أبو عبد الله أحمد بن نبيل- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 2798
العمر : 48
البلد : مصر السنية
العمل : طالب علم
شكر : 19
تاريخ التسجيل : 27/04/2008
من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 28.06.08 23:15
- حقوق الرّاعي والرّعية
- هذه موازنة موجزة بين حقوق الراعي
- وحقوق الرعيّة (تساهم في بيان ما اختُلف فيه من الحق)، مستنبطةٌ من كتاب الله
- وسنّة رسوله وفقه أئمة الهدى في نصوصهما، عملاً بقول الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
- فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
- وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]، وعلى الكاتب أن لا
- يُخفى نصًّا يخالف رأيه، وعلى القارئ التسليم راضيًّا مطمئنًّا؛ لأمر الله وشرعه.
- 1 ـ حق الراعي على رعيّته: طاعته فيما ليس فيه معصية، والدعاء له،
- والنصح له، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
- أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، وقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات ميتة
- جاهلية" [رواه مسلم] وقال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة؛ لله
- ورسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامّتهم".
- ومن النصيحة للجميع: الدعاء للرّاعي بالصلاح والتوفيق
- والهداية، قال الإمام أحمد بن حنبل لمَّا ذُكر ولي الأمر ـ في عهده ـ وجوره وفسقه:
- (إنّي لأدعو له بالصلاح والعافية، لئن حدث به حدث لَتَنْظُرنّ ما يحلّ بالإسلام).
- [كتاب السنة للخلال ص84].
- وقال البربهاري: (إذا رأيت الرجل يدعو
- على السّلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعته يدعو للسّلطان بالصلاح فاعلم أنه
- صاحب سُنّة.. فَأُمِرْنا أن ندعو لهم ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا،
- لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين). [شرح السنة ص51].
- 2 ـ وحقّ الرّعية على الراعي: النصح لرعيّته في أمور الدين
- أولاً، ثم في أمور الدنيا ثانيًا؛ بنشر الاعتقاد الصحيح والسّنّة، بالتعليم والحكم
- والدعوة إلى الله على بصيرة، وبمنع البدع وأعظمها بناء المساجد على أوثان الأضرحة
- والمقامات والمشاهد والمزارات، وما دونها من سائر بدع العبادات.
- وللرعيّة على الراعي حق الإحسان
- والرعاية، وألاّ يكلّفهم ما لا يطيقون، وأن يوفّر لهم من الخدمات المعيشية ما
- يطيق، وأن يكون قدوة صالحة في الدين والدنيا، قال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا
- أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ} [المائدة: 49]، وقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم:"ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ
- لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة" [رواه البخاري]؛ فلا يختصُّ الأمر
- بالسّلطان وحده؛ بل "كلكم راعٍ وكلٌّ مسؤول عن رعيته".
- 3 ـ وموجز القول لمن قَبِل حكم الله في كتابه وسنة رسوله: على
- الرّعية طاعة الرّاعي وإن ظلم وجار، وإن فسق وفجر، إلا أن يأمر أحدًا من رعيته
- بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
- "عليك السمع والطاعة في عُسْرك ويُسرك ومنشطك ومكرهك وأثرةٍ عليك" [رواه
- مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم:"إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها"
- قالوا: كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله
- الذي لكم" [متفق عليه]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من يطع الأمير فقد
- أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني" [متفق عليه]. بل قال صلى الله عليه وسلم:
- "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنّون بسنّتي"، قال حذيفة: كيف
- أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: "تَسمع وتُطيع
- للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع" [رواه مسلم]. بل قال صلى الله
- عليه وسلم: "كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخّرون [أو يُمِيتون] الصلاة عن
- وقتها"؟ قال أبو ذر: فما تأمرني؟ قال صلى الله عليه وسلم: "صلّ الصلاة
- لوقتها، فإن أدركتها معهم فصلّ فإنَّها لك نافلة" [رواه مسلم]، ومع ظهور
- المعاصي من الشرك فما دونه في مسلمي اليوم إلا من رحم الله؛ لم يُؤْمَرْ أَحَدٌ
- باقترافها. ولو حدث ذلك وجبت طاعة الرّاعي في طاعة الله ومعصيته في معصية الله كما
- قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أحد رواة الحديث عن ذلك. وصلى الله
- عليه وسلم على محمد وآله وصحبه.