تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون)
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون " (1 )
قال الامام القرطبي في تفسيره :
قوله تعالى
" إنا نحن نزّلنا الذكر"
يعني القرآن
"و إنا له لحافظون"
من أن يزاد فيه أو ينقص منه
قال قتادة و ثابت البناني:
حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا . (2 )
حفظ اللفظ و المعنى
____________
الحفظ المطلق يستلزم حفظ اللفظ و المعنى
لأن التحريف و التبديل يدخلان على المعاني كما يدخلان على الالفاظ
فاللفظ مع عدم الحفظ يبدّل و المعنى يُحَرّف ، و الحفظ يصون اللفظ من التبديل و المعنى من التحريف
قد اخبرنا سبحانه في هذه الآية انه حفظه حفظا مطلقا و لم يقيّد حفظه بوقت او زمن او حال فدخل في هذا الاطلاق حفظ اللفظ و المعنى .
بلاغ اللفظ و المعنى
_____________
إذا كان الحفظ الذي تكفّل به الله سبحانه و تعالى هو للفظ القرآن و معناه فلا سبيل الى حفظه في الامة إلا بتبليغ الالفاظ و المعاني من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الى الجيل الذي بٌعثَ فيه و هم الصحابة رضوان الله عليهم و تبليغ الصحابة بلاغ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الى من بعدهم و هم التابعون و هكذا حتى يتم حفظه حفظا مطلقا في سائر الازمان تحقيقا لوعده سبحانه و تعالى
و حفظ الفاظه مما اتفق عليه المسلمون ، و لكن الكلام في حفظ المعنى
فربما يعتقد بعض الناس أن القرآن مسرح للاجتهاد المطلق في استنباط المعاني و ان الفاظه متعددة الدلالات و قابلة للتطويع و المط لاكثر من معنى و كل مجتهد في ذلك مصيب
و هذا الفهم غير سديد بل هو فهم مناقض لهذه الآية التي ذكرت حفظه ذكرا مطلقا دون استثناء
بل الفهم الصحيح المطايق لمعنى الآية هو اعتقاد حفظ اللفظ و المعنى معا
فمعانيه لم تأت بلا بيان لمراد الله منها
بل مراد الله من آياته تمّ بيانه اما في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه و آله و سلم
و قد بلّغ سلف هذه الامة هذا البيان لمن بعدهم
فما جاء مخالف لهذا البيان من تفسير حادث من بعدهم عُلم قطعا انه من المعاني التي لم يرده الله من هذه الآية او تلك .
_________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون " (1 )
قال الامام القرطبي في تفسيره :
قوله تعالى
" إنا نحن نزّلنا الذكر"
يعني القرآن
"و إنا له لحافظون"
من أن يزاد فيه أو ينقص منه
قال قتادة و ثابت البناني:
حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا . (2 )
حفظ اللفظ و المعنى
____________
الحفظ المطلق يستلزم حفظ اللفظ و المعنى
لأن التحريف و التبديل يدخلان على المعاني كما يدخلان على الالفاظ
فاللفظ مع عدم الحفظ يبدّل و المعنى يُحَرّف ، و الحفظ يصون اللفظ من التبديل و المعنى من التحريف
قد اخبرنا سبحانه في هذه الآية انه حفظه حفظا مطلقا و لم يقيّد حفظه بوقت او زمن او حال فدخل في هذا الاطلاق حفظ اللفظ و المعنى .
بلاغ اللفظ و المعنى
_____________
إذا كان الحفظ الذي تكفّل به الله سبحانه و تعالى هو للفظ القرآن و معناه فلا سبيل الى حفظه في الامة إلا بتبليغ الالفاظ و المعاني من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الى الجيل الذي بٌعثَ فيه و هم الصحابة رضوان الله عليهم و تبليغ الصحابة بلاغ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الى من بعدهم و هم التابعون و هكذا حتى يتم حفظه حفظا مطلقا في سائر الازمان تحقيقا لوعده سبحانه و تعالى
و حفظ الفاظه مما اتفق عليه المسلمون ، و لكن الكلام في حفظ المعنى
فربما يعتقد بعض الناس أن القرآن مسرح للاجتهاد المطلق في استنباط المعاني و ان الفاظه متعددة الدلالات و قابلة للتطويع و المط لاكثر من معنى و كل مجتهد في ذلك مصيب
و هذا الفهم غير سديد بل هو فهم مناقض لهذه الآية التي ذكرت حفظه ذكرا مطلقا دون استثناء
بل الفهم الصحيح المطايق لمعنى الآية هو اعتقاد حفظ اللفظ و المعنى معا
فمعانيه لم تأت بلا بيان لمراد الله منها
بل مراد الله من آياته تمّ بيانه اما في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه و آله و سلم
و قد بلّغ سلف هذه الامة هذا البيان لمن بعدهم
فما جاء مخالف لهذا البيان من تفسير حادث من بعدهم عُلم قطعا انه من المعاني التي لم يرده الله من هذه الآية او تلك .
_________________________________
( 1) الحجر ، الآية (9 )
(2 ) تفسير القرطبي . ج 10 _ ص 5 . نشر دار الشعب القاهرة ، سنة 1372 ه ، الطبعة الثانية .
والنقل
لطفا من هنا
http://www.almosaferon.com/vb/2844-%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%86%D9%91%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%86%D8%B2%D9%91%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%88-%D8%A5%D9%86%D8%A7-%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D9%88%D9%86/