خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    آداب الخروج إلى السوق

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية آداب الخروج إلى السوق

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 15.03.10 8:48




    آداب الخروج إلى السوق



    نبذة :
    لا شك أن السوق تجمع مشروع أقيم لرعاية مصالح العباد، ولا شك أيضاً أنه لا يخلو من الفتن والمغريات.. ولذلك كان أبغض الأماكن إلى الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها»






    نص المطوية :
    آداب الخروج إلى السوق Zoom_in آداب الخروج إلى السوق Zoom_out



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

    لا شك أن السوق تجمع مشروع أقيم لرعاية مصالح العباد، ولا شك أيضاً أنه لا يخلو من الفتن والمغريات.. ولذلك كان أبغض الأماكن إلى الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها»

    ولئن كان هذا الحديث للأسواق عامة فهو ولا شك للأسواق المختلطة من باب أولى لما فيها من المنكرات والفتن.

    إن المرأة تخرج من بيتها إلى السوق بدينها وعفافها وحيائها ولا تعرف حين ترجع ماذا سقط منه، وماذا بقي منه؟

    إنها تخرج إلى مكان يعجُّ بالفتن ويموج بالمحن والشيطان ناصب رايته فيه.

    أختي المسلمة: ومن هنا كان التسوق المحمود هو ما روعيت فيه الآداب الشرعية الواجبة على المرأة خارج بيتها، فإذا كان ولا بد من الذهاب إلى الأسواق لحاجة ملحة، وضرورة قاطعة، فلا بأس إن شاء الله أن يكون خروجك مشروطاً بجملة من الآداب..

    آداب الخروج إلى السوق

    ضرورة الاستئذان من ولي أمرك عند الخروج سواء:
    والديك، أو زوجك أو أخوك أو من يقوم مقامهما.

    احرصي جداً على أن يصحبك أحد محارمك إلى السوق، إما زوجك أو أخوك أو غيرهما من المحارم، وعوديهم على ذلك تقديراً لك، وحفاظاً عليك من الذئاب البشرية، وإن تعذر خروج أحد محارمك معك فليكن معك امرأة أخرى تجنباً للخلوة مع البائعين وابتعاداً عن الفتنة والافتتان، وحاولي جهدك أن لا تذهبي وحدك أبداً حتى ولو اضطررت إلى تأجيل بعض احتياجاتك لوقت آخر، فإن ذلك أحفظ لك وأصون لدينك وعرضك.

    وإن كان أحد محارمك كالزوج أو الأخ أو الأب أو غيرهم له معرفة بالأسواق يستطيع شراء ما تحتاجين ويكفيك هم الخروج فاحمدي الله على ذلك، والزمي بيتك إلا في حاجة خاصة تستلزم خروجك لها.

    احذري الركوب مع السائق وحدك سواء سائق العائلة أو غيره فإن ذلك من الخلوة المحرمة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما»
    إلا أن يكون معك امرأة أخرى ولم يكن هناك ريبة وعند الركوب في السيارة أو النزول منها.

    احرصي على أن لا يظهر شيء من جسمك كساقيك مثلاً أمام الرجال المتواجدين في السوق.

    تفقدي الحجاب

    تجنبي التبرج والسفور والخروج بملابس فاتنة، واحذري النقاب فإن كان ولا بد منه فليكن ضيقاً جداً على قدر العينين فقط، وليس واسعاً يظهر الخدود وما حول العينين ويفضل أن يكون عليه غطاء خفيف لا يرفع إلا عند الحاجة إلى النظر إلى السلعة التي تريدين رؤيتها وفحصها.

    احذري لبس العباءة التي على الكتف أو الكاب أو العباءة الفرنسية (الشملة) أو ما شابه ذلك مما يظهر تقاطيع الجسم ويحدد المفاتن، فإن هذا النوع من التبرج والسفور المحرم، واحرصي على لبس العباءة التي تغطي كل جسمك من رأسك حتى قدميك.

    تذكري أن الكف والقدم هما جزء من جسمك، فاحرصي على سترهما جيداً فإنه إذا كنت مأمورة بتغطيتهما حتى وأنت في الصلاة حيث لا يراك أحد فمن باب أولى تغطيتهما وأنت خارجة إلى الأسواق، ومجامع الرجال خاصة.

    فاحرصي بارك الله فيك على ستر قدميك بجوارب (شراب) وكذلك ستر كفيك بقفازات أو بعباءة ذات أكمام طويلة ساترة.

    تفقدي حجابك وأنت تسيرين في السوق، وتتنقلين بين المحلات أو وأنت تتفقدين السلع، لئلا يظهر شيء من وجهك أو عنقك أو شعرك أو ذراعيك، واحرصي على عدم فتح العباءة وإصلاحها أمام الباعة أو المارة فيظهر بعض جسمك وأنت لا تشعرين.

    لا تتعطري أبداً وأنت ذاهبة إلى أماكن فيها رجال سواء الأسواق أو غيرها ولا تلبسي ملابس يكون فيها بقايا من روائح عطور أو بخور، فإن ذلك حرام لا يجوز، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة استعطرت فمرّت بالرجال ليجدوا ريحها فهي زانية»

    أدب الطريق

    لا تلقي بالاً لمن يلقي إليك كلمة إعجاب أو مدح أو نكتة، وسارعي إلى إبلاغ رجال الهيئة بالسوق أو ارفعي صوتك عليه منكرة عمله لئلا يتمادى إلى أكثر من ذلك.

    حاولي الابتعاد عن أماكن الزحام في المحل أو خارجه، واحرصي على عدم الانحناء على طاولات العرض أو الانحناء لتفقد السلع فإن ذلك يغري ضعيف النفس بالاعتداء عليك.

    عند جلوسك في أماكن الراحة والانتظار حاولي أن تجلسي جلسة محتشمة وتفقدي نفسك لئلا يظهر شيء من جسمك كساقيك مثلاً أو أن تظهر تقاطيع جسدك من الخلف ونحو ذلك.

    احذري من أن يظهر صوتك عالياً وأنت تسيرين مع زميلتك أو وأنت تتفقدين السلع معها وليكن النقاش والاستشارة بينكما بصوت خافت لا يسمع، وكذلك لا تسألي عن سلعة وأنت خارج المحل بصوت عال يسمع من بعيد.

    بعض النساء قد تصحب معها ابنتها إلى السوق فتحجب هي ولكن ابنتها كاشفة سافرة بل ربما ألبستها بنطلوناً بحجم جسمها ويبرز مفاتنها وهي ليست صغيرة كما تظن أمها، فاحذري أختي المسلمة حفظك الله من الوقوع بمثل هذا الأمر واعلمي أن البنت إذا كانت صحتها جيدة وطولها كذلك، فيجب أن تحجب وتربى على الحشمة والستر حتى ولو كان عمرها صغيراً، لا تترك عرضة للنظرات الجائعة والسهام المسموعة.

    أدب الشراء

    حددي ما تريدين شراءه قبل الخروج إلى السوق، واحرصي على شراء حوائجك التي تريدينها مرة واحدة لئلا تضطري إلى العودة إلى السوق مرة أخرى في وقت قريب.

    تذكري أن البائع الموجود في المحل رجل كسائر الرجال يجب التحجب عنه والحذر منه مهما كانت جنسيته ولا تكوني كضعيفات العقل والإيمان اللاتي إذا كان البائع غير أبناء هذه البلاد تساهلن في حجابهن معه، وتكشفن له وكأنه ليس برجل كسائر الرجال.

    إذا كان معك في السوق زوجك أو أحد محارمك فاتركي الكلام والمفاهمة مع البائعين وحده، ولا تتكلمي أنت مع البائع بوجوده معك، إن لم يكن ذلك حياءاً منك في مخاطبة الرجال، فليكن احتراماً فهذا أبعد عن الفتنة وأحفظ لدينك وعرضك.

    عند رغبتك في رؤية ما تريدين شراءه لا ترفعي غطاء وجهك لتنظري إليه أمام البائع، ولكن في زاوية المحل أو حيث لا يراك أحد، وكذلك لا تقيسي الحذاء أمام البائع كي لا تظهر ساقيك.

    لا تقيسي شيئاً من الحلي على يديك وذراعك أمام البائع مباشرة ولا تجعليه هو الذي يقيس عليك ذلك، واحذري من ذلك أشد الحذر.

    احرصي وأنت تدفعين النقود للبائع أن لا يظهر من ذراعك أو أن يظهر شيء من الزينة المكتسبة كالذهب ونحوه، ولا تناولي البائع النقود بيدك أو تأخذيها منه بل ضعيها على طاولة الحساب ليأخذها لئلا يمس يدك فإن ذلك أدعى للحشمة والحياء.

    احذري الإسراف والتبذير فلا تكثري من شراء الملابس التي قد لا تحتاجينها إلا مرة واحدة في السنة، لكثرتها ولكن اشتري قدر حاجتك فقط وحاجة أبنائك فإني أخشى أن يأتي اليوم الذي لا تجدين فيه ما تسترين به جسمك، والله تعالى يقول:
    {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
    وكما قيل: بالشكر تدوم النعم.

    احرصي على شراء الملابس الساترة لك ولأبنائك وابتعدي عن الملابس القصيرة وشبه العارية، الملفتة للنظر، البعيدة عن الحشمة والحياء، وكذلك تجنبي التي فيها صوراً أو كتابات بذيئة متهجنة فأنت امرأة مسلمة مأمورة بلزوم الستر والحشمة في اللباس والبعد عما ينافي ذلك مما هو منهي عنه شرعاً وعرفاً.

    تجنبي الخضوع بالقول وترقيق الكلام مع البائع وغيره:
    {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} [الأحزاب: 32]

    تجنبي أيضاً النقاش الزائد الذي لا صلة له بالبيع والشراء وتكلمي مع البائع بإيجاز وبما يكفي حاجتك فقط، ولا تطيلي المفاصلة بالسعر وتستجدي البائع وتتوددي إليه بكلام طويل من أجل تخفيض دريهمات لا تستحق كل هذا التودد والتذلل.

    وأخيراً أختي المسملة: هذه الكلمات والتنبيهات التي أشرت إليها ما كتبتها والله إلا ناصحاً لك، وإشفاقاً عليك لئلا تتساهلي بشيء منها فتعرضي نفسك لسخط الله وعقابه.

    فالتزمي يا أخية بما قرأت، واحرصي على تطبيقها والعمل بها، فتخرجين إلى السوق بلا خسارة، ولا ذنوب.

    حفظك الله ورعاك، ومن كل مكروه حماك.

    وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    إعداد القسم العلمي بدار ابن خزيمة

    موقع وذكر الإسلامي



      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 4:34