بِـسْــمِ اللهِ الـرحـمـٰـنِ الـرَّحِــيـم
الحمدُ لله ، والصلاةُ والسّلامُ علىٰ رسولِ الله
وأشهدُ أن لا إلـٰـهَ إلا الله ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله
أمّا بعد ،
السلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتـُه
حَيَّاكُمُ اللهُ جميعـًا يا طيّبين ، وبوّأكُمُ الجنّة
قيل إن يهوديـًّا ونصرانيـًّا ورافضيـًّا تقابلوا على غير موعدٍ في إحدى النوادي الماسونية ، وبعد تجاذبهم أطراف الحديث اتفقوا على التكاتف والتعاون للقضاء على عدوهم المشترك (أهل السنة) عند ذلك انتهز الرافضي الفرصة لدعوتهما إلى عقيدته ، فالتفت إلى النصراني وبدأ يشككه في دينه وينتقد عقيدته قائلاً:
الرافضي: أنتم تزعمون أنَّ المسيحَ صُلِبَ ليُخلص الناس من خطيئة آدم لما أكل من الشجرة, والله يقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى) .
النصراني: وأنتم فعلتم أشد من ذلك ، فها أنتم تضربون أنفسكم وأطفالكم بالسكاكين والسلاسل حتى يسيل الدم، في صورة مقززة منفرة، تلومون أنفسكم وتعاقبونها لأن أجدادكم خذلوا الحسين ولم ينصروه، فما الفرق بيننا ؟.
الرافضي: لكنكم غلوتم في المسيح وقلتم هو ابن الله وثالث ثلاثة .
النصراني: وكذلك فعلتم مع الحسين، فغلوتم فيه وفي الأئمة حتى زعمتم أنهم كانوا قبل خلق العالم أنوارًا، وأنهم يعلمون ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، وأنهم يعلمون متى يموتون، وأنهم لايموتون إلا باختيارهم !!.
الرافضي: على كل حال، أنا أدعوك إلى عدم عبادة المسيح وألا تسموا أولادكم عبد المسيح فان المسيح عبد من عباد الله .
النصراني: وأنتم ألستم تدّعون أن عليا قال: أناوجه الله أنا جنب الله أنا الأول أنا الآخر، وتسمون أولادكم عبد الحسن وعبد الحسين مع أنهم أيضاً عباد لله ؟
الرافضي: ولكنكم ترجون من المسيح مالا ترجون من الله، فتدعونه وتستغيثون به من دون الله، وتعظمون قبور القديسين والرهبان .
النصراني: وأنتم تدْعون غير الله فتقولون يا علي!! يا حسين!! ، ولا أدري متى تدعون ربكم؟! وتطوفون حول قبور أئمتكم وتستغيثون بهم من دون الله وتنذرون لهم بإلقاء الأموال الطائلة عند قبورهم، بل إنكم تزعمون أن من زار قبر الحسين يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم، وتقولون أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء !!.
الرافضي: أنتم أطريتم المسيح وغلوتم فيه حتى عبدتموه .
النصراني: وأنتم أطريتم الحسين والأئمة وتجاوزتم الحد في تعظيمهم حتى فضلتموهم على الأنبياء وقلتم بأن لهم مقامًا عظيمًا لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقلتم بعصمتهم عن الخطأ والسهو وأنهم يعلمون كل شيء في السماوات وفي الأرض وأن علومهم كعلوم القرآن، فيكون المسيح عندنا كالأئمة عندكم .
الرافضي: لكن الأمر وصل بكم أن قلتم: إن مجرّد حب المسيح والإيمان به كاف للنجاة والخلاص .
النصراني: وأنتم قلتم إن مجرد محبة أهل البيت كفارة وخلاص لا تضر المُحب لهم معها سيئة مادام محبًا لآل البيت، وتقولون: إن حب آل البيت يحط الذنوب عن العباد كما تحط الشجرة ورقها، وأن حب علي حسنة لا تضر معها سيئة !!.
الرافضي:(مغضبًا) كتابكم أيها النصارى محرف ومتضمن للزيادة والنقصان والتحريف .
النصراني: وأنتم معاشر الشيعة زعمتم أن قرآنكم محرف زاد فيه الصحابة ونقصوا منه، ولا توجد نسخة كاملة صحيحة إلا التي يحتفظ بها إمامكم المهدي ذو الخمس سنوات في السرداب، فالناس – في نظركم – ضائعون بدون كتاب منذ أكثر من 1400سنة!!
الرافضي: المهم، هل ستصبح مسلمًا مواليًا وتتشيّع ؟
النصراني: أنا لا أعتقد أن هذا هو الإسلام الذي دخل فيه الصغير والكبير والعالم والمتعلم من أبناء جلدتي !!. لأني لا أرى جديدا عندكم، فعندكم من التناقضات أكثر مما عندنا، فهل هناك فِرَقٌ أخرى سواكم ؟.
الرافضي: نعم هناك فرقة ضالة مضلة خرجت من الإسلام وهم النواصب (أهل السنة) وأنا أحذرك منهم .
النصراني: وماذا يدعون ويعتقدون ؟
الرافضي: يدّعون أن القرآن الذي بين أيدينا هو كلام الله وأنه محفوظ بحفظه إلى قيام الساعة، ويصفون الله بكل ما وصف به نفسه، وأنه ليس كمثله شيء، ويعتقدون أن الرسول نجح في دعوته ولذلك أصحابه على دينه، فلم يحرفوا ولم يبدلوا ولميرتدوا، وأنه لم يمت حتى أتم الدين – فلا يحتاج إلى زيادة – وأن العصمة لا تكون إلا للأنبياء، ولا يدعون ولا يستغيثون بأحد غير الله لا أنبياء ولا أولياء ولا أئمة ويقولون أن علم الله مطلق ويحرمون الطواف بالقبور أيًّا كان أصحابها و...
النصراني: (مقاطعًا) أحسنت!! فهذا هو الدين الصحيح الذي كنت أبحث عنه، فهو الدين الذي أجبر الناس على الدخول فيه أفواجًا لسماحته وموافقته لفطرهم!!
وبعد أن فقد الرافضي الأمل في استمالة النصراني ، التفت إلى اليهودي ،
ودار بينهما الحوار التالي :
يتبع