رائعة لابن الجوزي !
• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه :
قال الشيخ أبو الفرج عبدالرحمن ابن الجوزي - رحمه الله بواسع الرحمات - في صيد الخاطر (ص/384) :
(( رأيت أكثر العلماء مشتغلين بصورة العلم دون فهم حقيقته .
• فالقاريء مشغول بالروايات ، عاكف على الشواذ ، يرى أنَّ المقصود نفس التلاوة ، ولا يتلمَّح عظمة المتكلم ، ولا زجر القرآن ووعده .
وربما ظن أن حفظ القرآن يدفع عنه ! فتراه يترخَّص في الذنوب ، ولو فهم لعلم أنّ الحجة عليه أقوى ممن لم يقرأ !
• والمحدث يجمع الطرق ، ويحفظ الأسانيد ، ولا يتأمل مقصود المنقول ، ويرى أنه قد حفظ على الناس الأحاديث ؛ فهو يرجو بذلك السلامة ، وربما ترخّص في الخطايا ظناً منه أنَّ ما فعل في خدمة الشريعة يدفع عنه .
• والفقيه قد وقع له أنه بما عرف من الجدال الذي يقوّي به خصامه ، أو المسائل التي قد عرف فيها المذهب قد حصّل بما يفتي به الناس = ما يرفع قدره ، ويمحو ذنبه .
فربما هجم على الخطايا ظناً منه أنّ ذلك يدفع عنه ، وربما لم يحفظ القرآن ، ولم يعرف الحديث ؛ وأنهما ينهيان عن الفواحش بزجر ورفق .
• وينضاف إليه مع الجهل بهما حب الرئاسة ، وإيثار الغلبة في الجدل ؛ فتزيد قسوة قلبه ...
• وعلى هذا أكثر الناس ؛ صور العلم عندهم صناعة ! ؛ فهي تكسبهم الكبر والحماقة ....
• إلى أن قال : وهؤلاء لم يفهموا معنى العلم ، وليس العلم صور الألفاظ ؛ إنما المقصود فهم المراد منه ؛ وذاك يورث الخشية والخوف !
• نسأل الله عزوجل يقظة تفهّمنا المقصود ، وتعرّفنا المعبود .
• ونعوذ بالله من سبيل رعاع يتسمّون بالعلماء ؛ لا ينهاهم ما يحملون ، ويعلمون ولا يعملون ، ويتكبَّرون على الناس بما لا يعملون ، ويأخذون عرض الأدنى وقد نهوا عما يأخذون !
غلبتهم طباعهم ، وما راضتم علومهم التي يدرسون .
فهم أخسُّ حالاً من العوام ، الذين يجهلون ، ( يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون ) ))
انتهى المقصود منه ، ولا ذرّة تعليق عليه !
===============
روى الطبــــــرانــــي في الكــــــبير (8534) وأبو نعـــــيم فــي الحليـــــــة (1/131) "وهذا لفظه "
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال
"ليس العلم بكثرة الرواية ، ولكن العلم الخشية "
نفعنا الله بما علمنا ، ورزقنا العمل به والقيام بحقه ، وتولى نياتنا وأصلحها
،، آمين ،، آمين
والنقل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3575