خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    توضيح المنهج الصحيح في طلب العلم لابن عثيمين رحمه الله

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية توضيح المنهج الصحيح في طلب العلم لابن عثيمين رحمه الله

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.09 8:59

    توضيح المنهج الصحيح في طلب العلم لابن عثيمين رحمه الله

    توضيح المنهج الصحيح في طلب العلم لابن عثيمين رحمه الله 470674

    12 - وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

    أرجو من فضيلتكم – حفظكم الله تعالى – توضيح المنهج الصحيح

    في طلب العلم في مختلف العلوم الشرعية جزاكم الله غيراً وغفر لكم؟

    فأجاب بقوله:

    العلوم الشرعية على أصناف منها:

    1- علم التفسير:

    فينبغي لطالب العلم أن يقرن التفسير بحفظ كتاب الله– عز وجل – اقتداء بالصحابة – رضي الله عنهم– حيث لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل،

    ولأجل أن يرتبط معنى القرآن الكريم بحفظ ألفاظه فيكون الإنسان ممن تلاه حق تلاوته لا سيما إذا طبقه.


    2- علم السنة:

    فيبدأ بما هو أصح، وأصح ما في السنة ما اتفق عليه البخاري ومسلم.

    لكن طلب السنة ينقسم إلى قسمين:

    قسم يريد الإنسان معرفة الأحكام الشرعية سواء في علم العقائد والتوحيد أو في علم الأحكام العملية،

    وهذا ينبغي أن يُركز على الكتب المؤلفة في هذا فيحفظها كبلوغ المرام، وعمدة الأحكام ، وكتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب التوحيد ، وما أشبه ذلك


    وتبقى الأمهات للمراجعة والقراءة، فهناك حفظ

    وهناك قراءة يقرأ الأمهات ويكثر من النظر فيها لأن في ذلك فائدتين:

    الأولى:
    الرجوع إلى الأصول.

    الثانية:
    تكرار أسماء الرجال على ذهنه،

    فإنه إذا تكررت أسماء الرجال لا يكاد يمر به رجل مثلا من رجال البخاري في أي سند كان إلا عرف أنه من رجال البخاري فيستفيد هذه الفائدة الحديثية.



    3- علم العقائد:

    كتبه كثيرة وأرى أن قراءتها في هذا الوقت تستغرق وقتاً كثيراً والفائدة موجودة في الزبد التي كتبها مثل شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله والعلامة ابن القيم، وعلماء نجد مثل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ومن بعده من العلماء.


    4- علم الفقه:

    ولا شك أن الإنسان ينبغي له أن يُركز على مذهب معين يحفظه ويحفظ أصوله وقواعده،

    لكن لا يعني ذلك أن نلتزم التزاماً بما قاله الإمام في هذا المذهب كما يلتزم بما قاله النبي e ،

    لكنه

    يبني الفقه على هذا ويأخذ من المذاهب الأخري ما قام الدليل على صحته،

    كما هي طريقة الأئمة من أتباع المذاهب كشيخ الإسلام ابن تيمية ، والنووي وغيرهما

    حتى يكون قد بنى على أصل،

    لأني أرى أن الذين أخذوا بالحديث دون أن يرجعوا إلى ما كتبه العلماء في الأحكام الشرعية،

    أرى عندهم شطحات كثيرة ، وإن كانوا أقوياء في الحديث وفي فهمه لكن يكون عندهم شطحات كثيرة؛ لأنهم بعيدون عما يتكلم به الفقهاء.

    فتجد عندهم من المسائل الغريبة ما تكاد تجزم بأنها مخالفة لإجماع أو يغلب على ظنك أنها مخالفة للإجماع،

    لهذا ينبغي للإنسان أن يربط فقهه بما كتبه الفقهاء- رحمهم الله –

    ولا يعني ذلك أن يجعل الإمام، إمام هذا المذهب كالرسول – عليه الصلاة والسلام – يأخذ بأقواله وأفعاله على وجه الالتزام،

    بل يستدل بها ويجعل هذا قاعدة ولا حرج

    بل يجب إذا رأى القول الصحيح في مذهب آخر أن يرجع إليه ،

    والغالب في مذهب الإمام أحمد أنه لا تكاد ترى مذهباً من المذاهب إلا وهو قول للإمام أحمد

    راجع كتب الروايتين في المذهب تجد أن الإمام أحمد – رحمه الله – لا يكاد يكون مذهب من المذاهب إلا وله قول يوافقه

    وذلك لأنه – رحمه الله – واسع الإطلاع ورجّاع للحق أينما كان

    فلذلك أرى

    أن الإنسان يركز على مذهب من المذاهب التي يختارها، وأحسن المذاهب فيما نعلم من حيث اتباع السنة مذهب الإمام أحمد رحمه الله – وإن كان غيره قد يكون أقرب إلى السنة من غيره،

    على إنه كما أشرت قبل قليل؛ لا تكاد تجد مذهباً من المذاهب إلا والإمام أحمد يوافقه – رحمه الله

    وأهم شيء أيضاً في منهج طالب العلم بعد النظر والقراءة،

    أن يكون فقيهاً،

    بمعنى أنه يعـرف حكم الشريعة وآثارها ومغزاها

    وأن يطبق ما علمه منها تطبيقاً حقيقياً بقدر ما يستطيع

    ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا [ (البقرة الآية: 286)

    لكن يحرص على التطبيق

    بقدر ما يستطيع،

    وأنا أكرر عليكم دائماً

    هذه النقطة (( التطبيق))

    سواء في العبادات أو الأخلاق أو في المعاملات.

    طبق
    حتى يُعرف أنك طالب علم عامل بما علمت.

    ونضرب مثلاً إذا مَر أحدكم بأخيه هل يشرع له أن يسلم عليه؟

    الجواب:

    نعم يشرع

    ولكن

    أرى الكثير يمر بإخوانه وكأنما مر بعمود لا يسلم عليه،

    وهذا خطأ عظيم حيث يمكن أن ننقد العامة إذا فعلوا مثل هذا الفعل،

    فكيف لا يُنتقد الطالب ؟

    وما الذي يضرك إذا قلت السلام عليكم ؟

    وكم يأتيك ؟

    عشر حسنات – تساوي الدنيا كلها عشر حسنات لو قيل للناس:

    كل من مر بأخيه وسلم عليه سيدفع له ريال، لوجدت الناس في الأسواق يدورون لكي يسلموا عليه؛ لأن سيحصل على ريال لكن عشر حسنات نفرط فيها.

    والله المستعان.

    وفائدة أخرى:

    المحبة والألفة بين الناس

    فالمحبة والألفة جاءت نصوص كثيرة بإثباتها وتمكينها وترسيخا، والنهي عما يضادها

    والمسائل التي تضاد كثيرة، كبيع المسلم على بيع أخيه، والخطبة على خطبة المسلم، وما أشبه ذلك،

    كل هذا دفعاُ للعداوة والبغضاء وجلباً للألفة والمحبة،

    وفيها أيضاً

    تحقيق الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم
    (( والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا)) (1)

    ومعلوم أن كل واحد منا يحب أن يصل إلى درجة يتحقق فيها الإيمان له؛ لأن أعمالنا البدنية قليلة وضعيفة.

    الصلاة يمضي أكثرها ونحن ندبر شئوناً أخرى، الصيام كذلك، الصدقة الله أعلم بها،

    فأعمالنا وإن فعلناها فهي هزيلة نحتاج إلى تقوية الإيمان،

    السلام مما يقوي الإيمان؛ لأن الرسول e قال:
    (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أخبركم بشيء إذ فعلتموه تحاببتم – يعني حصل لكم الإيمان – أفشوا السلام بينكم)) (1)

    هذه نقطة واحدة مما علمناه

    ولكننا أخللنا به كثيراً

    لذلك أقول:

    أسأل الله أن يعينني وإياكم على تطبيق ما علمنا ؛

    لأننا نعلم كثيرا ولكن لا نعمل إلا قليلاً،

    فعليكم يا إخواني بالعلم وعليكم بالعمل وعليكم بالتطبيق،

    فالعلم حجة عليكم

    العلم إذا غذيتموه بالعمل أزداد

    ] وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ
    [ (محمد الآية:17) .

    إذا غذيتموه بالعمل أزددتم نوراً وبرهاناً

    ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
    [ (لأنفال: الآية29) ]

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم
    [ (الحديد الآية:28)


    والآيات في هذا المعنى كثيرة،

    فعليكم بالتطبيق في العبادات وفي الأخلاق وفي المعاملات حتى تكونوا طلاب علم حقيقة،

    أسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب،

    والحمد لله رب العالمين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    انظر كتاب العلم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

    والنقل
    لطفـا من هنـــــا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25766



      الوقت/التاريخ الآن هو 26.11.24 17:51