التهديدات الإيرانية
الشيخ: عبد الكريم الخضير يقول هذا: ما رأيكم فيمن يهدد أمن الحجيج بإثارة البلبلة لتحقيق أغراض سياسية، وما نصيحتكم للحجيج؟
أولاً: تهديد أمن الحجيج وأمن المسلمين عموماً والحجيج على وجه الخصوص الذين هم بصدد أداء عبادة ونسك من أعظم العبادات ومن أعظم الشعائر الظاهرة، هؤلاء أهدافهم تخريبية بسبب عداوات ترجع إلى أصول عقدية، ليس مردها إلى السياسة أبداً، ولذا لم يحصل من طوائف الكفر الذين لا ينتسبون إلى الدين ما حصل من هؤلاء المفسدين الذين تعود عداوتهم إلى أغراض عقدية، وفرض هيمنة سببها الخلاف في الاعتقاد؛ لأنهم لهم اعتقاداتهم التي اعتنقوها من الصدر الأول، بدءاً من الغلو بآل البيت –فيما يزعمون ويلبسون به على عوام الناس- وحصل منهم على مر التاريخ الاضطرابات والفتن، والمحن على المسلمين، ولا تكاد تخلو سنة من السنوات –كما في تاريخ ابن كثير وغيره- إلا ويحصل منهم شيء، والمصائب العظمى التي منيت بها الأمة على أيديهم أو على يد الكفار بسببهم لا تخفى، وأولهم كشر عن أنيابه وأظهر العداوة للمسلمين والمؤمنين، واستمر ذلك إلى آخرهم، حتى أن منهم من صرح بعبادة علي، وتأليه علي.
حجهم لبيت الله الحرام هو مجرد تلبيس على الناس، وإلا حجهم إلى مشاهدهم أفضل بكثير من حجهم إلى بيت الله الحرام، وألفوا في حج المشاهد، ومناسك المشاهد، وصرحوا بأن حجة إلى كربلاء أفضل من ألف حجة إلى بيت الله الحرام، هؤلاء إنما جاءوا ليفسدوا على الناس حجهم ونسكهم، ويخوفوا الآمنين ويروعوهم؛ لأنهم يعتبرونهم أعداء، ويكفرون الطوائف الأخرى، لا يترددون في تكفير أهل السنة، ومن هذا المنطلق يرونهم أعداء كغيرهم من الأعداء من طوائف الكفر من اليهود والنصارى -نسأل الله السلامة والعافية-.
ليس المسألة مسألة سياسة أو اختلاف سياسي، لا، هي جذور عقدية قديمة ضاربة في أطناب الأرض، لتخوم الأرض ضاربة، ليست المسألة قريبة وإلا، لا، المسألة لها جذور قديمة، ولها عداوات قديمة.
الذين طعنوا في كتاب الله -جل وعلا- ماذا يرجى منهم؟ الذين يدعون عصمة أئمتهم ودعوهم من دون الله، ماذا يرجى من ورائهم؟ الذين قذفوا عائشة بعد أن برأها الله -جل وعلا- من فوق سبع سماوات ماذا يرجى منهم؟ الذين كفروا خيار الأمة الذين حملوا لنا الدين، فلا دين يصل إلينا إلا بواسطتهم، وماداموا كفار –على حد زعمهم- وكلهم مرتدون إذاً ما الدين الذي حملوه، صحيح وإلا باطل؟ باطل الدين، وهم يسعون لإبطال الدين، لا يسعون إلى إسقاط أشخاص، فهم يبطلون الدين، ويسعون إلى إسقاط حملته.
وأما بالنسبة للحجيج فعليهم أن يعتصموا بحبل الله، وأن يتصدوا لمثل هؤلاء لو حصل منهم شيء، ويكفوا شرهم، ويوقفوهم عند حدهم على ما لا يترتب عليه مفسدة، ليس للإنسان أن يتصرف تصرفاً فردياً، هذا لا يجوز بحال؛ لأنه يترتب عليه مفاسد، لكن مع الجماعة، إذا تصدت لهم الأمة الإسلامية، أهل التوحيد، وأهل التحقيق الذين لم يلبسوا إيمانهم بشرك، ينضووا تحت لواء واحد، ويوقفوهم عند حدهم.
والله المستعان.
http://www.khudheir.com/text/5166http://www.khudheir.com/text/5166