خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    احترام الطفل في الإسلام

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية احترام الطفل في الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.07.08 6:53

    احترام الطفل في الإسلام

    د/ محمد القاضي**



    كرم الله سبحانه الإنسان، وفضله على سائر مخلوقاته، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء:70)،

    ولقد شمل هذا التكريم الإلهي الإنسان في جميع مراحله، ولما كانت الطفولة هي أولى مراحل الإنسان في الحياة فلقد اعتنى بها الإسلام عناية خاصة .

    وأشار إليها القرآن الكريم والسنة النبوية إشارات متعددة في أثناء التشريع لبعض الأحكام المتعلقة بها، أو ما ينبغي أن يتعلمه فيها الطفل من آداب وأخلاق وسلوكيات، مما يؤكد اهتمام الإسلام بالإنسان طفلا واحترامه لهذه المرحلة، ويتجلى هذا الاحترام في مواضع متعددة كما يلي:

    أولا: احترام الإسلام للطفل قبل أن يولد

    ثانيا: احترام الإسلام للطفل عند الولادة وفى أثناء الرضاعة

    ثالثا: الأسس العامة التي وضعها الإسلام لتربية الأطفال

    قبل الولادة

    احترم الإسلام الطفل قبل أن يولد من خلال عدة أمور، هي:

    1) الترغيب في الزواج والحث عليه، وتحريم الزنا والعلاقات غير الشرعية، فالزواج يوفر البيئة الصالحة والمناخ الطيب لإنجاب الذرية، بما يتوافر فيه من السكن والمودة والرحمة التي تجمع بين الزوجين، فيخرج الطفل إلى الحياة فيجد أسرة ترعاه وأما تعطف عليه، وأبا يحوطه بالعناية، وأهلا ينتسب إليهم، ورحما يصلهم ويصلونه، وكل ما سبق يضيع بالزنا.

    2) حث الإسلام على حسن الاختيار بالنسبة للزوجة وبالنسبة للزوج؛ فعلى الرجل أن يحسن اختيار زوجته التي ستكون أما لأولاده في المستقبل، بحيث تكون من بيئة طيبة وأسرة صالحة، فيتهيأ بذلك للأولاد البيئة الصالحة والمنبت الصالح

    وحذر الإسلام من الانخداع بالمظهر دون الجوهر، (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً )(لأعراف: من الآية58)، وقال صلى الله تعالى عليه وسلم : "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" (رواه البخارى ومسلم) ...

    وفى المقابل حث الإسلام ولى المرأة أن يختار لها الزوج الصالح ذا الدين والخلق ليقوم بالواجب الأكمل في رعاية الأسرة وأداء حقوق الزوجية، وتربية الأولاد، والقوامة الصحيحة، وتأمين حاجات البيت، وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" (رواه الترمذي).

    3) التعوذ بالله من الشيطان قبل الجماع لما في ذلك من تحصين للمولود من مكائد الشيطان سائر عمره، قال صلى الله تعالى عليه وسلم : " لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا فقضى بينهما ولد لم يضر" (رواه البخارى ومسلم)

    إذن هذا الأدب النبوي يصب في النهاية في مصلحة الطفل.

    4) اهتم الإسلام بالمرأة الحامل اهتماما عظيما، فحث المحيطين بها على رعاية أمرها، وعدم إدخال الحزن عليها، والاحتفاظ باستقرارها هادئة، وعدم إلحاق الضرر بها، لأن الجنين تتكون خلاياه الجسمية وحالاته النفسية من دم الأم ومن انفعالاتها وحالاتها العصبية.

    كما اهتم الإسلام بتغذية المرأة الحامل، ولعل في قول الله تعالى لمريم: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً) (مريم:25) إشارة إلى الاهتمام بغذاء الحامل ونوعيته.

    ويلخص ابن سينا ما سبق بقوله

    واحذر عليها صيحة أو وثبة أو روعة أو صرخـة أو ضربة

    واجعل غذاءها من السـمين واحسـهـا من مـرق دهــين

    وأباح الإسلام للحامل أن تفطر في شهر رمضان إذا خافت على جنينها حتى ينمو الجنين في قراره نموا طبيعيا ...

    5) وحمى الإسلام الجنين في بطن أمه بأن حرم الإجهاض وخاصة إذا مضى على الحمل أربعة أشهر، فلا يحل لمسلم عندئذ أن يفعله لأنه جناية على حي متكامل الخلق ظاهر الحياة، ولذلك وجب في إسقاطه الدية إن نزل حيا، وعقوبة مالية أقل منها إن نزل ميتا.

    الميلاد والرضاعة

    ومن مظاهر احترام الإسلام للطفل عند الولادة وأثناء الرضاعة في هذه المرحلة:

    1) حث الإسلام الوالدين على الرضا بالمولود ذكرا كان أم أنثى، فالذرية هبة من الله تعالى: (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ. أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى:49 -50)

    وحذر الإسلام من كره إنجاب البنات، وعدم الاستبشار بولادتهن، بل إنه جعل في حسن تربيتهن والقيام على أمرهن ثواب عظيم لا يعدله ثواب آخر متعلق بتربية الأولاد فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : " من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار" (متفق عليه).

    2) الأذان في أذن المولود اليمنى ... يقول ابن قيم الجوزية متحدثا عن سر ذلك: "أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلمات النداء العلوي المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مستنكر وصول أثر الأذان إلى قلبه وتأثره به وإن لم يشعر".

    3) اختيار اسم حسن للمولود، فالاسم يظل لصيقا بصاحبه طوال عمره، فإذا كان اسما حسنا فإن صاحبه يعتز به ولا يستحيي من ذكره، أما إذا كان اسما قبيحا فهو يؤثر في نفسية صاحبه ويسبب له الحرج بين الناس، وقد يكون مدعاة لسخرية الناس منه.

    4) ختان الذكور من الأولاد، وللختان فوائد كثيرة منها: أنه من سنن الفطرة وتمييز للمسلم، كما أنه يحقق النظافة ويقي من كثير من الأمراض.

    5) الرضاعة: فلقد وجهت الشريعة الإسلامية الأم إلى أن ترضع وليدها لمدة عامين كاملين حتى ينمو الطفل نموا سليما من الناحيتين الصحية والنفسية، والأم أحق برضاع ولدها فإن لم يتيسر لها ذلك فلتعهد به إلى مرضعة كريمة صالحة، ومن المعلوم أن اللبن يؤثر في جسم الطفل وأخلاقه وآدابه إذ هو يخرج من دمها ويمتصه الولد فيكون دما له ينمو به اللحم ويقوى به العظم فيؤثر فيه جسميا وخلقيا، وقد لوحظ أن تأثير انفعالاتها النفسية والعقلية أشد من تأثير صفاتها البدنية فيه فما بالك بآثارها عقلها وشعورها وملكاتها النفسية وأن الأم حين ترضع ولدها لا ترضعه اللبن فحسب بل ترضعه العطف والرحمة والحنان فينشأ مجبولا على الرحمة محبا للخير.

    6) أوجب الإسلام نفقة الأولاد على الوالد، فالوالد متكفل بالرزق والكسوة للوليد قدر استطاعته ورزق الوالدة كذلك.

    الأسس العامة للتربية

    إذا كان الإسلام قد اهتم بالطفل قبل ولادته وجنينا في بطن أمه ثم وليدا ورضيعا فإنه لم يهمل جانب تربيته بعد ذلك، بل إن المبادئ والأسس التي وضعها الإسلام لتربية الأبناء تؤكد أن الإسلام يحترم الطفل احتراما كبيرا ولم يترك مجالا من مجالات التربية إلا وكان للطفل منها نصيب، ونستطيع أن نبين ذلك مما يلي:

    1. الجانب الإيماني والخلقي: رأينا من قبل كيف يحرص الإسلام على أن تكون كلمة التوحيد هي أول كلمة تقرع مسامع الوليد، ... فكل شيء يتعلمه الطفل مبكرا ينغرس فيه ولذا يقول الشاعر:

    وينفع الأدب الأحداث في صغر وليس ينفع عند الشيبة الأدب

    إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن تلين إذا قومتها الخشـب

    ولما كانت الصلاة هي عماد الدين فلقد حرص الإسلام على أن يتعلمها الطفل مبكرا ويعتاد فعلها، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع" (رواه أبو داود) ...

    واهتم الإسلام بتعليم الأخلاق الآداب الإسلامية والأخلاق الحميدة واعتبرها أفضل ما يقدم للطفل ...

    فلا عجب إذن أن نرى القرآن يتحدث عن آداب الاستئذان بالنسبة للأطفال عند الدخول على الأب والأم وهما في غرفتهما حتى نجنبهم النظر إلى أشياء لا يجوز النظر إليها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (النور:58)

    كما كان الرسول - صلى الله تعالى عليه وسلم- حريصا على أن يعلم الأطفال الآداب والأخلاق والركائز الإيمانية، كما فعل مع عبد الله بن عباس عندما كان يركب خلفه فقال له: "يا غلام، إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك..."
    وفعل كذلك مع عمر بن أبى سلمة عندما كان يأكل معه ولا يحسن آداب الطعام، فعلمه آداب الطعام والشراب، قائلا: " يا غلام، سم الله وكل بيمينك...".

    2. الجانب العقلي والعلمي: وذلك من خلال حث الإسلام على تعلم القراءة والكتابة، وطلب العلم، ورفع مكانة العلماء، ولما كان التعليم في الصغر أكثر فائدة من التعلم في الكبر فقد وجب على الآباء أن يسارعوا بتعليم أبنائهم.

    3. الجانب النفسي: ويكون ذلك من خلال تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء وعدم تفضيل أحدهم على الآخر، وعدم التمييز بين الذكور والبنات، فالرسول -صلى الله تعالى عليه وسلم- يقول: " اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم" (رواه الحاكم)

    هذا بالإضافة إلى الرحمة بالصغار، فقد قال -صلى الله تعالى عليه وسلم- : "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا" (رواه أبو داود والترمذي)

    ودخل رجل على الرسول - صلى الله عليه وسلم- وهو يقبل الحسن والحسين فتعجب، وقال: والله يا رسول الله، إن لي عشرة من الأبناء ما قبلت أحدا منهم أبدا، فقال - صلى الله تعالى عليه وسلم : "من لا يرحم لا يرحم" (متفق عليه) صلى الله عليه وسلم

    ويدخل تحت هذا الجانب موضوع التفرقة بين الأولاد في المضاجع حتى لا يتعرض الأطفال لمثيرات الدافع الجنسي في سن مبكرة كما ورد في الحديث "وفرقوا بينهم في المضاجع".

    4. الجانب الاجتماعي: ويكون ذلك من خلال التفاعل مع الأطفال والتحدث معهم وتعويدهم على لقاء الآخرين والاندماج معهم، ولقد كان النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم- يلقي السلام على الصبيان في الطرقات ويتحدث معهم ويتودد إليهم فيكسر عندهم الخوف والخجل والانطواء على النفس فيعتادوا مخالطة الناس والاندماج في مجتمعاتهم.

    ولعل اهتمام الإسلام برعاية الأيتام والقيام على شئونهم خير دليل على احترام الإسلام للطفل اجتماعيا فليس معنى أن الطفل قد فقد أحد أبويه يتعرض للإهمال والضياع، فالرسول - صلى الله تعالى عليه وسلم- يقول: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما" (رواه البخارى)

    كما اعتبر الإسلام الطلاق من أبغض الحلال عند الله لما قد يسببه من ضياع للأولاد وتعرضهم للإهمال من جانب الأبوين في حالة الطلاق، وإذا حدث الطلاق فإن الإسلام يحفظ للأولاد حقوقهم المادية ويجعل حضانتهم للأم ما لم تتزوج أو تصاب بمرض مضر أو تسافر لبلد بعيد، يقول الإمام الكاساني: الحضانة تكون للنساء في وقت وتكون للرجال في وقت، والأصل فيها للنساء لأنهن أشفق وأرفق وأهدى إلى تربية الصغار ثم تصرف إلى الرجال لأنهم على الحماية والصيانة وإقامة مصالح الصغار أقدر.

    5. الجانب البدنى والصحي: اهتم الإسلام بالجانب البدني والصحي للطفل من خلال تعليمه القواعد الصحية العامة مثل نظافة البدن والملبس والمكان، وتعويده غسل الأسنان أو استعمال السواك، وتعليمه سنن الفطرة، مثل: قص الأظافر وترجيل للشعر والتطيب... كما حث الإسلام على تعليم الأطفال الرياضات النافعة، فيقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل".

    هذا غيض من فيض مما جاء به الإسلام في الاهتمام بالطفولة واحترامها، مما يجعلنا نفاخر الدنيا كلها بما حبانا به الله من نعمة الكتاب المبين ثم بهدي سيدنا محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.

    نقلا بتصرف عن
    http://www.islamonline.net/arabic/In_Depth/SmallDictator/2004/04/01.shtml

    [/b][/b][/center]
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: احترام الطفل في الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.07.08 6:57

    عصبية الآباء والأبناء.. لكل داء دواء
    =========
    ... وسأبدأ معك حديثي بسؤال ربما يبدو غريبا ألا وهو.. هل لديك يا عزيزتي استعداد للأمومة؟ لا تستغربي من السؤال، فكثيرا ما تقودنا الأقدار لأوضاع قد لا نكون على استعداد كاف للتعامل معها أو الاستمتاع بها، ثم نبدأ في مواجهتها دون خطة معدة مسبقة، ونتعامل معها كما يتعامل رجال إطفاء الحرائق بعد اندلاع النيران، وهو ما يسمى باختصار أسلوب إدارة الأزمات أو الإدارة بالأزمات، أي اتخاذ الإجراء بعد وقوع الأزمة التي تدفعنا لاتخاذ هذا الإجراء دون الإعداد مسبقًا لتفادي الوقوع في الأزمة من الأساس.

    خلاصة قولي أنه إذا كانت إجابتك يا عزيزتي على سؤالي بالإيجاب فتعالي معي نضع آليات لهذا الاستعداد... وليكن شعارنا أن نغير ما بأنفسنا ليغير الله ما نشكو منه إلى الأفضل.

    أختي الحبيبة، قد يكون كلامي غريبا في السطور التالية، لكني أراه الأمثل في مثل حالتك.
    إنك حكمت على نفسك بأنك عصبية، ولكن هل تعرفين كيف تتكون عاداتنا، أو كيف نتغلب على عاداتنا؟ إنها تتكون كمزيج من عوامل ثلاثة، وهي: المعرفة والمهارة والإرادة، فحين تعرفين ماذا تريدين أن تكوني -ولنستخدم مثال الحِلم والهدوء كبديل للعصبية- وتضعين برنامجا لاكتساب هذه المهارة ثم تصدق إرادتك في تحقيق هذا الهدف، فإنك حتما ستحققينه ولا تستغربي؛ فالحِلم بالتحلم والعلم بالتعلم، وهذا ما ستؤكده لك نزهتك مع الاستشارة التالية:
    - نزهة المشتاق للتخلص من العصبية والعناد

    وستجدين نصائح ذهبية للتخلص من العصبية في استشارة أخرى سابقة تحت عنوان:
    - نصائح ذهبية للتخلص من العصبية

    ومن المؤكد أن شعورك بالأمومة سيختلف باطلاعك على موضوع:
    - الاستمتاع بالأمومة ليس مستحيلا

    وستعلمين أن مصاحبة الأبناء ضرورة حتمية حين تطالعين استشارة:
    - مصاحبة الأبناء.. متى، كيف ولماذا؟؟

    - واسمحي لي أن أسألك سؤالا آخر: هل تعرفين لم يضرب ابنك أخاه؟
    لأن ذلك ببساطة حقه في الغيرة، وتأكدي من هذا بالاطلاع على الاستشارة التالية:
    - أيها الأباء إنه حقهم في الغيرة

    فهو طفل تم انتزاعه من مكانته ليُقحم أخوه فيها. كيف تتخيلين أن يكون رد فعله على هذا الاعتداء على مكانته؟ وهل تريدين أن يكبت مشاعره ثم يصاب بأعراض أخرى خطيرة جراء هذا الكبت؟ أم تفضلين التعامل مع هذه الغيرة بشكل سليم يسمح بمرورها وتجاوزها بسلام دون آثار سلبية على أي من أبنائك؟
    إن كانت إجابتك على سؤالي الأخير بالإيجاب؛ فيمكنك الاطلاع على معالجات سابقة عديدة لمسألة الغيرة منها ما يعينك على تجاوزها بسلام من خلال مقترحات مفيدة:
    - إبطال مفعول قنبلة الغيرة
    - تجاوز الغيرة بسلام
    وربما زاد يقينك بأن ابنك هو المظلوم وهو الذي يعاني بشكل حقيقي في ثلاثتكم (أنت وهو وأخوه) حين تطلعي على استشارة:
    - أمي ارحمي غربتي و غيرتي

    أختي الحبيبة، إن طفلك الحبوب المرح في حاجة ألا تقتل مواهبه بالصراخ في وجهه أو ضربه وإيلامه، بل هو في حاجة لأن يربى قياديا مقداما، وتربية طفل مقدام ليست من الأحلام، وطالعي هذا في تلك الاستشارة:
    - تربية طفل مقدام ليس من الأحلام

    وكذلك فإن عناده يجب ألا يعامل بشكل خاطئ ينكسر فيه طفلك لكي تقاومي عناده، وطالعي بنفسك استشارة سابقة تحت هذا العنوان:
    - لا تكسري طفلك.. حتى تقاومي عناده
    واحذري أن يتحول ذكاءه إلى نقمة
    فالعواقب لا تحمد؛ حين نقسو على الطفل الذكي

    ولكي تتعاملي مع عناده بشكل صحيح فيمكنك أن تطالعي استشارة:
    - عندما يعاندون ..هكذا نعاملهم
    - فقط افهمي نغمة ابنك لتستمتعي بها

    أختي، قبل أن أتركك لإجابة المستشارة مي حجازي على سؤالك أقول لك: إنك تؤكدين على عدوانية ابنك بعصبيتك، وكلما ضربت ابنك عقابا لضربه لأخيه ازداد حنقا عليه وإيذاء له، وربما كان ذلك سببا في تشويه العلاقة بين الأخوين للابد؛ إذ لن يستطيع العقل الصغير والقلب الأخضر أن يفهم سبب تفضيل الآخر عليه –من وجهة نظره - وتوفير كل هذه الحماية له.

    تقول الأستاذة مي حجازي:
    أختي الكريمة أنا في حاجة لمتابعتك لي بالرد على بعض الأسئلة كي أتمكن من الرد عليك بناء على خلفية واضحة من المعلومات والتفاصيل التي تضمن حلا ناجعا لمشكلاتك إن شاء الله، وقبل أن أسرد لك هذه الأسئلة يطيب لي أن أوجه إليك بعض المقترحات بشكل عام إلى أن توافيني بردك:
    1- ينبغي الابتعاد عن مسألة تقبيح الوجه –المنهي عنها شرعا بالأساس– والابتعاد عن العقاب البدني والضرب في تعاملك مع أطفالك بشكل عام، ولديك بدائل عديدة للتوجيه مثل المكافأة والعقاب والشكل الهادئ في إفهامه الخطأ ليجتنبه والصحيح ليتبعه مع توعيته بسبب كون الخطأ خطأ "فحينما تعبث بالكهرباء –مثلا- فستتألم وتؤذى وقد تذهب للمستشفى، وهكذا..."، وحين تجدينه يفعل فعلا خاطئا فبادري إلى إشغاله بشيء آخر، فحين تجدينه مقبلا على ضرب أخيه فناديه وقولي له: "هل رسمت اليوم؟ هيا بنا نرسم.. ثم احملي الصغير وتوجهوا جميعا لإحضار الورقة والأقلام للرسم".

    2- أميل إلى التأكيد على دور الأب في جذب الابن إليه والاقتراب منه وإيجاد حضور فعال في حياته، من خلال أنشطة يمارسانها معا ونزهات يذهبان فيها معا من دونكما أنت والصغير ولو لشراء حاجيات البيت، وكذلك الصلوات في المسجد وصلاة الجمعة وقراءة القصص والكتب المصورة واللعب بالمكعبات... إلخ.

    3- يجب عليك محاولة غرس الحب في قلب محمد تجاه أخيه بالقصص والحكايات، أو بشراء الهدايا للأخ الكبير ووضعها تحت وسادته، ثم إخباره أنها رزق الله له لحبه لأخيه.

    4- لا بد من السماح لطفلك بقدر من تصريف العدوان وبقدر من التخريب –في إطار اللعب بألعاب بلاستيكية مثلا يقذفها أو دمى يقوم بضربها أو لعبة تنفخ بالهواء يضربها بلكمته فتعود إليه ليضربها ثانية وهكذا، وهي متوفرة في محال لعب الأطفال بأشكال لطيفة ومحببة.

    5- لا تنسي كونه ذكرًا ولديه من الطاقة قدر هائل يحتاج للتوظيف في أنشطة عديدة ورياضات.

    وفيما يلي أسئلتي لك:
    1- كيف كانت مشاعرك عند حملك بولدك محمد؟ وهل كنت تتوقعين بنتا أم و لدا أم كنت تريدين أن يتأخر الحمل قليلا؟
    2- كيف كانت ولادتك يسيرة أم صعبة؟
    3- كيف كانت طبيعة ولدك عند الرضاعة هل كانت سهلة أم شابها المشاكل؟
    4- كيف تم الفطام وضبط التحكم بالإخراج؛ هل كان يسيرا أم شابه مشاكل أو اضطرابات؟
    5- كيف تشعرين تجاه زوجك والد الطفلين؛ هل تسعدين بحياتك معه أم لك على ذلك بعض المآخذ؟

    أختي الحبيبة، لا تنسينا في صالح دعائك في تلك الأيام الصالحات، وفي انتظار متابعتك برد الأسئلة وآخر تطورات علاقتك بابنك وأخباركم السعيدة.

    ويمكنك الاطلاع على الاستشارة التالية:
    - إنَ طفلاً مشكلاً = أمًّا مشكلة

    المرجع : http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1123485652113&pagename=IslamOnline-Arabic-Parent_Counsel%2FParentCounselA%2FParentCounselA
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: احترام الطفل في الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.07.08 6:59

    أنا عصبية.. وطفلي عنيد!
    =========
    ... يقول د.عمار عبد الرزاق من فريق الاستشارات التربوية:
    السيدة الفاضلة منى.
    اعترافك بأنك عصبية، لا يعتبر نصف الحل فقط، بل هو الحل كله؛ لأنك يبدو من خلال كلامك أنك تضجرين بسرعة عالية، وينعكس هذا الضجر والتوتر على طفلك.

    وبينما أنت في حالة من التوتر تطلبين من ابنك أن يشرب أو يأكل أو يغير ملابسه مثلا، فأنت حقيقة لا تطلبين منه وإنما تأمرينه، وهناك فرق واضح بين الأمر والطلب ونرى أن الفرق يبدو جليا من نوع الاستجابة.

    فعندما تقولين لابنك: ممكن يا حبيبي تغير ملابسك؟ أو: إذا كنت تحب ماما فساعدها في عمل كذا. فهذه العبارة مختلفة تماما عن قولك له: البس وغير ملابسك، أو افعل كذا.

    وأنت الآن أمام حل من جزأين:
    الأول: أن تغيري من نفسك ولا تتوتري وحاولي دائما الاسترخاء والحصول على الهدوء النفسي.

    الثاني: أن تغيري أنت طريقة كلامك، وتنتبهي إلى عباراتك وتحافظي على الطلب الجميل وتتجنبي الأمر؛ لأن الطفل حساس جدا جدا، وقد لا تتصوري شدة حساسيته، ولا تقولي لنفسك أنا أمه لي أن أطاع، ولكن قولي هو ابني علي أن أساعده. وهذا باعتقادي فرق سوف يصنع الفرق.

    وفي الختام: أريد أن أرفع من ذهنك أن ابنك يتصرف هذه التصرفات بواقع العند وبسبب أنك أمه، فهو لا يقصدك، ولكن هو يمثل انعكاسا لبعض الأخطاء التربوية التي يقع فيها الآباء، وأنا بصراحة لا أضع اللوم عليك، وإنما أحاول أن أرشدك لتكوني أفضل ولتحصلي على رد فعل أفضل من ابنك.

    وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقك إلى الخير في القول والعمل..

    كان هذا شق من الإجابة، والشق الآخر هو أن تتعرفي على كيفية التعامل مع الطفل العنيد أثناء ثورة عناده، ولهذا فعليك الرجوع للروابط التالية وما نشر على صفحتنا: معا نربي أبناءنا:
    14 خطوة لمقاومة عناد نحكوش (ملف مصور)
    عناد الأطفال.. محاولة للفهم
    الضرب.. هل يعالج عناد طفلي؟

    المصدر : http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1162385849873&pagename=IslamOnline-Arabic-Parent_Counsel%2FParentCounselA%2FParentCounselA
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: احترام الطفل في الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.07.08 7:01

    نصائح ذهبية لعلاج العصبية
    ===========

    أولاً دعيني أحيِّي فيك صراحتك مع نفسك قبل غيرك، فمشكلة الأمهات أحيانًاأنهن لا يعترفن بأنهن سبب في مشكلات أبنائهن .
    ثانيًا أنا أعلم تمامًا بأن حدَّة المزاج والثورة والعصبية أمر يعكِّر على الإنسان صفو حياته بصفة عامة، ويُرْبِك علاقاته مع أبنائه بصفة خاصة، فأنا كنت أعاني من ذلك لفترة، ولكن بتوفيق من الله تعالى، والصبر، والمثابرة كان الحل الذي سأستعرضه لك في الخطوات التالية:

    1- راقبي سلوكك العصبي مع أبنائك لمدة ثلاثة أيام أو أسبوع على الأكثر، واكتبي هذه السلوكيات في قائمة.
    2-حدِّدي لكل سلوك درجة العصبية من 1:3 فرقم (3) للسلوك الذي يثيرك بشكل حاد، ورقم (2) للمتوسط، و(1) لأقلهم حدة.

    3- ناقشي مع نفسك أو مع زوجك (إن أمكن ذلك) هذه السلوكيات ومدى مبالغتك فيها، وحاولي أن تعرفي السبب الحقيقي وراء هذه الثورة، فربما كان الأمر متعلقًا ببعض الخبرات السابقة السيئة في حياتك واختُزِنت في اللاشعوري، والتي تطل برأسها الآن على حياتك لتفسدها، وتؤثر بالتالي على علاقتك بأبنائك سواء في الوقت الحالي أو فيما بعد عندما يكبرون؛ ليجدوا أنفسهم وقد اعتادوا عدم القدرة على أن يعبِّروا لك عما بداخلهم، فقد اعتادوا الخوف، وما يترتب عليه من إفساد لحياتهم.

    4- ركِّزي ولمدة شهر على السلوكيات رقم (1) وحاولي التخلص منها، وخصِّصي شهرًا ونصف للسلوكيات رقم (2)، وشهران للسلوكيات رقم (3).
    هيِّئي لنفسك الظروف المناسبة للتخلص من العصبية بتجنب كل ما يمكن أن يتسبب فيها عن طريق اتباع ما يلي كمثال:

    - هيئي مكانًا مناسبًا لأبنائك للعب فيه، بحيث لا تكون الأشياء القابلة للكسر في متناول أيديهم، أنا لا أعرف بالضبط أعمارهم، وإن كان اللعب هو جُلّ وظيفتهم.
    -ردِّدي على مسامعك أن أبناءك ما زالوا صغارًا في مرحلة استكشاف العالم الخارجي، مرحلة تتميز بالحركة المستمرة، والنشاط، والانطلاق، وهذا مدعاة للفخر بهم والمرح معهم، وليس لعقابهم، فتذكَّري وتعلَّمي كيف تستمتعين بأمومتك معهم.

    - فإذا أخطأ أحدهم فعليك أن تتجاهلي هذا الخطأ، وتتظاهري بعدم رؤيتك له في حالة عدم إدراك المخطئ لرؤيتك له، إلا إذا كان الأمر خطيرًا، مثل الاقتراب من الكهرباء أو النار، فعليك - والحالة هذه - تنبيهه بصوت حذر، وليست بصرخة مفزعة.
    -أما إذا علم برؤيتك له أثناء ارتكاب الخطأ فعليك – وقبل أن تبدئي في عقابه - أن تغيِّري وضعك فإذا كنت قائمة فاجلسي، وإن كنت جالسة فاضطجعي كما علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حالات الغضب، وهذا من شأنه أن يحدّ من ثورتك، وبدلاً من الصراخ تعلمي فن استثمار المشاكل - ستجدين مهارات هذا الفن في استشارة أخرى سنوردها لك بنهاية الاستشارة تحمل نفس الاسم -.

    -ذكِّري نفسك بأن أبناءك لا دخل لهم في ظروفك الخارجية التي قد تؤثر سلبيًّا على أعصابك، وأنه لا حول لهم ولا قوة، وإذا دعتك قوتك لعقابهم فتذكَّري قوة الله عليك.

    -عليك أن تثيبي نفسك إذا نجحت في ضبط انفعالاتك في موقفين متتاليين بكلمات مشجِّعة، بأنك أحسنت صنعًا، وأنك حتمًا ستصبحين أمًّا مثالية، أما إذا أخفقت فيهما فاحذري أن تقلِّلي من شأنك، وتردِّدي بعض العبارات المثبِّطة، مثل: أنا أم سيئة، أنا لا أصلح أمًّا، أنا لا أحسن التربية، ولكن عليك أن تقولي لقد أخفقت هذه المرة، ولكن سأنجح في المرات القادمة إن شاء الله تعالى.

    -احذري عند إخفاقك أن تحاولي تعويض أحد أبنائك عما فعلت في مواقف أخرى أو تدلِّلينه كنوع من تخفيف شعورك بالذنب، ولكن ليكن معيارك الحقيقي في التعامل مع ابنك هو الموقف نفسه، وما يستحقه الابن في هذا الموقف.

    -حاولي تعزيز الجوانب الإيجابية في أولادك، والثناء عليها عندما يقوم أحدهم بالسلوك المرغوب فيه، بل وأخبري والده عن هذا السلوك عند عودته من عمله، اجعلي من استثمار الإيجابيات علاجًا للمنغِّصات.

    - وحتى تضمني إلى حد كبير إطاعة أوامرك فإن بعض علماء التربية ينصحون باتباع هذه النصائح:
    -الحرص على جذب انتباه الطفل قبل إعطاء الأوامر؛فإن المُحِبَّ لمن يُحبُّ مطيع، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدوة حسنة أخرج أناسًا من جاهليتهم بالرفق، والحلم، واللين، قال سبحانه: "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك".

    - استخدام لغة يفهمها الطفل"خاطبوا الناس على قدر عقولهم".- إعطاء الأوامر ببطء ووضوح كافٍ ليتبعها الطفل.

    - عدم إعطائه أوامر كثيرة مرة واحدة.
    - الثبات وعدم الأمر بشيء، ثم النهي عنه بعد ذلك.
    - إعطاء الأمر بعمل شيء له معنى بالنسبة للطفل، والمقصود أن تكون لغة الأمر واضحة ومحددة.
    - عدم تحدي الطفل والعناد معه لكي ينفذ الأمر.
    - المعقولية والعدل.
    - إثابة الطفل على الطاعة والسلوك السوي (ليس بشيء مادي مثل الحلوى أو ما شابه، ولكن كلمة أنا مسرورة منك، أو إنك ولد ممتاز تكفي أو حتى بابتسامة رضا).
    - عدم استخدام التهديد أو الرشوة.
    - متابعة تنفيذ الطفل للأوامر.
    - عدم اللجوء للعنف كوسيلة لتعديل السلوك الخاطئ.

    وأختم القول معك بكلمات للأستاذ "يوسف أسعد" في كتابه "رعاية المراهقين" – ما زلت لا أعرف عمر أولادك، لكنها كلمات أعجبتني - سطَّرها تحت عنوان السيطرة بالحب:

    ".. والأم بحبها تُخْضِع الطفل لإرادتها، وتجعل منه خامة طيِّعة تستطيع أن تشكلها بالطريقة التي ترغب فيها. ولعل الأم التي تعرف كيف تستفيد في تربية أبنائها وبناتها بقوة الحب، تكون أقوى بكثير من تلك الأم العصبية التي تفقد بعصبيتها حب أبنائها لها، وأقوى من الأم الأنانية التي تدور بعواطفها حول نفسها أكثر مما تدور حول أبنائها وبناتها".

    وأخيرًا سيدتي.. ثقي تمامًا أنك تحملين بين جنباتك أمًّا مثالية رائعة، وكل ما عليك أن تتصرفي بتلقائية دون شد وجذب مع نفسك، فاستمتعي بأطفالك وأمومتك، وتذكَّري دائمًا نعمة الله عليك بهذه المكانة، وحاولي إسعاد أبنائك وإسعاد نفسك.

    المرجع : http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?cid=1123485651149&pagename=IslamOnline-Arabic-Parent_Counsel%2FParentCounselA%2FParentCounselA
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: احترام الطفل في الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.07.08 7:07

    الغضب: حقيقته وأنواعه وعلاجه
    =========

    الغضب شعلة من النار، والإنسان ينزع فيه عند الغضب عرق إلى الشيطان الرجيم، حيث قال‏:‏ ‏{‏خلقتني من نار وخلقته من طين‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 12‏]‏ فإن شأن الطين السكون والوقار، وشأن النار التلظي والاشتعال، والحركة والاضطراب‏.‏

    يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرجل الذي قال له‏:‏ أوصني، قال‏:‏ ‏"‏لا تغضب‏"‏، فردد عليه مراراً، قال‏:‏ ‏"‏لا تغضب‏"‏‏.‏

    وفى حديث آخر أن ابن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ماذا يبعدني من غضب الله عز وجل‏؟‏ قال‏:‏ ‏"لا تغضب‏".

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".

    ‏وعن عكرمة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وسيداً وحصوراً}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 39‏]‏ قال‏:‏ السيد الذي يملك نفسه عند الغضب ولا يغلبه غضبه‏.‏

    وكان يقال‏:‏ اتقوا الغضب، فإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل. والغضب عدو العقل‏.‏

    حقيقة الغضب‏

    الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام، فمتى غضب الإنسان ثارت نار الغضب ثوراناً يغلي به دم القلب، وينتشر به العروق، ويرتفع إلى أعالي البدن، كما يرتفع الماء الذي يغلي في القدر، ولذلك يحمر الوجه والعين والبشرة وكل ذلك يحكي لون ما وراءه من حمرة الدم، كما تحكي الزجاجة لون ما فيها، وإنما ينبسط الدم إذا غضب على من دونه واستشعر القدرة عليه‏.‏ فإن كان الغضب صدر ممن فوقه، وكان معه يأس من الانتقام، تولد منه انقباض الدم من ظاهر الجلد إلى جوف القلب، فصار حزناً، ولذلك يصفر اللون، وإن كان الغضب من نظير يشك فيه، تردد الدم بين انقباض وانبساط، فيحمر ويصفر ويضطرب، فالانتقام هو قوت لقوة الغضب‏.

    ‏أنواع الناس عند الغضب

    من المعلوم أن الناس في الغضب على درجات ثلاث‏:‏ إفراط، وتفريط، واعتدال‏.‏ فلا خير في الإفراط؛ لأنه يخرج العقل والدين عن سياستهما، فلا يبقى للإنسان مع ذلك نظر ولا فكر ولا اختيار‏.‏ ولا خير في التفريط في إهمال الغضب، لأنه يجعل الإنسان لا حمية له ولا غيرة، ومن فقد الغضب بالكلية، عجز عن رياضة نفسه، إذ الرياضة إنما تتم بتسلط الغضب على الشهوة، فيغضب على نفسه عند الميل إلى الشهوات الخسيسة، أما الاعتدال فهو المطلوب بين الطريقين‏.

    أثر الغضب

    ‏من المعلوم أنه متى قويت نار الغضب والتهبت، أعمت صاحبها، وأصمته عن كل موعظة، لأن الغضب يرتفع إلى الدماغ، فيغطي على معادن الفكر، وربما تعدى إلى معادن الحس، فتظلم عينه حتى لا يرى بعينه، وتسود الدنيا في وجهه، ويكون دماغه على مثال كهف أضرمت فيه نار، فاسود جوه، وحمي مستقره، وامتلأ بالدخان، وكان فيه سراج ضعيف فانطفأ، فلا يثبت فيه قدم، ولا تسمع فيه كلمة، ولا ترى فيه صورة، ولا يقدر على إطفاء النار، فكذلك يفعل بالقلب والدماغ، وربما زاد الغضب فقتل صاحبه‏.

    ‏ومن آثار الغضب في الظاهر، تغير اللون، وشدة الرعدة في الأطراف، وخروج الأفعال عن الترتيب، واستحالة الخلقة، وتعاطي فعل المجانين، ولو رأى الغضبان صورته في حال غضبه وقبحها لأنف نفسه من تلك الحال، لأن قبح الباطن أعظم‏.‏

    علاج الغضب

    الأول:‏ الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200].

    روى البخاري ومسلم: استبَّ رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، وأحدُهما يسبُّ صاحبَه مُغضباً قد احمَرَّ وجهُه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلمُ كلمةً، لو قالها لذهبَ عنه ما يجد، لو قال: أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم".

    الثاني‏:‏ أن يتفكر في الأخبار الواردة في فضل كظم الغيظ، والعفو، والحلم، والاحتمال، كما جاء في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلاً استأذن على عمر رضي الله عنه، فأذن له، فقال له‏:‏ يا ابن الخطاب، والله ما تعطينا الجزل‏، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه، حتى هم أن يوقع به ‏فقال الحر بن قيس‏:‏ يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏ ‏{‏خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين‏} ‏[‏الأعراف‏:‏ 199‏]‏ وإن هذا من الجاهلين، فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل‏.

    ‏الثالث‏:‏ أن يخوف نفسه من عقاب الله تعالى، وهو أن يقول‏:‏ قدرة الله علي أعظم من قدرتي على هذا الإنسان، فلو أمضيت فيه غضبى، لم آمن أن يمضي الله عز وجل غضبه علي يوم القيامة فأنا أحوج ما أكون إلى العفو‏.‏ وقد قال الله تعالى في بعض الكتب‏:‏ يا ابن آدم‏!‏ اذكرني عند الغضب، أذكرك حين أغضب، ولا أمحقك فيمن أمحق‏.‏

    الرابع‏:‏ أن يحذر نفسه عاقبة العداوة، والانتقام، وتشمير العدو في هدم أعراضه، والشماتة بمصائبه، فإن الإنسان لا يخلو عن المصائب، فيخوف نفسه ذلك في الدنيا إن لم يخف من الآخرة وهذا هو تسليط شهوة على غضب ولا ثواب عليه، لأنه تقديم لبعض الحظوظ على بعض، إلا أن يكون محذوره أن يتغير عليه أمر يعينه على الآخرة، فيثاب على ذلك‏.‏

    الخامس‏:‏ أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب المذموم، وأنه يشبه حينئذ الوحش الضاري، وأنه يكون مجانباً لأخلاق الأسوياء والأنبياء والعلماء في عادتهم، حتى تميل نفسه إلى الاقتداء بهم‏.‏

    السادس‏:‏ أن يعلم أن غضبه إنما كان من شيء جرى على وفق مراد الله تعالى، لا على وفق مراده، فكيف يقدم مراده على مراد الله تعالى.

    يقول الله تعالى‏ في معرض المدح:‏ ‏{والكاظمين الغيظ‏ ‏والعافين عن الناس‏ والله يحب المحسنين}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 134‏]‏ .

    ‏وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "‏من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء"‏‏.‏

    ‏وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأشج بن قيس‏‏‏:‏ ‏"إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله‏:‏ الحلم والأناة"‏‏‏.‏

    وروى أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما كظم عبدٌ لله إلا مُلِئَ جوفُه إيماناً".

    وشتم رجل عدي بن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته قال‏:‏ إن كان بقي عندك شيء فقل قبل أن يأتي شباب الحي، فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا‏.‏

    ودخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة، فمر برجل نائم فعثر به، فرفع رأسه وقال‏:‏ أمجنونٌ أنت‏؟‏ فقال عمر‏:‏ لا، فهم به الحرس، فقال عمر‏:‏ مه، إنما سألني أمجنون‏؟‏ فقلت‏:‏ لا‏.‏ ...

    المصدر : http://www.islamonline.net/arabic/ramadan/1424/Rawhaniyat/eiada/10/article_01.shtml

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 23:42