فضل أهل البيت ، وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو !
فضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان :
أهل البيت : هم آل النبي - صلى الله عليه وسلم - الذين حرم عليهم الصدقة ، وهم : آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل العباس ، وبنو الحارث بن عبد المطلب ، وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناته
لقوله تعالى :
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ .
[ الأحزاب : 33 ] .
لقوله تعالى :
﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ .
[ الأحزاب : 33 ] .
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - :
( ثم الذي لا يشك فيه من تدبر القرآن أن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم - داخلات في قوله : ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾
فإن سياق الكلام معهن ، ولهذا قال بعد هذا كله :
﴿ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ﴾ .
أي : واعلمن بما ينزل الله - تبارك وتعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - في بيوتكن من الكتاب والسنة
قال قتادة - وغير واحد - : واذكرن هذه النعمة التي خصصتن بها من بين الناس ، وأن الوحي ينزل في بيوتكن دون سائر الناس ، وعائشة الصديقة بنت الصديق - رضي الله عنها - أولاهنَّ بهذه النعمة ، وأخَضَهُن من هذه الرحمة العميمة ، فإنه لم ينزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي في فراش امرأة سواها ، كما نص على ذلك - صلوات الله وسلامه عليه -
وقال بعض العلماء : لأنه لم يتزوج بكرًا سواها ، ولم ينم معها رجل في فراشها سواه - صلى الله عليه وسلم - يريد أنها : لم تتزوج غيره ؛ فناسب أن تخصص بهذه المزية ، وأن تفرد بهذه المرتبة العلية ، ولكن إذا كان أزواجه من أهل بيته فقرابته أحق بهذه التسمية ) .
انتهى من " تفسير ابن كثير " .
فأهل السنة والجماعة :
يحبون أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويتولونهم ، ويحفظون فيهم وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال يوم غدير خم - اسم موضع - : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) .
فأهل السنة يحبونهم ويكرمونهم ، لأن ذلك من محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإكرامه ، وذلك شرط أن يكونوا متبعين للسنة مستقيمين على الملة . كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وبنيه ، أما من خالف السنة ولم يستقم على الدين فإنه لا يجوز موالاته ولو كان من أهل البيت .
فموقف أهل السنة والجماعة من أهل البيت موقف الاعتدال والإنصاف ، يتولون أهل الدين والاستقامة منهم . ويتبرءون ممن خالف السنة وانحرف عن الدين ولو كان من أهل البيت ، فإن كونه من أهل البيت ومن قرابة الرسول لا تنفعه شيئًا حتى يستقيم على دين الله
فقد روى أبو هريرة - رضي الله عنه - قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أنزل عليه :
﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ﴾ .
[ الشعراء : 214 ] ؛
فقال :
( يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئًا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا ، يا صفية - عمة رسول الله - لا أغني عنك من الله شيئًا ، ويا فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئًا ) ، والحديث : ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) .
ويتبرأ أهل السنة والجماعة من طريقة الروافض الذين يغلون في بعض أهل البيت ، ويدَّعون لهم العصمة ، ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت المستقيمين ، ويطعنون فيهم ، ومن طريقة المبتدعة والخرافيين الذين يتوسلون بأهل البيت ، ويتخذونهم أربابًا من دون الله .
فأهل السنة في هذا الباب وغيره على النهج المعتدلة والصراط المستقيم الذي لا إفراط فيه ولا تفريط ، ولا جفاء ولا غلو في حق أهل البيت وغيرهم ،
وأهل البيت المستقيمون ينكرون الغلو فيهم ويتبرؤون من الغلاة ، فقد حرق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الغلاة الذين غلوا فيه بالنار .
وأقره ابن عباس - رضي الله عنه - على قتلهم ، لكن يرى قتلهم بالسيف بدلاً من التحريق ، وطلب علي - رضي الله عنه - عبد الله بن سبأ رأس الغلاة ليقتله لكنه هرب واختفى .
والنقل
http://www.sahab.net/home/index.php?Site=News&Show=713