المشاهير الذين تتلمذوا عليه وحملوا أفكاره وقاموا بمحاربة التصوف وبدعه من بعده:

    الشيخ محمد بن الحسن الحجوي

    الحافظ محمد المدني بن الغازي العلمي

    القاضي الإمام محمد بن عبد السلام السائح الرباطي

    القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري

    العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي



    الشيخ محمد بن الحسن الحجوي

    الشيخ محمد بن الحسن الحجوي كانت دعوته للإصلاح وطريقة السلف وترك الجمود مثلٌ ، ألف كتبا قيمة مفيدة ، منها "الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي". وكان يدعو إلى عقيدة السلف وترك التأويل في الصفات ، حارب الصوفية في شعائر الطريق والغلو في الصالحين، ودعا إلى تجديد الفقه الإسلامي والعودة به إلى معينه الصافي. توفي سنة 1376 هـ.



    الحافظ محمد المدني بن الغازي العلمي

    القاضي الحافظ الشريف محمد المدني بن الغازي ابن الحُسْني العلمي ، كان شامة في جبين ذلك العصر، وله شرح على "المختصر" بالدليل لم يكتمل ، وشرح على "المرشد المعين" بالدليل ، وهو نفسه كان يدرس "زاد المعاد" لابن القيم في جامع السنة بالرباط. وله شرح "نصيحة أهل الإسلام" للشيخ محمد بن جعفر الكتاني في أربعة مجلدات. وكان له في الحديث والأدب اليد الطولى. توفي سنة 1378 هـ.



    القاضي محمد بن عبد السلام السائح الرباطي

    القاضي محمد بن عبد السلام السائح الرباطي، وله اليد الطولى في العلوم. وكان على مذهب شيخه الدكالي في دعوته للسنة ونبذ البدع. توفي سنة 1368 هـ.



    القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفهري

    القاضي عبد الحفيظ بن الطاهر الفاسي الفهري. له المؤلفات الهامة في التراجم والإسناد، والدعوة من خلال ذلك لطريقة السلف أيضا، وترك البدع والخرافات.



    العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي

    ومن أشهر أصحاب أبي شعيب الدكالي، وحاملي رايته من بعده: العلامة الشريف محمد بن العربي العلوي، رحمه الله تعالى.

    لما نفي السلطانُ محمد بن يوسف سنة 1373هـ وبويع ابن عمه محمد بن عرفة ، قام في ذلك قياماً عظيماً، وأفتى بقتال المناهضين ، وجاهر المحتل بالعداوة فنفوه للصحراء ، ونالته جملة من المحن. والتف حوله الناس بعد وفاة الدكالي، وجعلوه شيخا للإسلام بالمغرب.

    وقد كان ابن العربي العلوي أشد في نقده للصوفية من شيخه الدكالي. ولما استقل المغرب اعتزل بُعَيْد ذلك لكونه رأى ما لا يسره من انحراف الحكم عن الإسلام، إلى أن توفي سنة 1384، ولم يصنف شيئا.


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1757&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:26

    الشيخ العلامة أحمد بن خالد الناصري

    العلامة المؤرخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري المتوفى سنة (1310 هـ) نشأ رحمه الله تعالى في مجتمع صوفي مغرق ، التقى بكبار مشايخهم ، ودرس عليهم والتزم مجالسهم ، ثم التزم زاوية العلامة محمد بن ناصر الدرْعي الذي أسس في القرن الحادي عشر زاويته الشهيرة ببلدة (تامَكْرُوتْ) وهي من الزوايا القليلة التي كانت تعمل على إحياء السنة وتدرس منهجها ، والتي كان ينتسب إليها السلطان أبو الربيع سليمان بن محمد بن عبد الله العلوي رحمهم الله ، ومنها سرى فيه حب السنة والدعوة لها ، وكذلك كان الحال مع أبي العباس الناصري رحمه الله.

    رحل أبو العباس في طلب العلم ، وتصدى للتدريس والإفتاء مبكراً ، وبعد أن اشتد عوده شرع في التصنيف وأخذ ينقلب على مجتمعه الصوفي وأعلن حرباً على صوفية المغرب فصنف كتابه "الاستقصا لتاريخ المغرب الأقصا"، وكتابه "تمام المنة في الذب عن السنة" وهو كتاب كبير مهم في بابه ، جمع فيه الكثير من ضلالات الصوفية وبدعهم.

    وقد أكثر في كتابه "الاستقصا لتاريخ المغرب الأقصا" من ذكر القبورية في المغرب وانتشارها فيه ، ونقل كلاماً رائعا في نقدها وبيان ضلالها ، كما أنه نصر مذهب السلف في العقيدة في عدة مواضع من كتابه ، ورد على الأشعرية المنتشرة هناك في ذلك الوقت.

    توفي "رحمه الله" بعد أن ترك خلفه معالم كبيرة للصحوة والتجديد في المغرب ، تجلت في العديد من طلبة العلم الذين تتلمذوا عليه.


    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1755&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هؤلاء تركوا التصوف

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 17.07.08 7:27

    الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي

    العلامة المحدث أبو سالم عبد الله بن إدريس السنوسي "رحمه الله تعالى" والمتوفى سنة (1350هـ) نشأ صوفياً طرقياً ، وأخذ العلم بالقرويين في المغرب ، برع في كثير من العلوم ، وتقلد مجالس التدريس والإفتاء.

    ثسافر إلى الحرمين والتقى بعلمائها ، وتأثر بالحركة الإصلاحية النجدية هناك ، ولقي أهل الحديث من الهنديين ، فتأثر بإمامهم السيد نذير حسين المحدث الدهلوي "رحمه الله تعالى".

    عاد للمغرب زمن السلطان الحسن بن محمد بن عبد الرحمن ، فأعلن بقوة نبذ التعصب للمذهب والعمل بالدليل ، ورد على الأشاعرة ، وأفتى بضلال الصوفية وطرقها ، فثارت ثائرة العوام عليه ، ولكن ما لبث أن رسخ دعوته وانقادت له العامة ، وجمع أنصاره.

    استقر به المقام في طنجة حيث أقام دروس العلم ونشر السنة ، وتكفله السلطان عبد العزيز بن الحسن بعدما عزل من الملك. وقد تأثر به خلق كثير من طلبة العلم واستجازوه ومنهم جملة من أصحاب الشيخ المحدث أبو شعيب الصديقي الدكالي.





    من تعليقات العلامة أبي محمد الحسن بن علي الكتاني الحسني على كتاب "عبد الله التليدي: العلامة المربي، والمحدث الأثري" بتصرف.

    نقلاً عن
    http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1752&page_id=0&page_size=15&links=False&gate_id=0

      الوقت/التاريخ الآن هو 27.11.24 10:38