خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    توحيد العقيدة , هو السبيل لتوحيد الكلمة ,وتحقيق النصر

    avatar
    أبوعبيدة الأثري الفلسطيني
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 84
    العمر : 50
    البلد : فلسطين
    العمل : موظف حكومي
    شكر : 3
    تاريخ التسجيل : 02/07/2008

    الملفات الصوتية توحيد العقيدة , هو السبيل لتوحيد الكلمة ,وتحقيق النصر

    مُساهمة من طرف أبوعبيدة الأثري الفلسطيني 16.06.10 18:39






    بسم الله الرحمن الرحيم







    توحيد العقيدة , هو
    السبيل لتوحيد الكلمة ,وتحقيق النصر







    الحمد
    لله ربِّ العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آله و صحبه أجمعين
    .



    الناظر
    إلى واقع المسلمين المرير , مِن اختلاف عقائدهم , و مناهجهم , و تناقضهم علمياً
    , و عملياً , و هذا مِن المصائب الكبرى , عندما
    نرى هذا فيمَن يتصدَّر للتعليم و الدعوة, فكيف بهم و هم يدعون الناس إلى معرفة
    ربهم , و هم لا يعرفـونه , و يصحِّحون عقائدهم ,و هم أحوج الناس إلى
    تصحيح عقائدهم .







    فيجب
    على الإنسان أن يعرف عقيدته,و يَعْلمها علماً صحيحاً , و يعتقدها و يفهمها على
    منهج السلف الصالح كما فهـمها الصحابـة –
    رضي الله عنهم – و التابعون , و مَن سار على دربهم إلى يوم الدين , و هذا أهم المُهمات
    , و أوجب الواجبات في الدين .







    قال
    الإمام أبو حنيفة – رحمه الله -:" الفقه في الدين أفضل مِن الفقه في العلم
    "



    ( الفقه الأكبر ص 5 )



    أراد
    بالدين التوحيد , و أراد بالعلم الشريعة , على هذا المنهج سار علماء الإسلام و أئمته
    , في سائر أحوالهم , و درج عليه المحققون مِن أهل العلم , و ذلك لأهمية التوحيد.







    و
    إذا تأملت سورة الفاتحة لوجدتَّها تشتمل على أنواع التوحيد الثلاثة , فهي اشتملت
    على التعريف بالمعبود تبارك و تعالى , و التعريف بأسمائه و صفاته , و التعريف
    بربوبيته و بألوهيته و إثبات البعث و الجزاء و اليوم الآخر .



    و النبي – صلى الله عليه و سلم – مكث ثلاث عشرة
    سنة في مكة يعلِّم الناس التوحيد , و يصحِّح عقائدهم , لأنّ الحياة الإسلامية لا
    يمكن أن تستقيم إلا بعد تصحيح العقيدة.







    و
    الناظر إلى واقع العرب في الجاهلية, لوجد أنَّ معظم الشرور و النكبات و الجور و
    الظلم الذي أصابهم إنما هو بسبب ابتعادهم عن دين الله , و انتكاس العقيدة في
    نفوسهم , وهذا الخلل و الانتكاس في العقيدة , مازلنا نعاني منه في هذا العصر ,
    فحالنا شبيه بحالهم .







    قال
    شيخنا الألباني – رحمه الله - :" إنَّ هذا الواقع الأليم ليس شراً , مما كان
    عليه واقع العرب في الجاهلية ,حينما بُعِث إليهم نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم
    – لوجود الرسالة بيننا و كمالها , ووجود الطائفة الظاهرة على الحق , و التي تهدي
    به و تدعو الناس للإسلام الصحيح , عقيدة ,وعبادة, و سلوكا ,و منهجا ,و لا شك بأنَّ
    واقع أؤلئك العرب في عصر الجاهلية , مماثل لما عليه كثير مِن طوائف المسلمين اليوم
    , بناءً على ذلك نقول : العلاج
    هو ذاك العلاج , و الدواء هو ذاك
    الدواء , فبمثل ما عالج
    النبي – صلى الله عليه و سلم – تلك
    الجاهلية الأولى , فعلى الدعاة , الإسلاميين جميعهم أنْ يعالجوا سوء الفهم لمعنى
    " لا اله إلا الله " , و يعالجوا واقعهم الأليم , بذلك العلاج و الدواء نفسه "



    ( التوحيد أولاً يا
    دعاة الإسلام ص 7 – 8 )







    فنحن
    بحاجة ماسة إلى توحيد العقيدة قبل توحيد الكلمة , و إلا كيف تتوحد كلمتنا و
    عقيدتنا متفرقة؟ , و كيف يتحقق هذا الدين في واقعنا , و لم يتحقق التوحيد في
    نفوسنا؟ , و كيف نحلُّ مشاكلنا , و نحن على حالنا هذا ؟ , فإذا أردنا الحق فلابدَّ
    مِن الرجوع إلى أصل الاعتقاد , و هذا منهج الأنبياء و الرسل في دعوتهم لأقوامهم .







    قال
    تعالى :" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ
    اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ "



    (36 سورة النحل)



    و
    قال تعالى:" وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي
    إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ"



    (25 سورة الأنبياء )



    فهذا
    نوح – عليه السلام – قال لقومه :" لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
    فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ
    أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ" (59سورة الأعراف)



    و
    هذا هود - عليه السلام – قال لقومه :" وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ
    يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ
    "



    (65سورة الأعراف)



    و
    هذا صالح – عليه السلام قال لقومه :" {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
    قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ "



    (73سورة الأعراف)



    و
    هذا شعيب – عليه السلام – قال لقومه :" {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ
    شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ "




    (85سورة الأعراف)



    و
    هذا نبينا محمد – صلى الله عليه و سلم – قال لقومه:" يا قوم قولوا لا إله إلا
    الله تفلحوا ,قولوا لا إله إلا الله تملكوا العرب و العجم "







    بهذا
    نعلم مكانة "لا إله إلا الله "
    في الدين , و أهميتها في الحياة , و أنها أول واجب على العباد , لأنها الأساس الذي
    تُبنى عليه جميع العبادات , و الأعمال ,و الأقوال , فكيف يقبل الله – عزَّ و جلَّ –
    مِن مشرك عمل أو قول أو عبادة ؟ .



    و
    لهذا أرسل النبي – صلى الله عليه و سلم – معاذاً إلى اليمن لدعوة أهل الكتاب إلى
    التوحيد أولاً , فقال :" ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أنَّ لا إله إلا الله
    و أني رسول الله , فإنْ هم أطاعوك لذلك ... " الحديث



    ( متفق عليه )







    فإلي
    الذين يسعون إلى توحيد الكلمة , و تقوية روابط الأخُوّة ضد أعداء الله , نقول هذا مطلب حسن , لكن هل يمكن أن تتوحد
    كلمة المسلمين على غير التوحيد ؟ و هل تقوم للمسلمين قائمة على غير التوحيد ؟ و هل
    يمكن تقوية روابط الأخوة على غير التوحيد ؟







    و
    كل الروابط التي أُقيمت على غير التوحيد سرعان ما تنهار أمام أول زوبعة مِن زوابع هذه الدنيا الفانية المملوءة
    بالفتن , و المحن و الابتلاءات , و الواقع يشهد بذلك .و كل هذا لوجود الخلل في
    العقيدة , الذي أدى إلى التفرق و التمزق , و التشرذم و التكتل بين المسلمين .



    قال
    شيخنا الألباني – رحمه الله - :" و
    لهذا أنا أقول اليوم : لا فائدة مطلقاً مِن تكتيل المسلمين , و مِن تجميعهم , ثم
    تركهم في ضلالهم , دون فهم هذه الكلمة
    الطيبة , " لا إله إلا الله " و هذا لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة .
    "



    ( التوحيد أولاً يا
    دعاة الإسلام ص 17 )







    إنَّ
    العقيدة الصحيحة التي يعتقدها المسلمون في نفوسهم , و أذهانهم , هي الضمان الوحيد
    ضد الفُرقة و الانقسام , و هي صمَّام الأمان مِن أمراض الشرك و النفاق , و هي
    الوسيلة الأولى لتوحيد الكلمة و تحقيق الأخوة الإيمانية .



    و
    لا يمكن أنْ نعود إلى عزِّ أسلافنا و مجدهم إلا بالتوحيد , و لا يمكن أن يتحقق
    النصر و الأمن و الأمان إلا بالتوحيد , و لكن كم مِن المسلمين يحقق معنى " لا
    إله إلا الله " قولاً و اعتقاداً و عملاً ؟ و كم من المسلمين يحقق معنى
    " محمد رسول الله " متابعة له , لكن المصيبة هناك مَنْ تصدَّر للتعليم و
    الدعوة مَنْ أهمل هذا الجانب .







    إنَّ
    شبابنا اليوم أحوج ما يكونون إلى تصحيح عقائدهم , و توضيح معناها الحقيقي , بلا
    غموض و لا نقص , و لا تناقض , و لا خلل , و لا يكفي المصطلحات العامة , فلابد مِن
    التفصيل , و التوضيح , حتى يخرج شبابنا مِن الحيْرة التي تتخبطهم , و التيارات
    المتضاربة و الأفكار الهدامة .



    قال
    شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فمَن علم بما جاء به الرسل , و آمن به إيماناً
    مفصلاً و عمل به , فهو أكمل إيماناً وولايةً لله , مِمَّن لم يعلم ذلك مفصلاً و لم
    يعمل به , و كلاهما وليُّ لله "



    ( الفرقان بين أولياء
    الرحمن و أولياء الشيطان ص 20 )



    قال
    الشيخ ابن باز – رحمه الله - :" فالواجب على أهل العلم في كل مكان أن يوضِّحوا للناس دينهم , و أن
    يبيِّنوا لهم حقيقة التوحيد , و حقيقة الشرك , كما يجب على أهل العلم أن يوضِّحوا
    للناس وسائل الشرك و أنواع البدع الواقعة بينهم , حتى يحذروها "



    ( فتاوى مهمة تتعلق
    بالعقيدة ص 7 – 8 )



    و
    قال – رحمه الله - :" فالواجب على جميع المسلمين , حكومات و شعوباً , الحذر مِن
    هذا الشرك , و مِن هذه البدع , و سؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الصحيحة , و
    السيّْر على منهج سلف الأمة , عما أشكل عليهم مِن أمور دينهم , حتى يعبدوا الله
    على بصيرة "



    ( المصدر نفسه ص 16 )



    قال
    شيخنا الألباني – رحمه الله – حول سؤال النبي – صلى الله عليه و سلم – للجارية , أين
    الله :" واليوم أقول لا يوجد شيء مِن هذا البيان و الوضوح بين المسلمين , لو
    سألتَ – لا أقول راعية الغنم - , بل – راعي الأمة – أو جماعة , فإنَّه قد يَحار في
    الجواب , كما يَحار الكثيرون اليوم , إلا مَن رحم ربي , و قليل ما هم.



    إذاً , فالدعوة إلى التوحيد و تثبيتها في قلوب
    الناس تقتضي منّا ألا نمرّ بالآيات دون تفصيل , كما في العهد الأول "



    ( التوحيد أولاً يا
    دعاة الإسلام ص 29 )







    فبهذا
    المنهج الربَّاني الذي قام به الأنبيـاء و الرسـل في دعوتهم , نستطيع أن نصحّح
    عقيدتنا , و عبادتنا , و سلوكنا , ومنهجـنا ,و أنْ نوحِّدَ كلمتنا , و يتحقق نصرنا
    على أعدائنا بإذن ربِّنا .







    و آخر دعوانا أن
    الحمد لله ربِّ العالمين







    كتبه



    سمير المبحوح



    12 / رجب /1431 هـ






      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:37