خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون)

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون)

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.02.10 11:06

    تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون)

    تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون) 470674


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال تعالى :

    إنا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون " (1 )

    قال الامام القرطبي في تفسيره :

    قوله تعالى
    " إنا نحن نزّلنا الذكر"
    يعني القرآن

    "و إنا له لحافظون"
    من أن يزاد فيه أو ينقص منه

    قال قتادة و ثابت البناني:
    حفظه الله من أن تزيد فيه الشياطين باطلا أو تنقص منه حقا . (2 )


    حفظ اللفظ و المعنى
    ____________

    الحفظ المطلق يستلزم حفظ اللفظ و المعنى


    لأن التحريف و التبديل يدخلان على المعاني كما يدخلان على الالفاظ

    فاللفظ مع عدم الحفظ يبدّل و المعنى يُحَرّف ، و الحفظ يصون اللفظ من التبديل و المعنى من التحريف

    قد اخبرنا سبحانه في هذه الآية انه حفظه حفظا مطلقا و لم يقيّد حفظه بوقت او زمن او حال فدخل في هذا الاطلاق حفظ اللفظ و المعنى .


    بلاغ اللفظ و المعنى
    _____________



    إذا كان الحفظ الذي تكفّل به الله سبحانه و تعالى هو للفظ القرآن و معناه فلا سبيل الى حفظه في الامة إلا بتبليغ الالفاظ و المعاني من الرسول صلى الله عليه و آله و سلم الى الجيل الذي بٌعثَ فيه و هم الصحابة رضوان الله عليهم و تبليغ الصحابة بلاغ رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم الى من بعدهم و هم التابعون و هكذا حتى يتم حفظه حفظا مطلقا في سائر الازمان تحقيقا لوعده سبحانه و تعالى


    و حفظ الفاظه مما اتفق عليه المسلمون ، و لكن الكلام في حفظ المعنى

    فربما يعتقد بعض الناس أن القرآن مسرح للاجتهاد المطلق في استنباط المعاني و ان الفاظه متعددة الدلالات و قابلة للتطويع و المط لاكثر من معنى و كل مجتهد في ذلك مصيب

    و هذا الفهم غير سديد بل هو فهم مناقض لهذه الآية التي ذكرت حفظه ذكرا مطلقا دون استثناء

    بل الفهم الصحيح المطايق لمعنى الآية هو اعتقاد حفظ اللفظ و المعنى معا

    فمعانيه لم تأت بلا بيان لمراد الله منها

    بل مراد الله من آياته تمّ بيانه اما في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه و آله و سلم

    و قد بلّغ سلف هذه الامة هذا البيان لمن بعدهم

    فما جاء مخالف لهذا البيان من تفسير حادث من بعدهم عُلم قطعا انه من المعاني التي لم يرده الله من هذه الآية او تلك .

    _________________________________

    ( 1) الحجر ، الآية (9 )

    (2 ) تفسير القرطبي . ج 10 _ ص 5 . نشر دار الشعب القاهرة ، سنة 1372 ه ، الطبعة الثانية .


    والنقل
    لطفا من هنا
    http://www.almosaferon.com/vb/2844-%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%86%D9%91%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%86%D8%B2%D9%91%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%88-%D8%A5%D9%86%D8%A7-%D9%84%D9%87-%D9%84%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D9%88%D9%86/
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: تفسير قوله تعالى (إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنا له لحافظون)

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 23.02.10 11:15



    قوله تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون هل يشمل السنة؟

    السلام عليكم.

    سمعت أن الآية (9) من السورة رقم (15)، تتحدث عن حفظ القرآن والسنة، بعض الناس - ومنهم حزب التحرير -
    يقولون إن المقصود بكلمة "ذكر" هو القرآن فقط دون السنة، وليس هناك حماية إلهية للسنة
    وقد بحثت في تفسير ابن كثير بالإنجليزية فلم أجد أي إشارة للسنة
    أرجو التكريم بالإيضاح، هل تتضمن الآية المذكورة إشارة للسنة؟ ومَن مِن العلماء قال بذلك؟.



    الفتوى :

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:

    الآية المشار إليها في السؤال في سورة الحجر وهي قوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"،
    والذكر هو القرآن
    والمعنى:
    أن الله سبحانه نزل القرآن وحفظه من أن يزاد فيه أو ينقص أو يحصل فيه تغيير أو تبديل
    كقوله عز وجل :
    "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"
    [فصلت:42]
    وقوله تعالى:
    "لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ"
    [القيامة:16- 18]
    قال ابن جرير:
    " يقول تعالى ذكره: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ" وهو القرآن "وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
    قال:
    وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه"
    تفسير ابن جرير (14/ 7)
    وبهذا يتضح من دلالة الآية أن الله سبحانه تكفَّل بحفظ القرآن ، وهذا يستلزم منه حفظ السنة التي هي بيان للقرآن
    كما قال سبحانه:
    "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"
    [النحل:44]؛

    لأن المقصود حفظ الشريعة والدين، ولا يتحقق هذا على وجه الكمال والتمام إلا بحفظ السنة التي هي بيان للقرآن
    وقد دل على هذا قوله سبحانه:
    " إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرآنه ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ"
    [القيامة: 18-19]
    أي بيان القرآن وإيضاحه علينا، ويستلزم من ذلك حفظ هذا البيان ، وهو السنة.
    وقد حفظ الله السنة في صدور الصحابة- رضي الله عنهم- والتابعيين حتى بلغوها للأمة وكتبت ودونت في المصنفات، والمسانيد والمعاجم
    وهيأ الله -سبحانه وتعالى- لهذه السنة جهابذة العلماء الذين بذلوا جهوداً عظيمة في حفظها من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين
    وابتكروا وسائل وطرقاً تضمنت أصولاً وقواعد عرفت بعلوم الحديث، وهي في غاية الإتقان والإحكام يحصل من خلالها تمييز الصحيح من الضعيف والمحفوظ من المنكر والشاذ ، وإيضاح الأوهام والأخطاء التي توجد في الأسانيد والمتون
    ومن أمعن النظر في تراجم أئمة الحديث، وتدبر ما آتاهم الله من قوة الحفظ وسداد الفهم والتفاني في خدمة السنة وحياطتها والذب عنها أدرك أن ذلك ثمرة حفظه تعالى لدينه وشريعته
    ولكن لما كان القرآن معجزاً بألفاظه ومعانيه ومتعبداً بتلاوته جعل الله حفظه إليه ونُقل نقلاً متواتراً،
    وأما السنة فلم يقصد التعبد ولا الإعجاز بألفاظها فحفظها الله- سبحانه وتعالى- بتهيئة أولئك الأئمة الذين بذلوا جهوداً عظيمة في حفظها والذب عنها
    يقول ابن تيمية :
    (فإن الدين محفوظ بحفظ الله له ولما كانت ألفاظ القرآن محفوظة منقولة بالتواتر لم يطمع أحد في إبطال شيء منه ولا في زيادة شيء فيه بخلاف الكتب التي قبله قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9] بخلاف كثير من الحديث طمع الشيطان في تحريف كثير منه وتغيير ألفاظه بالزيادة والنقصان والكذب في متونه وإسناده فأقام الله له من يحفظه ويحميه، وينفي عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فبينوا ما أدخل أهل الكذب فيه وأهل التحريف في معانيه) الرد على البكري ( 1/ 171 )
    ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله- أيضاً:
    (قال تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9]،
    فما في تفسير القرآن أو نقل الحديث أو تفسيره من غلط فإن الله يقيم له من الأمة من يبينه ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة إذ كانوا في آخر الأمم فلا نبي بعدهم ولا كتاب بعد كتابهم، وكانت الأمم قبلهم إذا بدَّلوا وغيروا بعث الله نبياً يبين لهم ويأمرهم وينهاهم ولم يكن بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- نبي ، وقد ضمن الله أن يحفظ ما أنزله من الذكر، وأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، بل أقام الله لهذه الأمة في كل عصر من يحفظ به دينه من أهل العلم والقرآن)
    الجواب الصحيح (3 / 39)
    ومن العلماء من فسر الذكر في الآية : بالكتاب والسنة
    يقول ابن تيمية: (قال تعالى: "وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ" [الزخرف:36]، وذكر الرحمن الذي أنزله هو الكتاب والسنة اللذان قال الله فيهما : "وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" [البقرة: من الآية231]، وقال تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" [آل عمران: من الآية164]، وهو الذكر الذي قال الله فيه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" [الحجر: 9]، [الفتاوى الكبرى (2 / 274)]. هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.


    المصدر
    موقع الإسلام اليوم
    http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=32618


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:30