خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    سماحة الإسلام

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية سماحة الإسلام

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 28.09.09 19:27

    سماحة الإسلام
    سماحة الإسلام 470674

    سماحة الإسلام 412160

    درر من كتاب

    " سماحة الإسلام "

    لسليم الهلالي




    أخرج أحمد في زوائده على المسند (1/248) ، روى ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن رجل شرب لبنا محضا أيتوضأ؟ قال : " اسمح يسمح لك " : أي : سهّل يُسهّل الله لك و عليك

    السماحة هي :

    طيب النفس عن كرم و سخاء

    إنشراح في الصدر عن نقاء و تقى

    لين في الجانب عن سهولة و يسر

    طلاقة في الوجه عن بشاشة

    مساهلة في التعامل دون غبن و غرر

    تيسير في الدعوة إلى الله دون مجاملة و مداهنة

    إنقياد لدين الله سبحانه و تعالى دون حرج و توان

    و هي:

    لباب الإسلام ، و أفضل الإيمان ، و ذروة سنام الأخلاق

    قال رسول الله :
    " خير الناس ذو القلب المخموم و اللسان الصادق "،
    قيل : ما القلب المخموم ؟
    قال :"هو التقي النقي الذي لا إثم فيه و لا بغي و لا حسد "
    ، قيل : فمن على أثره؟ ق
    ال : الذي يشنأ الدنيا و يحب الآخرة " قيل : فمن على أثره ؟ ، قال : مؤمن في خلق حسن "

    منزلة السماحة في الإسلام

    1- الإسلام دين السماحة و اليسر :

    قال تعالى :" يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر "


    2- بعث الله محمدا بالحنيفية السمحة

    عن عائشة رضي الله عنها قالت ":دعاني رسول الله و الحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد ، فقال لي "يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم ،فقلت :نعم ، فأقامني وراءه فطأطألي منكبيه لأنظر إليهم فوضعت ذقني على عاتقه و أسندت وجهي إلى خدّه فنظرت من فوق منكبيه ، و هو يقول :"دونكم يا بني أرفدة " ، فجعل يقول :"يا عائشة ما شبعت؟" فأقول :لا ، لأنظر منزلتي عنده ، حتى شبعت ، قال :"حسبك؟" قلت :"نعم ، قال ": فاذهبي" ، قالت : فطلع عمر ، فتفرّق الناس عنها و الصبيان فقال النبي :" رأيت شياطين الإنس و الجنّ فروا من عمر" قالت عائشة : قال رسول الله يومئذ : "لتعلم يهود أنّ في ديننا فسحة ، أرسلت بالحنيفية السمحة"


    3-أحبّ الأديان إلى الله الحنيفية السمحة :

    أحكام الإسلام مبنية على السهولة و اليسر و رفع الحرج ، و خصال الدين كلها محبوبة لكن ما كان سمحا أي سهلا فهو أحبّ إلى الله لذلك لا ينبغي التشديد في الله و التعسير على عباد الله " فما شادّ الدين أحد إلا غلبه" وانظر إلى بني إسرائيل لما شدّدوا شدّد الله عليهم و لو سامحوا سومحوا : تأمّل قصة البقرة و عن ابن عباس رضي الله عنه :سئل النبي أي الأديان أحبّ إلى الله عزّ و جلّ ؟ قال : " الحنيفية السمحة"

    4-السماحة أفضل الإيمان :

    قال رسول الله :" أفضل الإيمان الصبر و السماحة "


    5- السماحة من أهون العمل و أفضله :

    أتى رجل إلى النبي فقال : يا نبي الله أي العمل أفضل ؟، قال "الإيمان بالله و تصديق به و جهاد في سبيله " ، قال : أريد أهون من ذلك يا رسول الله قال":السماحة و الصبر " ، قال :أريد أهون من ذلك ، قال "لا تتهم الله تبارك و تعالى في شيء قضى لك به"


    6- نماذج من سماحة الإسلام :

    -من سماحة الإسلام أنه دين الله كافة ، قال تعالى :" و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين "

    -سماحة الإسلام نبذ العصبية و القومية : قال الله تعالى:" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليم خبير "


    أبواب السماحة:

    و هي كثيرة و ضروبها عديدة و طرائقها شتى يصعب استقصاؤها على عجل و حسبك دليلا أن السماحة تشمل الإسلام عقيدة و عبادة و سلوكا و تربية أليس الإسلام هو الحنيفية السمحة؟ و دونك بعض الأمثلة على سماحة الإسلام

    1- السماحة في البيع و الشراء و القضاء :

    قال ":غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا قضى " ، و قال عليه الصلاة و السلام : "إنّ الله يحب سمح البيع ، سمح الشراء ، سمح القضاء"

    و سمحا أي سهلا و هي صفة مشبهة تدل على الثبوت فلذلك أعاد الرسول أحوال البيع و الشراء و القضاء و هذا يدل على المساهلة في المعاملة ، و ترك المشاحة ، و عدم المطل : أي إعطاء الناس حقوقهم بغير مهل

    و من حسن القضاء أن من استقرض شيئا فرده أحسن أو أكثر من غير شرط كان محسنا و يحل ذلك للمقرض ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان لرجل على النبي جمل سنّ من الإبل فجاءه يتقاضاه ، فقال :"أعطوه" فطلبوا سنه فلم فلم يجدوا إلا سنا فوقها ، فقال " أعطوه" ، فقال : أوفيتني أوفى الله بك ، قال النبي :" إنّ خياركم أحسنكم قضاء"

    2- السماحة في الدين و الإقتضاء :

    قال جلّ جلاله :"و إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة و أن تصدّقوا خير لكم إن كنتم تعلمون"
    قال رسول الله :"كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسرا قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعلّ الله أن يتجاوز عنا فتجاوز عنه"

    و من حسن الإقتضاء : التسامح في التقاضي ، و قبول ما فيه نقص يسير و طلبه بسهولة و عدم إحلاف ، وترك التضييق على الناس و أخذ العفو منهم لعل الله يرحمنا ، قال : "رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى "

    3- السماحة بالعلم :

    و ذلك ببذل العلم ، و هو من أفضل أبواب السماحة ، و خير من السماحة بالمال لأن العلم أشرف من المال فينبغي على العالم أن يبذل العلم لمن يسأله عنه ، بل يطرحه عليه طرحا ، و إذا سأله عن مسألة استقصى له جوابها استقصاءً شافيا و أوعب في ذكر أدلتها فلا يقتصر على مسألة السائل بل يذكر له نظائرها و متعلقها و مأخذها بحيث يشفيه و يرويه ، و قد سأل الصحابة الكرام رضي الله عنهم النبي عن المتوضىء بماء البحر فقال :"هو الطهور ماؤه الحل ميتته " فأجابهم على سؤالهم و جاد عليهم بزيادة لعلهم في بعض الأحيان أحوج إليها مما سألوه عنه

    4-السماحة بالعرض :

    و في هذه السماحة من سلامة الصدر و راحة القلب و التخلص من معاداة الناس ما فيها... كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق على مسطح ابن أثاثة لقرابته منه و فقره ، و عندما هلك مسطح فيمن هلك من أصحاب الإفك فخاض مع الخائضين الذين اتهموا السيدة عائشة رضي الله عنها بالفاحشة أقسم أبو بكر رضي الله عنه أن لا ينفق عليه ، فعوتب الصديق فتصدق بعرضه على الرغم من عظم ذنب مسطح ، و لله درّ القائل:

    فإنّ قدر الذنب من مسطح***يحطّ قدر النجم من أفقه
    و قد جرى منه الذي جرى ***و عوتب الصديق في حقه

    و أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها تخبرنا بجلية الأمر ، قالت:"...فلما أنزل الله براءتي ، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه و كان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه و فقره : و الله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله : "و لا يأتل أولوا الفضل منكم و السّعة أن يؤتوا أولي القربى و المساكين و المهاجرين في سبيل الله و ليعفوا و ليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم و الله غفور رحيم" ، قال أبو بكر :بلى و الله إني أحب أن يغفر الله لي ، فرجع إلى النفقة التي كان ينفق عليه ، و قال : و الله لا أنزعها أبدا .

    5- السماحة بالإحتمال :

    و هي من أنفع أبواب السماحة ، و لا يقدر عليها إلا النفوس الكبار ، فمن صعب عليه السماحة في المال فعليه بهذا الكرم و السخاء فإنه يجتني ثمرة عواقبه الحميدة في الدنيا قبل الآخرة، قال تعالى:"أذلة على المؤمنين" أي جانبهم ليّن هيّن على إخوانهم المؤمنين و لم يرد الهوان ، و قال جلّ جلاله :"واخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين " ، أي كن لينا لأنك "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " ، قال النبي :" المؤمنون هيّنون ليّنون مثل الجمل الأنف الذي إن قيد انقاد و إن سيق انساق ، و إن أنخته على صخرة استناخ "

    فضائل السماحة:

    1- السماحة من مكفرات الذنوب :

    قال ":حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير إلا أنه كان رجلا موسرا و كان يخالط الناس و كان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر فقال الله عزّ و جلّ لملائكته":نحن أحقّ بذلك منه تجاوزوا عنه "

    2- السماحة سبب للرحمة :

    قال  :" رحم الله رجلا سمحا إذا باع و إذا اشترى و إذا اقتضى "

    3- السماحة منجاة من كرب يوم القبامة :

    قال رسول الله :"من أنظر معسرا أو وضع له أنجاه الله من كرب يوم القيامة "، و قال :" من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله "

    4- السماحة تُحرّم صاحبها على النار :

    قال : "من كان سهلا هيّنا ليّنا حرّمه الله على النار " ، و قال :"ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غذا ، على كل ليّن قريب سهل"

    أمور تعين على السماحة:

    1-كظم الغيظ
    2- العفو و الصفح
    3-رجاء ما عند الله و حسن الظن به

    أمور لا بد من إدراكها :

    قد يخلط بعض الناس في مفهوم السماحة فيظن أنّ بعض الأمور تنافي السماحة و هي من لبابها و مفتاح بابها من ذلك:

    1- الغضب عندما تنتهك حرمات الله :

    قال تعالى : " والذين يجتنبون كبائر الإثم و الفواحش و إذا ما غضبوا هم يغفرون و الذين استجابوا لربهم و أقاموا الصلاة و أمرهم شورى بينهم و مما رزقناهم يُنفقون و الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون "
    و عن عائشة رضي الله عنها قالت : " ما خُيّر رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه و ما انتقم رسول الله لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم الله"

    2- طلب الحق :

    جاء رجل يطلب حقه من رسول الله فأغلظ فهمّ به أصحاب النبي ، لكن الرسول قال :"دعوه فإن لصاحب الحق مقالا" لا بد من الحذر من الخلط بين الولاء و التسامح إنّ المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب و لكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر و التحالف معهم و أن طريقه لتمكين دينه و تحقيق نظامه المتفرّد لا يمكن أن يلتقي مع طريق أهل الكتاب و مهما أبدى لهم من السماحة و المودّة فإنّ هذا لن يبلغ أن يرضوا له بالبقاء على دينه و تحقيق نظامه بكفهم عن موالاة بعضهم لبعض في حربه و الكيد له


    وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

    والنقل
    لطفا.. من هنا
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90601


      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 0:10