إلقام الحجر لمن طعن في نسب عم
ر- لعيسى بن عيادة(1)
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره , ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونسأله تبارك وتعالى الثبات على الحق والعون على كل خير, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد :
لقد كثر الطعن في نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبل الشيعة الأثني عشرية في كتبهم و وحسينياتهم ومجلاتهم وأشرطتهم ولم نجد ردا على افتراءاتهم البشعة ولاحظت إن كاتبا ظالما مفتري يدعى ( عبد العزيز قمبر ) يكثر من الطعن في نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلة المنبر الشيعية , وافتروا بقولهم بأن هذه حقيقة لم يستطع أحد أن يرد عليها ولكنها كذب وليست حقيقة لان الكذب والافتراء هو أساس هذه القصة المختلقة , والشيعة الأثني عشرية معروفين في هذا المجال الذي قام عليه دينهم المتهافت ولقد بينا في هذه الرسالة البسيطة كذب وافتراء الشيعة الأثني عشرية على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .
1___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أولا : اسمه ونسبه :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أبو حفص ( 1 )
ثانيا : اسم أمه ونسبها :
هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان . فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر( ذو الرمحين ) .
وقال أبن منده : أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم : هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله . ورواه عن ابن إسحاق .
وقال الزبير : حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا . ( 2)
أما أم حنتمه : فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا . ( 3 )
ثالثاَ : اسم الخطاب ونسبه :
هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه . وولد نفيل بن عبدالعزى : الخطاب بن نفيل, وعبد نهم ( 4)
لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما : حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم و أخوهما لأمهما : زيد بن عمر بن نفيل . ( 5 )
قلت : هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح
و ليس ما يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
1- يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب
2- أسد الغابة ج 4 ص 137- 138
3- نسب قريش ص 301
4- عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب
5- نسب قريش ص 347
2___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء ( 31 ) صفحه ( 203 ) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم ( 26 ) :
الحديث الأول الذي رواه قال :
1- تفسير القمي : قال علي بن إبراهيم : ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال : ( الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك حرم ذلك على المؤمنين ) ( 1 ) وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن .
و نزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا : ساره و حنتمه ( 2 ) و الرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن . ( 3 )
أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه ( تفسير القمي ) وجدت هذا السند هكذا ( وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع ) ( 4 ) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود :
أ- قال الكشي في رجاله :
حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبو جعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجار ود مكفوفا أعمى , أعمى القلب .
وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب ( 5 )
ب- وقال العلامة الحلي :
زياد بن المنذرأبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة و قاف و قيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه
______________________________________________
1- سورة النور آيه ( 3 )
2- ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
3- بحار الأنوار ج 31 ص 203
4- تفسير القمي ج2 ص 95- 96
5- رجال الكشي ص 229
3___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد ( رض ) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبو الجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواو مذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر . ( 1 )
قلت : فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب .
2- الحديث الثاني وقال المجلسي :
وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب : روى الكلبي وهو من رجال أهل السنه ( 2 ) في كتاب المثالب قال : كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.
وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل : إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه : منها : أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية .
و أورد عليه شارح الشرح : بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية . لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس . ( 3 )
قلت : أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني , فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
______________________________________________
1- رجال العلامة الحلي ص 223
2- وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12
3- بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204
4___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد . ( 1 )
ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال :
ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب : ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر : حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل . ( 2 )
قلت : هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال : ( ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل ....الخ ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي : عمر بن الخطاب بن نفيل ...الخ . ثم ذكر نفس الكلام السابق . وهو حاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب . ( 3 )
أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال :
وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره : إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب .
ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق . فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما
______________________________________________
1- راجع ص 14 - 15
2- بحار الأنوار ج 31 ص 204
3- الاستيعاب ج ص
5___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا و خالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر . ( 1 )
أقول : إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة .
وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي :
ابن شهراشوب : رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ . ( 2 )
3- الحديث الثالث :
قال : وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع
انه قال : كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه و كانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته , وينسب إلى الصادق ( ع ) في هذا المعنى :
من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته
اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. ( 3 )
______________________________________________
1- بحار الأنوار ج 31 ص 204
2- الكنى والألقاب ج 1 ص 321- 322
3-بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205
ر- لعيسى بن عيادة(1)
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره , ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , ونسأله تبارك وتعالى الثبات على الحق والعون على كل خير, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين .
أما بعد :
لقد كثر الطعن في نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قبل الشيعة الأثني عشرية في كتبهم و وحسينياتهم ومجلاتهم وأشرطتهم ولم نجد ردا على افتراءاتهم البشعة ولاحظت إن كاتبا ظالما مفتري يدعى ( عبد العزيز قمبر ) يكثر من الطعن في نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجلة المنبر الشيعية , وافتروا بقولهم بأن هذه حقيقة لم يستطع أحد أن يرد عليها ولكنها كذب وليست حقيقة لان الكذب والافتراء هو أساس هذه القصة المختلقة , والشيعة الأثني عشرية معروفين في هذا المجال الذي قام عليه دينهم المتهافت ولقد بينا في هذه الرسالة البسيطة كذب وافتراء الشيعة الأثني عشرية على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه .
1___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أولا : اسمه ونسبه :
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أبو حفص ( 1 )
ثانيا : اسم أمه ونسبها :
هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم . وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبو عمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان . فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر( ذو الرمحين ) .
وقال أبن منده : أم عمر أخت أبي جهل قال أبو نعيم : هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله . ورواه عن ابن إسحاق .
وقال الزبير : حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا . ( 2)
أما أم حنتمه : فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا . ( 3 )
ثالثاَ : اسم الخطاب ونسبه :
هو الخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي . أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه . وولد نفيل بن عبدالعزى : الخطاب بن نفيل, وعبد نهم ( 4)
لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما : حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم و أخوهما لأمهما : زيد بن عمر بن نفيل . ( 5 )
قلت : هذا هو نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح
و ليس ما يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب و الزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
1- يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب
2- أسد الغابة ج 4 ص 137- 138
3- نسب قريش ص 301
4- عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب
5- نسب قريش ص 347
2___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء ( 31 ) صفحه ( 203 ) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم ( 26 ) :
الحديث الأول الذي رواه قال :
1- تفسير القمي : قال علي بن إبراهيم : ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال : ( الزاني لا ينكح إلا زانيه أو مشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك حرم ذلك على المؤمنين ) ( 1 ) وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن .
و نزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا : ساره و حنتمه ( 2 ) و الرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن . ( 3 )
أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه ( تفسير القمي ) وجدت هذا السند هكذا ( وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع ) ( 4 ) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود :
أ- قال الكشي في رجاله :
حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبو جعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبو الجار ود مكفوفا أعمى , أعمى القلب .
وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب ( 5 )
ب- وقال العلامة الحلي :
زياد بن المنذرأبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة و قاف و قيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه
______________________________________________
1- سورة النور آيه ( 3 )
2- ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
3- بحار الأنوار ج 31 ص 203
4- تفسير القمي ج2 ص 95- 96
5- رجال الكشي ص 229
3___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد ( رض ) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه و أصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبو الجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواو مذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر . ( 1 )
قلت : فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب .
2- الحديث الثاني وقال المجلسي :
وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب : روى الكلبي وهو من رجال أهل السنه ( 2 ) في كتاب المثالب قال : كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.
وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل : إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه : منها : أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية .
و أورد عليه شارح الشرح : بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية . لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس . ( 3 )
قلت : أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني , فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه
______________________________________________
1- رجال العلامة الحلي ص 223
2- وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12
3- بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204
4___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد . ( 1 )
ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال :
ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب : ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر : حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل . ( 2 )
قلت : هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال : ( ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل ....الخ ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي : عمر بن الخطاب بن نفيل ...الخ . ثم ذكر نفس الكلام السابق . وهو حاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب . ( 3 )
أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال :
وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره : إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب و كانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب .
ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق . فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما
______________________________________________
1- راجع ص 14 - 15
2- بحار الأنوار ج 31 ص 204
3- الاستيعاب ج ص
5___________________________________إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا و خالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر . ( 1 )
أقول : إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة .
وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي :
ابن شهراشوب : رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ . ( 2 )
3- الحديث الثالث :
قال : وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع
انه قال : كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه و كانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته , وينسب إلى الصادق ( ع ) في هذا المعنى :
من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته
اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. ( 3 )
______________________________________________
1- بحار الأنوار ج 31 ص 204
2- الكنى والألقاب ج 1 ص 321- 322
3-بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205