خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 11.05.08 20:46


    تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين - حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
    محتوى : ... فيا عباد الله إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه مُنذر جيش يقول: "صبحكم ومساكم" ويقول صلى الله عليه وعلى اله وسلم: "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعة ضلالة" أخرجه مسلم وفى رواية للنسائي: "وكل ضلالة في النار" فيا عباد الله يا من تؤمنون بالله ورسوله يا من تتقون الله حق تقاته اتقوا الله تعالى واتبعوا هدي نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن هديه والله خير الهدي وسنته أقوم السنن، وسبيله أهدى السبل اتبعوا نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم في الشريعة لتتبعوا يوم القيامة على الصراط تنجون بذلك من عذاب النار اتبعوا نبيكم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عباداته، في أخلاقه، في معاملاته، اتبعوه في ذلك ظاهراً وباطناً في السراء والضراء ...




    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Snd-1 استماع المادة
    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Snd-2 تحميل المادة
    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Snd-3 المصدر : مؤسسة الإستقامة
    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Snd-4 حجم الملف : 3.06 MB
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    أبو محمد عبدالحميد الأثري
    المدير العام .. وفقه الله تعالى


    ذكر عدد الرسائل : 3581
    البلد : مصر السنية
    العمل : طالب علم
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 25/04/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف أبو محمد عبدالحميد الأثري 06.02.09 21:52

    إعفاء اللحية


    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Download



    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى 615888

    ما حد إعفاء اللحية؟ قال بعض علماء باكستان: إن اللحية يكفي منها ما يبدو على الوجه بشرط ألا يظن به أنه إنما هو نتيجة عدم حلقها بضعة أيام، فهل هذا القول صحيح أم لا؟



    ليس بصحيح بل الواجب إعفاؤها, وإرخاؤها, وتوفيرها, كما أمر بهذا النبي-عليه الصلاة والسلام- ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمر-رضي الله تعالى عنهما-أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قصوا الشوراب واعفوا اللحى خالفوا المشركين ), وفي رواية البخاري, :( قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين )، وعند مسلم من أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس ) ، فأمر بإرخاء اللحية, وأمر بإعفائها, وأمر بتوفيرها, فالواجب على المسلم أن يوفرها, ويعفيها, ويوفرها,ويرخيها ولا يأخذ منها شيئاً ولو طالت هكذا أمره نبيه-عليه الصلاة والسلام-, وأما من تساهل فيها فلا ينبغي أن يقتدى به, ولا ينبغي أن يحتج به؛ لأنه عاصي والعاصي لا يقتدى به في معصية, وأما ما ثبت عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما-أنه كان في الحج والعمرة يأخذ مازاد عن القبضة يقبض عليها بيده وما زاد وخرج من تحت يده أخذه فهذا وقع اجتهاد منه-رضي الله عنه-,والاجتهاد إذا خالف النص لا يقبل ولو من الصحابة إذا خالف الإجتهاد النص فالنص هو المعتبر, فالواجب على المسلم أن يعتمد على النص على قول النبي - صلى الله عليه وسلم -, وأن يعفي لحيته ويوفرها, ولا يأخذ منها شيء, لا في حج, ولا في عمرة ولا في غيرهما, واللحية هي ما نبت من الشعر في الذقن, والخدين هذه اللحية الشعر النابت على الخدين والذقن تسمى لتحية هكذا قال أئمة اللغة كما في القاموس, وفي لسان العرب, فعليك يا أخي أن تلزم إعفاءها, وتوفيرها, وألا تخدع بقول من يتساهل في ذلك رزق الله الجميع التوفيق والهداية .


    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Header_1

    والنقل
    لطفاً من هنا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 08.04.09 8:40

    اشكل علي أمر في كتاب ( اخبار الحمقى والمغفلين ) لابن الجوزي ؟
    بسم الله الرحمن الرحيم .

    إخواني الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير وصحة وصلاح وفلاح .

    تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام .

    حقيقة أنا عندي سؤال وهو : قرأت في كتاب ( أخبار الحمقى والمغفلين ) لابن الجوزي أن طول اللحية يدل على الحمق , وهو في الباب الخامس في ذكر صفات الأحمق !

    وسوف أذكر صفتين فقط للتأكيد :

    وقال عبد الملك بن مروان‏:‏ من طالت لحيته فهو كوسجٌ في عقله‏.‏

    وقال غيره‏:‏ من قصرت قامته وصغرت هامته وطالت لحيته فحقيقاً على المسلمين أن يعزوه في عقله‏.‏

    وقال أصحاب الفراسة‏:‏ إذا كان الرجل طويل القامة واللحية فاحكم عليه بالحمق وإذا انضاف إلى ذلك أن يكون رأسه صغيراً فلا تشك فيه‏.‏


    ونحن نعلم أن إطالة اللحية واجب بدون الدخول في تفاصيل الحكم الشرعي من وجوبها وغيره , لكن كما يراه علمائنا أن إطالة اللحية واجب .

    فكيف يصدر مثل هذا القول من ابن الجوزي رحمه الله ؟

    أريد التوضيح لي وللجميع فقد أشكل علي مثل هذا القول من مثل ابن الجوزي رحمه الله تعالى .

    وشكر الله لكم .


    =========


    هذا ليس كلام ابن الجوزي بل كلام الكثير من القدمى، وهو كثير جدا في كتب الأدب، بل واستخدمه علماء الجرح والتعديل في جرح الرواة .

    ===============

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    أخي الكريم ، أعتقد أن ابن الجوزي وغيره من القدماء يقصدون اللحية التي خرجت في طولها عن المعقول أوالمتعارف عليه.

    هذا من باب حسن الظن في أهل العلم.وهم ليسوا بمعصومين وكل يؤخذ من قوله ويرد.

    وقد ذكرني ماقلته، بما قرأته عن علم الفراسه، وأذكر أن الإمام الشافعي تعلم هذا العلم، وقد ذكرت الكتب قصة جميلة تخص الإمام الشافعي تدور حول مسألة الفراسة.

    عموما ما أذكره أن هذا العلم ، عبارة عن علم يتعلم فيه الشخص مواصفات معينة شكلية لأشخاص في الغالب يتميزون بصفات أخلاقية تلازم هذه الصفات الشكلية.

    وأعتقد أن ما ذكرته من هذا القبيل والله أعلم وأحكم.


    ================

    المقصود يا أخي الكريم - كما يفهم مما ورد في هذا الباب - أن يكون ما انسدل من اللحية طويلا جدا مع خفة ما على العارضين جدا حتى كأنه غير موجود، وهي صفة نادرة الحدوث في الناس.

    وليس المقصود أن يتركها الإنسان حتى تطول، فإن العادة الجارية في مثل هذا (أقصد تطويل اللحية) أن اللحية تكون طويلة من أسفل ومن اليمين ومن اليسار، وانظر إلى الحديث الذي فيه أن الصحابة كانوا يعرفون قراءة النبي في السرية باضطراب لحيته من خلفه.
    وفي الأثر عن علي بن أبي طالب أن لحيته كانت إلى سرته يعني مع استدارتها.

    وكذلك فقد نص علماء الفراسة على أن هذه الصفات المذكورة في كتبهم إنما هي أشياء غالبة لا حاصرة، ولذلك يجب اعتبار مجموع صفات الإنسان وينظر إلى الأكثر منها، فإذا فرضنا مثلا أن المتفرس وجد عشر علامات في الشخص؛ ثلاث منها تدل على الحمق، وسبع تدل على العقل، فإنه يعمل بالأغلب.

    والله أعلم.


    ==========

    هذه أخبار مروية يا أخي الكريم

    فلا علاقة لها بأن ابن الجوزي ألفه في أول حياته أو آخرها، ودعك مما يقول المستشرقون وأذنابهم فهم يفهمون كتبنا على مقتضى أسسهم هم!

    وكذلك فهذه الأخبار موجودة مشهورة في غير كتب ابن الجوزي


    ================

    السنة في اللحية أن تكون إلى القبضة. واللحية الطويلة غريبة خارجة عن الفطرة. فإذا علمت ذلك ذهب وجه الاستغراب إن شاء الله.

    ===============

    أحسن الله إليك

    أولا: هذه مسألة خلافية

    ثانيا: مسألة (القبضة وما فوق القبضة) هذا يدخل في التقصير وليس في أصل خلقة اللحية، والكلام هنا عن أصل الخلقة.

    ثالثا: إن كنت تريد أن هذا الرجل خالف السنة وهذا دليل حمقه، فهذا بعيد جدا؛ لأن أهل العلم يختلفون قديما وحديثا ويخالف بعضهم السنة لأسباب متعددة، ولم يقل أحد إن هذا دليل حمق.


    ==========

    رجح النووي كراهة الأخذ منها مطلقا، ذكره في شرح مسلم و حمل ابن حجر العسلاني كلامه على في غير المناسك لنص الشافعي على سنية الأخذ منها فيها. ذكره في فتح الباري

    قال النووي:

    ‏قوله صلى الله عليه وسلم : ( وأرخوا ) ‏
    ‏فهو أيضا بقطع الهمزة وبالخاء المعجمة , ومعناه اتركوها ولا تتعرضوا لها بتغيير . وذكر القاضي عياض أنه وقع في رواية الأكثرين كما ذكرنا , وأنه وقع عند ابن ماهان ( أرجوا ) بالجيم قيل : هو بمعنى الأول وأصله ( أرجئوا ) بالهمزة , فحذفت الهمزة تخفيفا , ومعناه : أخروها واتركوها , وجاء في رواية البخاري ( وفروا اللحى ) فحصل خمس روايات : أعفوا وأوفوا وأرخوا وأرجوا ووفروا , ومعناها كلها : تركها على حالها . هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه , وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم من العلماء .

    وقال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - يكره حلقها وقصها وتحريقها , وأما الأخذ من طولها وعرضها فحسن ,

    وتكره الشهرة في تعظيمها كما تكره في قصها وجزها . قال : وقد اختلف السلف هل لذلك حد ؟ فمنهم من لم يحدد شيئا في ذلك إلا أنه لا يتركها لحد الشهرة ويأخذ منها , وكره مالك طولها جدا ,

    ومنهم من حدد بما زاد على القبضة فيزال , ومنهم من كره الأخذ منها إلا في حج أو عمرة .

    . والمختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا ,

    انتهى.


    و صرح ابن حجر الهيتمي في التحفة بأنه ظاهر قول الأصحاب. و هو ما اعتمدوه

    تجده في باب العقيقة، قال:

    لأن ظاهر كلام أئمتنا كراهة الأخذ منها مطلقا وادعاء أنه حينئذ يشوه الخلقة ممنوع وإنما المشوه تركه تعهدها بالغسل والدهن وبحث الأذرعي كراهة حلق ما فوق الحلقوم من الشعر وقال غيره إنه مباح . انتهى

    لست بصدد مناقشة تلك الأقوال ولكن أذكر القول للعلم به. فهو معتمد الأصحاب


    ==========

    إنا لله وإنا إليه راجعون! كنا نظن أن من يعلق على اللحية وطولها ويستهزئ بمن يطلقها هم أهل الكفر أو أهل الفسق فقط وهانحن نرى ممن ينتسبون إلى العلم يسخرون من طول اللحية مع أن الله تعالى هو الذي خلق اللحية للرجال وهو الذي يخلق طولها ويقدره من شخص إلى آخر وأنا والله لا أحسن الظن بمن يستهزئ على شيء من خلق الله تعالى بل بشيء من الفطرة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وإني أشهدكم أني أبغضه في الله.

    ============

    جاء في ترجمة مجالد بن سعيد الهمداني من الميزان 3/ 438 : قيل لخالد الطحان : لم لم تكتب عن مجالد ؟ فقال : ( لأنه كان طويل اللحية ) .

    وأخرج ابن حبان في الثقات 9/162 عن أبي حنيفة قوله : ( يقولون : من كان طويل اللحية، لم يكن له عقل، ولقد رأيت علقمة بن مرثد طويل اللحية وافر العقل ) .

    والأمثلة كثيرة على جرح الأئمة للرواة بطول اللحية .


    ============

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك العوضي "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Viewpost
    ثالثا: إن كنت تريد أن هذا الرجل خالف السنة وهذا دليل حمقه، فهذا بعيد جدا؛ لأن أهل العلم يختلفون قديما وحديثا ويخالف بعضهم السنة لأسباب متعددة، ولم يقل أحد إن هذا دليل حمق.
    لا يا أخي وإنما قصدت أن الفطرة (وهي موافقة للسنة) هي عدم إطالة اللحية أكثر من قبضة تقريبياً. وهذا كان من العرف عندهم، يعني لم يكن الناس عادة يطيلون لحاهم فوق ذلك، إلا بعض الحمقى. فصار تطويل اللحية دلالة على الحمق في عرفهم، وإن كان في الأصل لا ارتباط بينه وبين ذلك. فهذا يدخل في باب خوارم المروءة. وإن كان من الأذكياء والعقلاء من يطيل لحيته، فهو نادر. أفلا ترى قول أبي حنيفة: يقولون : من كان طويل اللحية، لم يكن له عقل، ولقد رأيت علقمة بن مرثد طويل اللحية وافر العقل. أي أن علقمة خلاف الشائع.

    وما كان عرفاً في مجتمعهم لا يعني أنه حكم شرعي ينطبق على باقي العصور. أفلا ترى الأكل في الطريق؟ كان في عرفهم من خوارم المروءة، واليوم قد شاع، والله المستعان.


    ============

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    عفوا يا اخواني اعتقادي السابق غير صحيح.

    لذلك سأنقل لكم نص كلام ابن الجوزي أو ماورد في كتابه:

    " قال زياد ابن أبيه مازادت لحية رجل عن قبضته إلا كان ما زاد فيها نقصا من عقله، قال بعض الشعراء :
    إذا عرضت للفتى لحية وطالت
    فصارت إلى سرته فنقصان
    عقل الفتى بمقدار ما زاد في لحيته"

    وهذا يؤيد ماقيل من قبل والله أعلم


    ===========

    اقتباس:

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن حسن أبو خشبة "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Viewpost
    جاء في ترجمة مجالد بن سعيد الهمداني من الميزان 3/ 438 : قيل لخالد الطحان : لم لم تكتب عن مجالد ؟ فقال : ( لأنه كان طويل اللحية ) .
    وهو عند ابن عدي 6/420

    وجاء في ترجمة سالم بن خليفة العبسي من تهذيب التهذيب 1/256 : ( قال حسين الجعفي كان طويل اللحية أحمق ) .

    وفي ترجمة سالم بن أبي حفصةالعجلي 3/374 : ( قال سعيد بن منصور قلت لابن إدريس رأيت سالم بن أبي حفصة قال نعم رأيته طويل اللحية أحمقها
    وقال حسين الجعفي كان طويل اللحية أحمقها ) .

    وراجع فيض القدير 5/183


    ===========

    سئل الشيخ مقبل الوادعي كما في كتاب المقترح في أجوبة أسئلة المصطلح :

    السؤال180: في قولهم في كثير من الرجال: (فلان طويل اللحية) هل يحمل على أنه يرفع المراسيل، ويصل المنقطعات، وإلا فما وجه قولهم؟

    الجواب: عند بعض الأدباء الذين لا خير فيهم أن طول اللحية دليل على خفة العقل، فنحن إن شاء الله ما نحمل كلام المحدثين على هذا النحو السخيف، فالله أعلم بمرادهم، ولعله أيضًا من باب الحيدة عن الجواب الصحيح. أهـ


    =============

    سئل السخاوي كما في الأجوبة المرضية ص 1163

    329 - مسائل في الخضاب وإصلاح اللحية والسراويل

    الجواب : أما الخضاب ..............

    وأما إصلاح اللحية فقد روى إبن حبان في صحيحه ( قلت : قال المحقق لم أقف عليه في صحيح إبن

    حبان المطبوع وإنما أخرجه الترمذي في الأدب ... ) من حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده

    قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم ياخذ من طول لحيته وعرضها . وبه تمسك إبن عمر رضي الله

    عنه حيث كان يقبض لحيته ويزيل ما زاد . لكن قد ثبت في الصحيحين الأمر بتوفير اللحية - يعني

    عدم الخذ منها وإعفاءها - ويمكن أن يقال محله حيث لم يقع تشويه بطولها وخروجه عن العرف ،

    وإن كان بعض الأئمة كانت له لحية زائدة الطول ، بحيث كان إذا نام يجعلها في كيس حتى لا يتألم

    بتثنيتها ، وإذا ركب انفرقت ، فتقول العامة : سبحان الخالق ، ويسر هو بذلك إذ يقول : إنهم

    يستدلون بالصنعة على الصانع أو نحو هذا


    والنقل
    لطفـــــــــاً .. من هنــــــــــــــــا








    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.04.09 8:25

    وجوب إعفاء اللحية (إشكالات وأجوبة)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه بعض الإشكالات على وجوب إعفاء اللحية جمعتها من الردود التي رد بها مشايخنا في الملتقى على كتاب الجديع، وبعض الكتب ككتاب "التشبه المنهي عنه " وغيرها، آملاً النفع بها ،وأن يرزق الله الأجر والمثوبة من كتبها وقرأها وجمعها ..
    **********************
    الإشكال الأول :- أن اللحية من العادات والمظاهر التي يجب أن تكون على ما اعتاده أهل البلد كالعمامة والبرانس وغيرها، وأن النبي  قد أعفى لحيته لأن قومه كانوا يعفون لحاهم، وكذلك لبس العمامة لأن قومه كانوا يلبسونها ..
    والجواب : أن قياس اللحية على العادات أو اعتبارها منها خطأ ! لأن العمامة وغيرها غاية ما فيها أنها أفعال للنبي  فلم يرد بخصوصها أمر ولا نهي، فكيف يقال أن اللحية مثلها واللحية قد ورد فيها نصوص صحيحة ثابتة تخصها بحكم خاص ؟؟!
    *************************
    الإشكال الثاني :- أنه ورد في السنة أحاديث كثيرة فيها الأمر بمخالفة اليهود أو النصارى ومع ذلك هي من السنن وليست بواجبة مثل : قوله  :" خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم " ، وحديث :" إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم "، وكذلك حديث:" فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"، وحديث " أن النبي  كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم"، فالصلاة في النعال وصبغ الشيب وأكلة السحور وفرق الشعر كلها سنن مع أنها مقترنة بمخالفة الكفار أو أهل الكتاب فلماذا حُكم بوجوب إعفاء اللحية وما سواها بالسنية مع أنها نفس العلة ونفس الأمر ؟؟!!

    الجواب: هذا الإشكال قد تعلق به البعض بل وبنى قوله عليه، والرد عليه من وجوه :-
    الوجه الأول : أن المخالفة المنصوصة في الحديث جاءت بصيغة الأمر " والأمر في الأصل للوجوب ما لم يصرفه صارف " كما هو مقرر عند علماء الأصول ، فعلى هذا يكون حكم المخالفة الواردة " الوجوب "، ومما يزيد القول بالوجوب قوةً ما صح عن النبي  أنه قال:" من تشبه بقوم فهو منهم "، وهذا الحديث يدل على أن التشبه على أقل الأحوال محرم، ولا يكون ترك ذلك المُحرّم إلا بالمخالفة فتكون في الأصل واجبة ..
    الوجه الثاني : إذا تقرر لديك ما سبق وهو أن " المخالفة المأمور بها " واجبة بقي أن ننظر في الأحاديث السابقة وما الصارف الذي صرفها من الوجوب إلى الاستحباب، فنقول :
    *أما حديث :" خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم" فقد صرفه ما أخرجه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:" رأيت رسول الله  يصلي حافياً ومنتعلاً . " قال الألباني : حسن صحيح، وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه- عند أبي داود أيضاً- : أن رسول الله  قال " إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه ولا عن يساره فتكون عن يمين غيره إلا أن لا يكون عن يساره أحد وليضعهما بين رجليه " . قال الألباني : حسن صحيح. فهذه الأحاديث صرفت الأمر من الوجوب إلى الاستحباب .
    * وأما حديث :" إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم " .ففيه خلاف فقد جاء عن الإمام أحمد روايةٌ "بالوجوب"، وقد صُرف الأمر بالصبغ عن الوجوب بأمرين :-
    1- أن النبي  لم يخضب شعره كما جاء في الصحيحين من حديث محمد بن سيرين قال:"سألت أنساً أخضب النبي  ؟ قال لم يبلغ الشيب إلا قليلاً "وفي رواية مسلم " ولكن أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم".
    2- ترك جمع من الصحابة للخضاب ومنهم علي وأبي وسلمة وغيرهم فلو كان واجباً ما تركوه.(راجع فتح الباري 10 / 355).
    * وأما حديث :" فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"، فإنه جاء بصيغة الإخبار لا بصيغة الأمر، فلا حجة فيه !
    فإن قال قائل : جاء الأمر بالسحور في غيره من الأحاديث كما جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي  :" تسحروا فإن في السحور بركة " ومع ذلك فهو سنة ! فنقول الصارف له من الوجوب إلى السنية ما يلي :-
    1- أنه علل الأمر بالبركة بقوله :" فإن في السحور بركة " وطلب البركة غير واجب فصار السحور غير واجب.
    2- ومن الصوارف أن النبي  واصل بالصحابة حتى انتهى الشهر وهذا مستلزم لترك السحور فدل على أنه غير واجب.
    3- أن النبي  لما نهى عن الوصال علل النهي بالمشقة، ومفهومه أنه لو لم يكن فيه مشقة لأذن به، ولم يذكر النبي  لأصحابه أنكم إن واصلتم تركتم السحور وهو واجب عليكم، بل ذكر لهم المشقة فقط ولم يذكر لهم السحور، مما يدل على أن السحور سنة وليس بواجب.
    لكن قد يعترض معترض فيقول: إن النبي  لما نهى عن الوصال أوجب السحور لأنه أذن بالوصال حتى السحر مما يدل على أن السحور واجب ؟! فنقول: هذا كلام غير صحيح واستدلال في غيره محله والصحيح أنه يؤخذ من هذا الدليل أن من واصل الصيام حتى السحر وجب عليه السحور لأنه لا ينفك وصاله إلا به لا أن السحور واجب بنفسه.- هذا على قول من يقول بتحريم الوصال إلى السحر- !
    4- [ قبل ذكره يجب التنبيه على أمر وهو أن هذا الصارف الذي ذكرتُه إنما هو استنباط مني فلم أنقله عن أحد من أهل العلم ولم أطلع عليه عند أحد فيجب التنبه لذلك وإعادة النظر فيه ] من الأمور التي قد تكون من الصوارف هو أن أكلة السحور كانت محرمةً على المسلمين في أول الإسلام ثم نزلت الآيات بالإذن بذلك كما جاء في البخاري عن البراء رضي الله عنه قال: كان أصحاب محمد  إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها أعندك طعام ؟.قالت لا ولكن أنطلق فأطلب لك وكان يومه يعمل فغلبته عيناه فجاءته امرأته فلما رأته قالت خيبة لك فلما انتصف النهار غشي عليه فذكر ذلك للنبي  فنزلت هذه الآية { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم } . ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت { وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود }.
    فمن هذا يمكن أن نقول أن الأمر بالسحور جاء بعد الحظر والمنع والأمر بعد المنع والحظر يكون للإباحة أو الندب أو يكون لما كان عليه قبل المنع والحظر -على الأرجح- والسحور حكمه قبل المنع الإباحة، فيكون الأمر في هذه الحالة للإباحة أو الحث والتأكيد والندب. والله أعلم

    *وأما حديث " أن النبي  كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم" فغايته أنه فعل للنبي  ، وفعله  يدل على الاستحباب لا غير كما هو معلوم .
    الوجه الثالث : أنه جاء الأمر بإعفاء اللحية غير مقرون بالعلة كما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله  :" أحفوا الشوارب وأوفوا ( وفي رواية وأعفوا ) اللحى "
    وفي رواية " أن رسول الله  أمر بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحى " أخرج روايته البخاري (5554) ومسلم (259).
    وكما في حديث جابر:" كنا نؤمر أن نوفي السبال، ونأخذ من الشارب" (مصنف ابن أبي شيبة 5/25504).
    الوجه الرابع : أن الأمور السابقة كصبغ الشيب ولبس النعال وأكلة السحور وغيرها كلها طلب فعل أما إعفاء اللحية فطلب ترك وطلب الترك آكد من طلب الفعل لقول النبي  "فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.
    الوجه الخامس : أن النهي عن حلق اللحية ليس لعلة المخالفة فقط بل لما فيه من تغيير خلق والتشبه بالنساء والمثلة.

    *************************
    الإشكال الثالث : أن قص الشارب عند الجماهير سنة - بل إن بعضهم نقل الإجماع على سنيته - وهو مقترن مع إعفاء اللحية بنفس العلة والنص فيلزم أن يأخذ الإعفاء نفس حكم قص الشارب وهو السنية..!! [ هذا الإشكال داخل فيما قبله لكن أفردته لأهميته !! ]
    والجواب من وجوه:
    الوجه الأول : أن قص الشارب فيه خلاف فقد صح عن زيد بن الأرقم رضي الله عنه أن النبي  قال:" من لم يأخذ من شاربه فليس منا "
    وجاء توقيت هذا الأخذ في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
    " وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط، وحلق العانة أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة " فالأخذ من الشارب واجب بنص الحديث الأول، وبدلاله الحديث الثاني، وقوله: " وليس منا " لا يحتمل إلا وجوب الأخذ ولذلك قال العلامة ابن مفلح في الفروع (1/ 100):" وهذه الصيغة تقتضي عند أصحابنا التحريم "
    وقال أيضا (1/ 100):" وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض" ا.هـ
    وبنحوه ما جاء عن ابن عبد البر فقد قال في التمهيد (21/ 62):" وقد أجمعوا أنه لابد للمسلم من قص شاربه أو حلقه "
    وقال ابن حزم في المحلى (2/ 218):" وأما قص الشارب ففرض"
    وإلى وجوبه ذهب العلامة أبو بكر بن العربي كما في الفتح (10/ 339) ونقله ابن دقيق العيد عن بعض العلماء كما في الفتح أيضا (10/ 340).
    وبه قال العلامة ابن القيم فقد قال في تحفة المولود (177):
    " وأما قص الشارب فالدليل يقتضي وجوبه إذا طال، وهذا الذي يتعين القول به لأمر رسول الله  به، ولقوله: " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " ا.هـ
    بل قوله " يتعين " فيه إلزام للقول به، وأنه لا ينبغي القول بخلافه، وهذا صواب إذ كل من ترك القول بالوجوب فهو قد ترك حديث النبي : " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " ولا يجوز ترك حديث النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لا يمكن بحال حمل هذا الحديث على معنى يوافق القول بالاستحباب مطلقا.
    وقال العيني في عمدة القارئ (22/ 42) عند شرحه للترجمة:
    " أي هذا باب في بيان سنية قص الشارب بل وجوبه " ا.هـ
    وبه بوب الإمام أبو عوانة فقال في كتابه:
    " إيجاب جز الشوارب وإحفائه... "
    الوجه الثاني: أن قولهم بالسنية لقص الشارب باعتبار أن هناك صارفاً صرفه من الوجوب إلى الاستحباب وهو ما ذكره ابن حجر :" بأن الأشياء التي مقصودها مطلوب لتحسين الخلق وهي النظافة لا تحتاج إلى ورود أمر إيجاب للشارع فيها اكتفاء بدواعي الأنفس فمجرد الندب إليها كاف" فصار هذا الأمر صارفاً من الوجوب إلى الاستحباب وهذا الأمر لا يتأتى في إعفاء اللحية فليس إعفاؤها من أمور النظافة بخلاف قص الشارب.
    الوجه الثالث : ما ذكرناه سابقاً أن قص الشارب طلب فعل أما إعفاء اللحية فطلب ترك وطلب الترك آكد من طلب الفعل لقول النبي  "فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم" متفق عليه.

    *************************
    الإشكال الرابع : أن إعفاء اللحية مقرون بالمخالفة للمشركين والمجوس ولم يعد الآن في إعفائها مخالفة فلم تعد مشروعة .
    والجواب : أن الحكم المعلل بنص لا ينتفي إذا انتفت علته، لأن ثبوته بالنص لا بالقياس، وقول العلماء: الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً إنما هو في الأحكام الثابتة بالقياس لا الثابتة بالنصوص، والحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال، وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب ، كالرَّمل في الطواف.

    *************************
    الإشكال الخامس : أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث وهي علة ليست بقائمة الآن لأنهم يعفون لحاهم..!!
    الجواب من وجوه:
    الوجه الأول: أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم ولا ربعهم بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع .
    الوجه الثاني : أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة او لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب ، ألا ترى إلى الرَّمل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجلد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حمى يثرب ومع ذلك فقد زالت هذه العلة وبقى الحكم حيث رمل النبي  في حجة الوداع.
    الوجه الثالث : أن الكفار إذا فعلوا ما فعله المسلمون فإنه لا يلزم المسلمون ترك هذا الفعل لأنهم بهذا الفعل يكونون متشبهين بالمسلمين لا العكس...!!


    والنقل
    لطفـــاً .. من هنــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.05.09 13:05

    الرجاء من الأعضاء الكرام جمع أقوال السلف في حلق اللحية مع ذكر المصدر
    قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد
    ( ويحرم حلق اللحية ولا يفعله الا المخنثون من الرجال)


    =================

    حدثنا شيخنا المحدث يحيى بن علي الحجوري حفظه الله قال : قال الشيخ بن باز :
    (حالق اللحية مخنث) .

    أضف إلى ذلك :

    سماعي لشيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان حين سؤاله عن حكم تخفيف اللحية .. فأجاب :
    (الحمدلله اللحية ليست بثقيلة حتى تخفف .. ولم نسمع عن رجل سقط بسبب ثقل لحيته .فلا يجوز تخفيفها )


    ============

    قال الإمام الشافعي في الأم: (ولو أفرغ رجل على رأس رجل أو لحيته حميمًا أو نتفهما ولم تنبتا: كانت عليه حكومة، يزاد فيها بقدر الشين.
    ولو نبتا أرق مما كانا أو أقل أو نبتا وافرين: كانت عليه حكومة، ينقص منها إذا كانت أقل شينًا ويزاد فيها إذا كانت أكثر شينًا.
    ولو حلقه حلاق فنبت شعره كما كان أو أجود: لم يكن عليه شيء، والحلاق ليس بجناية؛ لأن فيه نسكًا في الرأس وليس فيه كثير ألم، وهو وإن كان في اللحية لا يجوز فليس فيه كثير ألم ولا ذهاب شعر؛ لأنه يستخلف.
    ولو استخلف الشعر ناقصا أو لم يستخلف: كانت فيه حكومة).. انتهى كلام الإمام الشافعي..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال الحصفكي الحنفي في الدر المختار: (وأما الأخذ منها وهي دون ذلك -أي دون القبضة- كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد، وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال السرخسي الحنفي في المبسوط وهو يعدد الفروق بين الرجل والمرأة في الحج: (ولا حلق عليها، إنما عليها التقصير، هكذا روي عن رسول الله "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Sallah أنه نهى النساء عن الحلق وأمرهن بالتقصير عند الخروج من الإحرام، ولأن الحلق في حقها مثلة، والمثلة حرام، وشعر الرأس زينة لها كاللحية للرجل، فكما لا يحلق الرجل لحيته عند الخروج من الإحرام لا تحلق هي رأسها)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال الكاساني الحنفي في بدائع الصنائع: (قال الشافعي: إذا حلق ينبغي أن يأخذ من لحيته شيئا لله تعالى، وهذا ليس بشيء؛ لأن الواجب حلق الرأس بالنص الذي تلونا، ولأن حلق اللحية من باب المثلة؛ لأن الله تعالى زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال الرشداني الحنفي في الهداية: (حلق الشعر في حق المرأة مثلة كحلق اللحية في حق الرجل) بتصرف..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال المرداوي الحنبلي في الإنصاف: (يحرم التعزير بحلق لحيته)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال الحجاوي في الإقناع: (إعفاء اللحية: ويحرم حلقها ولا يكره أخذ ما زاد على القبضة)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Midوقال ابن ضويان في منار السبيل، في: فصل في سنن الفطرة: (وحف الشارب وإعفاء اللحية: لحديث ابن عمر مرفوعا: {خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى} متفق عليه، وحرم حلقها، ذكره الشيخ تقي الدين، قاله في الفروع، ولا بأس بأخذ ما زاد على القبضة منها؛ لأن ابن عمر كان يفعله إذا حج أو اعتمر، رواه البخاري)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى: (ويحرم حلق اللحية)..

    "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Mid وقال ابن حزم في المحلى: (وَأَمَّا فَرْضُ قَصِّ الشَّارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَة: فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يُوسُف حدثنا [وساق إسناده] عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى Sallah: خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ, أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى).. وقال في مراتب الإجماع: (واتفقوا أن حلق جميع اللحية مثلة لا تجوز)..

    وأكتفي بهذا المقدار، وأرجو من الأخ السعداوي أن يرشدني أين قال ابن عبدالبر ما نقله هو عنه؟


    =====================

    حكم إطلاق اللحية



    إن مصادر الشرع في الإسلام أربعة ..
    الكتاب ..
    و السنة ..
    والإجماع..
    و القياس..
    فما يخرج من أمر و لا فتوى ..من عالم كبير و لا صغير ..من مهتد أو صاحب هوى.. من هذه الأربع..
    أما من الكتاب

    فقد ثبت في عدة آيات أن إعفاء اللحى من سنن الأنبياء..
    كمثل قوله تعالى { يابنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي}..

    وأثبت حرمة حلقها في ءايات منها قوله تعالى { ولآمرنهم فليُغيرنّ خلق الله ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبينا}
    فلا شك أن حلق اللحى من تغيير خلق الله..


    ______________________________________

    أما من السنة

    فقد تحقق و إستبان وجوب إعفاء اللحى ..وحرمة حلقها..
    و ذالك في أكثر من 20 حديثا صحيحا, أكثر من ثلاث في الصحيحين ..و الباقي في السنن والمسانيد..
    نورد منهم على سبيل المثال لا الحصر
    روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" جزوا الشوارب أرخوا اللحى وخالفوا المجوس".

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" خالفوا المشركين: أوفروا اللحى ، وأحفوا الشوارب " (البخاري و مسلم)
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فطرة الإسلام: الغسل يوم الجمعة ، والاستنان ، وأخذ الشارب ، وإعفاء اللحى ، فإن المجوس تعفي شواربها وتحفي لحاها ، فخالفوهم: حذوا شواربكم وأعفوا لحاكم" (السلسة الصحيحة 3123)
    والأحاديث كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، ومن مجموع الروايات يحصل عندنا خمس روايات. " اعفوا، وأوفوا، وأرخوا، و ارجوا، ووفروا". ومعناها جميعاً الأمر بترك اللحية على حالها وتكثيرها، وحيث أن كل هذه الأفعال أفعال أمر، والأمر في الشريعة يُأخذ للوجوب ما لم يأت نص أخر يحوله عن سابقه. فالأوامر هنا للوجوب، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء و أصحاب المذاهب بلا خلاف ..
    ______________________________________


    أما بالإجماع ..

    فقد نقل الإمام أبن حزم الأندلسي في {المحلّى} الإجماع على حرمة حلق اللحى و قص الشارب ..
    و قد حكى الإجماع على ذلك العلامة الشنقيطي فى شرح سنن الترمذى
    وأنت تعلم الحديث القائل .. { لا تجتمع أمتي على ضلالة} و المقصود هنا علماء أمتي .. والذي نقل بن حزم عنهم الإجماع..
    ..
    أما إذا أردت أقوال أصحاب المذاهب الأربعة ..مالك و الشافعي و بن حنبل و أبوحنيفة ..فإن أصحاب المذاهب الأربعة قد أجمعوا على حرمة حلقها..

    وإنظر أقوال العلماء فيها..
    قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري شرح صحيح البخاري": حقيقة الإعفاء الترك وترك التعرض لها أي اللحية، ويستلزم تكثيرها، وقال أيضاً: وفروا بتشديد الفاء من التوفير وهو الإبقاء، أي اتركوها وافرة، وإعفاء اللحية تركها على حالها .

    الشـافعية: قال الإمام الشافعي في كتابه "الأم": يحرم حلق اللحية. وكذلك نص الزركشي وأستاذه القفال الشاشي، على حرمة حلق اللحية، وكذلك الإمام النووي نص على حرمة حلق اللحية والأخذ منها .

    المالكية: قد نص الإمام مالك كما نُقِل ذلك في المسير على خليل: على حرمة حلق اللحية وتقصيرها، وقال ابن عبد البر في "التمهيد": يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال .

    الحنفية: قال ابن عابدين في "الدر المختار": يحرم حلق اللحية وأما الأخذ منها وهي دون القبضة كما يفعله المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد، وأخذها كلها فعل يهود الهنود ومجوس الأعاجم .

    الحنابلة: قال السفاريني في "غذاء الألباب": والمعتمد في المذهب بحرمة حلق اللحية ونص في الإقناع على ذلك، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الاختيارات العلمية": يحرم حلق اللحية، والأخذ من طولها ومن عرضها .

    الظاهرية: نقل الإمام أبو محمد بن حزم في "المُحلّى" الإجماع على أن قصّ الشارب وإعفاء اللحية فرض .

    وقال شيخ الإسلام بن تيمية في شرح العمدة ( فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها وأشد لأنه من المثلة المنهي عنها وهي محرمة) وقال أيضاً في الفتاوى الكبرى ( ويحرم حلق اللحية ويجب الختان) انتهى

    قال الغزالي في "إحياء علوم الدين" الجزء الثاني: ونتف الفنكين بدعة، وهما جانبا العنفقه، وشهد عند عمر بن عبد العزيز رجل كان ينتف فنكيه فرد شهادته، ونقل أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وابن أبي يعلى قاضي المدينة انه رد شهادة من كان ينتف لحيته .

    ونقل العدوي عن الإمام مالك، كما في "حاشية العدوي على الرسالة" أنه قال: حلق ما تحت الحنك فعل المجوس .

    وقال المباركفوري في "تحفة الاحوذي شرح سنن الترمذي": يحرم حلقها أو تقصيرها.

    قال الإمام النووي في شرح مسلم: والرأي المعتمد والذي عليه الأدلة عدم التعرض للحية لا من طولها ولا من عرضها وتركها على حالها، وقال في موضع آخر، واللحية زينة الرجال ومن تمام الخلق وبها ميز الله الرجال والنساء ومن علامات الكمال، ونتفها أول نباتها تشبه بالمرد وكذلك قصها أو حلقها من المنكرات الكبار. انتهى .

    وقال القرطبي في الأحكام: لا يجوز، أي اللحية حلقها ولا نتفها ولا قصها

    وقال الإمام المحقق ابن القيم، في "التبيان في أقسام القرآن": وأما شعر اللحية ففيه منافع منها الزينة والوقار والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يُرى على ذوى اللحى. ثم قال في موضع آخر: ثم تأمل إذا بلغ الرجل والمرأة اشتركا في نبات العانة وشعر الإبط ثم ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فإن الله عز وجل جعل الرجل قيماً على المرأة، وميزه عليها بما له من المهابة والعقل والوقار، ومنعت المرأة من ذلك لكمال الاستمتاع بها لتبقى نضارة وجهها وحسنها لا يشينه الشعر

    وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن في كلامه على حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية ) الحديث- ما نصه: (وأما إعفاء اللحية فهو إرسالها وتوفيرها. كره لنا أن نقصها كفعل بعض الأعاجم وكان من زي آل كسرى قص اللحى وتوفير الشوارب، فندب صلى الله عليه وسلم أمته إلى مخالفتهم في الزي والهيئة..) اهـ.

    وقال العلامة ابن مفلح رحمه الله في الفروع ما نصه: (ويحرم حلقها- يعني اللحية- ذكره شيخنا- يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله-). وقال أيضا: (وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض). انتهى

    وقال الحطاب المالكي في شرح خليل ( وحلق اللحية لا يجوز وكذلك الشارب وهو مثلة وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه إلا أن يريد الإحرام بالحج ويخشى طول شاربه) انتهى. ومراد الحطاب وغيره من المالكية بحلق الشارب المحرم هو استئصاله، وليس مجرد تقصيره، فإن ذلك مطلوب شرعاً بإجماع العلماء

    وقال ابن عابدين الحنفي في رد المحتار ( يحمل الإعفاء على إعفائها عن أن يأخذ غالبها أو كلها كما هو فعل مجوس الأعاجم من حلق لحاهم ويؤيده ما في مسلم عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وسلم ( جزوا الشوارب واعفوا اللحى خالفوا المجوس) فهذه الجملة واقعة موقع التعليل وأما الأخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغرب ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد) انتهى

    وقال الإمام ابن عبد البر في التمهيد (يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال) يعني بذلك المتشبهين بالنساء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيف شعر اللحية ـ رواه مسلم عن جابر، وفي رواية كثيف اللحية، وفي أخرى كث اللحية والمعنى واحد


    * و لو ذكرت كل أقوال العلماء لأحتجنا إلى أيام

    هذه أقوال بعض العلماء الأوائل .. أما من قال بها في بعض المتأخرين ؟؟

    من أقوال العلامة الشنقيطي: إن إطلاق و إرخاء اللحى سنة من سنن الأنبياء عليهم السلام وسمة من سمات العرب وهي من اعظم الفوارق الحسية بين الرجل والمرأة وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كث اللحية، عظيم اللحية، وهو من أجمل الخلق وأحسنهم صورة، والجدير بالذكر أن الرجال الذين فتحوا السند والهند وفارس والأندلس وبيزنطا، و ... لم يكن فيهم حليق، وكانوا أشد الناس تشبهاً واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم .

    قال العلامة السبكي، في كتابه "المنهل العذب المورود شرح سنن أبو داوود": فلذلك كان حلق اللحية محرماً عند أئمة المسلمين المجتهدين كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم. وقال أيضا: قد تساهل في هذا الزمان كثيراً من المتعلمين فحلقوا لحاهم ووفروا شواربهم، وتشبه جماعة منهم بالكافرين فحلقوا أطراف الشوارب ووفّروا ما تحت الأنف واغتر بهم كثير من الجاهلين وقلدوهم .

    قال الشيخ على محفوظ ، في كتابه "الإبداع في مضار الابتداع": اتفق أهل المذاهب الأربعة وغيرهم من الأئمة على حرمة حلق اللحية والأخذ منها، وهذه من أسوأ العادات التي انتشرت بين الناس حتى استحسنوا عادات الكفار واستقبحوا واستهجنوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم .

    قال الشيخ أبو بكر الجزائري ، المدرس في المسجد النبوي: أما اللحية فيوفرها حتى تملأ وجهه وترويه ويحرم حلقها أو الأخذ منها .

    قال العلامة ابن باز ، في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء : ولا يجوز حلق اللحية أو الأخذ منها والأدلة على ذلك كثيرة، ولا يجوز إجبار العسكريين على حلق لحاهم، وإن من يجبرهم فعليه الذنب والإثم .

    قال المحدث الألباني ، بعد أن ساق أدلة وجوب إعفاء اللحية من الكتاب والسنة: ومما لاشك فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويته وكان محباً لله ورسوله، أن يدرك من الأدلة السابقة وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها والأخذ منها دون القبضة .

    قال العلامة ابن العثيمين حلق اللحية محرم لأنه معصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أعفوا اللحى وحفوا الشوارب » ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين،

    وقد وجه سؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برقم 1140 ونصه: رجل حالق لحيته خطب في الجامع هل ترون أن نصلي وراءه؟ فأجابت اللجنة: حلق اللحية حرام، والإصرار على حلقها من الكبائر فيجب نصح حالقها والإنكار عليه، وعلى هذا إذا كان إماما لمسجد ولم ينتصح وجب عزله ولم تحدث فتنة وإلا وجبت الصلاة وراء غيره من أهل الصلاح والتقوى على من تيسر له ذلك، زجراً له وإنكارا لما هو علي .

    وقال الشيخ الشعراوي ، في جريدة "الحقيقة" : اللحية فرض والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك وأقول لبعض الناس، والمشايخ "" العلماء"" ألا يتسرعوا ويقولوا إن اللحية ليست فرض فيرتكبوا إثما كبيرا، ولكن فليقل إنها فرض ولا أقدر على إطلاقها، فيكونوا عاصين بدلا من أن يكونوا كافرين بالحكم وهذا يوردهم موارد الهلاك .

    وقال شيخ الأزهر جاد الحق: إن الفقهاء اعتبروا التعدي بإتلاف شعر اللحية حتى لا ينبت جناية تستوجب الدية كاملة، ولا خلاف بين الفقهاء في حرمة حلقها. وفى فتوى خاصة بالعسكريين قال: لا يجوز أن يتم إجبار المجندين على حلق لحاهم إن هم أرادوا ذلك امتثالاً لأوامر المصطفى صلى الله عليه وسلم .



    و خلاصة قول العلماء أن اللحية فرض أثم من حلقها وقد حكى الإجماع على ذلك ابن حزم والشنقيطي، وما ذكره بعضهم من الخلاف، فهو خلاف ضعيف جداً، ولا يعتد به.
    وليس كل خلاف جاء معتبراً *** إلا خلاف له حظ من النظر


    وليس حلق اللحية من الكبائر ، إلا أن يواظب عليه صاحبه ، لقول ابن عباس رصي الله عنهما : لاصغيرة مع الإصرار. فالإصرار على الصغيرة يلحقها بالكبائر ، والواجب : التوبة والإقلاع عن الذنوب كلها صغيرها وكيبرها ، وكما قيل : لاتنظر إلى صغر الذنب وانظر إلى عظمة من عصيت.

    و قد أعدها البعض من الكبائر للتشبه بالكفار, وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة كتابا جليلا عظيم الفائدة سماه: (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)، وذكر فيه من الآيات والأحاديث والآثار وكلام أهل العلم ما يدل على أن الشرع المطهر جاء بالنهي عن مشابهة الكفار والأمر بمخالفتهم.

    ....................

    فأخى فى الله

    بعد أن أتيت لك بالقرآن و السنة (و هذا والله يكفي) أتيت لك بأقول جماهير أهل العلم من السلف و الخلف, فهل إذا جاء شخص الأن فى زمن ندر فيه العلماء, و قال خلاف هذا أيمكن أن نأخذ بقوله, و هو مخالف لصحيح السنة؟؟؟

    فإذا أردت الفتوى فى اللحية, فقد رد عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم و أمرك : " خالفوا المشركين: أوفروا اللحى ، وأحفوا الشوارب " (البخاري و مسلم), و أعلم أن طاعتة ركن من أركان الإيمان به.

    قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}

    ويقول عز شأنه : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}

    يقول الله سبحانه : {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}.

    قال الله سبحانه: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

    ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل : يا رسول الله ، ومن يأبى؟! قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى). أخرجه الإمام البخاري في صحيحه

    و الرسول أمر فإذا كنت تحب الله فعلا و تحب الرسول صلى الله عليه وسلم فأتبعه و أطيعه.

    قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله)



    والنقل
    لطفــاً .. من هنــــــــــــــــــــا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.05.09 13:07

    إعفاء اللحية على ضوء الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إعفاء اللحية
    على ضوء الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ  [آل عمران102] .
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[النساء1].
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا  [الأحزاب70 - 71 ] .

    أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

    سأبدأ بعدة تساؤلات : ما هو حكم حلق اللحى ؟ وهل من حلقها كان مخالفاً لأمر الله ورسوله  ؟ وما هي عاقبة من خالف أمر الله ورسوله  ؟

    وسأورد الردود على بعض الشُبه التي تطرأ في حلق اللحية .

    قال تعالى : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [ النور 63 ] . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أي أمر رسول الله  . وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته . فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قُبِلَ ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان ..... إلى آخر ما قال رحمه الله . وقال تعالى :  وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً  [ النساء 115 ] . وقال تعالى :  وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً  [ الفرقان 27 ] . ويخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول  وما جاء به من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه ، وسلك طريقاً آخر غير سبيل الرسول  ، فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم،وعض على يديه حسرة وأسفاً . قاله ابن كثير رحمه الله . ثم إن الله جل ذكره أخبرنا عن أهل النار- إذا هم دخلوها – كيف يتأسفون ويتحسرون على ترك طاعتهم لله  ولرسوله  إذ لم يطيعوا الله ورسوله  ، يوم كانوا في الحياة الدنيا ميسراً لهم طاعة الله ورسوله ، فندموا حيث لم ينفعهم الندم وأسفوا حيث لم ينفعهم الأسف . (من كلام الإمام الآجري في الشريعة ص 411) . وقال الله تعالى :  يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا  [ الأحزاب 66 ] .

    وقال رسول الله  : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى " قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : " من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " . وقال  : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ، ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول : يا فلان ، عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه " صحيح الجامع . ومن المجاهرة حلق اللحية والخروج بدونها والإستخفاف بأوامر الله بدون خجل من معصيته أمام الناس.قال ابن بطال رحمه الله: ( في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين ، وفيه ضرب من العناد لهم ، وفي التستر بها السلامة من الإستخفاف ، لأن المعاصي تذل فاعلها ، ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ، ومن التعزير إن لم توجب حداً ، وإذا تمحض حق الله ، فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه ، فلذلك إذا ستره في الدنيا لم يفضحه في الآخرة ، والذي يجاهر يفوته جميع ذلك ) [ انظر: فتح الباري (10/487)] .

    فهل بعد ذلك أخي الحبيب جهر بمعصية وإستخفاف بدين الله ، هو يأمرك وأنت تعصيه ، ويا ليتك تُقر أنها معصية ولكنك تنكر وتأخذك العزة بالإثم وتسمع كلام المتفلسفة في دين الله ليخففوا ويحللوا لك عصيان الله على قلبك . ونسيت سنة رسول الله  الذي أمرك بهذا فاسمع كيف كانت لحيته  ، روى النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله  كث اللحية تملأ صدره) رواه البخاري رقم ( 3344) . وإعفاء اللحية من ملة إبراهيم الخليل التي لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه كما قال تعالى :وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ البقرة130 ، ومن سنة محمد  التي تبرأ ممن رغب عنها بقوله : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه . وإعفاء اللحية وإن كان شأن العرب وخاصيتهم إلا أن رسول الله  بأمره به قد نقله من كونه عرفاً وعادةً إلى كونه عبادة مأموراً بها مثاباً على فعلها معاقباً على تركها. والصادق في إيمانه يستجيب لأمر الله لأن مقتضى الإيمان التصديق والطاعة والاستسلام والانقياد لأمر الله تعالى .

    فأين الذين يقولون نحن نحب رسول الله  ويُقسِموا على ذلك :  قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ  [ النور 53 ] . ولقد صدق رسول الله  عندما أخبرنا أن شباب الإسلام ورجاله سيتبعون أهل الكفر والمجون والضلالة في أعمالهم خطوة بخطوة . روى البخاري حديث رقم (7319) عن أبي هريرة  عن النبي  قال: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبراَ بشبر وذراعاً بذراع " فقيل : يا رسول الله ، كفارس والروم ؟ فقال : " ومن الناس إلا أولئك " .

    إليك أخي الكريم أمره  بإعفاء اللحية والأحاديث الدالة على ذلك ، والرد على بعض أقوال المتفلسفة ، والذين يحاولون دائماً أن يقللوا من سنة النبي  : روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قول رسول الله  : " خالفوا المجوس ، احفوا الشوارب وأوفوا اللحى " . وفي رواية : " أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى ". وفي رواية : " خالفوا المشركين ، احفوا الشوارب وأوفوا اللحى " . وفي رواية مسلم : " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى ، خالفوا المجوس " . هذا وقد اتفق العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم (كما سيأتي) على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها عملا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله ، فكيف تطمئن نفس مسلم بمخالفة أمر الله ورسوله وهو يزعم أنه يؤمن بالله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه ويؤمن بالبعث بعد الموت والجزاء والحساب والجنة والنار.

    ======== يتبع ==========
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.05.09 13:09

    شبهة .
    فإن قال قائل : [ إن المشركين منهم من لا يحلق لحيته ومن باب المخالفة أن أحلقها أنا حتى أخالفهم ، نقول لهؤلاء : أما إعفاء لحاهم فهو من بقايا الدين الذي ورثوه عن إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كما ورثوا عنه الختان أيضاً فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في قوله تعالى :وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ [البقرة 124 ] قال : هي خصال الفطرة . وهذا يرشدنا إلى أصل مهم وهو أن مخالفة المشركين تارة تكون في أصل الحكم وتارة في وصف الحكم ، فمثلاً : إذا كانوا يستأصلون لحاهم وشواربهم خالفناهم في أصل ذلك الفعل بإعفاء اللحى وقص الشارب . وإن كانوا يوفرون لحاهم وشواربهم وافقناهم في أصل إعفاء اللحى وخالفناهم في صفة توفير الشوارب بقصها ] . [ من كتاب أدلة تحريم حلق اللحية للشيخ محمد بن إسماعيل ، ص(33) ] .

    وإذا كانوا يُخرجون الحائض من بيوتهم ولا يؤاكلونها ولا يجامعونها ، خالفناهم في الأصل ، بأن نجالسهن في البيوت ونأكل ونشرب معهن ولنا فيهن كل شيئ ، ووافقناهم في عدم النكاح فقط إلا من فوق الإزار كما ثبت ذلك عن النبي  قال : " اصنعوا كل شيء إلا النكاح " ، فهل يقول قائل : هيا نجامع النساء في حيضهم حتى نخالف اليهود ؟ ، إذاً أخي الكريم ليس معنى فعلهم لشيئ هو أصل للبشر ، يجب علينا أن نخالفهم فيه كلياً ، ولكن المخالفة تكون كما أمرنا ديننا ، فإذا أمرنا بمخالفتهم ثم أُمِرنا بإعفاء اللحية ، علمنا أن المخالفة تكون في أن يُترك الشارب يختلط باللحية ، فعلينا مخالفة ذلك ، وإتباع الفطرة ، وسنة نبينا  بإعفاء اللحية .

    وروى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله  :" عشر من الفطرة : قص الشارب ، وإعفاء اللحية ، والسواك ، وانتقاص الماء- يعني: الاستنجاء "، قال زكريا : قال مصعب : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة .


    ومن مخالفات حلق اللحية في الشرع ما يلي :
    1- أنها تغيير لخلق الله : والدليل قوله تعالى عن إبليس: وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ  [ النساء 119 ]. قالوا : هذا نص صريح في أن تغيير خلق الله بدون إذن منه تعالى : [ بإباحة ذلك الأمر ] ، تكون طاعة لأمر الشيطان وعصياناً لأوامر الرحمن . فلا جرم أن لعن رسول الله  المغيرات خلق الله للحسن ولا شك في دخول حلق اللحية للحسن [ ومن باب التزين ] في اللعن المذكور لأنه مأمور بغير ذلك . مثل المأمورة بعدم نمص الحواجب ولعنها رسول الله  ومع ذلك تصنعها من باب الحسن مخالفة للشرع فلا شك أنها تدخل في اللعن . وأن لعن رسول الله  للمرأة المغيرة لخلق الله مع كونه شرع لها التزين أكثر من الرجل ، يدل بالأولوية على تحريم هذا الفعل على الرجل وأنه داخل في تغيير الخلق وفي استحقاق اللعن والدليل على أن ما جاء في الرجال يدخل فيه النساء والعكس قوله  : " إنما النساء شقائق الرجال " وهو مخرج في [ صحيح أبي داود للألباني (234) ] . [ من كتاب أدلة تحريم حلق اللحية ص66 بتصرف] . وقال التَّهَانويُّ في تفسيره المسمى "بيان القرآن" إن حلق اللحية داخل في هذا التعبير – أي تغيير خلق الله - .

    2- أن حلق اللحية فيه رغبة عن سنة النبي  وسنة الخلفاء  وتشبه بأهل الكفر : قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ النور 63 ]. وقال تعالى :  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [ الأحزاب 21 ] . وقال  : " من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه . كما أنه لا يشك عاقل في أن إعفاء اللحية من سمات الصالحين كما قال الله تعالى محدثاً عن هارون عليه السلام عندما خاطب أخاه موسى عليه السلام حيث قال :  قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي [ طه94 ] .

    وروى البخاري حديث رقم (7320 ) عن أبي سعيد الخدري  عن النبي  قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلو جحر ضب تبعتموهم " ، قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : ( فمن ) .

    3- حلق اللحية تشبه بالنساء :
    قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( سبحان من زين الرجال باللحى والنساء بالذوائب ) . وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى : ( ولا يخفى أن في حلق الرجل لحيته التي ميزه الله بها على المرأة – أكبر تشبه بها ) .



    وإليك أخي الكريم بعض كلام أهل العلم في وجوب إعفاء اللحى وتحريم حلقها توضيحاً للفائدة وإيضاحاً لما سبق بيانه من دلالة الأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل العلم على ما ذكرنا ، مع العلم بأن اللحية هي ما نبت على الخدين والذقن كما في القاموس ولسان العرب . والله ولي التوفيق .

    1 . الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قال : ( ومما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويَّته أن كل دليل من هذه الأدلة كافٍ لإثبات وجوب إعفاء اللحية وحرمة حلقها ، فكيف بها مجتمعة ) .

    2 . الشيخ علي محفوظ في كتابه ( الإبداع في مضار الإبتداع ) : اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها والأخذ القريب منه :

    أ . مذهب الحنفية . قال في الدر المختار ، ويُحرم على الرجل قطع لحيته وصرح في النهاية بوجوب قطع ما زاد على القبضة ، وأما الأخذ منها دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة "مخنثة" الرجل فلم يبحه أحد ، وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الأعاجم..أهـ . (يعني بمخنثة الرجال : المتشبهين من الرجال بالنساء ، ومنه الحديث الصحيح عن النبي  : أنه لعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء) .

    ب . مذهب المالكية . حرمة حلق اللحية وكذا قصها إذا كان يحصل به مُثْلَةٌ ، وأما إذا طالت قليلاً وكان القص لا يحصل به مُثْلَةٌ فهو خلاف الأولى أو مكروه كما يؤخذ من شرح الرسالة لأبي الحسن وحاشيته للعلامة العدوي رحمهم الله تعالى .

    ج . مذهب الشافعية . قال في شرح العباب " فائدة " قال الشيخان : يكره حلق اللحية وإعترضه ابن الرفعة بأن الشافعي t نص في الأم على التحريم . وقال الأذرعي كما في حاشية الشرواني 9/376 : الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها . أ هـ. ومثله في حاشية ابن قاسم العبادي على الكتاب المذكور .

    د . مذهب الحنابلة . نص في تحريم حلق اللحية ، فمنهم من صرح بأن المعتمد حرمة حلقها ، ومنهم من صرح بالحرمة ولم يحك خلافاً كصاحب الإنصاف ، كما يعلم ذلك بالوقوف على شرح المنتهى وشرح منظومة الآداب وغيرهما .

    3 . شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني رحمه الله : ويُحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة ولم يُبحه أحد . وقال (شرح العمدة 1/236) فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشدّ، لأنه من المثلة المنهي عنها.
    4 . العلامة النووي رحمه الله في شرح مسلم لحديث ابن عمر وأبي هريرة لما ذكر كلام القاضي عياض رحمه الله في شرح حديث ابن عمر وأبي هريرة  بأنهما يأخذان من اللحية، ما نصه:(والمختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلاً ، والمختار في الشارب ترك الإستئصال والإقتصار على ما يبدو به طرف الشفة ..) أ هـ.

    5 . العلامة ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن في كلامه على حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي r أنه قال : " عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية .. " الحديث – ما نصه : (وأما إعفاء اللحية فهو إرسالها وتوفيرها . كُره لنا أن نقصها كفعل بعض الأعاجم وكان من زي آل كسرى قص اللحى وتوفير الشوارب فندب r أمته الى مخالفتهم في الزي والهيئة) أ هـ .

    6 . العلامة ابن مفلح رحمه الله في الفروع ما نصه : ( ويُحرم حلقها – يعني اللحية – ذكره شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -) وقال أيضاً : ( وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض) إنتهى المقصود من كلامه .

    7 . العلامة المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي بعد كلام سبق ما نصه : ( قلت : لو ثبت حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده المذكور في الباب المتقدم لكان قول الحسن البصري وعطاء أحسن الأقوال وأعدلها لكنه حديث ضعيف لا يصلح للإحتجاج به ، وأما قول من قال أنه إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد وإستدل بآثار ابن عمر وعمر وأبي هريرة  فهو ضعيف ، لأن أحاديث الإعفاء المرفوعة صحيحة تنفي هذه الآثار فهذه الآثار لا تصلح للاستدلال بها مع وجود هذه الأحاديث المرفوعة الصحيحة . فأسلم الأقوال هو قول من قال بظاهر أحاديث الإعفاء ، وكره أن يؤخذ شيء من طول اللحية وعرضها والله تعالى أعلم .. ) أ هـ . ومراده حديث عمرو بن شعيب المتقدم في كلام المباركفوري .

    8 . الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم الإسكندراني في أدلة تحريم حلق اللحية ص 135 : صرح جمهور الفقهاء بالتحريم ، ونص البعض على الكراهة وهي حكم قد يُطلق على المحظور لان المتقدمين يعبِّرون بالكراهة عن التحريم كما نقل ابن عبدالبر ذلك في جامع بيان العلم وفضله عن الإمام مالك وغيره . أهـ ، قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في أعلام الموقعين 1/39 : وقد غلط كثير من المتأخرين من أتباع الأئمة بسبب ذلك حيث تورع الأئمة عن إطلاق لفظ التحريم وأطلقوا لفظ الكراهة فنفى المتأخرون التحريم عما أطلق عليه الأئمة ، ثم سهل عليهم لفظ الكراهة وخَفّت مؤنته عليهم فحمله بعضهم على التنزيه. وتجاوز به آخرون الى كراهة ترك الأولى وهذا كثير جداً في تصرفاتهم فحصل بسببه غلط عظيم على الشريعة وعلى الأئمة .

    9 . الحطاب في مواهب الجليل : 1/216 : وحلق اللحية لا يجوز ، وكذلك الشارب مُثْلَةٌ وبدعة ويؤدب من حلق لحيته أو شاربه .

    10 . ابن يوسف الحنبلي في دليل الطالب 1/8 . ( فصل يسن حلق العانة ونتف الإبط وتقليم الأظفار والنظر في المرآة والتطيب بالطيب والإكتحال كل ليلة في كل عين ثلاثاً وحف الشارب وإعفاء اللحية وحُرِّمَ حلقها ولا بأس بأخذ ما زاد على القبضة منها ) .

    11 . البهوتي في كشاف القناع 1/75 .

    12 . ابن عبدالبر في التمهيد : ويُحرم حلق اللحية ، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال .

    13 . وقال ابن عابدين الحنفي: الأخذ من اللحية دون القبضة، كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يحبه أحد. (تنقيح الفتاوى الحامدية 1/329).وكذلك في رد المحتار 5/261 .

    14 . ابن حزم في مراتب الإجماع ص 157 : واتفقوا أن حلق اللحية مُثْلَةٌ لا تجوز. أ هـ ( المُثلَةُ بمعنى التشويه ) .

    15 . الشيخ إسماعيل الأنصاري رحمه الله تعالى في هامشه على تحريم حلق اللحى ص 6 لعبدالرحمن العاصمي .

    16 . الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى في رسالة تحريم الخضاب بالسواد : الذين يتجرّأون ويحلقونها ويخالفون أمر رسول الله  بإعفائها وبتوفيرها ، ورضوا بالتشبّه بأعداء الإسلام ، والنبي  يقول: " من تشبّه بقوم فهو منهم " . رواه أحمد بسند جيد كما قال شيخ الإسلام في ( إقتضاء الصراط المستقيم ) .

    17 . العراقي رحمه الله تعالى في طرح التثريب : ( وإستدل الجمهور على أن الأولى ترك اللحية على حالها ، وأن لا يقطع منها شيء ، وهو قول الشافعي وأصحابه ) .

    18 . الْقَاضِي عِيَاضٌ : يُكْرَهُ حَلْقُهَا وَقَصُّهَا وَتَحْرِيقُهَا .

    19 . الْقُرْطُبِيُّ فِي الْمُفْهِمِ : لَا يَجُوزُ حَلْقُهَا وَلَا نَتْفُهَا وَلَا قَصُّ الْكَثِيرِ مِنْهَا .

    20 . الإمام وليُّ الله الدهلوي في كتابه ( حجة الله البالغة 1/182 ) : وقصُّها – أي اللحية – سنة المجوس ، وفيه تغيير خلق الله .

    21 . الشيخ عثمان بن عبدالقادر الصافي في كتابه ( حكم الشرع في اللحية والأزياء ... ص19 ) : فمن ذا الذي يجرؤ على الزعم أن اللحية ليست من خلق الله ؟ بل هي ظاهرة كونية تدخل ضمن نطاق البُنية البشرية للإنسان ، كما سلف ذِكْرُهُ .. وعليه فلا مجالَ للمِراء في أن حَلقُها هو تبديلٌ لخلق الله ، فيكون معْنِيّاً في الآية الكريمة  وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ [ النساء 119 ] وداخلاً في عُمومها .

    22 . الشيخ العلامةُ أبو محمد بديع الدين الراشدي السِّنديُّ : وقد أخبر الصادق المصدوق  أن حلق اللحى من عادات المشركين ، فيجب على المسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله  وصدَّقُوه المخالفة لهم وعدمُ التشبه بهم ، فإنه ورد في ذلك وعيد شديدٌ عنه  بلفظ : "من تشبه بقوم فهو منهم" . سبق تخريجه. وقال العلامةُ التوربِشْتي : قصُّ اللحية كان من صنع الأعاجم وهو اليوم شعار كثير من المشركين كالإفرنج والهنود ومَنْ لا خَلاق له في الدين من الفِرَقِ الكافرةِ ، طَهَّرَ الله حَوْزَةَ الدين منهم . ( من كتاب إيفاء اللهى حاشية إعفاء اللحى ورقة 3 لمحمد حياة السندي وأبي محمد الراشدي ) .

    23 . العلامة الكاندهلوي ( نيل الأوطار 1/123 ) : ولا يرتاب مرتابٌ في أن التشبه الكامل بالنساء يحصل بحلق اللحية .

    24 . الشيخ أحمد قاسم العبادي - من الشافعية – ما نصه : قال ابن الرفعة في حاشية الكافية : إن الإمام الشافعي قد نصَّ في الأم على تحريم حلق اللحية ، وكذلك نصَّ الزركشي والحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القَفَّلُ الشاشيُّ في محاسن الشريعة على تحريم حلق اللحية .
    ========= يتبع ==========
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.05.09 13:10


    25 . قال السفارينيُّ – من أعيان الحنابلة - في غذاء الألباب 1/376 ما نصه: المعتمد في المذهب ، حُرمة حلق اللحية .

    26 . الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى قال : (حلق اللحية مُثْلَةٌ ، والرسول  ينهى عن المُثْلَةٌ) ذكر ذلك ابن عساكر .

    27 . وقال أبو الحسن ابن القطان -المالكي: واتفقوا أن حلق اللحية مُثْلَة لا تجوز. (الإقناع في مسائل الإجماع 2/3953).

    28 . عبدالجليل عيسى في كتابه مالا يجوز فيه الخلاف قال : ( حلق اللحية حرام عند الجمهور ، مكروه عند غيرهم ) .

    29 . الشيخ صالح بن فوزان الفوزان في البيان ص 312 : ( أن الأحاديث الصحيحة – يعني في اللحية - تدل على حرمة حلق اللحية ) .

    30 . وقد أفتى كثيرٌ من العلماء المعاصرين بحرمة حلق اللحية منهم : ( محمد سلطان المعصومي ، أحمد عبدالرحمن البنا الساعاتي ، أبو بكر الجزائري ، عبدالرحمن بن قاسم وغيرهم كثيرون ) .

    31 . الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى سُئِلَ عن حكم حلق اللحية مضطراً لمن يعمل في الجيش :
    أ . أنا في الجيش وأحلق لحيتي دائماً ، وذلك غصب عني ، هل هذا حرام أم لا ؟
    الجواب . لا يجوز حلق اللحية لأن رسول الله  أمر بإعفائها وإرخائها في أحاديث صحيحة ، وأخبر  : أن في إعفائها وإرخائها مخالفة للمجوس والمشركين ، وكان  كث اللحية ، وطاعة الرسول  واجبة علينا ، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله من أفضل الأعمال لأن الله  يقـول :  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ  [ الأحزاب 21 ] . وقال  :  وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [ الحشر 7 ] ، وقال  :  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [ النور 63 ] . والتشبه بالكفار من أعظم المنكرات ، ومن أسباب الحشر معهم يوم القيامة لقول النبي  : " من تشبه بقوم فهو منهم " سبق تخريجه. فإذا كنت في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطـعهم في ذلك ، لأن الرسول  قال : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجُرك لفعل ما يُغضب الله ، وأسباب الرزق الأُخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه . وفقك الله ويسر أمرك ، وثبتنا وإياك على دينه . ( من كتاب الفتاوى للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز- رحمه الله تعالى- ونشرت هذه الفتوى في جريدة المسلمون في العدد 532 ليوم الجمعة 15/11/1415هـ ) .
    ب . حكم حلق اللحية في حق العسكري . من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ . . . المكرم وفقه الله ، آمين . سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بعده : كتابكم المؤرخ 4/8/1395 هـ وصل وصلكم الله بهداه وما تضمنه من الأسئلة كان معلوماً ، وهذا نصها وجوابها :
    الأول : ما حكم حلق اللحية في حق العسكري الذي يُؤمر بذلك .
    والجواب : حلق اللحية لا يجوز وهكذا قصها لقول النبي  : " قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين " متفق عليه . وقوله  : " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس " مسلم. والواجب على المسلم طاعة الرسول  في كل شيء لقول الله   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ  [ النساء 59 ] . وأولي الأمر هم : الأمراء والعلماء ، والواجب طاعتهم فيما يأمرون به ما لم يُخالف الشرع فإذا خالف الشرع ما أُمروا به لم تجب طاعتهم في ذلك الشيء ، لقول النبي  : " إنما الطاعة في المعروف " السلسلة الصحيحة . وقوله  : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " السلسلة الصحيحة . وحكومتنا بحمد الله لا تأمر الجندي ولا غيره بحلق اللحية ، وإنما يقع ذلك من بعض المسئولين وغيرهم، فلا يجوز أن يُطاعوا في ذلك ، والواجب أن يُخاطبوا بالتي هي أحسن وأن يوضح لهم أن طاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة غيرهما . ( من كتاب الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) .
    ج . إجبار الطالب العسكري على حلق لحيته : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعده يا محب كتابك الكريم المؤرخ في 9/10/1988م وصل وصلك الله بهداه وما تضمنه من الإفادة بأنك قد إلتحقت بالكلية الأكاديمية العربية للنقل البحري في جمهورية مصر العربية وأن النظام لديها يُجبر الطالب على حلق لحيته .. وطلبك النصيحة والتوجيه حول الموضوع .. إلخ كان معلوماً ، وعليه نشكرك على حسن عنايتك وسؤالك عما يهمك من أمر دينك ، ونسأل الله لنا ولك الفقه في دينه والثبات عليه . ونفيدك بأنه قد ثبت عن رسول الله  أنه قال : " قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين " متفقٌ على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة  عن النبي  أنه قال : " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس " وبناءاً على ذلك أُوصيك بترك الكلية المذكورة والإنتقال إلى غيرها إذا أُجبرت على حلق لحيتك وسوف يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً لقوله  :  وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ  [ الطلاق 2 - 3 ] وعليك أن تلتزم التقوى والتوبة من حلق لحيتك وألا تعود إلى ذلك ومن تاب تاب الله عليه ، لقوله  :  وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى  [ طه 82 ] ونوصيك أيضاً بالإلتحاق بإحدى الجامعات السعودية كالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أو جامعة الملك عبد العزيز في جدة أو جامعة أم القرى بمكة أو غيرها من الجامعات والكليات الأُخرى في المملكة ونحن مستعدون لمساعدتك في ذلك إذا كتبت إلينا بذلك وأرفقت صورة من مؤهلاتك وتزكية من صاحب الفضيلة رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة الشيخ محمد علي عبد الرحيم . هذا ونسأل الله لنا ولك وللمسلمين التوفيق لما يرضيه وحسن العاقبة وصلاح النية والعمل إنه سبحانه خير مسئول . صدرت الإجابة من مكتب سماحته في 27/3/1409هـ برقم 872/1 . ( من كتاب الفتاوى للشيخ ابن باز رحمه الله ) .

    32 . الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى جاء في كتاب الشرح الممتع المجلد الثامن كتاب الجهاد ، مسألة : في بعض البلاد الإسلامية لا يمكن أن يدخل الإنسان الجيش حتى يحلق لحيته فيأمرونه بحلق اللحية ، فهل يلزمه الطاعة ؟
    الجواب : لا ، بل يقول وبكل صراحة لا سمع ولا طاعة ، ولا أوافقك على معصية الرسول  ، لأن الرسول  قال : " أعفوا اللحى" البخاري ومسلم ، وأنت تقول احلقوا اللحى ! فهذا مصادمة فلا قبول ، وليت أن الجيوش في البلاد الإسلامية تتفق على هذا وتمانع ، لكن مشكلتنا أن أكثرهم لا يهتم بمثل هذه الأمور فيبقى الإنسان منفرداً إذا أراد أن يمتنع عن المعصية ، وحينذٍ تبقى المسألة مشكلة ، ولكن لو أن الجيش كله قال : نحن لا نطيعك في معصية الله وصمموا على هذا ، لم يستطع الضابط ولا من فوق الضابط أن يُجبرهم على ذلك ، لكن مشكلتنا التخاذل ، وعدم الإهتمام بمثل هذه الأمور ، والناس يتهاونون في هذه المعصية ، ولا يهتمون بعظمة من عصوه ، ولا يرون أن الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة ، ولا يرون أن المعاصي سبب للفشل والهزيمة ، لان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، ولم يقل وللمسلمين لأن الإيمان أخص من الإسلام ، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمناً ، قال تعالى : قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ  [ الحجرات 14 ] . فالمعصية سبب الهزيمة ، ولا أدل على ذلك من جيش هُزم بمعصية ، مع أن أفضل جيش مشى على الأرض منذ خُلق آدم إلى أن تقوم الساعة ، وهم الصحابة  وقائدهم محمد  في غزوة أُحد ، قال الله تعالى فيهم :  حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ  [ آل عمران 152 ] ، أي : حصلت الهزيمة بسبب هذه المعصية ، وهي معصية واحدة ، مع أنها معصية كان فيها نوع من التأويل ، لأنهم لمَّا رأوا إنهزام المشركين ، وأن المسلمين بدأوا يجمعون الغنائم ظنوا أن الأمر إنتهى ، فنزلوا من المكان الذي جعلهم النبي  فيه حتى جاء المشركون من الخلف وحصل ما حصل . إذاً يلزم الجيش طاعته بشرط ألا يأمر بمعصية الله ، فإن أمر بمعصية الله فلا سمع ولا طاعة ، فهل المعنى لا سمع له ولا طاعة مطلقاً ، أو في هذه المعصية التي أمر بها ؟ . الجواب : الثاني هو المراد . أ هـ .

    وهذه مسألة للشيخ رحمه الله تعالى : لو كان هناك قطاع عسكري أو غيره يخلو من المُصلحين الذين يعلّمون الناس أحكام دينهم ، ولا يسمح لأحد بالوظيفة في هذا المكان إلا أن يحلق لحيته ، فهل أحلق لحيتي وأدعوا إلى الله في هذا المكان أو أتركه بالكلية ؟

    الإجابة : اتركهم بالكلية ، لأن الله تعالى يقول : (لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) البقرة 272 ، ويقول  : (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) النحل 125 ، ولا يمكن الدعوة إلى الله بالمعصية إطلاقاً ، وأنت إذا حلقت لحيتك وقعت في المعصية ، وليس عليك هداهم ، ثم إنه ربما تحلق اللحية بناء على ما تظنه من المصالح ولا تتحقق لك ، فتأتي مفسدة محققة لمصلحة غير محققة . من كتاب منظومة أصول الفقه وقواعده للشيخ العثيمين رحمه الله رحمة واسعة .

    وكذلك قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى : حلق اللحية مُحَرَّم لأنه معصية لرسول الله ، فإن النبي  قال : " أعفوا اللحى وحفوا الشوارب " ولأنه خروج عن هدي المرسلين إلى هدي المجوس والمشركين ، وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة هي شعر الوجه واللحيين والخدين بمعنى أن كل ما على الخدين وعلى اللحيين والذقن فهو من اللحية ، وأخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول  قال " أعفوا اللحى ... " " وأرخوا اللحى ... " " ووفروا اللحى ... " " وأوفوا اللحى ... " . مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ج11

    # فوائد طبية لإعفاء اللحية . إن هذا الشعر تجري فيه مفرزات دهنية من الجسد يلين بها الجلد ويبقى نَضِرَاً فيه حيويةُ الحياةِ وطراوتُها ، كالأرض المُخْضَلَّةِ المبتلة النابتة بالعشب الأخضر الذي يعاوده الماء بالسقي ، فهي به حية وحلقُ اللحية يُفَوِّتُ هذه الوظائفَ الإفرازية على الوجه ، فيبدو قاحلاً يابساً.(وجوب إعفاء اللحية للكاندهلوي ،حكم اللحية في الإسلام لمحمد الحامد).وفيها فائدة صحية أخرى وهي حماية لثة الأسنان من العوارض الطبيعية فهي لها وقاء منها كشعر الرأس للرأس ، والإسلام يريد أن يجعل لأتباعه كيانا خاصا وعلامة فارقة تميزهم عن سائر الناس فلا يذوبون في غيرهم اضمحلالاً وتقليداً وتبعية فيكون (إمعة) .

    ثم إعلم إن اللحية أمر فطري خلق عليه الرجال يتلاءم وما خلقوا له وما أمروا به، وفي حلق اللحية اعتداء على هذه الفطرة وتغيير لما خلق الله  وذلك من الكبائر. وهو مثلة في حق الرجل حقه أن يزجر وأن يؤدب لئلا يعود إليها. ولقد وصل الأمر إلى أن نعتبر ظهور شعر اللحية في الوجه أمراً غير محمود ولا كريم فيبادر البعض إلى إحفائه وإزالته طوعاً أو كرهاً طلباً لحسن المظهر في زعمه أو خوفاً من الاستهزاء أو الاستنكار وما يزال مفروضاً على شبابنا المسلم في القوات المسلحة بالدول الإسلامية أن يحلقوا لحاهم، وهذا أمر لا يليق ولا ينبغي فكيف يأمرون بأمر حرمه الله ورسوله والمؤمنون؟ وكيف يتأتى هذا في دولة دينها الرسمي الإسلام؟ وإعفاء اللحية من الواجبات الإسلامية ومن الشعارات المميزة للمسلمين؟ والمفروض من الجندي أن يكون رجلا بكل مظاهر الرجولة حتى يعطيه ذلك قوة وصلابة وبراً ويقيناً، ولقد كان ذلك بأمر المستعمرين حتى يبعدوا الشباب عن دينهم، أما وقد رحل المستعمر فحتم أن ترحل معه مبادئه المخالفة لشرعنا وشعائرنا. ولقد صارت اللحية الآن علامة على التدين والصلاح، ولقد مل الكثير من شبابنا المبادئ والأفكار المستوردة التي لا تتفق وديننا الحنيف وعرفنا الصحيح وبدءوا العودة إلى الدين كله، فعادت لهم الصورة الكريمة المهيبة الموقرة. وحق علينا أن نوفر السبل لهؤلاء ليتحقق لهم القدر الضروري من الفقه في الدين، حتى يلتزموا الصراط المستقيم ويسلكوا الطريق الوسط، بعيداً عن المبالغة والتغالي والإفراط. وحق علينا أن نتعهدهم وأن نرعاهم وأن نحسن إلى المحسن ونقدره ونكافئه، وأن نبصر المسيء بالحق والخير حتى يعود إلى الجادة، ولا خوف على الأمة إذا عاد شبابها إلى حظيرة الإيمان والعمل الصالح والعلم النافع، بل إن الرقي الحقيقي والسعادة الغامرة والفلاح والتوفيق في العودة إلى الإسلام خلقاً وسلوكاً وعبادة ومعاملة ومظهراً وشعاراً، أما الخوف الحقيقي على الأمة فإنما يكون بانسلاخ الشباب من ثياب الإيمان والعمل الصالح والعلم النافع إلى الفوضى والإلحاد والشك والفسق والجهل وما أخطر المسؤولية التي أنيطت بأعناق العلماء والدعاة. ولأجهزة الإعلام دورها الكبير الذي يجب أن تقوم به بعد طول غياب، ومسؤولية الأمراء والولاة والأئمة أن ييسروا السبيل وأن يشعروا الناس بالأمن والطمأنينة والسكينة بعد خوف قد طال.

    ============ يتبع ===========
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: "تحريم حلق اللحية وأنها من هدي سيد المرسلين" للعلامة بن عثيمين -رحمه الله تعالى

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 02.05.09 13:11

    وفي قوله تعالى  وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ  غافر64 لما في المحافظة على هذه الخصال من مناسبة ذلك، وكأنه قيل قد حَسَّنتُ صوركم فلا تشوهوها بما يقبحها أو حافظوا على ما يستمر به حسنها، وفي المحافظة عليها محافظة على المروءة والتأليف المطلوب .

    وقد يكون إعفاء اللحية في هذا الوقت شاقاً على كثير من الناس لمخالفته عادات المجتمع وعلى الأخص الزملاء والنظراء ، ولكن الأمر يسهل إذا قارن بين مصلحة إعفائها ومضرة حلقها . ومجاملة المخلوقين في معصية الخالق استسلام للهوى والنفس الأمارة بالسوء وضعف في الإيمان والعزيمة وسوف يموت الإنسان فينفرد في قبره بعمله ولا ينفعه أحد ، فكن أخي المسلم قدوة حسنة لأبنائك وغيرهم وكن عبدا لله لا عبداً للهوى.

    سؤالي لكل عاصي ممن يعملون في أعمال تُجبرهم على حلق لحاهم : هل إذا أكملت المدة التي يُسمح لك بالتقاعد فسوف تتقاعد من العمل طاعة لله أو إنك سوف تفكر في رزقك ورزق أبنائك وفي الراتب المغري وتفكر كذلك في النسبة القصوى من الراتب وسوف تقول مضطر ؟ ! أم إنك طاعةً لله سوف تتقاعد أو تغير من عملك مثلاً إذا كنت عسكرياً فبإمكانك التحويل إلى الصبغة المدنية بحيث لا تُجبر على حلق اللحية ؟ وذلك إذا كان همك طاعة الله تعالى .

    أتقوا الله أحبتي في الله وتفكروا بما قاله إمام دار الهجرة ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبي  ) ونصيحتي لكل مستفتي ألا يسأل أي عالم من العلماء وهو يريد الانتصار لرأيه .. فبعض الإخوة هداهم الله تعالى عندما يسألون عن مسألة معينة وهم لا يريدون إلا جواب واحد وهو الرخصة لهم كما حصل في مسألة اللحية بالنسبة لبعض البلاد فليتقي الله من كان سبباً في حلق الأكثرية من هذا البلد لحاهم بسبب ما سمعوه أن الشيخ الفلاني قال لكم رخصة في ذلك ، ونحن لسنا ملزمين بأخذ قول أي شيخ إذا خالف قول رسول الله  والعالم إذا اجتهد وأصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر .. وفي هذا البحث المتواضع نقلت بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة .

    وليتذكر الأحبة الكرام غزوة أُحد وما حصل بسبب معصية واحدة فهل بمعصيتي سوف أنصر الإسلام ؟! وقد أوردت فيما سبق أقوال العلماء الربانيين عن حلق اللحية للضرورة وليتذكر الأحبة الكرام كذلك قول المصطفى r " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه " وقوله  : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ".

    الله سبحانه وتعالى حينما أمر خليله إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام بذبح ابنه ماذا قال ، هل تكاسل وأخذ يفكر في ابنه مع إن الشيطان لم يفارقه ، وهل خاف على ابنه من الموت أو الجوع ... فالله هو من أمره بذلك وهو الذي أمرنا بإعفاء اللحية .

    وانظر إلى ما قال الله  عن السحرة حين أتاهم أمر الله :  فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى . قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى . قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى  سورة طه 70-73 . إذاً قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات مع أنه هددهم بقطع أيديهم وأرجلهم وليس لحاهم .. فانظر وقارن بينك وبينهم !

    وإذا كنت أخي الكريم خائفاً على نفسك وأهلك من الجوع والضياع في حال إعفاؤك للحيتك فأتقي الله وتذكر قوله  :  فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ  سورة آل عمران 37. رزقها  وهي في محرابها .. وكذلك قول هاجر عليها السلام آلله أمرك ؟! وهو الذي أمرني وإياك على لسان نبيه  بإعفاء اللحية كما تقدم ..

    قال البُخَاريّ: قال عبد الله بن محمد - هو أبو بكر بن أبي شيبه - حَدَّثَنا عبد الرزاق، حَدَّثَنا معمر، عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن عبد المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما عن الآخر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبَّاس قال: "أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقاً لتعفى أثرها على سارة". ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت ، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر، وسقاء فيه ماء . ثم قفّى إبراهيم منطلقاً، فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس به أنيس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مراراً؛ وجعل لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذا لا يضيعنا. ثم رجعت. فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهذه الدعوات ، ورفع يديه فقال:  رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ . سورة إبراهيم 37 .

    وتذكر كذلك قول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : " لو إنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً " . (السلسلة الصحيحة) .

    وكذلك قول الله تعالى محدثاً عن سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث قال : الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ. الشعراء 78-81. فتدبر أخي الكريم قول إبراهيم توكل على الله حق التوكل ، وثق بـ  إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا . سورة الحج 38. وتدبر قوله تعالى في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير وإن شرا فشر " . السلسلة الصحيحة .

    هل لاحظت أخي الكريم ما قاله الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
    (فإذا كنت في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك لأن الرسول  قال : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجُرك لفعل ما يُغضب الله ، وأسباب الرزق الأُخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه . وفقك الله ويسر أمرك ، وثبتنا وإياك على دينه) . ولا يفوتك أن تمعن النظر في كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى الذي قال (لكن مشكلتنا التخاذل ، وعدم الإهتمام بمثل هذه الأمور ، والناس يتهاونون في هذه المعصية ، ولا يهتمون بعظمة من عصوه ، ولا يرون أن الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة ، ولا يرون أن المعاصي سبب للفشل والهزيمة ، لان العزة لله ولرسوله وللمؤمنين) .

    كما لا يفوتني أن أذكرك بما قص علينا الله  عن من سبقنا : أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ البقرة214 . وقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : " إن من كان قبلكم كان يُنشر أحدهم بالمنشار ، ثم لا يصده ذلك عن دينه " رواه البخاري . إذاً المفروض نلوم أنفسنا على عدم طاعتنا لله الطاعة الحقة وعلى عدم الصبر على الابتلاءات .. لأننا نقول بأننا مجبورون على حلق اللحية ، فهل تم وضع المنشار على رؤوسنا لكي نحلق اللحية أو قيل ستقتل إن لم تحلق ؟! وإلى من يقول حلق اللحية أنما هي صغيرة من الصغائر يكون الرد عليه الإصرار على الصغيرة يكون كبيرة .. مالنا أحبتي في الله نريد النصر ونقول متى يأتي نصر الله ونحن نعصيه ونجتهد في معصيته  وهو القائل : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ محمد 7 . إذاً النصر مقيد بنصرنا لله لكي ينصرنا وكذلك يثبت أقدامنا .

    قال الدكتور السيد إبراهيم القاصد أخصائي العلاج الطبيعي بمعهد شلل الأطفال في إمبابة بجمهورية مصر العربية (كتاب اللحية في ضوء الكتاب والسنة للشيخ علي الطهطاوي) : وبالنسبة لي شخصياً هي تجربة خضتها وعملت بالأحاديث والقرآن الكريم إن حلق اللحية حرام بإجماع المذاهب الأربعة ، فلماذا افعل الحرام وأتمادى فيه من أجل منصب زائل – قال الشيخ الطهطاوي أهدي ذلك إلى السادة أصحاب المناصب سواء من موظفي الحكومة أو القطاعين العام والخاص ورجال التربية والتعليم وعلماء الأزهر والأوقاف - ، أو من أجل نظرات من البشر أو من أجل دنيا الإنسان عليها خطواته معدودة وأنفاسه محسوبة ، لماذا لا أقتدي بمن أرسله الله  لكي أطمع في نعيم باق فقمت على الفور بإعفاء لحيتي عن اقتناع ، أما الخوف من المنصب أو خلافه فـ لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. سورة التوبة 51 . وأيضاً إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا سورة الحج 38 . فعلى كل من يقرأ هذا الكتاب أن يقتنع ودليل الاقتناع هو العمل على إعفاء اللحى حيث ان أحاديثه في ذلك " صيغ أمر " والعمل بها فرض ثم ان اللحية من زينة الرجال ووقارهم فلماذا أتشبه بالنساء لتقليد غربي أعمى واترك الدين من اجل هذا التقليد الذي يوصل صاحبه الى عواقب جسيمة ، فهذا والله شيء عجب العجاب ، فأدعوا الله العلي القدير لكل قارئ لهذا الكتاب والمسلمين أجمعين بأن يتبعوا ما أمر به الرسول r وان يتصفوا به من حيث اللحية والعمل بأحاديثه r وما تحلى به ، والله الموفق لما فيه الخير والصلاح للمسلمين "آمين" .

    وأدعوا جميع الاخوة وكذلك الاخوات لقراءة هذه الفقرة من كلام ( السيدة فتيحة محمد الطاهر حسني، زوجة عبد الكريم التهامي المجاطي، المغربي الذي قُتل في أحداث الرس في السعودية بداية أبريل 2005م بمعية ابنه آدم المجاطي 11 عاماً ) في الحوار الصحفي الذي أجرته معها صحيفة الشرق الاوسط بتاريخ 15 يونيه 2005م :

    ( وكيف كانت علاقتك بكريم المجاطي، عندما كان يدرس في معهد التسيير المقاولاتي؟

    ـ كانت علاقتي به عادية جدا، لأني أكبره بسبع سنوات. وفي يوم من الأيام، منَّ الله تعالى عليَّ بارتداء الحجاب بعدما كنت أرتديه كل يوم جمعة من أجل الذهاب إلى المسجد، وكنت أشعر كلما أخلعه بعد العودة إلى المكتب كأني أزيل جلدي، ولم أكن أحضر أية دروس دينية آنذاك، فالمسألة في البداية كانت فطرية. وذات يوم اتخذت قرارا مصيريا بارتداء الحجاب، بعدما ظننت أني أشتغل في المعهد بكفاءتي المهنية وتكويني الثقافي، خصوصا أني لم أكن أشغل وظيفة عارضة أزياء أو مغنية، وبالتالي فمظهري يبقى شيئاً ثانوياً ، لكن عكس ما توقعت اصطدمت بإدارة المعهد، لأن المدير كان فرنسياً، كما أن المؤسسين له لم يقبلوا حجابي. وأنا الآن أتحدث عن عام 1991م الذي لم يكن فيه الحجاب منتشراً مثل اليوم ، ذلك أن المغرب وصلته الصحوة الإسلامية متأخرة، ومنذ ذلك الحين بدأت عملية الشد والجذب وسياسة الترغيب والترهيب من أجل إقناعي بنزع الحجاب، ووقف طلبة المعهد جميعهم بجانبي حيث كتبوا رسالة إلى مدير المعهد يحثونه فيها على عدم فصلي لأن الحجاب لا علاقة له بالعمل.

    * وماذا كان موقف المجاطي؟

    ـ مثل باقي الطلبة، فعندما ذهب الطلبة في عطلة كان للمجاطي موقف مساند لي، بشكل لا يتصور، في الوقت نفسه الذي كنت فيه بحاجة إلى نصير، واقتادوني إلى مفوضية الشرطة، وحاولوا الضغط عليَّ لتقديم الاستقالة، لكني رفضت ذلك وطلبت منهم طردي ومنحي جميع مستحقاتي عن الطرد التعسفي، لكنهم أرادوا إعطاء المثال لباقي النساء اللواتي يعملن في المعهد التابع لمجموعة من الشركات. وأذكر أني ارتديت الحجاب يوم 8 يوليو 1991م واشتغلت في ذلك المعهد مدة عام واحد، وبالتالي فمعرفتي بالمجاطي كانت خلال عام دراسي واحد فقط، وفي 25 سبتمبر 1991م تزوجت بأبي إلياس (المجاطي)، ولذلك فهذه الأحداث جميعهاً بدءا من الاشتغال في المعهد إلى الزواج، مرت في ظرف زمني لا يتعدى العام، وكنت أنا السبب في أن يعود المجاطي إلى الإسلام، لأننا قبل هذا الحادث كنا مسلمين بالوراثة ولم نكن نعرف أشياء كثيرة عن ديننا ) .

    فهل لاحظتم ماذا اختارت السيدة فتيحة (طاعة الله أومعصيته وعملها) ؟!!!!!

    ومما تقدم تعلم أن حرمة حلق اللحية هي دين الله وشرعه الذي لم يُشَرِّع لخلقه سواه ، وأن العمل على غير ذلك سفه وضلالة أو فسق وجهالة أو غفلة عن هدي سيدنا محمد r .. أ هـ .

    هذا وأسأل الله العلي القدير أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم .






    (الطبعة الثالثة- مزيدة ومنقحة)
    جميع الحقوق محفوظة للمؤلف ،
    فلا يجوز نشر أي جزء من هذه الرسالة ،
    أو تخزينها أو تسجيلها بأية وسيلة أو تصويرها
    أو ترجمتها دون موافقة خطية مُسبقة من المؤلف

    إعداد
    أبي عبدالرحمن
    مملكة البحرين - ذي الحجة 1426 هـ
    Khalid484@Maktoob.com
    

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 2:51