خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.07.10 12:07

    هدم العمارة على أفكار محمد عمارة  Grrrrrrrrrrrgg1

    هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    للتحميل اضغط هنا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.07.10 12:10

    " ... وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ"
    سورة الأعراف" الآية(89)
    المقدمة


    إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله : " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سـورة " آل عمران " الآيـة (102) .

    " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " سـورة " النسـاء " الآيـة (1)

    " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " سـورة "الأحزاب" الآيـة (70-71)
    أما بعد




    قال العلامة شمس الدين ابن القيم - رحمه الله تعالى : "وَمَنْ أَحَالَكَ علَىَ غيْرِ "أخبرنا" و"حدّثنا" فقد أحالكَ : إماّ على خَياَلٍ صُوفيّ، أو قياسٍ فلسفي، أو رأي نفْسيّ .

    فليس بعدَ القرآنِ و"أخبرنا" و"حدّثنا" إلاّ شُبُهات المُتكلّمين، وآراء المُنحرِفين وَخَيالات المُتَصَوِّفين وقياس المتفلسفينَ .

    ومن فارقَ الدليلَ، ضَلَََّ عنْ سواء السَّبيل ولاَ دليلَ إلى اللهِ والجَنّةِ سِوَى الكتاب وَالسُنّة، وكلُّ طريقٍ لم يصحبهاَ دليلُ القرآن والسَّنّة، فهي مِنْ طُرُقِ الجحيمِ والشيطان ِالرَّجيمِ
    والعلم ما قام عليه الدليل والنافع منه : ما جاء به الرسول ... وهو تركة الأنبياء وتراثهم وأهله عصبتهم ووراثهم

    وهو حياة القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور ورياض العقول ولذة الأرواح وأنس المستوحشين ودليل المتحيرين وهو الميزان الذي به توزن الأقوال والأعمال والأحوال
    وهو الحاكم المفرق بين الشك واليقين والغي والرشاد والهدى والضلال به يعرف الله ويعبد ويذكر ويوحد ويحمد ويمجد وبه اهتدى إليه السالكون ومن طريقه وصل إليه الواصلون ومن بابه دخل عليه القاصدون، به تعرف الشرائع والأحكام ويتميز الحلال من الحرام وبه توصل الأرحام وبه تعرف مراضي الحبيب وبمعرفتها ومتابعتها يوصل إليه من قريب
    وهو إمام والعمل مأموم وهو قائد والعمل تابع وهو الصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والأنيس في الوحشة والكاشف عن الشبهة والغني الذي لا فقر على من ظفر بكنزه والكنف الذي لا ضيعة على من آوى إلى حرزه مذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وطلبه قربة وبذله صدقة ومدارسته تعدل بالصيام والقيام والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب والطعام



    قال الإمام أحمد - رضي الله عنه : الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " من كتاب "مدارج السالكين" للعلامة شمس الدين ابن القيم -رحمه الله تعالى .



    وبعد



    ففي الأيام الماضية القليلة خرجت علينا مجلة خداج "المصور"([1]) بصورة من صور العداء السافر المؤسف، مستقوية بما ليس بقوي، إذ كتب المدعو محمد عمارة ما يشينه ولا يزينه، كتب كتابة من ذهل عقله أمام نور الحق المبين، من تخطفه ضياء الحق المستنير، فجاء بها "عوراء جاءت والندى مقفر" ([2]) ولا غرو "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" ولا أطيل .



    فتعالوا بنا عباد الله، لنقف في عجالة على صور من التخبط والجهل مع الجهالة .



    بين يديها نعرف بالكاتب : المدعو محمد عمارة :

    - هو محمد عمارة ولد عام 1931م. حصل على الشهادة الابتدائية من معهد دسوق الديني عام 1949م، ثم الشهادة الثانوية من معهد طنطا (المعهد الأحمدي(
    -
    التحق بدار العلوم وتأخر حصوله على شهادتها حتى عام 1965م بسبب سجنه بتهمة الانتماء إلى التنظيمات اليسارية.
    -
    حصل على الماجستير عام 1970م وكانت رسالته حول "مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة".
    -
    حصل على الدكتوراه عام 1975م وكانت رسالته حول "نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة" إذا فهو معتزلي[3] .



    انحرافاته :
    غلوه في تعظيم العقل البشري القاصر:

    يبالغ الدكتور عمارة في تمجيد العقل البشري القاصر وإنزاله محلاً رفيعاً يجعله حاكماً على النصوص الشرعية لا محكوماً لها؛ وهذا مما أداه إلى رد كثير من النصوص والأحكام الشرعية التي لا توافق عقله
    .

    يقول عمارة متحدثاً عن شيوخه المعتزلة ومؤيداً لهم : "قالوا إن الأدلة أولها العقل؛ لأنه به يميز بين الحسن والقبيح" "الطريق..، ص)100)



    ويقول ـ أيضاً ـ مادحاً طريقة المعتزلة : " لقد أوجبوا عرض النصوص والمأثورات على العقل، فهو الحكم الذي يميز صحيحها من منحولها، ولا عبرة بالرواة ورجال السند مهما كانت هالات القداسة التي أحاطهم بها، المُحدِّثون، وإنما بحكم العقل في هذا المقام" "تيارات الفكر الإسلامي" ص(71)



    ويقول أيضاً : "وهكذا كانت حجج العقل وبراهينه قاضية وحاكمة على حجج السمع" "تيارات الفكر الإسلامي" ص(71)



    ويقول: "إن مقام العقل في الإسلام مقام لا تخطئه البصيرة ولا البصر" "التراث" ص(183)



    ومن انحرافاته : عدم أخذه بحديث الآحاد الصحيح في مجال العقيدة

    انظر كتابه: الإسلام وفلسفة الحكم، ص 118 كما هو مذهب أهل البدع الذين ردوا كثيرًا من عقائد الإسلام بهذه الشبهة.



    ومن انحرافاته : طعنه في بعض الصحابة – رضي الله عنهم-؛

    ككاتب الوحي، خال المؤمنين، أفضل ملوك هذه الأمة : معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه- كما في كتابه "الإسلام وفلسفة الحكم" ص(158).



    ومن انحرافاته : أنه يرى أن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط وليس للطلب!

    انظر كتابه: الدولة الإسلامية؛ ص 136).


    أنه لا يرى كفر اليهود والنصارى!! بل هم في نظره مؤمنون مسلمون!

    كما ذكر ذلك في كتابه "الإسلام والوحدة، ص60،70،71،625".

    وفي هذا مخالفة لما علم من دين الإسلام بالضرورة؛ لأن الأدلة من الكتاب والسنة صريحة في تكفير من تدين بدين سوى الإسلام، وعلى هذا أجمع المسلمون.



    ومن انحرافاته : مدحه للصوفية الملاحدة وأهل البدع .

    يقول عمارة عن ابن عربي الصوفي : "ابن عربي في التصوف الفلسفي قمة القمم([4])"! "التراث.." ص(291)

    ويقول عن رأس الاعتزال عمرو بن عبيد([5]) : "علامة بارزة على طريق تطور العقل العربي المسلم."! "التراث" ص(27)



    ويقول عن غيلان الدمشقي القدري المعتزلي([6]) : بأن حياته كانت "نموذجاً فريداً…"! "مسلمون ثوار" ص(149).


    من انحرافاته : محاولته للتقريب بين أهل السنة والرافضة

    كما في كتابه "عندما أصبحت مصر عربية" ص(74، 113)



    من انحرافاته : لمزه لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى .

    بأنها عادت الفلسفة وعلم الكلام! انظر كتابه: الطريق..، ص160).

    ومن انحرافاته : لمزه المتكرر للدعوة السلفية.

    يقول محمد عمارة : "نحن في مواجهة خطر السلفية النصوصية" "المعتزلة.." ص(5). وانظر كتبه: "نظرة جديدة.." ص(13)، و"الإسلام والمستقبل" ص(249)

    وإن تعجب فاعجب من قوله : " لقد أصبح الواقع الفكري للحياة العربية يتطلب فرساناً غير النصوصين، ويستدعي أسلحة غير النقول والمأثورات للدفاع عن الدين الإسلامي، وعن حضارة العرب والمسلمين" "فجر اليقظة القومية" ص(70، 71) وهل الدين إلا نقول وآثار، فكيف ننتصر له بغيرها ؟!

    ثم يصيبك العجب عندما ترى الدكتور يدندن كثيرًا بأنه من دعاة "السلفية"! فهل السلفية الحقة إلا اتباع نصوص الكتاب والسّنّة؟!

    من انحرافاته : دعوته إلى تغريب المرأة المسلمة

    متابعة منه للعصريين من أمثال قاسم أمين تلميذ محمد عبده" انظر كتاب عمارة: الإسلام والمستقبل، ص(99، 227، 237، 241) وكتابه الآخر عن المودودي ص(371، 384، 385، 378، 380) حيث أباح سفورها واختلاطها وعملها في الفن والسياسة.. الخ.



    ومن انحرافاته : دعوته إلى "الوطنية"

    يقول عمارة : "إيمان هذه الأمة بالوحدة الوطنية والقومية إيمان راسخ لا شك فيه"! "التراث.." ص(234).

    هذا .. وقد خصص كتاباً يدعو فيه إلى هذا الأمر، سماه "الإسلام والوحدة القومية"



    ومن انحرافاته : دعوته إلى "العلمانية"

    وقد يتعجب البعض من هذا وهم يقرأون ويتابعون أن محمد عمارة يرد كثيرًا على من يسميهم "غلاة العلمانيين" وقد خصص لهذا بعض كتبه ككتابه "العلمانية ونهضتنا الحديثة" وسيزول عجب هؤلاء إذا علموا أن محمد عمارة يقسم العلمانية قسمين:

    1-
    علمانية الغلاة؛ وهذه يرفضها ويرد عليها؛ وهي ما يسميه "العلمانية الغربية" التي تفصل الدين عن الدولة – كما يزعم . راجع كتابه " الدولة الإسلامية" ص(64)

    2-
    علمانية إسلامية! أو مستنيرة! وهي التي تقرر – كما يقول- أن "ما قضاه وأبرمه الرسول في أمور الدين عقائد وعبادات لا يجوز نقضه أو تغييره حتى بعد وفاته؛ لأن سلطانه الديني كرسول ما زال قائماً فيه . وسيظل كذلك خالداً بخلود رسالته عليه الصلاة والسلام.

    على حين أن ما أبرمه من أمور الحرب والسياسة يجوز للمسلمين التغيير فيه بعد وفاته؛ لأن سلطانه هنا قد انقضى بانتقاله إلى الرفيق الأعلى" !! "الدولة الإسلامية" ص(76)


    ومن انحرافاته : دعوته إلى الاشتراكية التي يسميها زورًا "بالعدل الاجتماعي"

    كما في كتابه "الإسلام والثورة" ص(53 ،54، 57،64،70،71)


    ومن انحرافاته : تمجيده وفخره "بالثورات"

    التي قامت بها الطوائف المنحرفة في تاريخنا الإسلامي؛ كثورة الزنج والعبيديين" "التراث" ص (671-676)



    اعتناقه واحياؤه لمذهب "المعتزلة":
    يقول الدكتور ممجداً المعتزلة : " كان التوحيد بمعناه النقي المبرأ من الشبهات هو الذي دعا المعتزلة لنفي القدم عن القرآن…" نظرة جديدة..، ص91)


    ويخصص كتاباً كاملاً هو "المعتزلة ومشكلة الحرية الإنسانية" لينصر فيه قولهم في القدر.

    ويقول عن شيخهم عمرو بن عبيد : "علامة بارزة على طريق تطور العقل العربي المسلم، وعلم من الأعلام الذين صنعوا النشأة الأولى للتيار العقلاني في تراثنا". "مسلمون ثوار" ص161



    وبعدما وقفت على هذه الإنحرافات والتي واحدها كاف في رمي صاحبها في سباطة أهل الأهواء ومستنقع أرباب البدع، يستعلي استعلاء الدخان فيقول عمارة : " لقد استطعت أن أنجح في خلق(!) قارئ جديد. قارئ إسلامي ليس هو اليساري التقليدي، وليس هو الإسلامي التقليدي" "رحلة في عالم الدكتور محمد عمارة" ص 107.

    ونحن نقول خاب وخسر، خابوا وخسروا، لم يصنعوا شيئا، لأنهم ليس عندهم شيء، بل هم ليسوا بشيء، يتحدثون عن الإسلام ويقسمونه إلى تقليدي ومستنير؟!!



    والإسلام العظيم عظيم كما كان، وسيظل كما هو كائن عظيما، وإنما التثريب على جهلة الأنام الذين لم يكتبوا كلمة في الدين، لم يحققوا مسألة من مسائله، لم يتكلموا في توضيح أحكامه، وإنما يتغنون باسم الإسلام، وفي الحقيقة يقدحون فيه بلسان حالهم ومقالهم، والله تعالى المستعان .

    والأن حان الشروع في الموضوع




    قالت البتراء مصدرة : "اتهموا أئمتهم بالكذابين الأغبياء" مترجمة "انقلاب السلفيين" وزعمت تحتها : "تصحيح المفاهيم" هذا هو عنوان السلسلة التي تصدرها وزارة الأوقاف ويشرف عليها الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف .. "السلف والسلفية"



    قلت : فهو ها هنا قد غاير بين السلف والسلفية، وقد أثنى على السلف – ولا بد- وصب جام غضبه على ما أسماها بالحركة السلفية بعد أن فرقها فصائل شاردة شانئة، وأدخلها بحسب فهمه العليل، وخلطه بين المعنى اللغوي والاصطلاحي للسلف .



    قالوا : "هو عنوان كتاب مهم صدر عن هذه السلسلة . أهمية هذا الكتاب ليست فقط لأن مؤلفه الدكتور محمد عمارة الذي كثيراً ما يثير الجدل!!! بكتاباته . ولكن لأنه يفند مصطلح السلفية وتطورها عبر العصور منذ ظهورها في العصر العباسي وحتى الآن والأسباب التي كانت وراء ظهور تيار السلفية .. ويؤكد أن السلفية ليست تياراً واحداً ولكنها تيارات مختلفة،



    قلت : ونحن نؤكد له ولغيره أن السلفية واحدة، غير أن الأدعياء كثر، وما ذاك إلا لأنها هي هي . هكذا يُصَنِّفون ولا يُنصفون! ويَفْتَرون ولا يَفْتُرون !!



    قالوا : "فمنهم أهل الجمود والتقليد، ومنهم أهل التجديد، ومنهم من يعيشون في الماضي، ومنهم من يوازن بين الماضي والحاضر, ويؤكد أننا أمام عدد من السلفيات ولسنا امام سلفية واحدة"



    قلت : وعلى التسليم، لقد ذكر فيما ذكر إن منهم أهل التجديد، فلما لم يسلم لهم، فضلا عن أن يثني عليهم؟!!



    بيد أننا لا نسلم له، ذلك لأن السلفية واحدة، هي ما كان عليه النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وأصحابه – رضي اله تعالى عنهم- وها هم شامة بين الأمم والجماعات، كما أنهم شامة بين الأمم يوم الدين .



    قالوا : " قدم للكتاب الدكتور محمود حمدي زقزوق بقوله : "إنه من بين المفاهيم التي أصابها كثير من الضبابية وعدم الوضوح وسوء الفهم مصطلح السلفية" .



    ومن نقطة المفاهيم والصور المتناقضة يبدأ الدكتور عمارة كتابه بالتساؤل : هل نحن اليوم أمام سلفية واحدة ؟ أم أننا بإزاء عدد من السلفيات ؟



    ويقول : السلف لغة هو الماضي، وكل ما ومن تقدم ومضى عن الواقع والزمن الذي يعيش فيه الإنسان .. أما السلفية الدينية : فهي الرجوع في الدين والشرع إلى منابع الإسلام الأولى - أي الكتاب والسنة - مع إهدار ما سواهما مما طرأ مخالفاً لهما .

    وبعبارة الإمام محمد عبده فالسلفية هم : "فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى"



    قلت : فإذا كانت كذلك، ألا يجب المصير إليها وطرح ما عداه إن كنا مؤمنين حقا، مسلمين صدقا .

    ولنلحظ هنا تفريقه بين السلفية بالمعنى الاصطلاحي والمعنى اللغوي .



    قال : "وعن وضوح هذا التعريف للسلفية، تعدد فصائل تيارها في تراثنا وفكرنا الإسلامي فكل السلفيين يعودون في فهم الدين إلى الكتاب والسنة



    قلت : وهذه شهادة أخرى تزكيها وأهلها، بيد أنه يأتي التشغيب .



    قال مستدركا : " لكن منهم فصيلاً (!) يقف في الفهم عند ظواهر النصوص .

    ومنهم من يعمل العقل في الفهم، ومن الذين يعملون العقل مسرف في التأويل أو متوسط أو مقتصد .

    ومن السلفيين أهل جمود وتقليد .

    ومنهم أهل التجديد الذين يعودون إلى منابع لاستلهامها في الاجتهاد لواقعهم الجديد ..

    ومن السلفيين مقلدون لكل التراث، دونما تمييز بين الفكر وبين التجارب، ودونما تمييز في الفكر بين الثوابت والمناهج وبين المتغيرات

    ومنهم مستلهمون لثوابت التراث مع الاسترشاد بتجارب ومتغيرات التاريخ

    ومن السلفيين من يعيشون في الماضي والسلف ويهاجرون من العصر إلى هذا السلف –الماضي- ومنهم من يوازن بين الماضي والحاضر .



    قلت : لقد أبى عليه البحث العلمي إلا أن يسمي لنا، وينقل ما يواكب قوله، وها نحن ذا معه إلى حتفه ليسم لنا سلفيا حاد عن الاعتقاد .



    إن الرجل بعد أن أصلّ أن السلفي كل من مضى!!! وقرر أن بذا الاعتبار الكل سلفي سحب مخازي كل منحرف عن الصراط غوي عليه، فجرده من مفاخره وجعله سائمة لكل راتع، وحاشاه .



    لقد جهل أو تجاهل قيد "السلف الصالح" ودلالته، وأدخل الكلية، تسويغا منه لحاله من جهة . وتشغيبا على أهل الحق من جهة أخرى .



    قال : "وهذا التنوع الذي يقترب من التناقض هو الذي أحاط مفهوم السلفية بكثير من الغموض وسوء الفهم بل وسوء الظن أيضا .



    قلت : نحن لا ندري ما وراء هذه التشكيكات؟ هل من أحد من عوام المسلمين فضلا عن خواصهم استشكل معنى السلفية ؟ وإن، فعرِّف، أيبقى عنده شيء ؟ أنه التغابي عن الحق البيّن المنير، هذه واحدة .



    الثانية : ذكر أصناف الناس، ثم أعاد الكرة على المنهج – السلفية - وهو معصوم، وكان حقه رد الفرع إلى الأصل، فمن الخطأ البيّن أن نحكم على شرع الله تعالى من خلال تطبيق الأفراد، فالأفراد يخطئون ويصيبون، غير أنه الجهل .



    وعليه يقف القارئ – دونما عناء- على صورة من صور سوء الفهم الذي أورث سوء الظن




    ([1] ) في عددها (4471) الأربعاء – رجب 1431هـ 16 يونيه 2010م




    ([2]) العوراء: الكلمة الفاحشة، والندى والنادي: المجلس. والمقفر: الخالي. يضرب لمن يؤذي جليسه بكلامه وتعظمه عليه من غير استحقاق". مجمع الأمثال" للميداني .




    ([3]) المعتزلة فرقة إسلامية مبتدعة " تنتسب إلى واصل بن عطاء الغزال، تميزت بتقديم العقل على النقل، وبالأصول الخمسة التي تعتبر قاسما مشتركا بين جميع فرقها .

    من أسمائها : القدرية والوعيدية والعدلية، سموا معتزلة لاعتزال مؤسسها مجلس الحسن البصري بعد خلافه معه حول حكم الفاسق .
    مؤسسها : واصل بن عطاء الغزال، وعمرو بن عبيد
    العقائد والأفكار :بدأت المعتزلة بفكرة أو بعقيدة واحدة، ثم تطور خلافها فيما بعد، ولم يقف عند حدود تلك المسألة، بل تجاوزها ليشكل منظومة من العقائد والأفكار، والتي في مقدمتها الأصول الخمسة الشهيرة التي لا يعد معتزليا من لم يقل بها، وسوف نعرض لتلك الأصول ولبعض العقائد غيرها، ونبتدئ بذكر الأصول الخمسة:
    1- - التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيته سبحانه ونفي المثل عنه، وأدرجوا تحته نفي صفات الله سبحانه، فهم لا يصفون الله إلا بالسلوب، فيقولون عن الله : لا جوهر ولا عرض ولا طويل ولا عريض ولا بذي لون ولا طعم ولا رائحة ولا بذي حرارة ولا برودة .. إلخ .

    2- - العدل: ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أمورا وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقا لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيرا وإن شرا.

    وأوجبوا على الخالق سبحانه فعل الأصلح لعباده .

    وقالوا أيضا بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسنا، وما قبحه كان قبيحا، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.
    3- - المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمنا بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مصرا على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.
    4- - الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحدا منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم

    5- - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواء أكانوا حكاما أم محكومين، فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر .
    هذه هي أصول المعتزلة الخمسة التي اتفقوا عليها، وهناك عقائد أخرى للمعتزلة منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد :
    6- - نفيهم رؤية الله عز وجل: حيث أجمعت المعتزلة على أن الله سبحانه لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله سبحانه وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قوله تعالى :{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } أي منتظرة .
    7- - قولهم بأن القرآن مخلوق: وقالوا إن الله كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة.
    8- - نفيهم علو الله سبحانه، وتأولوا الاستواء في قوله تعالى : "الرحمن على العرش استوى" بالاستيلاء

    9- - نفيهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الكبائر من أمته . قال الإمام الأشعري في المقالات : " واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله "
    10- - نفيهم كرامات الأولياء، قالوا لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي
    فرق المعتزلة : عادةً ما تبدأ الفرق في عددها وأفكارها صغيرة ثم ما تلبث أن تتشعب وتتفرق، فتصبح الفرقة فرقاً والشيعة شيعاً، وهكذا كان الحال مع المعتزلة فقد بدأت فرقة واحدة ذات مسائل محدودة، ثم ما لبثت أن زادت فرقها، وتكاثرت أقوالها وتشعبت، حتى غدت فرقا وأحزابا متعددة" .




    ([4] ) وانظر موبقاته بحثنا "تعريف العربي والعجمي بسيئة كل زمان ابن عربي"




    ([5]) أوليس ابن عبيد هذا الهالك هو القائل كما في "سير أعلام النبلاء" : ... ذكر حديث الصادق المصدوق، فقال : لو سمعت الأعمش يقوله لكذبته، إلى أن قال ولو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرددته"

    والقائل : "والله لو أن علياً وعثمان وطلحة والزبير شهدوا عندي على شِراك نعل ما أجزته" " تأريخ بغداد" (12/ 175) و"ميزان الاعتدال" (2/275)

    وقال في سَمُرة بن جندب - رضي الله عنه : "ما تصنع بسَمُرة قبَّح الله سَمُرة" " تأريخ بغداد" (12/ 173) و"ميزان الاعتدال" (2/74) فكيف يُحمد ؟!




    ([6]) غيلان بن مسلم الدمشقي القبطي، اختلف في اسم أبيه، درس على الحسن بن محمد بن الحنفية في المدينة، قال الذهبي : ( ضال مسكين ) ناظره الأوزاعي، وأفتى بقتله، فقتل بعد (105)هـ.
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.07.10 12:11

    قال : " فكل إنسان هو سلفي بمعنى أن له سلفاً وماضياً ينتسب إليه ويرجع له، لكن التفاوت يأتي من الخلاف حول : من هو سلفك ؟ وكيف تتعامل مع سلفك وماضيك ؟ تهاجر إليه، أم تستدعيه ؟ تقلده، أم تجتهد فيه ؟



    قلت : هذا خلط ظاهر بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، أوقعه فيه تحامله أو جهله .



    وفي إجابة سؤله :

    أولاً : نقول، لقد علم القاصي والداني أن السلفية سلسلة ذات نسب كريم، عمادها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة ؟ فليحدثنا عن سلفه ؟!



    ثانياً : ولقد علم المكلفون أن السلفي متبع ليس مبتدع، فهو يأخذ دينه من مصادره الصافية إحتسابا واتباعا، يرجوا ويرغب، وعليه .. فهو يعيشه، وهو كذلك من أهنأ الناس به وأسعدهم وأسكنهم، وعليه .. فهو لم يغب عنه، فضلا أن يستدعيه، ناهيك عن الهجرة إليه .



    ثالثاً : وعن التقليد والاجتهاد، فأقول : الإجابة لا نفيا ولا إثباتا، وإنما هو التفصيل ؟ في تفاصيل معلومة، غير أن الحاجة هنا تستدعينا لاستحضار قاعدة ذات تعلق بالباب، وهي أنه " لا اجتهاد مع النص" فلتهنأ .



    ثم يا أصحاب الفكر الضحل، لقد حفل تأريخنا الإسلامي في كل عصر ومصر بوجود أئمة مجتهدين، زانت بهم الديار، وزالت بوجودهم النوازل والدمار، وسيظل، قال رسول الله – صلى اله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" "صحيح الجامع" برقم(1874) . ‌



    ثم نلتفت لكل عوير وكسير عابد لعقله، إلهه هواه : أنتم أنتم، من سلفكم ؟ وهل هو متصل بالوحي المعصوم أم منقطع ؟



    بل أين أنتم ؟ لم نرا منكم تحقيقا ولا تنقيحا، إنما نسمع جعجعة ولا نرى طحنا .



    ألا فليتأدب أناس! وليعرفوا حقيقة أنفسهم، ورحم الله تعالى مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي – رحمه الله تعالى- إذ يقول : " والجاهل لا يعرف رتبة نفسه، فكيف يعرف رتبة غيره" "سير أعلام النبلاء"(11/321)



    وقول العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى : " وهل يميز بين العلماء والجهال ويعرف مقادير العلماء إلا من هو من جملتهم ومعدود في زمرتهم" "هداية الحيارى" ص(128)



    وفيه يقول الإمام الشاطبيرحمه الله تعالى : "من وظائف المجتهدين أنهم العارفون بما وافق أو خالف، وأما غيرهم فلا تمييز لهم في هذا المقام" "الموافقات" للإمام الشاطبي( (4/173



    قال : "ومن السلفيين من سلفه تراثنا وحضارتنا وهويتنا وثقافتنا الوطنية والقومية والإسلامية

    ومن السلفيين من سلفه تراث "الآخر" الحضاري ومذاهبه وتياراته الفلسفية والاجتماعية وبهذا المعنى يمكن إدخال الليبراليين الذين يحتذون حذو الليبرالية الغربية والماركسيين الذين يحتذون حذو الماركسية الغربية والقوميين الذين يحتذون حذو القومية الغربية والعلمانيين الذين يحتذون حذو العلمانية الغربية .. في عداد السلفيين الذين أصبح الموروث والماضي ومناهج النظر الغربية سلفاً لهم يحتذونه، أحياناً مع قدر من التحوير، وأحياناً بجمود وتقليد .



    قلت : ها هو هنا بعد أن أصل للباطل أدخل الحق فيه، تلبيسا وتدليسا .



    وأعود فأقول : فليسم لنا سلفيا واحدا، وأقول واحدا، ماركسيا أو قوميا أو علمانيا ... إلخ

    كيف .. وهم من يحاربونهم ؟



    ألا فليتق الله تعالى امرءا، فإما أن تتكلم بعلم أو أن تسكت بحلم، وقديما قالوا : " لو سكت ما لا يعلم لقل الخلاف" إن دخول الأهواء مفسد، وعربدة الأراء مهلك، والعصمة في الوحي



    قال : " لكن ومع صلاحية إدخال أكبر تيارات الفكر تحت مصطلح السلفيين، إلا أن هذا المصطلح قد ادعاه واشتهر به وكاد يحتكره أولئك الذين غلبوا النص على الرأي والقياس والتأويل وغيرها من سبل وآليات النظر العقلي، فوقفوا عند الرواية أكثر من وقوفهم عند "الدراية" وحرموا الاشتغال بعلم الكلام .



    قلت : وهذا من أغلاطه هو ومن على شاكلته، فأهل الحديث أهل السنة السادة السلفيين أئمة كل زمان أهل رواية ودراية ورعاية، لذا تيممت قبلتهم القلوب، واشرأبت لمنزلتهم النفوس، وكانوا أحق بها وأهلها، ولا أزيد، لذا اعتزى إليها من ليس منها وتأمل صدر مقاله هنا تقف .



    قال : " ظهرت الحركة السلفية لأول مرة في العصر العباسي"



    قلت : وهذا تفريع عن الجهل بحقيقة السلفية، إذ هي منهج لا حركة، قيامه وقوامه الكتاب والسنة، ومن ثم يبرز لنا منشأه ومن ثم جهل من نسبه للعهد العثماني .



    قال : " الذي ترجمت خلاله الفلسفة اليونانية وهي فلسفة لا دينية، العقل فيها متحرر من النقل وهذه الترجمة أضفت على الفكر اليوناني وهو فكر لا ديني عند شريحة من فلاسفة الإسلام هالة قاربت القداسة .



    قلت : قبل تباكى على إهدار علم الكلام، وهنا أكد أنه فكر ليس ديني، بيد أنه في الأخير قيده بقوله ( عند شريحة من فلاسفة الإسلام ) والسؤال : لما لم يقل عند علماء الإسلام ؟

    وما صلة القداسة بالباب ؟ ولما لم يسم لنا رجاله لترتفع الجهالة ؟

    سبحان الله !! وهل قامت جولات سلفنا الصالح إلا في حرب الفلاسفة والمناطقة ؟



    وهنا يبرز سؤال آخر : هل زعمك بأن الفلسفة اليونانية ليست دينية، على سبيل الإخبار، أم الإنكار ؟

    فإن كان الأول : فأنت جاهل . وإن كان الثاني : فأنت كاذب .



    قال : "مما أزعج قطاعاً من قادة علماء الإسلام فجاء رد الفعل الذي تمثل في تبلور السلفية كفرقة وتيار فكري اعتصم بالنصوص الدينية ولا شيء غير النصوص وكان على رأس هؤلاء العلماء أعلام الحركة السلفية الإمام أحمد بن حنبل الذي صاغ منهج السلفية"



    قلت : لا ، لم يصغ شيئا وإنما هو إمام متبع، وقد تقدم معنا أن السلفية منهج رأسه الوحي، فهل يتوجه لمثل ذا نقد ؟



    نعم أن النقد يتوجه للأتباع أما هو فلا، وحاشاه، لذا تقف على سر انتساب كل الفرق والطوائف للسلفية، والسلفية منهم براء .



    ثم لنلحظ امتعاضه الخفي في قوله "ولا شيء غير النصوص" نعم .. لا شيء أمامنا وإمامنا إلا النصوص، وهي تنير لنا الطريق، غذاء قلوبنا، وزاد نفوسنا، تنضبط بها أفهامنا، وتستحسن بها أرانا، وعشك فادرجي .



    قال الله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً" سورة "الأحزاب" الآية(36) اللهم إنا نسألك إيمانا صادقا، وقلبا خاشعا، ولسانا صادقا، آمين .



    قال : "وبلغ من أتباعه للنصوص والمأثورات الحد الذي جعله لا يرجع بالرأي أو العقل أو القياس مأثورة على أخرى"



    قلت : وهذا غلط كذلك، نحتاج معه تجلية مقام العقل وبيان أنه تابع للنقل([1]) وأنواع الرأي وبيان أن منه المقبول ومنه المردود، والتأكيد على اعتبار القياس الصحيح كمصدر تشريعي، فلما المغالطة، وقد قال الله تعالى : "... إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" سورة "الزخرف" الآية(86) وهؤلاء يقينا لا يعلمون شيئا عن ديننا، لذا ترى وجوههم كقفاهم، في أشكال معيبة وأقوال مستكرهة مشينة .



    هذا .. وإن تغابينا – والتغابي خلق الملوك- فلن نتغابى عن تعريضه بإمام أهل السّنّة بالباطل، فالله حسيبه .



    قال : " وعندما تتعدد وتتضارب وتتعارض المأثورات في الأمر الواحد والقضية الواحدة، فكان يفتي بالحكمين المختلفين لأن لديه مأثورين مختلفين في الموضوع ومن المأثور عنه قوله "الحديث الضعيف أحب إلي من الرأي"



    قلت : وهذا من الجهل، وكان حقه السؤال قبل الاسترسال، ومما ذكر فقط أجيبه، في النقل - والذي نقله هو : " الحديث الضعيف، وهو هنا بمعنى الحسن، أحب إلي من الرأي" فيه قبول وإعمال الرأي كما هو ظاهر، غير أنه الرأي المنضبط بالشرع من إمام حافظ تقي نقي بر .



    قال : "وأضفت السلفية النصوصية المثالية والقداسة على النصوص والمأثورات ورفض أن يعمل فيها الرأي أو الاجتهاد أو القياس أو التأويل حتى عندما كانت تتعارض وتتناقض هذه المأثورات ومضامينها .



    قلت : هذه الفقرة حوت خلطاً وخبطا عجيباً : بين يديها أقرر : أجل .. فالسادة السلفيين أضفوا للنصوص هيبتها وردوا لها اعتبارها، بيد أنهم لم يحرموا الاجتهاد من أهله، ولا القياس المنضبط بموازين الشرع، ولا التأويل الصحيح ولا حتى الرأي، هذه واحدة .



    والثانية : إبطال القدح في الشريعة إذ زعم – قصد أو لم يقصد- أن الشريعة ما جاءت بالعقليات – والعقل مناط التكليف- وأنها من المبهمات، فاحتاج معها إلى إعمال العقول والآراء!!! إنها بقضها وقضيضها دعوة دعاة علم الكلام المرذول المخذول .



    الثالثة – وهي تفريع عن عاليه : دعوى التعارض والتناقض منزهة عنها الشريعة؛ إذ أنها من لدن عليم حكيم، وإنما ينشأ التعارض في بعض الأفهام فيورثها أوهام تندفع ببيان سادة الأنام .



    قال : "وتطورت السلفية على يد عدد من العلماء منهم أبو الوفاء بن عقيل وابن تيمية وابن قيم الجوزية فبعد أن كان الفقه في السلفية النصوصية هو فقه الواقع، وأكد ابن القيم على تغير الفتاوى والأحكام واختلافها تبعاً لتغيير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد.



    قلت : أن الفقه عند السادة السلفيين – شرفهم الله تعالى ورفع أقدارهم- هو تبع للنصوص، لا يتقدموا بين يديها، ذلك إنها تيجان عز، ومفاخر شرف .



    أما اجتهادات أهل الاجتهاد منهم، فهذا لا يخرج قط عن فحوى النصوص، تأويلا لقوله تعالى : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً" سورة "الأحزاب" الآية(36)



    وقوله سبحانه : "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدو في أنفسهم حاجة مما قضيت ويسلموا تسليماً" سورة "النساء" الآية (65)



    وقال تعالى "إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه" سورة "النور" الآية (62)

    قال العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى : "فإذا جعل من لوازم الإيمان أنهم لا يذهبون مذهباً إذا كانوا معه إلا باستئذانه فأولى أن يكون من لوازمه أن لا يذهبوا إلى قول ولا مذهب علمي إلا بعد استئذانه وإذنه يعرف بدلالة ما جاء به على أنه أذن فيه" ""إعلام الموقعين" (1/56)



    وقوله سبحانه : "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً" سورة "النساء" الآية(83) فهل أنتم منتهون ؟!!!



    ثانياً : سل أي طويلب علم عن الفرق بين الحكم والفتوى؛ لينضبط فهمك، ومن ثم قولك ؟



    ثالثاً : لا دخل للعوائد في الباب، إذ الباب باب الشرعيات لا العادات، فافهم .



    قال : "وبذلك تحرر عقل المسلم من أحكام السلف وفتاويهم"



    قلت : وهذا خلط خطير، تحرر عقل المسلم من أحكام السلف؟! أهذا الذي تريده أي غدر .



    تباً لك ولعقلك، خاب سعيك، وللإجابة نحيله لتعريفه هو لمعنى السلف من قوله أو قوله شيخه في الضلال . ثم دعوه ليستغفر الله تعالى .



    روي الإمام أحمد – رحمه الله تعالى- في مسنده عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه- قال : " أن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد – صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العبادفاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد – صلى الله عليه وسلم- فوجد قلوب أصحابه - رضوان الله عليهم خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيء" صحح إسناده الشيخ أحمد شاكر ، انظر "المسند" برقم (3600) .



    قال الحبر البحر، عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما : " إن الله جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه خص نبيه محمد r بصحابة آثروه على الأنفس، والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال تعالى : " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ" سـورة " الفتح " الآيـة (29)

    قاموا بمعالم الدين، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين، حتى تهذبت طرقه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقر دينه، ووضحت أعلامه، وأذل بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه وصارت كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العلية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها " "مروج الذهب ومعادن الجواهر" (3/75) .



    لأجل ذلك جاءت وصية المُعلم، ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال : " من كان متأسياً فليتأس بأصحاب رسول الله r فإنهم كانوا أبرَّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، وأقومها هدياً، وأحسنها حالاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم" "إعلام الموقعين عن رب العالمين " لابن القيم الجوزية (4/122)



    ثانياً - وعلى التسليم- فهل يقال تحرر عن أحكام السلف؟ وهل هذا كان؟ إنها خيالات نسجتها عقول خواء، والله المستعان .



    قال : "وبذلك لم يعد ثبات النصوص قيداً على تطور الفتاوى وتغيير الأحكام"



    قلت : بادئ ذي بدء أقرر أن النص يطلق على أمرين : الوحي المعصوم . الأمر الثاني : كلام الأئمة . وعند الإطلاق يحمل على الوحي المعصوم ، وهو المراد هنا .



    ثانياً : كيف يقوم حكما شرعيا صحيحاً على غير الركنين الأصليين المعصومين : الكتاب والسّنّة أو ما دار في فلكهما ؟ ومن ثم كيف يقوم حكم أو تصدر فتوى على غير أصل ثابت .



    ولازم قوله : اضطراب وتعارض وتناقض، وهو واضح في آراءه وطرحه، وهذا ما أقروا به أنفسهم في صدر المقال كما دوّنا .



    لا تلتفتوا عباد الله إلى ترهات هؤلاء، وعليكم بالعتيق، قال الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" " سورة "النساء" الآية (59) فأمر تعالى عند المنازعة بالرد إلى الوحي المعصوم لا إلى غيره، وبين تعالى عاقبة ذلك .

    وفي مقابلة ذلك جاء الوعيد الشديد والتهديد الرهيب لمعرضين عن الوحيين، فقال تعالى "قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين" سورة "آل عمران" الآية (32)

    ونظيره قوله سبحانه : "... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " سورة "النور" الآية (63)



    وقال رسول الله – صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم : "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض" "صحيح الجامع" برقم(2937) .‌



    تنبيه : ونحن ندعوه إلا تحرير العبارة بل إلا تصويبها " تطور الفتاوى، وتغيير الحكام" فالفتاوى قد تتغير، بيد أنها لا تخرج عن روح النص ومقاصد الشريعة، أما الأحكام فلا تتغير؛ لكونها صائبة صادقة، كيف لا، وهي من لدن حكيم خبير – سبحانه وبحمده .



    لا يا هذا .. إنما هي النصوص، ويجب تقديمها على هوى النفوس، لو عقلت، عقلت .




    ([1] ) أما عن"منزلة العقل في الشرع : وتتبين قيمة العقل وأهميته في الشرع بالوجوه التالية:

    الوجه الأول : أن الله لا يخاطب إلا العقلاء؛ لأنهم الذين يفهمون عن الله شرعه ودينه، قال تعالى : " وذكرى لأولى الألباب "

    الوجه الثاني : أنه متعلق التكليف، وغير المكلف لا تتعلق بأفعاله أحكام الشرع، كما قال-صلى الله عليه وسلم : "رفع القلم عن ثلاث ومنها :المجنون حتى يفيق"

    الوجه الثالث : ذمه تعالى من لم يستعمل عقله، كما ذكر الله ذلك عن أهل النار حيث قال : "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير"

    وقال فى معرض ذم من لم يتبع شرعه ولم يهتد بهدي نبيه- صلى الله عليه وسلم : " أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"

    الوجه الرابع : ذكر كثير من العمليات العقلية : كالتدبر والتفكر والتعقل ونحوها كقوله سبحانه : " أفلا يتدبرون القران"،" لعلكم تتفكرون" ، "أفلا تعقلون"

    الوجه الخامس : اشتمال القرآن على كثير من الآيات الجارية على موازين العقل وأقيسته وبرهانه

    كما فى قوله سبحانه : "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"

    وقوله : "لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا"

    وقوله : " أم خلقوا من غير شي أم هم الخالقون".

    الوجه السادس : ذم التقليد الذى هو حجاب العقل، الذى يعطله ويذهب نفعه

    كما قال سبحانه : "وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".

    الوجه السابع : مدح الذين يستعملون عقولهم في إدراك الحق واتباعه

    قال تعالى :"فبشر عباد الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله واولئك هم أولوا الألباب"

    الوجه الثامن : تحديد ميادين التفكير وأعمال العقل، كما قال تعالى : " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألفينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، تبصرة وذكرى لكل عبد منيب"

    الوجه التاسع : بيان ما لا يمكن للعقل إدراكه . كما فى قوله سبحانه : " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

    وقال ابن عباس - رضي الله عنه : القدر سر الله.

    وقال سبحانه : " ولا يحيطون به علما " .

    الوجه العاشر : ضرب الأمثال المحسوسة لبيان الأمور المعقولة .

    كما فى قوله سبحانه : "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه"

    وقوله سبحانه : "مثلهم كمثل الذي أستوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"

    الوجه الحادي عشر : الإرشاد إلى طرق القياس الصحيح

    كما في قوله سبحانه : "فاعتبروا يا أولى الأبصار"

    والاعتبار معناه : الانتقال من حال مماثلة لها؛ ليحكم عليها بنظير ما حكم به على الحالة الأولى .

    ومن ذلك : ما ذكره الله من أعمال بعض المكذّبين للرسل التي استحقوا بسببها العقاب ليعتبر بحالهم كل من أراد أن يفعل فعلهم، وانه إذا فعل ذلك استحق نفس عقوبتهم

    كما قال تعالى : "وما هي من الظالمين ببعيد" يريد : العقوبات .

    الوجه الثاني عشر : الاستدلال بالأثر على المؤثر، وهو عملية عقلية تحتاج إلى إدراك العلاقة بين كل أثر ومؤثر كما في قوله سبحانه : "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهم حسير"…
    ومذهب السلف وقول محققي الإسلام : يمكن إجماله فيما يلي:


    - أن للعقل فهماً وإدراكاً، وهذا الفهم والإدراك إجمالي لا تفصيلي.

    - إن الشرع مقدم على العقل؛ لعصمة الشرع، وعدم عصمة العقل.

    - إن ما كان صحيحاً من أحكام العقل لا يعارض الشرع.

    - والصحيح من العقل هو موافق للشرع

    - إن الفاسد من العقل هو ما عارض الشرع.

    - إن الأحكام التفصيلية من خصائص الشرع.

    - إن العقل لا حكم له قبل ورود الشرع، وإن كان له إدراك لقبح القبيح وحسن الحسن من حيث الجملة.

    - إن الثواب والعقاب مترتب على ورود الشرع، كما قال سبحانه : "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"

    - إن ما عارض الشرع من موازين العقل، فهو فاسد.

    - إن الشرع قد يأتي بما يحار فيه العقل، وإن كان لا يعارضه ولا يدفعه.

    - إن الوعد والوعيد مترتب على ورود الشرع.

    - إن الله تعالى لا يجب عليه شيء بعقولنا؛ لأنه سبحانه كما أخبر عن نفسه :"فعال لما يريد"

    - وإن ما ورد من إيجاب أو تحريم كما في حديث : "إني حرمت الظلم على نفسي" وحديث : "حق العباد على الله أن لا يعذب من لم يشرك به شيئاً" وما أشبهها، هي واجبة بإيجاب الله نفسه، ومحرمة بتحريمه على نفسه تكرماً منه وتفضيلا، والله تعالى كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم : " لا مكره له" "صحيح الجامع" للعلامة الألباني برقم(7763)

    - إن العقل يعتبر مصدراً تبعياً، ونصوص الكتاب والسنة فيها الغنى عنه، وهي لا تمنع قبوله إن صح"بتصرف يسير من كتاب"المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"لشيخنا الدكتور أبي عبد السلام إبراهيم بن محمد البريكان – رحمه الله تعالى- ص(41-46) ط.دار السنة. الطبعة الثانية 1414هـ
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: هدم العمارة على أفكار محمد عمارة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.07.10 12:12

    قال : "وبعد أن نفرت السلفية الأولى النصوصية من القياس كرد فعل للمنطق اليوناني رأينا ابن تيمية يعتمد القياس الصحيح الشرعي والعقلي كآلية أصلية من آليات النظر والموازين العقلية، وبعد أن كانت السلفية شديدة النفور من التأويل نجد موقف ابن تيمية بإزاء التأويل متسماً بالتوازن والموضوعية"



    قلت : هذا الجهل!! ما صلة السلفية بالمنطق اليوناني وقياسه؟

    وهل صار شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى- مجانبا للسلفية منتصرا للمنطق ؟

    كيف وهو القائل فيه : "علم لا يحتاجه الذكي، ولا ينتفع به البليد" وفي أربابه : "أوتوا ذكاء ولم يأتوا زكاءا" بل وقد رد عليهم في رسالة خاصة .



    شيخ الإسلام - يا هذا - حسنة من حسنات المنهج السلفي، أما أن تصوره كأنه مناوء له فهذا لا يقبله منك عدو له فضلا عن حبيب، ألا فاتقوا الله تعالى، أما ضرب أخماس لأسداس، فهذا منهج كل شقي .



    ثانياً : لما إطلاق الكلام على عواهنه هكذا، ألا تفقهون؟!

    لما الخلط والخبط المومئ على خطل : فالسياق عن القياس فلما إدخال التأويل؟!!! وكل منهما ذا مباحث وفروع يمنع من إطلاق حكم عام، ألا فاحترموا عقول المخاطبين .



    ثالثاً : لا نمل من التكرار أن المنهج السلفي واحد في القديم والحديث، منهج قويم مستقيم، موجب للاعتقاد والعمل تأويلا لقوله تعالى : "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة "الأنعام" الآية(153) فماذا بعد الحق - وهو هاهنا النص - إلا الضلال؟!



    وحذر من مشاقته في قوله تعالى : "وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً" سورة "النساء" الآية(115)



    رابعاً : يسـأل لم قيد بعد إطلاق، فلطالما ذكر القياس، بيد أنه هنا قيده " القياس الصحيح الشرعي والعقلي" بالصحيح والشرعي، وعلما يدل هذا ؟ ألا يدل على أن من القياس ما هو صحيح وما هو فاسد، ومن ثم يبطل تدليسه ويرتفع تلبيسه ؟



    خامساً : تقديمه الشرعي على العقلي، هل هو وفق منهجه الاعتزالي، أم أنه التلون والتقلب؟! .



    قال : "وفي قضية التكفير لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كان ابن تيمية ككل أهل السنة والجماعة شديد الحذر والتحذير من التكفير، وكان يقول "والذي نختاره ألا نكفر أحداً من أهل القبلة" وكذلك رفض ابن تيمية تكفير المجتهد المخطئ حتى ولو كان الاجتهاد الخاطئ في المسائل العقدية"



    قلت : أولاً : لا اجتهاد في المسائل العقدية، إذ مبناه على الدليل، ذلك أنهم ويعرفون العقيدة بأنها : الاستدلال على المسائل العقدية بالأدلة اليقينية ورفع الشبهات عنها .



    ثانياً : وهل ما ذكر هو قول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – فحسب ؟ سبحان الله العظيم .



    قال : " وبذلك أصبحنا أمام هذا التطور بإزاء أكثر من سلفية : سلفية نصوصية هي ردّ فعل للعقلانية اليونانية اللا دينية، وسلفية عقلانية هي فعل توازن فيه العقل والنقل سعى به جيل المجددين إلى تجديد دنيا المسلمين بتجديد الإسلام" .



    قلت : " عنز ولو طارت" إنها سلفية واحدة، هي فرقة ناجية منصورة بين فرق هالكة مخذولة، قال رسول الله – صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار" "صحيح الجامع" برقم(1082)



    ولناظر باصر يلحظ كيف أنه أدخل فيها سبته – بدعته - التي سلبته عقله، وأورثته تخبطا وتخليطا، وسيأتي معنا قريبا مقصوده بالمجددين، وتشغيبه على أهلها .

    يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بحسن .




    قال : "ولكن في العصر الحديث وفي بدايته نجد على وجه التحديد ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فمثلت لوناً متميزاً من السلفية هو أقرب بسبب بداوة البيئة وفقرها الفكري والفلسفي إلى السلفية النصوصية"



    قلت : إذا السلفية النصوصية بحسب قوله- فقيرة من الفكر والفلسفلة، وهذا – عنده- مما شانها ؟

    ونقول رداً إجماليا : " تلك شكاة ظاهر عني عارها"

    وأما التفصيلي : فأقول : مرد ذلك إلى العودة إلى فهم ما أسمها بالسلفية النصوصية، ومهية النص، ومنشأه، إذا علمت هذا – وهذا فقط – وقفت .

    كيف لو انضم إليه انحراف الأفكار وتقلبها وتباينها وعدم عصمتها، في حقيقة ماثلة للعيان ما ينكرها إلا ذي بهتان .

    وإنا إذ نذكر هذا نذكر معه قول الإمام المطلبي – رحمه الله تعالى- إذ قال : "حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام "

    وقوله : "لقد اطلعت من ( أهل الكلام ) على شيء ما كنت أظنه، ولأن يبتلي العبد بكل ذنب ما خلا الإشراك بالله خير له من أن يبتلى بالكلام"

    وقول الإمام أحمد – رحمه الله تعالى : "ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح، وقل أحد نظر في الكلام إلا كان في قلبه غل على أهل الإسلام" في أخبار وآثار .



    قال : "ورفض ابن عبد الوهاب أن يحتكم لغير النصوص فهاجم القياس حتى لو كان صحيحاً وأعرض عن التأويل في فهم النصوص وتفسيرها وأعلن أن الرأي لا وزن له بجانب النصوص وبهذا تخلفت السلفية الوهابية عن التطور والتقدم التي مثلته سلفية ابن تيمية وجيل المجددين لهذا التيار"



    ثبت عرشك ثم انقش، دعونا من الكذب .

    متى وأين أعرض عن التأويل أو التفسير – على تفاصيل؟

    متي وأين رفض الإمام المجدد – رحمه الله تعالى - القياس الصحيح؟! إنما المرفوض هو أصلكم البدعي "العدل" ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة .

    ولا عقل عندهم ولا حكمة!!! .

    نعم .. لا وزن ولا قيمة للرأي بجانب النصوص بل هو باطل مردود، لقول النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد" .



    لقد قامت دعوة الشيخ الإمام – رحمه الله تعالى- على التوحيد والاتباع، ونبذ الشرك والابتداع بكل مظاهره، دعوة طيبة طاهرة مشاركا فيه شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم – رحمهم الله تعالى- وكلهم فيها تبعا لأسلفهم متبعين الدليل، أو إن شئت قلت : النصّ .



    قال : "وجاء الإمام محمد عبده ليعيد السلفية العقلانية المستنيرة مرة أخرى حيث دعا إلى العقلانية في فقه النصوص لتحرير الفكر من قيد التقليد وانتقض غلو السلفية الوهابية في الممارسة والتطبيق"



    قلت : سبحان الله ! مال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا، أيوصف ذاك الهالك بالإمام

    فتعالوا بنا عبدا الله لنقف على كذب هذه الدعوى بسبر دعوته لننظر، من بلايا هذا الرجل الذي يسميه بعض الجهلة بالإمام
    وإذا كان الغرب دليل قوم *** يمر بهم على جيف الكلاب



    ** قوله بوحدة الوجود :
    قال محمد عبده في رسالة إلى شيخه الأفغاني الرافضي الماسوني : " ليتني كنت اعلم ماذا أكتب إليك وانت تعالم مافي نفسي كما تعلم مافي نفسك صنعتنا بيديك وأفضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم فيك عرفنا أنفسنا وبك عرفناك وبك عرفنا العالم أجمعين ..." . الخ هذا الهذيان القبيح .



    ويقول كذلك : " فصورتك الظاهرة تجلت في قوتي الخيالية وامتد سلطانها على حسي المشترك ، وهي رسم الشهامة ، وشبح الحكمة وهيكل الكمال فإليها ردت جميع محسوساتي ، وفيها فنيت مجامع مشهوداتي ، وروح حكمتك التي احييت بها مواتنا ، وأنرت بها عقولنا ، ولطفت بها نفوسنا ، بل التي بطنت بها فينا ، فظهرت في اشخاصنا ، فكنا اعدادك ، وأنت الواحد وغيبك ، وأنت الشاهد ورسمك الفوتوغرافي الذي أقمته في قبلة صلاتي ، رقيبا على ما أقدم من أعمالي ، ومسيطر علي في أحوالي وما تحركت حركة ولا تكلمت ولا مضيت إلى غاية ولا انثنيت عن نهاية حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك ؛ وهي ثلاثة فمضيت على حكمها سعيا في الخير ، واعلاء لكلمة الحق ، تأييدا لشوكة الحكمة ، وسلطان الفضيلة



    وقال عن هذا الكلام تلميذه محمد رشيد رضا : ...وهو أغرب كتبه بل هو الشاذ فيما يصف أستاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق !! والقائلين بوحدة الوجود ... ثم نقل رسالته وحذف منها بعض العبارات" !! "تاريخ الأستاذ الإمام لرشيد رضا 2/599) ( المدرسة العقلية الحديثة 1/155 ونقل المؤلف الوثائق بالصور ( 124-196)


    وقد عد الكوثري الفاجر محمد عبده من "أهل وحدة الوجود " وأهل البدع يعرف بعضهم بعضاً .



    **التقريب بين الأديان :
    وهي دعوة خبيثة إلحادية، قال محمد عبده : "وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبنا الملتين ويوقرها أرباب الدينين فيم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله " "!!الأعمال الكاملة لمحمد عبده" جمع محمد عمارة ( 2/363-364)


    ** انكاره للسنة واعتماده على القرآن فقط - زعماً :
    كما قال ابو رية – تلميذه : " قال لي الأستاذ الإمام محمد عبده - رضي الله عنه : " إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن .

    وقال : " لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم مادامت هذه الكتب فيها - أي الكتب التي
    تدرس في الأزهر وأمثالها كما ذكره في الهامش - ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول وهو القرآن وكل ما عاده فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل" "أضواء على السنة المحمدية "لأبي رية ( 405-406) طــ الثالثة دار المعارف القاهرة . نقلاً عن زوابع حول السنة ص72



    ** التحريف في التفسير على طريقة الفلاسفة الدهرية :

    أنكر هو وتلميذه محمد رشيد رضا انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي بلغت حد التواتر كما ذكر ابن عبد البر وغيره .
    وانكروا إحياء الموتى لعيسى عليه السلام وغيرها. تفسير المنار ( 1/347-348-3/211 وغيرها " ومن اراد الإستزادة المدرسة العقلية ( 1/571584) وغيرها .



    ** ثم قدح في القرآن على طريقة أهل الإلحاد :

    ونشره للإلحاد في الأزهر، صرح به أمين الخولي حين رفضت جامعة فؤاد رسالة المدعو
    محمد احمد خلف الله - الفن القصصي في القرآن- وصرح هذا الضال وقال : "إننا لا نتحرج من القول بأن في القرآن أساطير وأن ورود الخبر في القرآن لا يقتضي وقوعه وغير ذلك من الإلحاد -والعياذ بالله -وقد سبقه في ذلك أعمى البصر والبصيرة الضال طه حسين عامله الله بعدله.

    ودافع امين الخولي عن الرسالة !! قائلاً : " إنها ترفض اليوم ما كان يقرره محمد عبده بين جدران الأزهر منذ أثنين وأربعين سنة"" منهج المدرسة العقلية" للرومي ص)156(



    قال الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : "إن قصة آدم في القرآن تمثيل" "مجلة التوحيد، عدد 414، جمادى الآخرة 1427 ص(61)



    وقد ذكر الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - ان محمد عبده صرح بالقول بخلق القران في رسالته التوحيد" "الرد القويم على المجرم الاثيم" ص 185



    ** رد أحاديث الآحاد في العقيدة :
    قال محمد عبده : لا يمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلاً على العقيدة""الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ( 5/37) لمحمد عمارة من رسالة التوحيد ([1])



    ** تركه للصلاة جهراً والحج مع سفره لباريس ولندن عدة مرات :
    كما هي عادة شيخه الرافضي الماسوني الأفغاني فقال يوسف النبهاني المبتدع الخرافي عن محمد عبده : " أنه اجتمع به سنة 1297هــ في مصر حين كان مجاوراً بالأزهر ولازمه من قبل الغروب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب" " الرائية الصغرى" للنبهاني



    ** متابعته لشيخه الرافضي جمال الدين الأفغاني وتشجيعه للسفور :
    وقال مصطفي صبري عن دعوة الأفغاني ومحمد عبده : " وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين!! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة
    وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني
    كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر" "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين ( 1/133-134



    ثم ما حقيقة دعوى الإسلام المستنير، الكاتب الإسلامي المستنير! ؟ أهناك إسلام مستنير وإسلام غير مستنير؟ أم أن الإسلام كله نور .



    قال : "واليوم وفي إطار تصاعد مد اليقظة الإسلامية نجد هذه السلفية النجدية"



    قلت : وهذا منه غلط ، إذا نسبها إلى بقعة، والسلفية هي الإسلام بنقائه وصفائه وهي التي عُبر عنها في صدر مقاله بأنها ( السلفية هم فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى ) .

    ثم .. هذه الصحوة! – تجوزا- أوليست نهضة سلفية، ترفض كل أنواع البدع وعلى رأسها مناهج أهل التعطيل .



    قال : " قد توزعتها العديد من التوجهات فطرأ عليها الكثير من الانشقاقات فمنها :

    ما يسمى بالسلفية العلمية التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لابن تيمية .

    ومنها السلفية الجهادية التي سلكت طريق العنف والتغيير، ومن هذه السلفية المعاصرة فصيل بلغ في الغلو والجمود حدوداً فاقت الخيال حتى لقد كتب بعضهم في تفكير أئمة السلفية مثل ابن القيم الذي قالوا عنه : إنه زائغ مبتدع كذاب وقح بليد غبي جاهل ضال مضل خارجي ملعون كافر .

    وقال أحد كتاب هذه السلفية الظلامية عن ابن تيمية "إنه لا تؤخذ منه أحكام الولاء والبراء ولقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين" .



    قلت : وهكذا لم تطب نفسه بالخضوع أمام فقه شيخي الإسلام – رحمهما الله تعالى- فراح يؤذيهما ويؤذينا فيهما، فينقل عن تعيس بئيس ما يعكر صفو نفس مطمئنة .



    وقال أخيراً : "وهكذا نجد أنفسنا تاريخياً وحديثاً أمام عدد من السلفيات وليس أمام سلفية واحدة كما يحسب كثير من السلفيين ومن خصوم السلفيين"إهـ



    قلت : السلفية واحدة، بل هي الوحيدة، شافية كافية لو كنتم تعلمون .



    بقي التعليق على صنيع الجريدة "المصور" والتي صدرت ذاك الهراء بقولها : " اتهموا أئمتهم بالكذابين الأغبياء" وترجمة له بـ "انقلاب السلفيين"



    ففي رد الأول أقول : لم تسموا لنا سلفيا سبّ سلفه، وما ينبغي له ذلك .

    كيف؟! وقد رموه بالزندقة، بعد أن أسقطوا عدالته وردوا شهادته .


    قال الترمذي – رحمه الله تعالى : «كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبدالله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبدالله! ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال : أصحاب الحديث قوم سوء . فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه، فقال : زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت .

    وكان أحمد بن سنان القطان – رحمه الله تعالى- يقول: «ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يُبْغِضُ أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل؛ نُزِعَ حلاوة الحديث من قلبه" مقدمة "معرفة علوم الحديث" لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري - دار الكتب العلمية



    وأما عن الإنقلاب والانقلابات : فأنتم بجهلكم أربابها، أما نحن فأمة واحدة مقتصدة، نحارب الانقلابات، كما أننا نرفض المظاهرات كما الحزبيات .



    ولنختم بكلمة للعلامة ابن الوزير اليماني، إذ قال - رحمه الله تعالى : " وقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فكل ما لم يُبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل [ غير النقل ] أو لا، وسواء كان حقا أو لا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه، فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على وجوبه "



    قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى : "سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وولاةُ الأمر بعده سُنناً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمالٌ لطاعته، وقوةٌ على دين الله، ليس لأحدٍ تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سَنُّوا اهتدى، ومن استبصر بها تبصَّر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاَّهُ الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً" "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (1/436).



    إن في التمسك بالوحي كتابا وسنة فيه مع الرضا والإثابة، سلامة وصيانة، فيه طمأنينة وسكينة، فيه اتحاد كلمتنا وتوحيد صفوفنا، فيه الثبات على الدين، له تأثير عظيم في السلوك والأخلاق، وفي الجملة : فيه النصرة والظفر في الدارين .

    ((( نصيحة )))


    قال الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى : "وأوصي إخواني -وفقهم الله تعالى- بلزوم كتاب ربكم سبحانه وتعالى وسنة نبيكم والعض عليها بالنواجذ واجتناب المحدثات؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

    ولا تغتروا بمقالة قائل يصرفكم عما كنتم عليه من السنة كائناً من كان؛ فإنه لا يزيد على نبيكم، ولا على صحابته الكرام، ولا على إمامكم إمام السنة بالاتفاق أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ولا على الأئمة الذين كانوا في عصره وقبل عصره، وقد بلغكم وذكرنا لكم بعض ما كانوا عليه وبعض وصاياهم، فلا تنحرفوا عن ذلك بقول أحد وإن ظننتموه إماماً كبيراً .

    فإنه روي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال : وزيغة الحكيم.
    وقال عمر - رضي الله عنه : " ثلاث يهدمن الدين : زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون.
    وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " إني لأخاف على أمتي ثلاثة : أخاف عليهم من زلة العالم، ومن حكم جائر، ومن هوى متبع"

    وقال : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله "



    وقد أراكم الله عبرة في هذا الرجل -يعني ابن عقيل- الذي اعتقدتم غزارة علمه كيف قد زل هذه الزلة القبيحة، فلا تغتروا بأحد.


    ثم وإياكم والكلام في المسائل المحدثات التي لم تسبق فيها سنة ماضية ولا إمام مرضي؛ فإنها بدع محدثة، وقد حذركم نبيكم - صلى الله عليه وسلم- المحدثات، فقال : "إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" وقال : "شر الأمور محدثاتها"


    وذلك مثل مسألة النقط والشكل، ومسألة تخليد أهل البدع في النار، وأشباه ذلك من المحدثات والحماقات التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام مرضي فيستمع؛ فإن الخوض فيها شين، والصمت عنها زين، والمتكلم فيها مبتدع خائض في البدعة مرتكب شر الأمور بشهادة الخبر المأثور، والله سبحانه وتعالى سائل من تكلم فيها عن كلامه ومطالبه بحجته وبرهانه
    قال سهل بن عبد الله التستري - رحمه الله تعالى: "ما أحدث أحد في العلم شيئاً إلا يسأل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة وإلا فهو العطب.
    ومن سكت عن هذه الحماقات لم يسأل عنها، وله في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصحابته - رضي الله عنهم- وتابعيهم أسوة حسنة.



    ونحن إن شاء الله تعالى أعلم بالآثار منكم، وأشد لها طلباً، وقد رضينا لأنفسنا باتباع سلفنا واجتناب المحدثات بعدهم، أفلا ترضون لأنفسكم بذلك؟ أو لا يسعنا ما وسعهم؟

    أو ليس لنا في السنة سعة عن البدعة ؟ ومن لم يسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلفه وأئمته فلا وسع الله عليه، ومن لم يكتف بما اكتفوا به ويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم وكل آخذ منهم فهو من حزب الشيطان، و إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير .

    ومن لم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم ومن سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السنة فقد انحرف عن طريق الجنة .



    فاتقوا الله تعالى وخافوا على أنفسكم فإن الأمر صعب، وما بعد الجنة إلا النار وما بعد الحق إلا الضلال ولا بعد السنة إلا البدعة، وقد علمتم أن كل محدثة بدعة فلا تتكلموا في محدثة ..." اهـ "تحريم النظر في كتب الكلام" ص(69-72)

    هذا والله تعالى الهادي وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل
    والحمد لله رب العالمين

    كتبه
    الفقير إلى رحمة مولاه
    أبو عبد الله
    محمد بن عبد الحميد حسونة
    في 14/8/1431هـ - 25/7/2010م





    ([1]) وهي فتنة قديمة قال أيوب السختياني ( ت 131هــ: " إذا حدثت الرجل بالسنة فقال : دعك من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم أنه ضال ومضل" " الكفاية" ص(16)
    وللرد على هذه الطوام عليك بكتاب العلامة الألباني -رحمه الله ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام" ورسالته "منزلة السنة ووبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن" فجزاه الله خيراً

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:46