الفرق بين التحدث بنعم الله والفخر بها
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ :
والفرق بين التحدث بنعم الله والفخر بها
أن
المتحدث بالنعمة مخبر عن صفات ولها ومحض جوده وإحسانه
فهو مثن عليه بإظهارها
والتحدث بها شاكرا له ناشرا لجميع ما أولاه
مقصود بذلك إظهار صفات الله ومدحه والثناء
وبعث النفس على الطلب منه دون غيره
وعلى محبته ورجائه ،
فيكون راغبا إلى الله بإظهار نعمه ونشرها والتحدث بها .
الـــــــــــــــــروح ( ص: 247 )
وقال :
قبولها هو تلقيها من المنعم بإظهار الفقر والفاقة إليها
وأن وصولها إليه بغير استحقاق منه ولا بذل ثمن
بل
يرى نفسه فيها كالطفيلي
فإن هذا شاهد بقبولها حقيقة
قوله
ثم الثناء بها
الثناء على المنعم المتعلق بالنعمة نوعان عام وخاص
فالعام
وصفه بالجود والكرم والبر والإحسان وسعة العطاء ونحو ذلك
والخاص
التحدث نعمته والإخبار بوصولها إليه من جهته
كما قال تعالى :
( وأما بنعمة ربك فحدث )
[ الضحى ـ 11 ] .
وفي هذا التحديث المأمور به قولان
أحدهما
أنه ذكر النعمة والإخبار بها
وقوله أنعم الله علي بكذا وكذا
قال مقاتل :
يعني اشكر ما ذكر من النعم عليك في هذه السورة من جبر اليتيم والهدى بعد الضلال والإغناء بعد العيلة والتحدث بنعمة الله شكر
كما في حديث جابر مرفوعا :
من صنع إليه معروف فليجز به فإن لم يجد ما يجزي به فليثن فإنه إذا أثنى عليه فقد شكره وإن كتمه فقد كفره
ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور .
فذكر أقسام الخلق الثلاثة
شاكر النعمة المثني بها والجاحد لها
والكاتم لها
والمظهر أنه من أهلها وليس من أهلها فهو متحل بما لم يعطه
وفي أثر آخر مرفوع
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير
ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله
والتحدث بنعمة الله شكر وتركه كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب.
مــــدارج الـســالـــكــين ( 2 / 248 )
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14578