خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    حرص السلف الصالح على تعليم أبنائهم وأسرهم اللغة العربية

    عاصم محمود
    عاصم محمود
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 55
    العمر : 44
    البلد : سلطنة عمان
    العمل : موظف
    شكر : 0
    تاريخ التسجيل : 11/04/2009

    الملفات الصوتية حرص السلف الصالح على تعليم أبنائهم وأسرهم اللغة العربية

    مُساهمة من طرف عاصم محمود 24.07.10 16:43

    حرص السلف الصالح على تعليم أبنائهم وأسرهم اللغة العربية
    المحرر : عبد الله بن زيد الخالدي - التاريخ : 2010-07-08 23:49:14 - مشاهدة ( 1305 )
    فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي : قال الإمام البخاري - رحمه الله - : حدثنا أبو نعيم ، قال حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع قال : ( كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن ) . " الأدب المفرد " : [ باب : الضرب على اللحن ] .

    قال فضيلة العلامة زيد بن محمد المدخلي - حفظه الله تعالى - في شرحه لكتاب : " الأدب المفرد " هذا الحديث فيه دليل :
    ـ أولاً : على قدر اللغة العربية في شريعة الإسلام وما ذلك إلا لأنها لغة الدين الإسلامي ، نزل بها القرآن الكريم سمَّاه الله عربيًا ، ونَزَل بها الدين بأجمعه ؛ لهذا صار من أكبر النعم على العرب الذين ينطقون اللغة العربية ، وأكبر حُجَّة عليهم إذا لم يرفعوا بالقرآن رأسًا .

    قال الله تعالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ) . [ الزخرف : 44 ] . وإن القرآن لذكر لك يا محمد ولقومك : أي شرف وحظ ، وسوف تسألون : هل قمتم بحق هذا الشرف والحظ العظيم أم لا !؟

    وقال - عز وجل - : ( لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) . [ الأنبياء : 10 ] . أي : شرفكم وعزكم أفلا تعقلون !؟

    لذا كان السلف يحرصون أن ينطق أبناؤهم اللغة العربية الفصحى ؛ لأنها لغة الدين ولا يسمحون لهم باللغات الدارِجة التي لا معنى لها ولا تتفق مع اللغة العربية ، ثم بعد ذلك انتشرت اللغات الدارِجة لما توسعت رقعة ديار الإسلام .

    انتشرت اللغات الدارِجة ؛ فقضت على اللغة العربية لا يدركها إلا من تعلم قواعدها ! وهم العرب أهل اللغة ! راحت ... اندرست منهم بلغات محلية مخالفة لللغة العربية ، فأصبحت اللغة العربية لا تدرك على وجه التمام إلا بالدراسة وبذل الجهود فيها ، والسبب اللغات الدارِجة التي تختلف باختلاف الأماكن والجهات والأقاليم .

    فتجد مثلاً في المنطقة الواحدة لغات متعددة تخالف اللغة العربية ملحونة لا معنى لها ، والناس يتخاطبون بها الصغير والكبير ، والكبير يُلَقِّن الصغير اللغة الدارِجة ، فلو أن الناس حرِصوا على قواعد اللغة العربية وعلموها الأبناء الصغار لمشوا على النطق بها .

    وهذه خسارة عظيمة . لا يستطيع الآن لا كبير ولا صغير ، ولا متعلم ولا غير متعلم أن ينطق في التخاطب باللغة العربية الفصيحة ، إلا باللغات الدارِجة في البيت التي من تأملها تمام التأمل وجدها لا تتفق مع قواعد اللغة العربية أبدًا ، وهذه خسارة عظيمة .

    حلُّها الانتباه من طلبة العلم ، ومن أهل الأُسر : أن يَتَفَهموا اللغة العربية وهذه اللغات الدارِجة ، فيعلمون اللغة العربية الصحيحة للصغار والنساء والكبار ، ويشطبون على اللغات التي ليس لها معنى صحيح ؛ ولكنهم يفهمون معانيها بما أتفقوا عليه من الغلط والخطأ .

    هذا في المنطقة الواحدة ! فما بالك بالأقاليم المتباعدة !؟

    كل جهة لهم لغات دارِجة حطمت اللغة العربية الفصحى التي كان يحرص عليها السلف ويعلموها أبناءهم وأسرهم .

    فإلى الله المشتكى .

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:49