من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 21.06.08 16:18
إن الرد على أهل الأهواء باب شريف من أبواب الجهاد، وكيف لا يكون كذلك وأهله في موقع الحراسة لهذا الدين: يذبون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، قد تسنموا غارب الحق، وامتشقوا حسام العلم، ليبقى الإسلام صافيا نقيا يتلألأ بهالة الرسالة التي أنزلت على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم .
ومن استقرأ حالهم في حلهم وترحالهم، وجد أنهم قد رفعوا قواعد الرد على المخالف على أصل النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وهذا المقام الذي يعدُّ عليه مدار الإسلام، يتطلب إحكام الادراك لمآخذ المخالفة ومداركها، الذي هو أساس في ترتيب النقض المحصور في ذكرها والتحذير منها، دون الالتفات إلى محاسن أهل الأهواء التي يخصفونها على أقوالهم الكاسية العارية، ليجمِّلوها في أبصار وبصائر الناظرين إليهم.
وبين يديك أخي القارىء بحوث في نفائس العلم وغواليه، اتصلت بسلك طرفه الأول، منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والفرق والكتب، كتبها أخ فاضل حريص على بقاء المنهج السلفي ناصعا كما عرفه الراسخون من أهل العلم، وحريص على الشباب المسلم ألا ينخدع بسراب أهل البدع وهالات التقديس التي يخلعونها على رؤوسهم ودعاتهم، ودعاويهم العريضة التي يحتمون وراء جدرها، حيث يزعمون أنهم أرادوا إحسانا وتوفيقاً، أحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدا.
وينبغي الاهتمام في هذا المقام بأمر، وهو أن الالتفات إلى محاسن أهل الأهواء في باب النصيحة مَطيِّة مَظِنَّة للخطر، وما تحت قدم الداعي إلى ذلك دحض، فليحذر من الزلل، وليسلك منه الجدد الذي يؤمن معه العثار.
إن نسبة هذا المنهج للسلف الصالح نسبة منكودة جديرة أن تفتح باب الفتنة على مصراعيه، حيث ُتلقي بعدة المستقبل في أحضان الأدعياء، لأن محاسنهم ستطغى على بدعهم، فيلقون إليهم بالمودة، وقد أمروا أن يشردوا بهم من خلفهم، وأن يضربوا منهم كل بنان.
وقد حذر العلماء السابقون من خطورة ذلك: