النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - المعلم الأعظم
وتكامل شخصيته وتنوع أسلوبه لنستلهم منه العبر ونترسم الخطى
وتكامل شخصيته وتنوع أسلوبه لنستلهم منه العبر ونترسم الخطى
قال العلامة الموردي–رحمه الله - وغيره ([1]) وهو يتحدث عما خصّ الله تعالى به رسوله محمد - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - من المزايا والخصائص ما ملخصه :
"لما كان أنبياء الله صفوة عبادة وخير خلقه، لما كلفهم من القيام بحقه، استخلصهم من أكرم العناصر، وأمدهم بأوكد الأوصر حفظاً لنسبهم من قدح، ولمنصبهم من جرح، لتكون النفوس لهم أوطى، القلوب لهم أصفى فيكون الناس إلى إجابتهم أسرع ولأوامرهم أطوع. وقد كانت آيات النبوة في رسول الله–صلى الله عليه وسلم - باهرة وشواهده قاهرة تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بمحق، وقد أرسله الله بعد الاستخلاص، وطهره من الأدناس، فانتفت عنه تهم الظنون، وسلم من ازدراء العيون، لا يدفعه عقل، ولا يأباه قلب، ولا تنفر عنه نفس، فهو المهيأ لأشرف الأخلاق وأجمل الأفعال المؤهل لأعلى المنازل وأفضل الأعمال؛ لأنها أصول تقود إلى ما ناسبها ووافقها، وتنفر ما باينها وخالفها، ولا منزلة في العالم أعلى من النبوة التي هي سفارة بين الله تعالى وعباده، تبعث على مصالح الخلق وطاعة الخالق، فكان أفضل الخلق بها أخصّ، وأكملهم بشروطها أحقّ وأمسّ.
ولم يكن في عصر الرسول–صلى الله عليه وسلم - وما دانى طرفيه من قاربه في فضله، ولا داناه في كماله، خلقاً وخلقاً، وقولاً وفعلاً، وبذلك وصفه الله تعالى في كتابه بقوله:"وإنك لعلى خلق عظيم"سورة "القلم"الآية(4)والفضل وإن لم يكن من معجزات النبوة؛ لأنه قد يشارك فيه، فهو من أماراتها وتكامل الفضل معوز([2]) فصار كالمعجز، وكمال الفضل للصدق، والصدق موجب لقبول الحق، فجاز أن يكون الفضل من دلائل الرسل فإذا وضح هذا، فالكمال المعتبر في البشر، يكون من أربعة أوجه :
أولاً : كمال الخلق .
ثانياً : كمال الخلق .
ثالثاً : فضائل الأقوال .
رابعا ً: فضائل الأعمال .
"لما كان أنبياء الله صفوة عبادة وخير خلقه، لما كلفهم من القيام بحقه، استخلصهم من أكرم العناصر، وأمدهم بأوكد الأوصر حفظاً لنسبهم من قدح، ولمنصبهم من جرح، لتكون النفوس لهم أوطى، القلوب لهم أصفى فيكون الناس إلى إجابتهم أسرع ولأوامرهم أطوع. وقد كانت آيات النبوة في رسول الله–صلى الله عليه وسلم - باهرة وشواهده قاهرة تشهد مباديها بالعواقب، فلا يلتبس فيها كذب بصدق، ولا منتحل بمحق، وقد أرسله الله بعد الاستخلاص، وطهره من الأدناس، فانتفت عنه تهم الظنون، وسلم من ازدراء العيون، لا يدفعه عقل، ولا يأباه قلب، ولا تنفر عنه نفس، فهو المهيأ لأشرف الأخلاق وأجمل الأفعال المؤهل لأعلى المنازل وأفضل الأعمال؛ لأنها أصول تقود إلى ما ناسبها ووافقها، وتنفر ما باينها وخالفها، ولا منزلة في العالم أعلى من النبوة التي هي سفارة بين الله تعالى وعباده، تبعث على مصالح الخلق وطاعة الخالق، فكان أفضل الخلق بها أخصّ، وأكملهم بشروطها أحقّ وأمسّ.
ولم يكن في عصر الرسول–صلى الله عليه وسلم - وما دانى طرفيه من قاربه في فضله، ولا داناه في كماله، خلقاً وخلقاً، وقولاً وفعلاً، وبذلك وصفه الله تعالى في كتابه بقوله:"وإنك لعلى خلق عظيم"سورة "القلم"الآية(4)والفضل وإن لم يكن من معجزات النبوة؛ لأنه قد يشارك فيه، فهو من أماراتها وتكامل الفضل معوز([2]) فصار كالمعجز، وكمال الفضل للصدق، والصدق موجب لقبول الحق، فجاز أن يكون الفضل من دلائل الرسل فإذا وضح هذا، فالكمال المعتبر في البشر، يكون من أربعة أوجه :
أولاً : كمال الخلق .
ثانياً : كمال الخلق .
ثالثاً : فضائل الأقوال .
رابعا ً: فضائل الأعمال .
فأما الوجه الأول : في كمال خلقه بعد اعتدال صورته:
فيكون بأربعة أوصاف
أحدها: السكينة الباعثة على الهيبة والتعظيم، الداعية إلى التقديم والتسليم وكان أعظم مهيب في النفوس، حتى ارتاعت رسل كسرى من هيبته حين أتوه، مع ارتياضهم بصولة الأكاسرة، ومكاثرة الملوك الجبابرة، فكان –صلى الله عليه وسلم - في نفوسهم أهيب، وفي أعينهم أعظم، وإن لم يتضام بأبهة، ولم يتطاول بسطوة، بل كان بالتواضع موصوفاً، وبالسهولة معروفاً .
والثاني: الطلاقة الموجبة للإخلاص والمحبة الباعثة على المصافاة والمودة، وقد كان - صلوات الله وسلامه - محبوباً، ولقد أستحكمت محبة طلاقته في النفوس حتى لم يقله مصاحبولم يتباعد منه مقارب، وكان أحب إلى أصحابه من الآباء والأبناء، وشرب البارد على الظماء
والثالث: حسن القبول، الجالب لممايلة القلوب حتى تسرع إلى طاعته، وتذعن بموافقته وقد كان قبول منظره - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - مستوليا على القلوب، ولذلك استحكمت مصاحبته في النفوس، حتى لم ينفر منه معاند، ولا استوحش منه مباعد إلا من ساقه الحسد إلى شقوته، وقادة الحرمان إلى مخالفته.
والرابع: ميل النفوس إلى متابعته، وانقيادها لموافقته، وثباتها على شدائده ومصابرته، فما شذ عنه معها من اخلص، ولا ند عنه فيها من تخصص([3])
وهذه الأربعة من دواعي السعادة، وقوانين الرسالة، وقد تكاملت فيه، فكمل لما يوازنها، واستحق ما يقتضيها.
([1]) الإمام أبو الحسن على بن محمد الماوردي البصري البغدادي أقضي قضاة عصره، المولود سنة 364، والمتوفى سنة 450 - رحمه الله تعالى - في كتابه "أعلام النبوة"في"الباب العشرين"وذكر مثل ذلك الإمام أبو محمد ابن حزم–رحمه الله - في كتابه"الفصل في الملل والأهواء والنحل"(2/88 - 91)
وفي"سير أعلام النبلاء"(18/64) قال الحافظ شمس الدين الذهبي - رحمه الله تعالى:"الإمام العلامة، أقضى القضاة،أبو الحسن علي بن محمد بنحبيب البصري الماوردي الشافعي، صاحب التصانيف. قال أبو عمرو بن الصلاح: هو متهم بالاعتزال، وكنت أتأول له، واعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم... فتفسيره عظيم الضرر، وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة،بل يتكتم، ولكنه لا يوافقهم في خلق القرآن، ويوافقهم في القدر"
وفي "ميزان الاعتدال"(3/155) ترجمة(5936): صدوق في نفسه ولكنه معتزلي" وساق ما تقدم الحافظ ابن حجر في"لسان الميزان"(4/299) ثم قال: ولا ينبغي أن يطلق عليه اسم الاعتزال... قلت (الحافظ) : والمسائل التي وافق عليها المعتزلة معروفة، ثم ساق كلام الحافظ ابن الصلاح المتقدم .
([2]) أعوز الشيء فهو يعوزني،أي: قلّ عندي مع حاجتي إليه . "لسان العرب"(5/385) مادة (عوز).
([3]) أي: عاشره طويلاً واختص بصحبته .