التصريح بأسماء النساء أمام الأجانب
وجدت هذه الفائدة لأبي حاتم الرازي ، في التصريح بأسماء النساء أمام الأجانب .
قال ابن أبي حاتم في ( العلل : 1 / 284 ـ 285 ) :
( ... عن زيد بن جبير عن ابن عمر قال : أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم...
وجدت هذه الفائدة لأبي حاتم الرازي ، في التصريح بأسماء النساء أمام الأجانب .
قال ابن أبي حاتم في ( العلل : 1 / 284 ـ 285 ) :
( ... عن زيد بن جبير عن ابن عمر قال : أخبرني بعض نسوة النبي صلى الله عليه وسلم...
قال أبي :
ولم يسم ابن عمر لزيد بن جبير حفصةَ ؛ إذ كان زيد غريبًا منه
وسماها لسالم
( في روايته للحديث ) ؛ أن كانت عمة سالم ) اهـ
فما رأيكم في استباط أبي حاتم ؟
وهل وقفتم على بحث للعلماء في هذه المسألة ؟
=======
التصريح بأسماء النساء أمام الأجانب مباح
دل على ذلك كثرة كاثرة من الأحاديث والآثار التي فيها تسمية نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء أصحابه رضي الله عنهم ونساء التابعين أمام الأجانب .
ولكن إذا ترك الإنسان هذا المباح مراعاة لعرف بلده فلا حرج
لكن لا ينكر على من كان ذلك غير مذموم في عرفهم
ولا سيما عند الحاجة إلى التسمية وخشية عدم اتضاح المعنى مع عدمها
لأن من لا يذم عرفهم ذلك فعرفهم أقرب لعرف النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه
ونظرة سريعة على كتب التراجم ومراجعة تراجم الصحابيات وما اشتملت عليه من قصص فيها التصريح بأسمائهن توضح لك هذا الأمر
والله أعلم .
===
ولو تكرمتم أخي ابن القيم _ وفقكم الله _ بذكر نص الحديث الذي لم يسم فيه ابن عمر أخته حفصة لزيد بن جبير
فربما يكون معنى كلام أبي حاتم أن ابن عمر لم يصرح باسم أخته في الحديث لاشتمال الحديث على شيء مما يستحيا من ذكره
فاستحيا من تعيين أن أخته هي المرادة به وليس لمجرد عدم رغبته في ذكر اسم أخته .
========
أقول : ثم وقفت على الآتي :
قال القرطبي ـ رحمه الله ـ
في تفسير قوله تعالى :
( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله غير الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ... )
[ النساء : 171 ]
( الثانية : لم يذكر الله عز وجل امرأة وسماها باسمها في كتابه إلا مريم ابنة عمران
فإنه ذكر اسمها في نحو من ثلاثين موضعاً لحكمة ذكرها بعض الأشياخ
فإن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في الملإ ، ولا يبتذلون أسماءهن
بل يكنون عن الزوجة بـ : العرس والأهل والعيال ونحو ذلك
فإن ذكروا الإماء لم يكنّوا عنهن ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها
فلما قالت النصارى في مريم ما قالت وفي ابنها صرح الله باسمها
ولم يكنِّ عنها بالأموّة والعبودية التي هي صفة لها وأجرى الكلام على عادة العرب في ذكر إمائها ) .
( الجامع لأحكام القرآن : 6 / 16 ) .
=======
وهل أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم لم يكن من الأشراف أو كانت ابنته فاطمة ليست من الحرائر _ وحاشاهما _
حين قال :
( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ؟
ألم يكن في وسعه أن يقول لو أن بنت محمد أو لو أن أم الحسن أو أم الحسن والحسين .. ؟
وكان الناس سيفهمون بدون التصريح باسمها ولكنه صرح به .
=========
... و ها نحن أمام تاريخ حافل لأعلام الإسلام ذكرت فيه آلاف كثيرة من أعلام النساء و أنسابهن، و تتلمذ عليهن في القراءات و الحديث الكثير من علماء الإسلام المشاهير من أمثال ابن حزم و الذهبي و ابن كثير و ما لا يحصى من الخلائق، بل و حتى اليوم توجد بعض المقرئات العجائز ممن تعلو أسانيدهن في بلاد مصر و شمال إفريقية و لم نسمع نكيرا من العلماء المتقدمين أو المتأخرين على تصدر أولئك.
فنسأل الله العافية و السلامة من اتباع الهوى و القول على الله بغير علم.
=========
فائدة قيمة من ابن القيم
و ما قاله القرطبي دال على أن مثل هذا العرف كان جاريا عندهم ، و الأمر في هذا واسع ، و تعليقه بالعرف وجيه ، و الصحابة أنفسهم كانوا يبهمون أحيانا اسم المرأة و يكنون عنها و أحيانا يذكرون كنيتها و أحيانا يصرحون باسمها ..و كثيرا ما نرى إبهام اسمها و نحوه فيما يستحيى منه ، و لعل توجيه أخي أبو خالد قد وافق واقع الرواية و إن لم أقف عليها ..
لكن خارج المسألة ، فاالنقل عن ابي حاتم و القرطبي طريف و ممتع