مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ .
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (7/394) :
" عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ : عَنْ طَالُوْتَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَم يَقُوْلُ : مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ .
قُلْتُ :
عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً ، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا
أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ ، لاَ يَحرَدُ وَلاَ يُبرِّئُ نَفْسَه ، بَلْ يَعترِفُ ، وَيَقُوْلُ : رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي ، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ ؛ لاَ يَشعرُ بِعُيُوبِهَا ، بَلْ لاَ يَشعرُ أَنَّهُ لاَ يَشعرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمِنٌ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (2/471) :
" وَرَوَى : مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيْهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ خَيْبَرَ ، وَكُنْتُ فِيْمَنْ صَعِدَ الثُّلْمَةَ ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مَكَانِي ، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَكِبْتُ فِي الإِسْلاَمِ ذَنْباً أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ – أَيْ : الشُّهْرَةَ - .
قُلْتُ :
بَلَى ، جُهَّالُ زَمَانِنَا يَعُدُّوْنَ اليَوْمَ مِثْلَ هَذَا الفِعْلِ مِنْ أَعْظَمِ الجِهَادِ
وَبِكُلِّ حَالٍ فَالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
وَلَعَلَّ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِإِزْرَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ ، يَصِيْرُ لَهُ عَمَلُهُ ذَلِكَ طَاعَةً وَجِهَاداً !
وَكَذَلِكَ يَقَعُ فِي العَمَلِ الصَّالِحِ ، رُبَّمَا افْتَخَرَ بِهِ الغِرُّ ، وَنَوَّهَ بِهِ ، فَيَتَحَوَّلُ إِلَى دِيْوَانِ الرِّيَاءِ .
قَالَ اللهُ تَعَالَى :
" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً "
[ الفُرْقَانُ : 23 ] .
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " السِيَرِ " (8/42) :
" قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ ، قَالَ : " لَقِيْتُ زُفَرَ رَحِمَهُ اللهُ فَقُلْتُ لَهُ : صِرْتُمْ حَدِيْثاً فِي النَّاسِ وَضُحْكَةً " . قَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ "
قُلْتُ : تَقُوْلُوْنَ : " ادْرَؤُوا الحُدُوْدَ بِالشُّبُهَاتِ " ، ثُمَّ جِئْتُم إِلَى أَعْظَمِ الحُدُوْدِ ، فَقُلْتُم : " تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ " .
قَالَ : " وَمَا هُوَ ؟ "
قُلْتُ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " . فَقُلْتُم : " يُقْتَلُ بِهِ - يَعْنِي: بِالذِّمِّيِّ - " .
قَالَ : " فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ " .
قُلْتُ : - الذَّهَبِيُّ -
" هَكَذَا يَكُوْن العَالِمُ وَقَّافاً مَعَ النَّصِّ " .ا.هـ.
قال مخلد بن الحسين ، قال أيوب :
" ما صدق عبد قط ، فأحب الشهرة "
( السير 6 / 20 ) .
وقال عاصم الأحول :
" كان أبوالعالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم "
( السير 4 / 210 ) .
وقال ابن المبارك : قال لي سفيان :
إياك والشهرة ، فما أتيت أحداً إلا وقد نهى عن الشهرة "
( السير 7 / 260 ) .
وقال الحاكم :
" كان أبوأحمد الفراء يفتي في الفقه والحديث والعربية ، ويرجع إليه فيها ، جرى ذكر السلاطين ، فقال أبو أحمد : اللهم أنسهم ذكري ، ومن أراد ذكري عندهم فاشدد على قلبه ؛ فلا يذكرني " .
وقال عبدة بن سليمان المروزي :
" كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان ، خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل ، فطارده ساعة فطعنه فقتله ، فازدحم اليه الناس ، فنظرت فإذا هو عبدالله بن المبارك ، وإذا هو يكتم وجهه بكمه ، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو
فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يُشنع عليه "
( السير 8 / 394 - 395 ) .
وكان الوقوف على هذا بواسطة كتاب
" تحفة العلماء بترتيب سير أعلام النبلاء "
جمع وترتيب أحمد بن سليمان وأم صفية بنت محمد صفوت نور الدين ( ص 847 - 850 ) .
كان خالد بن معدان رحمه الله
اذا عظمت حلقته قام وانصرف كراهة الشهرة.
وقال الزهري رحمه
ما رأينا الزهد في شئ اقل منه في الرياسة نري الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال
فاذا نوزع الرياسة حامي عليه وعادي
وقال رجل لبشر الحافي رحمه الله :
أوصني . فقال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
وقال : لا يجد حلاوة الاخرة رجل يحب في الدنيا ان يعرفه الناس
(مختصر منهاج القاصدين في كتاب ذم الجاه والرياء فصل بيان ذم الجاه وانتشار الصيت وفضيلة الخمول..... وفيه فوائد)
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62021
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (7/394) :
" عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ : عَنْ طَالُوْتَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيْمَ بنَ أَدْهَم يَقُوْلُ : مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أَحَبَّ الشُّهْرَةَ .
قُلْتُ :
عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً ، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا
أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ ، لاَ يَحرَدُ وَلاَ يُبرِّئُ نَفْسَه ، بَلْ يَعترِفُ ، وَيَقُوْلُ : رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي ، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ ؛ لاَ يَشعرُ بِعُيُوبِهَا ، بَلْ لاَ يَشعرُ أَنَّهُ لاَ يَشعرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمِنٌ .
وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (2/471) :
" وَرَوَى : مُقَاتِلُ بنُ حَيَّانَ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيْهِ ، قَالَ : شَهِدْتُ خَيْبَرَ ، وَكُنْتُ فِيْمَنْ صَعِدَ الثُّلْمَةَ ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مَكَانِي ، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَكِبْتُ فِي الإِسْلاَمِ ذَنْباً أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ – أَيْ : الشُّهْرَةَ - .
قُلْتُ :
بَلَى ، جُهَّالُ زَمَانِنَا يَعُدُّوْنَ اليَوْمَ مِثْلَ هَذَا الفِعْلِ مِنْ أَعْظَمِ الجِهَادِ
وَبِكُلِّ حَالٍ فَالأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
وَلَعَلَّ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِإِزْرَائِهِ عَلَى نَفْسِهِ ، يَصِيْرُ لَهُ عَمَلُهُ ذَلِكَ طَاعَةً وَجِهَاداً !
وَكَذَلِكَ يَقَعُ فِي العَمَلِ الصَّالِحِ ، رُبَّمَا افْتَخَرَ بِهِ الغِرُّ ، وَنَوَّهَ بِهِ ، فَيَتَحَوَّلُ إِلَى دِيْوَانِ الرِّيَاءِ .
قَالَ اللهُ تَعَالَى :
" وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً "
[ الفُرْقَانُ : 23 ] .
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي " السِيَرِ " (8/42) :
" قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ ، قَالَ : " لَقِيْتُ زُفَرَ رَحِمَهُ اللهُ فَقُلْتُ لَهُ : صِرْتُمْ حَدِيْثاً فِي النَّاسِ وَضُحْكَةً " . قَالَ : " وَمَا ذَاكَ ؟ "
قُلْتُ : تَقُوْلُوْنَ : " ادْرَؤُوا الحُدُوْدَ بِالشُّبُهَاتِ " ، ثُمَّ جِئْتُم إِلَى أَعْظَمِ الحُدُوْدِ ، فَقُلْتُم : " تُقَامُ بِالشُّبُهَاتِ " .
قَالَ : " وَمَا هُوَ ؟ "
قُلْتُ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " . فَقُلْتُم : " يُقْتَلُ بِهِ - يَعْنِي: بِالذِّمِّيِّ - " .
قَالَ : " فَإِنِّي أُشْهِدُكَ السَّاعَةَ أَنِّي قَدْ رَجَعْتُ عَنْهُ " .
قُلْتُ : - الذَّهَبِيُّ -
" هَكَذَا يَكُوْن العَالِمُ وَقَّافاً مَعَ النَّصِّ " .ا.هـ.
قال مخلد بن الحسين ، قال أيوب :
" ما صدق عبد قط ، فأحب الشهرة "
( السير 6 / 20 ) .
وقال عاصم الأحول :
" كان أبوالعالية إذا جلس إليه أكثر من أربعة قام فتركهم "
( السير 4 / 210 ) .
وقال ابن المبارك : قال لي سفيان :
إياك والشهرة ، فما أتيت أحداً إلا وقد نهى عن الشهرة "
( السير 7 / 260 ) .
وقال الحاكم :
" كان أبوأحمد الفراء يفتي في الفقه والحديث والعربية ، ويرجع إليه فيها ، جرى ذكر السلاطين ، فقال أبو أحمد : اللهم أنسهم ذكري ، ومن أراد ذكري عندهم فاشدد على قلبه ؛ فلا يذكرني " .
وقال عبدة بن سليمان المروزي :
" كنا سرية مع ابن المبارك في بلاد الروم ، فصادفنا العدو ، فلما التقى الصفان ، خرج رجل من العدو فدعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم آخر فقتله ، ثم دعا إلى البراز ، فخرج إليه رجل ، فطارده ساعة فطعنه فقتله ، فازدحم اليه الناس ، فنظرت فإذا هو عبدالله بن المبارك ، وإذا هو يكتم وجهه بكمه ، فأخذت بطرف كمه فمددته فإذا هو هو
فقال : وأنت يا أبا عمرو ممن يُشنع عليه "
( السير 8 / 394 - 395 ) .
وكان الوقوف على هذا بواسطة كتاب
" تحفة العلماء بترتيب سير أعلام النبلاء "
جمع وترتيب أحمد بن سليمان وأم صفية بنت محمد صفوت نور الدين ( ص 847 - 850 ) .
كان خالد بن معدان رحمه الله
اذا عظمت حلقته قام وانصرف كراهة الشهرة.
وقال الزهري رحمه
ما رأينا الزهد في شئ اقل منه في الرياسة نري الرجل يزهد في المطعم والمشرب والمال
فاذا نوزع الرياسة حامي عليه وعادي
وقال رجل لبشر الحافي رحمه الله :
أوصني . فقال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
وقال : لا يجد حلاوة الاخرة رجل يحب في الدنيا ان يعرفه الناس
(مختصر منهاج القاصدين في كتاب ذم الجاه والرياء فصل بيان ذم الجاه وانتشار الصيت وفضيلة الخمول..... وفيه فوائد)
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62021