خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:02

    نعم غلطنا فرجعنا فكان ماذا ؟! (نماذج مشرقة)
    Embarassed

    قال أبو العباس المُبَرَّد:

    إن الذي يغلط ثم يرجع لا يعد ذلك خطأ لأنه قد خرج منه برجوعه عنه وإنما الخطأ البَيّن الذي يصر على خَطائه ولا يرجع عنه فذاك يعد كذاباً ملعوناً

    فاصل

    حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل بن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا
    فأنكر فضلٌ الصائغ

    فقال يا أبا عبد الله ليس هكذا هو

    فقال كيف هو ؟

    فذكر رواية أخرى

    فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلتُ والخطأ ما قلتَ

    قال فضلٌ فأبو زرعة الحاكم بيننا

    فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش(1) تقول أينا المخطئ ؟

    فسكت أبو زرعة ولم يجب فقال محمد بن مسلم: مالك سكتَّ تكلم

    فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم وقال: لا أعرف لسكوتك معنى إن كنت أنا المخطئ فأخبر وإن كان هو المخطئ فأخبر

    فقال هاتوا أبا القاسم ابن اخي فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقطمر الثالث وعُد ستة عشر جزءا وائتني بالجزء السابع عشر

    فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم: فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟!

    مقدمة الجرح والتعديل ص337

    فيها من الفوائد:

    - قوة حفظ أبي زرعة وشدة استحضاره

    - من أنفع طرق الحفظ الحفظ بالرسم وإدامة النظر فعلى الطالب الاعتناء بحفظ أماكن المعلومات ومظانها حتى إذا شك سهل عليه الرجوع والتأكد من حفظه

    - التنبيه على آداب المذاكرة بين الأقران: تكنية القرين ، نصبه حكما على نفسه وحفظه ، عدم المسارعة بتخطئته ، عدم الفخر بتخطئته والتعالي بذلك ، بيان خطئه بطريقة لطيفة تكون أدعى لقبول الحق ألا ترى أبا زرعة أعرض وسكت أولا فلما ألح عليه جعله يقف على الخطأ بنفسه

    - رجوع الراوي عن خطئه دليل على صدقه وتثبته وفضله

    _____________


    (1) تكلم بها العلماء والفضلاء وقيل حكيت عن العرب وقيل منحوتة فهي مقيسة لا مسموعة وعدها الجواليقي من لحن العامة

    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140361
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:04

    قال العباس بن محمد الدُوري ثنا يحيى بن معين قال:

    حضرت نُعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه

    قال فقرأ منه ساعة ثم قال ثنا ابن المبارك عن ابن عون فحدث عن بن المبارك عن بن عون أحاديث

    قال يحيى فقلت له ليس هذا عن ابن المبارك فغضب وقال ترد علىّ

    قال قلت إى والله أريد زينك

    فأبى أن يرجع

    قال فلما رأيته هكذا لا يرجع قلت لا والله ما سمعت أنت هذا عن ابن المبارك ولا سمعها ابن المبارك من ابن عون قط

    فغضب وغضب كل من كان عنده من أصحاب الحديث

    وقام نعيم فدخل البيت فأخرج صحائف فجعل يقول وهى بيده:

    أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس بأمير المؤمنين في الحديث

    نعم يا أبا زكريا غلطت

    وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما روى هذه الأحاديث عن ابن عون غير ابن المبارك فرجع عنها.
    الكفاية للخطيب ص146


    فيها من الفوائد:

    - بيان طريقة من طرق تعليل النقاد وهي حصر أحاديث الراوي مطلقا أو عن أحد شيوخه حتى إذا ظن أنه لم يفته شيئا حكم على ما لم يسمعه من حديث هذا الراوي بالخطأ وأنه لا يمكن أن يكون من حديثه ولا من حديث شيخه وفي نصوص المتقدمين أمثلة كثيرة على هذه الطريقة

    - صرامة وشدة ابن معين في الحق و نقد السنن ولو مع أكابر علماء الحديث وناصري السنن

    - فيه التنبيه على أسباب وقوع الخطأ في حديث الراوي وهو دخول حديث في حديث وخاصة إذا كان في صحيفة

    - فيه بيان مكانة نعيم بن حماد من الحفظ والضبط فلم يكن هو من المبرزين في ذلك ألا تراه أخطأ وهو يحدث من كتاب فكيف إذا حدث من حفظه



    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:08



    قال البَرْذَعي:

    ذكرت لأبي زرعة عن مسدد عن محمد بن حمران عن سَلْم بن عبد الرحمن عن سَوادة بن الربيع الخيل معقود في نواصيها

    فقال لي: راوي هذا كان ينبغي لك أن تكبر عليه ليس هذا من حديث مسدد

    كتبت عن مسدد أكثر من سبعة آلاف وأكثر من ثمانية آلاف وأكثر من تسعة آلاف ما سمعته قط ذكر محمد بن حمران.

    قلتُ له : روى هذا الحديث يحيى بن عَبْدَك عن مسدد فقال : يحيى صدوق وليس هذا من حديث مسدد

    فكتبت إلى يحيى فكتب إلي لا جزى الله الوراق عني خيرا
    أدخل لي أحاديث المُعلى بن أسد في أحاديث مسدد

    ولم أميزها منذ عشرين سنة حتى ورد كتابك


    وأنا أرجع عنه فقرأت كتابه على أبي زرعة فقال : هذا كتاب أهل الصدق
    سؤالات البرذعي (2/579)

    فيها من الفوائد:

    - معرفة طريقة من طرق النقاد في معرفة أخطاء الرواة.

    - من علامة الثقة رجوعه عن الخطأ وعدم الإصرار.

    - أثر الوراقين على المحدثين.

    - بيان سبب من أسباب دخول الحديث في الحديث على المُحدّث.

    - دقة نقد الأئمة المتقدمين للأحاديث والرواة، وجزمهم بما يقولون لأنه صادر عن علم وفهم.

    ما تقدم أفاده الشيخ علي الصياح

    وقوله في الفائدة الأولى :


    "معرفة طريقة من طرق النقاد في معرفة أخطاء الرواة"

    لعله أراد حصر أحاديث الراوي مطلقا أو عن أحد شيوخه حتى إذا ظن أنه لم يفته شيئا حكم على ما لم يسمعه من حديث هذا الراوي بالخطأ

    وأنه لا يمكن أن يكون من حديثه ولا من حديث شيخه وفي نصوص المتقدمين أمثلة كثيرة على هذه الطريقة

    ومما يضاف من الفوائد:

    - أن التفرد في الأعصار المتأخرة قرينة على الوهم ولو كان المتفرد محلا للصدق

    - سعة حفظ أبي زرعة وبيان طريقته في حفظ الأحاديث أما سعة حفظ فلو ذهبت تجمع أحاديث مسدد عن شيوخه من دواوين الإسلام لما جمعت ما جمع أبو زرعة من حديثه وقد قال في موضع آخر حفظ ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب

    وأما طريقة حفظه للأحاديث فهي طريقة إفراد حديث كل راوي بعد جمعه ثم حفظه وقد يفرده على شيوخه فيحفظ ما له عن الشيخ الفلاني ثم الثاني وهكذا على طريق الحصر والاستقصاء

    وهذه طريقة الحفاظ في تلك العصور الذهبية

    - فيه سعة محفوظات البخاري إذ هو أحفظ من أبي زرعة فقد سئل الحافظ فضلك الرازي أيهما أحفظ البخاري أم أبو زرعة فقال رحلت مع البخاري فجهدت نفسي أن أغرب عليه بحديث فلم أستطع وها أنا أغرب على أبي زرعة عدد شعر رأسه

    ومسدد من شيوخ البخاري
    وقد ذكر أبو زرعة عن حاله مع أبي سلمة التبوذكي بمثل حاله مع مسدد والتبوذكي من شيوخ البخاري

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:10


    "قال أبو جعفر محمد بن أبي حاتم الوراق النحوي

    قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدء أمرك في طلب الحديث

    قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب

    قال وكم اتى عليك إذ ذاك قال عشر سنين أو أقل ثم خرجت من الكتاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلى وغيره

    وقال يوما فيما كان يقرأ للناس سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم

    فقلت له يا أبا فلان إن أبا الزبير لم يروه عن إبراهيم

    فانتهرنى فقلت له ارجع إلى الأصل إن كان عندك

    فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي كيف هو يا غلام

    قلت هو الزبير بن عدى بن إبراهيم

    فأخذ القلم مني وأحكم كتابه

    فقال صدقت

    فقال له بعض أصحابه ابن كم كنت إذ رددت عليه؟!

    فقال ابن إحدى عشرة......."
    تاريخ بغداد (6/2)


    **********

    لعلنا نفرد موضوعا على حدة في استنباط الفوائد من قصص أهل الحديث

    نسأل الله التوفيق والسداد

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:13



    قال الإمام الصنعاني - رحمه الله تعالى
    في سبل السلام

    (في كلامه على طلاق الحائض حديث 1006):

    وَقَدْ أَطَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ الْكَلَامَ عَلَى نُصْرَةِ عَدَمِ الْوُقُوعِ ،

    وَلَكِنْ

    بَعْدَ ثُبُوتِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَبَهَا تَطْلِيقَةً تُطِيحُ كُلَّ عِبَارَةٍ ، وَيُضَيِّعُ كُلَّ صَنِيعٍ ،

    1-
    وَقَدْ كُنَّا نُفْتِي بِعَدَمِ الْوُقُوعِ ، وَكَتَبْنَا فِيهِ رِسَالَةً ،

    2-
    وَتَوَقَّفْنَا مُدَّةً

    3-
    ثُمَّ رَأَيْنَا وُقُوعَهُ .

    4-

    " تَنْبِيهٌ "

    ثُمَّ إنَّهُ قَوِيٌّ عِنْدِي مَا كُنْت أُفْتِي بِهِ أَوَّلًا

    مِنْ عَدَمِ الْوُقُوعِ لِأَدِلَّةٍ قَوِيَّةٍ

    سُقْتهَا فِي رِسَالَةٍ سَمَّيْنَاهَا

    " الدَّلِيلُ الشَّرْعِيِّ فِي عَدَمِ وُقُوعِ الطَّلَاقِ الْبِدْعِيِّ .

    ا.هـ"

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة )

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 27.08.09 12:16

    حكى حافظ الدنيا أبو الحسن الدارقطني:
    أنه حضر أبا بكر ابن الأنباري في مجلس أملاه يوم الجمعة فصحف اسما أورده في إسناد حديث ، إما كان حبان فقال حيان أو حيان فقال حبان .

    قال أبو الحسن فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله وجلالته وهم ، وهبته أن أوقفه على ذلك فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملى وذكرت له وهمه وعرفته صواب القول فيه وانصرفت ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه .

    فقال أبو بكر (الإمام ابن الأنباري) للمستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلانى لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية ونبهنا ذلك الشاب على الصواب ،

    وهو كذا وعرِّف ذلك الشاب أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال.

    ذكرها الخطيب في تاريخه 183/3.
    فاصل

    فيها من الفوائد:

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid
    إخلاص أبي الحسن الدارقطني إذ لم يبادر إلى تخطئة شيخه علنا في المجلس فيحظى بمنقبة التصحيح للمشايخ.


    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid
    فيه من آداب الطلب عدم تخطئة الشيخ والاستدراك عليه في مجلسه حفظا لحقه ومنزلته ومراعاة لنفسيته ومزاجه ما لم يترتب على ذلك مفسدة أكبر.

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid

    فيه ما كان عليه العلماء من الهيبة والجلالة في قلوب الناس وتلامذتهم والأصل في ذلك ما ورد أن الصحابة كانوا يهابون سؤال النبي وما ورد عن ابن عباس من هيبته لعمر أن يسأله سنتين فأكثر.

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid

    فيه تواضع أبي بكر ابن الأنباري وزهده وورعه وقد كان ذا منزلة عظيمة في العلم وكان مضرب المثل في الحفظ كما يعلم من ترجمته
    وقد كان مصحح خطئه شابا غير مشهور.

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid

    فيه أهمية كتاب الحافظ ومدى دوره في بيان خطأ الراوي وعلى الشبكة موضوع عن ذلك فيه أمثلة كثيرة.

    ( الرجوع عن الخطأ - احتسابا - فضيلة ) Mid

    فيه إخلاص أبي الحسن الدارقطني لشيوخه


    إذ لم يغفل هذه الحكاية بل نشرها لبيان فضل شيخه حتى يكون له لسان صدق في الآخرين

    وهذا من حقوق الأشياخ على التلاميذ

    قد تكون بين بعض الطلبة نوع معاصرة مع شيخه فتمنعه من ذكر بعض المواقف بينهما فيها منقبة للشيخ

    وهذا يدفع بالإخلاص ومعرفة حقوق الأشياخ.


    رزقنا الله أخلاق القوم وصفاتهم وآدابهم أولا

    ثم علمهم وفقههم

    آمين.


      الوقت/التاريخ الآن هو 23.11.24 3:01