حديث النفوس وعتاب القلوب
( كتبت أم حنان )
بسم الله ،الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
لابد للمسلم ان يقف مع نفسه وقفات ، يعاتب فيها قلبه ، ويحاسب فيها نفسه ، ويجدد فيها عزمه ، ويشحذ فيها همته ، ويفتش عن قلبه
ماذا أردت بكذا وكذا
ماذا أردت بكتابتي في هذا الملتقى (مثلا)
هل حقا أردت الأجر من الله ؟ ونفع نفسي ونفع الناس
أم أردت عرضا من الدنيا قليل ،،
هل أردت قضاء الوقت والجدال فيما لاينفع ؟
ام أردت الوصول إلى الحق واتباعه ؟
هل أردت زيادة في العلم تقوي إيماني وتقربني من ربي ؟
أم أردت زيادة في العلم أفتخر بها على إخوتي وأقراني ؟
هل تعلمت الدين حتى يقال عالم ؟
هل تعلمت القران ليقال قارىء ؟
،،،،ياالهي كم انا جاهل لنفسي ؟
لاأعرف حتى ماأريد ؟
اللهم الهمني رشدني والهمني الصواب وبصرني بذنوبي
فقد أظلمت الدنيا قلبي فما عدت أبصر أين الصواب !
===
قراءة القران بتدبر من أعظم ما يحي القلوب
فهو حياة القلوب ونعيمها وأنسها
فاستشعار المعاني القلبية لكلام الله عزوجل يحرك القلب ويزكي النفس ويوقد العزيمة
يقول تعالى
( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) .
===
حين نشكو من قسوة القلب ، وتختلط علينا الامور ، ننسى أن السبب هو كثرة الذنوب وعدم الإستغفار
(كلا . بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون ) ،
فالذنوب تنكت على القلب نكتا سوداء تطفىء حرارة القلب وتذهب صفاءه
وعلاج ذلك بالإستغفار وعمل الحسنات
( إن الحسنات يذهبن السيئات . ذلك ذكرى للذاكرين)
وقد يرتكب المسلم الذنب وهو يعلم ، وقد يرتكبه وهو لا يعلم
فالاول
يعلم بالذنب فيؤرقه ذلك ويزعجه فيرجع ويتوب
أما الثاني
فالخطب اعظم ،
كما يقول الشاعر :
إن كنت تعلم فتلك مصيبة ****وإن كنت لاتعلم فالمصيبة أعظم
فالجهل والغفلة عن معرفة الذنوب تجعل المسلم يرتكب السيئات دون أدنى شعور ، فتتراكم الذنوب على قلبه وتصبح كالغشاء الذي يمنع وصول الحق إلى قلبه
فليس كل قلب أهلا لمعرفة الحق
يقول تعالى
(ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين )
فجعله هدى للمهتدين ، لمن يقبل الحق ويريده ،وبقدر إرادته للحق يهتدي
نسأل الله أن يهدي قلوبنا للحق ، ويبصرنا بعيوب انفسنا
وان يوفقنا دوما في طاعته .