خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    رضا الله في ثلاث وسخطه في ثلاث لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

    avatar
    ام محمد زينب محمد
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    انثى عدد الرسائل : 445
    العمر : 44
    البلد : مصر
    العمل : طالبة علم
    شكر : 4
    تاريخ التسجيل : 22/05/2009

    الملفات الصوتية رضا الله في ثلاث وسخطه في ثلاث لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

    مُساهمة من طرف ام محمد زينب محمد 01.03.10 17:54



    بسم الله الرحمن الرحيم


    رضا الله في ثلاث وسخطه في ثلاث .

    لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله


    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    " إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا : يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ، ويسخط لكم ثلاثا : قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال " .
    ( رواه مسلم ومالك وأحمد ) .

    راوي الحديث :
    أبو هريرة الدوسي ، الصحابي الجليل حافظ الصحابة اختلف في اسمه فقيل : عبد الرحمن بن صخر ، وقيل : ابن غنم ، وقيل غير ذلك ، وذهب الأكثرون إلى الأول مات سنة تسع وخمسين من الهجرة .

    معاني المفردات :
    الرضى والسخط : صفتان لله تليقان بجلاله لا تشبهان صفات المخلوقين .
    العبادة : لغة الخضوع والذل مع المحبة ، وهي أمر جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ، فكل ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب فهو عبادة وصرفه لغيره شرك .
    الشرك : أن يتخذ لله ندا في شيء من العبادات ، بأن يصرف العبد نوعا من أنواع العبادة لغير الله ، فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص وصرفه لغيره شرك .
    الإعتصام بحبل الله : هو التمسك بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وسنة .
    قيل وقال : الخوض في الباطل وفيما لا يعني .
    كثرة السؤال : الإكثار من سؤال الناس وفرض ما لم يقع من المسائل والمشاكل .
    إضاعة المال : إهماله والتفريط فيه وتعريضه للضياع .

    المعنى الإجمالي :
    في هذا الحديث إشارات نبوية عظيمة :
    فأولها : الحث على التوحيد الخالص والقيام بأعظم حقوق الله وأعظم واجبات الإسلام ؛ وهو إفراد الله وحده بالعبادة التي هي الغاية من خلق الجن والإنس . قال تعالى :(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) .
    والإبتعاد عن الشرك في عبادته ، فلا يشرك العبد بالله أحدا من خلقه ، فيجعله ندا لله في دعاء ولا استغاثة ولا ذبح ولا نذر ولا رجاء ولا خوف ولا توكل ، لأن هذه الأمور حق خاص لله لا يرضى أن يشاركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل .
    وثانيها : الإعتصام بحبل الله ؛ وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة ، وما حوته تعاليم الرسول من عقائد وعبادات وأخلاق ومعاملات ، فلا يسع مسلما لا فردا من أفرادالمسلمين ولا طائفة من طوائف المسلمين ولا مجتمعا من المجتمعات الإسلامية ولا حاكما ولا محكوما الخروج عن شيء من أصول الإسلام أو فروعه ، بل يجب على الجميع الإيمان والإلتزام الكامل بكل ما جاء به خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وتقديمه على كل قول وهدي .
    والإحتكام إلى ما جاء به الرسول في كل شأن وتجريد الطاعة والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صغير أمور الدين وكبيرها ، ومجانبة كل بدعة ورأي ومعصية ، وبذلك لا بغيره يجتمع شمل المسلمين وتقوم وحدتهم المنشودة ويصدق عليهم جميعا أنهم معتصمون بحبل الله ، وهذا الواقع هو الذي يريده الله وكلّف به الأمة الإسلامية ، لا الوحدات السياسية مع اختلاف العقائد والمشارب والإتجاهات ، فإن هذا اللون من التجميع لو تم ـ وهو بعيد ـ ينطبق عليه قول الله تعالى : (( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى )) [ الحشر : 14 ] .
    وثالثها : مناصحة ولاة أمر المسلمين ، وذلك يتم بالتعاون معهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم ، والصلاة خلفهم والجهاد معهم وأداء الصدقات إليهم وترك الخروج عليه بالسيف إذا ظهر منهم حيف أو سوء العشرة ، والدعاء لهم بالصلاح وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم .
    ورابعها : النهي عن قيل وقال ، وهو الخوض في الباطل وإشاعة الفواحش ونشر الإشاعات والأخبار الكاذبة وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ، وكذلك الإغراق في فرض مسائل لم تقع والإجابات عنها قبل وقوعها ، فإن هذا يصرف المسلمين عن دراسة الكتاب والسنة ويشغلهم عن حفظ نصوصهما والتفقه فيهما .
    وخامسها : النهي عن كثرة السؤال ، وهو يشمل سؤال الناس ما في أيديهم من المال وغيره وإنزال حاجته بهم ، وهذا لا يليق بالمسلم الذي يريد الله له أن يكون عزيزا شريفا ، فسؤال الناس محرم في الأصل ولا يجوز إلا في حال الضرورة وفي سؤال المخلوق بلا ضرورة ثلاث مفاسد :
    1 ـ مفسدة الإفتقار إلى غير الله وهي نوع من الشرك .
    2 ـ ومفسدة إيذاء المخلوق المسؤول وهي نوع ظلم الخلق .
    3 ـ ومفسدة الذل لغير الله وهو ظلم للنفس .
    هذا إذا كان السؤول حيا قادرا على تحقيق المطلوب منه ، فكيف بسؤال الميت والغائب ما لا يقدر عليه إلا الله ؟ إن ذلك هو عين الشرك بالله .
    كما يشمل هذا النهي كثرة الأسئلة العلمية خصوصا التي يقصد منها التعنت وإثارة النزاع والجدال بالباطل وكذلك الإغراق في فرض المسائل التي لم تقع وطلب الإجابات عنها .
    وسادسها : النهي عن إضاعة المال ، فإن المال نعمة من الله ، وفيه عون على طاعة الله والجهاد في سبيله وعلى مساعدة المستحقين من المسلمين الفقراء والأقارب وغيرهم ، فيجب أن يشكر المسلم ربه على هذه النعمة ، ويحافظ عليها من الضياع والإهمال ولا ينفق منه إلا في الطرق التي شرعها الله أو أباحها ، وليس له أن ينفق منه في سبيل الشيطان والمعاصي ، كما ليس له أن يهمل هذه النعمة ويعرضها للضياع .

    ما يستفاد من الحديث :
    1 ـ وجوب القيام بعبادة الله على الوجه المطلوب .
    2 ـ وجوب الإبتعاد عن كل أصناف الشرك صغيره وكبيره .
    3 ـ وجوب الإعتصام بحبل الله وهو الإسلام الذي جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كتابا وسنة في كل شأن .
    4 ـ تحريم التفرق ووجوب وحدة المسلمين على الحق .
    5 ـ وجوب مناصحة ولاة أمر المسلمين ، والتعاون معهم على الحق والبر .
    6 ـ تحريم القيل والقال .
    7 ـ تحريم سؤال المخلوقين إلا فيما يقدرون عليه في حال الضرورة ، والأفضل التوكل والصبر .
    8 ـ تحريم إضاعة المال .



    المصدر :
    مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والإتباع
    لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ( ص : 32 )



      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 12:22