خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    قاعدة شريفة عظيمة القدر

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية قاعدة شريفة عظيمة القدر

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 16.08.09 7:28

    قاعدة شريفة عظيمة القدر
    فاصل



    حاجة العبد إليها أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب والنفس بل وإلى الروح التي بين جنبيه.

    اعلم أن كل حي سوى الله فهو فقير إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره


    والمنفعة للحي من جنس النعيم، واللذة والمضرة من جنس الألم والعذاب.

    فلا بد من أمرين:

    أحدهما

    هو المطلوب المقصود المحبوب الذي ينتفع به ويتلذذ به،

    والثاني

    هو المعين الموصل والمحصل لذلك المقصود والمانع لحصول المكروه والدافع له بعد وقوعه.

    فها هنا أربعة أشياء:


    أمر محبوب مطلوب الوجود
    و
    الثاني أمر مكروه مطلوب العدم
    و
    الثالث الوسيلة إلى حصول المحبوب
    و
    الرابع الوسيلة إلى دفع المكروه.

    فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد بل ولكل حي سوى الله، لا يقوم صلاحه إلا بها.


    إذا عرف هذا فالله سبحانه هو المطلوب المعبود المحبوب وحده لا شريك له

    وهو وحده المعين للعبد على حصول مطلوبه

    فلا معبود سواه ولا معين على المطلوب غيره

    وما سواه هو المكروه المطلوب بعده

    وهو المعين على دفعه

    فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه

    وهذا معنى قول العبد:

    "إياك نعبد وإياك نستعين"

    فإن هذه العبارة تتضمن المقصود المطلوب ودفع المكروه.

    ـ فالأول
    من مقتضى ألوهيته

    ـ والثاني
    من مقتضى ربوببيته، لأن الإله هو الذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالا وإكراما
    والرب هو الذي يرب عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله

    ومصالحه التي بها سبعة مواضع تنتظم هذين الأصلين:

    أحدهما

    قوله تعالى:
    "إياك نعبد وإياك نستعين"

    الثاني
    قوله تعالى:
    "عليه توكلت وإليه أنيب"

    ـ الثالث

    قوله تعالى:
    "فاعبده وتوكل عليه"

    ـ الرابع

    قوله تعالى:
    "عليك توكلنا وإليك أنبنا"

    ـ الخامس

    قوله تعالى:
    " وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده "

    ـ السادس

    قوله :
    "عليه توكلت وإليه متاب"

    السابع
    قوله:
    " واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا * رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا "

    ومما يقرر هذا

    أن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة إليهم من النظر إليه، ولا شيء يعطيهم في الدنيا أحب إليهم من الإيمان به ومحبتهم له ومعرفتهم به وحاجتهم إليه في عبادتهم له وتألههم له كحاجتهم إليه بل أعظم من خلقه وربوبيته لهم ورزقه لهم

    فإن ذلك هو الغاية المقصودة التي بها سعادتهم وفوزهم

    وبها ولأجلها يصيرون عاملين متحركين، ولا صلاح لهم ولا فلاح ولا نعيم ولا لذة ولا سرور بدون ذلك بحال

    فمن أعرض عن ذكر ربه فإن له معيشة ضنكا، ويحشره يوم القيامة أعمى،

    ولهذا لا يغفر الله لمن يشرك به شيئا ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء

    ولهذا كانت ((لا إله إلا الله)) أفضل الحسنات.

    Embarassed

    "دار الهجرتين وباب السعادتين "

    للإمام ابن قيم الجوزية ـ رحمه الله ـ
    الجزء :1- الصفحة :96


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44013

      الوقت/التاريخ الآن هو 15.11.24 3:10