خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    فائدة من كلام الإمام القرافي- رحمه الله تعالى - عن علو الهمة

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية فائدة من كلام الإمام القرافي- رحمه الله تعالى - عن علو الهمة

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 30.09.09 8:22

    فائدة من كلام الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _عن علو الهمة

    فائدة من كلام الإمام القرافي- رحمه الله تعالى - عن علو الهمة 470674



    قال الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _ في كتابه الذخيرة (5 / 502 ) :

    ( وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة

    فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك .

    فلم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام )



    ومن جميل ما قرأت عن الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ_ حفظه الله تعالى _
    ما جاء في صحيفة الجزيرة العدد ( 11520 ) يوم الجمعة ( 18 من جمادى الأولى 1424 ) :

    ( لم يستطع المهندسون المعماريون أن يخفوا دهشتهم من دقة الملاحظات والمصطلحات الهندسية التي يبديها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أثناء تفقده لبعض مشاريع الوزارة ضمن برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الذي تنفذه الوزارة حالياً في مناطق المملكة كافة .

    وتزايدت دهشة المهندسين المعماريين وهم يستمعون إلى ملاحظات معالي الوزير آل الشيخ الدقيقة وطرحه لأفكار هندسية ومعمارية لإجراء تعديلات فنية على ما جرى ويجري تنفيذه من أعمال البناء والصيانة ، تدل على خلفية علمية هندسية لمعاليه ، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن سر هذه الخبرة الهندسية التي قلما تتاح لعالم شرعي .

    وجاءت الإجابة التي لا يعرفها سوى قلائل من المحيطين بمعالي الوزير آل الشيخ لتبدد هذه الدهشة ، وهي أن معاليه درس بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود لمدة أربع سنوات متفوقاً قبل أن يتحول لدراسة العلم الشرعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض )

    ========

    من محاضرة الوصايا الجلية للدروس العلمية للشيخ صالح آل الشيخ


    ( 6 ) سألَ سائلٌ فقال:
    ما نصيبُ أصحابِ التخصصات العلمية ، كالهندسة ، والكيمياء ، وغيرها من هذه الدروسِ والدوراتِ ، وهم كُثُرٌ ، ويريدون الفائدةَ ؟ .

    فكانَ الجوابُ :
    من الواجب على كلِّ مسلمٍ أن يتعلمَ ما تصحُّ به عقيدتُه وما تصح به عبادتُه .

    وهذا واجبٌ على المهندسِ والطبيبِ والمتخصصِ في الرياضيات والكيمياء والمهندس المعماري والكمبيوتر وغيرها من الفنون.

    وهؤلاء يتعلمونَ ما تصحُّ به عقيدتُهم وعبادتُهم ، وهذه الدوراتُ فرصةٌ لهم يستفيدونَ علـمًا كثيرًا في وقتٍ وجيزٍ .

    فإن تخرّجوا وتوظَّفوا فيأخذونَ من كلِّ علمٍ ما يحتاجون إليه .

    ولا شكَّ أن أمثالَ هؤلاء لديهم استعداداتٌ فطريةٌ لِفَهْمِ العلومِ الشرعيةِ ، لهذا قال بعضُ الحكماء :
    " مَنْ لم يكنْ مهندسًا فلا يدخلُ داري " قالها لطائفةٍ . لأن عقولَ أصحابِ هذا الفنِّ مرتبةٌ تصلحُ للعلومِ الشرعية .

    وهناك علمان : علم الهندسة ، والطب ، أقرب ما يكون للعلوم الشرعية .

    ولهذا قال " الشافعيُّ " – رحمه الله - :
    " نظرتُ في العلوم فإذا أفضلُ العلومِ علمان :
    ( 1 ) علمُ الأديانِ .
    ( 2 ) علمُ الأبدانِ .

    فتأملتُ فإذا علمُ الأبدانِ الذي هو الطب يُنْجِي في الدنيا ؛ لأنه يُصْلِحُ أمر البدن فيها .

    وإذا بعلمِ الأديانِ يصلحُ البدنَ والروحَ في الدنيا والآخرة .

    فآثرتُ علمَ الأديانِ على علمِ الأبدانِ " .

    وكان " الشافعيُّ " - رحمه الله -
    متوجهًا للطبِّ ، وكان عنده علمٌ بالطبِّ والفراسةِ ، حتى كان موتُه بسببِ تعاطيه بعضَ العلاجاتِ الطبيةِ لقوةِ الحافظةِ .

    و " الشافعيُّ "
    كان مولده سنة خمسين ومئة ، ووفاتُه سنة أربعٍ ومئتين ، يعني عاش أربعًا وخمسين سنة ، فلم يُعَمَّرْ .

    وسببُ موته
    أنه تَعَاطَى بعضَ الأدويةِ ؛ لأنه يُحْسِنُ الطبَّ ، فَأَثَّرَتْ في دمه ، فأصابه نزيفٌ ، يعني : أصابَهُ انفجارٌ فماتَ .

    وهذا الإمامُ " ابنُ القيِّمِ " – رحمه الله - كان يعتني بالطب والفلك .

    وقد شَرّح في كتابه " مفتاح دار السعادة " جِسْمَ الإنسانِ تشريحًا عجيبًا ، ذكر الكبدَ ووصْفَها وتشريحها ، وطبقاتِ الجلد .

    لكن لا يصلح للعالم أن يُشْهِرَ هذه الأشياءَ .

    كما ذَكَرَ فيه صورةً للخسوفِ والكسوفِ ، وعمليةً حسابيةً هندسيةً من جهةِ الأشكالِ المخروطيَّةِ ، وحسابَ القطرِ والزوايا ، والزمنِ ، حيث إنَّك لو أخذتَ بها تستطيعُ أن تحسبَ وقتَ الكسوفِ والخسوفِ .

    فإذًا العلماءُ الربانيونَ الذين هم علماءُ الأمة كان لهم اشتغالٌ ببعضِ هذه العلومِ ؛ لأن هذه العلومَ تُورِثُ قُوَّةً في العقلِ .

    فمَنْ كان طبيبًا أو مهندسًا أو ما أشبه ذلك ، ووُفِّقَ لدراسةِ العلمِ الشرعيِّ فهو من أصحاب الهمم العالية .

    على قَدْرِ أهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ *** وتأتي على قَدْرِ الكِرَامِ المَكارِمُ

    ومن عجائب " الشافعيِّ " - رحمه الله -

    أنه كان يتعاطى علمَ الفراسةِ .

    والفراسةُ - كما هو معلومٌ - ثلاثةُ أقسامٍ :
    ( 1 ) فراسةٌ إيمانيةٌ .
    ( 2 ) وفراسةٌ رياضيةٌ .
    ( 3 ) وفراسةٌ طبيعيةٌ .
    تَعْلَمُونَها في العقيدة ( ) .

    والمقصودُ منها الفراسةُ الطبيعيةُ ، التي يستدل بها من الشكل ، كشكل الوجه ، على بعض ما خَفِيَ من الصفات .

    يقول مثلاً : هذا عيناه حادتانِ ، وهو دليلٌ على قوة الذكاء .
    وهذا عيناه باردتانِ ، وهو دليلٌ على الغباء .
    وهذا مِشْيَتُهُ تدلُّ على أنه مستعجلٌ في أموره .
    وهذا شكل جبهته تدلُّ على كذا .
    يقول هذا عن طريقِ الفراسةِ من دونِ أن يكون قد خالط هؤلاء .
    وهذا العلمُ موجودٌ قديمًا في الناس ، ومنه ما هو صوابٌ ومنه ما هو غَلَطٌ .

    و " الشافعيُّ " – رحمه الله - تعاطاه .
    قال : " خَرَجْتُ إلى اليَمَنِ في طلب كتُبِ الفراسةِ ، حتى كَتَبْتُها وجَمَعْتُها ، ثم لَمَّا حَانَ انْصِرافي ، مررتُ على رجلٍ في طريقي ، وهو مُحْتَبٍ بِفِنَاءِ دارِه ، أزرقُ العينينِ ، ناتِئُ الجبهةِ ، سِنَاطٌ ( ) . فقلت له : هلْ من مَنْزِلٍ ؟ فقال : نعم .

    ( قال الشافعيُّ ) : وهذا النعتُ أَخْبَثُ ما يكونُ في الفِراسةِ ، فأنْزَلني فرأيْتُ أكْرَمَ رجلٍ . بَعَثَ إليَّ بِعَشَاءٍ وطِيبٍ ، وعَلَفٍ لدابَّتِي ، وفِراشٍ ولِحافٍ ، فجعَلْتُ أَتَقَلَّبُ الليلَ أجمعَ ، ما أصْنَعُ بهذه الكُتُبِ ؟ إذْ رأيْتُ هذا النعتَ في هذا الرجلِ ، فرأيتُ أكرَمَ رجلٍ ، فقلت : أَرْمي بهذه الكتبِ .

    فلما أْصْبحْتُ قلتُ للغلام : أسْرِجْ ، فأسْرَجَ ، فَرَكِبْتُ ومررتُ عليه وقلتُ له : إذا قَدِمْتَ مكةَ ، ومررتَ بذِي طُوىً ( ) فسلْ عن منْزلِ محمدِ بنِ إدريسَ الشافعيِّ .
    فقال لي الرجلُ : أَمَوْلًى لأبيكَ أنا ؟! قلتُ : لا .
    قالَ : فهلْ كانتْ لك عندي نِعْمَةٌ ؟! فقلتُ : لا .
    فقال أينَ ما تَكَلَّفْتُ لك البارحةَ ؟ .
    قلت : وما هُوَ ؟
    قال : اشتريتُ لك طعامًا بدِرْهَمَيْنِ ، وإدامًا بكذا ، وعِطْرًا بثلاثةِ دراهِمَ وعَلَفًا لدابَّتِكَ . وكِراءُ الفِرَاشِ واللِّحافِ دِرهمانِ .
    قال : قلتُ : يا غُلامُ أعطِهِ . فَهَلْ بقي من شيءٍ ؟
    قال : كِراءُ المنْزلِ ، فإنِّي وسَّعْتُ عليك وضَيَّقْتُ على نفسي .
    ( قال الشافعيُّ ) فَغَبَطْتُ نفسي بتلكَ الكُتُبِ .
    فقلتُ له بعد ذلك : هل بَقِيَ من شيءٍ ؟
    قال : اِمْضِ ، أخْزَاكَ اللهُ ، فما رأيتُ قطُّ شرًّا منكَ " .
    هذا أثّر في " الشافعيِّ " – رحمه الله تعالى - حتى إنه كان يسأل إذا أتى له خادمه بطعام : ممن اشتريتَه ؟ ، صِفْه لي . فيقول : صِفَتُه كذا وكذا . فقال : لن آكلَه ، هذه أبشع صفة .
    اذهبْ به ، كلوه أنتم ، أو ردُّوه .
    فأثَّرت فيه مع أن ذلك غَلَطٌ .


    والنقل
    لطفـاً .. من هنـــــا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12260


      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 18:55