ردٌّ قويٌّ من العلامة الشوكانيّ على الزمخشري المعتزليّ
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) :
ولقد تكلم صاحب الكشاف في هذا الموضع بما كان له في تركه سعة , وفي السكوت عنه غنى ,فقال : ولا يخدعنك قول المجبرة إن المراد بالاستثناء خروج أهل الكبائر من النار , فإن الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم , وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لما روي لهم بعض الثوابت عن ابن عمرو : ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد ثم قال : وأقول ما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث انتهى .
وأقول : أما الطعن على من قال بخروج أهل الكبائر من النار فالقائل بذلك - يا مسكينُ - رسول الله صلى الله عليه و سلم كما صح عنه في دواوين الإسلام التي هي دفاتر السنة المطهرة وكما صح عنه في غيرها من طريق جماعة من الصحابة يبلغون عدد التواتر , فما لك والطعن على قوم عرفوا ما جهلته , وعملوا بما أنت عنه في مسافة بعيدة , وأي مانع من حمل الاستثناء على هذا الذي جاءت به الأدلة الصحيحة الكثيرة كما ذهب إلى ذلك وقال به جمهور العلماء من السلف والخلف , وأما ما ظننته من أن الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم فلا مناداة ولا مخالفة , وأي مانع من حمل الاستثناء في الموضعين على العصاة من هذه الأمة , فالاستثناء الأول يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من خروج العصاة من هذه الأمة من النار , والاستثناء الثاني يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من عدم خلودهم في الجنة كما يخلد غيرهم وذلك لتأخر خلودهم إليها مقدار المدة التي لبثوا فيها في النار , وقد قال بهذا من أهل العلم من قدمنا ذكره وبه قال ابن عباس حبر الأمة , وأما الطعن على صاحب رسول الله وحافظ سنته وعابد الصحابة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهفإلى أين يا محمود , أتدري ما صنعت , وفي أي واد وقعت , وعلى أي جنب سقطت ؟ , ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكان وتتناول نحوم السماء بيديك القصيرة ورجلك العرجاء , أما كان لك في مكسري طلبتك من أهل النحو واللغة ما يردك عن الدخول فيما لا تعرف والتكلم بما لا تدري , فيا لله العجب ما يفعل القصور في علم الرواية والبعد عن معرفتها إلى أبعد مكان من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ولا أوقفها حيث أوقفها الله سبحانه .
انتهى كلامه - رحمه الله - من تفسير سورة (هود) من (فتح القدير 2/759)
منقول عن سحاب
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=358500
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى ( فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك ) :
ولقد تكلم صاحب الكشاف في هذا الموضع بما كان له في تركه سعة , وفي السكوت عنه غنى ,فقال : ولا يخدعنك قول المجبرة إن المراد بالاستثناء خروج أهل الكبائر من النار , فإن الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم , وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لما روي لهم بعض الثوابت عن ابن عمرو : ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد ثم قال : وأقول ما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث انتهى .
وأقول : أما الطعن على من قال بخروج أهل الكبائر من النار فالقائل بذلك - يا مسكينُ - رسول الله صلى الله عليه و سلم كما صح عنه في دواوين الإسلام التي هي دفاتر السنة المطهرة وكما صح عنه في غيرها من طريق جماعة من الصحابة يبلغون عدد التواتر , فما لك والطعن على قوم عرفوا ما جهلته , وعملوا بما أنت عنه في مسافة بعيدة , وأي مانع من حمل الاستثناء على هذا الذي جاءت به الأدلة الصحيحة الكثيرة كما ذهب إلى ذلك وقال به جمهور العلماء من السلف والخلف , وأما ما ظننته من أن الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم فلا مناداة ولا مخالفة , وأي مانع من حمل الاستثناء في الموضعين على العصاة من هذه الأمة , فالاستثناء الأول يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من خروج العصاة من هذه الأمة من النار , والاستثناء الثاني يحمل على معنى إلا ما شاء ربك من عدم خلودهم في الجنة كما يخلد غيرهم وذلك لتأخر خلودهم إليها مقدار المدة التي لبثوا فيها في النار , وقد قال بهذا من أهل العلم من قدمنا ذكره وبه قال ابن عباس حبر الأمة , وأما الطعن على صاحب رسول الله وحافظ سنته وعابد الصحابة عبد الله بن عمرو رضي الله عنهفإلى أين يا محمود , أتدري ما صنعت , وفي أي واد وقعت , وعلى أي جنب سقطت ؟ , ومن أنت حتى تصعد إلى هذا المكان وتتناول نحوم السماء بيديك القصيرة ورجلك العرجاء , أما كان لك في مكسري طلبتك من أهل النحو واللغة ما يردك عن الدخول فيما لا تعرف والتكلم بما لا تدري , فيا لله العجب ما يفعل القصور في علم الرواية والبعد عن معرفتها إلى أبعد مكان من الفضيحة لمن لم يعرف قدر نفسه ولا أوقفها حيث أوقفها الله سبحانه .
انتهى كلامه - رحمه الله - من تفسير سورة (هود) من (فتح القدير 2/759)
منقول عن سحاب
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=358500