ابن القيم رحمه الله يقرر أصل ومنشأ الفتن وبماذا تدفع يامن تريد النجاة
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى:-
الفتنة نوعان :-
فتنة الشبهات . وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات –وقد يجتمعان للعبد وقد ينفرد بإحداهما
ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم ولا سيما اذااقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى فهنالك الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى فقل ما شئت في ضلال سيء القصد الحاكم عليه الهوى لاالهدى مع ضعف بصيرته وقلة علمه بما بعث الله به رسوله فهو من الدين قال الله تعالى فيهم )إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ( النجم -23-
- هذه الفتنة مآ لها الى الكفر والنفاق وهي فتنة المنافقين . وفتنة اهل البدع . على حسب مراتب بدعهم فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل والهدى بالضلال
- وهذه الفتنة تنشأ تارة من فهم فاسد وتارة من نقل كاذب وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به . وتارة من غرض فاسد وهوى متبع فهي من عمى في البصيرة وفساد في الإ رادة
- لا ينجى من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول وتحكيمه في دق الدين وجله ظاهره وباطنه . عقائده وأعماله حقائقه وشرائعه فيتلقى عنه حقائق الإ يمان وشرائع إلاسلام .
- اما النوع الثاني :- من الفتنة ففتنة الشهوات . وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله ) كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلا قهم فاستمتعتم بخلاقكم( التوبة -69-
- أي تمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها والخلاق هو النصيب المقدر ثم قال )وخضتم كالذي خاضوا( -69- فهذا الخوض با لباطل ، وهو الشبهات فأشار-سبحانه- في هذه الآية الى مايحصل به فساد القلوب والأ ديان من الاستمتاع بالخلاق ، والخوض بالباطل لأن فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل وتكلم به أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح . فالاول: هوالبدع وماوالاها . والثاني : فسق العمل .
- فالاول : فساد من جهة الشبهات –والثاني : من جهة الشهوات ولهذا كان السلف يقولون(احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا اعمته دنياه ) وكانوا يقولون (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل ، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ) –
- وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع والهوى على العقل
فالاول :- أصل فتنة الشبهة .
والثاني :- أصل فتنة الشهوة.
- ففتنة الشبهات تدفع باليقين وفتنة الشهوات تدفع بالصبرولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين . –)وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يؤقنون ( – السجدة -24- فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين وبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة .أ.ه
كتاب - ( إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان – ج 2- 160 -162)
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى:-
الفتنة نوعان :-
فتنة الشبهات . وهي أعظم الفتنتين وفتنة الشهوات –وقد يجتمعان للعبد وقد ينفرد بإحداهما
ففتنة الشبهات من ضعف البصيرة وقلة العلم ولا سيما اذااقترن بذلك فساد القصد وحصول الهوى فهنالك الفتنة العظمى والمصيبة الكبرى فقل ما شئت في ضلال سيء القصد الحاكم عليه الهوى لاالهدى مع ضعف بصيرته وقلة علمه بما بعث الله به رسوله فهو من الدين قال الله تعالى فيهم )إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ( النجم -23-
- هذه الفتنة مآ لها الى الكفر والنفاق وهي فتنة المنافقين . وفتنة اهل البدع . على حسب مراتب بدعهم فجميعهم إنما ابتدعوا من فتنة الشبهات التي اشتبه عليهم فيها الحق بالباطل والهدى بالضلال
- وهذه الفتنة تنشأ تارة من فهم فاسد وتارة من نقل كاذب وتارة من حق ثابت خفي على الرجل فلم يظفر به . وتارة من غرض فاسد وهوى متبع فهي من عمى في البصيرة وفساد في الإ رادة
- لا ينجى من هذه الفتنة إلا تجريد اتباع الرسول وتحكيمه في دق الدين وجله ظاهره وباطنه . عقائده وأعماله حقائقه وشرائعه فيتلقى عنه حقائق الإ يمان وشرائع إلاسلام .
- اما النوع الثاني :- من الفتنة ففتنة الشهوات . وقد جمع سبحانه بين ذكر الفتنتين في قوله ) كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالاً وأولاداً فاستمتعوا بخلا قهم فاستمتعتم بخلاقكم( التوبة -69-
- أي تمتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتها والخلاق هو النصيب المقدر ثم قال )وخضتم كالذي خاضوا( -69- فهذا الخوض با لباطل ، وهو الشبهات فأشار-سبحانه- في هذه الآية الى مايحصل به فساد القلوب والأ ديان من الاستمتاع بالخلاق ، والخوض بالباطل لأن فساد الدين إما أن يكون باعتقاد الباطل وتكلم به أو بالعمل بخلاف العلم الصحيح . فالاول: هوالبدع وماوالاها . والثاني : فسق العمل .
- فالاول : فساد من جهة الشبهات –والثاني : من جهة الشهوات ولهذا كان السلف يقولون(احذروا من الناس صنفين : صاحب هوى قد فتنه هواه وصاحب دنيا اعمته دنياه ) وكانوا يقولون (احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل ، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ) –
- وأصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع والهوى على العقل
فالاول :- أصل فتنة الشبهة .
والثاني :- أصل فتنة الشهوة.
- ففتنة الشبهات تدفع باليقين وفتنة الشهوات تدفع بالصبرولذلك جعل سبحانه إمامة الدين منوطة بهذين الأمرين . –)وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يؤقنون ( – السجدة -24- فدل على أنه بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين وبكمال العقل والصبر تدفع فتنة الشهوة وبكمال البصيرة واليقين تدفع فتنة الشبهة .أ.ه
كتاب - ( إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان – ج 2- 160 -162)