بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه أجمعين .
حياكم الله وبياكم .
وبارك الله فيكم وفي هذه الليلة المباركة , ليلة يوم الاثنين من سنة (1429) .
سنتكلم على ألفية ابن مالك ( منهجها وأبرز شروحها ) في جامع الأميرة نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز بن آل سعود في الرياض .
في البداية أسرد لكم عنوانين المحاضرة .
1_
تاريخ النحو إلى ابن مالك .
2_
لمحة عن ابن مالك .
3_
لمحة عن كتب ابن مالك .
ثم ندخل إلى ألفية ابن مالك .
1 _
اسمها .
2 _
عدد أبياتها .
3 _
أين ألفها ؟.
4_
ومتى ؟
5 _
ولمن ؟
6 _
وكيف الفها ؟
7 _
وما علاقتها بالكافية الشافية ؟
8 _
وماذا بقي من الكافية الشافية فيها ؟
9 _
ومنهجها .
10_ .....؟؟!
ثم نتكلم عن شروحها ؟
1_
أول من شرحها .
2_
شروحها القديمة والحديثة والمسموعة .
هذه هي العناصر , وقد أستعجلُ في هذه العناصر , لضيق الوقت .
بسم الله .
ألفية ابنِ مالك أمرٌ ضخمٌ في النَّحو , وقد يصعب على مثلي أن أختصرَ الكلامَ عليها , في هذا الوقت اليسير , ولكن نأخذ من ألفية ابن مالك , قدر الحاجة , وما ينتفع الطلاب الذي يريدُ أن يتعرَّفَ عليها أو يحفَظَها .!
1_تاريخ النَّحو إلى ابن مالك .
تعلمون جميعا ً , أن اللغة ما زالت سليقة ً عندهم , حتى جاء العجم , فأدخلوا اللحن في كلام العرب , حتى جعل العلماء إلى أن يستنبطوا القواعد من اللغة العربية ويضبطوه .
والسليقة : أمر غير شعوري , يتشربه الإنسان شيئا فشيئا ً من مجتمعه , فإن كان مجتمع الطفل يتكلمون بلغة , فلن يتكلم إلا باللغة , ولا حاجة إلى أن يتعملها .
وأول من اهتم باستنباط القواعد ( التابعي الجليل : أبو الأسود الدؤلي البصري من أصحاب علي بن أبي طالب ) وكان في البصرة ِ هوَ وتلاميذه وما زال هو وتلاميذه يستنبطون القواعد , حتى أوصلوها إلى طبقة ( شيوخ سيبويه ) وكانَوا جميعا في البصرة ,
وسبب البصرة : أنها أقرب مدن الحاضرة إلى جزيرة العرب , فلما وصلَ العلم إلى طبقة شيوخ سيبويه , وكانوا من علماء النحو , كـ أبي عمرو بن العلاء البصري القارئ السبعي المتوفى سنة (154 ) والخليل بن أحمد الفراهيدي (170) ويونس بن حبيب البصري , وأبي زيد الأنصاري , والأخفش الأكبر , هذه الطبقة يعزى إليها أعظم الفضل في استنباط قواعد اللغة , التي ندرسها الآن .
يكفي أن بعضهم مكث أربعين سنة في جزيرة العرب , يكتب ويحفظ , ثم يعود إلى البصرة , فيلقي ما عنده من رواية واستنباط إلى تلاميذه , وكانت تعتبر من أفضل المدن رفاهيةً .
وكانوا يعلمون أنَّ هذه أمور ٌ يرجون ثوابَ الله تعالى , وللمحافظة على الوحيَيْن الشريفين , فكلام الوحيين لغة ُ العرب , ولا نتعجب إن سمعنا هذه المجهودات العظيمة .
وسيبويه كان في البصرة , وهو : عمرو بن عثمان بن قندر , وهو إمام أئمة أهل اللغة قاطبة , دون مدافعة .,وهو فتى فارسي , كان يطلب علم الحديث عند إمام أهل السنة والجماعة في وقته حماد بن سلمة , فأخطأ في الحديث , فقال له شيخه حماد ( لحنت يا سيبويه)
وكان اللحن يعتبر من الأخطاء العظيمة , وهو فتى فارسي وفي مجال التعلم, فحاك وكبُر في صدره , وقال لشيخه ( لا جرم سأطلبنَّ علما ً لا تلحِّنُنِـي فيه ) . وسأل عن أنهى أهل زمانه , فدل على الخليل فدرس عليه عشر سنوات حتى أنفذَ ما عندَه .
وأعظم أعمال ِ هذا الفتى الفارسي
1_ جمَعَ ما تفرق بين شيوخه العظام , لأن كل واحد ٍ من شيوخه كان عنده مجموعة من الطلاب إلى ( 500) إلى (600) طالب يأخذون عنه النحو , وهؤلاء القراءات , وهؤلاء الروايات , لكنه أخذ كل علم الفراهيدي ثم الثاني ثم الثالث , حتى جمع َ ما تفرق عندهم , لأن أبا زيد الأنصاري روى ما لم يروه غيره , وأبو عمرو روى ما لم يروه غيره .
واستنبط هذا ما لم يستنبطه الآخر .! فهذا جهد عظيم, لا تستحمله طاقةُ البشر ِ إلا بعدَ توفيقِ الله ِ جلَّ وعلا.
2_ نقل اللغة والنحو ثم جاء إلى المشافهة ثم إلى الكتابة وألف كتابا ً وسمّاه ( كتاب سيبويه) وقد وصلَ إلينا ولله الحمد وطُبع.
وإن كان مات –رحمه الله- قبل أن ينظر فيه وينقحه ويقدم له ويجعل له خاتمة , ولم يسمِّه ,
إلا أن العلماء سمَّوْه ( كتاب سيبويه ) وهو أعظم كتاب في اللغة إلى يومنا , ولا يفوقه كتابٌ آخر , لكثر الشواهد والأمثلة حتى يمِلَّ .
فالشواهد وصلت إلى أكثر من (1500) شاهدا ً .
والأمثلة ( بالآلاف ) . والصعوبة من اختلاف اصطلاحاته . فلا يفهم القارئ اصطلاحاته . هذا سيبويه .
وبعد ذلك ( حاول أهل العلم أن يسهلوا علم النحو, فمن أهمِّ الكتب التي ألفوها )
1_كتاب الجمل في النحو , لأبي القاسم الزجاجي ( توفي في القرن الرابع ) وعندما ألفه سيطر على النحو في زمانه.
2_ أبي علي الفارسي في كتابه ( الإيضاح ) في آخر القرن الرابع.
3_ أبو الفتح عثمان ابن جِنِّي ( وجني بتخفيف الياء لأن أصلها فارسية وهي ( كني ) ) , وهو كتاب ( اللمع ) في آخر القرن الرابع , وعباراته أوضح من كتاب شيخه الفارسي , فاستطاع أن يسحب البساط من تحت شيخه .وسيطر على علم النحو , في المشرق العربي , أما في المغرب العربي فـ ( الجمل ) للزجاجي .
ثم نـَنْتقل إلى القرن ِ السَّادس :
1_ أبو القاسم المفسر الزمخشري المعتزلي ولكنه في العربية إمام جليل فألف كتابا ً ( المفصَّل ) وسماه بعضهم ( سيبويه الصغير)
ثم القرن السّابع:
1_ ابن الحاجب الإمام الأصولي ليألف لنا ( الكافية في النحو ), ثم في التصريف ( الشافية في التصريف ) وهو من أوائل من فرق بين العلمين.
2_ جاء إمامنا – ابن مالك – قاضي القضاة , رجلٌ أندلسي اسمه ( محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك ) وفي ( محمد بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن مالك ) .ولد ونشأ في الأندلس أعادها الله إلى المسلمين
وفي قرابة العشرين من عمره , عندما تسلط الصليبون على الأندلس , هاجر َ مع كثير من العلماء إلى المشرق العربي , مر بمصر وحج َّ . ثم أتى إلى الشام , بلاد العلم في ذلك الزمان , فدار بين مدنها في حلب , ونجم وعُرف ونظم ( الكافية الشافية في النحو) ثمَّ دار فذهب إلى دمشق ثم في حماة , ثم استقر في دمشق عالما ً ملء سمع ِ الدنيا وبصرها .
مكانته:
ليس هناك َ طالبٌ يجهل مكانتَه , لكننا سنبينِّ شيئا عنهُ , فيقول تلميذه الإمام النووي ( شيخنا وهو إمام أهل اللغة والأدب في هذه الأعصار بلا مدافعة ) ويقول شهاب الدين محمود ( من كبار تلاميذه )
كنا في مجلس من المجالس فأتت مناسبة, فذكر ابنُ مالك ما انفرد به صاحبُ المحكم عن الأزهري ( وأبو منصور الأزهري صاحب تهذيب اللغة في 17 مجلدا ) والمحكم لابن سيده ( في 11مجلداً ). .
فذكر المفردات التي ذكرها صاحب المحكم ولم يذكرها الأزهري, وهو أمر معجِز, وهو جبل في النحو والصرف وكذا في القراءات.
وقال الصفدي " كان إماما في القراءات وعللها وصنف فيها قصيدة مرموزة في قدر الشاطبية "
وعده ابن الجزري من القرّاء وترجم له في " طبقات القراء "
وتولى ابن مالك المشخية الكبرى في " العادلية ", وهي أكبر مدرسة في دمشق , وكان من شرطها أن لا يتولاها إلا إمام في القراءات والعربية .
قال ابن حجر " إن اليونـيـني " – من كبار رواة صحيح البخاري -إنه قرأ صحيح البخاري على ابن مالك تصحيحا ً ,
وسمع منه ابن مالك رواية فقال اليونيني عنه " إنه شيخ الإسلام "
وقال ابن مالك عن نفسه " إنه أعلم الناس بالعربية والحديث " وأما النحو والشرف فهو البحر الذي لا يشق لجُّه "
وسئل تاج الدين الفزراي أكان ابن مالك مثلك في النحو ؟ فقال " والله ما أنصفتموه , كان في النحو مثل الشافعية فقط "
توفي ( في دمشق 672) آه.
من تواليفه في الشعر .
عرِفَ عن ابن مالك ٍ القدرة على النظم , حتى إنه لو شاء أن يجعل كلامه نظما ً لفعل .
1_
الكافية الشافية في النحو , في 1750 بيتا ً .
2_
الإعلام بمثلث الكلام , 2704.
3_
...... في القراءات (1000) بيتاً على نسق ألفية الشاطبي , وستطبع قريبا ً .
كتُبه النَّحْوية :
1_ تسهيل الفوائد ( أعظم كتاب ٍ ألفه ) ولو لم يؤلف غيره لكفى .
طريقته :
أغلبُ حياة ِ ابن مالك مدرسّا ً , وكان يؤلف متنا ً صغيراً ثم يشرحه للطلاب , ثم يجد عيوباً , فيؤلف كتابا ً , وكل متن ٍ ألفه شرحه , إلا ألفية ابن مالك , لأنها آخر ما ألف . وهكذا !!
ألفية ابن مالك :
1_
اسمها :
" الخلاصَةُ في النحو "
قال ابن مالك في الخاتمة :
*** وما بجمْعه عُنيتُ قد كمَل *** نظما ً على جلِّ المهمَّاتِ اشتمل ***
*** أحصى من الكافية الخلاصة *** كما اقتضى غنىً بلا خصاصه ***
واشتهرت بعدُ بـ (ألفية ابن مالك في النحو والصرف ) رجزا ً .
ومن اللطائف أن ناظما أخذ من اسمها ما يزجر به عائبها فقال
( يا عائدا ً ألفية ابن مالكِ** وغائبا عن فهمها وحرصها ** أما ترى قد حوت فضائلا ً كثيرةً ** فلا تجر في حكمها ** واجزر في من جادل من يحفظها ** لرابع وخامس ٍ من اسمها ** ).
يعني ( صه ) من الخلاصة
....
2_
عدد أبياتها :
(1002) ألفا وبيتان
بقوله (أحصى من الكافية الخلاصة *** كما اقتضى غنىً بلا خصاصه )
وآخر البيتين ( فأحمد الله مصليا .....) والنيِّف لا يعتدُّ به , لأنهم يعطون الشيء َ ما قاربه .
.........
3_
أين ألفها ؟
4_
ومتى ألفها؟
ألفها في مدينة ( حماة ) في سنة (660) لشرف الدين البارزي ( 870)
و
عندما كان ابن مالك في الشام , استقر في حلب ,
وألف فيها ( الكافية الشافية في النحو)
ثم
انتقل إلى دمشق ( مدة قصيرة )
5-
لمن ألفها ؟
ثم حدثت فتنة التتار , وطلب هولاكو من أمير دمشق ( الملك الناصر) أن يثبت ولائه , ويخضع له , فرض الأمير , وعزم هولاكو على هجوم دمشق , فهاجمهما وهربَ الناسُ كلَّ مهربٍ ومنهم ( الأمير )
وهرب( ابن مالك ) إلى حماة , لأن أهلها سمعوا من هولاكوا , ولم تكن تحت سلطة ( الملك الناصر)
وبقي فيها ( سنتين ) وقاضي قضاة حماة ( أبو شرف الدين البارزي ) وكان زميلا ً لابن مالك ,
فقال لابن مالك( هذا ابني شرف الدين , اجعلها غلاما عندك . ليتعلم عندك )
قال شرف الدين ( ألفها ابن مالك لي )
وربما الفها ابن مالك ( إكراما ً له ولأبيه )
هذا الظاهر , والسبب الحقيقي ( أنه حين ألف الكافية الشافية ما زال يغير ويبدل , وهناك نسخة عليها تغييرات )
ثم ما عرف أن الكافية انتشرب ( وربما لطولها ) فأراد ابنُ مالك أن تذهب هذه العيوب أو الطول , فبدأ يصلحُ ويغيِّر فألف ( الخلاصة ) .
.......
6_
ما علاقتها بالكافية الشافية.
هي اختصارٌ لها .
7_
وماذا بقيَ من الكافية الشافية فيها ؟
نعم أبقى كل الأبواب إلا بابين ( ) وأبقى (223)بيتا ً من الكافية إلى الألفية وأبقى ( 106) بيتا ً في أغلب لفظها , ؟؟..
8_
منهجها ( وهو أهم ما سنتكلم عليه ) :
منذ أن ألف ابنُ مالك ٍ ( الألفية ) والنحويُّون معجبون بها ,
وذلك بترتيبها فأبدع إبداعاً عجيبا ً وذلك أنه درَّس ,
والذي يعاني التدريس , يستطيع أن يمارسه ويعالجه ,
فأتى إلى النحو , وقدم أصول النحو على فروع النحو , أي قدَم الأحكام الإفرادية( بمعنى نظره إلى المفرد كـ مسجد فاسم هذا حكم إفرادي ونعرف أنها معربة ومبنية قبل أن تتركب في جملة ورتبها على ثلاثة أبواب
1_ الكلمة والكلام
2_ المبني والمعرب
3_ النكرة والمعرفة
) على الأحكام التركيبة ( بمعنى الكلمات التي لا تكتمل إلا بتركيبها في جملة وجعلها في آخره على ثلاثة أبواب
1_ الاسمية
2_ الفعلية
3_الأحكام المشتركة بين الاسمية والفعلية آخر باب )
لأن الجملة لا تكون إلا اسمية أو فعلية .
فباب الأسماء
1_ المبتدأ والخبر ثم النواسخ .
وباب الأفعال
1_ الفاعل
2_ نائب الفاعل
3_ الاشتغال عن العامل والمعمول
4_ التنازع في العمل ثم المفاعيل الخمسة .
والأبواب المشركة.
1_ الاستثناء
2_ الحال
3_ التمييز
4_الجار والمجرور
5_ التوابع النعت العطف التوكيد البدل
6_ التعجب أسلوب المدح والذم.
ثم نذكر بعضاً الأبيات, لنلطف الوجه, ولتعلموا أنها أسهل المنظومات.
قال في البداية سبع أبيات في المقدمة, وفي الأخير بيتين خاتمة, وما بينهما النحو.
فقال المقدمة :
قال محمدٌ هو ابنُ مالك ِ ** أحمدُ ربي الله خيرَ مالك ِ
ثم في الكلام وما يتألف منه من الأحكام الإفرادية:
كلامنا لفظٌ مفيدٌ كاستقم ** واسم وفعل ثم حرفٌ الكلم .
ثم الثاني من الأحكام الإفرادية ( المعرب والمبني ) :
والاسم منه معربٌ ومبني ** لشبه من الحروف مدني
ثم الثالث ( النكرة والمعرفة ):
نكرةٌ قابلُ أل مؤثرا ** أو واقعٌ موقعَ ما قد ذكرا
ثم الأول من الأحكام التركيبة الاسمية :
1_ المبتدأ والخبر :
مبتدأ زيدُ وعاذرٌ خبر ** إن قلتَ زيدٌ عاذرٌ من اعتذر .
ثم الثاني من الأحكام التركيبة الفعلية :
1_ باب الفاعل :
الفاعل الذي كمرفوعيْ أتى ** زيدٌ منيرا ً وجهُه نعمَ الفتى .
ثم الثالث من الأحكام التركيبة المشتركة :
1_ الحال .
الحال وصفٌ فضلةٌ منتصِب** مفهِم في حال ٍ كفردا ً أذهبُ .
ثم ختمها ( وما بجمعة عُنيتُ قد كمل ** نظما ً على جلِّ المهمَّاتِ اشتمل ) إلخ.. الأبيات.
شروح ألفيِّة ِ ابن ِ مالك :
لها شروحاتٌ كثيرةٌ , ويصعبُ شرحها .
ولم يؤلفها ابنُ مالك , لعله لآخر كتبه , أو لأنه لم يظنَّ أنها ستشتهر , أو لأنه شرح الكافية وهي الأصل ,
وقيل له ؟ لوشرحتَ ألفيتَك فقال ( ابنُ المنجّى شرحها ) وهو ( بدر الدين أبو البركات المنجى عثمان بن أسعد التنوخي المتوفى (695) من تلاميذ ابنِ مالك إلا أنَّ شرحه لم يصل .
{{ وأفضل من حاول إحصاء شروحات ِ ألفيِّة ابن مالك محقِّقًُ كتاب
( إتحاف ذوي الاستحقاق لبعض مراد المراد وزوائد أبي إسحاق )
حققه الأستاذ حسين عبد المنعم بركات ,
وقد ذكر (263) شرحا ً ( 25)مطبوعا (54) شرحا مخطوطا (54) شرحا ً مفقوداً (74) حاشيةً (56) كتاباً يتعلق بالألفية ,وقد طبعه سنة (1420) .}}
وشرحت بالعربية والفارسية وبالنظم وبالنثر ومتوسطة وموجزة .
وأول شرح ٍ وصل إلينا :
1_
ولدُ ابن ِ مالك ٍ ( بدر الدين ) الملقب ( ابن الناظم ) .وله ثلاثة أولاد ( محمد ومحمد ومحمد ) ولقبوهم بـ ( بدر الدين , شمس الدين , تقي الدين ) فـ (بدر الدين ) عالم كبير وخاصةً في البلاغة له كتابٌ ( المصباح ) . وله كتابٌ في شرح ِ ألفيَّة ِ أبيه سماه ( الدرُّ المضيئة ) بتحقيق (محمد بن سليم الباليبي ) وكذلك حققه ( أبي الحميد السيد)وكلُّ من شرحَ بعدَه فقد استفاد منه .
وفي شرح الأوليين بعض الغموض , ولا يصلح إلا للمتخصِّصِين , وقد خطَّأ والده في بعض المواضع .
2_ شرح أبي حيّان الأندلسي صاحب ( البحر المحيط ) الموفى سنة ( 745) أدرك ابن مالك ولم يتتلمذ على يديه , تتلمذ على تلاميذه سمى شرحه ( منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك ) ولم يتمه ,وفيه انتقادات شديدة لابن مالك ولابنه بدر الدين .
3_ توضيح المقاصد والمسالك في شرح ألفية ابن مالك لابن أم قاسم المرادي المتوفي (749)
وهو من كبار تلاميذ أبي حيَّان , وهو من الشروح الجيدة للألفية شرح كامل ٌوأكثر فيه من الشواهد , وعباراته واضحة , إلا أنه أكثر فيه من الخلافات بتحقيق الدكتور ( عبد الرحمن علي سليمان )..
4_ أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك , وهو معروف ومقرر في مدراس النحو والجامعات والمعاهد , وهو جدير لذلك ( لابن هشام الأنصاري ) المتوفى (761)
وهو شرح مختصر جدا بل يكادُ أن يكون نثرا ً لألفية ابن مالك من نظم ٍ إلى نثر ٍ , ويتميز بكثرة الشواهد وإعراض ٍ عن كثير ٍ من الخلافات . بعبارة ٍ واضحة , وأفضل طباعته بتحقيق وشرح ( محمد محيي الدين عبد الحميد ) وهذا الشيخ الجليل خدم ابنَ هشام ٍ خدمة ً كبيرة , وحققه وشرحه ثلاث مرات
1_ صغير
2_ متوسط
3_ كبير
وهو المشهور وسماه ( عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك )
وهو أفضل طبعة لأنه اعتنى بإعراب الشواهد الشعرية إعراباً كاملاً .
والطبعة الثانية بتحقيق وشرح ( محمد عبد العزيز النجار ) وسماه ( عدة السالك إلى تحقيق أوضح المسالك ) في أربعة ِ أجزاء ,
وفي كتاب ابن هشام ( أوضح المسالك ) عدةُ عيوبٍ فمنها (شدة اختصاره في بعض المواضع) حتى احتاج إلى شرحٍ فشرحه عدة نحويين .
وأفضل من شرحه ( خالد الأزهري ) سماه ( التصريح لمضمون التوضيح) المتوفى (950) وهو شرح جيد لمن أراد أن يقرأ أو يفهم أوضح المسالك , وأفضل طباعته بتحقيق الدكتور ( عبد الفتاح بحيلي ) بخمس أجزاء تحقيقا ً علميا جيداً .
وطبع طبعة قديمة في ( جزأين ) ويمتاز بحاشية ( ياسين الحمصي ) . ومن عيوبه ( عدم ذكر أبيات الألفية ) لكن في عهدهم ما يصل الطالب إلا وحفظ الألفية!!!
5_شرحُ ابن ِ عقيل ( بهاء الدين المصري) المتوفى سنة (769 ) وهو شرح سلس العبارة واضح مناسب لمتوسط الثقافة النحوية , ويشرح الألفية بعبارة ٍ موجزة ٍ جيدة , وينصح به غير المتخصصين, للمبتدأين والمتوسطين.
وعليه حاشية ( الإمام الخُضَري المتوفى سنة (1287 )
ولا يُنصح المبتدئون لها , إلا إذا قرءوا شرح َ ابن عقيل مرتين أوثلاث , وأفضل طباعته بتحقيق وشرح( محمد عبد العزيز النجار )وسماه ( التوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل ) لوجود التمرينات في نهاية كلِّ باب , ثم بشرح وتحقيق ( محمد محيي الدين عبد الحميد ) وسماها ( منحة الجليل في شرح ابن عقيل ) ..
6_ (المقاصد الشافية في شرح خلاصة الكافية) لأبي إسحاق الشاطبي الإمام الأصولي المشهور صاحب الموافقات والاعتصام المتوفى ( 790) وهو آخر ما طبع من الشروح المهمة لألفية ابن مالك , طبعَ في السنة الماضية , وهو أطول شروح ألفية ابن مالك فيما أعلم , في عشر مجلدات , بتحقيق أستاذ من أساتذة أم القرى .
ويمتاز : بأنه أكبر شرح ٍ , وفيه من التحقيقات الدقيقة , والمسائل النادرة , التي لم ينتبه إليها أكثر علماء النحو , بنفس الأصوليين , وبعد طبعه تعرفنا على كثير ٍ من كنوزه .
7_ شرح عبد الرحمن المكّودي المتوفي سنة (780) وله شرحان
1- صغير
2- كبير ( 780)
والمطبوع الصغير بتحقيق الدكتور ( فاطمة الراجحي )
أما الكبير فلم يطبع , ولا يعلم له مخطوطات , اعتنى كثيرا ً بإعراب أبيات ابن ِ مالك ,ولم يشتهر كغيره , وله حاشية مهمة لـ (ابن حمدون ابن الحج ) وهي مطبوعة .
8_ شرح علي بن محمد الأشموني وسماه ( منهج السالك إلى ألفية ابن مالك ) المتوفى سنة (900) .وهو الأخير بنفس اسم كتاب أبي حيان , وهو كتاب متوسط وعباراته واضحة , وتقسيماته جيدة , ويأتي بعد شرح ِ ابن عقيل , وأكثره مأخوذ من شرح المرادي باللفظ , إلا أن له ميزة التنظيم والترتيب , وله حاشية مهمة ( حاشية محمد بن علي الصبابي ) المتوفى سنة (1620) .
وراء ذلك تأتي شروح كثيرةٌ لا ترقى إلى أهمية الشروح المذكورة آنفا .
1_
شرح برهان الدين لابن القيم وهو ابن الإمام ابن القيم
2_
شروح الهواري الأندلسي .
3_
شرح ابن الجزري
4_
شرح السيوطي ( البهجة المرضية )
5_
شرح ابن طولون .
وكلها مطبوعة .
ومن الشروح المنظومة :
1_ شرح محمد بن محمد بن محمد بن محمد الغزي , سماه ( البهجة الوفية بحجة الخلاصة الألفية ) في عشرة آلاف بيت (كل بيت بعشر أبيات بشواهد وخلافات وأمثلة ) وهي مخطوطة , ويأتي في ضمن كلام ابن مالك .
فمن ذلك قول ابن مالك ** وكل حرف ٍ مستحق للبنا ** والأصل في المبني أن يسكنا ** .
فقال الغزي :
** وكل حرف مستحقٌّ للبنا ** لو قال مبنيٌ لكان أحسنا ** فليس كل مستحق أمر ** يكون مخصوصا بذاك الأمر
أ
ما الشروحات المعاصرة ( لنا الآن أو من توفي قريبا ) .
1_
القواعد الأساسية للغة العربية
لـ ( أحمدَ الهاشمي ) من علماء الأزهر, شرح ميسر مناسب للغير المتخصصين والمبتدأين.
2_
شرح عبد الله بن صالح الفوزان مطبوع ومعروف
3_
الشرح الميسر على ألفية ابن مالك,
للدكتور : عبد العزيز الحربي , وهو شرح مختصر جدا .
أما الشروحات المسموعة :
1_
شرح شيخنا محمد بن صالح العثيمين وله شرحان معروفان .
2_
شرح الدكتور محمد الفاضل , دكتور في اللغة العربية في جامعة الإمام,وهو شرح لأوضح المسالك ., ولم يتمه .
3_
قراءة لأوضح المسالك قرأها الشيخ الدكتور "توفيق سبع " .
4_
ومنها شرح لمحدثكم , وقد بدأنا به ,منذ الفصل الماضي في جامع الراجحي في حي الجزيرة في الرياض , والنية معقودة على استمراره .
قلتُ :
5_
شرح الشيخ العلامة / أحمد بن عمر الحازمي ولعلَّ الشيخ يقدمها على هذه الشروح الأربع !.
للألفية تسجيلات صوتية :
1_
تسجيل لأخينا الدكتور محمد السبيهي .
2_
تسجيل لأخينا الشيخ عبد الله الحواس , وهو من أفضل من قرأ الألفية ممن سمعت .
3_
..... كأنه ( حي الله جوادي ) .! وأظنه عراقيّا ً .
4_
تسجيل بصوت الشيخ ؟؟ كأنه ( الهزيل ) .!وله قراءتان الأولى : فيها أخطاء . والثانية: أقل .
5_
تسجيل عن مؤسسة أ؟؟ كأنها أشجعة !, وهو من أفضل التسجيلات لقلة الأخطاء .
6_
تسجيل سيصدر قريبا ً لسليمان الشويهي والذي في الأسواق مليء بالأخطاء , واستدرك ذلك , وسجل تسجيلا ً آخر قرأه علي .
قلتُ :
وللأخ عبد الله النشمي قراءة / قال عنها الشيخ أبو مالك العوضي ( هي أفضل ما سمعت ) وقد تعقَّب شيخنا أبو مالك على قراءة الحواس أخطاءً كثيرة !!.
أخيرا ً /
أشيرُ إلى محاضرة وهي " في طلب علوم اللغة " وهي بعد غد إن شاء الله .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أخوكم /
أبو الهُـمَام البُرقاوي .
shebl_otibah@hotmail.com
المصدر نفسه