الشيخ إبراهيم حسونة- كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
- عدد الرسائل : 9251
شكر : 7
تاريخ التسجيل : 08/05/2008
من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.11.10 8:46
صفة الكلام لله عز و جل
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
وأن الله تعالى يكلّم العباد يوم القيامة ، ليس بينهم وبينه ترجمان ، والإيمان به ، والتصديق به .
" ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربّه ليس بينه وبينه ترجمان " وسمعتم ، ينادي الرب تبارك وتعالى : (( ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد * وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيص )) [ فصلت : 47 ـ 48 ] . (( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون )) [ القصص : 62 ] . والنداء لا يكون إلا بحرف وصوت وهو الكلام ، وينادي أهل الجنة :" هل رضيتم ؟ هل أزيدكم ؟ " فيكلّم ويتكلّم ، يكلّم الأفراد سبحانه وتعالى ويكلّم كل أحد بغير ترجمان ، ويكلّم الجميع ، فالله سبحانه وتعالى موصوف بهذا الكمال أزلا وأبدا ، وهذا من صفات كماله ، ويكلّم الأفراد يوم القيامة ، وكلّم موسى ، وكلّم محمدا ، وكلّم جبريل ، ويكلّم الملائكة تبارك وتعالى ، وهو من صفات الكمال .
الشاهد أنّ الكلام يحصل للمؤمنين يوم القيامة .
المصدر :
شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله
تأليف فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال : هل الكلام صفة ذاتية فقط أم ذاتية وفعلية ؟
الجواب : ذاتية وفعلية ، هو يتكلم متى شاء وبما شاء ذاتية و فعلية .
يقول : هذا الكلام صفة ذاتية فقط ؟ الكلام صفة ذاتية فقط هو قول الأشعرية ، الكلام عندهم هو المعنى القائم بالذات من غير حرف وصوت ، فقط يقولون : الكلام صفة ذاتية ، لكن يتكلم ؟ لا .
أهل السنة : الكلام صفة ذاتية يقتدر بها على الكلام ويتكلم متى شاء وإذا شاء ، وإلى أي درجة ؟ (( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا )) [ الكهف : 109 ] .
قول الإمام أحمد بن حنبل : في القدر :" وألا يخاصم أحدا ولا يناظره ، ولا يتعلم الجدال " من طلاب العلم الصغار من يذهب يناظر في القدر الروافض ، الجهمية ، والمعتزلة ، يناظرهم في القدر ، يناظرهم في هذه القضايا .
لا تعرض نفسك للشبهات والضياع ، لكن العالم المتمكن الذي يعرف أنه ينفع بهذه المناظرة ، إما ينصر أهل السنة ويقمع أهل الباطل ، وإما أن يهدي الله هذا الذي يناظره ، إذا كان طالب هدى يبين له .
أما أنت الصغير المسكين الضعيف فلا تجادل ، فأنا أؤكد هذا على طلاب العلم أنك لا تجادل في مثل هذه البدع الغليظة ، يعني الأمور التي تعرفها وفي حدود طاقتك وتكون هاضما لها من الأمور العادية لا بأس ، إذا كان ليس الغرض الجدال والغلبة وإنما القصد البيان والتوضيح .
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
المصدر :
فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله [ ج 1 ص 57 ] .
السؤال :
أرجو توضيح هذه العبارة : القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود وأنه كلام الله من جميع جهاته ؟
الجواب :
القرآن كلام الله منه بدأ ؛ الله تكلم به ردا على من يقول : القرآن مخلوق وأن الله خلقه في الهواء أو خلقه في اللوح المحفوظ أو تكلم به جبريل أو تكلم به محمد عليه الصلاة والسلام ؛ردٌّ على هؤلاء .
فالله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به وتكلم بهذا الكلام لم يخلقه لا في هواء ولا في غيره كما يقول الضالون المفترون ! وهو القرآن إن كتب وإن حفظ وإن وإن كما ذكرنا التفاصيل هنا, فهو كلام الله كيفما تكلمت به فهو كلام الله ؛كتبته فهو كلام الله ,قرأته فهو كلام الله ,حفظته في صدرك فهو كلام الله ,هذا مقصود هذا الكلام بارك الله فيكم .
السؤال :
ما الفرق بين قول الأشعرية :( القرآن عبارة عن كلام الله ) وقول الكلابية : ( القرآن حكاية عن كلام الله ) ؟
الجواب :
كله كلام باطل ! القرآن كلام الله ,والأشعرية والكلابية يقولون : الكلام هو الكلام النفسي القائم بذات الله ولا يتعدد ولا يتجزأ وإن تُكُلم به فهو شيء واحد ؛إن تكلم به بالعبرية فهو توراة وإن تكلم به بالسريانية فهو الإنجيل وإن تكلم به باللغة العربية فهو القرآن فهو شيء واحد ومعنى هذا أنّ ( تبت يدا أبي لهب ) وآية الكرسي شيء واحد!! ,هذا ضلال والعياذ بالله !
فالقرآن كلام الله تكلم الله به سبحانه وتعالى سمعه جبريل من رب العالمين وسمعه محمد من جبريل وبلغه محمد هذه الأمة فهو كلام الله تكلم الله به سبحانه وتعالى وأنزله خلال ثلاث وعشرين سنة وفيه أوامر وفيه نواهٍ وفيه أخبار وفيه حلال وفيه حرام ,فعلى قول الأشاعرة : الحلال والحرام شيء واحد ! والزنا والنكاح شيء واحد مذكور في القرآن ! وآية ( قل هو الله أحد ) وآية الكرسي و( تبت يدا أبي لهب ) شيء واحد !! ضلال والعياذ بالله .
الشاهد : أن قولهم : (حكاية) تهرب ! يعني هم عندهم: القرآن مخلوق ؛هذا الموجود عندنا في المصاحف ويتلوه الناس في المساجد ويحفظونه ...الخ هذا عندهم مخلوق وهذا إنما هو دلالة على ما في نفس الله تبارك وتعالى ؛كلام سخيف وكذب على الله واضح !
فالقرآن بمعانيه وحروفه كلام الله تكلم الله به, ونادى الله موسى (وكلم الله موسى تكليما) وكلم جبريل ويكلم الناس يوم القيامة ويتكلم سبحانه وتعالى متى شاء وإذا شاء ومن كلامه هذه الكتب المنزلة وأشرفها القرآن كلامه معانيه وحروفه تكلم الله به .
السؤال :
أثر ابن عباس الذي قال فيه : (إن هذا القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا ثم أنزل منجما على النبي صلى الله عليه وسلم مدّة ثلاث وعشرين سنة) أو كما قال رضي الله عنهما ,فهل هذا الأثر صحيح ؟
الجواب :
يصححّه بعض الناس ,لكن هذا لا يمنع أن جبريل يتلقى القرآن من الله ويبلِّغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم فقد يتعلق بهذا الكلام بعض الناس من أهل الأهواء فيزعمون أن الله لا يتكلم وإنما جبريل يذهب يراجع اللوح المحفوظ ويأخذ منه الحاجة المناسبة وهذا ضلال !!
كل آية سمعها جبريل من الله وبلّغها لمحمد صلى الله عليه وسلم كما سمعها {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ . عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} وقال تعالى: {تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} ابتداؤه من الله سبحانه وتعالى فهذا القرآن كلام الله ومنه بدأ لأن الله هو الذي تكلم به وإليه يعود ,الأشياء كلها مكتوبة في اللوح المحفوظ بما فيها الكتب السماوية, ومنها القرآن؛ مكتوبة في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ومع هذا الله يتكلم بها{وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} مباشرة ,وكلم الله محمدا صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج كلمه مباشرة, وهكذا الله يكلِّم جبريل بالسورة الفلانية والآية الفلانية وينزل بها جبريل يبلِّغها إلى محمد صلى الله عليه وسلم على حسب المسألة .
فالأثر يصححه بعض الناس ولكن ليس معناه أن الله لم يتكلم مع جبريل وأن جبريل ما بلّغ محمدا صلى الله عليه وسلم بالكلام الذي سمعه من الله ,لا .
السؤال :
كلمات الله هل هي القرآن أم كلّ كلامه ؟
الجواب :
بل كلّ كلامه لأنّ النّص ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات الله لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات الله ) تشتمل كلامه كلّه القولي والقدري والشرعي والقرآن منه .
السؤال :
ما الفرق بين القول بأنّ القرآن هو المعنى النفسي ,والقول بأنّ القرآن هو حكاية عن كلام الله ؟
الجواب :
كلهم يقولون إنّه المعنى النفسي ! وهذا أصله كلام محمد بن سيعد بن كلاب وهذه الحروف والكلمات عنده ليست كلام الله بل هي حكاية عن كلام الله ! الأشعري قال مثله ؛أنّ الكلام هو الكلام النفسي وهو صفة قائمة بذات الله تبارك و تعالى ليس بحرف ولا صوت ,و إنّما هو عبارة عن كلام الله ,فكلاهما يشترك في القول بأنّ القرآن أو كلام الله معنى نفسي قائم بذاته ,وهذه الحروف والكلمات مخلوقة فجاءوا بهذا الضلال !
وكل هذا كلام فارغ ,الكلام صفة من صفات الله تبارك وتعالى القائمة بذاته ولكنه يتكلم متى شاء وإذا شاء - سبحانه و تعالى - بكلام يسمعه منه الملائكة و يسمعه منه جبريل
ويبلغه إلى عباده " وكلّم الله موسى تكليما " وسمع موسى كلام الله عز وجلّ الذي تكلّم به . فالكلام صفة قائمة بذات الله عزّ وجلّ ,ولكنها من وجه آخر متعلقة بمشيئة الله يتكلم متى شاء و بما شاء كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الكلام قديم النوع حادث الآحاد " ,حادث الآحاد بمعنى متى شاء تكلم ,قديم النوع بمعنى صفة كالعلم والقدرة والإرادة قديمة قائمة بذات الله تعالى .
المصدر : موقع الشيخ حفظه الله
المصدر نفسه