خزانة الربانيون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.07.09 7:34

    جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...
    Embarassed

    "كنت شاركت مشاركة, عن حديث في صحيح البخاري.. استدل به رجل كان يتحدث عن عدلية الصحابة, وطرحته ليقول أهل العلم قولتهم.... ((((((((فحذف))))))!!

    ولا أرى وجها علميا لهذا التصرف, فهو حديث صحيح, وأنتم -حفظكم الله- أهل هذا العلم, فأنت أولى وأعلم للقول فيه, دون تركه للعامة والمتنطعة....

    وفي هذا الحديث مرتع خصب للرافضة لعنهم الله.. فأن نسمع الرد الحجة منكم, خير من أن نبهت فلا نحير جوابا!!..


    هذا هو الحديث, فبينوه لنا فتح الله عليكم وهداكم!.


    6242 حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب ، أنه كان يحدث ، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يرد على الحوض رجال من أصحابي ، فيحلئون عنه ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " وقال شعيب عن الزهري ، كان أبو هريرة ، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " فيجلون " وقال عقيل : " فيحلئون " ، وقال الزبيدي عن الزهري ، عن محمد بن علي ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

    كان هذا هو نص السؤال ونص الجواب الذي علق:


    الأخ الكريم..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    وبعد فإني أعذركم في طرحكم السؤال وأتفهم وجهة نظركم، كما أعذر المشرف الذي حذفه وربما كان لوجهة نظره وجه وجيه، ولاسيما أن المنتدى لم يكن كسابق عهده، بل كثر فيه المشاركين من طلاب العلم وأدعيائه المبتدئين الكبار في أعين أنفسهم، والشبه قد تخطف القلوب أسأل الله أن يعصمنا منها برحمته وفضله، وأن يعرف بعيوب أنفسنا وقصورها.

    أما هذا الحديث وأمثاله فمن أحسن ما أجاب به أهل العلم -في ما رأيت- ما حاصله أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ارتد أكثر العرب والأعراب، وبعضهم كانت لهم صحبة وهذا معروف مشهور.
    فلما كانت حروب الردة هلك منهم جم على غير الإسلام.
    فأمثال هؤلاء هم الذين عناهم صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث: رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك.

    فقد مات صلى الله عليه وسلم وهم على الإسلام فما لبثوا أن تحولوا أوجحدوا وارتدوا.
    أما من ثبت له اسم الصحبة، ولم يثبت عليه ما ينقله عنه بكفر أو ارتداد فقد قال الله تعالى فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)،


    وأول من يدخل في الذين اتبعوهم بإحسان عامة الصحابة، الذين لم تعرف في عصرهم البدع. وقال سبحانه: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)

    روي عن غير واحد من سلف أنه جاءه أحدهم فقال إني أجد في نفسي شيئاً على فلان وفلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
    فتلى عليه الإمام الآية الأولى: للفقراء الماهجرين... وهي في المهاجرين.
    وقال له: أأنت من هؤلاء؟
    قال الرجل: لا!
    فتلى عليه الإمام الآية الثانية: والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم... وهي في الأنصار.
    ثم قال له: أأنت من هؤلاء؟
    قال الرجل: لا!
    فتلى عليه الإمام الآية الثالثة السالفة: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان...
    ثم قال له: أأنت من هؤلاء؟
    فقال له الرجل: أرجو أن أكون منهم.
    فقال له الإمام: ليس من هؤلاء من سب هؤلاء!

    والآيات والأحاديث في فضل الصحابة عموماً وخصوصاً كثيرة متواترة معروفة، ولكن الشأن في من انقطع عنه اسم الصحبة، وهذا ما لاتقبل فيه الدعاوى الرافضية الحمقاء الخرقاء التي لادليل عليها ولابرهان لها.

    وإلا لصح لكل جاهل وناصبي بغيض بليد أن يستدل بنفس الحديث الذي استدلوا به على كفر أئمة أهل البيت من بعده صلى الله عليه وسلم!! وتلك دعوى تقشعر منها الجلود المؤمنة.
    غير أن الذي يستدل على تبديل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأضرابهما بعده صلى الله عليه وسلم بهذا الأثر ونحوه فقد جاء أمراً إداً أكثر نكارة وأشنع عقلاً وشرعاً.

    كما أنه لادليل فيه ولكن الرافضة لايعقلون!
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.07.09 7:35

    تعليق :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذي أعلى راية السنة وجعل لوائها بيد خير أمة تناقلتها أجيال بعد أجيال وكان خيرها أصحاب النبي الإمام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الغر الكرام وبعد
    : أخي الحبيب كان الأجدر بك أن تجمع الموضوع بكافة تفاصيله لتتمكن من رد شبه هؤلاء المفتونين المارقين الذين هم أجهل الناس قي العلقليات وأكذب الناس في النقليات .
    أولا : إن الذي روى أحاديث الحوض هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل بلغ عدد من روى هذا الحديث بتفاصيله ثلاثون صحابيا على ما يحضرني ولعلهم أكثر .
    الثاني : أن التابعين الذي حملوا هذه الرواية عايشوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعايشوا الإسلام كما بين النبي صلى الله عليه وسلم وأمره ربه فهو مع تفرقهم في البلاد بسبب الجهاد والعلم والدعوة وغيرها من الأسباب كانت أصولهم واحدة ودينهم واحد لم يغيروا ولم يبدلوا ولم يقع بين اختلاف التضاد في الرواية ولا يمكن أن يكون ذلك صدفة أو تواطئا .
    بل هو كما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم .
    الثالث : جمع روايات الحديث : ففي لفظ أصيحابي وهذا للتقيل من شأنهم ومعرفة مآلهم وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أولئك لما قال ( يخرض من ضوءضيء هذا أقوام ... .

    وجاء في لفظ آخر (والله ليقتطعن رجال دوني ) وهو في صحيح مسلم .
    وهذا يدل على عدد قليل لا على كل الصحابة كما تزعم الرافظة عليهم لعنة الله .
    وفي لفظ فيؤتي بقوم فيؤخذ بهم ذات الشمال .
    وتنكيرهم دليل على أن لاقدم سبق لهم في الإسلام إذ التنكير غالبا ما يكون على باب التحقير وهذا يدل على حقارة شأنهم .
    ولا يعرف لعامة الصحابة مثل هذه الميزة الوضيعة .

    فقه الرواية : ومن جملتها أن ما يدخل في هذا الحديث قسمان من الناس :
    الأول من ذكرت ووقعت منه الردة سواء ممن رجع وتاب أو مات على ذلك كبعض نكرة الأعاريب .
    الثاني : من أحدث حدثا استحق صرفه بسببه عن الحوض ولا يلزم من ذلك ردته بل عقوبته كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الخوارج بقوله ( لأن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) وهذا لايكون من صلى الله عليه وسلم إلا عقوبة شرعية .
    انظر في أقوال أهل العلم وعزز ذلك بالنصوص وهي كثيرة .
    واسأل أخيرا من ذا الذي يمكن أن يصدر حكم الردة على لآحاد الصحابة أو جملتهم على طريقة الرافظة فالكل في موضع احتجاهم داخل في النص والاسثناء بالهوى والرأي بلا دليل دليل ضلال فما سيقولونه في الذب عن صحابي سيقال عين الجواب في الذب عن سائر الصحابة وهذا يلزم فيه الإنصاف للجميع وإلا كما هو معلوم الحقد هو الفيصل والجهل هو المرجع عندهم ومن كان دينه هواه لا تتبعه نفسك وكفى به هلاكا .
    حفظك الله من كل سوء وجعلت ناصرا لخير القرون الصحابة ومن بعدهم وجزاك الله خيرا
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.07.09 7:39

    تعليق :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإخوة الكرام :

    السلام عليكم ورحمة الله ،،،

    كما يظهر لي أن الصحبة في هذا النص الحديثي وأمثاله هي الصحبة اللفظية لا الإصطلاحية .

    كما في هذا النص " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " والمقصود أهل النفاق

    ==========


    تعليق آخر :

    سألت الشيخ الألباني-رحمه الله-عن توجيه"أصحابي" في هذا الحديث ، وما يمكن أن يشوش به من بعض أهل البدع في عدالة الصحابة ؟
    فسألني : أفي الصحابة منافقين ؟
    قلت : نعم ؛ لحديث :" لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه" .
    فقال -رحمه الله- : هم المعنيون في هذا الحديث -يعني : أهل النفاق .

    قيدت هذا وإن أشكل عليّ ؛ لأن نفاقهم كان مع معاصرتهم له ، و لفظ الحديث :".. ما أحدثوا بعدك" .
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.07.09 7:48

    إضافه قيمه :

    كتب الشيخ ( فيصل نور ) في معرض رده علي التيجاني الضال واستدلاله على أن حديث الحوض يذم الصحابة :

    .. إختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث، فعن قبيسة قال: ( هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، (( وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المنافقون أو المرتكبين للكبائر ))(12)


    وقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم قومٌ من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبةً ورهبةً ))(13)

    وقال الإمام النووي: (( هـذا مم إختلف العلماء به على أقوال فقيل أنهم المنافقـون المرتدون وقيل أن المـراد بهم من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إرتد بعده ))(14)

    وقال بعض أهل العلم أنهم من أهل البدع والأهواء فقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام ))(15)

    وقال النووي (( أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجـوا ببدعتهم عن الإسـلام ))(16)

    وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر (( كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ))(17)

    وقال أبو اسحاق الشاطبي (( الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع، ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع ))(18)

    وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين

    بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة وبذلك يتبين لنا أن الصحابة الكرام ليسوا ممن عنوا بالحديث ولكن إذا أبى هذا المهتدي إلا أن يناطح الحق ويركب رأسه فأضطر ولا بد من أن آتي بأقوال شيعته فيمن عناهم الحديث حتى يظهر الحـق من الباطل ويأبى اللـه إلا ان يُجْـري الحق على ألسنتهم يقول الفضل الطبرسـي ( وهـو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قولـه تعـالى { فأما الذين اسودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...

    اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع)

    ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري) ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))(19) فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم

    وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث(20)، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

    وهذا الكاشاني ( من كبار مفسري الاثني عشرية ) عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره ))(21)

    فهذا هو قول الشيعة فيمن عنوا بالحديث ولن يستطيع التيجاني مهما حاول تحريف قول شيعته على أنهم الصحابة لأنهم لم يشيروا أدنى إشارة إلى اتهام الصحابة وخير دليل على ذلك أنهم طعنوا في الصحابة في غير ما موضع من تفاسيرهم ـ راجع تفسير الصافي للكاشاني ـ

    وأنزلوا عليهم الكثير من الآيات التي ليس لهم بها صلة لامن قريب ولا من بعيد، إلا هذه الآية لتكون حجة عليهم لا لهم ولله الحمد والمنة،

    ومن هنا نعلم أن الحديث لا يشملهم، فالصحابة لا مرتدين ولا مبتدعين متبعين للهوى وحتى أزيل الشك من القلوب وأقطعه باليقين ليزداد الذين آمنوا من أهل السنة بالحق إيماناً ويزداد الذين ضلوا من أهل التشيع والرفض بالباطل ضلالاً

    وطمعاً في هداية من يريد منهم الحق واْتّباعه أسوق أقوال الشيعة الاثني عشرية في أن الصحابة الكرام معصومون من الارتداد ومطهرون من الابتداع، أما أنهم معصومون من الارتداد فقد ذكر ذلك وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غير ما موضع(22)

    ومن أوثق مصادر القوم بالإضافة إلى كبار أئمتهم من أولاد علي فهذا الإمام المعصوم عند الرافضة الاثني عشرية(*) يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول
    (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان ... ))(23)!

    ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجـع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه(24) ـ (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟
    فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان،
    قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟
    قال: بل صدقوا،
    قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟
    فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً ))(25)

    وهذا الإمام الحسن العسكري والذي يمثل عند الاثني عشرية الإمام الحادي عشر يقول في تفسيره عندما سأل موسى ربه بضع أسئلة منها (( هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(26)

    ويقول أيضاً (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم ))(*)

    وبعد هذا البيان يتبين لدينا أن الصحابة الكرام معصومـون عن الارتداد والانقلاب وأما أنهم سالمون من الأهـواء والبـدع فقـد ذكـر القمـي ـ وهـو من كبار أئمتهم ـ فـي كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (( كان أصحاب رسول الله وآله اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولاحروري ( الخوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(27) ومن هنا يتبين لدينا أن الصحابة الكرام سالمون من الابتداع فهذه هي أقوال كبار أئمتهم وهذه كتبهم تنطق بالحق فماذا بعد الحق إلا الضلال يا تيجاني؟!

    أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(28)


    ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق، فقد روى أحمد والطبراني بسند حسن من حديث أبي بكرة رفعه (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني))(29)

    بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فـلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابـي أُصَيْحابـي فَلَيقالـنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعـدك ))(30)

    بـالإضافة إلى أنـه قـد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومـرة ( زمـرة ) فلا يصـح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حـد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو ان يكون من خزعبلات الرافضة.

    5ـ أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟))(31)
    avatar
    الشيخ إبراهيم حسونة
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته
    كان الله تعالى له وجعل ما يفعله في ميزان حسناته


    ذكر عدد الرسائل : 9251
    شكر : 7
    تاريخ التسجيل : 08/05/2008

    الملفات الصوتية رد: جواب للسائل عن احتجاج الرافضية بذود فئام عن الحوض...

    مُساهمة من طرف الشيخ إبراهيم حسونة 22.07.09 7:49

    فهذا الحديث يفيد أن أهل الأهواء والنفاق يحشرون بالغرة والتحجيل وقوله ( منكم ) الميم ميم الجمع وهذا يعني أنهم يحشرون جميعاً بنفس سيما المؤمنين كما في حديث الصراط في قوله صلى الله عليه وسلم ((....وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. ))(32) فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين، والذي أرجحـه أن المقصود بالحديث هـم المنافقون لأنه أقرب الأقوال إلى الحق والذي يتوافق مع سياق الحديث.

    وبعد هذا البيان نقول لايمكن بحال حمل هذه الروايات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وأولهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين وذلك لعدة أسباب،

    أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترضىَّ عن صحابته ودافع عنهم وقال (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ))(33) وفي هـذا الحديث أثبت الخيرية لقرن الصحـابة وأخرج مسلم في صحيحة عن أبي بردة عن أبيه في جـزءٍ من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال (( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحـابي فـإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحـابي أتى أمتـي مـا يوعدون ))(34)


    قال النووي في شرحه لمسلم (( ـ وأصحـابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ـ معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم ))(35)

    بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بالجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ))(36)

    وأخرج أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لـن يدخـل النار رجـل شهد بدراً والحديبية ))(37) وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عن صحابته راضٍ(38)

    بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحداً من المهاجرين والأنصار قد ارتد، قال الإمـام عبـد القـادر البغدادي في كـتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) (( أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من كندة، وحنيفة،وفزارة، وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنه درجـوا على الديـن القويم والصـراط المستقيم ))(39)

    فكيف يستقيم هذا الأمر مع قول التيجاني أن أكثر الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم فأتساءل هل الرسول صلى الله عليه وسلم يتناقض مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟

    أليس هذا طعن صريح بالنـبي بأبي هـو وأمي صلوات الله وسلامه عليه فـلا شك إذن أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن أصحابه لم يرتدوا بعـده فقـد أخرج الطبراني بسند جيد من حديث أبي الدرداء (( فقلت يا رسول الله ادع اللـه أن لا يجعلني منهم، قـال: لست منهم ))(40)

    بالإضافة إلى أن الحديث الأول الذي حرفـه التيجـاني بقـوله ( بينما أنا قائم ) والصحيح قوله ( بينما أنا نائم ) الذي يثبت أنه رأى في منامه في الدنيا ما سيقع له في الآخرة فلو كان الصحابة هم الذين سيرتدون لذكر ذلك .....

    فهل يقول من يعرف المعقـول أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلـم حـال أصحابه كحال أبي الدرداء فلعله سيجـده مـع المرتدين!؟

    فلا أعتقد أن أحداً يقول مثل هذا القول إلا أمثال التيجاني ( المهتدي ) إذاً لا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمـن هـو أعظم وأقـرب وأحب إليه كمثل أبي بكر الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنت عتيق الله من النار ))(41) وعمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ))(42) وعثمان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عثمان في الجنة ))(43) ولست أدري لعل راوي حديث الإنقلاب وهو الصحابي الجليل أبو هريرة ـ والذي روى الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ سيجد نفسه أحد المرتدين المدفوعين عن الحوض!! بالإضافة لثمانين صحابياً شاركوا أبا هريرة في رواية الحديث.

    6ـ أما إذا لم يعترف هذا التيجاني بهذه الحقيقة فيكون لزاماً عليه أن يحدد من هم الصحابةالذين يشملهم الحديث فإن لم يكن هناك من جواب فلا بد أذن من أن يسري هذا المعنى على الصحابة المرضيين عندهم(*) فسيشمل الحديث دون شكٍّ علياً بن أبي طالب والحسن والحسينَ وعمارَ بن ياسر وأبا ذرٍّ الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وخزيمة بن ثابت وأبي بن كعب(44) ولن يستطيع إستثناء هؤلاء الصحابة الكرام إلا بدليل ثابت


    فإن قال أن هناك أحاديث تثني على هؤلاء الصحابة وتثبت أنهم من أهل الجنة أقول وكذا الصحابة الذين تحاول إدخالهم فيمن يرتد عن الحوض أن هناك عشرات الأدلة من الكتاب والسنة تثبت رضا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم وتثني عليهم غاية الثناء وأنهم هـم المؤمنون حقـاًّ وتثبت بالدليل القاطع أنهم من أهل الجنة فما هو جواب التيجاني المهتدي!؟.

    7ـ أما قوله ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فمن المسلَّم به أن الصحابة الكرام لم يبدلوا أو يحدثوا في دين الله شيئاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد أورد السيد محمـد صديق حسن القنوجي البخاري رحمه الله في كتابه ( الدين الخالص ): (( أن رافضياًّ سأل سنيًّا:ما تقول في حق الصحابة؟


    فأجابة: أقول فيهم ما قال اللـه تعـالى في كتـابه، عني بـه قولـه هـذا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ). فقال ( أي الرافضـي ): إنهم بدلوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال السني: إن الله يقول: { وما بدلوا تبديلا } ونحـن لا نقـول بإله يخـبر بشيء ولا يعلم أنه يتغير بعد ذلك ))(45) أما إذا ادعـى هـذا التيجاني المهتدي أنهم أحدثـوا الكثير مثل عدم قبولهم بولاية أهل البيت وتحـريف القرآن فسيأتي بإذن الله في ثنايا هذا الكتاب ما يفند هذه الدعاوى جملة وتفصيلاً.

    8ـ أما قول هذا التيجاني ( أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده (ص) إلا القليل الذي عبر عنهم بهمل النعم ).


    هذا القول يدل على جهل هذا الرافضي بمعنى الحديث فهو كحاطب ليل يجمع ما يظن أنه طعنٌ في الصحابة ولكن أقول له بعداً، فقوله صلى الله عليه وسلم ( بهمل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه(46) وليس كل من ورد الحوض.
    وجاء في رواية أخرى بلفظ ( رهط ) فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يرد علي يوم القيامة ( رهط ) من أصحابي فيجلون عـن الحـوض فأقول: يارب أصحـابي. فيقول: أنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتـدوا على أدبارهـم القهقـري ))(47) والرهط كما هو معلوم مـا دون العشرة من الرجـال..(48) أما الصحـابة فيشربون من الحوض فقول هـذا التيجـاني بأن أكثر الصحـابة ارتـدوا دليل علـى عميق تفكيره فهنيئاً له على الهداية!!

    9ـ ثم يتناقض هذا التيجاني تناقضاً واضحاً وفاضحاً حين يقول ( ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ( تأمل! ) حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون لأن النص يقول: فأقول أصحابي!!؟ )


    سبحان ربي إن هذا لشيء عجاب أجعل المنافقين ليسوا من الصحابة؟! أليس هو الذي قسّم ( الصحابة ) إلى ثلاثة أقسام وآخرهم المنافقون بينما هو ينفي هنا ذلك فيقول لا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على المنافقين...لماذا؟.. لأن النص يقول أصحابي؟؟!

    فأقول لهذا المهتدي أي الأمرين تختار؟! فإن قلت أن أحد أقسام الصحابة هم المنافقون فقد رددت على نفسك وإن قلت أن المنافقين ليسوا قسماً من الصحابة فقد أهدرت كتابك من أوله إلى آخره لإنك بنيته على أن المنافقين من الصحابة وحتى أخرجك من هذه المعضلة أقول أنه ما من شكٍّ أن المنافقين ليسوا بحالٍ من أقسام الصحابة ولكـن الرسـول صلى الله عليه وسلم ذكرهـم وذكـر المرتـدين في بـعض روايـات الحـديث ( بأصيحابي ) أو بـ( من صاحبني ) لأنهم صحبوه ورأوه في الدنيا وذلك تصغيراً لهم وتحقيراً لا تعظيماً ولا يقول ذلك لأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم رواياته في حقهم بصيغة الإجلال والتقدير والتعظيم والتكريم.

    وأخيراً أقول: أن التيجاني ( المهتدي ) يريد أن يوصلنا إلى نتيجة محددة، مفادها أن أكثر الصحابة قد ارتدوا على أدبارهم القهقري... فماذا يعني هذا القول؟! هذا يعني أن الدين الذي نحن عليه منذ أربعة عشر قرناً والقرآن الذي بين أيدينا والسُّنة التي نسير عليها والصلاة ( عمود الدين ) التي نقيمها والعبادة التي نؤديها باختصار باطلة!!! لأنها نقلت إلينا عن طريق المرتدين؟! ومعنى هذا أيضاً أن المرتدين يا ويلهم الذين فتحوا البلاد شرقاً وأخضعوا البلاد غرباً ليس من أجل إخضاع الناس لعبادة رب العباد بل لكي يدخلونهم مباشرة في باب الإرتداد؟!! ومعنى هذا أيضاً أن مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم هم أهل الحق لأنهم لم يرتدوا عن الإسلام بل ارتدوا عن أهل الإرتداد!!؟ وكأنه ينادي ويقول يا أهل الشام ... ياأهل مصر والمغرب العربي... يا أهل العراق... يا أهل الجزيرة... يا أهل ما وراء النهرين...كلكم مرتدون على أدباركم القهقري وإلى جهنم؟!!! فمرحا بالإمامية الجاهلية.


    والله أعلم .

    المصدر : موقع فيصل نور


    والنقل
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38399

      الوقت/التاريخ الآن هو 14.11.24 19:13