رسالةُ إسحاقَ العَلْثيّ الحنبليّ إلى ابن الجوزيّ ، تليها فوائدُ متعلّقةٌ بباب الردِّ على المُخالفِ
في ترجمة الفقيه أبي الفضل إسحاق بن أحمد العلثيّ ( ت 634 ) ، قال الحافظُ ابن رجبٍ رحمه الله في " ذيل طبقات الحنابلة " (3/445 فما بعدها ، ترجمة رقم 343 بتحقيق عبد الرّحمن العثيمين ) (1) :
" إسحاق بن أحمد بم محمّد بن غانم العلثيّ ، الزّاهد القدوة ، أبو الفضل ، و يقال : أبو محمّدٍ ، ابنُ عمِّ طلحةَ بن المظفّر ، الّذي سبق ذكره ، سمع من أبي الفتح بن شاتيل ، و قرأ بنفسه على ابن كليبٍ ، و ابن الأخضر ، و كان قدوةً صالحاً زاهداً فقيهاً عالماً ، أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر ، لا يخاف أحدا إلاّ الله ، و لا تأخذه في الله لومة لائمٍ ، أنكر على الخليفة النّاصر فمن دونه ، و واجه الخليفة النّاصر و صدعه بالحقّ .
قال ناصح الدّين بن الحنبلي – و قرأتُه بخطّه - : هو اليوم شيخُ العراق ، و القائمُ بالإنكار على الفقهاء و الفقراء و غيرهم فيما ترخّصوا فيه .
و قال المنذريّ : قيل إنّه لم يكن في زمانه أكثر إنكاراً للمنكر منه ، و حُبس على ذلك مدّة .
قلت : و له رسائلُ كثيرةٌ إلى الأعيان بالإنكار عليهم و النّصح لهم و رأيت بخطّه كتاباً أرسله إلى الخليفة ببغداد و أرسل أيضاً إلى الشيخ عليّ ابن إدريس الزّاهد – صاحب الشّيخ عبد القادر – رسالةً طويلةً تتضمّن إنكار الرّقص و السّماع و المبالغة في ذلك ، و له في معنى ذلك عدّة رسائلَ إلى غير واحدٍ ، و أرسل رسالةً طويلةً إلى الشّيخ أبي الفرج بن الجوزيّ بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التّأويل يقول فيها :
" إسحاق بن أحمد بم محمّد بن غانم العلثيّ ، الزّاهد القدوة ، أبو الفضل ، و يقال : أبو محمّدٍ ، ابنُ عمِّ طلحةَ بن المظفّر ، الّذي سبق ذكره ، سمع من أبي الفتح بن شاتيل ، و قرأ بنفسه على ابن كليبٍ ، و ابن الأخضر ، و كان قدوةً صالحاً زاهداً فقيهاً عالماً ، أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر ، لا يخاف أحدا إلاّ الله ، و لا تأخذه في الله لومة لائمٍ ، أنكر على الخليفة النّاصر فمن دونه ، و واجه الخليفة النّاصر و صدعه بالحقّ .
قال ناصح الدّين بن الحنبلي – و قرأتُه بخطّه - : هو اليوم شيخُ العراق ، و القائمُ بالإنكار على الفقهاء و الفقراء و غيرهم فيما ترخّصوا فيه .
و قال المنذريّ : قيل إنّه لم يكن في زمانه أكثر إنكاراً للمنكر منه ، و حُبس على ذلك مدّة .
قلت : و له رسائلُ كثيرةٌ إلى الأعيان بالإنكار عليهم و النّصح لهم و رأيت بخطّه كتاباً أرسله إلى الخليفة ببغداد و أرسل أيضاً إلى الشيخ عليّ ابن إدريس الزّاهد – صاحب الشّيخ عبد القادر – رسالةً طويلةً تتضمّن إنكار الرّقص و السّماع و المبالغة في ذلك ، و له في معنى ذلك عدّة رسائلَ إلى غير واحدٍ ، و أرسل رسالةً طويلةً إلى الشّيخ أبي الفرج بن الجوزيّ بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التّأويل يقول فيها :
نصّ الرّسالة كما ساقها الحافظ ابن رجبٍ الحنبليّ رحمه الله
" من عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمّد بن غانم العلثيّ إلى عبد الرّحمن بن الجوزيّ :
حمانا الله و إيّاه من الاستكبار عن قبول النّصائح ، و وفّقنا و إيّاه لاتّباع السّلف الصّالح ، و بصّرنا بالسّنّة السّنيّة ، و لا حرمنا الاهتداء باللّفظات النّبوية ، و أعاذنا من الابتداع في الشّريعة المحمديّة ، فلا حاجة إلى ذلك ، فقد تُرِكنا على بيضاء نقيّة ، و أكمل الله لنا الدّين ، و أغنانا عن آراء المتنطّعين ، ففي كتاب الله و سنّة رسوله مَقْنَعٌ لكلّ من رَغِب أو رَهِب ، و رزقنا الله الاعتقاد السّليم ، و لا حَرَمنا التّوفيق ، فإذا حُرِمه العبد لم ينفع التّعليم ، و عَرَّفَنا أقدار نفوسنا ، و هدانا الصّراط المستقيم . و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم ، و فوق كلّ ذي علمٍ عليم .
و بعد حمدالله سبحانه ، و الصّلاة على رسوله :
فلا يخفى أنّ " الدّين النّصيحة " ، خصوصاً للمولى الكريم ، و الرّبّ الرّحيم ، فكم قد زلّ قلمٌ ، و عثر قدمٌ ، و زلق متكلّمٌ ، و لا يحيطون به علماً ، قال عزّ من قائل : ﴿ و مِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ هُدًى وَ لاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾ ( الحجّ : 8 ) .
و أنتَ يا عبد الرّحمن ، فما يزال يبلغُ عنك و يُسمع ُمنك ، و يُشاهد في كُتبك المسموعة عليك ، تذكر كثيراً ممّن كان قبلك من العلماء بالخطأ ، اعتقاداً منك أنّك تصدع بالحقّ من غير محاباةٍ ، و لا بدّ من الجريان في ميدان النّصح ، إمّا لتنتفع إن هداك الله ، و إمّا لتركيب حجّة الله عليك ، و يحذرَ النّاس قولك الفاسد ، و لا يغرّك كثرة اطّلاعك على العلوم ؛ فربّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ ، و ربّ حامل فقهٍ لا فقهَ له ، و ربّ بحرٍ كَدرٍ و نهرٍ صافٍ ، فلستَ بأعلمَ من الرّسول ، حيث قال له الإمام عمر : " أتصلّي على ابن أبيّ ؟ " أَنْزَلَ القرآن (2) : ﴿ وَ لاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ منْهُم ﴾ ( التّوبة : 84 ) ، و لو كان لا يُنكر من قلّ علمُه على من كَثُر علمه إذاً لتعطّل الأمر بالمعروف ، و صرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى : ﴿ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ ( المائدة : 79 ) ، بل ينكر المفضول على الفاضل و ينكرُ الفاجر على الوليّ ، على تقدير معرفة الوليّ ، و إلاّ :فأين العنقاءُ ليُطلب ؟ و أين السّمندلُ ليُجلب ؟ (3)
إلى أن قال :
و اعلم أنّه قد كثر النّكير عليك من العلماء و الفضلاء ، و الأخيار في الآفاق ، بمقالتك الفاسدة في الصّفات ، و قد أبانوا وَهَاءَ مقالتك ، و حَكَوْا عنك أنّك أبَيْتَ النّصيحة ، فعندك من الأقوال الّتي لا تليق بالسّنّة ما يضيق الوقت عن ذكرها ، فذُكر عنْكَ : أنّك ذكرتَ في الملائكة المقرّبين الكرام الكاتبين ، فصلاً زعمتَ أنّه مواعظُ ، و هو تشقيقٌ و تَفَيْهُقٌ (4) ، و تكلّفٌ بشعٌ ، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، و كلام السّلف الصّالح الّذي لا يخالف سنّةً ، فعمدتَ و جعلتها مناظرةً معهم ، فمن أذِنَ لك في ذلك ؟ و هم مستغفرون للّذين آمنوا ، و لا يستكبرون عن عبادة الله ، و قد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولي العلم ، و ما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا ، فتلكَ مسألةٌ أخرى ، فشرعتَ تقول : " إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها ؟ " و في الغيبة ما فيها ، مع كلامٍ غثٍّ ، " أليس منّا فلانٌ ؟ و منّا الأنبياء و الأولياء ؟ " مَنْ فعل هذا مِنَ السّلف قبلك ؟ و لو قال لك قائلٌ من الملائكة : أليسَ منكم فرعونُ و هامان ! أليس منكم من ادّعى الرّبوبية ! فعمّن أخذتَ هذه الأقوال المحدثة ، و العبارات المزوّقة ، الّتي لا طائل تحتها ؟ و قد شغلتَ بها النّاس عن الاشتغال بالعلم النّافع ، أحدُهم قد أُنسي القرآن و هو يُعيدُ فضل الملائكة و مناظرتهم ، و يتكلّم به في الآَفاق ، فأين الوعظ و التّذكير من هذه الأقوال الشّنيعة البشعة ؟
ثمّ تعرّضتَ لصفات الخالق تعالى ،كأنّها صدرت لا من صدرٍ سكن فيه احتشامُ العليّ العظيم ، و لا أملاها قلبٌ مليءٌ بالهيبة و التّعظيم ، بل مِن واقعات النّفوس البَهْرَجِيَّة الزّيوفِ ، و زعمتَ أنّ طائفةً من أهل السّنة و الأخيار تلقَّوْها و ما فهموا ! و حاشاهم من ذلك ، بل كفُّوا عن الثّرثرة و التّشدّق ، لا عجزاً - بحمد الله - عن الجدال و الخصام ، و لا جهلاً بطرق الكلام ، و إنّما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علمٍ و درايةٍ ، لا عن جهل و عماية .
و العجبُ ممّن ينتحل مذهب السّلف ، و لا يرى الخوضَ في الكلام ، ثمّ يُقْدِمُ على تفسير ما لم يره أوّلاً ، و يقول : " إذا قلنا كذا أدّى إلى كذا " ، و يقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده ، فهذا الّذي نهيتَ عنه ، وكيف تنقضُ عهدك و قولَك بقول فلانٍ و فلانٍ من المتأخّرين ؟ فلا تشمت بنا المبتدعة فيقولون : " تنسبوننا إلى البدع و أنتم أكثر بدعاً منّا ، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عَقْدِه ، و تثبتون معرفته وفضله ؟! " . كيف أقول ما لم يُقل ؟ فكيف يجوز أن تتّبعَ المتكلّمين في آرائهم ، و تخوضَ مع الخائضين فيما خاضوا فيه ، ثمّ تنكرُ عليهم ؟ هذا من العجب العجيب . و لو أنّ مخلوقاً وصف مخلوقاً مثلَه بصفاتٍ من غير رؤيةٍ و لا خبرٍ صادقٍ ، لكان كاذباً في إخباره ، فكيف تصفون الله سبحانه بشيءٍ ما وَقَفْتُم على صحّته ، بل بالظّنون و الواقعات ، و تنفونَ الصّفات الّتي رضيها لنفسه ، و أخبر بها رسوله بنقل الثّقات الأثبات ، بيُحتمل ، و يُحتمل ؟!
ثمّ لك في الكتاب الّذي أسميته " الكشف لمشكل الصّحيحين " مقالاتٌ عجيبةٌ ، تارةً تحكيها عن الخطّابيّ و غيره من المتأخّرين ، أََطّلعَ هؤلاء على الغيب ؟ و أنتم تقولون : " لا يجوز التّقليد في هذا " ، ثمّ : " ذكره فلانٌ ، ذكره ابنُ عقيلٍ " ! ، فنريد الدّليل من الذّاكر أيضاً ، فهو مجرّد دعوى ، و ليس الكلام في الله وصفاته بالهّين ليُلقى إلى مجاري الظّنون ...
إلى أن قال :
إذا أردتَ : " كان ابن عقيلٍ العالمُ " ، و إذا أردتَ : " صار لا يَفْهَمُ " ! أَوْهَيْتَ مقالته لما أردتَ .
ثمّ قال :
و ذكرتَ الكلام المُحدث على الحديث ، ثمّ قلتَ : " و الّذي يقع لي " ! فبهذا تقدم على الله ؟ و تقول : " قال علماؤنا ، والّذي يقع لي " ! تتكلّمون في الله عزّ و جلّ بواقعاتكم تخبرون عن صفاته ؟! ثمّ ما كفاك حتّى قلتَ : " هذا من تحريف بعض الرّواة " تحكّماً من غير دليلٍ ، و ما (5) رويتَ عن ثقةٍ آخر أنّه قال : " قد غيَّرَه الرّاوي " ! فلا ينبغي بالرّواة العُدولِ أنّهم حرَّفوا ، و لو جوَّزتم لهم الرّواية بالمعنى ، فهمْ أقرب إلى الإصابة منكم .
و أهل البدع إذاً ، كلّما رويتم حديثاً ينفرون منه ، يقولون : " يحتمل أنّه من تغيير بعض الرّواة " ، فإذا كان المذكورُ في الصّحيح المنقولُ من تحريف بعض الرّواة ؛ فقولكم و رأيكم في هذا ؛ يحتملُ أنّه من رأي بعض الغُواة !!
و تقول : " قد انزعج الخطّابيّ لهذه الألفاظ " فما الّذي أزعَجَه دون غيره ؟! و نراك تبني شيئاً ثمّ تنقضُه ، و تقول : " قد قال فلانٌ و فلانٌ " ، و تنسب ذلك إلى إمامنا أحمد - رضي الله عنه - و مذهبه معروفٌ في السّكوت عن مثل هذا ، و لا يفسّره ، بل صحّح الحديث و منع من تأويله .
و كثيرٌ ممن أخذ عنكَ العلم إذا رجع إلى بيته عَلِمَ بما في عَيبته من العيب ، و ذمّ مقالتك و أبطلها ، و قد سمعنا عنك ذلك [ من أعيان أصحابك المحبوبين عندك ، الّذين مدحتهم بالعلم ، و لا غَرَضَ لهم فيك ، بل أدّوا النّصيحة إلى عباد الله ، و لك القول و ضدّه منصوران ، وكلّ ذلك ] (*) بناءً على الواقعات و الخواطر !!
و تدّعي أنّ الأصحاب خلّطوا في الصّفات ، فقد قبّحتَ أكثر منهم ، و ما وسِعَتْكَ السّنّة . فاتقّ الله سبحانه ، و لا تتكلّم فيه برأيك فهذا خبرٌ غيبٌ ، لا يُسمع إلاّ من الرّسول المعصوم ، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصّحيحة ، و الّذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام .
ثمّ لك قصيدةٌ مسموعةٌ عليك في سائر الآفاق ، اعتقَدَها قومٌ و ماتوا ، بخلاف اعتقادِك الآن فيما يبلغُ عنك ، و سُمع منك منها :
حمانا الله و إيّاه من الاستكبار عن قبول النّصائح ، و وفّقنا و إيّاه لاتّباع السّلف الصّالح ، و بصّرنا بالسّنّة السّنيّة ، و لا حرمنا الاهتداء باللّفظات النّبوية ، و أعاذنا من الابتداع في الشّريعة المحمديّة ، فلا حاجة إلى ذلك ، فقد تُرِكنا على بيضاء نقيّة ، و أكمل الله لنا الدّين ، و أغنانا عن آراء المتنطّعين ، ففي كتاب الله و سنّة رسوله مَقْنَعٌ لكلّ من رَغِب أو رَهِب ، و رزقنا الله الاعتقاد السّليم ، و لا حَرَمنا التّوفيق ، فإذا حُرِمه العبد لم ينفع التّعليم ، و عَرَّفَنا أقدار نفوسنا ، و هدانا الصّراط المستقيم . و لا حول و لا قوّة إلا بالله العليّ العظيم ، و فوق كلّ ذي علمٍ عليم .
و بعد حمدالله سبحانه ، و الصّلاة على رسوله :
فلا يخفى أنّ " الدّين النّصيحة " ، خصوصاً للمولى الكريم ، و الرّبّ الرّحيم ، فكم قد زلّ قلمٌ ، و عثر قدمٌ ، و زلق متكلّمٌ ، و لا يحيطون به علماً ، قال عزّ من قائل : ﴿ و مِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لاَ هُدًى وَ لاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾ ( الحجّ : 8 ) .
و أنتَ يا عبد الرّحمن ، فما يزال يبلغُ عنك و يُسمع ُمنك ، و يُشاهد في كُتبك المسموعة عليك ، تذكر كثيراً ممّن كان قبلك من العلماء بالخطأ ، اعتقاداً منك أنّك تصدع بالحقّ من غير محاباةٍ ، و لا بدّ من الجريان في ميدان النّصح ، إمّا لتنتفع إن هداك الله ، و إمّا لتركيب حجّة الله عليك ، و يحذرَ النّاس قولك الفاسد ، و لا يغرّك كثرة اطّلاعك على العلوم ؛ فربّ مبلَّغٍ أوعى من سامعٍ ، و ربّ حامل فقهٍ لا فقهَ له ، و ربّ بحرٍ كَدرٍ و نهرٍ صافٍ ، فلستَ بأعلمَ من الرّسول ، حيث قال له الإمام عمر : " أتصلّي على ابن أبيّ ؟ " أَنْزَلَ القرآن (2) : ﴿ وَ لاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ منْهُم ﴾ ( التّوبة : 84 ) ، و لو كان لا يُنكر من قلّ علمُه على من كَثُر علمه إذاً لتعطّل الأمر بالمعروف ، و صرنا كبني إسرائيل حيث قال تعالى : ﴿ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ ( المائدة : 79 ) ، بل ينكر المفضول على الفاضل و ينكرُ الفاجر على الوليّ ، على تقدير معرفة الوليّ ، و إلاّ :فأين العنقاءُ ليُطلب ؟ و أين السّمندلُ ليُجلب ؟ (3)
إلى أن قال :
و اعلم أنّه قد كثر النّكير عليك من العلماء و الفضلاء ، و الأخيار في الآفاق ، بمقالتك الفاسدة في الصّفات ، و قد أبانوا وَهَاءَ مقالتك ، و حَكَوْا عنك أنّك أبَيْتَ النّصيحة ، فعندك من الأقوال الّتي لا تليق بالسّنّة ما يضيق الوقت عن ذكرها ، فذُكر عنْكَ : أنّك ذكرتَ في الملائكة المقرّبين الكرام الكاتبين ، فصلاً زعمتَ أنّه مواعظُ ، و هو تشقيقٌ و تَفَيْهُقٌ (4) ، و تكلّفٌ بشعٌ ، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، و كلام السّلف الصّالح الّذي لا يخالف سنّةً ، فعمدتَ و جعلتها مناظرةً معهم ، فمن أذِنَ لك في ذلك ؟ و هم مستغفرون للّذين آمنوا ، و لا يستكبرون عن عبادة الله ، و قد قرن شهادته بشهادتهم قبل أولي العلم ، و ما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا ، فتلكَ مسألةٌ أخرى ، فشرعتَ تقول : " إذا ثارت نار الحسد فمن يطفيها ؟ " و في الغيبة ما فيها ، مع كلامٍ غثٍّ ، " أليس منّا فلانٌ ؟ و منّا الأنبياء و الأولياء ؟ " مَنْ فعل هذا مِنَ السّلف قبلك ؟ و لو قال لك قائلٌ من الملائكة : أليسَ منكم فرعونُ و هامان ! أليس منكم من ادّعى الرّبوبية ! فعمّن أخذتَ هذه الأقوال المحدثة ، و العبارات المزوّقة ، الّتي لا طائل تحتها ؟ و قد شغلتَ بها النّاس عن الاشتغال بالعلم النّافع ، أحدُهم قد أُنسي القرآن و هو يُعيدُ فضل الملائكة و مناظرتهم ، و يتكلّم به في الآَفاق ، فأين الوعظ و التّذكير من هذه الأقوال الشّنيعة البشعة ؟
ثمّ تعرّضتَ لصفات الخالق تعالى ،كأنّها صدرت لا من صدرٍ سكن فيه احتشامُ العليّ العظيم ، و لا أملاها قلبٌ مليءٌ بالهيبة و التّعظيم ، بل مِن واقعات النّفوس البَهْرَجِيَّة الزّيوفِ ، و زعمتَ أنّ طائفةً من أهل السّنة و الأخيار تلقَّوْها و ما فهموا ! و حاشاهم من ذلك ، بل كفُّوا عن الثّرثرة و التّشدّق ، لا عجزاً - بحمد الله - عن الجدال و الخصام ، و لا جهلاً بطرق الكلام ، و إنّما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علمٍ و درايةٍ ، لا عن جهل و عماية .
و العجبُ ممّن ينتحل مذهب السّلف ، و لا يرى الخوضَ في الكلام ، ثمّ يُقْدِمُ على تفسير ما لم يره أوّلاً ، و يقول : " إذا قلنا كذا أدّى إلى كذا " ، و يقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده ، فهذا الّذي نهيتَ عنه ، وكيف تنقضُ عهدك و قولَك بقول فلانٍ و فلانٍ من المتأخّرين ؟ فلا تشمت بنا المبتدعة فيقولون : " تنسبوننا إلى البدع و أنتم أكثر بدعاً منّا ، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عَقْدِه ، و تثبتون معرفته وفضله ؟! " . كيف أقول ما لم يُقل ؟ فكيف يجوز أن تتّبعَ المتكلّمين في آرائهم ، و تخوضَ مع الخائضين فيما خاضوا فيه ، ثمّ تنكرُ عليهم ؟ هذا من العجب العجيب . و لو أنّ مخلوقاً وصف مخلوقاً مثلَه بصفاتٍ من غير رؤيةٍ و لا خبرٍ صادقٍ ، لكان كاذباً في إخباره ، فكيف تصفون الله سبحانه بشيءٍ ما وَقَفْتُم على صحّته ، بل بالظّنون و الواقعات ، و تنفونَ الصّفات الّتي رضيها لنفسه ، و أخبر بها رسوله بنقل الثّقات الأثبات ، بيُحتمل ، و يُحتمل ؟!
ثمّ لك في الكتاب الّذي أسميته " الكشف لمشكل الصّحيحين " مقالاتٌ عجيبةٌ ، تارةً تحكيها عن الخطّابيّ و غيره من المتأخّرين ، أََطّلعَ هؤلاء على الغيب ؟ و أنتم تقولون : " لا يجوز التّقليد في هذا " ، ثمّ : " ذكره فلانٌ ، ذكره ابنُ عقيلٍ " ! ، فنريد الدّليل من الذّاكر أيضاً ، فهو مجرّد دعوى ، و ليس الكلام في الله وصفاته بالهّين ليُلقى إلى مجاري الظّنون ...
إلى أن قال :
إذا أردتَ : " كان ابن عقيلٍ العالمُ " ، و إذا أردتَ : " صار لا يَفْهَمُ " ! أَوْهَيْتَ مقالته لما أردتَ .
ثمّ قال :
و ذكرتَ الكلام المُحدث على الحديث ، ثمّ قلتَ : " و الّذي يقع لي " ! فبهذا تقدم على الله ؟ و تقول : " قال علماؤنا ، والّذي يقع لي " ! تتكلّمون في الله عزّ و جلّ بواقعاتكم تخبرون عن صفاته ؟! ثمّ ما كفاك حتّى قلتَ : " هذا من تحريف بعض الرّواة " تحكّماً من غير دليلٍ ، و ما (5) رويتَ عن ثقةٍ آخر أنّه قال : " قد غيَّرَه الرّاوي " ! فلا ينبغي بالرّواة العُدولِ أنّهم حرَّفوا ، و لو جوَّزتم لهم الرّواية بالمعنى ، فهمْ أقرب إلى الإصابة منكم .
و أهل البدع إذاً ، كلّما رويتم حديثاً ينفرون منه ، يقولون : " يحتمل أنّه من تغيير بعض الرّواة " ، فإذا كان المذكورُ في الصّحيح المنقولُ من تحريف بعض الرّواة ؛ فقولكم و رأيكم في هذا ؛ يحتملُ أنّه من رأي بعض الغُواة !!
و تقول : " قد انزعج الخطّابيّ لهذه الألفاظ " فما الّذي أزعَجَه دون غيره ؟! و نراك تبني شيئاً ثمّ تنقضُه ، و تقول : " قد قال فلانٌ و فلانٌ " ، و تنسب ذلك إلى إمامنا أحمد - رضي الله عنه - و مذهبه معروفٌ في السّكوت عن مثل هذا ، و لا يفسّره ، بل صحّح الحديث و منع من تأويله .
و كثيرٌ ممن أخذ عنكَ العلم إذا رجع إلى بيته عَلِمَ بما في عَيبته من العيب ، و ذمّ مقالتك و أبطلها ، و قد سمعنا عنك ذلك [ من أعيان أصحابك المحبوبين عندك ، الّذين مدحتهم بالعلم ، و لا غَرَضَ لهم فيك ، بل أدّوا النّصيحة إلى عباد الله ، و لك القول و ضدّه منصوران ، وكلّ ذلك ] (*) بناءً على الواقعات و الخواطر !!
و تدّعي أنّ الأصحاب خلّطوا في الصّفات ، فقد قبّحتَ أكثر منهم ، و ما وسِعَتْكَ السّنّة . فاتقّ الله سبحانه ، و لا تتكلّم فيه برأيك فهذا خبرٌ غيبٌ ، لا يُسمع إلاّ من الرّسول المعصوم ، فقد نصبتم حرباً للأحاديث الصّحيحة ، و الّذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام .
ثمّ لك قصيدةٌ مسموعةٌ عليك في سائر الآفاق ، اعتقَدَها قومٌ و ماتوا ، بخلاف اعتقادِك الآن فيما يبلغُ عنك ، و سُمع منك منها :
و لو رأيتَ النّار هبت فغدت ... تحرق أهـل البغـي و العنـاد
و كلّما ألقـي فيهـا حطمـت ... و أهلكته و هـي فـي ازديـاد
فيضـع الجبّـار فيهـا قدمـاً ... جلّت عن التّشبيه بالأجسـاد
حسبي حسبي قد كفاني ما أرى ... من هيبـةٍ أذهبـت اشتـداد
فاحذر مقال مبتدعٍ فـي قولـه ... يـروم تأويـلاً بكـلّ وادي
و كلّما ألقـي فيهـا حطمـت ... و أهلكته و هـي فـي ازديـاد
فيضـع الجبّـار فيهـا قدمـاً ... جلّت عن التّشبيه بالأجسـاد
حسبي حسبي قد كفاني ما أرى ... من هيبـةٍ أذهبـت اشتـداد
فاحذر مقال مبتدعٍ فـي قولـه ... يـروم تأويـلاً بكـلّ وادي
فكيف هذه الأقوال : و ما معناها ؟ فإنّا نخاف أن تُحدث لنا قولاً ثالثاً ، فيذهب الاعتقاد الأوّل باطلاً . لقد آذيتَ عباد الله و أضلَلْتهم ، و صار شغلك نقل الأقوال فحسب ، و ابنُ عقيلٍ سامحه الله ، قد حُكي عنه: أنّه تاب بمحضرٍ من علماء وقته من مثل هذه الأقوال ، بمدينة السّلام - عمرها الله بالإسلام و السنّة - فهو بريءٌ - على هذا التّقدير- ممّا يوجد بخطّه ، أو يُنسب إليه منَ التّأويلات و الأقوال المخالفة للكتاب و السّنة .
و أنا وافدة النّاس و العلماء و الحفّاظ إليك ، فإمّا أن تنتهي عن هذه المقالات ، و تتوب التّوبة النّصوح ، كما تاب غيرُك ، و إلاّ كشفوا للنّاس أمرك ، و سيّروا ذلك في البلاد و بيّنوا وجه الأقوال الغثّة ، و هذا أمرٌ تُشُوِّر فيه ، و قُضي بليلٍ ، و الأرض لا تخلو من قائمٍ للّه بحجّة ، و الجرح لا شكّ مقدّمٌ على التّعديل ، و الله على ما نقول وكيل ، و قد أعذر من أنذر .
و إذا تأوّلتَ الصّفات على اللّغة ، و سوّغتَه لنفسك ، و أبيتَ النّصيحة ، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدّس الله روحه ، فلا يُمكنك الانتسابُ إليه بهذا ، فاختر لنفسك مذهباً ، إن مُكِّنت من ذلك ، و ما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحقّ في كلّ وقتٍ و لو ضُربوا بالسّيوف ، لا يخافون في الله لومة لائمٍ ، و لا يُبالون بشناعة مشنّعٍ ، و لا كذبِ كاذبٍ ، و لهم من الاسم العذب الهنيّ ، و تركِهم الدّنيا و إعراضِهم عنها اشتغالاً بالآخرة ما هو معلومٌ معروفٌ .
و لقد سوّدتَ وجوهنا بمقالتك الفاسدة ، و انفرادَك بنفسكَ ، كأنّك جبّارٌ من الجبابرة ، و لا كرامة لكَ و لا نُعمى ، و لا نمكِّنك من الجهر بمخالفة السّنة ، و لو استُقبل من الرّأي ما استُدبر، لم يُحكَ عنك كلامٌ في السّهل ، و لا في الجبل ، ولكن قدر الله و ما شاء فعل ، بيننا و بينك كتاب الله و سنّة رسوله ، قال الله تعالى : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ ( النّساء : 59 ) ، و لم يقل : إلى ابن الجوزيّ .
و ترى كلّ من أنكر عليك نَسبتَه إلى الجهل ، ففضل الله أُوتيتَه وحدك ؟! إذا جَهَّلت النّاس فمن يشهدُ لك أنّك عالمٌ ؟ و من أجهلُ منك ، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصحٍ ؟ و تقول : " من كان فلانٌ ؟ و من كان فلانٌ ؟ " !! مِن الأئمّة الّذين وصل العلم إليكَ عنهم ، من أنتَ إذاً ؟ فلقد استراح من خاف مقام ربّه ، و أحجم عن الخوض فيما لا يعلم ، لئلاّ يندم .
فانتبه يا مسكين قبل الممات ، و حَسِّن القول و العمل ، فقد قرب الأجل ، للّه الأمر من قبل و من بعد ، و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم " انتهت الرّسالة .
و أنا وافدة النّاس و العلماء و الحفّاظ إليك ، فإمّا أن تنتهي عن هذه المقالات ، و تتوب التّوبة النّصوح ، كما تاب غيرُك ، و إلاّ كشفوا للنّاس أمرك ، و سيّروا ذلك في البلاد و بيّنوا وجه الأقوال الغثّة ، و هذا أمرٌ تُشُوِّر فيه ، و قُضي بليلٍ ، و الأرض لا تخلو من قائمٍ للّه بحجّة ، و الجرح لا شكّ مقدّمٌ على التّعديل ، و الله على ما نقول وكيل ، و قد أعذر من أنذر .
و إذا تأوّلتَ الصّفات على اللّغة ، و سوّغتَه لنفسك ، و أبيتَ النّصيحة ، فليس هو مذهب الإمام الكبير أحمد بن حنبل قدّس الله روحه ، فلا يُمكنك الانتسابُ إليه بهذا ، فاختر لنفسك مذهباً ، إن مُكِّنت من ذلك ، و ما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحقّ في كلّ وقتٍ و لو ضُربوا بالسّيوف ، لا يخافون في الله لومة لائمٍ ، و لا يُبالون بشناعة مشنّعٍ ، و لا كذبِ كاذبٍ ، و لهم من الاسم العذب الهنيّ ، و تركِهم الدّنيا و إعراضِهم عنها اشتغالاً بالآخرة ما هو معلومٌ معروفٌ .
و لقد سوّدتَ وجوهنا بمقالتك الفاسدة ، و انفرادَك بنفسكَ ، كأنّك جبّارٌ من الجبابرة ، و لا كرامة لكَ و لا نُعمى ، و لا نمكِّنك من الجهر بمخالفة السّنة ، و لو استُقبل من الرّأي ما استُدبر، لم يُحكَ عنك كلامٌ في السّهل ، و لا في الجبل ، ولكن قدر الله و ما شاء فعل ، بيننا و بينك كتاب الله و سنّة رسوله ، قال الله تعالى : ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ﴾ ( النّساء : 59 ) ، و لم يقل : إلى ابن الجوزيّ .
و ترى كلّ من أنكر عليك نَسبتَه إلى الجهل ، ففضل الله أُوتيتَه وحدك ؟! إذا جَهَّلت النّاس فمن يشهدُ لك أنّك عالمٌ ؟ و من أجهلُ منك ، حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصحٍ ؟ و تقول : " من كان فلانٌ ؟ و من كان فلانٌ ؟ " !! مِن الأئمّة الّذين وصل العلم إليكَ عنهم ، من أنتَ إذاً ؟ فلقد استراح من خاف مقام ربّه ، و أحجم عن الخوض فيما لا يعلم ، لئلاّ يندم .
فانتبه يا مسكين قبل الممات ، و حَسِّن القول و العمل ، فقد قرب الأجل ، للّه الأمر من قبل و من بعد ، و لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم " انتهت الرّسالة .
قال الحافظ ابن رجبٍ :
و للشّيخ إسحاقَ أجزاءٌ مجموعةٌ و أربعينيّاتٌ حديثيّةٌ ، و غير ذلك ، و حدثّ و سمع منه جماعة ، و ذكر ابن الدّواليبيّ أنّه سمع منه .
و توفيّ في شهر ربيعٍ الأوّل سنة أربعٍ و ثلاثين و ستّمائةٍ ، أظنّ ب : " العَلْثِ " (6) .
و للشّيخ إسحاقَ أجزاءٌ مجموعةٌ و أربعينيّاتٌ حديثيّةٌ ، و غير ذلك ، و حدثّ و سمع منه جماعة ، و ذكر ابن الدّواليبيّ أنّه سمع منه .
و توفيّ في شهر ربيعٍ الأوّل سنة أربعٍ و ثلاثين و ستّمائةٍ ، أظنّ ب : " العَلْثِ " (6) .
انتهى النّقل عن الحافظ ابن رجبٍ ، وسأتبعُ هذا النّقل إن شاء الله بمشاركة فيها شيءٌ من الفوائد المستخرجة من هذه الرّسالة العظيمة في باب الردّ على المخالف ، والّذي كثر فيه الجهل و التّخليط من كثيرٍ ممّن لم يفهم بعدُ أصول الجرح و التّعديل ، و من الله التّوفيقُ كلُّه .
________________
(1) : من باب عزو الفضل إلى أهله ، فقد استفدتُ الإحالة إلى هذه التّرجمة من مقدّمة كتاب " كيد الشّيطان " لابن الجوزي بتحقيق أبي عبد الله العفيفيّ بمراجعة و تقديم أحمد أبي العينين و أبي بكر الجزائري ، و طبعتها مكتبة ابن عبّاس ، و قد ذكر المحقّق نصّ الرّسالة حين تعرّض لاعتقاد ابن الجوزيّ رحمه الله .
(2) : لعلّ الصّواب : فنزل القرآن ... و قول عمر رضي الله عنه مع سبب نزول الآية مخرّج في الصّحيحين ، و انظر تفسير ابن كثير [ أبو حاتم ] .
(3) : قال محقّق الذّيل : " قال الزّبيديّ : " السّمندل : كسفرجل ، أهمله الجوهريّ ، و قال أبو سعيد : طائر بالهند لا يحترق بالنّار ، و يقال فيه أيضا : السّبندل بالباء ، عن كراع ... " تاج العروس ( سمندل ) . و يُراجع : لسان العرب ، والحيوان ( 6/434 ) " .
(4) : تّشقيق الكلام : تحسين الكلام وتجميله ( القاموس المحيط ، مادّة : شقق ) ، و التّفَيْهُقُ في الكلام : التوسّع و التنطّع ، [اللّسان ( فهق ) ] و في الحديث النبوي : " إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَ أقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقاً، و إِنَّ مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَ أَبْعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةَ الثَّرثَارُونَ وَ المُتَشَدِّقُونَ وَ المُتَفَيْهِقُونَ ، قاُلوا: يا رسولَ الله قَدْ عَلِمْنَا الثَّرثَارِينَ وَ المُتَشَدِّقِينَ فَما المُتَفَيْهِقُونَ ؟ قال المُتَكَبِّرُونَ " رواه التّرمذي و صحّحه الألباني [ أبو حاتم ] .
(5) : ما هنا نافيةٌ ، حتّى يُفهم الكلام على وجهه [ أبو حاتم ] .
(*) : ليست في المطبوع من الذّيل ، و مثبتة في رسالة " كيد الشيطان " [ أبو حاتم ] .
(6) : العلث : بفتح أوّله و سكون ثانيه ، قرية على دجلة بين عُكبرَا و سامَرّاء ( معجم البلدان ، لياقوت ) [ أبو حاتم ] .
(1) : من باب عزو الفضل إلى أهله ، فقد استفدتُ الإحالة إلى هذه التّرجمة من مقدّمة كتاب " كيد الشّيطان " لابن الجوزي بتحقيق أبي عبد الله العفيفيّ بمراجعة و تقديم أحمد أبي العينين و أبي بكر الجزائري ، و طبعتها مكتبة ابن عبّاس ، و قد ذكر المحقّق نصّ الرّسالة حين تعرّض لاعتقاد ابن الجوزيّ رحمه الله .
(2) : لعلّ الصّواب : فنزل القرآن ... و قول عمر رضي الله عنه مع سبب نزول الآية مخرّج في الصّحيحين ، و انظر تفسير ابن كثير [ أبو حاتم ] .
(3) : قال محقّق الذّيل : " قال الزّبيديّ : " السّمندل : كسفرجل ، أهمله الجوهريّ ، و قال أبو سعيد : طائر بالهند لا يحترق بالنّار ، و يقال فيه أيضا : السّبندل بالباء ، عن كراع ... " تاج العروس ( سمندل ) . و يُراجع : لسان العرب ، والحيوان ( 6/434 ) " .
(4) : تّشقيق الكلام : تحسين الكلام وتجميله ( القاموس المحيط ، مادّة : شقق ) ، و التّفَيْهُقُ في الكلام : التوسّع و التنطّع ، [اللّسان ( فهق ) ] و في الحديث النبوي : " إنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَ أقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاَقاً، و إِنَّ مِنْ أَبْغَضِكُمْ إِلَيَّ وَ أَبْعَدِكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةَ الثَّرثَارُونَ وَ المُتَشَدِّقُونَ وَ المُتَفَيْهِقُونَ ، قاُلوا: يا رسولَ الله قَدْ عَلِمْنَا الثَّرثَارِينَ وَ المُتَشَدِّقِينَ فَما المُتَفَيْهِقُونَ ؟ قال المُتَكَبِّرُونَ " رواه التّرمذي و صحّحه الألباني [ أبو حاتم ] .
(5) : ما هنا نافيةٌ ، حتّى يُفهم الكلام على وجهه [ أبو حاتم ] .
(*) : ليست في المطبوع من الذّيل ، و مثبتة في رسالة " كيد الشيطان " [ أبو حاتم ] .
(6) : العلث : بفتح أوّله و سكون ثانيه ، قرية على دجلة بين عُكبرَا و سامَرّاء ( معجم البلدان ، لياقوت ) [ أبو حاتم ] .
والنقل
لطفا من هنا
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=364702