خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    بعض مشاهير الزنادقة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض ـ رحمه الله ـ

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية بعض مشاهير الزنادقة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض ـ رحمه الله ـ

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 12.12.10 9:13

    بعض مشاهير الزنادقة


    بعض مشاهير الزنادقة  الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض  ـ  رحمه الله  ـ 470674

    في تعليقات الأستاذ محمد محيي الدين عبدالحميد على كتاب "مقالات الإسلاميين"[1]:

    "أكثر العلماء على أن أبا مغيث الحسين بن منصور، المعروف بالحلاج، الزاهد الصوفي المشهور، المتوفى قتيلاً سنة تسع وثلاثمائة من الهجرة - كان يقول بالحلول، وكفروه بذلك، وحكم علماء عصره بكفره، وبأنه حلال الدم، وقتل بفتواهم.

    ومن الألفاظ التي اشتهرت عنه
    قوله: "أنا الحق"، وقوله: "ما في الجبة إلا الله".



    ويرى إمام الحرمين أبو المعالي عبدالملك بن محمد الجويني: أن أبا المغيث الحلاج، وأبا طاهر سليمان بن سعيد الحسن بن بهرام القرمطي، كانا من قوم اتفقوا على قلب نظام الدولة، وتواصوا بالدأب ومواصلة السعي لذلك، وذهب القرمطي إلى أكناف الأحساء لذلك، قال: وارتاد الحلاج قطر بغداد، فحكم عليه صاحبها بالهلكة، والقصور عن درك الأمنية لبعد أهل العراق عن الانخداع.



    أما حجة الإسلام الغزالي - وهو من تلاميذ إمام الحرمين الجويني -: فقد عقد في كتابه "مشكاة الأنوار" فصلاً طويلاً بَيَّن فيه حال الحلاج، واعتذر عن الألفاظ التي كانت تصدر عنه، وحملها كلها على محامل حسنة وتأولها، وقال: هذا من فرط المحبة، وشدة الوجد، وجعل هذا الكلام مثل قول القائل:
    أَنَا مَنْ أَهْوَى وَمَنْ أَهْوَى أَنَا
    نَحْنُ رُوحَان حَلَلْنَا بَدَنَا
    فَإِذَا أَبْصَرْتَنِي أَبْصَرْتَهُ
    وَإِذَا أَبْصَرْتَهُ أَبْصَرْتَنَا



    والحلاج هو صاحب البيت المشهور، الذي يجري على قول المجبرة، وهو قوله:
    أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوفًا وَقَالَ لَهُ
    إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالمَاءِ
    فَإِذَا أَبْصَرْتَنِي أَبْصَرْتَهُ
    وَإِذَا أَبْصَرْتَهُ أَبْصَرْتَنَا



    (وانظر الترجمة رقم 181 من كتاب "وفيات الأعيان"، و"أنباء أبناء الزمان"؛ لقاضي القضاة ابن خلكان ج1 صفحة 405 بتحقيقنا)".



    قال الزركلي في الأعلام[2]: "الحلاج توفِّي سنة 309هـ، الحسين بن منصور الحلاج أبو مغيث، فيلسوف، يعد تارة في كبار المتعبدين والزهاد، وتارة في زمرة الملحدين، أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق أو بتستر، وانتقل إلى البصرة وحج، ودخل بغداد، وعاد إلى تستر، وظهر أمره سنة 299 هـ، فاتبع بعض الناس طريقته في التوحيد والإيمان، ثم كان يتنقل في البلدان، وينشر طريقته سرًّا.



    وقالوا: إنه كان يأكل يسيرًا، ويصلي كثيرًا، ويصوم الدهر، وأنه كان يظهر مذهب الشيعة لملوك (العباسيين)، ومذهب الصوفية للعامة، وهو في تضاعيف ذلك يدعي حلول الإلهية فيه.



    وكثرت الوشايات به إلى المقتدر العباسي، فأمر بالقبض عليه، فسجن وعذب وضرب، وهو صابر لا يتأوه ولا يستغيث.



    قال ابن خلكان: وقطعت أطرافه الأربعة، ثم جُزَّ رأسه، وأحرقت جثته، ولما صارت رمادًا ألقيت في دجلة، ونصب الرأس على جسر بغداد، وادَّعى أصحابه أنه لم يقتل، وإنما ألقي شبهه على عدو له.



    وقال ابن النديم في وصفه: كان مُحتالاً يتعاطَى مذاهب الصوفية، ويدعي كل علم، جسورًا على السلاطين، مرتكبًا للعظائم، يروم إقلاب الدول، ويقول بالحلول، وأورد أسماء ستة وأربعين كتابًا له في غريب الأسماء والأوضاع؛ منها: "طاسين الأزل"، و"الجوهر الأكبر"، و"الشجرة النورية"، و"الظل الممدود"، و"الماء المسكوب"، و"الحياة الباقية"، و"قرآن القرآن"، و"الفرقان"، و"السياسة والخلفاء والأمراء"، و"علم البقاء والفناء"، و"مدح النبي"، و"المثل الأعلى"، و"القيامة والقيامات"، و"هو هو"، و"كيف كان وكيف يكون"، و"الكبريت الأحمر" "والوجود الأول"، و"الوجود الثاني"، و"اليقين"، و"التوحيد".

    ووضع المستشرق غولدتسهير رسالة في الحلاج وأخباره وتعاليمه.

    وكذلك صنف المستشرق لويس مسينيون كتابًا في الحلاج وطريقته ومذهبه، وأقوال الباحثين فيه كثيرة[3].




    ابن الراوندي:

    في التعليقات على "مقالات الإسلاميين" للأستاذ محيي الدين عبدالحميد[4]:

    «ابن الراوندي: أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق، له مقالة في علم الكلام، وله الكتب المصنفة نحو مائة وأربعة عشر كتابًا، منها كتاب: "فضيحة المعتزلة"، ونسبته إلى راوند، بفتح الراء والواو، وبينهما ألف، وسكون النون، وبعدها دال مهملة، وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان، وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق، وقيل: توفي ببغداد، وتقدير عمره أربعون سنة؛ (انظر الترجمة رقم 34 في "وفيات الأعيان"؛ لابن خلكان ج1 ص 78 بتحقيقنا).



    وكتاب "فضيحة المعتزلة" هو الذي ألف أبو الحسن عبدالرحيم بن محمد بن عثمان الخياط المعتزلي في آخر القرن الثالث كتاب "الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد" في الرد عليه.



    قال ابن كثير في حوادث سنة 298 هـ[5]:

    "ابن الراوندي: أحد مشاهير الزنادقة، كان أبوه يهوديًّا، فأظهر الإسلام، ويقال: إنه حرف التوراة، كما عادى ابنه القرآن وألحد فيه، وصنف كتابًا في الرد على القرآن سماه: "الدامغ"، وكتابًا في الرد على الشريعة، والاعتراض عليها، سماه: "الزمردة"، وكتابًا يقال له: "التاج" في معنى ذلك، وله كتاب: "الفريد"، وكتاب: "إمامة المفضول الفاضل".



    وقد انتصب للرد على كتبه هذه جماعة؛ منهم الشيخ أبو علي محمد بن عبدالوهاب الجبائي، شيخ المعتزلة في زمانه، وقد أجاد في ذلك، وكذلك ولده أبو هاشم عبدالسلام بن أبي علي.



    قال الشيخ أبو علي: قرأت كتاب هذا الملحد الجاهل السفيه ابن الراوندي، فلم أجد فيه إلا السفه والكذب والافتراء، قال: وقد وضع كتابًا في قدم العالم، ونفي الصانع، وتصحيح مذهب الدهرية، والرد على أهل التوحيد، ووضع كتابًا في الرد على محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعة عشر موضعًا، ونسبه إلى الكذب - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - وطعن على القرآن، ووضع كتابًا لليهود والنصارى، وفضل دينهم على المسلمين والإسلام، يحتج لهم فيها على إبطال نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى غير ذلك من الكتب التي تُبَيِّن خُرُوجه عن الإسلام، نقل ذلك ابن الجوزي عنه.



    وقد أورد ابن الجوزي في "منتظمه" طرفًا من كلامه وزندقته وطعنه على الآيات والشريعة، ورد عليه في ذلك، وهو أقل وأخس وأذل من أن يلتفت إليه، وإلى جهله وكلامه وهذيانه وسفهه وتمويهه.



    وقد أسند إليه حكايات من المسخرة والاستهزاء، والكفر والزندقة؛ منها ما هو صحيح عنه، ومنها ما هو مفتعل عليه، ممن هو مثله، وعلى طريقه ومسلكه في الكفر، والتستر بالمسخرة، يخرجونها في قوالب مسخرة، وقلوبهم مشحونة بالكفر والزندقة.



    وهذا كثيرٌ مَوْجُود فيمَن يدَّعِي الإسلام، وهو منافق يتمسخر بالرسول ودينه وكتابه، وهؤلاء ممن قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة: 65، 66].



    قد كان أبو عيسى الوراق مصاحبًا لابن الراوندي - قبحهما الله - فلما علم الناس بأمرهما طلب السلطان أبا عيسى، فأودع السجن حتى مات.



    وأما ابن الراوندي فهرب، فلجأ إلى لاوي اليهودي، وصنَّف له في مدَّة مقامه عنده كتابه الذي سماه: "الدامغ للقرآن"، فلم يلبث بعده إلا أيامًا يسيرة حتى مات - لعنه الله - ويقال: إنه أخذ وصلب.



    قال أبو الوفاء ابن عقيل: ورأيت في كتاب محقق أنه عاش ستًا وثلاثين سنة، مع ما انتهى إليه من التوغل في المخازي في هذا العمر القصير - لعنه الله وقبحه، ولا رحم عظامه.



    وقد ذكره ابن خلكان في "الوفيات" وتلبس عليه ولم يخرجه[6] بشيء، ولا كأن الكلب أكل له عجينًا، على عادته في العلماء والشعراء، فالشعراء يطيل تراجمهم، والعلماء يذكر لهم ترجمة يسيرة، والزنادقة يترك ذكر زندقتهم.



    وأرخ ابن خلكان تاريخ وفاته في سنة خمس وأربعين ومائتين، وقد وهم وهمًا فاحشًا، والصحيح أنه توفِّي في هذه السنة، كما أرخه ابن الجوزي وغيره".



    قال ابن كثير في حوادث سنة 245 هـ[7]:

    ابن الراوندي الزنديق، وهو أحمد بن يحيى بن إسحاق، أبو الحسين بن الراوندي، نسبة إلى قرية ببلاد قاشان، ثم نشأ ببغداد، كان بها يصنف الكتب في الزندقة، وكانت لديه فضيلة، ولكنه استعملها فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة، وقد ذكرنا له ترجمة مطولة حسب ما ذكرها ابن الجوزي في سنة ثمان وتسعين ومائتين، وإنما ذكرناه ها هنا؛ لأن ابن خلكان ذكر أنه توفي في هذه السنة، وقد تلبس عليه، ولم يجرحه، بل مدحه، فقال:

    هو أبو الحسين أحمد بن إسحاق الراوندي العالم المشهور، له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتابًا؛ منها: "فضيحة المعتزلة"، وكتاب "التاج"، وكتاب "الزمردة"، وكتاب "القصب"، وغير ذلك، وله محاسن ومحاضرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها عنه أهل الكلام في كتبهم.



    توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل: ببغداد، نقلت ذلك عن ابن خلكان بحروفه، وهو غلط.



    وإنما أرخ ابن الجوزي وفاته في سنة ثمان وتسعين ومائتين كما سيأتي هناك له ترجمة مطولة.



    قال ابن كثير في حوادث سنة 286هـ[8]:

    إسحاق بن محمد النخعي: إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان، أبو يعقوب النخعي الأحمر، وإليه تنسب الطائفة الإسحاقية من الشيعة، وقد ذكر ابن النوبختي والخطيب وابن الجوزي: أن هذا الرجل كان يعتقد إلهية علي بن أبي طالب، وأنه انتقل إلى الحسن ثم إلى الحسين، وأنه كان يظهر في كل وقت، وقد اتبعه على هذا الكفر خلق من الحمير - قبحهم الله وقبحه.



    وإنما قيل له: الأحمر؛ لأنه كان أبرص، وكان يطلي برصه بما يغير لونه، وقد أورد له النوبختي أقوالاً عظيمة في الكفر - لعنه الله.



    وقد روى شيئًا من الحكايات والمُلَح عن المازني وطبقته، ومثل هذا أقل وأذل من أن يروى عنه أو يذكر إلا بذمه.





    ابن سبأ:

    وفي التعليقات على كتاب "مقالات الإسلاميين" ج1 ص290:

    "غلا ابن سبأ في علي، وزعم أنه كان نبيًّا، ثم غلا فيه حتى زعم أنه إله، ودعا إلى ذلك قومًا من غلاة الكوفة، فرفع خبرهم إلى علي، فأمر بإحراق قوم منهم في حفرتين:

    لترم بي الحوادث حيث شاءتْ إذا لم ترم بي في الحفرتين، ثم إنه خاف إحراق الباقين، فنفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن، فلما قتل علي زعم ابن سبأ أن المقتول شيطان على صورته، وأن عليًّا صعد إلى السماء، كما صعد إليها عيسى، وأنه سينزل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه، وزعم بعض السبئية أن عليًّا في السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، ومن سمع من هؤلاء صوت الرعد، قال: عليك السلام يا أمير المؤمنين.


    قال إسحاق بن سويد العدوي:
    بَرِئْتُ مِنَ الخَوَارِجِ لَسْتُ مِنْهُمْ
    مِنَ الغَزَّالِ مِنْهُمُ وَابنِ بَابِ
    وَمِنْ قَوْمٍ إِذَا ذَكَرُوا عَلِيًّا
    يَرُدُّونَ السَّلامَ عَلَى السَّحَابِ
    وَلَكِنِّي أُحِبُّ بِكُلِّ قَلْبِي
    وَأَعْلَمُ أَنَّ ذَاكَ مِنَ الصَّوَابِ
    رَسُولُ اللهِ وَالصِّدِّيقُ حُبًّا
    بِهِ أَرْجُو غَدًا حُسْنَ الثَّوَابِ

    (الفرق بين الفرق ص223).






    ابن الفارض:

    قال شيخ الإِسلام ابن تيمية[9]:

    "وابن الفارض من متأخري الاتحادية صاحب القصيدة التائية المعروفة بنظم السلوك، وقد نظم فيها الاتحاد نظمًا رائق اللفظ؛ فهو أخبث من لحم خنزير في صينية من ذهب، وما أحسن تسميتها بنظم الشكوك، الله أعلم بها وبما اشتملت عليه، وقد نفضت كثيرًا، وبالغ أهل العصر في تحسينها والاعتداد بما فيها من الاتحاد، لما حضرته الوفاة أنشد:
    إِنْ كَانَ مَنْزِلَتِي فِي الحُبِّ عِنْدَكُمُ
    مَا قَدْ لَقِيتُ فَقَدْ ضَيَّعْتُ أَيَّامِي


    ابن الصباح:

    قال في "الأعلام"[10]: "ابن الصباح الإسماعيلي، ولد سنة 438، وتوفِّي سنة 517 هـ.

    الحسن بن الصباح بن علي الإسماعيلي، داهية شجاع، عالم بالهندسة والحساب والنجوم، قيل: إنه يماني الأصل من حمير، مولده في مرو.


    تتلمذ لأحمد بن عطاش من أعيان الباطنية في عهد ملك شاه السلجوقي، ثم كان مقدم الإِسماعيلية بأصبهان، ورحل منها، وطاف البلاد، فدخل مصر وأكرمه المستنصر الفاطمي وأعطاه مالاً، وأمره بأن يدعو الناس إلى إمامته، فعاد إلى الشام والجزيرة وديار بكر والروم، ورجع إلى خراسان، ودخل كاشغر وما وراء النهر، داعيًا إلى المستنصر، ثم استولى على قلعة الألموت من نواحي قزوين، وطرد صاحبها سنة 483هـ، وضم إليها عدة قلاع، واستقر إلى أن توفِّي فيها.


    قال الذهبي فيه: صاحب الدعوة النزارية، وجد أصحابه قلعة ألموت، كان من كبار الزنادقة ومن دهاة العالم.


    وفي تاريخ العراق: الإسماعيلية أصحاب حسن الصباح تدعى نحلتهم بالنزارية، ومن بقاياهم اليوم في عصرنا الحاضر الأغاخانية في الهند.


    ومن كتبهم المعروفة: "روضة التسليم"، و"مطيع المؤمنين"، و"الهداية الآمرية"، و"حقيقة الدين"، و"الفلك الدوار".

    أقول: يسمي الأوربيون أصحاب الحسن هذا الساسان، ويذكرون أنهم فرقة من الإسماعيلية برزت في الحروب الصليبية، بقيادة الحسن بن الصباح في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، "أواخر الخامس للهجرة"، وأن كلمة أساسان أصلها حشاشون، وفي كتابهم من يطلق هذا الاسم على الإسماعيليين جميعًا.

    وللمستشرق برغشتال كتاب [Histoire des Assassins] في تاريخهم[11].



    محمد بن الحسن النصيري:

    المهدي النصيري المتوفى سنة 717هـ، الموافق 1317م:

    "محمد بن الحسن النصيري: متألِّه، من زعماء النصيرية في جبال اللاذقية، كان يلقب بالمهدي تارة، وتارة يدعى علي بن أبي طالب فاطر السموات والأرض، وتارة يدعى محمد بن عبدالله صاحب البلاد، وخرجت النصيرية من طاعة السلطان، وعين لكل إنسان من رؤسائهم تقدمة ألف، وبلادًا كثيرة ونيابات، ودخلوا جبلة فقتلوا خلقًا من أهلها، وخرجوا يقولون: لا إله إلا علي، ولا حجاب إلا محمد، ولا باب إلا سلمان، وأمر أصحابه بهدم المساجد، واتخاذها خمارات، وكانوا يقولون لمن يأسرونه من المسلمين: قل لا إله إلا علي، واسجد لإلهك المهدي الذي يحيي ويميت، حتى يحقن دمك، فجرّدت إليهم العساكر، فقتل منهم جمع كبير، ونامت فتنتهم"، (الأعلام للزركلي ج 6 ص318، وأشار الزركلي في الهامش إلى البداية والنهاية ج14 ص83 ).






    بعض الضلال من الفلاسفة:

    قال العلامة ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه: "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"[12]:

    "وصرح أفلاطون بحدوث العالم كما كان عليه الأساطين، وحكى ذلك عنه تلميذه أرسطو، وخالفه فيه، فزعم أنه قديم، وتبعه على ذلك ملاحدة الفلاسفة من المنتسبين إلى الملل وغيرهم، حتى انتهت النوبة إلى أبي علي بن سينا، فرام بجهده تقريب هذا الرأي، من قول أهل الملل وهيهات اتفاق النقيضين، واجتماع الضدين، فرسل الله تعالى وكتبه وأتباع الرسل في طرف، وهؤلاء القوم في طرف.


    وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم، فكان من القرامطة الباطنية الذين لا يؤمنون بمعيد ولا معاد، ولا رب خالق ولا رسول مبعوث جاء من عند الله تعالى.


    وكان هؤلاء زنادقة يتَسَتَّرُون بالرفض، ويبطنون الإلحاد المحض، وينتسبون إلى أهل بيت الرسول - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - وهو وأهل بيته براء منهم نسبًا ودينًا، وكانوا يقتلون أهل العلم والإيمان، ويدعون أهل الإلحاد والشرك والكفران، لا يحرمون حرامًا، ولا يحلون حلالاً، وفي زمنهم ولخواصهم وضعت رسائل إخوان الصفاء".


    وقال ابن القيم في "الكافية الشافية"[13]:
    أَوْ ذَلِكَ المَخْدُوعَ حَامِلَ رَايَةِ الْ
    إِلْحَادِ ذَاكَ خَلِيفَةُ الشَّيْطَانِ
    أَعْنِي ابْنَ سِينَا ذَلِكَ المَحْلُولُ مِنْ
    أَدْيَانِ أَهْلِ الأَرْضِ ذَا الكُفْرَانِ
    وَكَذَا نَصِيرُ الشِّرْكِ فِي أَتْبَاعِهِ
    أَعْدَاءِ رُسْلِ اللهِ وَالإِيمَانِ
    نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِنْ سَفَاهَةِ رَأْيِهِمْ
    وَغَزَوْا جُيُوشَ الدِّينِ وَالقُرْآنِ
    فَجَرَى عَلَى الإِسْلاَمِ مِنْهُمْ مِحْنَةٌ
    لَمْ تَجْرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأَزْمَانِ
    أَوْ جَعْدٌ اوْ جَهْمٌ وَأَتْبَاعٌ لَهُ
    هُمْ أُمَّةُ التَّعْطِيلِ وَالبُهْتَانِ
    أَوْ حَفْصٌ اوْ بِشْرٌ أَوِ النَّظَّامُ ذَا
    كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ والمُجَّانِ
    وَكَذَلِكَ الشَّحَّامُ وَالعَلاَّفُ وَالنْ
    نَجَّارُ أَهْلُ الجَهْلِ بِالقُرْآنِ
    وَاللهِ مَا فِي القَوْمِ شَخْصٌ رَافعٌ
    بِالوَحْيِ رَأْسًا بَلْ بِرَأْيِ فُلانِ


    قال العلامة ابن القيم في كتابه: "إغاثة اللهفان"، ج2 صفحة 263:

    ولما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر المُلْحد وزير الملاحدة: النصير الطوسي، وزير هولاكو، شفا نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه، فعرضهم على السيف، حتى شفا إخوانه من الملاحدة، واشتفى هو، فقتل الخليفة[14] والقضاة والفقهاء والمحدثين، واستبقى الفلاسفة والمنجمين، والطبائعيين والسحرة، ونقل أوقاف المدارس والمساجد والربط إليهم، وجعلهم خاصته وأولياءه، ونصر في كتابه قدم العالم وبطلان المعاد وإنكار صفات الرب - جل جلاله - من علمه وقدرته، وحياته وسمعه وبصره، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وليس فوق العرش إله يعبد ألبتة، واتخذ للملاحدة مدارس، ورام جعل إشارات إمام الملحدين ابن سينا مكان القرآن، فلم يقدر على ذلك، فقال: هي قرآن الخواص، وذاك قرآن العوام، ورام تغيير الصلاة، وجعلها صلاتين، فلم يتم له الأمر، وتعلَّم السحر في آخر الأمر، فكان ساحرًا يعبد الأصنام.


    وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه "المصارعة"، أبطل فيه قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد، ونفي علم الرب تعالى، وقدرته وخلقه العالم، فقام له نصير الإلحاد وقعد فنقضه بكتاب سماه: "مصارعة المصارعة"، ووقفنا على الكتابين - نصر فيه أن الله تعالى لم يخلق السموات والأرض في ستة أيام، وأنه لا يعلم شيئًا وأنه لا يفعل شيئًا بقدرته واختياره، ولا يبعث من في القبور، وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.


    والفلسفة التي يقرؤها أتباع هؤلاء اليوم هي مأخوذة عنه وعن إمامه ابن سينا، وبعضها عن أبي نصر الفارابي، وشيء يسير منها من كلام أرسطو، وهو مع قلته وغثاثته وركاكة ألفاظه - كثير التطويل لا فائدة فيه.


    وخيار ما عند هؤلاء فالذي عند مشركي العرب من كفار قريش وغيرهم أهون منه، فإنهم يدأبون حتى يثبتوا واجب الوجود، ومع إثباتهم له فهو عندهم وجود مطلق لا صفة له، ولا نعت ولا فعل يقوم به، لم يخلق السموات والأرض بعد عدمها، ولا له قدرة على فعل ولا يعلم شيئًا، وعباد الأصنام كانوا يثبتون ربًّا خالقًا مبدعًا، عالمًا قادرًا حيًّا، ويشركون به في العبادة، فنهاية أمر هؤلاء الوصول إلى شيء برز عليهم فيه عباد الأصنام.


    وهم فرق شتى لا يحصيهم إلا الله - عز وجل.


    وأحصى المعتنون بمقالات الناس منهم اثنتي عشرة فرقة، كل فرقة منها مختلفة اختلافًا كثيرًا عن الأخرى، فمنهم أصحاب الرواق، وأصحاب الظلة، والمشاؤون، وهم شيعة أرسطو، وفلسفتهم هي الدائرة اليوم بين الناس، وهي التي يحكيها ابن سينا والفارابي وابن خطيب الري وغيرهم.


    ومنهم الفيثغورية، والأفلاطونية، ولا تكاد تجد منهم اثنين متفقين على رأي واحد، بل قد تلاعب بهم الشيطان كتلاعب الصبيان بالكرة، ومقالاتهم أكثر من أن نذكرها على التفصيل.


    وبالجملة: فملاحدتهم هم أهل التعطيل المحض، فإنهم عطلوا الشرائع، وعطلوا المصنوع عن الصانع، وعطلوا الصانع عن صفات كماله، وعطلوا العالم عن الحق الذي خلق له وبه، فعطلوه عن مبدئه ومعاده، وعن فاعله وغايته، ثم سرى هذا الداء منهم في الأمم، وفي فرق المعطلة".


    نسأل الله سلامة العقيدة والثبات على الإيمان.



    وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    ـــــــــــــــ
    [1] ج1 صفحة 80 - 81.

    [2] ج2 صفحة 285.

    [3] في الهامش إحالة إلى "الفهرست"؛ لابن النديم ج1 صفحة 190، و"لغة العرب" ج3 ص154، و"المشرق" 12ص191، و"روضات الجنات" 336، و"طبقات الصوفية" 307، و"البداية والنهاية" ج11 ص132، و"لسان الميزان" ج2 ص314، و"تاريخ الخميس" ج2 ص347، وابن الأثير ج8 ص399، و"غريب" 76، و"الوفيات" ج1 ص146، و"ميزان الاعتدال" ج1 ص256، وفيه: كان مقتله سنة 311 هـ وابن الشحنة حوادث سنة 309، وفيه: كان الحلاج يخرج للناس فاكهة الشتاء في الصيف وبالعكس، ويمد يده في الهواء ويعيدها مملوءة دراهم مكتوبًا عليها: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد﴾، يسميها دراهم القدرة، ويخبر الناس بما صنعوا في بيوتهم، ويتكلم بما في ضمائرهم، والشعراني ج1/ص92، و"تاريخ بغداد" ج8 ص112 - 141، وفيه كثير من أخباره، و"مرآة الجنان" ج2 ص353 - 359.

    [4] ج1 صفحة103.

    [5] "البداية والنهاية" ج11 ص112 - 113.

    [6] كذا، ولعل الصواب: "ولم يجرحه بشيء".

    [7] ج10 ص346 - 347 من "البداية والنهاية".

    [8] "البداية والنهاية" ج11 ص82.

    [9] "نقض المنطق" ص62.

    [10] ج2 صفحة 208 - 209.

    [11] وبالهامش إشارة للمصادر وهي: "الكامل"؛ لابن الأثير حوادث سنة 494 وما بعدها، و"تاريخ العلويين" 273، و"ميزان الاعتدال" ج1 ص332، وابن الوردي ج3 ص113/و312، و"صبح الأعشى" ج1 ص121، و"تاريخ العراق" 3 الملحق الثاني ص6، ولا روس ودائرة المعارف البريطانية.

    [12] ج 2 ص 262 - 264.

    [13] ص 160.

    [14] هو المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين قتله التتر حينما دخلوا بغداد في سنة 656 هـ، بممالأة العلقمي الرافضي الملعون وزير المستعصم، وكان نصير الشرك والإلحاد الطوسي قاضي التتار ومشيرهم.

    وقد فعل التتر بمشورته وابن العلقمي في بغداد من سفك الدماء وانتهاك الحرمات والتنكيل بالإسلام والمسلمين ما لم يسمع بمثله في أي عصر هامش "إغاثة اللهفان" ج2 ص263.


    النقل


    لطفا من هنــــا





    avatar
    أبو عبد الله أحمد بن نبيل
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 2798
    العمر : 48
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 19
    تاريخ التسجيل : 27/04/2008

    الملفات الصوتية رد: بعض مشاهير الزنادقة الشيخ زيد بن عبدالعزيز الفياض ـ رحمه الله ـ

    مُساهمة من طرف أبو عبد الله أحمد بن نبيل 13.12.10 10:43

    Twisted Evil

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:27