( الكذب )
الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع عمدا , وقد حذر الله جل وعلا من الكذب ورسوله , حتى صار الكذب من الخصال التى يعير بها الانسان فى حياته , ويوصف بها بعد مماته , ولقد جآءت الايات القرانية والاحاديث النبوية كثيرة فى تحريم الكذب وذمة والنهى عنه .
قال الله تعالى
"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
(36) سورة الاسراء .
الكذب هو الاخبار بخلاف الواقع عمدا , وقد حذر الله جل وعلا من الكذب ورسوله , حتى صار الكذب من الخصال التى يعير بها الانسان فى حياته , ويوصف بها بعد مماته , ولقد جآءت الايات القرانية والاحاديث النبوية كثيرة فى تحريم الكذب وذمة والنهى عنه .
قال الله تعالى
"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا
(36) سورة الاسراء .
وقال الله تعالى
" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
(18) سورة ق .
" مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
(18) سورة ق .
وقال الله تعالى
" إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ
(105) سورة النحل
وقال الله تعالى
" وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
(78) ال عمران
وقال الله تعالى
"وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) سورة النحل
وهذا من اخطر انواع الكذب ان يتقول الانسان على الله تعالى مالم يقله , او ان يصفه بصفات لم يذكرها فى كتابه او يقولها الرسول صلى الله عليه وسلم مخبرا عنها , مؤكدا عليها , فهى من الكذب المحرم الذى لا يسوغه عقل ولا سمع ولا فطرة نقية .
والكذب على الله بغير علم جناية كبيرة , حتى انها تعد اكبر من الشرك بالله , وياليت قومى يعلمون
قال الله تعالى
" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
(33) سورة الاعراف
فجعلها الله تعالى اكبر من اكبر الكبائر , اكبر من الشرك بالله , ومصيبة وجناية اخرى اذا وثق الانسان هذا الكذب بالقسم كهؤلاء الذين كذبوا ثم اقسموا بالله ,
قال الله تعالى
" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) سورة المجادلة .
وقد توعد الله تعالى هؤلاء الكذبة عليه سبحانه بان لهم النار والاثم كما صرحت بذلك الايات الكثيرة
قال تعالى
" وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ
(60)سورة الزمر
قال تعالى
" وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ
(62) سورة النحل
وقال تعالى
" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
(7)سورة الصف
وقال تعالى
" فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
(94)سورة ال عمران
قال تعالى
" انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا
(50) سورة النساء .
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه البخارى
من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْكَبَائِرُ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ قَالَ ثُمَّ مَاذَا قَالَ الْيَمِينُ الْغَمُوسُ قُلْتُ وَمَا الْيَمِينُ الْغَمُوسُ قَالَ الَّذِي يَقْتَطِعُ مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ " .
والكاذب الذى يتحرى الكذب يكتب عند الله كذابا , انظر الى هذا الخزى والسوء ان يكون عند الله مقرون بصفة خبيثة وهى الكذب , فقد روى البخارى من حديث عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا "
, فمن ذا الذى يحب ان يكتب عند خالقة كذالك ,
وفيما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ " أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ نِفاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا أؤْتُمِنَ خانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ "
فالكاذب عنده خصلة من خصال المنافقين حتى يدعها , فليتق الله كل من سولت له نفسه بالكذب , فاليوم توبة , ولا تعلم غدا ما الله فيه فعال .
قال الامام الماوردى رحمه الله فى ادب الدنيا والدين "
وَقِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:
الْكَذَّابُ لِصٌّ؛ لِأَنَّ اللِّصَّ يَسْرِقُ مَالَك، وَالْكَذَّابُ يَسْرِقُ عَقْلَك.
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:
الْخَرَسُ خَيْرٌ مِنْ الْكَذِبِ وَصِدْقُ اللِّسَانِ أَوَّلُ السَّعَادَةِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ:
الصَّادِقُ مُصَانٌ خَلِيلٌ، وَالْكَاذِبُ مُهَانٌ ذَلِيلٌ.
وَقَالَ بَعْضُ الادَبَاءِ:
لاَ سَيْفَ كَالْحَقِّ، وَلاَ عَوْنَ كَالصِّدْقِ.
وَقَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
وَمَا شَيْءٌ إذَا فَكَّرْتَ فِيهِ بِأَذْهَبَ لِلْمُرُوءَةِ وَالْجَمَالِ مِنْ الْكَذِبِ الَّذِي لاَ خَيْرَ فِيهِ وَأَبْعَدَ بِالْبَهَاءِ مِنْ الرِّجَالِ وَالْكَذِبُ جِمَاعُ كُلِّ شَرٍّ، وَأَصْلُ كُلِّ ذَمٍّ لِسُوءِ عَوَاقِبِهِ، وَخُبْثِ نَتَائِجِهِ؛ لِأَنَّهُ يُنْتِجُ النَّمِيمَةَ، وَالنَّمِيمَةُ تُنْتِجُ الْبَغْضَاءَ، وَالْبَغْضَاءُ تُؤَوَّلُ إلَى الْعَدَاوَةِ، وَلَيْسَ مَعَ الْعَدَاوَةِ أَمْنٌ وَلاَ رَاحَةٌ".
واعلم ان الكذب رق , يسترق به الكاذب نفسه عند من عرف حقيقتة , فاذا حدث الانسان بالحديث الكاذب ثم علم منه كذبه صار عبدا عند من كشفة , مسترقا حال حياته , لانه كلما تحدث بالحديث ولو كان صادقا ناصعا اتهم بالكذب والتزوير , فلا يحرر الا بموت من علم حاله , او يتوب توبة تشفع له عند صاحبه .
والكاذب ضعيف الدين , وضعيف الارادة , وضعيف النفس .
لو كان يحمل من الدين زاده لنفعه عند الشدائد والمواقف التى يضطر فيها للكذب , وضعيف الارادة اذ لو كان قوى الارادة لترك الكذب ولكنه يكذب ويكذب على وعد بانها اخر الكذبات , ثم ينكص ويعود , وضعيف النفس اذ لو كان قوى النفس لواجه كل ما يعن له ولا يأبه ولا يخاف , لكن لما كان كذلك اضطر الى الكذب خشية ان يلحقه اذى .
لماذا يعد الكاذب من المنافقين ؟
لان النبى صلى الله عليه وسلم وصفه بذلك , ثم ان المنافق يظهر خلاف ما يعتقد , والكاذب يقول بخلاف ما حدث , والله وصف المنافقين بانهم يستخفون من الناس فهم يخشونهم " يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) سورة النساء ,
وهذا حال المنافقين انهم يخشون الناس ولا يخشون الله , ثم ان هذه الكذبه اذا اتت تعظيما للمكذوب عليه فهى شرك ولا ريب , اذ ان الاصل هو خشية الله تعالى , والمعظم لغير الله مساويا به الله كان مشركا , الم تر انه لما قال الله ونهى رسول الله قدم الكاذب غيرهما عليهما .
والكاذب لا يستقر على حال ابداً , فاليوم يحدثك بحديث هو لك غاش وبعد الغد يحدثك بنقيض ما حدثك بك , لان حال الكاذب كمن يكتب على الماء , فلا يستقر الكلام على الماء , كذلك لا يستقر الكلام المكذوب فى العقول .
قال ابن تيمية فى الفتاوى " فَأَخْبَرَ أَنَّ الشَّيَاطِينَ إنَّمَا تَنَزَّلُ عَلَى مَنْ يُنَاسِبُهَا وَهُوَ : الْكَاذِبُ فِي قَوْلِهِ الْفَاجِرُ فِي عَمَلِهِ ".
والكاذب يخشى عليه ان يلقى الله كاذبا , حالفا لله تعالى كذبا وزورا معتقدا ان ما يقوله صدق وورع ودين قال الله تعالى " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) سورة المجادلة .
يا للكاذب من تلك اللحظة , انظر هنا, لما ارتادوا الكذب وتعودوا عليه فى الدنيا كان حالهم يوم تذل الاقدام انهم كاذبون , بل هم من حزب الشيطان واهله , وهو الذى يتبرئ من الناس يوم القيامة , قائلا " مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ (22) سورة ابراهيم .
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه ابو داود من حديث ابى امامة انه قال " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا "
فالكذب على اية حال مذموم , فاذا كان الكذب فى المزاح مذموم فما بالك فى غيره ,
وكم من كاذب استحل الكذب فخرب بيوتاً بكذباته ,
وكم رأينا فى زماننا القتل بسبب مزاح الكاذبين وقد اودى بحياة امرأة شريفة , او صديق حميم
بل كم من صحفى كاذب روج الاشاعات الكاذبات , طاعنا فى اهل العلم والفضل والخير , حتى صد الناس عن السماع اليه , والانتفاع بما لديه , وحرموه ثواب الوعظ والارشاد وحرموا خير التذكير والامداد .
فالكذب على اية حال مذموم , فاذا كان الكذب فى المزاح مذموم فما بالك فى غيره ,
وكم من كاذب استحل الكذب فخرب بيوتاً بكذباته ,
وكم رأينا فى زماننا القتل بسبب مزاح الكاذبين وقد اودى بحياة امرأة شريفة , او صديق حميم
بل كم من صحفى كاذب روج الاشاعات الكاذبات , طاعنا فى اهل العلم والفضل والخير , حتى صد الناس عن السماع اليه , والانتفاع بما لديه , وحرموه ثواب الوعظ والارشاد وحرموا خير التذكير والامداد .
والكذب يهدى الى الفجور دائما ولا ريب فى هذا , والكاذب الذى تعود على الكذب قد لا يسلم من الكذب على النبى صلى الله عليه وسلم , اذ ربما اراد ان يرد شبهة فردها بكذب وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن هذا وشدد فى الوعيد
فقد روى ابن ماجه من حديث ربعي بن حراش عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تكذبوا علي فإن الكذب علي يولج النار "
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخارى من حديث الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ".
"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) سورة النور .
قال ابن القيم فى الصواعق المرسلة
" ولهذا قال بعض العقلاء اللسان الكذوب شر من لسان الأخرس لأن لسان الأخرس قد تعطلت منفعته ولم يحدث منه فساد ولسان الكذوب قد تعطلت منفعته وزاد بمفسدة الكذب "
والكاذب اسقط نفسه من جملة الرجال , ولما لا , والمشركون كانوا يرون ان الكذب معرة , والكاذب لا يرى ذلك
وفى قصة ابى سفيان دليل جلى على حياء المشركين من الكذب حيث قال ابو سفيان لما سؤل عن الرسول صلى الله عليه وسلم " وَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الْكَذِبَ عَنِّي فَصَدَقْتُهُ ".
وَمَا شَـيْءٌ إِذَا فَكَّـرْتَ فِيهِ بِأَذْهَبَ لِلْمُرُوءَةِ وَالجَمَـال
مِنَ الْكَذِبِ الّذِي لا خَيْرَ فِيهِ وَأَبْعَد بِالْبَهَاءِ مِنَ الرّجَـال
والكاذب عنده ريبة كما قال النبى صلى الله عليه وسلم فقد روى الترمذى من حديث الحسن بن على انه قال " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ".
وقال الامام ابن القيم رحمه الله فى زاد المعاد
" وأخبر سبحانه وتعالى: أنه لا ينفعُ العبادَ يومَ القيامة إلا صدقهم، وجعل عَلَم المنَافقين الذى تميزوا به هو الكذبَ فى أقوالهم وأفعالهم، فجميعُ ما نعاه عليهم أصلُه الكذبُ فى القول والفعل، فالصدق بريدُ الإيمان، ودليله، ومركبه، وسائقه، وقائده، وحِليته، ولباسُه، بل هو لبُّه وروحه.
والكذب:
بريدُ الكفر والنفاق، ودليلهُ، ومركبه، وسائقه، وقائدُه، وحليته، ولباسه، ولبُّه، فمضادة الكذبِ للإيمان كمضادة الشِّرك للتوحيد، فلا يجتمعُ الكذب والإيمان إلا ويطرُد أحدهما صاحبه، ويستقِرُّ موضعه، والله سبحانه أنجى الثلاثَةَ بصدقهم، وأهلكَ غيرَهم من المخلَّفين بكذبهم، فما أنعم اللهُ على عبدٍ بعد الإسلام بنعمة أفضل من الصدق الذى هو غِذاء الإسلام وحياتُه، ولا ابتلاه ببلية أعظمَ من الكذب الذى هو مرضُ الإسلام وفساده. والله المستعان" .
فليتق العبد ربه , وليصلح لسانه , ولا يحدث بحديث الا صدقا , فمن اصر الا الكذب , فليحضر الاكفان , ويجمع الاهل والخلان , فأن قلبه قد مات .
والنقل
لطفا من هنا
http://aljame3.net/ib/index.php?showtopic=8761