منظومة (الجواهر الحسان وعصمة الإخوان من فتن آخر الزمان)
منظومة الجواهر الحسان وعصمة الإخوان من فتن آخر الزمان
للشيخ صالح الزهراني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...&lesson_id=997
وهي منظومة رائعة ، من أوائل ما سمعت من المنظومات ..
من يتحفنا بها على وورد ؟
طلبت أخي خليل ابن محمد
هذه المنظومة على ملف ورد وكنت قد كتبتها ونويت أن أنسقها وأضبطها بالشكل المناسب مع إعداد فهارس تبين المواضيع التي اعتنت ببيانها تلك المنظومة الرائعة
لكنني لم أستطع لضيق الوقت أن أنسقها أو أضبطها بالشكل
لذا سأرفعها إلى المنتدى تلبية لطلب الأخ أولاً ورغبة في انتفاع باقي الأخوة وادع لأخيكم أبي عمار الرقي بالفرج وتيسير الأمور
فهو الآن في كرب وضيق
والله المستعان
وهذه هي المنظومة:
مَنْظُومَةُ الجَوَاهِرِ الحِسَانِ وَعِصْمَةِ الإِخْوَانِ مِنْ فِتَنِ آَخِرِ الزَّمَانِ
نظم
الفقير إلى ربه
صالح بن أحمد بن محمد الزهراني
يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ يَا أَهْلَ النُّهَى = هَذِي نَصِيْحَةُ صَادِقٍ مِعْوَانِ
أَلَّفْتُهَا نَظْمَاً لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا = لِلرَّاغِبِيْنَ لَهَا مِن الإِخْوَانِ
فِيْهَا مِن الشِّعْرِ الْحَكِيمِ نَصَائِحٌ = تَهْدِي لِنَهْجِ الْحَقِّ وَالإِيْمَانِ
إِنِّي أَبُو عَبْدِ السَّلامِ أَخُوْكُمُ = في اللهِِ والإِسْلامِ والإِيْمَانِ
أوصيكمُ فيها بأن تتمسكوا = بالسنة الغراء والقرآن
فهما النجاة لمن تمسك فيهما = من شر فتنة آخر الأزمان
فلقد أتتنا فتنة شبهاتها = تدع الحليم بموقف الحيران
فتن تموج بشرها وفسادها = كالبحر حين (يموج) بالفيضان (يهيج)
بدأت بكل مدينة بفسادها = وتطايرت في سائر الأوطان
بل قد ترقى شرها وفسادها = في الجو سابحة مع الطيران
وأساسها فتن ثلاث حبها = يعمي عن الإسلام والإيمان
شك وشبهات وشهوات بها = قد شارك الإنسان للحيوان
عرضت على جمع القلوب فوقعها = كحصير عود فوق ذي عيدان
قسم من الناس سرت لقلوبهم = فعلت عليها ظلمة المران
فتنكست (كالكوب) مكبوباً فلا = تمييز بين العرف والنكران(كالكوز)
هذا وقسم أنكروها جهرة = لرسوخهم في العلم والإيمان
قسماً لقد ظهر الفساد حقيقة = في البر والبحر بلا نكران
من شؤم أعمال العباد وكسبهم = للظلم والآثام والعدوان
مصداق ما في سورة الروم التي = فيها بيان النص والبرهان
هذا هو الزمن الذي بفساده = قد أخبر المعصوم من عدنان
صرنا إلى شر القرون بأسرها = حاشا دعاةَ الدين والإيمان
ساد المناصب والأمور شرارهم = وخيارهم غرباء في الأوطان
وكذا الإماء ولدن سادات الورى = وتطاول الرعيان في البنيان
مصداق هذا ما رواه مسلم = أبو الحسين العالم الرباني
وكذا أحاديث من السنن التي = وردت عن المبعوث بالقرآن
فإذا رأيت الأمر أضحى هكذا = فاهرب بدينك شاسع البلدان
فخيار مال المرء قطعة ماعز = ينأى بها في شمخ الأكنان
حفظاً لدين المرء من مدنية = وفساد أهل الفسق والطغيان
إذ حل بالإسلام أعظم غربة = في عصرنا كأوائل الأزمان
بل أهله غرباء في أوطانهم = حتى مع الأهلين والجيران
ما بعد ذا إلا قيام (ساعة) = فشروطها وقعت بلا حسبان (الساعة)
ويعد من أشراط يوم الساعة = طغيان نساء زماننا الفتان
وظهور أصحاب المعاصي بلا حيا = وفساد نشأ الجيل والشبان
ومخالف هذا لذاك عقيدة = وتبايناً في الدين والإيمان
هذا مثال واحد في شأنهم = يعطيك برهاناً عظيم الشان
كم عالم يعلو المنابر واعظاً = والإبن منحرف عن الإيمان
هذا لكثرة مغريات أجلبت = من عابد الصلبان والنيران
شرقية غربية مستورة = بلباس زور خادع فتان
بثت سموم الشر في أبنائنا = بل سائر الفتيات والنسوان
هذا هو الغزو الذي بفساده = مسخ العقائد من بني الإنسان
فقضى على خلق الحياء وحسنه = حتى غدا الإنسان كالشيطان
وإذا تناست أمة أخلاقها = (ضلت) وعاشت عيشة الحيوان (ذلت)
هذا هو التخطيط من أعدائنا = بثوه في الأقطار والبلدان
مسخوا علوم الدين من أنواره = بعلوم عصر حضارة فتان
فاستخرجوا الأبكار من خدر الحيا = وإلى سفور كاشف الأبدان
من جانب التعليم قد دخلوا لها = حتى يوافوها بكل مكان
قالوا لها التعليم فرض واجب = حتى ولو بالصين لا تتوانِ
قصداً لإفساد البيوت وأهلها = من أجل أن يقضوا على الأديان ((إتمام)) إلى ((فاحذر))
فاحذر على الفتيات من تعليم ما = يودي بهن مزالق الكفران
فينلن في الدنيا فضيحة عارها = ويذقن في العقبى لظى النيران
هذا ولو بالغت لست محرماً = تعليم شرع نبينا العدنان
لكن على نهج الكتاب وحكمه = يذكرن ما يتلى من القرآن
أو سنة مرفوعة لنبينا = صحت بلا شك ولا نكران
وكذا أصول الدين فرض علمها = ليست كفائي بل على الأعيان
وكذا الصلاة شروطها وأدابها = حتى تؤدى دونما نقصان
وكذا حقوق الزوج فرض علمها = لمعاشر الفتيات والنسوان
حتى يقمن بكل حق واجب = للزوج والتأديب للصبيان
هذا هو الحق الذي من أجله = تتعلم العذراء كل زمان
ليست علوم خلاعة عصرية = حتى تجيد الخط للأخدان
أما شباب زماننا فكثيرهم = مرقوا من الإسلام والإيمان
تركوا الصلاة وضيعوا أوقاتها = هدموا عمود الدين والأركان
هذا ومن ترك الصلاة فحكمه = قتل بحد السيف أو بسنان
لدلائل نصت على كفرانه = من صادق الآثار والقرآن
فيما رواه الترمذي مصححاً = وكذلكم في مسند الشيباني
وأصح منه ما رواه مسلم = نصاً صحيحاً قاطع البرهان
ثكلتهم الآباء إن حياتهم = عار على الإسلام والإيمان
ركبوا مع ترك الصلاة فواحشاً = وخلاعة وميوعة النسوان
حلقوا اللحى وتخنفسوا وتخنثوا = وتمايلوا كتمايل النشوان
خابوا وخاب فعالهم من معشر = ضاهوا شباب الغرب والرومان
أسفي على هذا الشباب وحسرتي = فسدوا بغش مدرس خوان
وحضارة زيفاء قد شبهتها = كسراب قيعان لدى الظمآن
أف لعصر حضارة فيها غدوا = كالجاهلية أول الأزمان
عزف وموسيقى وصوت ملحن = ومغنيات العصر دان دان
طرب ولهو ليلهم ونهارهم = فمتى تكون إفاقة الولهان
خمر العقول أضر من خمر الجسو = م كذا يقول العالم الرباني
حب الكتاب وحب ألحان الغنا = في قلب عبد ليس يجتمعان
عكسوا أوامر ربهم فاستبدلوا = نهج الغنا عن منهج القرآن
فبيوتهم ملئت بأجهزة الغنا = وفنون موسيقى مع العيدان
وأشدها خطراً على أخلاقنا = ((وكذا على)) الصبيان والنسوان ((لا سيما))
تمثالهم تلف العيون لضره = عكفوا عليه كعابد الأوثان
أو قل كمثل الناشئين بلهوهم = صدوا به عن طاعة الرحمن
قد قلدوا أهل الضلال بكفرهم = شبراً بشبر دونما نقصان
((و))تشبهوا بفعالهم ولبالسهم = وجميع ما يأتون من نكران ((فـ))
أما النساء كشفن جلباب الحيا = وغرقن في التقليد والعصيان
غيرن لبس المؤمنات بلا حيا = ((أنى)) لفعل باء بالخسران ((أف))
والكعب عال تحت بنطال لها = فبدت مفاتنها مع الفستان
وكذا الشباب التائهون تشبهوا = بنسائهم أف لذي الشبان
البعض منهم يرتدي باروكة = والبعض كعباً طوله شبران
فإذا رأيت القوم في طرقاتهم = لا تعرف الأنثى من الذكران
اللبس نوع واحد وشعورهم = وكذا الوجوه تشابه الجنسان
انظر إلى أسواقهم مملوءة = بملابس الإفرنج والكفران
ومعارض عرضوا بها الشعر الذي = من أجله لعبوا على النسوان
باروكة صنعت لغزو نسائنا = من عابد الصلبان والنيران
ونظيرها صبغ المناكير التي = من خبثها اشتقت من النكران
وكذلك الصنفان قد ظهرا كما = ورد الحديث بهذه الأزمان
طبقاً لما في مسلم حررته = ونظمته معنى بلا نقصان
صنفان هم في النار لم ينظرهما = في وقته المعصوم من عدنان
لكنا والله رأينا وصفهم = في عصرنا هذا بكل مكان
صنف بأيديهم سياط أشبهت = أذناب جاموس من الثيران
آذوا كثير المسلمين ((بضربهم)) = بغياً وظلماً عبر كل زمان ((بضربها))
لكن تمادى شرهم في عصرنا = وازداد فعل الظلم والعدوان
هذا وصنف من نساء زماننا = لا شك هن من الفريق الثاني
وإذا رأيت رؤوسهم حسبتها = أسنام بخت شوهدت بعيان
يمشطن مشط الباغيات بلا حيا = وكشفن ذاك الشعر للأخدان
الكاسيات العاريات حقيقة = المائلات بأكعب الشيطان
قسماً لقد ورد الحديث محرماً = لدخولهن جنان ذي الغفران
أما الكثير من الرجال فإنهم = حلقوا اللحى جهراً بلا نكران
انظر لصالونات حلق ((لحاهم)) = فيها تهان كرامة الأذقان ((لحائهم))
قد دنسوا شرف الرجال بحلقها = ومحوا الرجولة من بني الإنسان
فإذا انتهى شرف اللحى وجمالها = ضاهى الرجال معاشر النسوان
والأخذ من شعر العوارض واللحى = خلاف هدي نبينا العدنان
فلقد روى الشيخان فيما قلته = نص الحديث عليه متفقان
أرخوا اللحى واعفوا ولفظاً وفروا = أيضاً كذا الإكرام للأذقان
والأمر هذا للوجوب صراحة = لا يمتري فيه ذوو العرفان
وكذلكم قص الشوارب واجب = بنصوص شرع نبينا العدنان
ورد الحديث بقصه أو نهكه = فامسك بهذا النص والبرهان
هذا ومن تمثيلهم بشعورهم = فعل التواليتات للصبيان
ربوا نواصيهم مع حلق القفا = شبه اليهود وعابد الصلبان
والنص يأمرنا بحلق جميعه = أو تركه من غير ما نقصان
هذا ومن شر الأمور خطورة = ((بإعادة)) الأصنام والأوثان ((لإعادة))
ما كان من صنع التصاوير التي = عمت بها البلواء في الأوطان
فأصيب جل الناس من بلوائها = حتى رجال العلم والإيمان
بل إننا نخشى تجاوز شرها = لبناتنا وكرائم النسوان
قد أصبح التصوير في أيامنا = وكأنه فرض على الأعيان
بل أصبحوا يتألهون بحبها = كأراذل النسوان والصبيان
ونسوا حديث نبيهم في طمسها = أو كسرها من جملة الأوثان
إذ أنهم ضاهوا بفعلهم الذي = متفرد بالخلق والإتقان
هذا وشرك الأولين أساسه = ((أن قد غلوا)) في صالح الإنسان ((غلوهم))
لما غلوا صنعوا تصاويراً لهم = ذكراً وخوفاً من عمى النسيان
لكنهم لما تقادم عهدهم = سجدوا لها وغدت من الأوثان
هذا الذي نخشى على إيماننا = من محبطات الشرك والكفران
إذ أن كل وسيلة تفضي إلى الـ = منهي حكمهما إذاً سيان
فتوقَ من تصوير كل مصور = حفظاً على التوحيد والإيمان
لكن هذا النهي مختص بما = كانت له روح فثق ببياني
أيضاً وفي التصوير محذور أتى = نص الحديث عليه متفقان
أن الملائكة الكرام لفضلهم = لا يقربون أماكن الصلبان
وكذلكم لن يدخلوا بيتاً به = صور ولا كلب ولا أوثان
لكنهم ربوا الكلاب برجسها = في دورهم من جملة الصبيان
وتجاهلوا نص الحديث بقتلها = أو نفيها من سائر السكان
وكذا ورود النص فيمن يقتنى = كلباً بنقص الأجر والإيمان
إلا لصيد أو لزرع يقتنى = أو حرث ماشية مع الرعيان
لكنهم مسخوا العقول عن الهدى = والفطرة الأولى لدى الإنسان
فاستحسنوا الأمر القبيح وفعله = واستقبحوا حسناً بلا برهان
فلذلكم أكلوا الخبائث جيفة = كالنتن من حم ومن دخان
(ف)ولقد رأيت القوم في قهواتهم = سمراً على نرجيلة الشيطان
وسجائر قد أوقدوا نيرانها = مثل الدخان يثور من شكمان
((وتمضغوا)) القات المضر وشمة = منها تعاف سوائم الحيوان ((واستأكلوا))
وكذا سعوط منتن في ذوقه = مثل الرجيع وغائط الإنسان
والبعض منه مسكر ومفتر = كالسم يسري من فم الثعبان
فاستهلكوا أموالهم سرفاً بلا = نفع ولا جدوى على الأبدان
يتخوضون بغير حق الله في = مال العظيم الواحد الديان
(ف)النار أولى بالذين تخوضوا = في صرفها في طاعة الشيطان
انظر إلى النص الذي حررته = يعطيك برهاناً عظيم الشان
يقضي بتحريم الخبائث كلها = فامسك بهذا النص والبرهان
ينجيك من زيف الكلام وأهله = وخصام حزب الجهل والشيطان
هذا الدليل نظمته ونقلته = من سورة الأعراف خير بيان
لكن إرشاد الذين قلوبهم = صمت عن الإسلام والإيمان
((كالنعم)) في سرح السوائم إنهم = لا يعقلون زواجر القرآن ((كالنعق))
أو قل كذبان الورى وفراشه = فمتى يفيد الوعظ في دبان
لا يدركون الفرق بين مضرة = كلا ولا نفع على الأبدان
إسلامهم بالقول صوري بلا = علم وفهم شرائع الإيمان
قد أهملوه وضيعوه فما بقي = ((إلا كإسم أو كرسم قران)) ((إلا اسمه والرسم للقرآن))
عمروا المساجد أحكموا بنيانها = لكنها تشكو من الهجران
وكذا المنائر طولوا بنيانها = فوق القصور وعالي البنيان
وكذا محاريب المساجد زخرفوا = جدرانها بزخارف الألوان
ولقد روينا الحكم في السنن التي = صحت بلا شك ولا نكران
أثراً يصدق كل ما سجلته = من زخرفات مساجد ومبان
وكذا تباهي الناس في عمرانها = قبل القيامة آخر الأزمان
لكنها من نور هدي نبينا = صارت خراباً دونما عمران
هذا نذير للقيامة قد أتى = بنهاية الدنيا بلا حسبان
لا تحسبن الأمر هذا هيناً = فلربما يوم القيامة دان
فإذا العباد تلاعبوا في دينهم = وتظاهروا بقبائح العصيان
تأتي القيامة عند ذلك بغتة = بهلاك جمع الخلق والأكوان
قسماً لقد ركبوا المعاصي جهرة = واستنكفوا عن طاعة الرحمن
وإذا نصحت القوم أو عاتبتهم = قالوا لك الرحمن ذو غفران
ونسوا بأن الله جل جلاله = ملك عظيم البطش والسلطان
يملي لبعض الظالمين بظلمهم = حتى ليأخذهم بلا حسبان
يا رب عفواً لا تؤاخذنا بما = قد قارف الجهال من عصيان
كم يعصرون الخمر في حاناتهم = ((وشرابهم)) قد صار بالإدمان ((وشرابه))
بل يفخرون بشربه وبسكره = جهراً بلا خوف من الديان
ولذا فقد قلبوا اسمه بتحايل = حتى ليشرب دونما نكران
قسماً لقد نص الحديث بأنه = قد يستحل بآخر الأزمان
هذا كما يروي البخاري الذي = جمع الصحيح بأحسن الديوان
سيكون قوم يستحلون الحرى = والخمر ثم معازف الشيطان
قسماً لقد جاء الحديث مطابقاً = للواقع الحالي بشهد عيان
فقد استحلوا لبس كل محرم = ذهب وخز صار للشبان
خابوا لقد خسروا لقبح فعالهم = وخروجهم عن طاعة الرحمن
هذا ومن شر المعاملة التي = فيها خراب الدين والبلدان
صارت معاملة الربا في بيعهم = وبنوكهم جهراً بلا نكران
قرضاً وبيعاً والصيارف أمعنوا = في فعله بتلاعب الشيطان
وتبايعوا أيضاً ببيع العينة = بيعاً يخالف شرعة الرحمن
تفسير ذلك أن يبيعك سلعة = في الحال يشريها مع النقصان
وكذلكم فعل الخيانة قد سرى = في المتر والمكيال والميزان
وكذلك الأيمان عند بيوعهم = تُغدي الديار بلاقع الحيطان
أسبابه ضعف الأمانة عندهم = وخلوهم من صادق الإيمان
بل جاءنا نص الحديث بفقدها = أو رفعها في آخر الأزمان
فلرفعها صار الأمين مخوناً = والغاش والخوان مؤتمنان
وكذا اللئيم مشرفاً ومكرماً = وهو عديم الدين والإيمان
والجاه أيضاً والوساطة عندهم = صارا هما الحكمان والميزان
وكذا الرشاوى عمت البلوى بها = في سائر الأقطار والبلدان
ضاعت حقوق الناس من إفشائها = وازداد قول الزور والبهتان
بل أفسدت شيم الرجال ودينهم = لما تعاطاها الخبيث الداني
لما أرادوا فعلها قلبوا اسمها = بهدية حيل من الشيطان
فإذا أتاهم طالب لقضية = قالوا السرى متوقف شهران
حتى إذا ألقى إليهم درهماً = قاموا بتقديم السرى سرعان
أعني كتاتيب المناصب سيما = من كل ذي متوظف خوان
وإذا اشتكى الإنسان من تعقيدهم = قالوا له خصم لدود الشان
حيل لأموال العباد وأكلها = ظلماً وقالوا الرب ذو غفران
مثل ابن باعورا الذي في ما مضى = ضربت له الأمثال في القرآن
إذ مال للدنيا وجمع حطامها = سلخ من الآيات والإيمان
فإذا به كالكلب يلهث دائماً = في حمله أو تركه سيان
هذا لشدة حرصه متلهفاً = حتى ينال معايش الحيوان
هذي صفات العالم السوء الذي = يشتد حرصاً للحطام الفاني
هذا وكم من عالم في عصرنا = في شبه بلعام الدني الشان
وتعلموا حتى حظوا بشهادة = طلباً لرفع الجاه والسلطان
وجفوا عن العلم الذي بضيائه = يدنيهمُ من خشية الرحمن
لبسوا ثياب العلم واحتالوا بها = حيلاً لجلب المال بالأديان
عكفوا على الدنيا وجمع حطامها = دون العبادة للعظيم الشان
ولذا فقد شدوا الركاب لجمهعا = حتى ينالوها بلا حسبان
أم من حلال أو حرام كسبها = فكلاهما من حرصهم سيان
وحديثهم في شأن جمع حطامها = شغلوا به عن طاعة الرحمن
لكن هناك طوائف لما تزل = بالحق ظاهرة بلا خذلان
تدعوا إلى الدين الحنيف وعلمه = من صادق الإخلاص والإيمان
لا يعتريهم شبهة في دينهم = لضياء نور العلم والإتقان
حفظاً من الرب الرحيم لدينه = والعاملين بسنة العدنان
يا رب واجعلنا من الحزب الذي = يحمي جناب الدين والإيمان
وأدم لنا التوفيق وانصرنا على = حزب الضلال وشيعة الشيطان
وتقبلن منظومة أكملتها = هبة وتوفيقاً من الرحمن
درر من الشعر الحكيم نظمتها = كجواهر الياقوت والمرجان
إن كنت قد وفقت في تأليفها = فالفضل والإنعام للمنان
أو كنت قد أخطأت فهي عثرة = مني وتوهيم لضعف جنان
أرجو من الرب الرحيم إقالتي = والعفو عن زللي وعن نسياني
قولوا دواماً كلما تتلونها = الله يعفو عنك يا زهراني
إني قصدت النصح دون شماتة = أو عيب شخص زل في عصيان
لو شاء رب العرش جل جلاله = لهدى جميع الناس للإيمان
لكن حكمته اقتضت في خلقه = أن يملأ الجنات والنيران
ولذا يقول العالم النحرير في = منظومه الموزون بالإتقان
وانظر إلى الأقدار جارية بما = قد شاء من غي ومن إيمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما = في الحق في ذا الحق ناظرتان
وانظر بعين الحكم وارحمهم بها = إذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على = أحكامه فهمُ إذاً نظران
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم = فالقلب بين أصابع الرحمن
وأضفت لي بيتاً بمعنى قوله = ونظير ما في نظمه سيان
وإذا امرؤ عمّى عليه فؤاده = سيقت له الأقدار بالخذلان
فالله أسأله الثبات على الهدى = والحفظ للإسلام والإيمان
والستر يسبله علينا دائماً = والعفو يوم شهادة الأركان
حتى نفوز بجنة المأوى معا = خير البرية صاحب القرآن
في جنة طابت وطاب نعيمها = هي جنة الفردوس خير جنان
بجوار رب العالمين وحزبه = أعلى جنان الخلد والرضوان
يا رب حقق ما سألت بفضلكا = أنت الذي تعطي بلا حسبان
أنت الذي صورتني ورزقتني = وهديتني لمعالم الإيمان
لولاك ما كنا لدينك نهتدي = لكن بفضلك يا عظيم الشان
فلك المحامد والمدائح كلها = أبداً بلا عد ولا حسبان
فلقد مننت علي في منظومتي = حتى تكامل نظمها بوزان
والله لوما كان منك معونة = ما كان في وسعي ولا حسبان
لكن بواسع ((ما مننت تيسرت)) = فنظمتها كقلائد المرجان ((فضلكم وفقتني))
فالحمد لله على إكمالها = حمداً بكل جوارحي وجنان
وختامها صلوات ربي دائماً = وسلامه دوماً على العدنان
والآل والصحب الكرام جميعهم = والتابعين لهم مدى الأزمان
تمت
بحمد الله في أعدادها =
((ستين مع مائتين ثم ثماني)) ((ستين بعد المائتين ثمان))
((إتمام))
قد خططوا أيضاً لكل معلم = نوع الفساد لسائر الصبيان
فترى المعلم حالقاً ومدخناً = جهراً يعادي سنة العدنان
بل تاركاً لصلاته وصيامه = بل خالياً من مقتضى الإيمان
ومعلمات زماننا أيضاً فقل = لاشك هن حبائل الشيطان
يستشرف اللائي خبثن مناظراً = حتى يقود بهن كل جبان
أضحى يزخرفهن نوع ملابس = في شكل عري فاضح فتان
وملابس أخرى تحدد جسمها = في وصف تفصيل على الأبدان
هذي صفات معلمات زماننا = قلدن غربيين في ذا الشان
مَنْظُومَةُ الجَوَاهِرِ الحِسَانِ وَعِصْمَةِ الإِخْوَانِ مِنْ فِتَنِ آَخِرِ الزَّمَانِ
نظم
الفقير إلى ربه
صالح بن أحمد بن محمد الزهراني
يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ يَا أَهْلَ النُّهَى = هَذِي نَصِيْحَةُ صَادِقٍ مِعْوَانِ
أَلَّفْتُهَا نَظْمَاً لِيَسْهُلَ حِفْظُهَا = لِلرَّاغِبِيْنَ لَهَا مِن الإِخْوَانِ
فِيْهَا مِن الشِّعْرِ الْحَكِيمِ نَصَائِحٌ = تَهْدِي لِنَهْجِ الْحَقِّ وَالإِيْمَانِ
إِنِّي أَبُو عَبْدِ السَّلامِ أَخُوْكُمُ = في اللهِِ والإِسْلامِ والإِيْمَانِ
أوصيكمُ فيها بأن تتمسكوا = بالسنة الغراء والقرآن
فهما النجاة لمن تمسك فيهما = من شر فتنة آخر الأزمان
فلقد أتتنا فتنة شبهاتها = تدع الحليم بموقف الحيران
فتن تموج بشرها وفسادها = كالبحر حين (يموج) بالفيضان (يهيج)
بدأت بكل مدينة بفسادها = وتطايرت في سائر الأوطان
بل قد ترقى شرها وفسادها = في الجو سابحة مع الطيران
وأساسها فتن ثلاث حبها = يعمي عن الإسلام والإيمان
شك وشبهات وشهوات بها = قد شارك الإنسان للحيوان
عرضت على جمع القلوب فوقعها = كحصير عود فوق ذي عيدان
قسم من الناس سرت لقلوبهم = فعلت عليها ظلمة المران
فتنكست (كالكوب) مكبوباً فلا = تمييز بين العرف والنكران(كالكوز)
هذا وقسم أنكروها جهرة = لرسوخهم في العلم والإيمان
قسماً لقد ظهر الفساد حقيقة = في البر والبحر بلا نكران
من شؤم أعمال العباد وكسبهم = للظلم والآثام والعدوان
مصداق ما في سورة الروم التي = فيها بيان النص والبرهان
هذا هو الزمن الذي بفساده = قد أخبر المعصوم من عدنان
صرنا إلى شر القرون بأسرها = حاشا دعاةَ الدين والإيمان
ساد المناصب والأمور شرارهم = وخيارهم غرباء في الأوطان
وكذا الإماء ولدن سادات الورى = وتطاول الرعيان في البنيان
مصداق هذا ما رواه مسلم = أبو الحسين العالم الرباني
وكذا أحاديث من السنن التي = وردت عن المبعوث بالقرآن
فإذا رأيت الأمر أضحى هكذا = فاهرب بدينك شاسع البلدان
فخيار مال المرء قطعة ماعز = ينأى بها في شمخ الأكنان
حفظاً لدين المرء من مدنية = وفساد أهل الفسق والطغيان
إذ حل بالإسلام أعظم غربة = في عصرنا كأوائل الأزمان
بل أهله غرباء في أوطانهم = حتى مع الأهلين والجيران
ما بعد ذا إلا قيام (ساعة) = فشروطها وقعت بلا حسبان (الساعة)
ويعد من أشراط يوم الساعة = طغيان نساء زماننا الفتان
وظهور أصحاب المعاصي بلا حيا = وفساد نشأ الجيل والشبان
ومخالف هذا لذاك عقيدة = وتبايناً في الدين والإيمان
هذا مثال واحد في شأنهم = يعطيك برهاناً عظيم الشان
كم عالم يعلو المنابر واعظاً = والإبن منحرف عن الإيمان
هذا لكثرة مغريات أجلبت = من عابد الصلبان والنيران
شرقية غربية مستورة = بلباس زور خادع فتان
بثت سموم الشر في أبنائنا = بل سائر الفتيات والنسوان
هذا هو الغزو الذي بفساده = مسخ العقائد من بني الإنسان
فقضى على خلق الحياء وحسنه = حتى غدا الإنسان كالشيطان
وإذا تناست أمة أخلاقها = (ضلت) وعاشت عيشة الحيوان (ذلت)
هذا هو التخطيط من أعدائنا = بثوه في الأقطار والبلدان
مسخوا علوم الدين من أنواره = بعلوم عصر حضارة فتان
فاستخرجوا الأبكار من خدر الحيا = وإلى سفور كاشف الأبدان
من جانب التعليم قد دخلوا لها = حتى يوافوها بكل مكان
قالوا لها التعليم فرض واجب = حتى ولو بالصين لا تتوانِ
قصداً لإفساد البيوت وأهلها = من أجل أن يقضوا على الأديان ((إتمام)) إلى ((فاحذر))
فاحذر على الفتيات من تعليم ما = يودي بهن مزالق الكفران
فينلن في الدنيا فضيحة عارها = ويذقن في العقبى لظى النيران
هذا ولو بالغت لست محرماً = تعليم شرع نبينا العدنان
لكن على نهج الكتاب وحكمه = يذكرن ما يتلى من القرآن
أو سنة مرفوعة لنبينا = صحت بلا شك ولا نكران
وكذا أصول الدين فرض علمها = ليست كفائي بل على الأعيان
وكذا الصلاة شروطها وأدابها = حتى تؤدى دونما نقصان
وكذا حقوق الزوج فرض علمها = لمعاشر الفتيات والنسوان
حتى يقمن بكل حق واجب = للزوج والتأديب للصبيان
هذا هو الحق الذي من أجله = تتعلم العذراء كل زمان
ليست علوم خلاعة عصرية = حتى تجيد الخط للأخدان
أما شباب زماننا فكثيرهم = مرقوا من الإسلام والإيمان
تركوا الصلاة وضيعوا أوقاتها = هدموا عمود الدين والأركان
هذا ومن ترك الصلاة فحكمه = قتل بحد السيف أو بسنان
لدلائل نصت على كفرانه = من صادق الآثار والقرآن
فيما رواه الترمذي مصححاً = وكذلكم في مسند الشيباني
وأصح منه ما رواه مسلم = نصاً صحيحاً قاطع البرهان
ثكلتهم الآباء إن حياتهم = عار على الإسلام والإيمان
ركبوا مع ترك الصلاة فواحشاً = وخلاعة وميوعة النسوان
حلقوا اللحى وتخنفسوا وتخنثوا = وتمايلوا كتمايل النشوان
خابوا وخاب فعالهم من معشر = ضاهوا شباب الغرب والرومان
أسفي على هذا الشباب وحسرتي = فسدوا بغش مدرس خوان
وحضارة زيفاء قد شبهتها = كسراب قيعان لدى الظمآن
أف لعصر حضارة فيها غدوا = كالجاهلية أول الأزمان
عزف وموسيقى وصوت ملحن = ومغنيات العصر دان دان
طرب ولهو ليلهم ونهارهم = فمتى تكون إفاقة الولهان
خمر العقول أضر من خمر الجسو = م كذا يقول العالم الرباني
حب الكتاب وحب ألحان الغنا = في قلب عبد ليس يجتمعان
عكسوا أوامر ربهم فاستبدلوا = نهج الغنا عن منهج القرآن
فبيوتهم ملئت بأجهزة الغنا = وفنون موسيقى مع العيدان
وأشدها خطراً على أخلاقنا = ((وكذا على)) الصبيان والنسوان ((لا سيما))
تمثالهم تلف العيون لضره = عكفوا عليه كعابد الأوثان
أو قل كمثل الناشئين بلهوهم = صدوا به عن طاعة الرحمن
قد قلدوا أهل الضلال بكفرهم = شبراً بشبر دونما نقصان
((و))تشبهوا بفعالهم ولبالسهم = وجميع ما يأتون من نكران ((فـ))
أما النساء كشفن جلباب الحيا = وغرقن في التقليد والعصيان
غيرن لبس المؤمنات بلا حيا = ((أنى)) لفعل باء بالخسران ((أف))
والكعب عال تحت بنطال لها = فبدت مفاتنها مع الفستان
وكذا الشباب التائهون تشبهوا = بنسائهم أف لذي الشبان
البعض منهم يرتدي باروكة = والبعض كعباً طوله شبران
فإذا رأيت القوم في طرقاتهم = لا تعرف الأنثى من الذكران
اللبس نوع واحد وشعورهم = وكذا الوجوه تشابه الجنسان
انظر إلى أسواقهم مملوءة = بملابس الإفرنج والكفران
ومعارض عرضوا بها الشعر الذي = من أجله لعبوا على النسوان
باروكة صنعت لغزو نسائنا = من عابد الصلبان والنيران
ونظيرها صبغ المناكير التي = من خبثها اشتقت من النكران
وكذلك الصنفان قد ظهرا كما = ورد الحديث بهذه الأزمان
طبقاً لما في مسلم حررته = ونظمته معنى بلا نقصان
صنفان هم في النار لم ينظرهما = في وقته المعصوم من عدنان
لكنا والله رأينا وصفهم = في عصرنا هذا بكل مكان
صنف بأيديهم سياط أشبهت = أذناب جاموس من الثيران
آذوا كثير المسلمين ((بضربهم)) = بغياً وظلماً عبر كل زمان ((بضربها))
لكن تمادى شرهم في عصرنا = وازداد فعل الظلم والعدوان
هذا وصنف من نساء زماننا = لا شك هن من الفريق الثاني
وإذا رأيت رؤوسهم حسبتها = أسنام بخت شوهدت بعيان
يمشطن مشط الباغيات بلا حيا = وكشفن ذاك الشعر للأخدان
الكاسيات العاريات حقيقة = المائلات بأكعب الشيطان
قسماً لقد ورد الحديث محرماً = لدخولهن جنان ذي الغفران
أما الكثير من الرجال فإنهم = حلقوا اللحى جهراً بلا نكران
انظر لصالونات حلق ((لحاهم)) = فيها تهان كرامة الأذقان ((لحائهم))
قد دنسوا شرف الرجال بحلقها = ومحوا الرجولة من بني الإنسان
فإذا انتهى شرف اللحى وجمالها = ضاهى الرجال معاشر النسوان
والأخذ من شعر العوارض واللحى = خلاف هدي نبينا العدنان
فلقد روى الشيخان فيما قلته = نص الحديث عليه متفقان
أرخوا اللحى واعفوا ولفظاً وفروا = أيضاً كذا الإكرام للأذقان
والأمر هذا للوجوب صراحة = لا يمتري فيه ذوو العرفان
وكذلكم قص الشوارب واجب = بنصوص شرع نبينا العدنان
ورد الحديث بقصه أو نهكه = فامسك بهذا النص والبرهان
هذا ومن تمثيلهم بشعورهم = فعل التواليتات للصبيان
ربوا نواصيهم مع حلق القفا = شبه اليهود وعابد الصلبان
والنص يأمرنا بحلق جميعه = أو تركه من غير ما نقصان
هذا ومن شر الأمور خطورة = ((بإعادة)) الأصنام والأوثان ((لإعادة))
ما كان من صنع التصاوير التي = عمت بها البلواء في الأوطان
فأصيب جل الناس من بلوائها = حتى رجال العلم والإيمان
بل إننا نخشى تجاوز شرها = لبناتنا وكرائم النسوان
قد أصبح التصوير في أيامنا = وكأنه فرض على الأعيان
بل أصبحوا يتألهون بحبها = كأراذل النسوان والصبيان
ونسوا حديث نبيهم في طمسها = أو كسرها من جملة الأوثان
إذ أنهم ضاهوا بفعلهم الذي = متفرد بالخلق والإتقان
هذا وشرك الأولين أساسه = ((أن قد غلوا)) في صالح الإنسان ((غلوهم))
لما غلوا صنعوا تصاويراً لهم = ذكراً وخوفاً من عمى النسيان
لكنهم لما تقادم عهدهم = سجدوا لها وغدت من الأوثان
هذا الذي نخشى على إيماننا = من محبطات الشرك والكفران
إذ أن كل وسيلة تفضي إلى الـ = منهي حكمهما إذاً سيان
فتوقَ من تصوير كل مصور = حفظاً على التوحيد والإيمان
لكن هذا النهي مختص بما = كانت له روح فثق ببياني
أيضاً وفي التصوير محذور أتى = نص الحديث عليه متفقان
أن الملائكة الكرام لفضلهم = لا يقربون أماكن الصلبان
وكذلكم لن يدخلوا بيتاً به = صور ولا كلب ولا أوثان
لكنهم ربوا الكلاب برجسها = في دورهم من جملة الصبيان
وتجاهلوا نص الحديث بقتلها = أو نفيها من سائر السكان
وكذا ورود النص فيمن يقتنى = كلباً بنقص الأجر والإيمان
إلا لصيد أو لزرع يقتنى = أو حرث ماشية مع الرعيان
لكنهم مسخوا العقول عن الهدى = والفطرة الأولى لدى الإنسان
فاستحسنوا الأمر القبيح وفعله = واستقبحوا حسناً بلا برهان
فلذلكم أكلوا الخبائث جيفة = كالنتن من حم ومن دخان
(ف)ولقد رأيت القوم في قهواتهم = سمراً على نرجيلة الشيطان
وسجائر قد أوقدوا نيرانها = مثل الدخان يثور من شكمان
((وتمضغوا)) القات المضر وشمة = منها تعاف سوائم الحيوان ((واستأكلوا))
وكذا سعوط منتن في ذوقه = مثل الرجيع وغائط الإنسان
والبعض منه مسكر ومفتر = كالسم يسري من فم الثعبان
فاستهلكوا أموالهم سرفاً بلا = نفع ولا جدوى على الأبدان
يتخوضون بغير حق الله في = مال العظيم الواحد الديان
(ف)النار أولى بالذين تخوضوا = في صرفها في طاعة الشيطان
انظر إلى النص الذي حررته = يعطيك برهاناً عظيم الشان
يقضي بتحريم الخبائث كلها = فامسك بهذا النص والبرهان
ينجيك من زيف الكلام وأهله = وخصام حزب الجهل والشيطان
هذا الدليل نظمته ونقلته = من سورة الأعراف خير بيان
لكن إرشاد الذين قلوبهم = صمت عن الإسلام والإيمان
((كالنعم)) في سرح السوائم إنهم = لا يعقلون زواجر القرآن ((كالنعق))
أو قل كذبان الورى وفراشه = فمتى يفيد الوعظ في دبان
لا يدركون الفرق بين مضرة = كلا ولا نفع على الأبدان
إسلامهم بالقول صوري بلا = علم وفهم شرائع الإيمان
قد أهملوه وضيعوه فما بقي = ((إلا كإسم أو كرسم قران)) ((إلا اسمه والرسم للقرآن))
عمروا المساجد أحكموا بنيانها = لكنها تشكو من الهجران
وكذا المنائر طولوا بنيانها = فوق القصور وعالي البنيان
وكذا محاريب المساجد زخرفوا = جدرانها بزخارف الألوان
ولقد روينا الحكم في السنن التي = صحت بلا شك ولا نكران
أثراً يصدق كل ما سجلته = من زخرفات مساجد ومبان
وكذا تباهي الناس في عمرانها = قبل القيامة آخر الأزمان
لكنها من نور هدي نبينا = صارت خراباً دونما عمران
هذا نذير للقيامة قد أتى = بنهاية الدنيا بلا حسبان
لا تحسبن الأمر هذا هيناً = فلربما يوم القيامة دان
فإذا العباد تلاعبوا في دينهم = وتظاهروا بقبائح العصيان
تأتي القيامة عند ذلك بغتة = بهلاك جمع الخلق والأكوان
قسماً لقد ركبوا المعاصي جهرة = واستنكفوا عن طاعة الرحمن
وإذا نصحت القوم أو عاتبتهم = قالوا لك الرحمن ذو غفران
ونسوا بأن الله جل جلاله = ملك عظيم البطش والسلطان
يملي لبعض الظالمين بظلمهم = حتى ليأخذهم بلا حسبان
يا رب عفواً لا تؤاخذنا بما = قد قارف الجهال من عصيان
كم يعصرون الخمر في حاناتهم = ((وشرابهم)) قد صار بالإدمان ((وشرابه))
بل يفخرون بشربه وبسكره = جهراً بلا خوف من الديان
ولذا فقد قلبوا اسمه بتحايل = حتى ليشرب دونما نكران
قسماً لقد نص الحديث بأنه = قد يستحل بآخر الأزمان
هذا كما يروي البخاري الذي = جمع الصحيح بأحسن الديوان
سيكون قوم يستحلون الحرى = والخمر ثم معازف الشيطان
قسماً لقد جاء الحديث مطابقاً = للواقع الحالي بشهد عيان
فقد استحلوا لبس كل محرم = ذهب وخز صار للشبان
خابوا لقد خسروا لقبح فعالهم = وخروجهم عن طاعة الرحمن
هذا ومن شر المعاملة التي = فيها خراب الدين والبلدان
صارت معاملة الربا في بيعهم = وبنوكهم جهراً بلا نكران
قرضاً وبيعاً والصيارف أمعنوا = في فعله بتلاعب الشيطان
وتبايعوا أيضاً ببيع العينة = بيعاً يخالف شرعة الرحمن
تفسير ذلك أن يبيعك سلعة = في الحال يشريها مع النقصان
وكذلكم فعل الخيانة قد سرى = في المتر والمكيال والميزان
وكذلك الأيمان عند بيوعهم = تُغدي الديار بلاقع الحيطان
أسبابه ضعف الأمانة عندهم = وخلوهم من صادق الإيمان
بل جاءنا نص الحديث بفقدها = أو رفعها في آخر الأزمان
فلرفعها صار الأمين مخوناً = والغاش والخوان مؤتمنان
وكذا اللئيم مشرفاً ومكرماً = وهو عديم الدين والإيمان
والجاه أيضاً والوساطة عندهم = صارا هما الحكمان والميزان
وكذا الرشاوى عمت البلوى بها = في سائر الأقطار والبلدان
ضاعت حقوق الناس من إفشائها = وازداد قول الزور والبهتان
بل أفسدت شيم الرجال ودينهم = لما تعاطاها الخبيث الداني
لما أرادوا فعلها قلبوا اسمها = بهدية حيل من الشيطان
فإذا أتاهم طالب لقضية = قالوا السرى متوقف شهران
حتى إذا ألقى إليهم درهماً = قاموا بتقديم السرى سرعان
أعني كتاتيب المناصب سيما = من كل ذي متوظف خوان
وإذا اشتكى الإنسان من تعقيدهم = قالوا له خصم لدود الشان
حيل لأموال العباد وأكلها = ظلماً وقالوا الرب ذو غفران
مثل ابن باعورا الذي في ما مضى = ضربت له الأمثال في القرآن
إذ مال للدنيا وجمع حطامها = سلخ من الآيات والإيمان
فإذا به كالكلب يلهث دائماً = في حمله أو تركه سيان
هذا لشدة حرصه متلهفاً = حتى ينال معايش الحيوان
هذي صفات العالم السوء الذي = يشتد حرصاً للحطام الفاني
هذا وكم من عالم في عصرنا = في شبه بلعام الدني الشان
وتعلموا حتى حظوا بشهادة = طلباً لرفع الجاه والسلطان
وجفوا عن العلم الذي بضيائه = يدنيهمُ من خشية الرحمن
لبسوا ثياب العلم واحتالوا بها = حيلاً لجلب المال بالأديان
عكفوا على الدنيا وجمع حطامها = دون العبادة للعظيم الشان
ولذا فقد شدوا الركاب لجمهعا = حتى ينالوها بلا حسبان
أم من حلال أو حرام كسبها = فكلاهما من حرصهم سيان
وحديثهم في شأن جمع حطامها = شغلوا به عن طاعة الرحمن
لكن هناك طوائف لما تزل = بالحق ظاهرة بلا خذلان
تدعوا إلى الدين الحنيف وعلمه = من صادق الإخلاص والإيمان
لا يعتريهم شبهة في دينهم = لضياء نور العلم والإتقان
حفظاً من الرب الرحيم لدينه = والعاملين بسنة العدنان
يا رب واجعلنا من الحزب الذي = يحمي جناب الدين والإيمان
وأدم لنا التوفيق وانصرنا على = حزب الضلال وشيعة الشيطان
وتقبلن منظومة أكملتها = هبة وتوفيقاً من الرحمن
درر من الشعر الحكيم نظمتها = كجواهر الياقوت والمرجان
إن كنت قد وفقت في تأليفها = فالفضل والإنعام للمنان
أو كنت قد أخطأت فهي عثرة = مني وتوهيم لضعف جنان
أرجو من الرب الرحيم إقالتي = والعفو عن زللي وعن نسياني
قولوا دواماً كلما تتلونها = الله يعفو عنك يا زهراني
إني قصدت النصح دون شماتة = أو عيب شخص زل في عصيان
لو شاء رب العرش جل جلاله = لهدى جميع الناس للإيمان
لكن حكمته اقتضت في خلقه = أن يملأ الجنات والنيران
ولذا يقول العالم النحرير في = منظومه الموزون بالإتقان
وانظر إلى الأقدار جارية بما = قد شاء من غي ومن إيمان
واجعل لقلبك مقلتين كلاهما = في الحق في ذا الحق ناظرتان
وانظر بعين الحكم وارحمهم بها = إذ لا ترد مشيئة الديان
وانظر بعين الأمر واحملهم على = أحكامه فهمُ إذاً نظران
لو شاء ربك كنت أيضاً مثلهم = فالقلب بين أصابع الرحمن
وأضفت لي بيتاً بمعنى قوله = ونظير ما في نظمه سيان
وإذا امرؤ عمّى عليه فؤاده = سيقت له الأقدار بالخذلان
فالله أسأله الثبات على الهدى = والحفظ للإسلام والإيمان
والستر يسبله علينا دائماً = والعفو يوم شهادة الأركان
حتى نفوز بجنة المأوى معا = خير البرية صاحب القرآن
في جنة طابت وطاب نعيمها = هي جنة الفردوس خير جنان
بجوار رب العالمين وحزبه = أعلى جنان الخلد والرضوان
يا رب حقق ما سألت بفضلكا = أنت الذي تعطي بلا حسبان
أنت الذي صورتني ورزقتني = وهديتني لمعالم الإيمان
لولاك ما كنا لدينك نهتدي = لكن بفضلك يا عظيم الشان
فلك المحامد والمدائح كلها = أبداً بلا عد ولا حسبان
فلقد مننت علي في منظومتي = حتى تكامل نظمها بوزان
والله لوما كان منك معونة = ما كان في وسعي ولا حسبان
لكن بواسع ((ما مننت تيسرت)) = فنظمتها كقلائد المرجان ((فضلكم وفقتني))
فالحمد لله على إكمالها = حمداً بكل جوارحي وجنان
وختامها صلوات ربي دائماً = وسلامه دوماً على العدنان
والآل والصحب الكرام جميعهم = والتابعين لهم مدى الأزمان
تمت
بحمد الله في أعدادها =
((ستين مع مائتين ثم ثماني)) ((ستين بعد المائتين ثمان))
((إتمام))
قد خططوا أيضاً لكل معلم = نوع الفساد لسائر الصبيان
فترى المعلم حالقاً ومدخناً = جهراً يعادي سنة العدنان
بل تاركاً لصلاته وصيامه = بل خالياً من مقتضى الإيمان
ومعلمات زماننا أيضاً فقل = لاشك هن حبائل الشيطان
يستشرف اللائي خبثن مناظراً = حتى يقود بهن كل جبان
أضحى يزخرفهن نوع ملابس = في شكل عري فاضح فتان
وملابس أخرى تحدد جسمها = في وصف تفصيل على الأبدان
هذي صفات معلمات زماننا = قلدن غربيين في ذا الشان
ملاحظة:
ما وضعته بين قوسين إنما هو اختلاف في النسخ وكلمة إتمام أي وجدتها في نسخة دون إخرى
والنسخة التي أقصد شريط بصوت أخوين فاضلين أدا هذه المنظومة أداءً طيباً فليتنبه
والنقل
لطفـاً .. من هنـــــــــا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78560