إرضاع اللقيط ، وفطام العطيط
بعد البسملة والحمدلة والحوقلة أقول :
ابتداءا :
الحمد لله على نعمة العقل بعد نعمة الإسلام والسُّنَّة
وبعد
في زجر المتطاولين وردع المعتدين على شريعة ربّ العالمين، تخصيصا حال إخماد ثورتهم بعد إثارتهم مسائل، منها مسألة إرضاع الكبير([1]) والتي تعدّ مظهر من مظاهر التيسير ودفع الحرج عن المكلفين، في تفاصيل([2])
قام هذا البيان لرفع التلبيس وإزاحة المتاريس التي نصبها صبية العقول وصرعة الابتداع مع الصابئة والصادّة؛ صدا وتصيدا . وهيهات .
أستهله تنبيها وترهيبا :
ببيان أن الأمر دين، وإذا كان ذلك كذلك – وهو كذلك- فهو جلل يوجب الجد والوجل، ويلفظ الصلف والدجل .
أما بعد
قام : جاهل مجهول - رمز عن نفسه بـ أنه لا شيء وعبر عن ذا بذا (...) منكرا على قانع قابع قائل بأنه قرآني زعما :" ليست هي فقطدحظ الحجة بحجة ألزم للإقناع رومان كثير منالامور غير مقبولة عقلا ومنطقا ولكنها واردة في القرآن !!
أعلم انك ستقول أنهنالك معيار حساس ومهم يتطلب الفهم لكي نتفق مع أحكام القرآن .. ما هو ياترى؟صدقني لن تستطيع إقناع أحد بهذا الاسلوب البخاري يكذب والبخاري يشوةالاخلاق النبوية ..هذا غير مجديدعني أقول لك بصراحة هذا الامر لو كان واردا فيالقرآن( ارضاع الكبير)؟هل ستسعى لابطاله .. لا اعتقد بل ستسعى لتسويغه وفلسفته ربماإلى حق من حقوق المرأة كما فلسفة الاخوة الذين قبلك بأنه تسهيل ووو الخبدليللو قلت لك على سبيل المثال كيف استسغت هذا الآية، "يا ايها النبي انا احللنا لكازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبناتعماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبيان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فيازواجهم وما ملكت ايمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما
النبيمحلل له كل هؤلاء ..يا لطيف وكمان يهبن انفسهن له وهو لا يتردد عن قبولهن !!"
قلت :
بذا التعالي الوضيع، والتطاول الحقير، كان الردّ
وفيه – كما هو ظاهر- التهكم على الشريعة الغراء، من أدعياء وأغبياء
وفي دفعه وزجرهم، أقول :
أولاً :
التعجب من ردّه – والضمير عائد على الجاهل المجهول - إلى شرعة الإقناع العقلي، الكافرة بالعقل قبل غيره!!
فعزا ناقصٌ ناقصاً والحالة هذه إلى ناقص ذي عجز وضعف!!!
ولا ضير أليست وصية جاهل لجاهل .
ثانياً :
إنكار طعنه في القرآن المجيد وكفر بعضه
والعلة : مخالفته عقله!!!
في انتكاسة نجسة!! .
ثالثاً :
انحدر فطعن في حافظة السُّنَّة – الإمام البخاري رحمه الله تعالى - والطعن فيمن دونه من باب أولى، ومن ثم كفر السُّنة، وهذا ظاهر مع كونه مصرّح به .
رابعاً :
ومع كونه جانيا ومتواريا ومصرحا بالطعن في الإسلام من خلال التشكيك في مصدريه، مع ضميمة إخفاء عقيدته، - وهي ظاهرة تفتقر لتصريحه- قام العيي العربيد بثوب الناصح الموجه!!!
أيا لكع !
أقول له وشبهه :
أظننتم أن الإسلام العظيم مرتع، إنه حمى محميّ محفوظ ملحوظ .
خسأتم، وسيأتي
خامساً :
يقرر الغبي ما هو دليل عليه في تجهيل غبي مثله
فيقرر – فحوى خطابه- أن كل صاحب فكرة يدافع وينافح عن فكرته لكونه يعتقدها
ولكونه كافر بالإسلام - كفرع عن الجهل به- أدرجه تحت قاعدته المظلمة كعقله وقلبه .
فأقول :
ديننا مهيمن على كل الأديان ومختلف الأفكار، قاض عليها .
كيف لا
وهو تنزيل رب العالمين، خالق الخلق أجمعين، جامعهم يوم الدين، في تفاصيل .
ثم نلتفت إليه قائلين :
إذا كان ذلك كذلك، لما تنكر؟! بل لما تنطق؟!
أهذا منك وفق قولك، ومن منهج فكرك ؟
يحتجون على أنفسهم بأنفسهم !!
إنه الغباء ؟
سادساً :
- إلزامي كذلك وفيه العجب :
إذ قام المتهكم هنا بذكر لفظ "النبي" !!!
بالألف واللام العهديّة، مع إضمار للعلميّة!
في إقرار عجيب
بل
في زحمة تهكمه آمن العربيد، فاستغاث باللطيف سبحانه ( يا لطيف )
" وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ"
(النمل : 14)
نذكر هذا ونذكر معه موقفا قاضيا في جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في إثبات صفة العلو، كمسألة من مسائل، وموقعة من مواقع
قالشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى –
في كتابه العظيم – وكل كتبه كذلك- "درء تعارض العقل والنقل"(6/343)
"ولهذا تجد المنكر لهذه القضية )أي : ثبوت صفة العلو لله تعالى ) يقرّ بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده منالمعارض لها
فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم وهو يطلب مني حاجة،وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره
فرفعطرفه ورأسه إلى السماء وقال : يا الله!
فقلت له : أنت محقق!
لمن ترفع طرفكورأسك؟
وهل فوق عندك أحد؟
فقال : أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقادهيخالف فطرته
ثم
بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقرفي فطرهم"
قلت :
وهؤلاء هنا ما أذعن للآيات واحدهم، ولا سلم للبينات أحدهم
ما كان منهم إلا الهروب والتنقل، والصياح والصراخ إذا زجروا؛
غضبة لأنفسهم الخبيثة، ونصرة لآرائهم التعيسة
على كل حال :
وشبيها بما تقدم ولها تعلق كسابقه بدليل الفطرة والعقل الموافقين للشرع :
حادثة أبي المعالي الجويني مع أستاذه؛ والتي أوردها مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي – رحمه الله تعالى- في كتابه "العلو" (2/1347) :
" قال أبو منصور بن الوليد الحافظ فيرسالة لهإلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبوجعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله : ( الرحمن علىالعرش استوى ) فقال : كان الله ولا عرش ... وجعل يتخبط في الكلام .
فقلت:
قد علمنا ماأشرت إليه ، فهل عندك للضرورات من حيله؟فقال:
ما تريد بهذا القول ؟ وما تعنيبهذه الإشارة ؟
فقلت :
ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنهقصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد : الفوق .
فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة ؟
فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت
وبكيت وبكى الخلق
فضرب الأستاذ بكمه على السريروصاح : يا للحيرة!
وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبنيإلا :
يا حبيبي الحيرة الحيرة! والدهشة الدهشة!
فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون :
سمعناهيقول : حيرني الهمذاني"
قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى- تعليقا على القصة :
"إسناد هذه القصةصحيح مسلسل بالحفاظ"
"مختصر العلو" ص (277.(
فصل :
عود على بدء : فبعد أن وقفت على غباء وخواء عقل وقلب الجاهل المجهول .
لم تفجأنا فورة بل ثورة ظعينة، سعت بظلفها إلى حتفها، إذ قالت فرحة بعد أن قامت فزعة، في فرحة أسكرتها : "احسنت وافدت"
وما أحسن وما أفاد، وإنما أساء فقبر .
وقد غبر، فاعتبِر! .
الحاصل :
كشفت الناقصة عن سوأتها
ولا غرو، فالكذب والمكر والخداع والغش حلال مباح في شريعة بعض أهل الأهواء كما اللادينيين
والحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .
فصل :
فردّ الجاهل المجهول ( ... ) فرحا على فرحة منتشيا مستبشرا قائلا :
" فرحة تعجبني طريقة تفكيرك وشجاعتك بالطرح .. تنتقدي ما لا تقبلينهبحسب الاحتجاج الصائب الغير قابل للجدل والتشكيكربما لا أحد يفهمك .. أحييكوأحي جميع المسلمين الذين يتخذون منحى محايد للحوار دون اللجؤ لتلميع اعتقاد معينعلى حساب اعتقاد آخر المحاور بالاعتماد على أرضية وقاعدة صلبة يستطيع أن يثبتصحة دعواه على الأقل بالمقاربة من خلال الواقع.والآن رومان يهمني جدا ان اعرفكيف افهم القرآن عبرك واعذر شتات اسئلتي . تفضل لو سمحت وقل لي ما الرجسالاعتيادي الذي أًمر النبي بالامتناع عنه!! قوله تعالى : ( والرجس فاهجر ) صلىالله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه
قلت :
هذا كما هو ظاهر من باب : ( إياك أعني واسمعي يا جارة )
إنه تهييج همجي على التمرد والردة ؟ وممن ؟ من نطيحة ومتردية!!
وأقول :
نعم دعوتكم مجرد "دعوى" كما أقررت أنت!!!
والدعاوى إن لم يقم أصحابها عليها بيّنات فهم أدعياء
المسلمون - يا هذا - عقيدتهم من حيث الأصل واحدة، بيّنة مسفرة كفلق الصبح بل أبهى وأنصع وأسطع وأسفر، فكونوا لذا على ذكر .
وأنا هنا قائل فاسمعوا واعوا :
قال الله تعالى :
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
(آل عمران : 19 )
وقال الله تعالى :
"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
(آل عمران : 85 )
وفي "الصحيح"
قال رسول الله - صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم :
"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن أمر عليكم عبد حبشي
فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"
"صحيح الجامع" برقم(2549) .
والإسلام
كتاب وسنة وإجماع واجتماع عليهما وفي فلكهما .
قوامه
على الاستسلام والقبول والإنقياد والإذعان
قال الله تعالى :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً"
(الأحزاب : 36 )
وقوله سبحانه وتعالى :
"إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
(النور : 51 )
وقال عزّ وجلّ :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
(الحجرات : 1 )
قال الله تعالى :
"وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"
(الشورى : 10 )
وقال تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"
(النساء : 59 )
دعوته
ألا يعبد إلا الله، ولا يعبد الله إلا بما شرع
وبذا
يبطل باطل كل باطل، ليبقى الحق ظاهرا، وهو كذلك، وسيظل .
وبعد
أقول للجويل المجهول الداعي إلى الغول :
أيا هذا، ألشجاعة في ردّ النصوص؟!
وهل هذه – والحالة هذه- تسمى شجاعة ؟
والعلة :
عدم قبول النفس لها ؟!!!
والاحتجاج الصائب هو ما كان وفق موازين العقل ؟!
سبحان الله
فيقال لهم : عقل من ؟
وعند اختلاف العقول يردّ إلى أي ؟
وما ضابطه ؟
وهل العقل غير قابل للجدل والتشكيك ؟!
بل
العقل من أوجده ؟
ما مهيته ؟
ما إدراكه ؟
أبهيم([3])
ومن العجيب- وليس عندي بعجيب- أنه قبل الاسترسال، أعلنَ الاستسلام - ولا بد - !!!
وذلك قوله "ربما لا أحد يفهمك"
والحق : ألا أحد عاقل يقبلك وقولك
والعلة ظاهرة يسيرة الفهم بل الإدراك :
عجز عقلك تبعا لعجز العقول، فاحتاجت لسلامتها النقول
وأبى الفحول بل العجول إلا النكوس والنكول .
قلت :
بذا التعالي الوضيع، والتطاول الحقير، كان الردّ
وفيه – كما هو ظاهر- التهكم على الشريعة الغراء، من أدعياء وأغبياء
وفي دفعه وزجرهم، أقول :
أولاً :
التعجب من ردّه – والضمير عائد على الجاهل المجهول - إلى شرعة الإقناع العقلي، الكافرة بالعقل قبل غيره!!
فعزا ناقصٌ ناقصاً والحالة هذه إلى ناقص ذي عجز وضعف!!!
ولا ضير أليست وصية جاهل لجاهل .
ثانياً :
إنكار طعنه في القرآن المجيد وكفر بعضه
والعلة : مخالفته عقله!!!
في انتكاسة نجسة!! .
ثالثاً :
انحدر فطعن في حافظة السُّنَّة – الإمام البخاري رحمه الله تعالى - والطعن فيمن دونه من باب أولى، ومن ثم كفر السُّنة، وهذا ظاهر مع كونه مصرّح به .
رابعاً :
ومع كونه جانيا ومتواريا ومصرحا بالطعن في الإسلام من خلال التشكيك في مصدريه، مع ضميمة إخفاء عقيدته، - وهي ظاهرة تفتقر لتصريحه- قام العيي العربيد بثوب الناصح الموجه!!!
أيا لكع !
أقول له وشبهه :
أظننتم أن الإسلام العظيم مرتع، إنه حمى محميّ محفوظ ملحوظ .
خسأتم، وسيأتي
خامساً :
يقرر الغبي ما هو دليل عليه في تجهيل غبي مثله
فيقرر – فحوى خطابه- أن كل صاحب فكرة يدافع وينافح عن فكرته لكونه يعتقدها
ولكونه كافر بالإسلام - كفرع عن الجهل به- أدرجه تحت قاعدته المظلمة كعقله وقلبه .
فأقول :
ديننا مهيمن على كل الأديان ومختلف الأفكار، قاض عليها .
كيف لا
وهو تنزيل رب العالمين، خالق الخلق أجمعين، جامعهم يوم الدين، في تفاصيل .
ثم نلتفت إليه قائلين :
إذا كان ذلك كذلك، لما تنكر؟! بل لما تنطق؟!
أهذا منك وفق قولك، ومن منهج فكرك ؟
يحتجون على أنفسهم بأنفسهم !!
إنه الغباء ؟
سادساً :
- إلزامي كذلك وفيه العجب :
إذ قام المتهكم هنا بذكر لفظ "النبي" !!!
بالألف واللام العهديّة، مع إضمار للعلميّة!
في إقرار عجيب
بل
في زحمة تهكمه آمن العربيد، فاستغاث باللطيف سبحانه ( يا لطيف )
" وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ"
(النمل : 14)
نذكر هذا ونذكر معه موقفا قاضيا في جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في إثبات صفة العلو، كمسألة من مسائل، وموقعة من مواقع
قالشيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى –
في كتابه العظيم – وكل كتبه كذلك- "درء تعارض العقل والنقل"(6/343)
"ولهذا تجد المنكر لهذه القضية )أي : ثبوت صفة العلو لله تعالى ) يقرّ بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده منالمعارض لها
فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.
ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم وهو يطلب مني حاجة،وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره
فرفعطرفه ورأسه إلى السماء وقال : يا الله!
فقلت له : أنت محقق!
لمن ترفع طرفكورأسك؟
وهل فوق عندك أحد؟
فقال : أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقادهيخالف فطرته
ثم
بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقرفي فطرهم"
قلت :
وهؤلاء هنا ما أذعن للآيات واحدهم، ولا سلم للبينات أحدهم
ما كان منهم إلا الهروب والتنقل، والصياح والصراخ إذا زجروا؛
غضبة لأنفسهم الخبيثة، ونصرة لآرائهم التعيسة
على كل حال :
وشبيها بما تقدم ولها تعلق كسابقه بدليل الفطرة والعقل الموافقين للشرع :
حادثة أبي المعالي الجويني مع أستاذه؛ والتي أوردها مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي – رحمه الله تعالى- في كتابه "العلو" (2/1347) :
" قال أبو منصور بن الوليد الحافظ فيرسالة لهإلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبوجعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله : ( الرحمن علىالعرش استوى ) فقال : كان الله ولا عرش ... وجعل يتخبط في الكلام .
فقلت:
قد علمنا ماأشرت إليه ، فهل عندك للضرورات من حيله؟فقال:
ما تريد بهذا القول ؟ وما تعنيبهذه الإشارة ؟
فقلت :
ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنهقصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد : الفوق .
فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة ؟
فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت
وبكيت وبكى الخلق
فضرب الأستاذ بكمه على السريروصاح : يا للحيرة!
وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبنيإلا :
يا حبيبي الحيرة الحيرة! والدهشة الدهشة!
فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون :
سمعناهيقول : حيرني الهمذاني"
قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى- تعليقا على القصة :
"إسناد هذه القصةصحيح مسلسل بالحفاظ"
"مختصر العلو" ص (277.(
فصل :
عود على بدء : فبعد أن وقفت على غباء وخواء عقل وقلب الجاهل المجهول .
لم تفجأنا فورة بل ثورة ظعينة، سعت بظلفها إلى حتفها، إذ قالت فرحة بعد أن قامت فزعة، في فرحة أسكرتها : "احسنت وافدت"
وما أحسن وما أفاد، وإنما أساء فقبر .
وقد غبر، فاعتبِر! .
الحاصل :
كشفت الناقصة عن سوأتها
ولا غرو، فالكذب والمكر والخداع والغش حلال مباح في شريعة بعض أهل الأهواء كما اللادينيين
والحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .
فصل :
فردّ الجاهل المجهول ( ... ) فرحا على فرحة منتشيا مستبشرا قائلا :
" فرحة تعجبني طريقة تفكيرك وشجاعتك بالطرح .. تنتقدي ما لا تقبلينهبحسب الاحتجاج الصائب الغير قابل للجدل والتشكيكربما لا أحد يفهمك .. أحييكوأحي جميع المسلمين الذين يتخذون منحى محايد للحوار دون اللجؤ لتلميع اعتقاد معينعلى حساب اعتقاد آخر المحاور بالاعتماد على أرضية وقاعدة صلبة يستطيع أن يثبتصحة دعواه على الأقل بالمقاربة من خلال الواقع.والآن رومان يهمني جدا ان اعرفكيف افهم القرآن عبرك واعذر شتات اسئلتي . تفضل لو سمحت وقل لي ما الرجسالاعتيادي الذي أًمر النبي بالامتناع عنه!! قوله تعالى : ( والرجس فاهجر ) صلىالله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه
قلت :
هذا كما هو ظاهر من باب : ( إياك أعني واسمعي يا جارة )
إنه تهييج همجي على التمرد والردة ؟ وممن ؟ من نطيحة ومتردية!!
وأقول :
نعم دعوتكم مجرد "دعوى" كما أقررت أنت!!!
والدعاوى إن لم يقم أصحابها عليها بيّنات فهم أدعياء
المسلمون - يا هذا - عقيدتهم من حيث الأصل واحدة، بيّنة مسفرة كفلق الصبح بل أبهى وأنصع وأسطع وأسفر، فكونوا لذا على ذكر .
وأنا هنا قائل فاسمعوا واعوا :
قال الله تعالى :
"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
(آل عمران : 19 )
وقال الله تعالى :
"وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
(آل عمران : 85 )
وفي "الصحيح"
قال رسول الله - صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم :
"أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن أمر عليكم عبد حبشي
فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"
"صحيح الجامع" برقم(2549) .
والإسلام
كتاب وسنة وإجماع واجتماع عليهما وفي فلكهما .
قوامه
على الاستسلام والقبول والإنقياد والإذعان
قال الله تعالى :
"وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً"
(الأحزاب : 36 )
وقوله سبحانه وتعالى :
"إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
(النور : 51 )
وقال عزّ وجلّ :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
(الحجرات : 1 )
قال الله تعالى :
"وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"
(الشورى : 10 )
وقال تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"
(النساء : 59 )
دعوته
ألا يعبد إلا الله، ولا يعبد الله إلا بما شرع
وبذا
يبطل باطل كل باطل، ليبقى الحق ظاهرا، وهو كذلك، وسيظل .
وبعد
أقول للجويل المجهول الداعي إلى الغول :
أيا هذا، ألشجاعة في ردّ النصوص؟!
وهل هذه – والحالة هذه- تسمى شجاعة ؟
والعلة :
عدم قبول النفس لها ؟!!!
والاحتجاج الصائب هو ما كان وفق موازين العقل ؟!
سبحان الله
فيقال لهم : عقل من ؟
وعند اختلاف العقول يردّ إلى أي ؟
وما ضابطه ؟
وهل العقل غير قابل للجدل والتشكيك ؟!
بل
العقل من أوجده ؟
ما مهيته ؟
ما إدراكه ؟
أبهيم([3])
ومن العجيب- وليس عندي بعجيب- أنه قبل الاسترسال، أعلنَ الاستسلام - ولا بد - !!!
وذلك قوله "ربما لا أحد يفهمك"
والحق : ألا أحد عاقل يقبلك وقولك
والعلة ظاهرة يسيرة الفهم بل الإدراك :
عجز عقلك تبعا لعجز العقول، فاحتاجت لسلامتها النقول
وأبى الفحول بل العجول إلا النكوس والنكول .
______ الحاشية ______
([1]) ومن هنا جاءت التسمية، يقال : عطعط القوم : إذا صاحوا، وقيل : هو أن يقولوا : عيط .. عيط " "النهاية في غريب الحديث والأثر"ص(624) ط. ابن الجوزي . والمقصود باللقيط هنا : لقيط المناهج .
([2]) قلت : والناس في الباب ما بين مبيح بإطلاق، وحاذر بإطلاق، ووسط .
والعدل : أنَّالرضاع يعتبر فيه الصغر، إلا فيما دعت إليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لايستغنى عن دخوله على المرأة، ويشق احتجابها منه،كحال سالممع امرأة أبي حذيفة – رضي الله تعالى عنهم - فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجة أثَّر رضاعه، وأما من عداهفلا يؤثِر إلا رضاع الصغير .
وأرى : أن مردّ هذا الباب إلى ولاة الأمور يؤثّقونه ويمهرونه حتى لا يكون الأمر سائمة لكل سائمة .
الحاصل :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى : " ... وقد ذهب طائفة من السلف والخلف إلىأنَّ إرضاع الكبير يحرم، واحتجوا بما في صحيح مسلم وغيره عن زينب بنت أم سلمة أنَّأمَّ سلمة قالت لعائشة: إنَّه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل عليَّفقالت عائشة: ما لك في رسول الله أسوة حسنة؟ قالت: إنَّ امرأة أبي حذيفة قالت: ... الحديث...
وهذا الحديث أخذت به عائشة وأبى غيرها من أزواج النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ أن يأخذن به؛ مع أن عائشة روت عنه قال: " الرضاعة من المجاعة "
لكنَّها رأتالفرق بين أن يقصد رضاعة أو تغذية .
فمتى كان المقصود الثاني لم يحرم إلا ما كانقبل الفطام، وهذا هو إرضاع عامة الناس .
وأمَّا الأوَّل فيجوز إن احتيج إلى جعله ذامحرم، وقد يجوز للحاجة ما لا يجوز لغيرها، وهذا قول متوجِّه" ا.هـ "مجموعالفتاوى" (34/60)وقال العلامة الصنعاني - رحمه الله تعالى : معلّقاً علىكلام شيخ الإسلام السابق:
"فإنّه جمعٌ بين الأحاديث حسن،وإعمال لها من غير مخالفة لظاهرها باختصاص، ولا نسخ، ولا إلغاء لما اعتبرته اللغةودلّت له الأحاديث"أهـ "سبل السلام" (3/1533 ط: دار الفكروقال العلامة شمس الدين ابن القيم – رحمه الله تعالى :" حديث سهلة ليس بمنسوخ، ولا مخصوص،ولا عام في حق كل أحد، وإنما هو رخصة للحاجة لمن لا يستغني عن دخوله على المرأة،ويشق احتجابها عنه، كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعتهللحاجة أثَّر رضاعه، وأما من عداه فلا يؤثر إلا رضاع الصغير، وهذا مسلك شيخ الإسلامابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ والأحاديث النافية للرضاع في الكبير إما مطلقة فتقيدبحديث سهلة، أو عامة في الأحوال، فتخصيص هذه الحال من عمومها. وهذا أولى من النسخ،ودعوى التخصيص بشخص بعينه، وأقرب إلى العمل بجميع الأحاديث من الجانبين، وقواعدالشرع تشهد له" اهـ "زادالمعاد في هدي خير العباد"(5/527)جاء في "نيل الأوطار" للإمام الشوكاني– رحمه الله تعالى : "حديث إرضاعامرأة أبي حذيفة لسالم مولى أبي حذيفة قدرواه من الصحابة أمهات المؤمنين وسهلة بنتسهيل وهي من المهاجرات وزينب بنت أم سلمةوهي ربيبة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلمورواه من التابعين القاسم بن محمد وعروةبن الزبير وحميد بن نافع ورواه عن هؤلاءالزهري وابن أبي مليكة وعبد الرحمن بنالقاسم ويحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة ثمرواه عن هؤلاء أيوب السختياني وسفيانالثوري وسفيان بن عيينة وشعبة ومالك وابن جريجوشعيب ويونس وجعفر بن ربيعة ومعمروسليمان بن بلال وغيرهم وهؤلاء هم أئمة الحديثالمرجوع إليهم في أعصارهم ثم رواه عنهمالجم الغفير والعدد الكثير وقد قال بعض أهلالعلم: إن هذه السنة بلغت طرقها نصابالتواتر .
... القول التاسع : إن الرضاع يعتبر فيه الصغر إلا فيما دعتإليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لا يستغني عن دخوله على المرأة ويشق احتجابها منهوإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا هو الراجح عندي (الشوكاني).وبه يحصل الجمع بين الأحاديث وذلك بأنتجعل قصة سالم المذكورة مخصصة لعموم إنما الرضاع من المجاعة ولا رضاع إلا فيالحولين ولا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام ولا رضاع إلا ما أنشر العظموأنبت اللحم، وهذه طريق متوسطة بين طريقة من استدل بهذه الأحاديث على أنه لا حكملرضاع الكبير مطلقاً وبين من جعل رضاع الكبير كرضاع الصغير مطلقاً لما لا يخلو عنهكل واحدة من هاتين الطريقتين من التعسف كما سيأتي بيانه
ويؤيد هذا أن سؤال سهلةامرأة أبي حذيفة كان بعد نزول آية الحجاب وهى مصرحة بعدم جواز إبداء الزينة لغير منفي الآية فلا يخص منها غير من استثناه اللّه تعالى إلا بدليل كقضية سالم وما كانمماثلاً لها في تلك العلة التي هي الحاجة إلى رفع الحجاب من غير أن يقيد ذلك بحاجةمخصوصة من الحاجات المقتضية لرفع الحجاب ولا بشخص من الأشخاص ولا بمقدار من عمرالرضيع معلوم.
وقد ثبت في حديث سهلة أنها قالت للنبي صلىاللّه عليه وآله وسلم: (إن سالماً ذو لحية فقال: أرضعيه) وينبغي أن يكون الرضاع خمسرضعات لما تقدم في الباب الأول" انتهىهذا .. ولا يلزم التقام الثدي - بل فرعوا عن ذا مسألة خلوصه وخلطه، والأخيرة للأولى لمن تدبر .
قال القاضي عياض – رحمه الله تعالى : "ولعلسهلة حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها، ولا التقت بشرتاهما، إذ لا يجوز رؤيةالثدي، ولا مسه ببعض الأعضاء"
وقال حافظ المغرب ابن عبد البر – رحمه الله تعالى : "صفة رضاع الكبير أن يحلب لهاللبن ويسقاه، فأما أن تلقمه المرأة ثديها، فلا ينبغي عند أحد من العلماء" .
وقال خطيب أهل السنة أبو محمد ابن قتيبة – رحمه الله تعالى : " قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها : " أرضعيه " ولم يرد ضعي ثديكفي فيه كما يفعل بالأطفال .
ولكن أراد احلبي له من لبنك شيئا ثم ادفعيه إليه ليشربه ... لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لايحل له وما لا يؤمن معه من الشهوة ؟!!!!..."
([3]) لعل بعض الغافلين ينكر ذا اللفظ وشبهه، وهو هنا مقصود، إذ هؤلاء غرّهم علمهم، وأرداهم فهمهم، فكان الجزاء وفاقا، ردعا واتباعا، وارجع في تفاصيل ذا إلى بحثنا "عبق الرياحين في مواطن الشدة واللين"