خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    إرضاع اللقيط ، وفطام العطيط

    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية إرضاع اللقيط ، وفطام العطيط

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 15.03.10 19:56

    إرضاع اللقيط ، وفطام العطيط 1-1

    إرضاع اللقيط ، وفطام العطيط

    بعد البسملة والحمدلة والحوقلة أقول :

    ابتداءا :
    الحمد لله على نعمة العقل بعد نعمة الإسلام والسُّنَّة

    وبعد


    في زجر المتطاولين وردع المعتدين على شريعة ربّ العالمين، تخصيصا حال إخماد ثورتهم بعد إثارتهم مسائل، منها مسألة إرضاع الكبير([1]) والتي تعدّ مظهر من مظاهر التيسير ودفع الحرج عن المكلفين، في تفاصيل([2])


    قام هذا البيان لرفع التلبيس وإزاحة المتاريس التي نصبها صبية العقول وصرعة الابتداع مع الصابئة والصادّة؛ صدا وتصيدا . وهيهات .

    أستهله تنبيها وترهيبا :
    ببيان أن الأمر دين، وإذا كان ذلك كذلك – وهو كذلك- فهو جلل يوجب الجد والوجل، ويلفظ الصلف والدجل .

    أما بعد

    قام : جاهل مجهول - رمز عن نفسه بـ أنه لا شيء وعبر عن ذا بذا (...) منكرا على قانع قابع قائل بأنه قرآني زعما :" ليست هي فقطدحظ الحجة بحجة ألزم للإقناع رومان كثير منالامور غير مقبولة عقلا ومنطقا ولكنها واردة في القرآن !!
    أعلم انك ستقول أنهنالك معيار حساس ومهم يتطلب الفهم لكي نتفق مع أحكام القرآن .. ما هو ياترى؟صدقني لن تستطيع إقناع أحد بهذا الاسلوب البخاري يكذب والبخاري يشوةالاخلاق النبوية ..هذا غير مجديدعني أقول لك بصراحة هذا الامر لو كان واردا فيالقرآن( ارضاع الكبير)؟هل ستسعى لابطاله .. لا اعتقد بل ستسعى لتسويغه وفلسفته ربماإلى حق من حقوق المرأة كما فلسفة الاخوة الذين قبلك بأنه تسهيل ووو الخبدليللو قلت لك على سبيل المثال كيف استسغت هذا الآية، "يا ايها النبي انا احللنا لكازواجك اللاتي اتيت اجورهن وما ملكت يمينك مما افاء الله عليك وبنات عمك وبناتعماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامراة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبيان اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فيازواجهم وما ملكت ايمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما
    النبيمحلل له كل هؤلاء ..يا لطيف وكمان يهبن انفسهن له وهو لا يتردد عن قبولهن !!"

    قلت :
    بذا التعالي الوضيع، والتطاول الحقير، كان الردّ
    وفيه – كما هو ظاهر- التهكم على الشريعة الغراء، من أدعياء وأغبياء
    وفي دفعه وزجرهم، أقول :

    أولاً :
    التعجب من ردّه – والضمير عائد على الجاهل المجهول - إلى شرعة الإقناع العقلي، الكافرة بالعقل قبل غيره!!

    فعزا ناقصٌ ناقصاً والحالة هذه إلى ناقص ذي عجز وضعف!!!

    ولا ضير أليست وصية جاهل لجاهل .

    ثانياً :
    إنكار طعنه في القرآن المجيد وكفر بعضه
    والعلة : مخالفته عقله!!!
    في انتكاسة نجسة!! .

    ثالثاً :
    انحدر فطعن في حافظة السُّنَّة – الإمام البخاري رحمه الله تعالى - والطعن فيمن دونه من باب أولى، ومن ثم كفر السُّنة، وهذا ظاهر مع كونه مصرّح به .

    رابعاً :
    ومع كونه جانيا ومتواريا ومصرحا بالطعن في الإسلام من خلال التشكيك في مصدريه، مع ضميمة إخفاء عقيدته، - وهي ظاهرة تفتقر لتصريحه- قام العيي العربيد بثوب الناصح الموجه!!!

    أيا لكع !

    أقول له وشبهه :



    أظننتم أن الإسلام العظيم مرتع، إنه حمى محميّ محفوظ ملحوظ .

    خسأتم، وسيأتي


    خامساً :
    يقرر الغبي ما هو دليل عليه في تجهيل غبي مثله

    فيقرر – فحوى خطابه- أن كل صاحب فكرة يدافع وينافح عن فكرته لكونه يعتقدها

    ولكونه كافر بالإسلام - كفرع عن الجهل به- أدرجه تحت قاعدته المظلمة كعقله وقلبه .

    فأقول :

    ديننا مهيمن على كل الأديان ومختلف الأفكار، قاض عليها .

    كيف لا
    وهو تنزيل رب العالمين، خالق الخلق أجمعين، جامعهم يوم الدين، في تفاصيل .

    ثم نلتفت إليه قائلين :

    إذا كان ذلك كذلك، لما تنكر؟! بل لما تنطق؟!

    أهذا منك وفق قولك، ومن منهج فكرك ؟

    يحتجون على أنفسهم بأنفسهم !!

    إنه الغباء ؟

    سادساً :

    - إلزامي كذلك وفيه العجب :

    إذ قام المتهكم هنا بذكر لفظ "النبي" !!!
    بالألف واللام العهديّة، مع إضمار للعلميّة!
    في إقرار عجيب

    بل
    في زحمة تهكمه آمن العربيد، فاستغاث باللطيف سبحانه ( يا لطيف )

    " وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ"
    (النمل : 14)


    نذكر هذا ونذكر معه موقفا قاضيا في جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في إثبات صفة العلو، كمسألة من مسائل، وموقعة من مواقع

    قالشيخ الإسلام ابن تيمية
    رحمه الله تعالى –
    في كتابه العظيم – وكل كتبه كذلك- "درء تعارض العقل والنقل"(6/343)
    "ولهذا تجد المنكر لهذه القضية )أي : ثبوت صفة العلو لله تعالى ) يقرّ بها عند الضرورة، ولا يلتفت إلى ما اعتقده منالمعارض لها

    فالنفاة لعلو الله إذا حزب أحدهم شدة وجه قلبه إلى العلو يدعو الله.

    ولقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا من هو من مشايخهم وهو يطلب مني حاجة،وأنا أخاطبه في هذا المذهب كأني غير منكر له، وأخرت قضاء حاجته حتى ضاق صدره

    فرفعطرفه ورأسه إلى السماء وقال : يا الله!

    فقلت له : أنت محقق!

    لمن ترفع طرفكورأسك؟

    وهل فوق عندك أحد؟

    فقال : أستغفر الله، ورجع عن ذلك لما تبين له أن اعتقادهيخالف فطرته

    ثم
    بينت له فساد هذا القول فتاب من ذلك ورجع إلى قول المسلمين المستقرفي فطرهم"

    قلت :
    وهؤلاء هنا ما أذعن للآيات واحدهم، ولا سلم للبينات أحدهم

    ما كان منهم إلا الهروب والتنقل، والصياح والصراخ إذا زجروا؛
    غضبة لأنفسهم الخبيثة، ونصرة لآرائهم التعيسة

    على كل حال :

    وشبيها بما تقدم ولها تعلق كسابقه بدليل الفطرة والعقل الموافقين للشرع :

    حادثة أبي المعالي الجويني مع أستاذه؛ والتي أوردها مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي – رحمه الله تعالى- في كتابه "العلو" (2/1347) :

    " قال أبو منصور بن الوليد الحافظ فيرسالة لهإلى الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبوجعفر بن أبي علي الحافظ قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله : ( الرحمن علىالعرش استوى ) فقال : كان الله ولا عرش ... وجعل يتخبط في الكلام .

    فقلت:
    قد علمنا ماأشرت إليه ، فهل عندك للضرورات من حيله؟فقال:
    ما تريد بهذا القول ؟ وما تعنيبهذه الإشارة ؟

    فقلت :
    ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من باطنهقصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد : الفوق .

    فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة ؟

    فنبئنا نتخلص من الفوق والتحت

    وبكيت وبكى الخلق

    فضرب الأستاذ بكمه على السريروصاح : يا للحيرة!

    وخرق ما كان عليه وانخلع، وصارت قيامة في المسجد، ونزل ولم يجبنيإلا :

    يا حبيبي الحيرة الحيرة! والدهشة الدهشة!

    فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون :

    سمعناهيقول : حيرني الهمذاني"

    قال العلامة الألباني – رحمه الله تعالى- تعليقا على القصة :

    "إسناد هذه القصةصحيح مسلسل بالحفاظ"
    "مختصر العلو" ص (277.(


    فصل :

    عود على بدء : فبعد أن وقفت على غباء وخواء عقل وقلب الجاهل المجهول .

    لم تفجأنا فورة بل ثورة ظعينة، سعت بظلفها إلى حتفها، إذ قالت فرحة بعد أن قامت فزعة، في فرحة أسكرتها : "احسنت وافدت"

    وما أحسن وما أفاد، وإنما أساء فقبر .

    وقد غبر، فاعتبِر! .

    الحاصل :

    كشفت الناقصة عن سوأتها

    ولا غرو، فالكذب والمكر والخداع والغش حلال مباح في شريعة بعض أهل الأهواء كما اللادينيين

    والحمد الله الذي عافانا مما ابتلاهم به، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا .

    فصل :

    فردّ الجاهل المجهول ( ... ) فرحا على فرحة منتشيا مستبشرا قائلا :
    " فرحة تعجبني طريقة تفكيرك وشجاعتك بالطرح .. تنتقدي ما لا تقبلينهبحسب الاحتجاج الصائب الغير قابل للجدل والتشكيكربما لا أحد يفهمك .. أحييكوأحي جميع المسلمين الذين يتخذون منحى محايد للحوار دون اللجؤ لتلميع اعتقاد معينعلى حساب اعتقاد آخر المحاور بالاعتماد على أرضية وقاعدة صلبة يستطيع أن يثبتصحة دعواه على الأقل بالمقاربة من خلال الواقع.والآن رومان يهمني جدا ان اعرفكيف افهم القرآن عبرك واعذر شتات اسئلتي . تفضل لو سمحت وقل لي ما الرجسالاعتيادي الذي أًمر النبي بالامتناع عنه!! قوله تعالى : ( والرجس فاهجر ) صلىالله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه ومن والاه

    قلت :

    هذا كما هو ظاهر من باب : ( إياك أعني واسمعي يا جارة )

    إنه تهييج همجي على التمرد والردة ؟ وممن ؟ من نطيحة ومتردية!!

    وأقول :

    نعم دعوتكم مجرد "دعوى" كما أقررت أنت!!!

    والدعاوى إن لم يقم أصحابها عليها بيّنات فهم أدعياء

    المسلمون - يا هذا - عقيدتهم من حيث الأصل واحدة، بيّنة مسفرة كفلق الصبح بل أبهى وأنصع وأسطع وأسفر، فكونوا لذا على ذكر .

    وأنا هنا قائل فاسمعوا واعوا :

    قال الله تعالى :
    "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ"
    (آل عمران : 19 )

    وقال الله تعالى :
    "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"
    (آل عمران : 85 )

    وفي "الصحيح"
    قال رسول الله - صلى الله عليه وإخوانه وآله وسلم :
    "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن أمر عليكم عبد حبشي
    فإنه من يعش منكم بعدي فسيري اختلافا كثيرا
    فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين
    تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
    وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة"
    "صحيح الجامع" برقم(2549) . ‌

    والإسلام
    كتاب وسنة وإجماع واجتماع عليهما وفي فلكهما .

    قوامه
    على الاستسلام والقبول والإنقياد والإذعان

    قال الله تعالى :
    "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً"
    (الأحزاب : 36 )

    وقوله سبحانه وتعالى :
    "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
    (النور : 51 )

    وقال عزّ وجلّ :
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"
    (الحجرات : 1 )

    قال الله تعالى :
    "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ"
    (الشورى : 10 )

    وقال تعالى :
    "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً"
    (النساء : 59 )

    دعوته
    ألا يعبد إلا الله، ولا يعبد الله إلا بما شرع

    وبذا
    يبطل باطل كل باطل، ليبقى الحق ظاهرا، وهو كذلك، وسيظل .


    وبعد

    أقول للجويل المجهول الداعي إلى الغول :

    أيا هذا، ألشجاعة في ردّ النصوص؟!

    وهل هذه – والحالة هذه- تسمى شجاعة ؟

    والعلة :
    عدم قبول النفس لها ؟!!!

    والاحتجاج الصائب هو ما كان وفق موازين العقل ؟!

    سبحان الله

    فيقال لهم : عقل من ؟

    وعند اختلاف العقول يردّ إلى أي ؟

    وما ضابطه ؟

    وهل العقل غير قابل للجدل والتشكيك ؟!

    بل

    العقل من أوجده ؟

    ما مهيته ؟

    ما إدراكه ؟

    أبهيم([3])

    ومن العجيب- وليس عندي بعجيب- أنه قبل الاسترسال، أعلنَ الاستسلام - ولا بد - !!!

    وذلك قوله "ربما لا أحد يفهمك"

    والحق : ألا أحد عاقل يقبلك وقولك

    والعلة ظاهرة يسيرة الفهم بل الإدراك :

    عجز عقلك تبعا لعجز العقول، فاحتاجت لسلامتها النقول

    وأبى الفحول بل العجول إلا النكوس والنكول .






    ______ الحاشية ______

    ([1]) ومن هنا جاءت التسمية، يقال : عطعط القوم : إذا صاحوا، وقيل : هو أن يقولوا : عيط .. عيط " "النهاية في غريب الحديث والأثر"ص(624) ط. ابن الجوزي . والمقصود باللقيط هنا : لقيط المناهج .

    ([2]) قلت : والناس في الباب ما بين مبيح بإطلاق، وحاذر بإطلاق، ووسط .

    والعدل : أنَّالرضاع يعتبر فيه الصغر، إلا فيما دعت إليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لايستغنى عن دخوله على المرأة، ويشق احتجابها منه،كحال سالممع امرأة أبي حذيفة – رضي الله تعالى عنهم - فمثل هذا الكبير إذا أرضعته للحاجة أثَّر رضاعه، وأما من عداهفلا يؤثِر إلا رضاع الصغير .
    وأرى : أن مردّ هذا الباب إلى ولاة الأمور يؤثّقونه ويمهرونه حتى لا يكون الأمر سائمة لكل سائمة .

    الحاصل :

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى : " ... وقد ذهب طائفة من السلف والخلف إلىأنَّ إرضاع الكبير يحرم، واحتجوا بما في صحيح مسلم وغيره عن زينب بنت أم سلمة أنَّأمَّ سلمة قالت لعائشة: إنَّه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل عليَّفقالت عائشة: ما لك في رسول الله أسوة حسنة؟ قالت: إنَّ امرأة أبي حذيفة قالت: ... الحديث...

    وهذا الحديث أخذت به عائشة وأبى غيرها من أزواج النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ أن يأخذن به؛ مع أن عائشة روت عنه قال: " الرضاعة من المجاعة "

    لكنَّها رأتالفرق بين أن يقصد رضاعة أو تغذية .

    فمتى كان المقصود الثاني لم يحرم إلا ما كانقبل الفطام، وهذا هو إرضاع عامة الناس .

    وأمَّا الأوَّل فيجوز إن احتيج إلى جعله ذامحرم، وقد يجوز للحاجة ما لا يجوز لغيرها، وهذا قول متوجِّه" ا.هـ "مجموعالفتاوى" (34/60)وقال العلامة الصنعاني - رحمه الله تعالى : معلّقاً علىكلام شيخ الإسلام السابق:
    "
    فإنّه جمعٌ بين الأحاديث حسن،وإعمال لها من غير مخالفة لظاهرها باختصاص، ولا نسخ، ولا إلغاء لما اعتبرته اللغةودلّت له الأحاديث"أهـ "سبل السلام" (3/1533 ط: دار الفكروقال العلامة شمس الدين ابن القيم – رحمه الله تعالى :" حديث سهلة ليس بمنسوخ، ولا مخصوص،ولا عام في حق كل أحد، وإنما هو رخصة للحاجة لمن لا يستغني عن دخوله على المرأة،ويشق احتجابها عنه، كحال سالم مع امرأة أبي حذيفة، فمثل هذا الكبير إذا أرضعتهللحاجة أثَّر رضاعه، وأما من عداه فلا يؤثر إلا رضاع الصغير، وهذا مسلك شيخ الإسلامابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ والأحاديث النافية للرضاع في الكبير إما مطلقة فتقيدبحديث سهلة، أو عامة في الأحوال، فتخصيص هذه الحال من عمومها. وهذا أولى من النسخ،ودعوى التخصيص بشخص بعينه، وأقرب إلى العمل بجميع الأحاديث من الجانبين، وقواعدالشرع تشهد له" اهـ "زادالمعاد في هدي خير العباد"(5/527)جاء في "نيل الأوطار" للإمام الشوكاني– رحمه الله تعالى : "حديث إرضاعامرأة أبي حذيفة لسالم مولى أبي حذيفة قدرواه من الصحابة أمهات المؤمنين وسهلة بنتسهيل وهي من المهاجرات وزينب بنت أم سلمةوهي ربيبة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلمورواه من التابعين القاسم بن محمد وعروةبن الزبير وحميد بن نافع ورواه عن هؤلاءالزهري وابن أبي مليكة وعبد الرحمن بنالقاسم ويحيى بن سعيد الأنصاري وربيعة ثمرواه عن هؤلاء أيوب السختياني وسفيانالثوري وسفيان بن عيينة وشعبة ومالك وابن جريجوشعيب ويونس وجعفر بن ربيعة ومعمروسليمان بن بلال وغيرهم وهؤلاء هم أئمة الحديثالمرجوع إليهم في أعصارهم ثم رواه عنهمالجم الغفير والعدد الكثير وقد قال بعض أهلالعلم: إن هذه السنة بلغت طرقها نصابالتواتر .
    ... القول التاسع : إن الرضاع يعتبر فيه الصغر إلا فيما دعتإليه الحاجة كرضاع الكبير الذي لا يستغني عن دخوله على المرأة ويشق احتجابها منهوإليه ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وهذا هو الراجح عندي (الشوكاني).وبه يحصل الجمع بين الأحاديث وذلك بأنتجعل قصة سالم المذكورة مخصصة لعموم إنما الرضاع من المجاعة ولا رضاع إلا فيالحولين ولا رضاع إلا ما فتق الأمعاء وكان قبل الفطام ولا رضاع إلا ما أنشر العظموأنبت اللحم، وهذه طريق متوسطة بين طريقة من استدل بهذه الأحاديث على أنه لا حكملرضاع الكبير مطلقاً وبين من جعل رضاع الكبير كرضاع الصغير مطلقاً لما لا يخلو عنهكل واحدة من هاتين الطريقتين من التعسف كما سيأتي بيانه

    ويؤيد هذا أن سؤال سهلةامرأة أبي حذيفة كان بعد نزول آية الحجاب وهى مصرحة بعدم جواز إبداء الزينة لغير منفي الآية فلا يخص منها غير من استثناه اللّه تعالى إلا بدليل كقضية سالم وما كانمماثلاً لها في تلك العلة التي هي الحاجة إلى رفع الحجاب من غير أن يقيد ذلك بحاجةمخصوصة من الحاجات المقتضية لرفع الحجاب ولا بشخص من الأشخاص ولا بمقدار من عمرالرضيع معلوم.
    وقد ثبت في حديث سهلة أنها قالت للنبي صلىاللّه عليه وآله وسلم: (إن سالماً ذو لحية فقال: أرضعيه) وينبغي أن يكون الرضاع خمسرضعات لما تقدم في الباب الأول" انتهىهذا .. ولا يلزم التقام الثدي - بل فرعوا عن ذا مسألة خلوصه وخلطه، والأخيرة للأولى لمن تدبر .

    قال القاضي عياض – رحمه الله تعالى : "ولعلسهلة حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها، ولا التقت بشرتاهما، إذ لا يجوز رؤيةالثدي، ولا مسه ببعض الأعضاء"

    وقال حافظ المغرب ابن عبد البر – رحمه الله تعالى : "صفة رضاع الكبير أن يحلب لهاللبن ويسقاه، فأما أن تلقمه المرأة ثديها، فلا ينبغي عند أحد من العلماء" .

    وقال خطيب أهل السنة أبو محمد ابن قتيبة – رحمه الله تعالى : " قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لها : " أرضعيه " ولم يرد ضعي ثديكفي فيه كما يفعل بالأطفال .

    ولكن أراد احلبي له من لبنك شيئا ثم ادفعيه إليه ليشربه ... لأنه لا يحل لسالم أن ينظر إلى ثدييها إلى أن يقع الرضاع، فكيف يبيح له ما لايحل له وما لا يؤمن معه من الشهوة ؟!!!!..."

    ([3]) لعل بعض الغافلين ينكر ذا اللفظ وشبهه، وهو هنا مقصود، إذ هؤلاء غرّهم علمهم، وأرداهم فهمهم، فكان الجزاء وفاقا، ردعا واتباعا، وارجع في تفاصيل ذا إلى بحثنا "عبق الرياحين في مواطن الشدة واللين"
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية تتمة

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 15.03.10 19:59

    فصل :

    فرحت فرحة لجهلها بالجاهل المجهول، وبادرت من خفة في خفة بفرحة فَرِحَة طافحة : " يسعدنى ويشرفنى ان افكارى تلقى وتحوزاعجابك، عموما انا ادافع عنمبدأ ومنهج أهم شيء أن يكونالانسان مقتنع بما يفعلة له مبدأ واضح وصريح .
    طبعا، الاخ رومان له نظريات غريبة، احل للمسلمة الزواج من مسيحية"

    نذكر هذا منها، ونذكر قول الأول

    لو أن خفة عقله في رجله *** لسبق الغزال ولم يفته الأرنب

    ونحن نؤكد لك ولهم أنه
    لا مبدأ عندكم ولا منهج ومن ثم لا إقناع، وإلا فها هي ساحتكم

    اذكروا للعالمين مفردات مناهجكم وغاياته ومآلاته

    مع بيان لأسباب قوته، وأمارات صدقه، وبراهين إصابته، وآيات عصمته، وكريم جزائه، وتفاصيل إجزائه ؟

    تكلموا، إنه سؤال متكرر

    لما خرستم ؟!

    إيهٍ ! يا بيت الكذب، ووكر المكر .

    ويقال للمنتسبين للقبلة منهم

    في زحمة ذاك الغثاء أين الدفاع عن الإسلام ؟!

    أين الدفاع عن
    مرسله – سبحانه وبحمده .
    ورسوله – وصلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم-
    والمرسل فيهم – رضي الله تعالى عنهم ورحم تابعهم بإحسان؟!


    فصل

    تعاظم الجاهل المجهول قائلا :
    " لا نختلف مع أي مبدأ إنساني له مبرر وجداني بغض النظر عن الانتماءات والتكتل الأعمى لفئة دون أخرى، مستأنس بك وبالاخ رومان، ولازلت انتظره"

    قلت :

    لا غرو أن تسأنس بالنسوان وصبيان العقول والأفهام، للمشاكلة!!

    وهل المذهب الوجداني([1]) مذهب عقلي تقدمي؟!

    والمقصود هنا :
    الإيماءة للمنهج الباطني – التصوف والتشيع- المؤمن بكل دين! وكل ملة! وكل مشرب!
    الكل عنده حق! الكل صواب! الكل حلال!
    لأن الكل إله!!!


    وهذا
    علة تعاضدهم هنا مع الفجرة وتكاتفهم مع الكفرة، وسبب علتهم وإعلالهم .

    وهنا يطفح سؤال : أدعاة الإلحاد، هل الكل إله ؟ أم لا إله ؟!

    وقد علم أن الجمع بين المتناقضين، والتفريق بين المجتمعين، قادح في الضرورة العقلية .

    مساكين

    وللجاهل المجهول أقول :
    يا غبيّ : الناقصة أنكرت إقرارها، وتنكرت لفكرك
    إذ ذكرت - المشرفة المطروحة فرحة وهي فرحة - أن للمشرف "رومان" نظريات غريبة!

    ولينتبه ! غريبة، التوصيف الشرعي : غريبة .

    وذكرتها : رفضها لزواج المسلمة الكافر

    فلم سكت ؟

    ألم أقل : عصبة إغواء وغي وغدر .

    أين المبادئ ؟ أين المناهج ؟ أين القناعات ؟

    وهل هناك مباديء ومناهج وقناعات لا تختلف مع غيرها ؟

    وهل يصلح مع اختلافها وتضادها السكوت رعاية للحريات ؟

    من قال بهذا ؟

    ومن صنع هذا ؟

    جهل حتى بالضروريات العقلية، والمآلات الفكرية .

    لقد علم العقلاء :
    أن العقول وإن علت فخداج، متفاوتة
    فجاءت التشريعات بحسبها، ولها مع اختلافها مقدرة، وجامعة .

    ونصّ الراسخون فيما نصوا أنه
    "إذا سلب الله تعالى ما أعطى، أسقط ما أوجب" اعتبارا .

    كما اعتُبر في الشرعيات القدرة والاستطاعة، وذكروا أن الاستطاعة نوعان واعتبرا جميعا .

    وأمر المكلفين بالتعاون على البرّ؛ مراعاة

    وبالرجوع إلى أولي الأمر لذا .

    الحاصل :

    أما عن"منزلة العقل في الشرع :

    وتتبين قيمة العقل وأهميته في الشرع بالوجوه التالية:

    الوجه الأول :
    أن الله لا يخاطب إلا العقلاء؛ لأنهم الذين يفهمون عن الله شرعه ودينه، قال تعالى : " وذكرى لأولى الألباب "

    الوجه الثاني :
    أنه متعلق التكليف، وغير المكلف لا تتعلق بأفعاله أحكام الشرع، كما قال-صلى الله عليه وسلم : "رفع القلم عن ثلاث ومنها :المجنون حتى يفيق"

    الوجه الثالث :
    ذمه تعالى من لم يستعمل عقله، كما ذكر الله ذلك عن أهل النار حيث قال : "وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير"

    وقال فى معرض ذم من لم يتبع شرعه ولم يهتد بهدي نبيه- صلى الله عليه وسلم : " أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"

    الوجه الرابع :
    ذكر كثير من العمليات العقلية : كالتدبر والتفكر والتعقل ونحوها
    كقوله سبحانه : " أفلا يتدبرون القران"،" لعلكم تتفكرون" ، "أفلا تعقلون"

    الوجه الخامس :
    اشتمال القرآن على كثير من الآيات الجارية على موازين العقل وأقيسته وبرهانه

    كما فى قوله سبحانه : "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
    و
    قوله : "لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا"
    و
    قوله : " أم خلقوا من غير شي أم هم الخالقون".

    الوجه السادس :
    ذم التقليد الذى هو حجاب العقل، الذى يعطله ويذهب نفعه

    كما قال سبحانه :
    "وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون".

    الوجه السابع :
    مدح الذين يستعملون عقولهم في إدراك الحق واتباعه

    قال تعالى :
    "فبشر عباد الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله واولئك هم أولوا الألباب"

    الوجه الثامن :
    تحديد ميادين التفكير وأعمال العقل

    كما قال تعالى :
    " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج والأرض مددناها وألفينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، تبصرة وذكرى لكل عبد منيب"

    الوجه التاسع :
    بيان ما لا يمكن للعقل إدراكه .

    كما فى قوله سبحانه :
    " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

    وقال ابن عباس - رضي الله عنه : القدر سر الله.

    وقال سبحانه : " ولا يحيطون به علما " .

    الوجه العاشر :
    ضرب الأمثال المحسوسة لبيان الأمور المعقولة .

    كما فى قوله سبحانه : "وضرب لنا مثلا ونسي خلقه"

    وقوله سبحانه :
    "مثلهم كمثل الذي أستوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون"

    الوجه الحادي عشر :
    الإرشاد إلى طرق القياس الصحيح

    كما في قوله سبحانه : "فاعتبروا يا أولى الأبصار"

    والاعتبار معناه :
    الانتقال من حال مماثلة لها؛ ليحكم عليها بنظير ما حكم به على الحالة الأولى .

    ومن ذلك :
    ما ذكره الله من أعمال بعض المكذّبين للرسل التي استحقوا بسببها العقاب ليعتبر بحالهم كل من أراد أن يفعل فعلهم، وانه إذا فعل ذلك استحق نفس عقوبتهم

    كما قال تعالى :
    "وما هي من الظالمين ببعيد" يريد : العقوبات .

    الوجه الثاني عشر :
    الاستدلال بالأثر على المؤثر، وهو عملية عقلية تحتاج إلى إدراك العلاقة بين كل أثر ومؤثر

    كما في قوله سبحانه : "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهم حسير"…


    ومذهب السلف وقول محققي الإسلام :
    كابن تيمية وابن القيم وغيرهما، يمكن إجماله فيما يلي:

    - أن
    للعقل فهماً وإدراكاً، وهذا الفهم والإدراك إجمالي لا تفصيلي.

    - إن
    الشرع مقدم على العقل؛ لعصمة الشرع، وعدم عصمة العقل.

    - إن
    ما كان صحيحاً من أحكام العقل لا يعارض الشرع.

    - و
    الصحيح من العقل هو موافق للشرع
    -
    إن
    الفاسد من العقل هو ما عارض الشرع.

    - إن
    الأحكام التفصيلية من خصائص الشرع.

    - إن
    العقل لا حكم له قبل ورود الشرع
    وإن كان له إدراك لقبح القبيح وحسن الحسن من حيث الجملة.

    - إن
    الثواب والعقاب مترتب على ورود الشرع
    كما قال سبحانه : "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"

    - إن
    ما عارض الشرع من موازين العقل، فهو فاسد.

    - إن
    الشرع قد يأتي بما يحار فيه العقل، وإن كان لا يعارضه ولا يدفعه.

    - إن
    الوعد والوعيد مترتب على ورود الشرع.

    - إن
    الله تعالى لا يجب عليه شيء بعقولنا؛ لأنه سبحانه كما أخبر عن نفسه :"فعال لما يريد"

    - وإن
    ما ورد من إيجاب أو تحريم كما في حديث : "إني حرمت الظلم على نفسي" وحديث : "حق العباد على الله أن لا يعذب من لم يشرك به شيئاً" وما أشبهها
    هي واجبة بإيجاب الله نفسه، ومحرمة بتحريمه على نفسه تكرماً منه وتفضيلا

    والله تعالى كما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم : " لا مكره له" "صحيح الجامع" للعلامة الألباني برقم(7763)

    - إن
    - العقل يعتبر مصدراً تبعياً، ونصوص الكتاب والسنة فيها الغنى عنه، وهي لا تمنع قبوله إن صح"
    - بتصرف يسير من كتاب"المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية"لشيخنا الدكتور أبي عبد السلام إبراهيم بن محمد البريكان – رحمه الله تعالى- ص(41-46) ط.دار السنة. الطبعة الثانية 1414هـ

    فصل

    سكنت فرحة لثعلبية الجاهل المجهول : وآمنت به وأسلمت له، قائلة :
    " الاختلاف لا يفسد للود قضية المهم الابتعاد عنالعصبية و السب في المناقشة والتهكم والسخرية
    أحيانا يدفعون الانسان لأشياء يندم عليها فيمابعد، احسنت فيردك، لكتحياتى"

    قلت :
    وهكذا يتلاعبون بالعقول
    إذا كوشفوا تهربوا، وإذا فضحوا هربوا
    وإذا زجروا خنسوا ثم توسلوا بلزوم الأدب معهم
    بل والطعن لا في المخاطب فحسب، بل وفي دينه!! ([2]) .


    فصل

    اعتلى المجهول عرش جهله، وتمتم في إيماءا شاهدة على شينه ملوحا مانحا :
    " نموذج إسلامي يبعث على الارتياح والطمأنينة، إلى الامام ليكن المولى رفيقكوالصراط المستقيم طريقك"

    قلت : ما شاء الله!
    ألنطيحة والمتردية أنموذجا إسلاميا يبعث الارتياح والطمأنينة ؟!!!

    ولكن عزاؤنا أنها في نفوسكم

    لقد قال الله تعالى في الوحي وهو النور والهدى :
    "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى" الآيةٍ
    ( فصلت : 44 )

    وعلى كل حال
    قد وقفتم، فانعموا بجهلكم، واسكنوا مع فسادكم

    أمثلة سوء على السوء، شرذمة شر إلى شر.

    غير أن العجب من قول الجاهل المجهول

    إذ دعا مجهول إلى سبيل مجهول محرضا إلى تيممه، ووصفه بأنه مستقيما

    والسؤال إلى أين ؟

    والجواب بلا ريب ولا أدنى مين :

    إلى سقر

    فإلى اليمين عباد الله
    فليس مسلوكا، بل ولا قويما ولا مستقيما

    إنه سراب بل خراب، دعا إليه شيطان، فلا تجيبوه ، احذروا .

    فعن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه- قال : خطّ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله وقال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ ( إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )" "المشكاة" برقم(166)

    وفي حديث حذيفة – رضي الله تعالى عنه- المشهور، قال الصداق الأمين المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وذكر دعاة الفتن، وأنهم : " ... دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها .

    قلت
    يا رسول الله صفهم لنا .

    قال :
    هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .

    قلت
    [ يا رسول الله ] فما تأمرني إن أدركني ذلك

    قال
    تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم
    [ تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ] .

    قلت
    فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام

    قال
    فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك .

    وفي طريق )
    فإن تمت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم .

    وفي أخرى )
    فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة فالزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
    فإن لم تر خليفة فاهرب [ في الأرض ] حتى يدركك الموت وأنت عاض على جذل شجرة ..." وانظره بتمامه ورواياته "السلسلة الصحيحة" (6/540) برقم(2739)


    فصل

    غير أن فرحته لم تتم، إذ قامت فرحته بخفتها لتكفر بالمجهول وفكره، وتستعلن : " الله ربي، والاسلام ديني، ومحمد رسولي، والدين يسر لا عسر، قال رسولنا الكريم تجنبوا مواطن الشبهات، والله المعين سعدت بمناقشتي معك"

    فبغض النظر عن ذا التخليط والخبط ، غير أنه في مجمله – كعامية- كفر بفكر المنتدى، وكفّ في وجوه محبيه

    ويبقى السؤال :
    كيف يوسد إليها أمر الإشراف، وكيفيته، وسبب بقائها وبقائه ؟!

    والجواب :
    يكفر المكر والكذب .

    فصل

    فلما رأى الكفر، هذا الكفر، أقبل قانعا متقنعا قائلا - قالت "محبة مصر: نصرانية مستعلية بشركها :
    "ادى اخرت السلفيه استعباد واهانه"

    وما ندري ما علاقة عبدة الصليب بمسائل الإسلام فضلا عن السلفية ؟!

    أما يكفيهم العبث أمام وثنهم!
    وإليها بل إليكموا صورة من صور ذات تعلق لمتعلق !

    إن مما يتلى عليهم في معابدهم أمام أوثانهم من كهنتهم، وهم مختلطون – عقولا وأبدانا- حواسر كواشف :

    " ما أجمل رجليك بالنّعلين يا بنت الكريم .
    دوائر فخذيك مثل الحلي، صنعةيديّ صنّاع .
    سرّتك كأس مدّورة لا يعوزها شراب ممزوج .
    بطنك صبرة حنطة مسيجة بالسّوسن
    ثدياك كخشفتي توأمي ظبية .
    قامتك هذه شبيهة بالنّخلة وثدياك بالعناقيد.
    قلت إنّيأصعد إلى النّخلة وأمسك بعذوقها وتكون ثدياك كعناقيد الكرم.
    ليتك كأخ لي الرّاضعثدي أمّي .
    وهي تعلمني فأسقيك من الخمر الممزوجة من سلاف رماني .
    شماله تحت رأسيويمينه تعانقني" إهـ .

    أقول :
    لقد علم أن دين النصارى دين مبني على معاندة العقول والشرائع وتنقصإله العالمين!


    أفليس هو الدين الذي أسسه أصحاب المجامع المتلاعنين على أنالواحد ثلاثة والثلاثة واحد ؟

    أعبّاد الصليب

    "
    أعبادالمسيح لنا سؤال نريد جوابه ممن وعاه:
    إذا مات الإله بصنع قومأماتوه فما هذا الإله؟!
    وهل أرضاه ما نالوه منه فبشراهم إذا نالوا رضاه؟!
    وإن سخط الذي فعلوه فيه فقوتهم إذا أوهت قواه؟!
    وهل بقي الوجود بلا إله سميعيستجيب لمن دعاه؟!
    و هل خلت الطباق السبع لما ثوى تحت التراب و قد علاه؟!
    وهل خلت العوالم من إله يدبرها و قد سُمّرَتْ يداه؟!
    و كيف تخلت الأملاك عنهبنصرهم و قد سمعوا بكاه؟!
    و كيف أطاقت الخشبات حمل الإله الحق شداً على قفاه؟!
    و كيف دنا الحديد إليه حتى يخالطه و يلحقه أذاه؟!

    و كيف تمكنت أيدي عداه وطالت حيث قد صفعوا قفاه؟!
    و هل عاد المسيح إلى حياة أم المحيي له ربك سواه؟!
    و يا عجبا لقبر ضم رباً و أعجب منه بطن قد حواه!
    أقام هناك تسعاً من شهورلدى الظلمات من حيض غذاه

    و شق الفرج مولوداً صغيراً ضعيفاً فاتحاً للثدي فاه،

    ويأكل ثم يشرب ثم يأتي بلازم ذاك هل هذا إله؟!

    تعالى الله عن إفك النصارىسيسأل كلهم عما افتراه.

    أعبادالصليب لأي معنى يعظم أو يقبح من رماه؟
    و هل تقضى العقولبغير كسر و إحراق له و لمن بغاه؟
    إذا ركب الإله عليه كرهاً و قد شدت لتسميريداه

    فذاك المركب الملعون حقا فدسه لا تبسه إذ تراه
    يهان، عليه رب الخلق طَرا وتعبده! فإنك من عداه

    فإن عظمته من أجل أن قد حوى رب العباد و قد علاه

    و قد فقدالصليب فإن رأينا له شكلا تذكرنا سناه!

    فهلا للقبور سجدت طرا لضم القبر ربك فيحشاه!

    فيا عبد المسيح أفق فهذا بدايته وهذا منتهاه".انظر كتاب
    "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"


    .. وبعد ..

    السلفيّة :

    منهج
    قويم لا يقبل القدح، إذ قام على عمد الإسلام، لذا الانتساب له شرف وفخر.

    منهج
    قام على اتباع الدليل، والاستمساك به، والانتصار له به

    منهج
    أتباعه هم أعلم الناس بالحق، وأرحم الناس بالخلق

    عزيز عليهم جدا مخالفة الهدي ومعارضة السنن
    فكيف كيف يقبلون الطعن فيها

    أجل
    لا يقبلون قط الطعن في رسول الإسلام العظيم، وكتابه القويم، فكيف بإله العالمين

    وهذا ومع غاية الأسف والآسى ما تجاسر عليه أرجاس هنا، ويتحدثون عن الأدب ؟

    فصل :

    غير أن ألعوبة المجاهيل، تابعة الجاهلين، فرحة، تبددت فرحتها، بعد أن انكشف نقابها، فلملمت مصابها، وكفكفت مكرها، لتعاود الكرة، في ثعلبية ماكرة قائلة :

    " محبة مصر ليس كل السلفية كماتظنين، ان بعض الظن اثم"

    جهلت الجهولة أن السلفية واحدة، ومنتسبيها ومدّعيها كثر، ولكم أن تسألوا أنفسكم : لما .


    وفي الختام قولٌ تقدمت براهينه :

    هؤلاء :
    شرذمة جاهلون، حثالة متسولون، لا دين ولا عقل، ولا خلق، ولا فكر

    إنما هم شياطين يسرحون إغواءا، ويسعون فسادا .

    ونحن
    نبشرهم جميعا أننا نؤمن بكل حرف جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله الصادق الأمين المبلغ عن رب العالمين

    إيمان لا يشوبه أدنى ريب
    يقين لا يعكره شوب، ولا يحرّكة شيء، ولا يضعفه شرّ .

    نؤمن بشرعية النقاب والختان واللحية والإسبال وعذاب القبر والحدود وأولها الردة، وإرضاع الكبير للحاجة، وتعدد الزوجات، وحرمة المعازف و...

    كما جاء به النصّ ، نرجوا بذا الخير كل الخير .

    بل
    نحن نؤمن بما وراء ذلك، مما تطيش معه عقولهم، ولا تتحمله أفهامهم، ولا تطيقه أذواقهم، ولا تصل إليه آراؤهم

    فالشرع جاء بما تحار فيه العقول ولا تستحيله .

    ونحن مع ذا :
    أسعد الناس سكينة
    وأكبر الناس عقولا
    وأكثرهم فهوما
    وأهنئهم عيشا
    وأبردهم صدرا
    وأسكنهم نفسا

    آية ذلك :
    أننا نستعلن بما نعتقد، ولا نعتقد إلا بعد استدلال

    الأمر الذي أورثنا رسوخا

    رسوخا خارت معه شبهات وشهوات الخواء
    وخسرت معه كل محاولات تخريب الدهماء

    والحساب يجمع، والموعد القيامة

    فأبشروا
    هذا ما أردت في عجالة عجلى بيانه، والله تعالى الهادي

    وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين

    والحمد لله رب العالمين

    كتبه
    راجي رحمة مولاه
    أبو عبد الله
    محمد بن عبد الحميد بن محمد حسونة
    في 4/3/1431هـ - 18/2/2010م





    ([1]) هذا وقد كتبنا في مفردات المنهج الوجداني القائم على الأذواق – المريرة- وأعني : التصوف أكثر من سبعين بحثا، وجلّها مذيّل بالإنكار كذلك على التشيع، والتدليل على انحرافه كذلك في بابه، ولا يزال، والله تعالى الموفق، وهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل .


    ([2]) وأنفسنا وإن كانت شريفة منيفة بيد أنها تهون في سبيل الدين، قد تلاك، وتسلم المعتقدات .

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 6:01