لماذا ننتقد الدعاة إلى الله تعالى؟
سالم بن سعد الطويل
www.saltaweel.com
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد كثر السؤال والتساؤل عن سبب انتقاد الدعاة إلى الله تعالى وظن بعض الناس أن غيرهم أولى بالانتقاد والرد والإنكار، وظن آخرون أن في انتقاد الدعاة ضعفاً للدعوة وتقوية لأعداء الإسلام أو أن في ذلك شماتة لنا من المخالفين ولبيان الحق في هذه المسألة- كما يظهر لي- أقول وبالله استعين وعليه أتوكل وإليه انيب:
أولاً: لأن الدعاة إلى الله كغيرهم من البشر يخطئون ويزلون ويغفلون ويعصون لذا لابد من الإنكار عليهم وتقييمهم وتقويمهم.
ثانياً: لأن «الدين النصيحة» والنصيحة تكون لأئمة المسلمين وعامتهم فلا شيء يخرج الدعاة عن هذا العموم هذا النص.
ثالثاً: لأن الناس يقتدون بالدعاة فإذا لم ننكر على الدعاة أخطاءهم اقتدى بالخطأ وحينئذ تعظم البلية وينتشر الباطل.
رابعاً: إن المعصومين هم الأنبياء والمرسلون حتى اختاروا أمراً من الأمور خلاف الأولى فإن الله تعالى يقومهم وإليه عز وجل الأمر وليس لغيره.
خامساً: إنما أمرنا بالإمساك عن الكلام فيما وقع بين الصحابة رضي عنهم من الفتن دون غيرهم.
سادساً: إن كثيراً من الدعاة عندهم أخطاء كبيرة بل ضلالات وبدع وانحرافات لا يمكن السكوت عنها بل يجب التحذير منهم ومن أخطائهم.
سابعاً: حرمة الدين اعظم من حرمة الأشخاص فإذا لم يمكننا المحافظة على حرمة الدين وصيانته من التحريف إلا بالكلام على الأشخاص وجب علينا وجوبا الكلام في الأشخاص.
ثامناً: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينكر على كل من اخطأ من أصحابه رضي عنهم حتى على الكبار منهم والدعاة دون استثناء.
تاسعاً: العلماء الذين هم ورثة الأنبياء قديما وحديثا يردون على كل من اخطأ سواء كان من الدعاة أو من العلماء أو من العامة.
عاشراً: لأن الذي ينتقد وينكر على الآخرين ينتقده وينكر عليه الآخرون فيستفيد ويعرف أخطاءه ومن ثمَّ يمكنه أن يتحاشى أخطاءه ويصححها.
تنبيهات
أخي القارئ الكريم إذا علمت هذا تأمل التنبيهات الآتية:
التنبيه الأول: يجب مراعاة الإخلاص لله تعالى في النصيحة والنقد والإنكار بحيث نقصد بذلك وجه الله تعالى.
التنبيه الثاني: أن يكون النقد بعلم لا بجهل.
التنبيه الثالث: أن يكون بعقل لا بطيش وسفاهة.
التنبيه الرابع: أن يكون بالعدل لا بالظلم ولا بالتعدي.
التنبيه الخامس: أن يكون النقد بالرفق وهو الأصل إلا إذا اقتضى الأمر بعض الشدة فلا بأس بها بقدرها.
التنبيه السادس: أن الذي يقبل النصيحة والنقد حري أن يقبل الناس منه نصيحته ونقده بخلاف من يرى نفسه فوق مستوى النقد فتجده لا يكاد يقبل نصيحة ناصح.
التنبيه السابع: أن من الإحسان إلى المخطئ والرحمة به أن ننتقد خطأه وانحرافه ونحذر منه حتى لا يتابع على ذلك فيحمل آثام من تبعه.
التنبيه الثامن: أن الدعاة ينتقدون الكبير والصغير والعامة والخاصة والحاكم والمحكوم فلماذا لا يقبلون أن ينتقدهم أحد؟!
التنبيه التاسع: أن بعض الدعاة يتأول لنفسه ويبرر اخطاءه بما لا يكتشفه العامة فكان لزاماً التصدي له وبيان اخطائه والتحذير منها.
التنبيه العاشر: أن بعض الدعاة قد طال عليهم الأمد وفتروا وبقيت صورتهم الخارجية صورة أهل الديانة والاستقامة فيتصرفون- باسم الدين- بتصرفات لا تختلف عن تصرفات غيرهم فوجب تذكيرهم وتذكير أنفسنا فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) [الذاريات].
أخي القارئ العزيز حفظك الله تعالى: إذا لم تستوعب ذلك فتدبر قوله تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [العصر] أي وصى بعضهم بعضا بالحق ناصح بعضهم بعضا وأمر بعضهم بعضا بالمعروف ونهى بعضهم بعضا عن المنكر فإذا فعلوا ذلك فقد يتضايق منهم الناس فناسب أن يتواصوا بالصبر وهذا كما قوله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) [لقمان].
والله اسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
جريدة الوطن (الكويت)
2010/04/12
سالم بن سعد الطويل
www.saltaweel.com
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلقد كثر السؤال والتساؤل عن سبب انتقاد الدعاة إلى الله تعالى وظن بعض الناس أن غيرهم أولى بالانتقاد والرد والإنكار، وظن آخرون أن في انتقاد الدعاة ضعفاً للدعوة وتقوية لأعداء الإسلام أو أن في ذلك شماتة لنا من المخالفين ولبيان الحق في هذه المسألة- كما يظهر لي- أقول وبالله استعين وعليه أتوكل وإليه انيب:
أولاً: لأن الدعاة إلى الله كغيرهم من البشر يخطئون ويزلون ويغفلون ويعصون لذا لابد من الإنكار عليهم وتقييمهم وتقويمهم.
ثانياً: لأن «الدين النصيحة» والنصيحة تكون لأئمة المسلمين وعامتهم فلا شيء يخرج الدعاة عن هذا العموم هذا النص.
ثالثاً: لأن الناس يقتدون بالدعاة فإذا لم ننكر على الدعاة أخطاءهم اقتدى بالخطأ وحينئذ تعظم البلية وينتشر الباطل.
رابعاً: إن المعصومين هم الأنبياء والمرسلون حتى اختاروا أمراً من الأمور خلاف الأولى فإن الله تعالى يقومهم وإليه عز وجل الأمر وليس لغيره.
خامساً: إنما أمرنا بالإمساك عن الكلام فيما وقع بين الصحابة رضي عنهم من الفتن دون غيرهم.
سادساً: إن كثيراً من الدعاة عندهم أخطاء كبيرة بل ضلالات وبدع وانحرافات لا يمكن السكوت عنها بل يجب التحذير منهم ومن أخطائهم.
سابعاً: حرمة الدين اعظم من حرمة الأشخاص فإذا لم يمكننا المحافظة على حرمة الدين وصيانته من التحريف إلا بالكلام على الأشخاص وجب علينا وجوبا الكلام في الأشخاص.
ثامناً: لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينكر على كل من اخطأ من أصحابه رضي عنهم حتى على الكبار منهم والدعاة دون استثناء.
تاسعاً: العلماء الذين هم ورثة الأنبياء قديما وحديثا يردون على كل من اخطأ سواء كان من الدعاة أو من العلماء أو من العامة.
عاشراً: لأن الذي ينتقد وينكر على الآخرين ينتقده وينكر عليه الآخرون فيستفيد ويعرف أخطاءه ومن ثمَّ يمكنه أن يتحاشى أخطاءه ويصححها.
تنبيهات
أخي القارئ الكريم إذا علمت هذا تأمل التنبيهات الآتية:
التنبيه الأول: يجب مراعاة الإخلاص لله تعالى في النصيحة والنقد والإنكار بحيث نقصد بذلك وجه الله تعالى.
التنبيه الثاني: أن يكون النقد بعلم لا بجهل.
التنبيه الثالث: أن يكون بعقل لا بطيش وسفاهة.
التنبيه الرابع: أن يكون بالعدل لا بالظلم ولا بالتعدي.
التنبيه الخامس: أن يكون النقد بالرفق وهو الأصل إلا إذا اقتضى الأمر بعض الشدة فلا بأس بها بقدرها.
التنبيه السادس: أن الذي يقبل النصيحة والنقد حري أن يقبل الناس منه نصيحته ونقده بخلاف من يرى نفسه فوق مستوى النقد فتجده لا يكاد يقبل نصيحة ناصح.
التنبيه السابع: أن من الإحسان إلى المخطئ والرحمة به أن ننتقد خطأه وانحرافه ونحذر منه حتى لا يتابع على ذلك فيحمل آثام من تبعه.
التنبيه الثامن: أن الدعاة ينتقدون الكبير والصغير والعامة والخاصة والحاكم والمحكوم فلماذا لا يقبلون أن ينتقدهم أحد؟!
التنبيه التاسع: أن بعض الدعاة يتأول لنفسه ويبرر اخطاءه بما لا يكتشفه العامة فكان لزاماً التصدي له وبيان اخطائه والتحذير منها.
التنبيه العاشر: أن بعض الدعاة قد طال عليهم الأمد وفتروا وبقيت صورتهم الخارجية صورة أهل الديانة والاستقامة فيتصرفون- باسم الدين- بتصرفات لا تختلف عن تصرفات غيرهم فوجب تذكيرهم وتذكير أنفسنا فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) [الذاريات].
أخي القارئ العزيز حفظك الله تعالى: إذا لم تستوعب ذلك فتدبر قوله تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) [العصر] أي وصى بعضهم بعضا بالحق ناصح بعضهم بعضا وأمر بعضهم بعضا بالمعروف ونهى بعضهم بعضا عن المنكر فإذا فعلوا ذلك فقد يتضايق منهم الناس فناسب أن يتواصوا بالصبر وهذا كما قوله تعالى: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) [لقمان].
والله اسأل أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
جريدة الوطن (الكويت)
2010/04/12