أمثال عربية .. وحكم
هذه بعض الأمثلة تشتمل على حكم وفوائد ولعله يتخللها في المستقبل بعض الدُعابة وفي انتظار مشاركاتكم .
مجمع الأمثال الإمام أبو الفضل الميداني
154- إنّ بَيْنَهُمْ عَيْبَةً مَكْفُوفَةً.
العَيْبَة: واحدة العِياب والعِيَبِ، وهي ما يجعل فيه الثياب. وفي الحديث "الأنصار كرشي وعَيْبَتي" أي موضع سرى. ومكفوفة: مُشَرَّجَة مشدودة. ومعنى المثل أن أسباب المودة بينهم لا سبيل إلى نقضها.
3271- لَنْ يَهْلِكَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ
قَال المفضل: إن أول مَنْ قَال ذلك أكْثم بن صيفي في وصية كتب بها إلى طيء، كتب إليهم:
أوصيكم بتَقْوَى الله وصِلَةِ الرحم، وإياكم ونِكَاحَ الحمقاء، فإن نكاحها غَرَر وولَدَهَا ضَيَاع،
وعليكم بالخيل فأكرِمُوهَا فإنها حُصُونُ العربِ، ولا تَضَعُوا رقاب الإبل في غير حقها فإن فيها ثمن الكريمة، ورَقُوء الدمِ، وبألبانِهَا يتحف الكبير ويغذى الصغير، ولو أن الإبل كُلِّفَتِ الطَّحْنَ لطحنت، ولن يهلك امرؤ [ص 183] عَرَفَ قدرهُ،
والعدم عدم العقل لاعدم المال، ولَرَجُلٌ خير من ألف رجل،
ومَنْ عَتَب على الدهر طالت مَعْتبَته، ومن رضي بالقسم طابت معيشته،
وآفة الرأي الهوى، والعادة أمْلَكُ، والحاجة مع المحبة خير من البغض مع الغنى،
والدنيا دُوَل، فما كان لك أتاك على ضَعْفك، وما كان عليك لم تدفعه بقوتك،
والحسد داء، والشماتة تُعْقِب، ومن يريد يوما يره، قبل الرِّماء تُمْلأ الكَنَائن،
الندامة مع السفاهة، دِعامة العقل الحلم، خير الأمور مَغَّبةً الصَّبْرُ، بقاء المودة عدل التعاهد، مَنْ يَزُرْ غِبّاً يزدد حبا،
التغرير مفتاح البؤس، من التواني والعجز نتجت الهلكة،
لكل شَيء ضَرَاوة فضر لسانك بالخير، عِىُّ الصمت أحسن من عي المنطق، الحزمُ حِفْظُ ما كلفت وترك ما كُفِيت،
كثير التنصح يهجم على كثير الظَّنة،
مَنْ ألْحَفَ في المسألة ثقل، من سأل فوقَ قدره استحق الحرمان، الرفق يُمْنٌ، والخرقَ شؤم،
خير السخاء ما وافقَ الحاجة، خير العفو ما كان بعد القدرة،
فهذه خمسة وثلاثون مَثَلاً في نظام واحد.
نبدأ بذكر اشتقاق المثل فنقول:
أصل المثل: التماثل بين الشيئين في الكلام كقولهم ( كما تدين تدان ) وهو من قولك هذا مثل الشيء ومثله كما تقول شبهه وشبهه.. ثم جعل كل حكمة سائرة مثل ..
وقد يأتى القائل بما يحسن ان يتمثل به الا أنه لا يتفق أن يسير فلا يكون مثلا ..
وضرب المثل جعله يسير في البلاد .. من قولك ضرب في الارض اذا سار فيها .. ومنه سمى المضارب مضاربا .. ويقولون الأمثال تحكى يعنون بذلك انها تضرب على ما جاءت عن العرب .. ولا تغيّر صيغتها فتقول للرجل ( الصيف ضيعت اللبن ) فتكسر التاء لأنها حكاية .... مقتبس من جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري .
ثم إنى -القائل أبو هلال العسكري- ما رأيت حاجة الشريف الى شيء من أدب اللسان بعد سلامته من اللحن
كحاجته إلى الشاهد والمثل والشذرة والكلمة السائرة فإن ذلك:
يزيد المنطق تفخيما ويكسبه قبولا ويجعل له قدرا في النفوس وحلاوة في الصدور
ويدعو القلوب الى وعيه, ويبعثها على حفظه,
ويأخذها باستعداده لأوقات المذاكرة والاستظهار به أوان المجاولة في ميادين المجادلة والمصاولة في حلبات المقاولة وإنما هو في الكلام :
كالتفصيل في العقد والتنوير في الروض والتسهيم في البرد
فينبغى ان يستكثر من انواعه لأن الإقلال منها كاسمه إقلال والتقصير في التماسه قصور وما كان منه مثلا سائرا فمعرفته ألزم لأن منفعته أعم والجهل به أقبح
ولما عَرفت العرب أن الأمثال تتصرف في أكثر وجوه الكلام وتدخل في جل أساليب القول أخرجوها في أقواها من الألفاظ ليخف استعمالها ويسهل تداولها فهى من أجل الكلام وأنبله وأشرفه وأفضله لقلة ألفاظها وكثرة معانيها ويسير مئونتها على المتكلم مع كبير عنايتها وجسيم عائدتها
ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب ولها روعة اذا برزت في أثناء الخطاب, والحفظ موكل بما راع من اللفظ وندر من المعنى
والأمثال أيضا نوع من العلم منفدر -لعلها منفرد- بنفسه لا يقدر على التصرف فيه الا من اجتهد في طلبه حتى أحكمه وبالغ في التماسه حتى أتقنه ,
وليس من حفظ صدرا من الغريب فقام بتفسير قصيدة وكشف أغراض رسالة او خطبة قادرا على ان يقوم بشرح الأمثال والإبانة عن معانيها والإخبار عن المقاصد فيها وإنما يحتاج الرجل في معرفتها مع العلم بالغريب إلى الوقوف على أصولها والإحاطة بأحاديثها ويكمل لذلك من اجتهد في الرواية وتقدم في الدراية فأما من قصر وعذر فقد قصر وتأخر وأنى يسوغ الأديب لنفسه وقد علم ان كل من لم يعن بها من الأدباء عناية تبلغه أقصى غاياتها وأبعد نهاياتها كان منقوص الأدب غير تام الآلة فيه ولا موفور الحظ منه
: للحديث صلة :غفر الله لي ولك أباعبد الرحمن : أنت صاحب المعروف .. لأنك لبيت حاجة في نفسي .. كنت سأطرحها وأفكر في أنسب طريقة لطرحها ..
لأن الأمثال حقيقة لا يحصر نفعها .. فهي مفيدة للمتحدث والمحاور وللعالم والداعي .. فجزاك الله خيرا ..
ولعلنا نجمع من الأمثال أروعها .. ومن الكَلِمِ أنفسها .. نصلح ما فسد من سليقتنا .. ونرتقي بأساليبنا .. وفقــك الله .. وجميل لو شارك كل بنفائس ما يجد
===========
وهذا مثال أخر في مجمع الأمثال .
1373- أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ.
التخدُّع: التواري، والمَخْدضع من هذا أخذ، وهو بيتٌ في جَوْف بيت يُتَوَارى فيه، وقالوا في الضب ذلك لتواريه وطول إقامته في جُحْره وقلة ظهوره.
وقال أبو على لكذه: خدع الضب إنما يكون من شدة حَذَره، وأما صفة خدعه فأن يعمد بذنبه باب جُحْره ليضربَ به حيةً أو شيئاً آخر إن جاءه، فيجيء المتحرشُ فإن كان الضب مجربا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره، فهذا هو خدعه،
قال الشاعر:
وأخْدَعُ من ضَبٍّ إذا جاء حَارِشٌ * أعَدَّ له عند الذنابة عَقْرَباَ
وذلك أن بيت الضب لا يخلو من عقرب، لما من الألفة والاستعانة بها على المحترش، هذا قول أهل اللغة.
وقال بعض أصحاب المعاني: العربُ تذكر الضبَّ والضبع والوحر والعقربَ في مجاري كلامها من طريق الاستعارة، فأما الضبُّ فإنهم يقولون: فلان خَبٌّ ضَبٌّ، فيشبهون الحقد الكامن في قلبه الذي يَسْرِي ضَرَرُه بخدع الضب في جحره، وأما الضبع فإنهم يجعلونها اسماً للسنة الشديدة، إذ كانت الضبعُ أفْسَدَ شيء من الدواب، فشبهوا بها السنة الشديدة التي تأكل المال، وأما الوحر فإنه دُوَيبة حمراء إذا جَثَمت تَلْزَق بالأرض فيقولون منه: وَحِرَ صَدْرُ فلانٍ، ذهبوا إلى التزاق الحقد بالصدر كالتزاق الوَحَرِ بالأرض وأما العقرب فإنهم يقولون: سَرَتْ عقاربُ [ص 261] فلانٍ، وفلان تَدِبُّ عقاربه، إذا خَفِيَ مكان شره.
أصل المثل: التماثل بين الشيئين في الكلام كقولهم ( كما تدين تدان ) وهو من قولك هذا مثل الشيء ومثله كما تقول شبهه وشبهه.. ثم جعل كل حكمة سائرة مثل ..
وقد يأتى القائل بما يحسن ان يتمثل به الا أنه لا يتفق أن يسير فلا يكون مثلا ..
وضرب المثل جعله يسير في البلاد .. من قولك ضرب في الارض اذا سار فيها .. ومنه سمى المضارب مضاربا .. ويقولون الأمثال تحكى يعنون بذلك انها تضرب على ما جاءت عن العرب .. ولا تغيّر صيغتها فتقول للرجل ( الصيف ضيعت اللبن ) فتكسر التاء لأنها حكاية .... مقتبس من جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري .
ثم إنى -القائل أبو هلال العسكري- ما رأيت حاجة الشريف الى شيء من أدب اللسان بعد سلامته من اللحن
كحاجته إلى الشاهد والمثل والشذرة والكلمة السائرة فإن ذلك:
يزيد المنطق تفخيما ويكسبه قبولا ويجعل له قدرا في النفوس وحلاوة في الصدور
ويدعو القلوب الى وعيه, ويبعثها على حفظه,
ويأخذها باستعداده لأوقات المذاكرة والاستظهار به أوان المجاولة في ميادين المجادلة والمصاولة في حلبات المقاولة وإنما هو في الكلام :
كالتفصيل في العقد والتنوير في الروض والتسهيم في البرد
فينبغى ان يستكثر من انواعه لأن الإقلال منها كاسمه إقلال والتقصير في التماسه قصور وما كان منه مثلا سائرا فمعرفته ألزم لأن منفعته أعم والجهل به أقبح
ولما عَرفت العرب أن الأمثال تتصرف في أكثر وجوه الكلام وتدخل في جل أساليب القول أخرجوها في أقواها من الألفاظ ليخف استعمالها ويسهل تداولها فهى من أجل الكلام وأنبله وأشرفه وأفضله لقلة ألفاظها وكثرة معانيها ويسير مئونتها على المتكلم مع كبير عنايتها وجسيم عائدتها
ومن عجائبها أنها مع إيجازها تعمل عمل الإطناب ولها روعة اذا برزت في أثناء الخطاب, والحفظ موكل بما راع من اللفظ وندر من المعنى
والأمثال أيضا نوع من العلم منفدر -لعلها منفرد- بنفسه لا يقدر على التصرف فيه الا من اجتهد في طلبه حتى أحكمه وبالغ في التماسه حتى أتقنه ,
وليس من حفظ صدرا من الغريب فقام بتفسير قصيدة وكشف أغراض رسالة او خطبة قادرا على ان يقوم بشرح الأمثال والإبانة عن معانيها والإخبار عن المقاصد فيها وإنما يحتاج الرجل في معرفتها مع العلم بالغريب إلى الوقوف على أصولها والإحاطة بأحاديثها ويكمل لذلك من اجتهد في الرواية وتقدم في الدراية فأما من قصر وعذر فقد قصر وتأخر وأنى يسوغ الأديب لنفسه وقد علم ان كل من لم يعن بها من الأدباء عناية تبلغه أقصى غاياتها وأبعد نهاياتها كان منقوص الأدب غير تام الآلة فيه ولا موفور الحظ منه
: للحديث صلة :غفر الله لي ولك أباعبد الرحمن : أنت صاحب المعروف .. لأنك لبيت حاجة في نفسي .. كنت سأطرحها وأفكر في أنسب طريقة لطرحها ..
لأن الأمثال حقيقة لا يحصر نفعها .. فهي مفيدة للمتحدث والمحاور وللعالم والداعي .. فجزاك الله خيرا ..
ولعلنا نجمع من الأمثال أروعها .. ومن الكَلِمِ أنفسها .. نصلح ما فسد من سليقتنا .. ونرتقي بأساليبنا .. وفقــك الله .. وجميل لو شارك كل بنفائس ما يجد
===========
وهذا مثال أخر في مجمع الأمثال .
1373- أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ.
التخدُّع: التواري، والمَخْدضع من هذا أخذ، وهو بيتٌ في جَوْف بيت يُتَوَارى فيه، وقالوا في الضب ذلك لتواريه وطول إقامته في جُحْره وقلة ظهوره.
وقال أبو على لكذه: خدع الضب إنما يكون من شدة حَذَره، وأما صفة خدعه فأن يعمد بذنبه باب جُحْره ليضربَ به حيةً أو شيئاً آخر إن جاءه، فيجيء المتحرشُ فإن كان الضب مجربا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره، فهذا هو خدعه،
قال الشاعر:
وأخْدَعُ من ضَبٍّ إذا جاء حَارِشٌ * أعَدَّ له عند الذنابة عَقْرَباَ
وذلك أن بيت الضب لا يخلو من عقرب، لما من الألفة والاستعانة بها على المحترش، هذا قول أهل اللغة.
وقال بعض أصحاب المعاني: العربُ تذكر الضبَّ والضبع والوحر والعقربَ في مجاري كلامها من طريق الاستعارة، فأما الضبُّ فإنهم يقولون: فلان خَبٌّ ضَبٌّ، فيشبهون الحقد الكامن في قلبه الذي يَسْرِي ضَرَرُه بخدع الضب في جحره، وأما الضبع فإنهم يجعلونها اسماً للسنة الشديدة، إذ كانت الضبعُ أفْسَدَ شيء من الدواب، فشبهوا بها السنة الشديدة التي تأكل المال، وأما الوحر فإنه دُوَيبة حمراء إذا جَثَمت تَلْزَق بالأرض فيقولون منه: وَحِرَ صَدْرُ فلانٍ، ذهبوا إلى التزاق الحقد بالصدر كالتزاق الوَحَرِ بالأرض وأما العقرب فإنهم يقولون: سَرَتْ عقاربُ [ص 261] فلانٍ، وفلان تَدِبُّ عقاربه، إذا خَفِيَ مكان شره.