دراسة ألمانية: الصرامة والخوف مفتاح الطفل للنجاح
مفكرة الإسلام:
كشفت دراسة أعدتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (PISA)؛ لتقييم المستوى التعليمي الألماني أن الوسطية في التربية لا تعني الميوعة، أو الرضا دومًا بأنصاف الحلول، بل تعني أن يكون المعلم كربان السفينة إذا مالت بشدة إلى جهة، يميل بها هو إلى الجهة الأخرى، حتى يحافظ على توازنها.
وأوضحت الدراسة أن حب المعلم لطالبه يبرز في حرصه على مستقبله، وعلى أن يتعلم على أكمل وجه، وأن يكون منظمًا، مؤدبًا، ملتزمًا، حريصًا على تأدية واجباته، محترمًا لزملائه، رافضًا لاستخدام العنف، لا يتطاول على معلميه، منفذًا للأوامر، طالما كانت ذات علاقة بالعملية التعليمية. وفقًا لما ورد بموقع "مجلة المعرفة".
وتنفي الدراسة الاعتقاد القديم بأن الطالب يحتاج إلى أكبر قدر من الحرية لاتخاذ القرارات، وإلى توفير بيئة ديمقراطية إلى أبعد مدى، ودون أي تدرج هرمي للسلطة، مؤكدة على أن التجربة أثبتت أن الانضباط هو جوهر العملية التعليمية، وهو بوابة الطالب إلى النجاح؛ لأنه يتعلم الشدة مع النفس حتى بلوغ الهدف، فتسلّق الجبل العالي يحتاج إلى الجهد والعناد، وبلوغ التفوق يحتاج إلى ذلك أيضًا، بل وبنفس أطول.
وتشير إلى أن 30٪ من الأطفال في ألمانيا نشئوا في عائلات ليس عندها إلا طفل واحد، وبالتالي فإنهم لا يعرفون معنى تقاسم الممتلكات، بل يبقى كل شيء مملوكًا لهم فقط، ولا يعرفون معنى العدل؛ لأنهم لم يمارسوه في حياتهم اليومية، ولذلك فإن هؤلاء الأطفال الوحيدين، سيستطيعون من خلال الاحتكاك بالمجموعة داخل الروضة أو داخل المدرسة من اكتساب هذه الخبرات التي تنقصهم.
وتؤكد الدراسة على أن الطالب يحتاج إلى الخوف من المعلم، ليس خوفًا غير مبرر، بل خوف قائم على علمه اليقيني أن أية مخالفة للقواعد ستجلب العقاب لا محالة، ويتساءل عما إذا كان المنطق يقول إن الطالب لا يحتاج إلى ما نحتاج إليه نحن الكبار. فلولا الخوف من المخالفة المرورية لقاد أحدنا سيارته بسرعة تفوق المسموح، ولولا الخوف من العقوبة، لما التزم الناس الصدق في بياناتهم لمصلحة الضرائب؛ ولذلك فإن الطلاب يحتاجون إلى قواعد صارمة، كالتي نحتاج إليها.
منقول
http://www.islammemo.cc/akhbar/maraa-wa-tefl/Children/2006/11/20/20282.html