من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 26.07.10 12:12
قال : "وبعد أن نفرت السلفية الأولى النصوصية من القياس كرد فعل للمنطق اليوناني رأينا ابن تيمية يعتمد القياس الصحيح الشرعي والعقلي كآلية أصلية من آليات النظر والموازين العقلية، وبعد أن كانت السلفية شديدة النفور من التأويل نجد موقف ابن تيمية بإزاء التأويل متسماً بالتوازن والموضوعية" قلت : هذا الجهل!! ما صلة السلفية بالمنطق اليوناني وقياسه؟ وهل صار شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى- مجانبا للسلفية منتصرا للمنطق ؟ كيف وهو القائل فيه : "علم لا يحتاجه الذكي، ولا ينتفع به البليد" وفي أربابه : "أوتوا ذكاء ولم يأتوا زكاءا" بل وقد رد عليهم في رسالة خاصة . شيخ الإسلام - يا هذا - حسنة من حسنات المنهج السلفي، أما أن تصوره كأنه مناوء له فهذا لا يقبله منك عدو له فضلا عن حبيب، ألا فاتقوا الله تعالى، أما ضرب أخماس لأسداس، فهذا منهج كل شقي . ثانياً : لما إطلاق الكلام على عواهنه هكذا، ألا تفقهون؟! لما الخلط والخبط المومئ على خطل : فالسياق عن القياس فلما إدخال التأويل؟!!! وكل منهما ذا مباحث وفروع يمنع من إطلاق حكم عام، ألا فاحترموا عقول المخاطبين . ثالثاً : لا نمل من التكرار أن المنهج السلفي واحد في القديم والحديث، منهج قويم مستقيم، موجب للاعتقاد والعمل تأويلا لقوله تعالى : "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" سورة "الأنعام" الآية(153) فماذا بعد الحق - وهو هاهنا النص - إلا الضلال؟! وحذر من مشاقته في قوله تعالى : "وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً" سورة "النساء" الآية(115) رابعاً : يسـأل لم قيد بعد إطلاق، فلطالما ذكر القياس، بيد أنه هنا قيده " القياس الصحيح الشرعي والعقلي" بالصحيح والشرعي، وعلما يدل هذا ؟ ألا يدل على أن من القياس ما هو صحيح وما هو فاسد، ومن ثم يبطل تدليسه ويرتفع تلبيسه ؟ خامساً : تقديمه الشرعي على العقلي، هل هو وفق منهجه الاعتزالي، أم أنه التلون والتقلب؟! . قال : "وفي قضية التكفير لمن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله كان ابن تيمية ككل أهل السنة والجماعة شديد الحذر والتحذير من التكفير، وكان يقول "والذي نختاره ألا نكفر أحداً من أهل القبلة" وكذلك رفض ابن تيمية تكفير المجتهد المخطئ حتى ولو كان الاجتهاد الخاطئ في المسائل العقدية" قلت : أولاً : لا اجتهاد في المسائل العقدية، إذ مبناه على الدليل، ذلك أنهم ويعرفون العقيدة بأنها : الاستدلال على المسائل العقدية بالأدلة اليقينية ورفع الشبهات عنها . ثانياً : وهل ما ذكر هو قول شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – فحسب ؟ سبحان الله العظيم . قال : " وبذلك أصبحنا أمام هذا التطور بإزاء أكثر من سلفية : سلفية نصوصية هي ردّ فعل للعقلانية اليونانية اللا دينية، وسلفية عقلانية هي فعل توازن فيه العقل والنقل سعى به جيل المجددين إلى تجديد دنيا المسلمين بتجديد الإسلام" . قلت : " عنز ولو طارت" إنها سلفية واحدة، هي فرقة ناجية منصورة بين فرق هالكة مخذولة، قال رسول الله – صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار" "صحيح الجامع" برقم(1082) ولناظر باصر يلحظ كيف أنه أدخل فيها سبته – بدعته - التي سلبته عقله، وأورثته تخبطا وتخليطا، وسيأتي معنا قريبا مقصوده بالمجددين، وتشغيبه على أهلها . يقضى على المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بحسن .
قال : "ولكن في العصر الحديث وفي بدايته نجد على وجه التحديد ظهرت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فمثلت لوناً متميزاً من السلفية هو أقرب بسبب بداوة البيئة وفقرها الفكري والفلسفي إلى السلفية النصوصية" قلت : إذا السلفية النصوصية بحسب قوله- فقيرة من الفكر والفلسفلة، وهذا – عنده- مما شانها ؟ ونقول رداً إجماليا : " تلك شكاة ظاهر عني عارها" وأما التفصيلي : فأقول : مرد ذلك إلى العودة إلى فهم ما أسمها بالسلفية النصوصية، ومهية النص، ومنشأه، إذا علمت هذا – وهذا فقط – وقفت . كيف لو انضم إليه انحراف الأفكار وتقلبها وتباينها وعدم عصمتها، في حقيقة ماثلة للعيان ما ينكرها إلا ذي بهتان . وإنا إذ نذكر هذا نذكر معه قول الإمام المطلبي – رحمه الله تعالى- إذ قال : "حكمي فِي أهل الكلام: أَنْ يضربوا بالجريد والنّعال، ويطاف بهم فِي القبائل والعشائر، ويقال: هَذَا جزاءُ من ترك الكتاب والسنّة، وأقبل عَلَى الكلام " وقوله : "لقد اطلعت من ( أهل الكلام ) على شيء ما كنت أظنه، ولأن يبتلي العبد بكل ذنب ما خلا الإشراك بالله خير له من أن يبتلى بالكلام" وقول الإمام أحمد – رحمه الله تعالى : "ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح، وقل أحد نظر في الكلام إلا كان في قلبه غل على أهل الإسلام" في أخبار وآثار . قال : "ورفض ابن عبد الوهاب أن يحتكم لغير النصوص فهاجم القياس حتى لو كان صحيحاً وأعرض عن التأويل في فهم النصوص وتفسيرها وأعلن أن الرأي لا وزن له بجانب النصوص وبهذا تخلفت السلفية الوهابية عن التطور والتقدم التي مثلته سلفية ابن تيمية وجيل المجددين لهذا التيار" ثبت عرشك ثم انقش، دعونا من الكذب . متى وأين أعرض عن التأويل أو التفسير – على تفاصيل؟ متي وأين رفض الإمام المجدد – رحمه الله تعالى - القياس الصحيح؟! إنما المرفوض هو أصلكم البدعي "العدل" ويعنون به قياس أحكام الله سبحانه على ما يقتضيه العقل والحكمة .ولا عقل عندهم ولا حكمة!!! . نعم .. لا وزن ولا قيمة للرأي بجانب النصوص بل هو باطل مردود، لقول النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : " كل أمر ليس عليه أمرنا فهو رد" . لقد قامت دعوة الشيخ الإمام – رحمه الله تعالى- على التوحيد والاتباع، ونبذ الشرك والابتداع بكل مظاهره، دعوة طيبة طاهرة مشاركا فيه شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم – رحمهم الله تعالى- وكلهم فيها تبعا لأسلفهم متبعين الدليل، أو إن شئت قلت : النصّ . قال : "وجاء الإمام محمد عبده ليعيد السلفية العقلانية المستنيرة مرة أخرى حيث دعا إلى العقلانية في فقه النصوص لتحرير الفكر من قيد التقليد وانتقض غلو السلفية الوهابية في الممارسة والتطبيق" قلت : سبحان الله ! مال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا، أيوصف ذاك الهالك بالإمام فتعالوا بنا عبدا الله لنقف على كذب هذه الدعوى بسبر دعوته لننظر، من بلايا هذا الرجل الذي يسميه بعض الجهلة بالإمام وإذا كان الغرب دليل قوم *** يمر بهم على جيف الكلاب
** قوله بوحدة الوجود :
قال محمد عبده في رسالة إلى شيخه الأفغاني الرافضي الماسوني : " ليتني كنت اعلم ماذا أكتب إليك وانت تعالم مافي نفسي كما تعلم مافي نفسك صنعتنا بيديك وأفضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم فيك عرفنا أنفسنا وبك عرفناك وبك عرفنا العالم أجمعين ..." . الخ هذا الهذيان القبيح .
ويقول كذلك : " فصورتك الظاهرة تجلت في قوتي الخيالية وامتد سلطانها على حسي المشترك ، وهي رسم الشهامة ، وشبح الحكمة وهيكل الكمال فإليها ردت جميع محسوساتي ، وفيها فنيت مجامع مشهوداتي ، وروح حكمتك التي احييت بها مواتنا ، وأنرت بها عقولنا ، ولطفت بها نفوسنا ، بل التي بطنت بها فينا ، فظهرت في اشخاصنا ، فكنا اعدادك ، وأنت الواحد وغيبك ، وأنت الشاهد ورسمك الفوتوغرافي الذي أقمته في قبلة صلاتي ، رقيبا على ما أقدم من أعمالي ، ومسيطر علي في أحوالي وما تحركت حركة ولا تكلمت ولا مضيت إلى غاية ولا انثنيت عن نهاية حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك ؛ وهي ثلاثة فمضيت على حكمها سعيا في الخير ، واعلاء لكلمة الحق ، تأييدا لشوكة الحكمة ، وسلطان الفضيلة… وقال عن هذا الكلام تلميذه محمد رشيد رضا : ...وهو أغرب كتبه بل هو الشاذ فيما يصف أستاذه السيد مما يشبه كلام صوفية الحقائق !! والقائلين بوحدة الوجود ... ثم نقل رسالته وحذف منها بعض العبارات" !! "تاريخ الأستاذ الإمام لرشيد رضا 2/599) ( المدرسة العقلية الحديثة 1/155 ونقل المؤلف الوثائق بالصور ( 124-196)
وقد عد الكوثري الفاجر محمد عبده من "أهل وحدة الوجود " وأهل البدع يعرف بعضهم بعضاً .
**التقريب بين الأديان :
وهي دعوة خبيثة إلحادية، قال محمد عبده : "وإنا نرى التوراة والإنجيل والقرآن ستصبح كتباً متوافقة وصحفاً متصادقة يدرسها أبنا الملتين ويوقرها أرباب الدينين فيم نور الله في أرضه ويظهر دينه الحق على الدين كله " "!!الأعمال الكاملة لمحمد عبده" جمع محمد عمارة ( 2/363-364)
** انكاره للسنة واعتماده على القرآن فقط - زعماً :
كما قال ابو رية – تلميذه : " قال لي الأستاذ الإمام محمد عبده - رضي الله عنه : " إن المسلمين ليس لهم إمام في هذا العصر غير القرآن وإن الإسلام الصحيح هو ما كان عليه الصدر الأول قبل ظهور الفتن . وقال : " لا يمكن لهذه الأمة أن تقوم مادامت هذه الكتب فيها - أي الكتب التي
تدرس في الأزهر وأمثالها كما ذكره في الهامش - ولن تقوم إلا بالروح التي كانت في القرن الأول وهو القرآن وكل ما عاده فهو حجاب قائم بينه وبين العلم والعمل" "أضواء على السنة المحمدية "لأبي رية ( 405-406) طــ الثالثة دار المعارف القاهرة . نقلاً عن زوابع حول السنة ص72 ** التحريف في التفسير على طريقة الفلاسفة الدهرية : أنكر هو وتلميذه محمد رشيد رضا انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي بلغت حد التواتر كما ذكر ابن عبد البر وغيره .
وانكروا إحياء الموتى لعيسى عليه السلام وغيرها. تفسير المنار ( 1/347-348-3/211 وغيرها " ومن اراد الإستزادة المدرسة العقلية ( 1/571584) وغيرها . ** ثم قدح في القرآن على طريقة أهل الإلحاد : ونشره للإلحاد في الأزهر، صرح به أمين الخولي حين رفضت جامعة فؤاد رسالة المدعو
محمد احمد خلف الله - الفن القصصي في القرآن- وصرح هذا الضال وقال : "إننا لا نتحرج من القول بأن في القرآن أساطير وأن ورود الخبر في القرآن لا يقتضي وقوعه وغير ذلك من الإلحاد -والعياذ بالله -وقد سبقه في ذلك أعمى البصر والبصيرة الضال طه حسين عامله الله بعدله. ودافع امين الخولي عن الرسالة !! قائلاً : " إنها ترفض اليوم ما كان يقرره محمد عبده بين جدران الأزهر منذ أثنين وأربعين سنة"" منهج المدرسة العقلية" للرومي ص)156(
قال الهالك محمد عبده – أخمد الله تعالى ذكره : "إن قصة آدم في القرآن تمثيل" "مجلة التوحيد، عدد 414، جمادى الآخرة 1427 ص(61) وقد ذكر الشيخ حمود التويجري - رحمه الله تعالى - ان محمد عبده صرح بالقول بخلق القران في رسالته التوحيد" "الرد القويم على المجرم الاثيم" ص 185
** رد أحاديث الآحاد في العقيدة :
قال محمد عبده : لا يمكن أن يعتبر حديث من أحاديث الآحاد دليلاً على العقيدة""الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ( 5/37) لمحمد عمارة من رسالة التوحيد ([1])
** تركه للصلاة جهراً والحج مع سفره لباريس ولندن عدة مرات :
كما هي عادة شيخه الرافضي الماسوني الأفغاني فقال يوسف النبهاني المبتدع الخرافي عن محمد عبده : " أنه اجتمع به سنة 1297هــ في مصر حين كان مجاوراً بالأزهر ولازمه من قبل الغروب الى قرب العشاء فلم يصل المغرب" " الرائية الصغرى" للنبهاني ** متابعته لشيخه الرافضي جمال الدين الأفغاني وتشجيعه للسفور :
وقال مصطفي صبري عن دعوة الأفغاني ومحمد عبده : " وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصته أنه زعزع الأزهر عن جموده على الدين!! فقرب كثيراً من الأزهريين الى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين الى الدين خطوة
وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني
كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر" "موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين ( 1/133-134
ثم ما حقيقة دعوى الإسلام المستنير، الكاتب الإسلامي المستنير! ؟ أهناك إسلام مستنير وإسلام غير مستنير؟ أم أن الإسلام كله نور . قال : "واليوم وفي إطار تصاعد مد اليقظة الإسلامية نجد هذه السلفية النجدية" قلت : وهذا منه غلط ، إذا نسبها إلى بقعة، والسلفية هي الإسلام بنقائه وصفائه وهي التي عُبر عنها في صدر مقاله بأنها ( السلفية هم فهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى ) . ثم .. هذه الصحوة! – تجوزا- أوليست نهضة سلفية، ترفض كل أنواع البدع وعلى رأسها مناهج أهل التعطيل . قال : " قد توزعتها العديد من التوجهات فطرأ عليها الكثير من الانشقاقات فمنها : ما يسمى بالسلفية العلمية التي تحاول استلهام المشروع التجديدي لابن تيمية . ومنها السلفية الجهادية التي سلكت طريق العنف والتغيير، ومن هذه السلفية المعاصرة فصيل بلغ في الغلو والجمود حدوداً فاقت الخيال حتى لقد كتب بعضهم في تفكير أئمة السلفية مثل ابن القيم الذي قالوا عنه : إنه زائغ مبتدع كذاب وقح بليد غبي جاهل ضال مضل خارجي ملعون كافر . وقال أحد كتاب هذه السلفية الظلامية عن ابن تيمية "إنه لا تؤخذ منه أحكام الولاء والبراء ولقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين" . قلت : وهكذا لم تطب نفسه بالخضوع أمام فقه شيخي الإسلام – رحمهما الله تعالى- فراح يؤذيهما ويؤذينا فيهما، فينقل عن تعيس بئيس ما يعكر صفو نفس مطمئنة . وقال أخيراً : "وهكذا نجد أنفسنا تاريخياً وحديثاً أمام عدد من السلفيات وليس أمام سلفية واحدة كما يحسب كثير من السلفيين ومن خصوم السلفيين"إهـ قلت : السلفية واحدة، بل هي الوحيدة، شافية كافية لو كنتم تعلمون . بقي التعليق على صنيع الجريدة "المصور" والتي صدرت ذاك الهراء بقولها : " اتهموا أئمتهم بالكذابين الأغبياء" وترجمة له بـ "انقلاب السلفيين" ففي رد الأول أقول : لم تسموا لنا سلفيا سبّ سلفه، وما ينبغي له ذلك . كيف؟! وقد رموه بالزندقة، بعد أن أسقطوا عدالته وردوا شهادته .
قال الترمذي – رحمه الله تعالى : «كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبدالله أحمد بن حنبل، فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبدالله! ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث، فقال : أصحاب الحديث قوم سوء . فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه، فقال : زنديق! زنديق! زنديق! ودخل البيت .
وكان أحمد بن سنان القطان – رحمه الله تعالى- يقول: «ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يُبْغِضُ أهل الحديث، وإذا ابتدع الرجل؛ نُزِعَ حلاوة الحديث من قلبه" مقدمة "معرفة علوم الحديث" لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري - دار الكتب العلمية وأما عن الإنقلاب والانقلابات : فأنتم بجهلكم أربابها، أما نحن فأمة واحدة مقتصدة، نحارب الانقلابات، كما أننا نرفض المظاهرات كما الحزبيات . ولنختم بكلمة للعلامة ابن الوزير اليماني، إذ قال - رحمه الله تعالى : " وقد أجمعت الأمة على أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، فكل ما لم يُبين من العقائد في عصر النبوة فلا حاجة إلى اعتقاده، ولا الخوض فيه والجدال، والمراد سواء كان إلى معرفته سبيل [ غير النقل ] أو لا، وسواء كان حقا أو لا، وخصوصا متى أدى الخوض فيه إلى التفرق المنهي عنه، فيكون في إيجابه إيجاب ما لم ينص على وجوبه " قال عمر بن عبد العزيز – رحمه الله تعالى : "سَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وولاةُ الأمر بعده سُنناً، الأخذ بها تصديق لكتاب الله، واستكمالٌ لطاعته، وقوةٌ على دين الله، ليس لأحدٍ تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر في رأي من خالفها، فمن اقتدى بما سَنُّوا اهتدى، ومن استبصر بها تبصَّر، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاَّهُ الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً" "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي (1/436). إن في التمسك بالوحي كتابا وسنة فيه مع الرضا والإثابة، سلامة وصيانة، فيه طمأنينة وسكينة، فيه اتحاد كلمتنا وتوحيد صفوفنا، فيه الثبات على الدين، له تأثير عظيم في السلوك والأخلاق، وفي الجملة : فيه النصرة والظفر في الدارين . ((( نصيحة )))
قال الإمام موفق الدين بن قدامة المقدسي - رحمه الله تعالى : "وأوصي إخواني -وفقهم الله تعالى- بلزوم كتاب ربكم سبحانه وتعالى وسنة نبيكم والعض عليها بالنواجذ واجتناب المحدثات؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة . ولا تغتروا بمقالة قائل يصرفكم عما كنتم عليه من السنة كائناً من كان؛ فإنه لا يزيد على نبيكم، ولا على صحابته الكرام، ولا على إمامكم إمام السنة بالاتفاق أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل، ولا على الأئمة الذين كانوا في عصره وقبل عصره، وقد بلغكم وذكرنا لكم بعض ما كانوا عليه وبعض وصاياهم، فلا تنحرفوا عن ذلك بقول أحد وإن ظننتموه إماماً كبيراً . فإنه روي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال : وزيغة الحكيم.
وقال عمر - رضي الله عنه : " ثلاث يهدمن الدين : زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " إني لأخاف على أمتي ثلاثة : أخاف عليهم من زلة العالم، ومن حكم جائر، ومن هوى متبع" وقال : " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله "
وقد أراكم الله عبرة في هذا الرجل -يعني ابن عقيل- الذي اعتقدتم غزارة علمه كيف قد زل هذه الزلة القبيحة، فلا تغتروا بأحد.
ثم وإياكم والكلام في المسائل المحدثات التي لم تسبق فيها سنة ماضية ولا إمام مرضي؛ فإنها بدع محدثة، وقد حذركم نبيكم - صلى الله عليه وسلم- المحدثات، فقال : "إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" وقال : "شر الأمور محدثاتها"
وذلك مثل مسألة النقط والشكل، ومسألة تخليد أهل البدع في النار، وأشباه ذلك من المحدثات والحماقات التي لا أثر فيها فيتبع، ولا قول من إمام مرضي فيستمع؛ فإن الخوض فيها شين، والصمت عنها زين، والمتكلم فيها مبتدع خائض في البدعة مرتكب شر الأمور بشهادة الخبر المأثور، والله سبحانه وتعالى سائل من تكلم فيها عن كلامه ومطالبه بحجته وبرهانه
قال سهل بن عبد الله التستري - رحمه الله تعالى: "ما أحدث أحد في العلم شيئاً إلا يسأل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة وإلا فهو العطب.
ومن سكت عن هذه الحماقات لم يسأل عنها، وله في رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وصحابته - رضي الله عنهم- وتابعيهم أسوة حسنة.
ونحن إن شاء الله تعالى أعلم بالآثار منكم، وأشد لها طلباً، وقد رضينا لأنفسنا باتباع سلفنا واجتناب المحدثات بعدهم، أفلا ترضون لأنفسكم بذلك؟ أو لا يسعنا ما وسعهم؟ أو ليس لنا في السنة سعة عن البدعة ؟ ومن لم يسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسلفه وأئمته فلا وسع الله عليه، ومن لم يكتف بما اكتفوا به ويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم وكل آخذ منهم فهو من حزب الشيطان، و إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير . ومن لم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم ومن سلك غير طريق سلفه أفضت به إلى تلفه، ومن مال عن السنة فقد انحرف عن طريق الجنة . فاتقوا الله تعالى وخافوا على أنفسكم فإن الأمر صعب، وما بعد الجنة إلا النار وما بعد الحق إلا الضلال ولا بعد السنة إلا البدعة، وقد علمتم أن كل محدثة بدعة فلا تتكلموا في محدثة ..." اهـ "تحريم النظر في كتب الكلام" ص(69-72) هذا والله تعالى الهادي وهو سبحانه الموفق إلى سواء السبيل
والحمد لله رب العالمين
كتبه
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد حسونة
في 14/8/1431هـ - 25/7/2010م
([1]) وهي فتنة قديمة قال أيوب السختياني ( ت 131هــ: " إذا حدثت الرجل بالسنة فقال : دعك من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم أنه ضال ومضل" " الكفاية" ص(16)
وللرد على هذه الطوام عليك بكتاب العلامة الألباني -رحمه الله ( حديث الآحاد حجة في العقائد والأحكام" ورسالته "منزلة السنة ووبيان أنه لا يستغنى عنها بالقرآن" فجزاه الله خيراً