الحب في الله
v عن علي بن الحسين قال : فَقْدُ الأحبة غُرْبة .
v عن أبي خشينة صاحب الزيادي قال : ذُكر أبو قلابة الجرمي عند ابن سيرين فقال : ذاك أخي حقاً .
v عن عبدة بنت خالد قالت : قلما كان خالد (بن معدان) يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم ويقول : هُمْ أَصْلي وفصلي ، وإليهم يحِن قلبي ، طال شوقي إليهم ، فجعل قبضي إليك حتى يغلبه النوم ، وهو في بعض ذلك .
v قال معمر : احتبس طاووس بن كيسان على رفيقٍ له حتى فاته الحج .
v قالا لقاسم بن محمد : قد جعل الله في الصديق البار المقْبِل عوضاً عَنْ ذي الرحم العاق المدبر .
v قال هشام بن عبد الملك : ما بقي علي شيءٌ من لَذاتِ الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئاً واحداً أخ أرفع مؤنة التحفظ منه .
v قيل لمحمد بن المنكدر : أي الدنيا أحب إليك ؟ قال : الإفضال على الإخوان .
v عن عبد الملك بن أبي كريمة قال : صحبت خالد بن أبي عرمان ومشيت خلفه فالتفت إلي وقال لي : يا بني ، عن للصحبة أمانة ، وإن لها خيانة ، وإني أذكر الله تعالى فأذكره .
v عن ابن الفضيل قال : أتيت أبا إسحق السبيعي بعدما كف بصره قال : قلت تعرفني ؟ قال : فضيل ؟ قلت : نعم ، قال : إني والله أحبك لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره ثم قال : حدثني الأحوص عن عبد الله { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } [ الأنفال:63] نزلت في المتحابين.
v عن ابن وهب : أنفق ربيعة الرأي على إخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه .
v عن أبي حازم المدني قال : وإذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه .
v عن قيس بن الربيع قال : كان أبو حنيفة ورعاً تقياً مُفْضِلاً على إخوانه .
v عن الأوزاعي قال : كتب إلى قتادة من البصرة : إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك ، فإن أُلفَة الإسلام بين أهلها جامعة .
v قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول في مرضه : ارحمني بحبي إياك فليس شيء أحب إلي منك .
v قال أحمد بن سنان القطان : سمعت مهدي بن حسان يقول : كان عبد الرحمن بن مهدي يكون عند سفيان عشرة أيام ، وخمسة عشرة يوماً بالليل والنهار ، فإذا جاءنا ساعة ، جاءنا رسول سفيان في أثره يطلبه ، فيدعنا ، ويذهب إليه .
v عن يوسف بن أسباط : سمعت حذيفة بن قتادة المرعَشي يقول : لو أصبت من يبغضني على الحقيقة في الله ، لأوجبت على نفسي حبه.
v قال عمر : يا أسلم ، لا يكن حبك كِلفاً ، ولا بغضك تلفاً . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي ، وإذا أبغض فلا تبغض بُغْضاً أن صاحبك ويهلك .
v وعن الشافعي : ليس بأخيك من احتجت إلى مدراته .
v وعن الشافعي : علامةُ الصديق أن يكون لصديق صديقِه صديقاً .
v قيل : جاء رجل إلى بشر بن الحارث ، فقبله ، وجعل يقول : يا سيدي أبا نصر . فلما ذهب ، قال بشر لأصحابه : رجل أحب رجلاً على خير توهمه ، لعل المُحِب قد نجا ، والمحبوب لا يدري ما حاله .
v قال يعقوب بن شيبة : أنفق العيشي على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله ، حتى التجأ إلى بيع سقف بيته .
v وعن بشار بن موسى العجلي قال : نعم الموعد غداً نلتقي أنا وابن معين .
v عن علي بن المديني يقول : غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن - أظنه ثلاث سنين - وأمي حيةٌ . فلما قدمت قالت : يا بني فلان لك صديق ، وفلان لك عدو . قلت : نم أين علمت يا أمه ؟ قالت : كان فلان وفلان ، فذكرت منهم يحيى بن سعيد يجيؤون مسلمين ، فيُعَزوني ، ويقولون : اصبري ، فلو قدم عليك ، سرك الله بما ترين . فعلمت أن هؤلاء أصدقاء .وفلان إذا جاؤوا ، يقولون لي : اكتبي إليه ، وضيقي عليه ليقدم .
v قال عبد الله بن أحمد : حدثني إسماعيل بن الحارث ، قال : مر بنا أحمد ، فقلنا لإنسان : اتبعه ، وانظر أين يذهب ، فقال : جاء إلى حنك المروزي فما كان إلا ساعة حتى خرج . فقلت لحنك بعد : جاءك أبو عبد الله ؟ قال : هو صديق لي ، واستقرض مني مائتي درهم ، جاءني بها ، فقلت : ما نويت أخذها ، فقال : وأنا ما نويت إلا أردها إليك .
v وقال إبراهيم بن أورمة الحافظ : كتب علي بن حجر إلى بعض إخوانه :
أَحِنٌ إلى كتابِك غيرَ أتي *** أُجِلُكَ عن عِتابٍ في كتاب
ونحنُ إنِ التقينا قبلَ مَوْتٍ *** شَفَيْت غليلَ صدري من عتابي
وإنْ سَبَقَتْ بنا ذاتْ المنايا *** فكم مِن غائبٍ تحت التُرابِ
v قال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي : كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود ، وكان ينفق على ابن داود ، وما عرف معشوق على عاشقه سواه ، ومن شعره .
حملتُ جبالَ الحُب فيك وإنني *** لأَعْجَزُ عن حَمْلِ القميصِ وأضعفُ
وما الحبٌ من حُسْنٍ ولا من سماحةٍ *** ولكنه شيءٌ بِهِ الرٌوح تَكْلُفُ
v سمعت وهب العطار بن جامع العطار ، صديق ابن داود ، قال : دخلت على المتقي لله : فسألني عن أبي بكر بن داود : هل رأيت منه ما تكره ؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين ، إلا أني بِتٌ عنده ليلة ، فكان يكشف عن وجهي ثم يقول : اللهم إنك تعلم إني لأحبه ، وإني لأراقبك فيه ، قال : فما بلغ من رعايتك من حقه ؟ قلت : دخلت الحمام ، فلما خرجت ، نظرت في المرآة ،فاستحسنت صورتي فوق ما أعهد ، فغطيت وجهي ، وآليت أن لا ينظر إلى وجهي أحد قبله ، وبادرت إليه ، فكشف وجهي ، ففرح وسر ، وقال : سبحان خالقه ومصوره ، وتلا : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } ..
v عن أبي الحسن بن قريش يقول : حضرت إبراهيم الحربي - وجاءه يوسف القاضي ومعه ابن عمر - فقال له : يا أبا إسحاق ! لو جئناك على مقدار واجب حقك ، لكانت أوقاتنا كلنا عندك ، فقال : ليس كلُ غَيْبةٍ جفوةٌ ، ولا كلُ لقاءٍ مودةٌ ، وإنما هو تقاربُ القلوب .
v عن ابن إبراهيم بن جابر ، قال : كنت أجلس في حلقه إبراهيم الحربي ، وكان يجلس إلينا غلامان في نهاية الحسن والجمال من الصورة والبزة ، وكأنها روح في جسد ، إن قاما قاما معاً ، وإن حضرا فكذلك ، فلما كان في بعض الجمع ، حضر أحدهما وقد بان الاصفرار بوجهه والانكسار في عينه ، فلما كانت الجمعة الثالثة حضر الغائب ، ولم يحضر الذي جاء الجمعة الأولى منها ، وإذا الصفوة والانكسار بين في لونه .. وقلت : عن ذلك للفراق الواقع بينهما ، وذلك للألفة الجامعة لهما ، فلم يزالا يسابقان في كل جمعة إلى الحلقة ، فأيهما سبق صاحبه إلى لم يجلس الآخر ، فلما كان في بعض الجمع ، حضر أحدهما فجلس إلينا ، ثم جاء الآخر فأشرف على الحلقة فوجد صاحبه قد سبق ، وإذا المسبوق قد أخذته العبرة ، فتبينت ذلك منه في دائرة عينية ، وإذا في يسراه رقاع صغار مكتوبة ، فقبض بيمينه رقعة منها ، وحذف بها وسط الحلقة ، وانساب بين الناس مستخفياً ، وأنا أرمقه وكان ثم أبو عبيدة بن حربويه ، فنشر الرقعة وقرأها وفيها دعاء أن يدعوا لصاحبها مريضاً كان أو غير ذلك ، ويؤمن على الدعاء من حضر ، فقال الشيخ : اللهم اجمع بينهما ، وألف قلوبهما ، واجعل ذلك فيما يقرب منك ، ويزلف لديك . وأمنوا على دعائه ، ثم طوى الرقعة وحذفني بها ، فتأملت ما فيها .. فإذا فيها مكتوب :
عفا اللهُ عن عبدٍ أعانَ بدعوةٍ *** لخِليْنِ كانا دائمينَ على الوُد
إلى أنْ وشى واشٍ الهوى بنميمةٍ *** إلى ذاك من هذا فحال عن العهدِ
فلما كان في الجمعة الثانية حضرا جميعاً ن وإذا الاصفرار والانكسار قد زال ، فقلت لابن حربويه : إني أرى الدعوة قد أجيبت ، وإن دعاء الشيخ كان على التمام ، فلما كان في تلك السنة كنت فيمن حج ، فكأني أنظر إلى الغلامين محرمين بين منى وعرفة ، فلم أزل أراهما متآلفين إلى أن تكهلا .
v وليوسف بن الحسن رسالة إلى الجنيد منها :
كيف السبيل إلى مرضاة من غضبا *** من غير جرم ولم أعرف له سببا
v وكان محمد بن جرير ربما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء فقبله ، ويكافئه أضعافاً لعظم مروءته .
v وكان أبو العلاء الهمذاني يطلب لأصحابه من الناس ، ويعز أصحابه ومن يلوذ به ، ولا يحضر دعوة حتى يحضر جماعة أصحابه ، وكان لا يأكل نم أموال الظلمة ، ولا قبل منه مدرسة قط رباطاً ، وإنما كان يقرئ في داره ، ونحن في مسجده سكان .
v وقال ابن الجوزي لصديق : أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك ، وفي أضيقه من شوقي إليك .
v وقال رجل لابن الجوزي : ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس ، قال : لأنك تريد الفرجة ن وإما ينبغي الليلة أن لا تنام .
v وقال أبو علي بن سكرة : كان عاصم بن الحسن القاضي ، ذا شعر كثير ، وكان يكرمني كان لي منه ميعاد يوم الخمسين ن لو أتاه فيه الخليفة لم يمكنه .
v وكان أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الحمزي رفيقاً لأبي زيد السهلي وصديقاً له ، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا ، نظم فيه أبو زيد أبياتاً ، وبعث بها إليه ، وهي :
سَلاَ عن سَلاَ إن المعارِفَ والنهى *** بها ودعا أُم الربابِ ومأشَلا
بكيت أسى أيامَ كان بِسَبْتَةٍ *** فكيف التأسي حينَ منزِله سَلا
وقال أناسٌ إنْ في البُعدِ سَلْوةً *** وقد طال هذا البُعد والقلبُ ما سلا
فليتَ أبا إسحاقَ إذْ شطتِ النوى *** تَحِيتُه الحُسْنَى مع الريحِ أرْسَلا
فعادتْ دَبُورُ الريحِ عندي كالصبا *** بذي غُمَرٍ إذْ أمرُ زيدٍ تبسلا
فقد كان يُهديني الحديثَ مُوصلاً *** فأصبح موصولُ الأحاديثِ مُرْسلاً
وقد كان يُحيي العلمَ والذكرَ عندنا *** أوانَ دنا فالآن بالنأي كسلا
فلله أم بالمَرِية أنجبتْ *** به وأب ماذا من الخَيْرِ أَنْسَلا
والنقل
لطفــاً .. من هنـــــا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105034
v عن علي بن الحسين قال : فَقْدُ الأحبة غُرْبة .
v عن أبي خشينة صاحب الزيادي قال : ذُكر أبو قلابة الجرمي عند ابن سيرين فقال : ذاك أخي حقاً .
v عن عبدة بنت خالد قالت : قلما كان خالد (بن معدان) يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم ويقول : هُمْ أَصْلي وفصلي ، وإليهم يحِن قلبي ، طال شوقي إليهم ، فجعل قبضي إليك حتى يغلبه النوم ، وهو في بعض ذلك .
v قال معمر : احتبس طاووس بن كيسان على رفيقٍ له حتى فاته الحج .
v قالا لقاسم بن محمد : قد جعل الله في الصديق البار المقْبِل عوضاً عَنْ ذي الرحم العاق المدبر .
v قال هشام بن عبد الملك : ما بقي علي شيءٌ من لَذاتِ الدنيا إلا وقد نلته إلا شيئاً واحداً أخ أرفع مؤنة التحفظ منه .
v قيل لمحمد بن المنكدر : أي الدنيا أحب إليك ؟ قال : الإفضال على الإخوان .
v عن عبد الملك بن أبي كريمة قال : صحبت خالد بن أبي عرمان ومشيت خلفه فالتفت إلي وقال لي : يا بني ، عن للصحبة أمانة ، وإن لها خيانة ، وإني أذكر الله تعالى فأذكره .
v عن ابن الفضيل قال : أتيت أبا إسحق السبيعي بعدما كف بصره قال : قلت تعرفني ؟ قال : فضيل ؟ قلت : نعم ، قال : إني والله أحبك لولا الحياء منك لقبلتك فضمني إلى صدره ثم قال : حدثني الأحوص عن عبد الله { لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم } [ الأنفال:63] نزلت في المتحابين.
v عن ابن وهب : أنفق ربيعة الرأي على إخوانه أربعين ألف دينار ثم جعل يسأل إخوانه في إخوانه .
v عن أبي حازم المدني قال : وإذا أحببت أخاً في الله فأقل مخالطته في دنياه .
v عن قيس بن الربيع قال : كان أبو حنيفة ورعاً تقياً مُفْضِلاً على إخوانه .
v عن الأوزاعي قال : كتب إلى قتادة من البصرة : إن كانت الدار فرقت بيننا وبينك ، فإن أُلفَة الإسلام بين أهلها جامعة .
v قال إبراهيم بن الأشعث : سمعت الفضيل يقول في مرضه : ارحمني بحبي إياك فليس شيء أحب إلي منك .
v قال أحمد بن سنان القطان : سمعت مهدي بن حسان يقول : كان عبد الرحمن بن مهدي يكون عند سفيان عشرة أيام ، وخمسة عشرة يوماً بالليل والنهار ، فإذا جاءنا ساعة ، جاءنا رسول سفيان في أثره يطلبه ، فيدعنا ، ويذهب إليه .
v عن يوسف بن أسباط : سمعت حذيفة بن قتادة المرعَشي يقول : لو أصبت من يبغضني على الحقيقة في الله ، لأوجبت على نفسي حبه.
v قال عمر : يا أسلم ، لا يكن حبك كِلفاً ، ولا بغضك تلفاً . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي ، وإذا أبغض فلا تبغض بُغْضاً أن صاحبك ويهلك .
v وعن الشافعي : ليس بأخيك من احتجت إلى مدراته .
v وعن الشافعي : علامةُ الصديق أن يكون لصديق صديقِه صديقاً .
v قيل : جاء رجل إلى بشر بن الحارث ، فقبله ، وجعل يقول : يا سيدي أبا نصر . فلما ذهب ، قال بشر لأصحابه : رجل أحب رجلاً على خير توهمه ، لعل المُحِب قد نجا ، والمحبوب لا يدري ما حاله .
v قال يعقوب بن شيبة : أنفق العيشي على إخوانه أربع مائة ألف دينار في الله ، حتى التجأ إلى بيع سقف بيته .
v وعن بشار بن موسى العجلي قال : نعم الموعد غداً نلتقي أنا وابن معين .
v عن علي بن المديني يقول : غبت عن البصرة في مخرجي إلى اليمن - أظنه ثلاث سنين - وأمي حيةٌ . فلما قدمت قالت : يا بني فلان لك صديق ، وفلان لك عدو . قلت : نم أين علمت يا أمه ؟ قالت : كان فلان وفلان ، فذكرت منهم يحيى بن سعيد يجيؤون مسلمين ، فيُعَزوني ، ويقولون : اصبري ، فلو قدم عليك ، سرك الله بما ترين . فعلمت أن هؤلاء أصدقاء .وفلان إذا جاؤوا ، يقولون لي : اكتبي إليه ، وضيقي عليه ليقدم .
v قال عبد الله بن أحمد : حدثني إسماعيل بن الحارث ، قال : مر بنا أحمد ، فقلنا لإنسان : اتبعه ، وانظر أين يذهب ، فقال : جاء إلى حنك المروزي فما كان إلا ساعة حتى خرج . فقلت لحنك بعد : جاءك أبو عبد الله ؟ قال : هو صديق لي ، واستقرض مني مائتي درهم ، جاءني بها ، فقلت : ما نويت أخذها ، فقال : وأنا ما نويت إلا أردها إليك .
v وقال إبراهيم بن أورمة الحافظ : كتب علي بن حجر إلى بعض إخوانه :
أَحِنٌ إلى كتابِك غيرَ أتي *** أُجِلُكَ عن عِتابٍ في كتاب
ونحنُ إنِ التقينا قبلَ مَوْتٍ *** شَفَيْت غليلَ صدري من عتابي
وإنْ سَبَقَتْ بنا ذاتْ المنايا *** فكم مِن غائبٍ تحت التُرابِ
v قال محمد بن إبراهيم بن سكرة القاضي : كان محمد بن جامع الصيدلاني محبوب محمد بن داود ، وكان ينفق على ابن داود ، وما عرف معشوق على عاشقه سواه ، ومن شعره .
حملتُ جبالَ الحُب فيك وإنني *** لأَعْجَزُ عن حَمْلِ القميصِ وأضعفُ
وما الحبٌ من حُسْنٍ ولا من سماحةٍ *** ولكنه شيءٌ بِهِ الرٌوح تَكْلُفُ
v سمعت وهب العطار بن جامع العطار ، صديق ابن داود ، قال : دخلت على المتقي لله : فسألني عن أبي بكر بن داود : هل رأيت منه ما تكره ؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين ، إلا أني بِتٌ عنده ليلة ، فكان يكشف عن وجهي ثم يقول : اللهم إنك تعلم إني لأحبه ، وإني لأراقبك فيه ، قال : فما بلغ من رعايتك من حقه ؟ قلت : دخلت الحمام ، فلما خرجت ، نظرت في المرآة ،فاستحسنت صورتي فوق ما أعهد ، فغطيت وجهي ، وآليت أن لا ينظر إلى وجهي أحد قبله ، وبادرت إليه ، فكشف وجهي ، ففرح وسر ، وقال : سبحان خالقه ومصوره ، وتلا : { هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء } ..
v عن أبي الحسن بن قريش يقول : حضرت إبراهيم الحربي - وجاءه يوسف القاضي ومعه ابن عمر - فقال له : يا أبا إسحاق ! لو جئناك على مقدار واجب حقك ، لكانت أوقاتنا كلنا عندك ، فقال : ليس كلُ غَيْبةٍ جفوةٌ ، ولا كلُ لقاءٍ مودةٌ ، وإنما هو تقاربُ القلوب .
v عن ابن إبراهيم بن جابر ، قال : كنت أجلس في حلقه إبراهيم الحربي ، وكان يجلس إلينا غلامان في نهاية الحسن والجمال من الصورة والبزة ، وكأنها روح في جسد ، إن قاما قاما معاً ، وإن حضرا فكذلك ، فلما كان في بعض الجمع ، حضر أحدهما وقد بان الاصفرار بوجهه والانكسار في عينه ، فلما كانت الجمعة الثالثة حضر الغائب ، ولم يحضر الذي جاء الجمعة الأولى منها ، وإذا الصفوة والانكسار بين في لونه .. وقلت : عن ذلك للفراق الواقع بينهما ، وذلك للألفة الجامعة لهما ، فلم يزالا يسابقان في كل جمعة إلى الحلقة ، فأيهما سبق صاحبه إلى لم يجلس الآخر ، فلما كان في بعض الجمع ، حضر أحدهما فجلس إلينا ، ثم جاء الآخر فأشرف على الحلقة فوجد صاحبه قد سبق ، وإذا المسبوق قد أخذته العبرة ، فتبينت ذلك منه في دائرة عينية ، وإذا في يسراه رقاع صغار مكتوبة ، فقبض بيمينه رقعة منها ، وحذف بها وسط الحلقة ، وانساب بين الناس مستخفياً ، وأنا أرمقه وكان ثم أبو عبيدة بن حربويه ، فنشر الرقعة وقرأها وفيها دعاء أن يدعوا لصاحبها مريضاً كان أو غير ذلك ، ويؤمن على الدعاء من حضر ، فقال الشيخ : اللهم اجمع بينهما ، وألف قلوبهما ، واجعل ذلك فيما يقرب منك ، ويزلف لديك . وأمنوا على دعائه ، ثم طوى الرقعة وحذفني بها ، فتأملت ما فيها .. فإذا فيها مكتوب :
عفا اللهُ عن عبدٍ أعانَ بدعوةٍ *** لخِليْنِ كانا دائمينَ على الوُد
إلى أنْ وشى واشٍ الهوى بنميمةٍ *** إلى ذاك من هذا فحال عن العهدِ
فلما كان في الجمعة الثانية حضرا جميعاً ن وإذا الاصفرار والانكسار قد زال ، فقلت لابن حربويه : إني أرى الدعوة قد أجيبت ، وإن دعاء الشيخ كان على التمام ، فلما كان في تلك السنة كنت فيمن حج ، فكأني أنظر إلى الغلامين محرمين بين منى وعرفة ، فلم أزل أراهما متآلفين إلى أن تكهلا .
v وليوسف بن الحسن رسالة إلى الجنيد منها :
كيف السبيل إلى مرضاة من غضبا *** من غير جرم ولم أعرف له سببا
v وكان محمد بن جرير ربما أهدى إليه بعض أصدقائه الشيء فقبله ، ويكافئه أضعافاً لعظم مروءته .
v وكان أبو العلاء الهمذاني يطلب لأصحابه من الناس ، ويعز أصحابه ومن يلوذ به ، ولا يحضر دعوة حتى يحضر جماعة أصحابه ، وكان لا يأكل نم أموال الظلمة ، ولا قبل منه مدرسة قط رباطاً ، وإنما كان يقرئ في داره ، ونحن في مسجده سكان .
v وقال ابن الجوزي لصديق : أنت في أوسع العذر من التأخر عني لثقتي بك ، وفي أضيقه من شوقي إليك .
v وقال رجل لابن الجوزي : ما نمت البارحة من شوقي إلى المجلس ، قال : لأنك تريد الفرجة ن وإما ينبغي الليلة أن لا تنام .
v وقال أبو علي بن سكرة : كان عاصم بن الحسن القاضي ، ذا شعر كثير ، وكان يكرمني كان لي منه ميعاد يوم الخمسين ن لو أتاه فيه الخليفة لم يمكنه .
v وكان أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الحمزي رفيقاً لأبي زيد السهلي وصديقاً له ، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا ، نظم فيه أبو زيد أبياتاً ، وبعث بها إليه ، وهي :
سَلاَ عن سَلاَ إن المعارِفَ والنهى *** بها ودعا أُم الربابِ ومأشَلا
بكيت أسى أيامَ كان بِسَبْتَةٍ *** فكيف التأسي حينَ منزِله سَلا
وقال أناسٌ إنْ في البُعدِ سَلْوةً *** وقد طال هذا البُعد والقلبُ ما سلا
فليتَ أبا إسحاقَ إذْ شطتِ النوى *** تَحِيتُه الحُسْنَى مع الريحِ أرْسَلا
فعادتْ دَبُورُ الريحِ عندي كالصبا *** بذي غُمَرٍ إذْ أمرُ زيدٍ تبسلا
فقد كان يُهديني الحديثَ مُوصلاً *** فأصبح موصولُ الأحاديثِ مُرْسلاً
وقد كان يُحيي العلمَ والذكرَ عندنا *** أوانَ دنا فالآن بالنأي كسلا
فلله أم بالمَرِية أنجبتْ *** به وأب ماذا من الخَيْرِ أَنْسَلا
والنقل
لطفــاً .. من هنـــــا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=105034