المحبة في المسيحية ... حقيقة أم خيال؟
يوسف عبد الرحمن
ما أكثر كلام المبشرين المسيحيين عن المحبة وما أكثر الضجيج الذي يحدثونه بهذه الكلمة في كل مكان وزمان!! الحقيقة ان المحبة كقيمة جديرة بكل اهتمام إلا أنها لا يمكن أبدا أن تتوافق أو تتناغم مع ما يعرضه الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم ..
في هذه الدراسة الموجزة سأقدم لك أخي القارئ بعض الأمثلة من العهدين ، والتي ستثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن كلام المسيحيين عن المحبة ما هو إلا مجرد مزايدات وتنكر لأوضح المعطيات الكتابية والعقلية .... وإليك هذه الأمثلة:
أولاً : الإله بحسب تصور الكنيسة لا يغفر بدون سفك دم ، ففي الرسالة إلى العبرانيين 9 : 22 نجد الكاتب يقول : " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ". وهذا النص من دون شك يصور الإله ، بصورة دموية ، متعطشة لسفك الدماء.
ثانياً : الإله بحسب تصور الكنيسة لم يشفق على ابنه الوحيد ، بل قدمه لكي يُعذب ويقتل على الصليب من أجل العالم : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". ( رومية 8 : 32 ترجمة فاندايك ) وهنا نلاحظ عبارة : " لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ " والتي تفيد بأن هذا الإله قدم ابنه بلا رحمة أو عطف أو حنان!
يقول المسيحيون ان الإله فعل هذا لأنه يحب العالم . وهل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد ؟!! كيف يحب الله العالم ولا يحب ابنه ؟!! وهل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد ؟!! كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ ثم ما هو رأي الغرب المسيحي المدافعين عن حقوق الأولاد في هذا ؟ أليس ما قام به هذا الإله مع ابنه الوحيد يسمى عند الغرب المسيحي CHILD ABUSE ؟؟
ثالثاً : الإله بحسب تصور الكنيسة قد أعد بحيرة الكبريت وأتون النار في الآخرة ( متى 13 : 42 ، 50 ، رؤيا 20 : 10 ) فهل نحن المسلمون واليهود والهندوس وكل البشر من غير المسيحيين سنذهب للنار؟؟ إذن ما هي المحبة التي تدعو إليها الكنيسة؟ إذن فلا اختلاف ولا زيادة في المحبة بين المسيحية وغيرها من الأديان ... من يعصي له النار و من يؤمن له الجنة .. فمن أين جاؤوا بموضوع المحبة؟
فان قالوا ان محبه الله للبشر الآن قبل يوم القيامة ، سنقول لهم لم تأتوا بجديد .. حتى الإسلام قال هذا بأن باب التوبة مفتوح ، فلا فائده من اللف و الدوران بالمصطلحات!
رابعاً : ان اللاهوت المسيحي يفترض ان يهوه رب العهد القديم هو نفسه يسوع المسيح إله العهد الجديد ( المتجسد ) , إذ أن الإله في العهدين واحد ، وبناء عليه سنلقي أخي القارئ نظرة سريعة خاطفة على شخصية يهوه كما تجلت في أسفار العهد القديم :
1) هو إله جبار في القتال ، مزمور 24 : 8 : " الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!". ( ترجمة فاندايك )
2) هو إله النقمات ، مزمور 94 : 1 : " يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ ". وأيضا في حزقيال 25 : 14 : " وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ, فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي, فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ". ( ترجمة فاندايك )
3) هو إله منتقم ، مزمور 18 ، 47 : " اَلإِلَهُ الْمُنْتَقِمُ لِي وَالَّذِي يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتِي ". ( ترجمة فاندايك )
4) هو إله مضل ، حزقيال 14 : 9 : " فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَماً فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذَلِكَ النَّبِيَّ ". وفي اشعيا 63 : 17 : " لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجِعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. " وفي التثنية 29 : 4 : " وَلكِنْ لمْ يُعْطِكُمُ الرَّبُّ قَلباً لِتَفْهَمُوا وَأَعْيُناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا إِلى هَذَا اليَوْم ِ ". وفي اشعيا 6 : 10 : " غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى ". وفي الرسالة الثانية إلى تسالونيكي 2 : 11 : " وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ ". ( ترجمة فاندايك )
5) هو إله مذل ، دنيال 4 : 37 : " أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ وَمَنْ يَسْلُكُ بِـالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ ". وأيضا في مزمور 88 : 7 : " عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي ". ويقول بولس في الرسالة الثانية إلى كورنثوس 12 : 21 : " أَنْ يُذِلَّنِي إِلَهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضاً ". ( ترجمة فاندايك )
6) هو إله خالق الشر ، اشعياء 45 : 7 : " أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ ". ( ترجمة فاندايك )
ونجده يخاطب موسى وبني اسرائيل قائلاً لهم كما في سفر التثنية 20 : 14 : " وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ". ( ترجمة فاندايك )
وفي سفر الخروج [ 23 : 20 - 33 ] : نجده أيضاً يخاطب موسى قائلاً : " هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ .... فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. فَأُبِيدُهُمْ. لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ وَلاَ تَعْبُدْهَا وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ ". ( ترجمة فاندايك )
وجاء في سفر يشوع [ 6 : 16 - 21 ] : " اهْتِفُوا, لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ .... فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ ". ( ترجمة فاندايك )
لذلك فإنني أنصح المسيحيين أن يقرؤوا ويفهموا كتابهم المقدس قبل أن يرفعوا شعار المحبة المزعوم !!
خامساً : المسيح بحسب تصور الكنيسة جاء لتفكيك الأسر وإحداث الصراعات فيما بينها ، متى 10 : 34 : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ".
هل هذا الانقسام والتفكك الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض كما في لوقا 12 : 49 هي من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟
سادساً : هل من المحبة أن تصف الآخرين بالكلاب والخنازير؟
اقرأ معي هذا المثال من إنجيل متى [ 15 : 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً : يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن - أخي القارئ - إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب؟!
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل و بالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6 ] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " ( ترجمة فاندايك )
بل ان كاتب إنجيل لوقا ينقل لنا بأن المسيح - عليه السلام - شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :
لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك )
ان أي إنسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً ، حتى انه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
سابعاً : هل من المحبة انك تلعن شجرة لا ذنب لها؟
اقرأ معي هذا المثال من إنجيل مرقس [ 21 : 18 ] : " وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ، 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ ! فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ ".
أليس هذا العمل الذي قام به المسيح والمنسوب له ، هو أبعد ما يكون عن المحبة؟
...
يوسف عبد الرحمن
ما أكثر كلام المبشرين المسيحيين عن المحبة وما أكثر الضجيج الذي يحدثونه بهذه الكلمة في كل مكان وزمان!! الحقيقة ان المحبة كقيمة جديرة بكل اهتمام إلا أنها لا يمكن أبدا أن تتوافق أو تتناغم مع ما يعرضه الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم ..
في هذه الدراسة الموجزة سأقدم لك أخي القارئ بعض الأمثلة من العهدين ، والتي ستثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن كلام المسيحيين عن المحبة ما هو إلا مجرد مزايدات وتنكر لأوضح المعطيات الكتابية والعقلية .... وإليك هذه الأمثلة:
أولاً : الإله بحسب تصور الكنيسة لا يغفر بدون سفك دم ، ففي الرسالة إلى العبرانيين 9 : 22 نجد الكاتب يقول : " وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! ". وهذا النص من دون شك يصور الإله ، بصورة دموية ، متعطشة لسفك الدماء.
ثانياً : الإله بحسب تصور الكنيسة لم يشفق على ابنه الوحيد ، بل قدمه لكي يُعذب ويقتل على الصليب من أجل العالم : " اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ ". ( رومية 8 : 32 ترجمة فاندايك ) وهنا نلاحظ عبارة : " لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ " والتي تفيد بأن هذا الإله قدم ابنه بلا رحمة أو عطف أو حنان!
يقول المسيحيون ان الإله فعل هذا لأنه يحب العالم . وهل الذي يحب العالم لا يحب ابنه الوحيد ؟!! كيف يحب الله العالم ولا يحب ابنه ؟!! وهل الذي يحب العالم يقتل ابنه الوحيد ؟!! كيف نثق بإله لم يشفق على ابنه من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟ ثم ما هو رأي الغرب المسيحي المدافعين عن حقوق الأولاد في هذا ؟ أليس ما قام به هذا الإله مع ابنه الوحيد يسمى عند الغرب المسيحي CHILD ABUSE ؟؟
ثالثاً : الإله بحسب تصور الكنيسة قد أعد بحيرة الكبريت وأتون النار في الآخرة ( متى 13 : 42 ، 50 ، رؤيا 20 : 10 ) فهل نحن المسلمون واليهود والهندوس وكل البشر من غير المسيحيين سنذهب للنار؟؟ إذن ما هي المحبة التي تدعو إليها الكنيسة؟ إذن فلا اختلاف ولا زيادة في المحبة بين المسيحية وغيرها من الأديان ... من يعصي له النار و من يؤمن له الجنة .. فمن أين جاؤوا بموضوع المحبة؟
فان قالوا ان محبه الله للبشر الآن قبل يوم القيامة ، سنقول لهم لم تأتوا بجديد .. حتى الإسلام قال هذا بأن باب التوبة مفتوح ، فلا فائده من اللف و الدوران بالمصطلحات!
رابعاً : ان اللاهوت المسيحي يفترض ان يهوه رب العهد القديم هو نفسه يسوع المسيح إله العهد الجديد ( المتجسد ) , إذ أن الإله في العهدين واحد ، وبناء عليه سنلقي أخي القارئ نظرة سريعة خاطفة على شخصية يهوه كما تجلت في أسفار العهد القديم :
1) هو إله جبار في القتال ، مزمور 24 : 8 : " الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ!". ( ترجمة فاندايك )
2) هو إله النقمات ، مزمور 94 : 1 : " يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ يَا رَبُّ يَا إِلَهَ النَّقَمَاتِ أَشْرِقِ ". وأيضا في حزقيال 25 : 14 : " وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ, فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي, فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ". ( ترجمة فاندايك )
3) هو إله منتقم ، مزمور 18 ، 47 : " اَلإِلَهُ الْمُنْتَقِمُ لِي وَالَّذِي يُخْضِعُ الشُّعُوبَ تَحْتِي ". ( ترجمة فاندايك )
4) هو إله مضل ، حزقيال 14 : 9 : " فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَماً فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذَلِكَ النَّبِيَّ ". وفي اشعيا 63 : 17 : " لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجِعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. " وفي التثنية 29 : 4 : " وَلكِنْ لمْ يُعْطِكُمُ الرَّبُّ قَلباً لِتَفْهَمُوا وَأَعْيُناً لِتُبْصِرُوا وَآذَاناً لِتَسْمَعُوا إِلى هَذَا اليَوْم ِ ". وفي اشعيا 6 : 10 : " غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى ". وفي الرسالة الثانية إلى تسالونيكي 2 : 11 : " وَلأَجْلِ هَذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ ". ( ترجمة فاندايك )
5) هو إله مذل ، دنيال 4 : 37 : " أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ وَمَنْ يَسْلُكُ بِـالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ ". وأيضا في مزمور 88 : 7 : " عَلَيَّ اسْتَقَرَّ غَضَبُكَ وَبِكُلِّ تَيَّارَاتِكَ ذَلَّلْتَنِي ". ويقول بولس في الرسالة الثانية إلى كورنثوس 12 : 21 : " أَنْ يُذِلَّنِي إِلَهِي عِنْدَكُمْ، إِذَا جِئْتُ أَيْضاً ". ( ترجمة فاندايك )
6) هو إله خالق الشر ، اشعياء 45 : 7 : " أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ.مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ ". ( ترجمة فاندايك )
ونجده يخاطب موسى وبني اسرائيل قائلاً لهم كما في سفر التثنية 20 : 14 : " وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ ". ( ترجمة فاندايك )
وفي سفر الخروج [ 23 : 20 - 33 ] : نجده أيضاً يخاطب موسى قائلاً : " هَا أَنَا مُرْسِلٌ مَلاَكاً أَمَامَ وَجْهِكَ لِيَحْفَظَكَ فِي الطَّرِيقِ وَلِيَجِيءَ بِكَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ .... فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. فَأُبِيدُهُمْ. لاَ تَسْجُدْ لآلِهَتِهِمْ وَلاَ تَعْبُدْهَا وَلاَ تَعْمَلْ كَأَعْمَالِهِمْ بَلْ تُبِيدُهُمْ وَتَكْسِرُ أَنْصَابَهُمْ. وَتَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلَهَكُمْ فَيُبَارِكُ خُبْزَكَ وَمَاءَكَ وَأُزِيلُ الْمَرَضَ مِنْ بَيْنِكُمْ ". ( ترجمة فاندايك )
وجاء في سفر يشوع [ 6 : 16 - 21 ] : " اهْتِفُوا, لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعْطَاكُمُ الْمَدِينَةَ. فَتَكُونُ الْمَدِينَةُ وَكُلُّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ .... فَهَتَفَ الشَّعْبُ وَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ. وَكَانَ حِينَ سَمِعَ الشَّعْبُ صَوْتَ الْبُوقِ أَنَّ الشَّعْبَ هَتَفَ هُتَافاً عَظِيماً, فَسَقَطَ السُّورُ فِي مَكَانِهِ, وَصَعِدَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَدِينَةِ كُلُّ رَجُلٍ مَعَ وَجْهِهِ, وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ ". ( ترجمة فاندايك )
لذلك فإنني أنصح المسيحيين أن يقرؤوا ويفهموا كتابهم المقدس قبل أن يرفعوا شعار المحبة المزعوم !!
خامساً : المسيح بحسب تصور الكنيسة جاء لتفكيك الأسر وإحداث الصراعات فيما بينها ، متى 10 : 34 : " لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لألقي سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لألقي سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً.فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا ".
هل هذا الانقسام والتفكك الذي سيحدثه داخل الأسرة والنار التى يُلقيها على الأرض كما في لوقا 12 : 49 هي من أجزاء محبته؟ وكيف تُعمَّر الأرض بهذه الطريقة؟
سادساً : هل من المحبة أن تصف الآخرين بالكلاب والخنازير؟
اقرأ معي هذا المثال من إنجيل متى [ 15 : 26 ] : " ثُمَّ خَرَجَ يَسُوعُ مِنْ هُنَاكَ وَانْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي صُورَ وَصَيْدَاءَ. وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ: ارْحَمْنِي يَا سَيِّدُ يَا ابْنَ دَاوُدَ. ابْنَتِي مَجْنُونَةٌ جِدّاً. فَلَمْ يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ. فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: اصْرِفْهَا لأَنَّهَا تَصِيحُ وَرَاءَنَا! فَأَجَابَ: لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً : يَا سَيِّدُ أَعِنِّي! فَأَجَابَ: لَيْسَ حَسَناً أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَبِ ". ( ترجمة فاندايك )
والآن - أخي القارئ - إذا كنا لا نريد أن نساعد الآخرين لأي سبب كان ، فهل نصفهم بالكلاب؟!
مرة أخرى يصف المسيح البعض بالكلاب بل و بالخنازير ، فيقول بحسب متى [ 7 : 6 ] : " لاَ تُعْطُوا الْمُقَدَّسَ لِلْكِلاَبِ وَلاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ لِئَلا تَدُوسَهَا بِأَرْجُلِهَا وَتَلْتَفِتَ فَتُمَزِّقَكُمْ " ( ترجمة فاندايك )
بل ان كاتب إنجيل لوقا ينقل لنا بأن المسيح - عليه السلام - شتم أحد الذين استضافوه ليتغدى عنده في بيته :
لوقا 11 : 37 : " وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ سَأَلَهُ فَرِّيسِيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ فَدَخَلَ وَاتَّكَأَ. وَأَمَّا الْفَرِّيسِيُّ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ تَعَجَّبَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ أَوَّلاً قَبْلَ الْغَدَاءِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافاً وَخُبْثاً. يَا أَغْبِيَاءُ أَلَيْسَ الَّذِي صَنَعَ الْخَارِجَ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضاً؟ ... فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ: يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً. فَقَالَ : وَوَيْلٌ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا النَّامُوسِيُّونَ ". ( ترجمة فاندايك )
ان أي إنسان يحترم عقله يستطيع أن يدرك أن كلمة " يَا أَغْبِيَاءُ "التي قالها المسيح لمعلموا الشريعة وما جاء بعدها من كلمات ، انما هي شتيمة واضحة ، بدليل ان واحد من الناموسيين قد فهم تلقائيا ان ما كان يقوله المسيح لم يكن الا شتماً ، حتى انه قال للمسيح : " يَا مُعَلِّمُ حِينَ تَقُولُ هَذَا تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضاً ". ولم ينكر المسيح عليه فهمه ..
سابعاً : هل من المحبة انك تلعن شجرة لا ذنب لها؟
اقرأ معي هذا المثال من إنجيل مرقس [ 21 : 18 ] : " وَفِي الصُّبْحِ إِذْ كَانَ رَاجِعاً إِلَى الْمَدِينَةِ جَاعَ، 19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ ، وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ ! فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ ".
أليس هذا العمل الذي قام به المسيح والمنسوب له ، هو أبعد ما يكون عن المحبة؟
...