[b]خصائص الطفل
[/b]
1 – كثرة الحركة وعدم الاستقرار
2– شدَّة التقليد
3– العناد
4– عدم التمييز بين الصواب والخطأ
5– كثرة الأسئلة
6– ذاكرة حادة آلية
7 – حب التشجيع
8 – حبّ اللَّعب والمَرَح
9 – حبُّ التَّنافُس والتَّناحُر
10 – التفكير الخيالي
11 – الميل لاكتساب المهارات
12 – النمو اللغوي سريع
13 – الميل للفكِّ والتركيب
14 – حدَّة الانفعالات
• • • • •
إنَّ مرحلة الطفولة تعتبر أهمَّ مرحلةٍ في حياة الإنسان؛ ففيها بداية التشكيل والتكوين، وعليها سيكون الإنسان بعد ذلك: سَوِيًّا أو مريضًا، فجميع الأمراض النفسية تقريبًا تنشأ نتيجةً لسوء فهم طبيعة هذه المرحلة ومتطلَّباتِها؛ فالغضب، والخوف، والانطواء، والتبول اللاإرادي، والشِّجار، والكَذِب، والسرقة، وغير ذلك من أمراض تنشأ في بداية هذه المرحلة إن أُسِيء إلى الطفل فيها، ولم يعامَل المعاملةَ التربويَّةَ السليمة.
ولذا فنحن نَخُصُّ هذه المرحلةَ بالذِّكْر دون بقية المراحل السِّنِّيَّة الأخرى؛ ولكنَّنا نؤكِّد على أنَّ هذهِ الخصائِصَ غيرُ مصطنعة عند بعض الأطفال؛ بل إنَّها تدلُّ على أنَّ هذا الطفل سَوِيٌّ وطبيعيٌّ، وإن أتى ذلك على المربِّي بِبَعْضِ الضَّرر:
فمَثَلاً: الطفل حتَّى 6 سنوات لا يُمَيِّز بين الصواب والخطأ؛ فلذلك قد تجده يضع يده في الماء الساخن أو يضع يده على النار؛ ليَستكشِفَ هذا المجهولَ بالنسبة له، فلا بدَّ أن أُعامِل الطفل على أنه طفل غير مُدرِك، وأن ما يفعله طبيعيٌّ في هذه السِّنِّ، فعلينا فقط أن نُرشِد ونُهَذِّبَ هذه الصفة، ونحاول هنا التعرف على هذه الصفات وتلك الخصائص المميِّزَة للأطفال.
1 – كثرة الحركة وعدم الاستقرار:
فالطفل يتحرَّك كثيرًا، ولا يجلس في مكان واحد لفترة طويلة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((عَرَامَةُ الصَّبِيِّ في صِغَرِهِ زيادةٌ في عَقْلِهِ عند كِبَرِهِ))؛ رواه الترمذي [الحكيم التِّرْمِذِيُّ في أماليه].
أي: إن الحركة الكثيرة، واللعِبَ الدائم، وعدمَ الاستقرار، والصعودَ والنزول، وغيرَ ذلك، يَزيد من ذكاء الطفل وخِبرَتِه بعد أن يكبُرَ، أمَّا الآخَرُ الذي لا يتحرك، ويجلس دائمًا وحيدًا في أحد الأركان فهو غير سِوِيٍّ، وغالبًا ما سَيُصابُ بعد ذلك بالانطواء والكَبْت والخوف والخجل نتيجة لذلك.
ولكن هناك بعض الأشياء التي تساعد في تهذيب وترشيد حركة الطفل الكثيرة في هذه المرحلة، ومنها:
أ– أن تحاول الأمُّ أن تَشْغَل فراغه معها في أعمال البيت؛ لأنَّ النفس عمومًا إن لم تَشْغَلْها بالطاعة شغلتك بالمعصية، والطفل كذلك إن لم تَشْغَلْهُ بما هو مفيد فسيُفَرِّغ طاقته فيما هو غير مفيد، فالأمُّ تُحَضِّر طَبَقًا صغيرًا وتطلب منه أن يغسل شرابه [جَوْرَبَهُ] أو ملابسه؛ لِيتعوَّدَ على الاعتماد على النفس، وكذلك يرتِّب أدواتِه وملابِسَهُ وحُجْرَتَهُ قَدْر الإمكان.
ب– الاشتراك في أحد الأندية؛ ليُفْرِغ الطفل طاقته في لِعْبَة ما، خاصَّةً الألعابَ العنيفة التي تُعَوِّده الشجاعة والثقة بالنفس؛ كالكاراتيه، والتايكوندو، والكونغ فو، والمصارعة.
ج– زيارة الأقارب والأصدقاء والجيران مِمَّنْ لهم أبناء في مثل هذه السِّنِّ، فيلعب الطفل مع أصدقاء له في سِنِّه، يُفرِّغ معهم طاقَتَهُ على أن يُراعَى اختيار الأقارب والأصدقاء والجيران الصالحين، الذين يربُّون أبناءَهُمْ على القِيَمِ السَّليمة، والأخلاق الفاضلة؛ لئلا يسمع ما تمنعه عنه من ألفاظ بذيئة وغيرها من فاسد الأخلاق؛ ولذا يمنع الطفل من النزول للشارع مع أقران السوء، أو سماع التليفزيون دائمًا؛ لأن ذلك يفسد ما تحاول إصلاحه.
د– (الفسحة) والخروج للمتنزهات، ولو مَرَّة كلَّ أسبوع على الأقلّ.
2– شدَّة التقليد:
فالطفل يقلِّدُ الكبير خاصَّةً الوالِدَيْنِ والمدرسين في الحَسَن والقبيح؛ فالأب يصلي فيحاول الابن تقليده، ويَشرَب الدُّخَان فيحاول الابن تقليده وهكذا، ومن طرق علاج ذلك ما يلي:
أ– نحكي له حكايات الصحابة والصالحينَ والعُلَماء والنماذج الطيبة؛ ليقلدهم.
ب– نَصْطَحِبُه في كُلّ ما هو حَسَنٌ؛ ليقلد، كالذهاب معه إلى المساجد وزيارة الصالحين.
ج– لا يجلس أمام التليفزيون ليشاهد غريندايزر، والنينجا، وسوبر مان؛ لئلا يصاب بالكبت والإحباط، نتيجة فشله في تقليدهم، أو أن يرمي بنفسه من الشباك؛ ليقلد سوبر مان مَثَلاً.
د– شرائط الكاسيت والفيديو الإسلامية، التي تحكي قِصَصًا وتراجِمَ للقادة المسلمين الفاتحين تساعدهم في ذلك؛ مثل أفلام: مُحمَّد الفاتح، والسندباد، ورحلة خلود، والرسالة وغيرها.
3– العناد:
فالطفل يتميَّزُ بِالعِناد الشديد، فلا نتعجَّبُ من ذلك ونتَّهم الطفل بتعمد العناد مع أبويه ومدرِّسيه؛ بل علينا أن نُشَجّعه ونحفزه على فعل النقيض، ونذكر له من القصص والحكايات ما يجعله يَنْفِر من العناد؛ كأن نُشَبّه الذي يُعاند بالشيطان الذي عاند مع الله ولم يطع أوامره؛ فغَضِبَ الله عليه وأدخله النار، ومثله الكافر القبيح وغير ذلك؛ مما يجعل الطفل يبتعد عن هذه الصفة، ولكن في النهاية نتأكَّد تمام التأكّد من أنَّ الطفل العنيد غير مريض، وغير عاقّ لوالديه، ولكن هذا العناد يرجع إلى طبيعة سِنّه، فإذا صعِد على الفراش برجله المتسخة ورفض النزول، أو رفض النوم، وصمَّم على الرفض، أو عاند في أي شيء، فالتحفيز والتشجيع لا الإهانة والتعذيب.
4– عدم التمييز بين الصواب والخطأ:
فالطفل قد رأى أمه تشعل الكبريت، فحاول تقليدها فلسعته النار، ووضع يده في الماء الساخن وهو لا يعرف ضرره، ويريد أن يضع يده بين ريش المروحة وهي تعمل، وغير ذلك من أمثلة تدل على عدم تمييز الطفل بين الصواب والخطأ، فلا يحاسب الطفل على ذلك بالضرب والإهانة؛ كما يحاسب الكبير المدرِك؛ لأن عقل الطفل لم ينضج بعد، وإن مَيَّزَ شيئًا لا يُمَيِّز الآخر، لكن علينا أن نبعده عما يضره؛ كالسكين، والكبريت، والمروحة و(الدفاية)، والماء الساخن.
5– كثرة الأسئلة:
فهو يسأل عن أيِّ شيء، وفي أي وقت، وبأي كيفية؟ ومنها الأسئلة التي يريد منها المعرفة؛ كسؤاله: أين الله؟ ومنها الأسئلة التي يريد منها إحراج الأبوين والمربي؛ كسؤاله: (لماذا أنت سمين يا بابا؟) ومنها الأسئلة التي تدل على قلقه وخوفه؛ فيقول: (هل ستموت يا بابا؟)، وغير ذلك من أنواع الأسئلة التي سيأتي الحديث عنها مفصلاً بإذن الله في موضع آخر، ولكن قبل ذلك نحذر من الكذب على الطفل، ولا نجيب عن أسئلته بما لا يحتمله عقله، ولنضبط ردود أفعالنا عند المفاجأة بسؤال غير متوقع، ولا نقول له: أنت ما زلت صغيرًا، ولا تتكلم في هذه الأمور؛ لأن الطفل عنيد، وسَيَزِيدُه ذلك شغفًا لمعرفة الإجابة عن سؤاله، وسيضطر لأن يسأل أحد أقاربه، أو مدرِّس الحضانة أو المَدْرَسَة، وقد يجيبه إجابة خاطئة تَعْلَقُ في ذِهنه، ولا تستطيع مَحْوَها أو تصويبَها بسهولة؛ فلنفتح قلوبنا وعقولنا لأسئلة أبنائنا قبل أن نندم.
6– ذاكرة حادة آلية:
فالطفل ذاكرته ما زالتْ نقيَّةً بيضاءَ، لم تُدَنِّسها الهموم ولا المشاكل، فهو لذلك يحفظ كثيرًا وبلا فهم، وهذا معنى الآلية؛ أي: أنْ يحفظَ بلا وعي وبلا إدراك، وتُسْتَغَلُّ هذه الحِدَّةُ والآلية في الذاكرة في: حفظ القرآن الكريم، والحديث الشريف، والأدعية، والأذكار، والأناشيد، وفي المذاكرة، ويصعُبُ نِسيان ما يحفَظُه في هذه السِّنِّ.
ولكن مع مراعاة أن يكون أُسلوبُ التَّحفيظِ سَهلاً شَيِّقًا، وفي أغنية جميلة فتعلمه التسمية في كل شيء من خلال النشيد:
أَبْدَأ لَعِبِي بِاسْمِ اللَّهْ أَقْرَأ أَكْتُب بِاسْمِ اللَّهْ أَرْكَب أَسْبَح بِاسْمِ اللَّهْ آكُل أَشْرَب بِاسْمِ اللَّهْ بِاسْمِ اللَّهْ بِاسْمِ اللَّهْ أَحْلَى كَلاَم اتْعَلِّمْنَاهْ |