الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله ـ يثني ويدافع عن الشيخ الألباني -رحمه الله-
* هل الشيخ الألباني هو رأس أهل الحديث في هذا العصر؟
جواب العلامة المحدث ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله رفع الله قدره في الدارين ـ:
"والله هذا يُسلِّم به
الشيخ ابن باز وابن عثيمين والعلماء الذين عاشروه سألوهم بهذا أنه في
الحديث لا يُلحق، لا يلحق أبداً، بل من قرون ما أحد وصل إلى ما وصل إليه
الشيخ الألباني بل أنا أرى في الاطِّلاع أنه ما لحقه لا ابن تيمية ولا ابن
حجر في الاطلاع على الكتب، الحفظ يحفظون أكثر منه، لكن الاطلاع والبحث
والتشمير عن ساعد الجد في البحث لا نظير له هذا الرجل.
وقدَّم مكتبة للإسلام تعجز الدول ومؤسساتها عن تقديم هذا القدر وكل من يكتب في الحديث الآن عالة على هذا الرجل.
وظلم هذا الرجل وما عرف
حقه العرب، رجلٌ ينقله الله من قلب أوروبا ويحطه في المكتبة الظاهرية أحسن
مكتبة في الشرق ويعكف فيها ستين سنة ويقدِّم هذه الجهود العظيمة، ماذا لقي
منَّا؟
مع الأسف لا يعرف الفضل
لأهله إلا ذووه أما العلماء فعرفوا له بالفضل واعترفوا له به ابن باز ابن
عثيمين وغيرهم من علماء الإسلام، وعلماء الهند والباكستان والمغرب العربي
وغيرها عرفوا منزلة هذا الرجل وماذا قدَّم للأمة في العقيدة والمنهج وفي
خدمة سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، فرحمه الله وجزاه عن دين الله
وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام خير ما جاز العاملين ولمن خدموا سنة رسول
الله ودينه .نعم".
* قال العلامة المحدث الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله في معرض رده على الهدام المتهور (المليباري):
"الثالث: هدمه لجهود المعاصرين في خدمة السنة النبوية بطريقة بهلوانية ومجازفات غوغائية لا ترى لها نظيراً في المجازفات والأكاذيب.
إنَّه هدمٌ لجهود
الباحثين والمؤسسات والجامعات التي تُعنى بالسنة النبوية وعلومها وهذا عمل
يُزعِجُ المستشرقين وأعداء الإسلام ولا سيما مثل جهود الفحول من أمثال
العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني والمحدث أحمد محمد شاكر ـ رحمهما
الله ـ رَائدَيْ النشاط القوي والاتجاه العظيم إلى خدمة السنة النبوية
واللَّذان يعتبران بأعمالهما المجيدة من مجددي الإسلام عقيدة وشريعة في
هذا العصر.
هكذا يريد هذا الجاهل
الأعجمي الأخرق أن يهدم جهود أمثال العالمين المحدِّثَين الألباني وأحمد
شاكر ـ رحمهما الله تعالى ـ وجهود الباحثين الآخرين وجهود المؤسسات
العلمية والجامعات الأكاديمية ...".
* في
كل مرة نجد أن هناك صنفا من (حملة العلم) إذا سئلوا عن المكانة العلمية
للألباني ـ رحمه الله ـ (يتلعثمون) و تهرب العبارات من فيهم ولا يكادون
يصدعون بالحق الذي يجب أن يعرفه الناس وإذا تكلموا باقتضاب شديد أضافوا
و(زادوا) العبارة التالية: (لكنه يصيب و يخطئ) ولا ندري لماذا هذه
العبارات تختفي عندما يسألون عن علماء آخرين يشتركون مع الألباني في
البشرية وعدم العصمة!!!!
ولأنهم وفي كل جواب لهم يكررون هذه العبارة ويتمسكون بها فقط عند الحديث عن الألباني تحوَّلت إلى إيماء له دلالات مريبة!
ولهؤلاء
أنقل لكم كلام الإمام المحدث العلامة الشيخ ربيع بن هادي المخلي (منارة)
أهل الحديث في هذا الزمن بإذن الله وإن رغمت أنوف أصحاب الحسابات القومية
السياسية!
قال
العلامة ربيع بن هادي ـ رفع الله قدره في الدنيا و الآخرة ـ في معرض رده
على الهدام المتهور أو (اليد التي يتآمر بها) أعداء الدين من المستشرقين
والعقلانيين وهو المسمى بـ(حمزة المليباري).
قال ـ حفظه الله ـ فاضحا لهذا الهدام مدافعا عن الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ:
"2- هل مثل الألباني
وأحمد شاكر وغيرهم يخرّجون الأحاديث ثم لم يكادوا أن يفقهوا ما يحتاجون
إليه من الحكم ثم يبتعدون عن التخريج فيقولون: (إن الإسناد صحيح ورواته
ثقات).
إنَّ هذا الإفك يَرُدُّه
جهود كثيرة فيها تضعيف أحاديث كثيرة وكثيرة في الرسائل العلمية بمنهج
السَّلف نفسه ويرده جهود الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة التي
بلغت ثلاثة عشر مجلداً وضعيف سنن أبي داود وضعيف سنن النسائي والترمذي
وابن ماجة وضعيف الأدب المفرد وضعيف الجامع وجهودٌ أخرى في كتب أخرى، كل
هذا وغيره يُبيِّنُ كذب هذا الرَّجل وتهوره ومجازفاته وعدم مبالاته بمن
يتعقبه ويفضح افتراءاته "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، يا مسكين أنت تنطح
الجبال وأنت في غاية الهزال تترنح وتسقط بأدنى الأسباب في الأوحال لأنك لا
تعرف قدر نفسك ولا أقدار الرجال.
هذا وللألباني جهود أخرى
في التصحيح كسلسلة الأحاديث الصحيحة التي تبلغ أحد عشر مجلداً وصحيح السنن
الأربع وصحيح الجامع الصغير وغيرها من مؤلفاته.
وهو كغيره يصيب ويخطئ وله
أجر الاجتهادين الصواب والخطأ(7)، والأئمة قبله يصيبون ويخطئون ولهم أجر
المجتهدين ولا تحط أخطاؤهم من منازلهم فالترمذي وابن خزيمة والطحاوي
والدارقطني والحاكم والبيهقي وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين يصيبون
ويخطئون وقد تكون أخطاؤهم كثيرة في التصحيح والتضعيف فلا يرجف عليهم ويقال
فيهم إنهم سطحيون وما يعرفون المنهج ولا يصلحون للحكم على الأحاديث كما
يقول المليباري في الألباني وأمثاله ممن سبقه ولحقه إلى آخر الترهات التي
يقذف بها الجهلاء والمتهورون".
ثم قال في الهامش رقم (7):
"(7) وهو يرجع إلى الحقِّ
إذا ظهر له كغيره من أهل السنَّة، وقد دُوِّنَت تراجعاته من التصحيح إلى
التضعيف والعكس والذي يَقرأُ له في الضعيفة فكأنَّما أمامه الدارقطني
وأمثاله. فتبًّا لأعداء السنَّة وأعداء أهلِهاَ".
* أحسن الله إليكم و جزاكم الله خيرا
يقول السّائل: ما مدى صحّة قول القائل إنّ الشيخ الألباني متساهل في التّصحيح والتّضعيف؟
- الشيخ:
"ما أحد يسلم من الخطأ لا الألباني ولا الترمذي ولا النسائي بل حتّى
البخاري وتلميذه مسلم ـ رحمهم الله ـ وهذه اجتهادات، هو ما يتعمّد التساهل
ويتقصد الحكم على الحديث خطأً، يعني الحديث صحيح ويذهب يضعفه تساهلا، لا،
كلهم ـ إن شاء الله ـ مجتهدون ويريدون أن يحكموا بما بصرهم الله من الحقّ،
والإنسان معرّض للخطأ في أحكامه فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد
فأخطأ فله أجر واحد، فالخطأ يوجد، تقرؤون كتاب التّرمذي وكتاب صحيح ابن
خزيمة ومستدرك الحاكم وابن حبان ولا يتّهمون.
وإذا قال أحدهم فلان
متساهل فليس معناه أنّه يحكم بهواه في دين الله، الحديث دين الله عزّ وجلّ
ولمّا يكون الحديث يتضمّن حلالا أو حراما ويجيء يضعفه أو يصححه هل يضعفه
أو يصححه بهواه أو يجتهد وقد يصيب وقد يخطئ وبهذا لاعتبار ننظر إلى
العلماء ومنهم الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ وقد يتشدّد الألباني ـ رحمه
الله ـ فيضعف حديثا صحيحا مثلا حسب اجتهاده و هكذا.
والمهم، أنّه عالم بارع في الحديث وعلومه والعلل وفي الفقه فقيه النفس على طريقة السلف ولا يتكلم فيه إلاّ أهل الأهواء".
* موقف الشيخ ربيع من الاجتهادات التي أخطا فيها الشيخ الألباني:
السائل: هل تصححون حديث ابن عمر في رفع اليدين في صلاة الجنازة مرفوعا؟
- الشيخ:
"إن شاء الله، هذا علله الدارقطني وتابعه الحافظ ابن حجر وحسنه الشيخ ابن
باز وأجرينا عليه دراسة ووجدنا أنّه في درجة الحسن أو يصل إلى درجة الصحة،
لأنّ الذي رفعه وهو عمر بن شبّة. قال الدارقطني: خالفه غيره، ودرسنا هذه
المخالفة فلم نجدلها تأثيراً على رواية عمر ابن شبّة.
أولا: لم يسمّ الدارقطني هؤلاء المخالفين
ثانيا: هو ـ يعني ابن شبّة ـ ثقة أو صدوق، الظاهر أنّه ثقة.
فالحديث ثابت ـ إن شاء
الله ـ و قد عضده آثار، منها أثر عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز وبعض
السلف وهذا مما يتقوى به الحديث سواءً كان مرسلا أو فيه شيء من الضعف فكيف
إذا كان ثابتا.
الشيخ الألباني شيخنا ـ
رحمه الله ـ لكن منهج السلف أنّ الحق أكبر من الشخص كائنا من كان، هذا
الألباني حبيبنا وشيخنا وله جهود عظيمة، ولكن إذا أخطأ نرد خطأه ولا
نقبله، و نرده بأدب واحترام.
[size=21]الحديث علله الدارقطني بالوقف، تعارض الوقف والرفع هنا ماذا تفعل إذا تعارض الرفع و الوقف؟، ننظر إلى الأدلة فنرجح ما ترجحه الأدلة.
هنا تعارض الوقف والرفع
فوجدنا أن الرفع أرجح من الوقف ّوعضّده آثار عن عبد الله بن عمر ـ رضي
الله عنهما ـ نفسه كان يرفع يديه إذا صلى على الجنازة، ووجدنا الأحاديث
التي تعلّق بها الشيخ الألباني ضعيفة جدا وهي مذكورة في السنن للدارقطني ـ
رحمه الله ـ منها حديث أبي هريرة فيه ضعف شديد وحديث عبد الله بن عباس فيه
ضعف شديد أيضاً وهي لا تقاوم حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ و ما سانده من
الآثار.
وأنا كنت قديماً آخذا
بمذهب الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ثمّ درست الحديث فغيرت رأيي, فصلّى
ليلة إلى جانبي ـ رحمه الله ـ في المسجد النبوي خارج المسجد، صلينا على
جنازة فكان لا يرفع وأنا أرفع و أنا بجنبه فقلت له: شيخنا كنت على رأيك ثم
خالفتك فيه، قال: طيّب, فأعطيته بعض حججي وأدلتي فتقبلها بأدبه واحترامه ـ
رحمه الله ـ وبعد ذلك أشار إليّ في كتابه الجنائز فقال: ورأى بعض الأفاضل
كذا وكذا، هذا إشارة إلى تنبيهي أنا.
ثم رأيت الشيخ محمد عبد
الوهاب الوصابي ـ حفظه الله ـ لا يرفع فناقشته فصمّم على رأيه فجئنا هنا
إلى المكتبة ودرسنا الحديث، حتّى وصل هو نفسه إلى الحكم بالصحة لحديث عمر
بن شبة.
أهل الحديث يدورون مع
الحقّ ـ إن شاء الله ـ مع المحبة والاحترام لبعضهم بعض، والخلافات بينهم
ليست خصومة إذا كان معهم على العقيدة والمنهج ثمّ أخطأ فلا يخرج عن دائرة
الأجر، المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد، و لهذا نرى أهل
حديث من فجر التاريخ يختلفون في مثل هذه المسائل وينتقدون المقالات
والأشخاص لكن بأدب واحترام بدون سب، بدون تحقير بدون شتم لأنّ قصدهم
النّصيحة و بيان الحق".
* الجواب عمن زعم أن الشيخ ربيع المدخلي يطعن في الشيخ الألباني، جمعها ـ في سحاب ـ الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري (أبو عبد الله المدني):
سأنقل
هنا الذي أجده من كلام الشيخ ربيع المدخلي في الثناء على الإمام السلفي
الشيخ محمد ناصر الدين الألباني حتى يعرفوا ما هو موقف الشيخ ربيع من شيخه
الشيخ ناصر رحمه الله...
وقبل ذلك فسأنقل رد الشيخ ربيع على نفس تلك الشبهة التي تكلم به أبو السفالات في مقاله الأخير...
قال الشيخ في دفع بغي عدنان إجابة على سؤال وجه إليه هذا نصه:
السؤال العشرون:
ما تعليقكم حفظكم الله على قوله الآتي ـ أحسن الله إليكم ـ:
"والله العظيم قال هذا الرجل المتكبر على الألباني قال: سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني، فكيف يرضى بالتحاكم؟ كيف يرضى، ما يرضى؟".
الجـواب:
"أقول: نحن يربطنا
بالألباني عقيدة ومنهج، ونحن نجلُّه ونحترمه لعقيدته وعلمه ومنهجه الصحيح،
وتصديه لأهل الباطل ولأهل البدع ورميُ أهل البدع إياه عن قوسٍ واحدة؛ لأنه
تصدى لأباطيلهم، وكر عليها بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح نعرف هذا له.
وهذا الكلام الذي قلته : "سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني":
قلته في خلال الدفاع عنه، ورد الطعون عليه، وهذا شريط مسجل فليسمعه من يريد أن يعرف الحقيقة وهو منتشر.
وهل عدنان يردد هذا
الكلام صادقاً؟ ومن منطلق الغيرة على السنة وعلى الألباني، أو هو استغلالٌ
ماكر، إن التصاقه بالألباني استغلالٌ ماكر، فهو ليس على منهجه، وبعيد عن
منهج الألباني.
لأن منهج الألباني محاربة
البدع صغيرها وكبيرها، وهذا يدافع عنها ويضع القواعد لحماية أهل البدع،
ويمشي مع أهل البدع ويمشي مع الحزبيين، بل يمشي في ظني مع أشد أعداء
الألباني، ورأيت شيئاً في كلام عدنان يدل على هذه الصلة، ومنها أنهم
يمدونه بأشرطة لا يمكن أن يعلمها، موجودة عند أناسٍ من رؤوس الحدادية
الذين سبوا الألباني سباً شديداً وافتروا عليه، وأنه عدوٌ لمحمد بن عبد
الوهاب وعدوٌ لدعوته وعدوٌ لهذه الدولة و..و.. إلى آخره، هؤلاء يمدونه
بمعلومات لا يعرفها أعرف أنها من عندهم، وما سمعنا له كلمة لا في شريط ولا
في كتاب يواجه بها هؤلاء الذين يعادون الألباني
عرضت هذه المقولة على تلاميذ الألباني، أما تلاميذ الألباني قالوا : "هذا لا شيء فيه".
وعدنان يريد أن يهوّل ويريد الفتنة، وهذا من الأدلة أنه يتقصد الفتنة قصداً ويتقصد التحريش تقصداً.
وإلا لو كان صادقاً حبه
واحترامه للألباني لرد على أعدائه الذين ألفوا فيه الكتب يطعنون فيه
ويقولون أنه يطعن في دعوة محمد بن عبد الوهاب ويطعن ويطعن إلى آخره،
ويعرفهم أسميهم له: "با شميل، موسى الدويش، العسكر" يرد عليهم، وغيرهم من
الذين كتبوا وأعلنوا، يرد عليهم الآن إن كان صادقاً وإن كان شجاعاً، وإن
كانت الدنيا فتنة، الدنيا لا تهز ظفره يرد عليهم، فإن لم يرد عليهم فهو
صديقهم ومتمالى معهم ويمدونه بالمعلومات التي أظن أنهم أمدوه بـها، فإن
سكت ولم يرد عليهم فالأمر كما ذكرت أنا.
[size=21]*